إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٧

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٧

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦٧

بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. الباء حرف جر و«ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بينبئ. عملوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به التقدير : بما عملوه. أو تكون «ما» مصدرية فتكون الجملة الفعلية «عملوا» صلة حرف مصدري لا محل لها و«ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالباء والجار والمجرور «بعملهم» متعلق بينبئ.

(وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) : الواو استئنافية. الله لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. بكل : جار ومجرور متعلق بعليم. شيء : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. عليم : خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المنونة.

***

١٠١

سورة الفرقان

معنى السورة : الفرقان : هو القرآن الكريم سمي بذلك لأنه يفرق بين الحق والباطل. والكلمة لغة أيضا مصدر في الأصل .. فعله : فرق .. من باب «نصر» نحو : فرق بين الحق والباطل ـ يفرق ـ فرقا وفرقانا : بمعنى : فصل. هذه هي اللغة العالية وبها قرأ السبعة في قوله تعالى في سورة «المائدة» : (فَافْرُقْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ) وفي لغة من باب «ضرب» وقرأ بها بعض التابعين. وكل ما فرق به بين الحق والباطل فهو فرقان فلهذا قال تعالى في سورة «الأنبياء» : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ) وقوله تعالى في سورة «الإسراء» : (وَقُرْآناً فَرَقْناهُ) من خفف الراء قال : بيناه من «فرق ـ يفرق ـ ومن شدد الراء قال : المعنى أنزلناه مفرقا في أيام و«الفرقان» في سورة «الأنبياء» هو الكتاب أي التوراة.

تسمية السورة : وسمى الله تعالى إحدى سور القرآن الكريم باسم القرآن الكريم أي «الفرقان» وآيتها الكريمة الأولى هي : (تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً) أي تعاظم الله وتكاثر خيره وتقدس الذي نزل القرآن على عبده .. محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ نزله تدريجيا فارقا بين الحق والباطل ليكون مخوفا للإنس والجن من عذاب الله اي ينذر كل من لم يؤمن بوحدانية الله جلت قدرته. ومن معانيه أيضا : الفاروق : أي الذي يفرق بين الأمور أي يفصلها. وقيل سمي القرآن الكريم فاروقا لأنه لم ينزل جملة واحدة ولكن مفروقا مفصولا بين بعضه وبعض في الإنزال لهذا سمي فرقانا. وهذا المعنى هو الأظهر لأن وصفه بالفرقان في أول سورة «الفرقان» كالمقدمة والتوطئة لما يأتي بعد الآية الكريمة الأولى من آيات. ووردت لفظة «الفرقان» في سورة «الأنفال» : (وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ) أراد بها سبحانه : يوم التقى الجيشان للقتال. ففي هذا اليوم فرق سبحانه بانتصار المسلمين وميز بين الحق والباطل أي بانتصار المسلمين ونصرة النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ على الباطل أي جيش المشركين.

١٠٢

فضل قراءة السورة : قال النبي المصطفى محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من قرأ سورة الفرقان لقي الله يوم القيامة وهو مؤمن بأن الساعة آتية لا ريب فيها وأدخل الجنة بغير نصب» صدق رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ..

إعراب آياتها

(تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً) (١)

(تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ) : فعل ماض مبني على الفتح. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل بمعنى : تزايد خير الله وتكاثر أو تزايد عن كل شيء وتعالى عنه في صفاته وأفعاله ولم يذكر الموصوف لفظ الجلالة «الله» لأنه معلوم وذكرت صفته فقط ـ الاسم الموصول ـ نزل : الجملة الفعلية وما بعدها صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

(الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ) : جار ومجرور متعلق بنزل والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة. أما «الفرقان» فهو مفعول به منصوب بنزل وعلامة نصبه الفتحة أي القرآن نزل مفروقا وليس جملة واحدة.

(لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً) : اللام حرف جر للتعليل. يكون : فعل مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. للعالمين : جار ومجرور متعلق بخبر «يكون» وعلامة جر الاسم الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. نذيرا : خبر «يكون» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة والجملة الفعلية «يكون للعالمين نذيرا» صلة حرف مصدري لا محل لها و«أن» المصدرية المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بنزل بمعنى ليكون مخوفا على عاقبة ضلالهم أو بمعنى : ليكون إنذارا للناس جميعا.

١٠٣

** (تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الأولى. المعنى : تقدس وتعظم الله الذي .. ولم يذكر فاعل تبارك وهو اسم لفظ الجلالة اختصارا ولأنه معلوم وأعربت صفته فاعلا أي الاسم الموصول «الذي» والفعلان «تبارك» و«تقدس» بمعنى واحد .. وقوله «على عبده» يعني على الرسول الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ونسب سبحانه عبودية محمد له جلت قدرته تكريما لنبيه وتشريفا له لكونه في أعلى مراتب العبودية لله عزوجل. و«نذير» صيغة «فعيل» بمعنى «فاعل». أو يأتي بمعنى المصدر «إنذار» والفعل «تبارك» بمعنى : تكاثره خيره .. مأخوذ من البركة وهي كثرة الخير. وقيل : إن «الخير» يجمع على «خيور» و«خيار» بضم الخاء وكسرها و«الشر» وهو السوء والفساد والظلم يجمع على «شرور» قال الجوهري : يقال : رجل خير ـ بتشديد الياء ـ وخير ـ بتسكين الياء ـ مثل «هين وهين» وكذا يقال : امرأة خيرة وخيرة. قال تعالى في سورة «التوبة» : (وَأُولئِكَ لَهُمُ الْخَيْراتُ) وهو جمع «خيرة» وهي الفاضلة من كل شيء. وقيل : خيرات هنا بمعنى : خيرات ـ بتشديد الياء ـ حسان الوجوه. جمع «خيرة» جاءت في الآية مخففة مثل هين وميت وميت. قال الشاعر :

ففي الهيجاء ما جربت نفسي

ولكن في الهزيمة كالغزال

ألا إن خير الناس حيا وميتا

أسير ثقيف عندهم في السلاسل

** (إِنْ هَذا إِلَّا إِفْكٌ) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة الرابعة حذفت الصفة أو البدل المشار إليه .. اختصارا لأنه معلوم. التقدير والمعنى : ما هذا القرآن إلا اختلاق.

** (افْتَراهُ وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ) : أي اختلقه وأعانه على جمعه قوم آخرون .. يقال : استعان به فأعانه وقد يعدى بنفسه فيقال استعانه. والعون : هو الظهير على الأمر والاسم المعونة والمعانة أيضا بفتح الميم .. ووزن «المعونة» مفعلة بضم العين وبعضهم يجعل الميم أصلية ويقول هي مأخوذة من «الماعون» قال تعالى في سورة «الماعون» : «ويمنعون الماعون» والماعون أيضا : الزكاة .. ووردت هذه اللفظة أيضا بمعنى «الزكاة» في قول الشاعر :

قوم على الإسلام لما يمنعوا

ما عونهم ويهللوا التهليلا

يقول : هم قوم على الإسلام لم يمنعوا الزكاة ولم يضيعوا الصلاة .. وعبر عن «الصلاة» بالتهليل وقيل : الماعون : ما يستعار في العادة من الفأس والقدر والدلو ونحوها. وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ : الماء والنار والملح في قوله تعالى في الآية المذكورة وقد يكون منع هذه الأشياء محظورا في الشريعة إذا استعيرت عن اضطرار وقبيحا في المروءة في حال الضرورة.

** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة الرابعة من سورة «الفرقان» في النضر بن الحارث الذي قال هذا القول بعد أن أسلم ثلاثة غلمان من أهل الكتاب.

