إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٧

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٧

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦٧

(مَنْ يَفْعَلُ) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. يفعل : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

(مِنْ ذلِكُمْ) : حرف جر للتأكيد أي تأكيد عجز الشركاء. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بحال مقدمة من «شيء» اللام للبعد. الكاف للخطاب. والميم علامة الجمع.

(مِنْ شَيْءٍ) : حرف جر زائد للتأكيد. شيء : اسم مجرور لفظا منصوب محلا لأنه مفعول به للفعل «يفعل» بمعنى : فهل من شركائكم من يفعل شيئا من تلك الأفعال. وعلامة جر «شيء» الكسرة المنونة لأنه اسم نكرة.

(سُبْحانَهُ وَتَعالى) : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب بفعل محذوف من جنسه أي أسبح .. بمعنى : أنزهه عن كل سوء والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة. الواو عاطفة. تعالى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو بمعنى وتعاظم.

(عَمَّا يُشْرِكُونَ) : مكونة من «عن» حرف جر و«ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بعن والجار والمجرور متعلق بتعالى. يشركون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : عما يشركونه من الآلهة. أو تكون «ما» مصدرية فتكون جملة «يشركون» صلة حرف مصدري لا محل لها و«ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بعن. التقدير : عن إشراكهم ـ شركهم ـ والجار والمجرور متعلق بتعالى.

(ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (٤١)

٦٤١

(ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) : فعل ماض مبني على الفتح. الفساد : فاعل مرفوع بالضمة. في البر : جار ومجرور متعلق بظهر. والبحر : معطوف بالواو على «في البر» ويعرب إعرابه بمعنى : ظهرت الشدائد والكوارث أي أفسد الله دنياهم.

(بِما كَسَبَتْ) : جار ومجرور متعلق بظهر و«ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء. كسبت : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها بمعنى بما اقترفت أيديهم من الذنوب.

(أَيْدِي النَّاسِ) : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. الناس : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة والجملة الفعلية «كسبت أيدي الناس» صلة الموصول لا محل لها والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف ـ ساقط ـ خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير بما كسبته أيديهم أي بسبب كفرهم أو اقترافهم المعاصي والذنوب.

(لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ) : اللام حرف جر للتعليل. يذيق : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول. بعض : مفعول به ثان منصوب بيذيق المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. والجملة الفعلية «يذيقهم بعض» صلة حرف مصدري لا محل لها و«أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بظهر.

(الَّذِي عَمِلُوا) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة. عملوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : بعض الذي عملوه بمعنى : ليذيقهم وبال أو عقوبة أعمالهم السيئة في الدنيا قبل أن يعاقبهم بجميعها في الآخرة.

٦٤٢

(لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إن» و«هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب اسم «لعل». يرجعون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لعل» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى لعلهم يرجعون إلى الهدى أو عما هم عليه.

(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ) (٤٢)

(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت وأصله : قول حذفت الواو تخفيفا ولالتقاء الساكنين. سيروا : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. في الأرض : جار ومجرور متعلق بسيروا.

(فَانْظُرُوا كَيْفَ) : الجملة الفعلية معطوفة بالفاء على «سيروا» وتعرب إعرابها. كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب خبر «كان» المقدم.

(كانَ عاقِبَةُ) : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. عاقبة : اسم «كان» المؤخر مرفوع بالضمة.

(الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. من : حرف جر. قبل : اسم مبني على الضم لانقطاعه عن الاضافة في محل جر بمن. والجار والمجرور متعلق بفعل محذوف صلة الموصول المعنى : الذين سبقوكم.

(كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ) : الجملة الفعلية تفسيرية ـ بيانية ـ لا محل لها أو تكون في محل نصب بدلا من «كيف كان عاقبة» و«كان» فعل ماض ناقص مبني على الفتح. أكثر : اسم «كان» مرفوع بالضمة وهو مضاف و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

٦٤٣

مشركين : خبر «كان» منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من الحركة والتنوين في الاسم المفرد «المشرك» وهو اسم فاعل.

(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ) (٤٣)

(فَأَقِمْ وَجْهَكَ) : الفاء استئنافية تفيد هنا التعليل. أقم : فعل أمر مبني على سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. وحذفت الياء ـ أصله : أقيم ـ تخفيفا ولالتقاء الساكنين. وجهك : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة بمعنى فقوم وجهك.

(لِلدِّينِ الْقَيِّمِ) : جار ومجرور متعلق بأقم. القيم : صفة ـ نعت ـ للدين مجرور مثله وعلامة جره الكسرة أي القويم.

(مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ) : جار ومجرور متعلق بأقم. أن : حرف مصدري ناصب. يأتي : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة.

(يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ) : فاعل مرفوع بالضمة. والجملة الفعلية «يأتي يوم» صلة حرف مصدري لا محل لها و«أن» المصدرية وما بعدها : بتأويل مصدر في محل جر بالإضافة. لا : نافية للجنس تعمل عمل «إن» مرد : اسم «لا» النافية للجنس مبني على الفتح في محل نصب وخبر «لا» محذوف وجوبا. له : جار ومجرور متعلق بخبر «لا» والجملة «لا مرد له» في محل رفع صفة ـ نعت ـ ليوم.

(مِنَ اللهِ) : جار ومجرور للتعظيم متعلق بيأتي بمعنى : من قبل أن يأتي من الله يوم لا يرد أحد أو متعلق بمرد على معنى : لا يرده هو بعد أن يجيء به ولا رد له من جهته لأنه سبحانه يكون قد قضاه.

(يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بيأتي وهو مضاف. إذ : اسم مبني على السكون الظاهر في آخره

٦٤٤

وحرك بالكسر تخلصا من التقاء الساكنين : سكونه وسكون التنوين وهو في محل جر مضاف إليه وهو مضاف أيضا والجملة المحذوفة المعوض عنها بالتنوين في محل جر بالإضافة. التقدير : ويومئذ يأتي يوم لا مرد له من الله يصدعون أي يتفرقون. يصدعون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وأصله يتصدعون فأدغمت التاء في الصاد فحصل تشديد الصاد بمعنى : يتفرقون بعد الحساب .. فريق إلى الجنة وفريق إلى السعير.

(مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ) (٤٤)

(مَنْ كَفَرَ) : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من» كفر : فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم بمن لأنه فعل الشرط والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو والجملة الفعلية «كفر» صلة الموصول «من» لا محل لها أي من كفر بالله.

(فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ) : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط والجار والمجرور «عليه» في محل رفع متعلق بخبر مقدم وقدم الظرف ليدل على أن ضرر الكفر لا يعود إلا على الكافر نفسه لا يتعداه. كفره : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر بالإضافة بمعنى : فعليه وبال كفره أو فعليه تقع نتيجة كفره أي تبعة كفره.

(وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً) : معطوف على «من كفر» ويعرب إعرابه. صالحا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أي ومن عمل عملا صالحا فحذف المفعول ـ المصدر ـ الموصوف وحلت الصفة محله. وقيل : هو من الصفات التي تجري مجرى الاسماء.

(فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ) : الجملة جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط والجار والمجرور «لأنفس» في محل

٦٤٥

رفع متعلق بخبر مقدم لمبتدإ محذوف. التقدير : فهم يمهدون لأنفسهم و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة يعود على «من» أي على معناها وأفرد الفعل «عمل» على لفظ «من» لأن «من» مفردة اللفظ مجموعة المعنى. يمهدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية «يمهدون» في محل رفع خبر المبتدأ «هم» المحذوف بمعنى : يسوون لأنفسهم منزلة عند الله سبحانه.

** (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة والأربعين بمعنى : فقوم وجهك للدين القويم من قبل مجيء يوم لا مرد أي لا رد له من أمر الله فحذف المضاف «أمر» ويصدعون مأخوذ من التصديع وهو التشقيق بمعنى كل منهم مشغول بنفسه والشيء إذا تشقق تفرق فهم متفرقون.

** (مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة والأربعين .. ويمهدون : بمعنى يسوون لأنفسهم منازل أو منزلة عند الله ومنازل في الجنة .. يقال : مهد الأرض ـ يمهدها ـ مهدا .. من باب «قطع» بمعنى سواها ومنه تمهيد الأمور : أي تسويتها.

