إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٧

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٧

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦٧

** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة في تحريض المؤمنين الذين كانوا بمكة على الهجرة .. حين قالوا : نخشى إن هاجرنا من الجوع وضيق المعيشة.

** (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الستين .. و«كأين» فيها ثلاث لغات : كأين وكائن وكئن وهي كناية عن عدد تفيد التكثير مبنية على السكون. وأصلها : كأي والنون تنوين أي كأين وهي بمعنى «كم» العددية أو الخبرية ومميزها مجرور دائما بمن .. وفي الآية الكريمة المذكورة وردت بإحدى اللغات وهي «كأين» ووردت «كائن» في قول الشاعر زهير بن سلمى ـ بضم السين.

وقيل هذه التسمية للشاعر هي الوحيدة التي تنطق بضم السين وما عداها بفتح السين.

وكائن ترى من صامت لك معجب

زيادته أو نقصه في التكلم

يقول الشاعر : وكم صامت يعجبك صمته فتستحسنه وإنما تظهر زيادته على غيره ونقصانه عن غيره في التكلم و«الدابة» هي كل نفس دبت ـ أي مشت ـ على الأرض عاقلة كانت أم غير عاقلة.

** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة حينما طلب النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ من أصحابه بمكة الهجرة إلى المدينة فقالوا : ليس لنا بها دار ولا عقار ولا من يطعمنا ولا من يسقينا .. فنزلت هذه الآية الكريمة.

** (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والستين .. يقال : سأل الرجل صاحبه عن كذا : أي استعلمه .. وتساءل القوم : أي سأل بعضهم بعضا و«السؤال» هو ما يسأل. والمسئول هو المطلوب ـ اسم مفعول ـ ويقال في فعل الأمر من «سأل» اسأل. فإن كان معه واو جاز الهمز لأنه الأصل وجاز الحذف تخفيفا نحو : واسألوا وسلوا وفيه لغة «سال ـ يسال ـ من باب «خاف» والأمر من هذا الفعل المخفف : سل وفي المثنى : سلا .. وفي الجمع : سلوا .. على غير قياس. ويقال سألت الله العافية أي طلبتها سؤالا ومسألة ـ وجمعها مسائل ـ. وعن هذا المعنى لهذا الفعل قال الشاعر :

لا تسألن بني آدم حاجة

وسل الذي أبوابه لا تحجب

الله يغضب إن تركت سؤاله

وترى ابن آدم حين يسأل يغضب

** (وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة والستين .. وفيه ازدراء لهذه الدنيا الفانية وتصغير لأمرها لسرعة زوالها عن أهلها وموتهم فيها. شبهها سبحانه كلعب الأطفال فترة ثم ينصرفون في حين أن الدار الآخرة هي الحياة الحقيقية الدائمة الخلود والاستمرار لا موت فيها .. و«الحيوان» مصدر الفعل «حيي» وقياسه : حييان فقلبت الياء الثانية واوا .. وهو أبلغ من الحياة لما في بناء فعلان من الحركة والاضطراب. ومجيء الكلمة على بناء دال على معنى الحركة مبالغة في معنى الحياة كما قيل للموت الكثير : موتان. ومعنى «الحياة» هنا : أي لا يعقبها موت. لو كانوا يعلمون ذلك أي إن الدار الآخرة هي الحياة الحقيقية لما آثروا الحياة الدنيا عليها وحذف مفعول «يعملون» وهو «ذلك». وكلمة «الحيوان» مأخوذة من الحياة وهو كل ذي روح ناطقا كان أو غير ناطق ويستوي فيه الواحد ـ أي

٥٨١

المفرد ـ والجمع لأنه مصدر في الأصل .. وورود اللفظة في الآية الكريمة المذكورة فيه مبالغة في الحياة فكأنها في ذاتها حياة ولذلك اختيرت على الحياة في هذا الموضع المقتضي للمبالغة وسميت «الدار الآخرة» الحيوان لأن ثوابها دائم. ويقال : حيي الرجل ـ يحيا ـ حياة من باب «تعب» فهو حي وتصغيره : حيي وبه سمي. و«الحي» أيضا وهو القبيلة من العرب.