** (وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة .. أي قالوا هذا القرآن أكاذيب المتقدمين أي كتبها لنفسه ليحفظها ومن أحسن ما قيل في تفسيرها ما ذكره الزمخشري : المعنى : اكتتبها كاتب له لأنه أي محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان أميا لا يكتب بيده وذلك من تمام إعجازه .. ثم حذفت اللام أي من «له» فأفضى الفعل «اكتتب» إلى الضمير فصار : اكتتبها إياه كاتب كقوله تعالى :» واختار موسى قومه». ثم بنى الفعل للضمير الذي هو «إياه» فانقلب مرفوعا مستترا بعد أن كان بارزا منصوبا وبقي ضمير الأساطير على حاله فصار اكتتبها.

١٠٤

** (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة العاشرة بمعنى بساتين تجري من تحت غرفها الأنهار.

** سبب نزول الآية : نزلت حينما عرض زعماء قريش كأبي سفيان والنضر بن الحارث على النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ المال والملك والجاه والشرف ليكف عن دعوته فأبى ذلك. وقال : ما بعثت لكم بهذا ولكن الله بعثني بشيرا ونذيرا.

** (إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية عشرة .. المعنى : إذا كانت النار بمرأى منهم من مكان بعيد سمعوا صوت غليان وفوران كالزفير من شدة الاشتعال. و«الزفير» ضد الشهيق .. يقال زفر ـ يزفر ـ زفرا وزفيرا وهو إدخال النفس. والشهيق : إخراجه. والزفير : يسمع من الجوف عند شدة الانفعال. وقيل : إن معنى الآية الكريمة إن النار إذا أبصرتهم قادمين إليها من مكان بعيد سمعوا صوت تأججها غضبا على الكفار .. وقيل : إن رؤية جهنم جائزة لأن قدرة الله تعالى صالحة بخلقه لها إدراكا حسيا.

** (قُلْ أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ) : هذا القول الكريم هو مطلع الآية الكريمة الخامسة عشرة .. أي قل يا محمد للمشركين أذلك المذكور من أنواع العذاب خير أي أفضل أم جنة الخلد أفضل؟ فحذف خبر «جنة» اختصارا وهو «أفضل» لأن ما قبله دال عليه .. كما حذف النعت المشار إليه بعد «ذلك» وهو «المذكور».

** (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبادِي هؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة عشرة .. المعنى : ويوم يجمعهم وآلهتهم المعبودين من غير الله من الأصنام وغيرها. وقد استعمل «ما» للعقلاء لأن القول موضوع على العموم للعقلاء وغيرهم بدليل قولك إذا رأيت شبحا من بعيد : ما هو؟ فإذا قيل لك : إنسان. قلت حينئذ : من هو؟ ويأتي الاسم الموصول «من» للعقلاء الآدميين خاصة .. والاسم الموصول «ما» لغير العقلاء .. أما الاسم الموصول الثالث «الذي» فهو مبهم يأتي للعقلاء وغيرهم. نحو قوله تعالى في سورة «لقمان» : (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ) : أي إن الجماد الذي تدعونه من دون الله إنما هو بسبب أنه هو الحق الثابت إلهيته وأن من دونه باطل الإلهية ومعنى «والذين من دونه» : آلهتهم. وإذا قلت : رأيت من في الدار .. يكون الاسم الموصول «من» للعقلاء خاصة أما إذا قلت : رأيت الذي في الدار فإن الاسم الموصول «الذي» كان مبهما أي يكون للعقلاء وغيرهم. وفي قولك : رأيت ما في الدار فإن الاسم الموصول «ما» كان لغير العقلاء. وقال تعالى في سورة «الفرقان» في الآية المذكورة آنفا : أنتم .. وهم. ولم يقل : أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل؟ لأنه سبحانه أراد بالسؤال عن متولي الفعل وليس المراد السؤال عن الفعل لأنه لو لا وجوده لما توجه هذا العتاب. ولهذا كان لا بد من ذكر متولي الفعل وإيلائه حرف الاستفهام حتى يعلم أنه المسئول عنه.

(الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً) (٢)

١٠٥

(الَّذِي لَهُ مُلْكُ) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع بدل من «الذي» في الآية الكريمة السابقة أو يكون في محل نصب مفعولا به على المدح بفعل محذوف. له : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. ملك : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. والجملة الفعلية «له ملك ..» صلة الموصول لا محل لها بمعنى له ملك الكون كله.

(السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. والأرض : معطوفة بالواو على «السموات» وتعرب مثلها.

(وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً) : الواو عاطفة. لم : حرف نفي وجزم. وقلب. يتخذ : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. ولدا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة ـ.

(وَلَمْ يَكُنْ لَهُ) : أعربا ـ يكن : فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره ـ أصله : يكون. حذفت الواو تخفيفا ولالتقاء الساكنين. له : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «يكن» المقدم.

(شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ) : اسم «يكن» المؤخر مرفوع بالضمة المنونة. في الملك : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من شريك.

(وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ) : الواو عاطفة. خلق : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. كل : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. شيء : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.

(فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً) : معطوفة بالفاء على «خلق» وتعرب مثلها والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. تقديرا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً) (٣)

١٠٦

(وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ) : الواو استئنافية. اتخذوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى واتخذ هؤلاء الكفرة. من دونه : جار ومجرور متعلق باتخذوا أو بحال مقدمة من «آلهة» والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.

(آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. لا : نافية لا عمل لها. يخلقون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. شيئا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. والجملة الفعلية «لا يخلقون شيئا» في محل نصب صفة لآلهة.

(وَهُمْ يُخْلَقُونَ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال من ضمير «يخلقون» أو تكون عاطفة والجملة الاسمية في محل نصب صفة ثانية لآلهة. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يخلقون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «هم» وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل.

(وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «لا يخلقون شيئا» وتعرب إعرابها. لأنفس : جار ومجرور متعلق بلا يملكون و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً) : الواو عاطفة. لا : زائدة لتأكيد النفي. نفعا : معطوف على «ضرا» ويعرب مثله والجملة الفعلية «ولا يملكون موتا» تعرب إعراب «ولا يملكون ضرا» بمعنى : ولا يستطيعون إماتة أحد.

(وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً) : معطوفان بواوي العطف على «موتا» ويعربان إعرابه. و«لا» أعربت بمعنى ولا يستطيعون إعادة الحياة لأحد.

١٠٧

(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَراهُ وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً) (٤)

(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) : الواو عاطفة. قال : فعل ماض مبني على الفتح. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل. كفروا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة الاسمية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(إِنْ هَذا) : حرف نفي لا عمل له بمعنى «ما». هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. أي القرآن الكريم.

(إِلَّا إِفْكٌ افْتَراهُ) : أداة حصر لا عمل لها. إفك : خبر «هذا» مرفوع بالضمة المنونة أي إلا اختلاق. افتراه : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ـ نعت ـ لإفك وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

(وَأَعانَهُ عَلَيْهِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «افتراه» وتعرب إعرابها وعلامة بناء الفعل الفتحة الظاهرة. عليه : جار ومجرور متعلق بأعان بمعنى على جمعه كما ادعى هؤلاء الكفرة.

(قَوْمٌ آخَرُونَ) : فاعل مرفوع بالضمة المنونة. آخرون : صفة ـ نعت ـ لقوم مرفوع مثله وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(فَقَدْ جاؤُ) : الفاء سببية المعنى : فما أجهلهم! لقد ارتكبوا بقولهم هذا ظلما وزورا أو أتوا بقولهم هذا على الرسول الكريم. قد : حرف تحقيق. جاءوا : تعرب إعراب «كفروا».

١٠٨

(ظُلْماً وَزُوراً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. وزورا معطوف بالواو على «ظلما» ويعرب إعرابه.

(وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) (٥)

(وَقالُوا أَساطِيرُ) : الواو عاطفة. قالوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة الاسمية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أساطير : خبر مبتدأ محذوف تقديره : هي أساطير الأولين أو ما جاءنا به أساطير الأولين بمعنى : ما سطره الأقدمون من خرافات.

(الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. اكتتب : الجملة الفعلية في نصب محل حال من «الأساطير» وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و«ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

(فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ) : الفاء استئنافية تفيد هنا التعليل. هي : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. تملى : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. عليه : جار ومجرور متعلق بتملى. والجملة الفعلية «تملى عليه» في محل رفع خبر «هي».