** (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السادسة والأربعين. والفعل «يذيق» يتعدى إلى مفعولين وحذف مفعوله الثاني لأن «من» التبعيضية في «من رحمته» يدل عليه أو يكون المفعول الثاني صريحا حذف اختصارا المعنى ليذيقكم من رحمته الغيث ـ أي المطر والخصب والخيرات. لأن ما قبله «يرسل الرياح مبشرات» يدل عليه أي مبشرات بنزول المطر. و«الرياح» في الآية الكريمة المراد بها : رياح الجنوب والشمال والصبا هي رياح الرحمة ومنه قوله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا» ويقال : عصفت الريح تعصف ـ عصفا : أي اشتد هبوبها. والفعل «عصف» من بابي «ضرب» و«جلس» فهي ريح عاصف وهذا يوم عاصف أي تعصف فيه الريح وهو فاعل بمعنى مفعول مثل ليل نائم. ومن أسماء الريح : الخزرج .. وبها سمي الرجل. و«الخزرج» هي ريح الجنوب ومن أسمائها : المرسلات وهي الملائكة أيضا. ويقال هذه رياح دروج : أي سريعة المرور. ومن أقوالهم : هذا رجل يهب مع كل ريح .. يقصدون به : الإمعة. وهو الذي يقول لكل واحد : أنا معك. ويقال : عجت الرياح أو الريح تعج عجا وعجيجا : بمعنى : اشتدت فأثارت الغبار. والعجاج : جمع «عجاجة» وهو الغبار أو الدخان. وسمي هبوب الريح : نعرة النجم ـ بفتح النون «نعرة» وجمعها : نعرات أما «النعرة» بضم النون وفتح العين وجمعها : نعرات .. فهي ما يقصد بها : التعصب الطائفي ومن معانيها أيضا : الخيلاء والكبر .. وقد استعيرت للتعصب واستعملت مجازا للأنفة والخيلاء ويقال : زجرت الريح السحاب : أي أثارته وتسمى الريح الحارة : حرورا. والريح الباردة حرجفا أما «النسيم» من الريح فهو ما يستلذ من هبوبها وهو تنفس سهل.

٦٤٦

وقوله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا فقد جاء على الغالب في الإطلاق أي أن «الريح» لم ترد في القرآن الكريم ـ كما يقولون : إلا عذابا بخلاف الرياح .. و«الصبا» هي رياح الرحمة ـ وتلفظ بفتح الصاد. وقال الشاعر :

أيا جبلي نعمان بالله خليا

نسيك الصبا يخلص إلى نسيمها

فإن الصبا ريح إذا ما تنفست

على قلب محزون تجلت همومها

و«الصبا» بفتح الصاد : ريح تهب من جهة الشرق ويقابلها الدبور وهي ريح تهب من جهة الغرب لأن الرياح أربعة أنواع .. أي تهب من الجهات الأربع أما تلك التي تهب من جهة الجنوب فتسمى : القبلية وثمة ريح الشمال وهي الشمالية. أما «الصبا» بكسر الصاد فيعني الشوق ومن معانيه أيضا : الصغر .. يقال : رأيته في صباه : أي في صغره ومنه يقال : تصابى الرجل : أي مال إلى اللهو واللعب كما يفعل الصبي.

** (وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السادسة والأربعين بمعنى ولتطلبوا الرزق من بعض فضله ولعلكم تشكرون نعمته عليكم أي لتشكروا نعمته فتوحدوه فحذف مفعول «تبتغوا» وهو «الرزق» ومفعول «تشكرون» وهو «نعمته».

** (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السابعة والأربعين .. أي فجاءوهم بالآيات البينات بمعنى بالمعجزات الواضحات فحذف الموصوف «الآيات» اختصارا.

** (اللهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثامنة والأربعين .. المعنى : فتسوق الرياح سحابا وتهيجه وتدلنا الآية الكريمة أن الرياح هي التي تنشئ السحاب وتكون مبدأ لإنزال المطر. وقيل : إن العرب كانوا يزعمون أن السحاب يحمل الماء من بحار الأرض ثم يرجعه إلى الأرض .. ولهذا سمي المطر : رجعا كما سمي أوبا تسمية بمصدري الفعلين : «رجع» و«آب» وقد أرادوا التفاؤل فسموه رجعا وأوبا ليرجع ويثوب. وقيل : لأن الله تعالى يرجعه وقتا فوقتا كما في سورة «الطارق» : (وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ) أي والسماء ذات المطر أو التي ترجع في كل دورة إلى الموضع الذي تتحرك منه.