** (وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السابعة والستين .. المعنى ويستلب ويختلس العرب من حولهم قتلا وسبيا ونهبا .. يقال خطفه : أي استلبه من باب «فهم» هذه هي اللغة الراقية الجيدة ومن باب «ضرب» وهي لغة قليلة رديئة لا تكاد تعرف ومثله الفعلان «اختطفه وتخطفه» أي بالمعنى نفسه. و«الخطف» هو الاستلاب.

** سبب نزول الآية : قال ابن عباس : قال المشركون : يا محمد ما يمنعنا أن ندخل في دينك إلا مخافة أن يتخطفنا الناس لقلتنا والأعراب أكثر منا. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

** (أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ) : ورد هذا القول الكريم في آخر الآية الكريمة الثامنة والستين. معنى الهمزة هنا الإثبات والتقرير لثوائهم في جهنم. وجاء الفعل «ليس» مسبوقا بالهمزة في قول الشاعر : ألستم خير من ركب المطايا .. قال بعضهم : ولو كان الألف استفهاما لما أعطاه الخليفة مائة من الإبل وحقيقته أن الهمزة هنا هي همزة الإنكار دخلت على النفي فرجع إلى معنى التقرير أي هي استفهام إنكار لنفي مبالغة في الإثبات .. فهما وجهان .. ـ كما ذكر الزمخشري ـ : أحدهما : ألا يثوون في جهنم وأ لا يستوجبون الثواء فيها وقد افتروا مثل هذا الافتراء ـ الكذب ـ على الله تعالى وكذبوا بالحق هذا التكذيب؟ والثاني : ألم يصح عندهم أن في جهنم مثوى للكافرين حتى اجترءوا مثل هذه الجرأة؟ ويجاب عن هذا الاستفهام بالحرف «بلى» وبمعنى : نعم وهو حرف تصديق وحرف جواب يجاب به عن النفي ويقصد به الإيجاب.

(يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ) (٥٤)

(يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ) : أعرب في الآية الكريمة السابقة.

(وَإِنَّ جَهَنَّمَ) : الواو عاطفة على محذوف تقديره : قل يا محمد للمشركين إن العذاب آت لا ريب فيه وإن جهنم أو بمعنى : ولو عقل المشركون لرأوا أن جهنم محيطة بهم الآن لما هم فيه من الكفر. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. جهنم : اسم «إن» منصوب بالفتحة ولم تنون لأنها ممنوعة من الصرف للمعرفة والتأنيث.

(لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ) : اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ محيطة : خبر «إن» مرفوع بالضمة المنونة. بالكافرين : جار ومجرور متعلق باسم الفاعل «محيطة» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد أي محيطة بهم من الآن وستحيط بهم يوم القيامة.

٥٨٢

(يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٥٥)

(يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ) : ظرف زمان متعلق بمحيطة منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة أو منصوب بفعل مضمر تقديره : اذكر. والجملة الفعلية بعده في محل جر بالإضافة. يغشى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون الذي حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ في محل نصب مفعول به مقدم. العذاب : فاعل مرفوع بالضمة بمعنى يغطيهم العذاب.

(مِنْ فَوْقِهِمْ) : جار ومجرور متعلق بيغشاهم. أو بحال من العذاب بمعنى : يغطيهم العذاب بدءا من فوقهم أو مغطيا جميع جوانبهم و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ) : معطوف بالواو على «من فوقهم» ويعرب إعرابه. أرجل : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ثان.

(وَيَقُولُ ذُوقُوا) : الواو عاطفة. يقول : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي الله سبحانه يقول للمشركين والجملة الفعلية «ذوقوا» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به بمعنى جزاء ما .. فحذف المفعول به المضاف «جزاء» وحل المضاف إليه «ما» محله. كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. تعملون : الجملة

٥٨٣

الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية «كنتم تعملون» صلة الموصول لا محل لها والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : ما كنتم تعملونه. أو تكون «ما» مصدرية فتكون جملة «كنتم تعملون» صلة حرف مصدري لا محل لها و«ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالإضافة أي جزاء عملكم.

(يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ) (٥٦)

(يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا) : أداة نداء. عبادي : منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها الحركة المأتي بها من أجل الياء والياء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع سبحانه ـ في محل جر بالإضافة. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب صفة ـ نعت ـ لعبادي على اللفظ ويجوز أن يكون في محل رفع على التقدير واللفظ أي يا أيها العباد الذين أو يكون بدلا من منادى محذوف التقدير : يا أيها الذين. آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. أرضي : اسم «إن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء المناسبة والياء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع سبحانه ـ في محل جر بالإضافة. واسعة : خبر «إن» مرفوع بالضمة المنونة.

(فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ) : الفاء استئنافية. إياي : ضمير منفصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم والياء حرف للمتكلم سبحانه لا محل لها. وقيل : إن الكلمة «إياي» بأكملها في محل نصب بتقدير : فاعبدوا إياي فاعبدون. الفاء واقعة في جواب شرط محذوف. اعبدون : فعل أمر مبني

٥٨٤

على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. النون نون الوقاية لا محل لها والياء المحذوفة خطا واختصارا ومراعاة لفواصل الآيات في محل نصب مفعول به والكسرة دالة على الياء المحذوفة.

(كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنا تُرْجَعُونَ) (٥٧)

(كُلُّ نَفْسٍ) : مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف. نفس : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.

(ذائِقَةُ الْمَوْتِ) : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة ولم ينون على الأصل لأنه اسم فاعل أضيف إلى مفعوله. الموت : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة الظاهرة ولو كان منونا لانتصبت لفظة «الموت» على المفعولية.

(ثُمَّ إِلَيْنا تُرْجَعُونَ) : حرف عطف بمعنى : ثم أنتم إلينا تعادون. إلى : حرف جر و«نا» ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه مبني على السكون في محل جر بإلى والجار والمجرور متعلق بترجعون. ترجعون : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل.

(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ) (٥٨)

(وَالَّذِينَ آمَنُوا) : الواو استئنافية. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة.

(وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «آمنوا» وتعرب إعرابها. الصالحات : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم بمعنى وعملوا الأعمال الصالحات فحذف المفعول الموصوف «الأعمال» وأقيمت الصفة «الصالحات» مقامها وقيل هي من الصفات التي تجري مجرى الأسماء.

٥٨٥

(لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ. اللام لام التوكيد. نبوئن. فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن ونون التوكيد لا محل لها و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول. من الجنة : جار ومجرور متعلق بنبوئن.

(غُرَفاً تَجْرِي) : مفعول به ثان منصوب بنبوئن المتعدي إلى مفعولين بمعنى لننزلنهم. تجري : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والجملة الفعلية «تجري من تحتها الأنهار» في محل نصب صفة ـ نعت ـ للموصوف «غرفا».

(مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) : جار ومجرور متعلق بتجري أو بحال محذوفة من «الأنهار» بتقدير : كائنة تحتها و«ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. الأنهار : فاعل مرفوع بالضمة بمعنى تجري من تحت غرفها ومساكنها الأنهار.

(خالِدِينَ فِيها) : حال من ضمير الغائبين في «نبوئنهم» منصوب وعلامة نصبها الياء لأن اللفظة جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. فيها : جار ومجرور متعلق بخالدين وهي جمع «خالد» وهو اسم فاعل.

(نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ) : فعل ماض لإنشاء المدح مبني على الفتح. أجر : فاعل مرفوع بالضمة وهو مضاف. العاملين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. وحذف المخصوص بالمدح لأنه سبقه ما يدل عليه. بمعنى : فنعم الأجر أجر العالمين.

(الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (٥٩)

(الَّذِينَ صَبَرُوا) : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة ـ نعت ـ للعالمين. صبروا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل

٥٨٦

ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) : الواو عاطفة. على رب : جار ومجرور للتعظيم متعلق بيتوكلون و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. يتوكلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والفعل معطوف على «صبروا» لأنه داخل في حيز الصلة. التقدير والمعنى : الصابرين على مفارقة الأوطان وعلى أذى المشركين والمتوكلين على ربهم أو وصبروا وكانوا على ربهم يتوكلون.

(وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (٦٠)

(وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ) : الواو استئنافية. كأين : كناية عن عدد تفيد التكثير بمعنى «كم» مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ. وهي بمعنى «كم» العددية أو الخبرية. من دابة : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «كأين» و«دابة» مميز «كأين» مجرور بمن البيانية.

(لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا) : الجملة الفعلية في محل جر صفة لدابة لفظا ويجوز أن تكون في محل رفع خبر المبتدأ «كأين». لا : نافية لا عمل لها. تحمل : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. رزق : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و«ها» ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

(اللهُ يَرْزُقُها) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ «كأين». الله لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. يرزق : الجملة الفعلية خبر المبتدأ «لفظ الجلالة» في محل رفع وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو و«ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

٥٨٧

(وَإِيَّاكُمْ) : الواو عاطفة. إياكم : ضمير منفصل مبني على السكون في محل نصب لأنه معطوف على منصوب وهو الضمير «ها» في «يرزقها» الكاف للخطاب والميم علامة الجمع أي وإياكم يرزق أيضا بمعنى ويرزقكم مثلها.

(وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) : الواو عاطفة. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. السميع العليم : خبرا «هو» مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة. ويجوز أن يكون «العليم» صفة للسميع أي السميع لقولكم العليم بما في ضمائركم.

(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) (٦١)

(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ) : الواو استئنافية. اللام موطئة للقسم ـ اللام المؤذنة ـ إن : حرف شرط جازم. سألت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بإن. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية «إن سألتهم» اعتراضية بين القسم وجوابه لا محل لها.

(مَنْ خَلَقَ) : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ والجملة الفعلية «خلق السموات ..» في محل رفع خبره. أو تكون «من» اسما موصولا في محل جر بحرف محذوف بتقدير : عمن ويكون الجار والمجرور متعلقا بسألتهم وجملة «خلق السموات والأرض» صلة الموصول لا محل لها. خلق : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على «من».

(السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. والأرض معطوفة بالواو على «السموات» منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة.

٥٨٨

(وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) : الجملتان الفعليتان معطوفتان بواوي العطف على جملة «خلق السموات والأرض» وتعربان مثلها.

(لَيَقُولُنَّ اللهُ) : الجملة الفعلية جواب القسم لا محل لها وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم أو يكون جواب القسم قد سد مسد الجوابين. اللام واقعة في جواب القسم المقدر. يقولن : فعل مضارع مبني على حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة وسبب بنائه على حذف النون اتصاله بنون التوكيد الثقيلة وواو الجماعة ـ المحذوفة ـ لالتقائها ساكنة مع نون التوكيد الثقيلة في محل رفع فاعل ونون التوكيد لا محل لها والجملة بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ. الله لفظ الجلالة : خبر مبتدأ محذوف تقديره هو مرفوع للتعظيم بالضمة أو يكون لفظ الجلالة فاعلا لفعل محذوف جوازا تقديره : خلقهن الله وقد حذف الفعل هنا جوازا لأنه أجيب به استفهام ظاهر ملفظ أو يكون لفظ الجلالة مبتدأ وخبره محذوفا التقدير : الله وحده هو الخالق والمسخر للشمس والقمر وغيرهما.

(فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) : الفاء استئنافية. أنى : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب على الظرفية متعلق بيؤفكون بمعنى فكيف أو أين يصرفون عن توحيد الله مع إقرارهم بأنه سبحانه خالق السموات والأرض. يؤفكون : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل.

(اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (٦٢)

(اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ) : لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. يبسط : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الرزق : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(لِمَنْ يَشاءُ) : اللام حرف جر و«من» اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بيبسط. يشاء : تعرب إعراب

٥٨٩

«يبسط» والجملة الفعلية «يشاء» صلة الموصول لا محل لها وحذف العائد إلى الموصول وهو ضمير منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير لمن يشاؤه أي يريده أو يكون المفعول محذوفا التقدير يشاء رزقه.

(مِنْ عِبادِهِ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «من» الاسم الموصول لأن «من» حرف جر بياني للمبهم قبله لأن «من يشاء» مبهم غير معين بمعنى : حال كونهم من عباده والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

(وَيَقْدِرُ لَهُ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «يبسط الرزق» وتعرب إعرابها وهي بتقديرها أيضا بمعنى : ويقتر أو ويضيق الرزق على من يشاء فوضع الضمير موضع «من يشاء» لأن «من يشاء» مبهم غير معين.