(بُكْرَةً وَأَصِيلاً) : ظرف زمان متعلق بتملى منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة المنونة. وأصيلا : معطوف بالواو على «بكرة» ويعرب إعرابه بمعنى : وقت البكور وهي الساعات الأولى من الصباح و«أصيلا» قبل الغروب ويجوز أن تكون «بكرة» حالا من الضمير.

(قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحِيماً) (٦)

١٠٩

(قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. أصله : قول .. حذفت الواو تخفيفا ولالتقاء الساكنين. أنزله : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل ماض مبني على الفتح والهاء ضمير متصل فيه مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية بعده «يعلم ..» صلة الموصول لا محل لها أي الله الذي.

(يَعْلَمُ السِّرَّ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. السر : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «السر». والأرض : معطوفة بالواو على «السموات» وتعرب إعرابها.

(إِنَّهُ كانَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «إن» والجملة الفعلية «كان غفورا رحيما» في محل رفع خبر «إن». كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر جوازا تقديره هو.

(غَفُوراً رَحِيماً) : خبرا «كان» منصوبان وعلامة نصبهما الفتحة المنونة أو يكون «رحيما» صفة للموصوف «غفورا».

(وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً) (٧)

(وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ) : الواو عاطفة. قالوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ ما : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام حرف جر. هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ «ما». الرسول : بدل من اسم الإشارة «هذا» مجرور وعلامة جره الكسرة بمعنى ما لهذا الزاعم أنه رسول وفي تساؤلهم

١١٠

استهانة .. وقد فصلت اللام ـ حرف الجر ـ عن اسم الإشارة «هذا» خارجة عن أوضاع الخط العربي. وخط المصحف سنة تتبع ـ أي لا تغير ـ.

(يَأْكُلُ الطَّعامَ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من «الرسول» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. الطعام : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «يأكل» وتعرب مثلها وعلامة رفع الفعل الضمة المقدرة على الياء للثقل. في الأسواق : جار ومجرور متعلق بيمشي بمعنى ما له يأكل الطعام مثلنا ويمشي كمشينا فيها.

(لَوْ لا أُنْزِلَ) : حرف تحضيض لا عمل له بمعنى «هلا». أنزل : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح.

(إِلَيْهِ مَلَكٌ) : جار ومجرور متعلق بأنزل. ملك : نائب فاعل مرفوع بالضمة المنونة.

(فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً) : الفاء سببية. يكون : فعل مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد الفاء وعلامة نصبه الفتحة. واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. معه : ظرف مكان يدل على المصاحبة والاجتماع متعلق بيكون والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة. نذيرا : خبر «يكون» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. والجملة الفعلية «يكون معه نذيرا» صلة حرف مصدري لا محل لها و«أن» المضمرة المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر معطوف على مصدر منتزع من الكلام السابق.

(أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُوراً) (٨)

(أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ) : حرف عطف للتخيير. يلقى : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر. إليه : جار ومجرور متعلق بيلقى. كنز : نائب فاعل مرفوع بالضمة المنونة.

١١١

(أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ) : الجملة الفعلية معطوفة بأو على جملة «يلقى» وهي فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره. له : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «تكون» المقدم. جنة : اسم «تكون» مؤخر مرفوع بالضمة المنونة بمعنى : بستان.

(يَأْكُلُ مِنْها) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير «له» أو في محل رفع صفة ـ نعت ـ لجنة وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. منها : جار ومجرور متعلق بيأكل أي من ثمارها.

(وَقالَ الظَّالِمُونَ) : الواو استئنافية. قال : فعل ماض مبني على الفتح. الظالمون : فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد والجملة الفعلية بعده «إن تتبعون ..» في محل نصب مفعول قال.

(إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا) : نافية بمعنى «ما» لا عمل لها. تتبعون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. إلا : أداة حصر لا عمل لها.