** (فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخمسين .. وفيه حذف المشار إليه الصفة أو البدل لأن التقدير : إن ذلك المحيي أو القادر على إحياء الأرض بقدرته قادر على إحياء الموتى وغيرهم والمحذوف اختصارا هو الصفة «القادر» وكلمة «آثار» جمع «أثر» وتدل على بقايا الأقوام في الأزمنة الغابرة من أماكن شاخصة ودالة عليها واخذت اللفظة تطلق على كل المخلفات التي تشير إلى حضارات الأقدمين وهو مأخوذ من الفعل «أثر» نحو : أثرت الحديث : أي نقلته فالحديث مأثور أي منقول ـ لأنه اسم مفعول ـ وكل قديم متوارث فهو مأثور .. والأثري : هو المنسوب إلى الأثر ومنه «علم الآثار» فالعالم بالآثار أو المشتغل بها يقال عنه : رجل آثاري ولا يقال : أثري والأشياء المنقولة والمتروكة هي الأثرية نحو : هذه مدينة أثرية .. أماكن أثرية .. نقود أثرية .. لغة أثرية أي من المخلفات القديمة التي تحكي وتشير إلى حضارات الأقدمين والأزمان الغابرة. ويطلق على المكان الذي يحوي هذه الآثار : «المتحف» بضم الميم وفتح الحاء لأنه اسم مفعول ويقال متحف آثاري لأنه شبه بالعالم الآثاري فشبه باسم الفاعل.

٦٤٧

(لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ) (٤٥)

(لِيَجْزِيَ الَّذِينَ) : اللام حرف جر للتعليل. يجزي : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به والجملة الفعلية «يجزي الذين» صلة حرف مصدري لا محل لها و«أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بيصدعون. والجملة الفعلية بعده «آمنوا» صلة الموصول لا محل لها.

(آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وعملوا : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «آمنوا» وتعرب إعرابها. الصالحات : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. أي الأعمال الصالحات فحذف الموصوف «الأعمال» وأقيمت الصفة «الصالحات» مقامه. وقيل : الصالحات من الصفات التي جرت مجرى الأسماء.

(مِنْ فَضْلِهِ) : جار ومجرور متعلق بيجزي أو بمفعول «يجزي» الثاني المحذوف بتقدير : ثوابا من فضله والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

(إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «إن» و«لا» نافية لا عمل لها. يحب : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو والجملة الفعلية «لا يحب الكافرين» في محل رفع خبر «إن». الكافرين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (٤٦)

٦٤٨

(وَمِنْ آياتِهِ) : الواو استئنافية. من آياته : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

(أَنْ يُرْسِلَ) : حرف مصدري ناصب. يرسل : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة الفعلية «يرسل الرياح» صلة حرف مصدري لا محل لها. و«أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع مبتدأ مؤخر.

(الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. مبشرات : حال من الرياح منصوب وعلامة نصبه الكسرة المنونة بدلا من الفتحة المنونة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.

(وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «مبشرات» بمعنى ليبشركم وليذيقكم. اللام حرف جر للتعليل. يذيقكم : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور والجملة الفعلية «يذيقكم ..» صلة حرف مصدري لا محل لها و«أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بيرسل. من رحمته : جار ومجرور متعلق بيذيقكم والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

(وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ) : الواو عاطفة. اللام حرف جر للتعليل. تجري : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة. الفلك : أي السفن : فاعل مرفوع بالضمة. بأمره : جار ومجرور متعلق بتجري والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة بمعنى لتسير السفن في البحر بإرادته. والجملة الفعلية «تجري الفلك بأمره» صلة حرف مصدري لا محل لها و«أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بيرسل.

(وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ) : الواو عاطفة. اللام حرف جر للتعليل. تبتغوا : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون لأنه من

٦٤٩

الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. من فضله : يعرب إعراب «بأمره» وهو متعلق بتبتغوا والجملة الفعلية «تبتغوا» صلة حرف مصدري لا محل لها و«أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بيرسل بمعنى من رزقه.

(وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) : الواو عاطفة. لعل : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إن» الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «لعل» والميم علامة جمع الذكور. تشكرون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لعل» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى لتشكروا ما أنعم الله عليكم.

(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) (٤٧)

(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا) : الواو استئنافية. اللام لام الابتداء والتوكيد أو القسم. قد : حرف تحقيق. أرسل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً) : جار ومجرور متعلق بأرسلنا والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. رسلا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(إِلى قَوْمِهِمْ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «رسلا» و«هم» ضمير الغائبين في محل جر بالإضافة.

(فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) : الفاء عاطفة للتسبيب. جاءوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و«هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به. بالبينات : جار ومجرور متعلق بجاءوا.

٦٥٠

(فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ) : الفاء سببية لأنها معطوفة على محذوف بتقدير فكذبوهم فانتقمنا : تعرب إعراب «أرسلنا». من : حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بانتقمنا.

(أَجْرَمُوا) : تعرب إعراب «جاءوا» والجملة الفعلية «أجرموا» صلة الموصول لا محل لها بمعنى أذنبوا بتكذيبهم الرسل.

(وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا) : الواو عاطفة للتعليل بمعنى ونصرنا المؤمنين وكان حقا علينا نصرهم. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. حقا : خبر «كان» مقدم منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. على حرف جر و«نا» ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه مبني على السكون في محل جر بعلى.

(نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) : اسم «كان» مرفوع بالضمة. المؤمنين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. وثمة وجه آخر للإعراب وهو أن يوقف على «حقا» ويكون اسم «كان» محذوفا بمعنى : وكان الانتقام منهم حقا ويكون الجار والمجرور «علينا» في محل رفع متعلقا بخبر مقدم و«نصر» مبتدأ مؤخرا وتكون الجملة الاسمية «علينا نصر المؤمنين» جملة تعليلية أو مستأنفة لا محل لها والمعنى : علينا نصر المؤمنين بسبب صبرهم وحسن بلواهم وفي هذه الحالة توسط الخبر بين الاسم والفعل.

(اللهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذا أَصابَ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) (٤٨)

(اللهُ الَّذِي) : لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر المبتدأ أو يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره هو. والجملة الاسمية «هو الذي» في محل رفع خبر لفظ الجلالة.

(يُرْسِلُ الرِّياحَ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الرياح : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

٦٥١

(فَتُثِيرُ سَحاباً) : الفاء عاطفة. تثير : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. سحابا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : فتهيج السحاب وتسوقه وتجريه.

(فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ) : الفاء عاطفة. يبسط : تعرب إعراب «يرسل» والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. في السماء : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الهاء ضمير «يبسطه» بتقدير : فينشره متفرقا في السماء.

(كَيْفَ يَشاءُ) : اسم مبهم مبني على الفتح في محل نصب حال. يشاء : تعرب إعراب «يرسل» بمعنى على أي حال أراد.

(وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً) : معطوفة بالواو على «يبسطه» وتعرب إعرابها. كسفا : مفعول به ثان منصوب بيجعل المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى فيصيره قطعا متراكمة فوق بعضها.

(فَتَرَى الْوَدْقَ) : الفاء سببية. ترى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت الودق : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من «الودق» أي المطر. يخرج : تعرب إعراب «يرسل» والجار والمجرور «من خلاله» متعلق بيخرج والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة بمعنى يخرج من شقوق السحاب.

(فَإِذا أَصابَ) : الفاء استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمن متضمن معنى الشرط خافض لشرطه متعلق بجوابه. أصاب : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(بِهِ مَنْ يَشاءُ) : جار ومجرور متعلق بأصاب. من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية «أصاب به من» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف. يشاء : تعرب إعراب «يرسل».

٦٥٢

(مِنْ عِبادِهِ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «من» و«من» حرف جر بياني التقدير حالة كونهم من عباده والهاء ضمير متصل ـ مبني على الكسر ـ في محل جر بالإضافة. والجملة الفعلية .. «يشاء» صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : من يشاؤه.

(إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) : فجائية ـ حرف فجاءة ـ سادة مسد الفاء في المجازاة ـ جواب الشرط ـ هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يستبشرون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «هم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الاسمية «هم يستبشرون» جواب شرط غير جازم لا محل لها أي يفرح بعضهم بعضا بالمطر.

(وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ) (٤٩)

(وَإِنْ كانُوا) : الواو حالية. إن : وصلية. كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة والجملة الفعلية «كانوا» مع خبرها في محل نصب حال.

(مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ) : جار ومجرور متعلق بكانوا. أن : حرف مصدري ناصب. ينزل : فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بأن المصدرية وعلامة نصبه الفتحة ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي الغيث ـ المطر ـ والجملة الفعلية «ينزل» صلة حرف مصدري لا محل لها و«أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر مضاف إليه.

(عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ) : حرف جر و«هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بينزل. من قبله : جار ومجرور مكرر للتأكيد والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة أي من قبل إنزال المطر عليهم.

٦٥٣

(لَمُبْلِسِينَ) : اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ مبلسين : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد بمعنى ساكنين يائسين من نزوله.

(فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٥٠)

(فَانْظُرْ إِلى آثارِ) : الفاء استئنافية. انظر : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت والجار والمجرور «إلى آثار» متعلق بانظر بمعنى إلى آثار المطر وما جلبه من بركة الله.

(رَحْمَتِ اللهِ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه ثان مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.

(كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ) : الجملة الاستفهامية في محل نصب مفعول به لانظر. كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال. يحيي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. الأرض : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(بَعْدَ مَوْتِها) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بيحيي وهو مضاف. موت : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف و«ها» ضمير متصل في محل جر مضاف إليه ثان.

(إِنَّ ذلِكَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب اسم «إن» اللام للبعد والكاف للخطاب.

(لَمُحْيِ الْمَوْتى) : اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ محيي : خبر «إن» مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل وهو مضاف. الموتى : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر.

(وَهُوَ عَلى كُلِّ) : الواو عاطفة. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. على كل : جار ومجرور متعلق بقدير.

٦٥٤

(شَيْءٍ قَدِيرٌ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. قدير : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة.

(وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ) (٥١)

(وَلَئِنْ أَرْسَلْنا) : الواو عاطفة. اللام موطئة للقسم ـ اللام المؤذنة. إن : حرف شرط جازم. أرسل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع سبحانه و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(رِيحاً فَرَأَوْهُ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى ولو أرسلنا ريحا والفعل «أرسل» فعل الشرط في محل جزم والجملة الفعلية «إن أرسلنا» اعتراضية بين القسم المحذوف وجوابه لا محل لها. الفاء عاطفة. رأوه : فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لاتصاله بواو الجماعة وتخلصا من التقاء الساكنين. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

(مُصْفَرًّا لَظَلُّوا) : حال من السحاب لأنه إذا كان كذلك لم يمطر منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أو يكون حالا من الزرع أي من الضمير «الهاء» في «رأوه» اللام واقعة في جواب القسم المقدر والجملة الفعلية «لظلوا .. مع خبره» جواب القسم لا محل لها وجواب الشرط محذوف لأن جواب القسم دال عليه أو يكون جواب القسم قد سد مسد الجوابين. ظلوا : فعل ماض ناقص من أخوات «كان» مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «ظل» والألف فارقة.

(مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ) : جار ومجرور متعلق بظلوا أو بيكفرون والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. يكفرون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «ظل» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وحذفت صلة الفعل اختصارا. أي يكفرون برحمة الله.

٦٥٥

** (وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والخمسين. يقال : ظل الرجل يعمل كذا : أي عمله بالنهار دون الليل .. وظل النهار ـ يظل .. من باب «ضرب» أي دام ظله وأنا في ظل فلان : أي في ستره وظل الليل : هو سوداه لأنه يستر الأبصار عن النفوذ .. و«رأوه» أي رأوا الزرع بمعنى : فأبصروا رحمة الله لأن رحمة الله هي الغيث وأثرها النبات ولأن معنى آثار الرحمة أي آثار رحمة الله : النبات. واسم «النبات» يقع على القليل والكثير لأنه مصدر سمي به ما ينبت.

** (فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ) : ورد هذا القول الكريم في نص الآية الكريمة الثانية والخمسين .. وفيه شبهوا بالموتى وهم أحياء والموتى لا ينتفعون بما يسمعون.

** (إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثالثة والخمسين وأفرد الفعل «يؤمن» على لفظ «من» وجاء بصيغة الجمع «هم مسلمون» على معنى «من».

** (اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الرابعة والخمسين .. المعنى : خلقكم ضعفاء أو بمعنى ابتدأكم في أول الأمر ضعافا وذلك حال الطفولة ثم أمدكم بقوة أي قواكم ثم أضعفكم بالهرم والشيخوخة وسبب الضعف هو بدء التكوين من نطفة وجعل من بعد ضعف الطفولة قوة للشباب إلى مرحلة الهرم. و«الضعف» بفتح الضاد في لغة تميم وبضمها في لغة قريش خلاف القوة والصحة بالمضموم مصدر «ضعف» مثل «قرب قربا» والمفتوح مصدر ضعف ضعفا .. من باب «قتل» ومنهم من يجعل المفتوح في الرأي والمضموم في الجسد وهو ضعيف وهم ضعفاء وضعاف أيضا .. وقد ضربت العرب الأمثال بالفراشة في الذلة والجهل والضعف فقالت : فلان أضعف من فراشة وأذل وأجهل .. والفراشة : جمعها فراش. وجاء هذا الوصف في هجاء جرير الفرزدق وقومه فقال :

إن الفرزدق ما علمت وقومه

مثل الفراش غشين رأس المصطلى

شبههم بالفراش في الكثرة والانتشار والضعف والذلة والتطاير إلى الداعي من كل جانب كما يتطاير الفراش إلى النار. يقول جرير : إن الفرزدق وقومه دوام علمي بهم ضعفاء أذلاء جهلاء أمثال الفراش في الضعف والذلة. و«المصطلى» هو موضع النار وسمي فراشا لتفرشه وانتشاره ومن أبيات الحماسة :

إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا

مني وما سمعوا من صالح دفنوا

صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به

وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا

جهلا علي وجبنا من عدوهم

لبئست الخلتان الجهل والجبن

وقال الشاعر عن الشيب :

أنكرتني أن شاب مفرق رأسي

كل محلولك إلى إخلاس

في هذا البيت حذف فاعل «شاب» للعلم به وهو «الشعر» ونصبت كلمة «مفرق» بعد نزع الخافض أي على حذف حرف الجر «في» التقدير : أن شاب الشعر في مفرق رأسي. أما «الإخلاس» فمعناه الابيضاض .. ومحلولك : بمعنى : ذو سواد .. من احلولك الشيء : أي اشتد سواده. والمصدر المؤول «أن شاب» في محل نصب مفعول لأجله. و«كل» مبتدأ وشبه الجملة «إلى إخلاس» في محل رفع خبره. وقال النابعة الذبياني :

على حين عاتبت المشيب على الصبا

فقلت ألما تصح والشيب وازع

٦٥٦

في هذا البيت ورد الظرف «حين» مبنيا على الفتح في محل جر بعلى لأنه أضيف إلى جملة تبدأ بفعل ماض ومثله أيضا : يرجع كيوم ولدته أمه ويصرف هذا الظرف وأمثاله إذا أضيف إلى جملة تبدأ بفعل مضارع نحو قوله تعالى في سورة «المائدة» : (هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ) صدق الله العظيم. وعن الشيب أيضا قال الشاعر :

تنفس صبح الشيب في ليل عارضي

فقلت عساه يكتفي بعذاري

فلما فشا عاتبته فأجابني

ألا هل يرى صبح بغير نهار

ويقال : شاب الرجل : أي ابيض شعره والمرأة شائبة ولا يقال : شيباء بل شمطاء. ويقال : شابت رءوس الآكام ـ جمع أكمة وهي التل الصغير ـ بمعنى : ابيضت بالثلج. و«المشيب» اسم زمان من «شاب رأسه» إذا صار شعره أبيض أي قبل زمان الشيب وهو ما يسمى بالشيب المبكر وقد قال فيه الشاعر :

إذن والله نرميهم بحرب

تشيب الطفل من قبل المشيب

الشاعر هنا هدد قوما من أعدائه بأنه سيصيبهم بحرب شديد الأهوال كثير الفجائع حتى إن الطفل ليشيب رأسه من أهوالها. وجاء الفعل «نرمي» منصوبا لأن «إذن» تصدرت البيت وهي تعمل النصب في الفعل بعدها الذي يفيد المستقبل وأنثت «حرب» بدون علامة تأنيث لأن تأنيثها مجازي .. وقد تذكر إذا أولت بالقتال. ولفظة «عذاري» في قول الشاعر المذكور آنفا معناها : جانب اللحية .. أو الخد أي موضع الشعر الذي يحاذي الأذن. و«العارض» هو صفحة الخد.

** (فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة والخمسين .. وذكر الفعل «ينفع» مع فاعله المؤنث «معذرتهم» لأنه فصل عن فاعله بفاصل ولأن تأنيث «معذرة» غير حقيقي أو لأنه على معنى «عذر» و«يستعتبون» بمعنى : يسترضون بدعوتهم إلى التوبة والطاعة مثل قولهم : استعتبني صاحب فأعتبته : أي استرضاني فأرضيته إذا كنت جانيا عليه .. ومعنى «ولا هم يستعتبون» ولا هم يعذرون.

(فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ) (٥٢)

(فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ) : الفاء حرف دال على تعليل محذوف تابع للآية الكريمة السابقة بمعنى وبدل أن يكفروا برحمة الله كان يجدر بهم أن يشكروه سبحانه ويصبروا على ما أصابهم لأن لله في ذلك حكمة ولكن أنى لهم أن يعوا هذه المواعظ فإنك لا تسمع الموتى. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب اسم «إن». لا : نافية لا عمل لها. تسمع : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت والجملة الفعلية «تسمع الموتى» في محل رفع خبر إن.

٦٥٧

(الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ منع من ظهورها التعذر. ولا تسمع : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «لا تسمع» وتعرب إعرابها.

(الصُّمَّ الدُّعاءَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الدعاء : مفعول به ثان أي النداء منصوب بالفتحة.

(إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ) : ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب وهو هنا لحكاية الحال فلا يراد به المستقبل. ولوا : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة تخلصا من التقاء الساكنين ولاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الفعلية «ولوا» في محل جر بالإضافة. مدبرين : حال من ضمير «ولوا» أو توكيد من معناه منصوب على الحالية وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : أعرضوا هاربين وهي توكيد لحال الصم.

(وَما أَنْتَ بِهادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ) (٥٣)

(وَما أَنْتَ) : الواو عاطفة. ما : نافية تعمل عمل «ليس» في لغة أهل الحجاز تشبيها بليس وهو قول البصريين أيضا ونافية لا تعمل في لغة أهل نجد وهو قول الكوفيين أيضا. أنت : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع اسم «ما» على اللغة الأولى أو مبتدأ على اللغة الثانية.

(بِهادِ الْعُمْيِ) : الباء حرف جر زائد لتأكيد النفي. هاد : اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر «ما» أو مرفوع محلا على أنه خبر «أنت» وعلامة نصبه أو رفعه فتحة أو ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد وحذفت ياء الكلمة ـ أصلها : هادي ـ اختصارا واكتفاء بالكسرة الدالة عليها. وقيل : حذفت لأن الكلمة نكرة أو حذفت للوصل أي تكتب ولا تلفظ مثل «أولي». العمي : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو من إضافة اسم الفاعل لمفعوله.

٦٥٨

(عَنْ ضَلالَتِهِمْ) : جار ومجرور متعلق بهادي و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(إِنْ تُسْمِعُ) : نافية مهملة لأنها مخففة بمعنى «ما» تسمع : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.

(إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ) : أداة حصر لا عمل لها. من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يؤمن : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

(بِآياتِنا) : جار ومجرور متعلق بيؤمن و«نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. والجملة الفعلية «يؤمن بآياتنا» صلة الموصول لا محل لها.

(فَهُمْ مُسْلِمُونَ) : الفاء حرف دال على التعليل والجملة الاسمية بعده تعليلية لا محل لها. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. مسلمون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : منقادون إلى الله.

(اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) (٥٤)

(اللهُ الَّذِي) : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر المبتدأ أو يكون «الذي» في محل رفع خبر مبتدأ ثان تقديره : هو وتكون الجملة الاسمية «هو الذي» في محل رفع خبر المبتدأ الأول لفظ الجلالة وتكون الجملة الفعلية «يخلق ما يشاء» في محل نصب حالا من لفظ الجلالة أو يكون الاسم الموصول «الذي» في محل رفع صفة ـ نعتا ـ للفظ الجلالة وخبره الجملة الفعلية «يخلق ما يشاء» في محل رفع. والجملة الفعلية «خلقكم» صلة الموصول لا محل لها.

(خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على

٦٥٩

الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور. من ضعف : جار ومجرور متعلق بحال من ضمير المخاطبين في «خلقكم» بتقدير : ضعفاء.

(ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ) : حرف عطف للترتيب والتراخي. جعل : تعرب إعراب «خلق» من بعد : جار ومجرور متعلق بمفعول «جعل».

(ضَعْفٍ قُوَّةً) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. قوة : مفعول به منصوب بالفتحة المنونة.

(ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً) : معطوفة بحرف العطف «ثم» على «جعل من بعد ضعف قوة» وتعرب إعرابها. وشيبة : معطوفة بالواو على «ضعفا» وتعرب مثلها.

(يَخْلُقُ ما يَشاءُ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يشاء : تعرب إعراب «يخلق» والجملة الفعلية «يشاء» صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : ما يشاؤه أو يكون المفعول به اسما محذوفا اختصارا لأن ما قبله «يخلق» دال عليه. أي ما يشاء خلقه.

(وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) : الواو حرف عطف. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. العليم القدير : خبران متتابعان للمبتدإ «هو» مرفوعان بالضمة أو يكون «القدير» صفة ـ نعتا ـ للعليم.

(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ كَذلِكَ كانُوا يُؤْفَكُونَ) (٥٥)

(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ) : الواو استئنافية. يوم : مفعول فيه ـ ظرف زمان ـ بمعنى «حين» أو «وقت» منصوب على الظرفية الزمانية وعلامة نصبه الفتحة. تقوم : فعل مضارع مرفوع بالضمة. الساعة : فاعل مرفوع بالضمة. والجملة الفعلية «تقوم الساعة» في محل جر بالإضافة بمعنى : القيامة.

٦٦٠