(إِنَّ اللهَ بِكُلِّ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إن» منصوب للتعظيم بالفتحة. بكل : جار ومجرور متعلق بعليم.

شىء عليم : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. عليم : خبر «إن» مرفوع بالضمة المنونة.

(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (٦٣)

(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً) : أعرب في الآية الكريمة الحادية والستين. من السماء : جار ومجرور متعلق بنزل.

(فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ) : الفاء عاطفة. أحيا : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. به : جار ومجرور متعلق بأحيا. الأرض : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(مِنْ بَعْدِ مَوْتِها) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «الأرض» موت : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف و«ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ثان.

٥٩٠

(لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ) : أعرب في الآية الكريمة الحادية والستين. قل : فعل أمر مبني على سكون آخره الذي حرك بالكسر للوصل ـ التقاء الساكنين ـ والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. والجملة الاسمية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أي على الحكاية. الحمد : مبتدأ مرفوع بالضمة. لله : جار ومجرور للتعظيم في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ. التقدير : الحمد مختص لله. بل : حرف إضراب للاستئناف.

(أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) : مبتدأ مرفوع بالضمة و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. لا : نافية لا عمل لها. يعقلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «لا يعقلون» في محل رفع خبر المبتدأ «أكثرهم» أي لا يدركون ما يقولون.

(وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) (٦٤)

(وَما هذِهِ) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. هذه : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ.

(الْحَياةُ الدُّنْيا) : بدل من اسم الإشارة مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة. الدنيا : صفة ـ نعت ـ للحياة مرفوعة مثلها وعلامة رفعها الضمة المقدرة على الألف للتعذر.

(إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ) : أداة حصر لا عمل لها. لهو : خبر المبتدأ «هذه» مرفوع بالضمة المنونة. ولعب : معطوف بالواو على «لهو» مرفوع مثله بالضمة المنونة.

(وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ) : الواو عاطفة. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الدار : اسم «إن» منصوب بالفتحة. الآخرة : صفة ـ نعت ـ للدار منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة.

٥٩١

(لَهِيَ الْحَيَوانُ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر «إن» اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ هي : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. الحيوان : خبر «هي» مرفوع بالضمة بمعنى لهي الحياة الدائمة.

(لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) : حرف شرط غير جازم. وحذف جواب الشرط لتقدم معناه. كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. يعلمون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ) (٦٥)

(فَإِذا رَكِبُوا) : الفاء استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمن مبني على السكون متضمن معنى الشرط خافض لشرطه متعلق بجوابه. ركبوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(فِي الْفُلْكِ) : جار ومجرور متعلق بركبوا أي في السفن والكلمة تستعمل مفردا وجمعا بلفظ واحد وجملة «ركبوا ..» في محل جر بالإضافة.

(دَعَوُا اللهَ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الله لفظ الجلالة : مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة بمعنى : فإذا ركبوا في السفن وتعرضوا للشدائد لجئوا بالدعاء إلى الله وحده.

(مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) : حال من واو الجماعة في «دعوا» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. له : جار ومجرور متعلق باسم الفاعلين «مخلصين». الدين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وعامل النصب فيه هو اسم الفاعلين «مخلصين» الذي

٥٩٢

يعمل عمل فعله المتعدي «أخلص» وفي هذه التسمية ضرب ـ نوع ـ من التهكم بهم أي كائنين في صورة من يخلص الدين لله من المؤمنين.

(فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ) : الفاء استئنافية. لما : اسم شرط غير جازم بمعنى «حين» أو إذا نجاهم. مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بالجواب. نجاهم : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. إلى البر : جار ومجرور متعلق بنجى.

(إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ) : حرف فجاءة ـ فجائية ـ سادة مسد الفاء في المجازاة. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يشركون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «هم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الاسمية «هم يشركون» جواب شرط غير جازم لا محل لها بمعنى فإذا نجاهم إلى البر وآمنوا عادوا إلى حال الشرك.

(لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (٦٦)

(لِيَكْفُرُوا) : اللام لام التعليل وهي حرف جر. يكفروا : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل لام «كي» وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة الفعلية «يكفروا» صلة حرف مصدري لا محل لها و«أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بيشركون بمعنى : عادوا إلى حال الشرك لكفرهم بما آتيناهم ويحتمل أن تكون اللام لام الأمر الجازمة تفيد الوعيد ـ التهديد ـ على معنى فليكفروا. وجاز أن تكون لام أمر لأنها مكسورة وفي هذه الحالة يكون الفعل مجزوما بلام الأمر.

٥٩٣

(بِما آتَيْناهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا) : الباء حرف جر و«ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بيكفروا. آتينا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به بمعنى : فليكفر المشركون ما آتيناهم من نعمة نجاتهم إلى البر. وليتمتعوا : معطوفة بالواو على «ليكفروا» وتعرب إعرابها بعبادة الأصنام.

(فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) : الفاء واقعة في جواب الأمر على معنى : اكفروا بنعمة نجاتكم وتمتعوا بملذات الحياة الدنيا .. بعد تحويل المعنى من الغيبة على معنى المخاطبة جوازا أو تكون الفاء في حالة جعل اللام في «ليكفروا» لام «كي». التعليلية. سوف : حرف استقبال ـ تسويف ـ يعلمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وحذف مفعول «يعلمون» لأن ما قبله من تهديد يدل عليه. أي فسوف يعلمون عاقبة كفرهم بنعمتنا وتمتعهم بمغريات حياتهم الدنيوية الفانية.

(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللهِ يَكْفُرُونَ) (٦٧)

(أَوَلَمْ يَرَوْا) : الهمزة همزة تقرير بلفظ استفهام. الواو استئنافية أو عاطفة على معطوف منوي مضمر. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يروا : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والفعل هنا من الرؤية يتعدى إلى مفعول واحد لا من الرؤيا.

أنا جعلنا : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و«نا» المدغمة بنون «أن» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه مبني على السكون في محل نصب اسم «أن». جعلنا : الجملة الفعلية وما بعدها في

٥٩٤

محل رفع خبر «أن» أي جعلنا لهم وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع سبحانه و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. وحذفت صلة الفعل «لهم» أو تكون «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول «يروا».

(حَرَماً آمِناً) : مفعول منصوب بجعلنا وعلامة نصبه الفتحة المنونة. آمنا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «حرما» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة وقد تعدى الفعل «جعل» هنا إلى مفعول واحد لأن المعنى : أوجدنا حرما آمنا لهم أي لأهل مكة. أو يكون متعديا إلى مفعولين حذف الأول اختصارا لأنه معلوم وبقي المفعول به الثاني. التقدير والمعنى أو لم ير كفار قريش أنا جعلنا حرمهم هذا حرما آمنا.

(وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال. الواو حالية. يتخطف : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة بمعنى : في حين يستلب الناس من حولهم. الناس : نائب فاعل مرفوع بالضمة.

(مِنْ حَوْلِهِمْ) : جار ومجرور متعلق بيتخطف. و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ) : الهمزة همزة إنكار وتعجيب بلفظ استفهام. الفاء عاطفة. بالباطل : جار ومجرور متعلق بيؤمنون بمعنى : أبالأصنام يؤمنون. يؤمنون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والعطف بالفاء على الآية الكريمة السابقة بمعنى : إذا هم يشركون وفي الباطل يؤمنون ليكفروا بما آتيناهم.

(وَبِنِعْمَةِ اللهِ يَكْفُرُونَ) : الواو عاطفة. بنعمة : جار ومجرور متعلق بيكفرون. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة. يكفرون : تعرب إعراب «يؤمنون» بمعنى : ويجحدون بنعمة الله.

(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ) (٦٨)

٥٩٥

(وَمَنْ أَظْلَمُ) : الواو استئنافية. من : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. أظلم : خبر «من» مرفوع بالضمة أي لا أحد أظلم.

(مِمَّنِ افْتَرى) : جار ومجرور متعلق بأظلم و«من» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن وحرك آخره بالكسرة لالتقاء الساكنين. افترى : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

(عَلَى اللهِ كَذِباً) : جار ومجرور للتعظيم متعلق بافترى بمعنى اختلق على الله. كذبا : مفعول به منصوب بالفتحة المنونة.

(أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ) : حرف عطف. كذب : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. بالحق : جار ومجرور متعلق بكذب.

(لَمَّا جاءَهُ) : ظرف زمان بمعنى «حين» أو «وقت» مبني على السكون في محل نصب على الظرفية متعلق بكذب. جاءه : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد «لما» وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل نصب مفعول به بمعنى أو كذب بالرسول أو الكتاب حين جاءه.

(أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ) : الهمزة همزة إنكار دخلت على نفي فرجع إلى معنى التقرير إقامتهم في جهنم. ليس : فعل ماض ناقص من أخوات «كان» مبني على الفتح. في جهنم : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «ليس» المقدم. وعلامة جر الاسم الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للمعرفة والتأنيث.

(مَثْوىً لِلْكافِرِينَ) : اسم «ليس» مرفوع بالضمة المقدر للتعذر على الألف المقصورة قبل تنوينها لأن الاسم نكرة والجار والمجرور «للكافرين» متعلق بصفة محذوفة من «مثوى» وهو مكان النزول وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

٥٩٦

(وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (٦٩)

(وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا) : الواو استئنافية. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. جاهدوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجار والمجرور «فينا» متعلق بجاهدوا و«نا» ضمير الواحد المطاع سبحانه مبني على السكون في محل جر بفي بمعنى : جاهدوا في حقنا ومن أجلنا ولوجهنا خالصا .. ولم يتعد الفعل «جاهدوا» إلى مفعول لأن المجاهدة هنا مطلقة .. تناولت كل ما تجب مجاهدته من النفس الأمارة بالسوء والشيطان وأعداء الدين.

(لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا) : الجملة الفعلية المؤكدة في محل رفع خبر المبتدأ «الذين» اللام لام التوكيد. نهدين : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن ونون التوكيد لا محل لها و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول. سبل : مفعول به ثان منصوب بنهدي وعلامة نصبه الفتحة و«نا» ضمير الواحد المطاع سبحانه مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(وَإِنَّ اللهَ) : الواو استئنافية. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة اسم «إن» منصوب للتعظيم بالفتحة.

(لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) : اللام لام التوكيد. مع المحسنين : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر «إن» أو تكون «مع» اسما بمعنى الظرف المكاني المتعلق بخبر «إن» يدل على الاجتماع والمصاحبة. وتكون لفظة «المحسنين» في محل جر بالإضافة وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : مع المحسنين أعمالهم بالنصر في الدنيا والثواب في الآخرة يزيدهم الله سبحانه إلى سبيل الخير وتوفيقا.

٥٩٧

سورة الروم

معنى السورة : الروم : جيل من ولد الروم بن عيصو .. والنسبة إليه : رومي وروم. يسكنون شمالي البحر المتوسط .. ولهذا سمي البحر المتوسط : بحر الروم .. ويقال له : البحر الأبيض .. وتلفظ الكلمة بضم الراء أما اللفظة «روم» بفتح الراء وتسكين الواو فهي مصدر الفعل «رام ـ يروم ـ روما» من باب «قال» بمعنى : طلب. نحو : رام الشيء : أي طلبه و«المرام» بفتح الميم : هو المطلب. والروماني اسم منسوب إلى رومة ورومية ـ بتخفيف الياء وهو اسم مدينة في إيطاليا .. أما الرومنطيقية أو الرومانسية فهي مذهب أدبي يتغلب فيه الشعور والخيال على العقل وتسيطر فيه الفردية.

تسمية السورة : وردت لفظة «الروم» مرة واحدة في القرآن الكريم سميت بها إحدى سور القرآن الكريم .. وفيها ذكر لغلبة الرومان من قبل الفرس في أدنى الأرض .. أي في أقرب الأرض إليهم والمراد في أقرب أرض العرب المعهودة عندهم والقول الكريم يبين أن الروم سيغلبون الفرس في بضع سنين بعد انكسارهم وقال «بضع» أي في مدة تتراوح بين ثلاث إلى تسع سنوات وعندها سيفرح المؤمنون بهذا الغلب لأنه انتصار لأهل الكتاب على المشركين .. أي بنصر الروم ـ وهم أصحاب كتاب ـ على الفرس .. (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ). وهذه المعاني وردت في أوائل الآيات في هذه السورة الشريفة (غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (٤) بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) صدق الله العظيم.