(رَجُلاً مَسْحُوراً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. مسحورا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «رجلا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة أيضا واللفظة اسم مفعول بمعنى مصاب بسحر أي فهو مختل العقل.

(انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً) (٩)

(انْظُرْ كَيْفَ) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال. والجملة من «كيف وما بعدها» في محل نصب مفعول «انظر».

(ضَرَبُوا لَكَ) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. لك : جار ومجرور متعلق

١١٢

بضرب بمعنى : كيف افتروا عليك الأكاذيب أي الأقوال الشاذة فوصفوك بالسحر والشعر والجنون.

(الْأَمْثالَ فَضَلُّوا) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. وهي الأحوال النادرة والأقوال المستغربة. الفاء سببية. ضلوا : تعرب إعراب «ضربوا» بمعنى : فتاهوا عن سبيل الحق.

(فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً) : الفاء عاطفة. لا : نافية لا عمل لها. يستطيعون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. سبيلا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. بمعنى : فلا يجدون طريقا للرجوع عما قذفوك به أو للطعن في نبوتك.

(تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً) (١٠)

(تَبارَكَ الَّذِي إِنْ) : أعرب في الآية الكريمة الأولى بمعنى : تكاثر خير الله الذي. إن : حرف شرط جازم.

(شاءَ جَعَلَ) : فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بإن والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. جعل : تعرب إعراب «شاء» والجملة الفعلية «جعل لك خيرا» جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها.

(لَكَ خَيْراً) : جار ومجرور متعلق بجعل. خيرا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : إن أراد وهب لك في الدنيا خيرا.

(مِنْ ذلِكَ) : حرف جر. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بمن. اللام للبعد والكاف حرف خطاب والجار والمجرور متعلق بالمفعول «خيرا» أي خيرا مما قالوا.

(جَنَّاتٍ تَجْرِي) : مفعول به ثان منصوب بجعل المتعدي إلى مفعولين بمعنى «منحك جنات» وعلامة نصبه الكسرة المنونة. تجري : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل.

١١٣

(مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) : جار ومجرور متعلق بتجري أو بحال محذوفة من «الأنهار» بتقدير : تجري الأنهار كائنة تحتها أو تجري من تحت غرفها الأنهار و«ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. الأنهار : فاعل مرفوع بالضمة. والجملة الفعلية «تجري من تحتها الأنهار» في محل نصب صفة ـ نعت ـ لجنات.

(وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً) : الواو عاطفة. يجعل : فعل مضارع بمعنى الماضي «وجعل» أي معطوف على «جعل» أو هو فعل مضارع مجزوم لأنه معطوف على محل الفعل «جعل» أي الجزم ومعناه الاستقبال .. وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. لك : جار ومجرور متعلق بالفعل «يجعل». قصورا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : قصورا جميلة في الآخرة.

(بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً) (١١)

(بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ) : حرف عطف للإضراب يفيد الاستئناف بمعنى : بل أتوا بأعجب من ذلك كله وهو تكذيبهم بالساعة أي لم يكذبك المشركون يا محمد لأنك بشر بل كذبوا بالبعث. كذبوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. بالساعة : جار ومجرور متعلق بكذبوا أي بيوم القيامة.

(وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ) : الواو استئنافية. أعتد : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل بمعنى وقد هيأنا. اللام حرف جر و«من» اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بأعتدنا. كذب : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة الفعلية «كذب بالساعة» صلة الموصول لا محل لها.

(بِالسَّاعَةِ سَعِيراً) : جار ومجرور متعلق بكذب. سعيرا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أي نارا شديدة الاستعار.

١١٤

(إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً) (١٢)

(إِذا رَأَتْهُمْ) : ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه متعلق بجوابه متضمن معنى الشرط ـ أداة شرط غير جازمة. رأت : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المقصورة المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بتاء التأنيث الساكنة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به بمعنى : إذا أبصرتهم.

(مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من ضمير الغائبين بمعنى : قادمين إليها من مكان بعيد. و«بعيد» صفة ـ نعت ـ لمكان مجرور مثله وعلامة جرهما الكسرة المنونة.

(سَمِعُوا لَها) : الجملة الفعلية مع المفعول جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. لها : جار ومجرور متعلق بسمعوا.

(تَغَيُّظاً وَزَفِيراً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. وزفيرا : معطوف بالواو على «تغيظا» ويعرب مثله بمعنى : سمعوا صوت تأججها غضبا على الكفار.

(وَإِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً) (١٣)

(وَإِذا أُلْقُوا) : معطوفة بالواو على «إذا» الأولى وتعرب إعرابها. ألقوا : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف بمعنى : وإذا رموا .. وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة. وحذفت الياء تخفيفا ولاتصاله بواو الجماعة.

(مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً) : جار ومجرور متعلق بألقوا. مكانا : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة المنونة. ضيقا : صفة ـ نعت ـ للموصوف

١١٥

«مكانا» ويعرب مثله. المعنى : إلى مكان ضيق .. فحذف الجار والمجرور فانتصب الاسم على الظرفية ويجوز أن تكون حالا من واو الجماعة.

(مُقَرَّنِينَ دَعَوْا) : حال من ضمير «ألقوا» أي من واو الجماعة منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في المفرد. دعوا : الجملة الفعلية وما بعدها جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى : نادوا.

(هُنالِكَ ثُبُوراً) : اسم إشارة للمكان مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بدعوا اللام للعبد والكاف حرف خطاب. ثبورا : مفعول به منصوب بدعوا وعلامة نصبه الفتحة المنونة ويجوز أن يكون منصوبا على المصدر ـ المفعول المطلق ـ بفعل محذوف من جنس المصدر. التقدير : ثبروا ثبورا بمعنى : نادوا في ذلك المكان ويلا وثبورا وهلاكا لأنفسهم تخلصا من شدة العذاب.

(لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً) (١٤)

(لا تَدْعُوا الْيَوْمَ) : الجملة الفعلية وما بعدها في محل رفع نائب فاعل لفعل محذوف اختصارا بمعنى : يقال لهم لا تدعوا ـ لا : ناهية جازمة. تدعوا : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. اليوم : مفعول فيه ـ ظرف زمان ـ منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بلا تدعوا.

(ثُبُوراً واحِداً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. واحدا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «ثبورا» منصوب مثله بالفتحة المنونة بمعنى : لا تنادوا اليوم هلاكا واحدا.

١١٦

(وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً) : الواو استئنافية للاستدراك بمعنى «بل». ادعوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. ثبورا كبيرا : تعرب إعراب «ثبورا واحدا» بمعنى : بل نادوا أنواعا كثيرة من الهلاك.

(قُلْ أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كانَتْ لَهُمْ جَزاءً وَمَصِيراً) (١٥)

(قُلْ أَذلِكَ خَيْرٌ) : فعل أمر مبني على السكون وحذفت واوه ـ أصله : قول تخفيفا ولالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. والجملة الاسمية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ الهمزة همزة استفهام لا محل لها. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للعبد والكاف حرف خطاب. خير : خبر «ذلك» مرفوع بالضمة المنونة بعد حذف ألفه ـ أصله أخبر ـ طلبا للفصاحة.

(أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ) : حرف عطف. جنة : معطوف على المبتدأ «اسم الإشارة .. ذلك» مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف. الخلد : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وحذف خبر «جنة» اختصارا لأن ما قبله دال عليه. التقدير : أم جنة الخلد خير .. بمعنى : أفضل.

(الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة ـ نعت ـ للجنة. وعد : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. المتقون : نائب فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. والجملة الفعلية «وعد المتقون» صلة الموصول لا محل لها وحذف العائد إلى الموصول خطا واختصارا وهو ضمير منصوب المحل لأنه مفعول به. التقدير : التي وعدها المتقون أو التي وعد الله بها المتقين.

(كانَتْ لَهُمْ) : الجملة الفعلية مع خبرها في محل رفع صفة ثانية للجنة وهي فعل ماض ناقص مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره هي. اللام حرف جر و«هم» ضمير

١١٧

الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بخبر «كان».