فضل قراءة السورة : قال هادي البشرية إلى الإيمان ودين الحق محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من قرأ سورة «الروم» كان له من الأجر عشر حسنات بعدد كل ملك سبح الله بين السماء والأرض وأدرك ما ضيع في يومه وليلته. صدق رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ. ومن أقوال الرسول الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قوله مخاطبا

٥٩٨

الإمام عليا ـ عليه‌السلام ـ : يا علي .. سيد العرب محمد ولا فخر .. وسيد الفرس : سلمان .. وسيد الروم : صهيب .. ويعني ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ صهيب بن سنان .. وهو صحابي .. وأحد السابقين إلى الإسلام .. منعه مشركو قريش من الهجرة إلى المدينة بماله فترك لهم ماله كله وهاجر وتوفي في المدينة المنورة.

إعراب آياتها

(الم) (١)

هذه الأحرف الكريمة في هذه الآية الكريمة شرحت في سورة «يوسف».

(غُلِبَتِ الرُّومُ) (٢)

(غُلِبَتِ الرُّومُ) : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها حركت بالكسر لالتقاء الساكنين. الروم : نائب فاعل مرفوع بالضمة بمعنى : غلبت من قبل الفرس.

(فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ) (٣)

(فِي أَدْنَى الْأَرْضِ) : جار ومجرور متعلق بغلبت وعلامة جر الاسم الكسرة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر. الأرض : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ) : الواو استئنافية. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. من بعد : جار ومجرور متعلق بيغلبون. غلب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف و«هم» ضمير الغائبين في محل جر مضاف إليه ثان.

(سَيَغْلِبُونَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «هم» السين حرف تسويف ـ استقبال ـ للقريب. يغلبون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ) (٤) ..

٥٩٩

(فِي بِضْعِ سِنِينَ) : جار ومجرور متعلق بيغلبون. سنين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته وأعرب هنا بالحرف لا الحركة.

(لِلَّهِ الْأَمْرُ) : جار ومجرور للتعظيم في محل رفع متعلق بخبر مقدم. الأمر : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.

(مِنْ قَبْلُ) : حرف جر. قبل : اسم مبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بالأمر.

(وَمِنْ بَعْدُ) : معطوف بالواو على «من قبل» ويعرب إعرابه. وقد حذف المضاف إليه ونوى معناه دون لفظه .. بمعنى في أول الوقتين وفي آخرهما حين غلبوا وحين يغلبون أي من قبل انكسارهم ومن بعد فوزهم .. أو بتقدير : من قبل ذلك ومن بعده.

(وَيَوْمَئِذٍ) : الواو استئنافية. يوم : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف متعلق بيفرح. إذ : اسم مبني على السكون الظاهر على آخره وحرك بالكسر تخلصا من التقاء الساكنين : سكونه وسكون التنوين وهو في محل جر بالإضافة وهو مضاف أيضا والجملة المعوض عنها بالتنوين في محل جر بالإضافة. التقدير : ويومئذ يغلب الروم يفرح المؤمنون أو بمعنى يفرح المؤمنون لإنجاز وعد الله لهم.

(يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة. المؤمنون : فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد .. أو بمعنى : ويوم انتصارهم أي انتصار الروم يفرح المؤمنون.

** (غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ) : وردت هاتان الآيتان الكريمتان في الآية الكريمة الثانية والآية الكريمة الثالثة في مطلع سورة «الروم» المعنى : غلبت دولة فارس الوثنية دولة الرومان النصرانية بقيادة هرقل في العصر النبوي ففرح كفار مكة بذلك وقوله (فِي أَدْنَى الْأَرْضِ) معناه في أقرب الأرض إلى العرب المعهودة إليهم لأن «أل» عهدية. أي أنابت اللام مناب المضاف إليه لأن المعنى : في أقرب أرضهم إلى عدوهم أي أرضهم. وحذف مفعول «يغلبون» أي وهم من بعد انكسارهم سيغلبون الفرس.

٦٠٠