(جَزاءً وَمَصِيراً) : خبر «كان» منصوب بالفتحة المنونة. ومصيرا : معطوف بالواو على «جزاء» منصوب مثله بالفتحة المنونة.

(لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ خالِدِينَ كانَ عَلى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلاً) (١٦)

(لَهُمْ فِيها) : اللام حرف جر و«هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. فيها : جار ومجرور متعلق بالخبر المقدم المقدر أي في الجنة.

(ما يَشاؤُنَ خالِدِينَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. يشاءون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به التقدير : ما يشاءونه : خالدين : حال من ضمير الغائبين منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(كانَ عَلى رَبِّكَ) : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي كان ذلك العذاب. على ربك : جار ومجرور متعلق بكان والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

(وَعْداً مَسْؤُلاً) : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. مسئولا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «وعدا» منصوب مثله بالفتحة المنونة .. بمعنى موعودا يطلب إليه إنجازه.

(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبادِي هؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ) (١٧)

١١٨

(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ) : الواو استئنافية. يوم : مفعول به منصوب بفعل محذوف تقديره : واذكر وعلامة نصبه الفتحة. يحشر : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد المضاف «يوم» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. المعنى : يجمعهم.

(وَما يَعْبُدُونَ) : الواو عاطفة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب معطوف على منصوب وهو ضمير الغائبين «هم» في «يحشرهم». يعبدون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : وما يعبدونه أي وآلهتهم المعبودة من الأصنام وغيرها.

(مِنْ دُونِ اللهِ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «ما» التقدير حال كونهم. الله : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة.

(فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ) : الجملة الفعلية معطوفة بالفاء على جملة «يحشر» وتعرب إعرابها والجملة الاسمية بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ الهمزة همزة توبيخ وتقريع للمعبودين بلفظ استفهام. أنتم : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. أضللتم : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ «أنتم» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور.

(عِبادِي هؤُلاءِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء الواحد المطاع منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء المناسبة والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. هؤلاء : اسم إشارة مبني على الكسر في محل نصب صفة ـ نعت ـ لعبادي.

١١٩

(أَمْ هُمْ) : حرف عطف. وهي «أم» المتصلة لأنها مسبوقة بهمزة استفهام. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. والجملة الفعلية بعده «ضلوا السبيل» في محل رفع خبر «هم».

(ضَلُّوا السَّبِيلَ) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. السبيل : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. والأصل : ضلوا عن السبيل فترك الجار «عن» وعدي الفعل إلى المجرور فانتصب على المفعولية.

(قالُوا سُبْحانَكَ ما كانَ يَنْبَغِي لَنا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِياءَ وَلكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآباءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكانُوا قَوْماً بُوراً) (١٨)

(قالُوا سُبْحانَكَ ما) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة بعده : في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ سبحانك : مفعول مطلق منصوب بفعل محذوف تقديره : نسبح والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. بمعنى ننزهك عن الأنداد ونقدسك. ما : نافية لا عمل لها.

كان ينبغى : فعل ماض تام مبني على الفتح بمعنى ما كان يصح لنا ولا يستقيم. ينبغي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل وجملة «ما كان ينبغي وما بعدها» في محل نصب مفعول به أي ثم قالوا ..

(لَنا أَنْ نَتَّخِذَ) : اللام حرف جر و«نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بينبغي. أن : حرف مصدري ناصب. نتخذ : الجملة الفعلية وما بعدها صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. و«أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع فاعل «ينبغي» التقدير : ينبغي لنا اتخاذ وفاعل «كان» ضمير مستتر أو اسم محذف بتقدير : ما كان الأمر وثمة وجه آخر للإعراب وهو الأصوب وهو أن تعرب «كان» فعلا ماضيا ناقصا واسمها المصدر المؤول «اتخاذ» المؤخر وخبرها المقدم الجملة الفعلية «ينبغي لنا».

١٢٠