إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٧

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٧

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦٧

** سبب نزول الآية : عن أبي سعيد الخدري قال : لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس فأعجب ذلك المؤمنين فنزل قوله تعالى : (الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ) : أعجبهم وفرحوا بانكسار الفرس لأنه انتصار لأهل الكتاب.

** (فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة. والكلمتان «قبل» و«بعد» مبنيتان على الضم في محل جر وذلك. على تقدير حذف المضاف إليه ونية معناه لا لفظه لأن الأصل : من قبل الغلب ومن بعده فحذف المضاف إليه وقدر وجوده ثابتا. وقيل : إن لفظة «بعد» وهي ظرف زمان ضد «قبل» يلزم الإضافة وهي ظرف مبهم لا يفهم معناه إلا بالإضافة لغيره وهو زمان متراخ عن السابق فإن قرب منه قيل بعيده ـ بالتصغير ـ كما يقال : قبل العصر فإذا قرب قيل : قبيل العصر ـ بالتصغير ـ أي قريبا منه ويسمى تصغير التقريب. ويقال : جاء زيد بعد عمرو : أي متراخيا زمانه عن زمان مجيء عمرو.

** (يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة. المعنى : أنهم لا يعلمون إلا ظاهرا واحدا في جملة الظواهر .. ولذلك جاءت الكلمة نكرة وفي هذا التنكير تقليل لمعلومهم وتقليله يقربه من النفي حتى يطابق المبدل منه الوارد في الآية الكريمة السابقة «لا يعلمون» أي يعلمون الأمور الظاهرة التي يشاهدونها وهم عن الآخرة غافلون أي وهم غافلون عن نعيم الآخرة الدائم فحذف المضاف «نعيم» وحل المضاف إليه «الآخرة» محله.

** سبب نزول الآية : ذكر آنفا سبب نزول الآية الكريمة الثانية وما بعدها وإضافة إلى ذلك فثمة رواية أخرى عن سبب نزول هذه الآيات ذكرها المصحف المفسر وهي : حين غزا الفرس الرومان وغلبوهم فرح بذلك مشركو العرب إذ قالوا إن الفرس لا كتاب لهم مثلنا والرومان أهل كتاب مثلكم لأنهم كانوا نصارى ولننتصرن عليكم كما انتصر الفرس .. فحلف أبو بكر بعد ما جاء الوحي بهذه الآية أن الرومان سيعودون فينتصرون. فقالوا له : اجعل لنا موعدا فقدر لذلك ثلاث سنين فقال له النبي : زد في الرهان ومد الأجل فإن «بضع» تعني من ثلاث إلى تسع .. ففعل. وانتصر الرومان في السنة التاسعة.

** (كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة التاسعة .. المعنى : كيف كان عقاب أو مال الأقوام الذين كانوا من قبلهم أي آثار المدمر من عاد وثمود وغيرهم من الأمم المتجبرة فحذف الموصوف «الأقوام» وحلت الصفة «الذين» محله.

** (وَأَثارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوها أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) : المعنى قلبوا وجه الأرض بحثا عن الماء وغيره أي شقوا الأرض وحرثوها وأوجدوا فيها العمران أي أن أولئك المدمرين من عاد وثمود عمروا الأرض عمارة أكثر من عمارة أهل مكة. وهو تهكم بهم وبضعف حالهم. وأنث الفعل «جاءت» مع الفاعل «الرسل» على تأويل معنى جماعة الرسل و«البينات» صفة حلت محل الموصوف المحذوف اختصارا أي الآيات البينات بمعنى : المعجزات الواضحات.

** (ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة العاشرة .. بمعنى : ثم كان مصير الذين أساءوا العقوبة السوأى وقد قدم خبر كان «عاقبة» وأخر اسمها «السوأى» وحذف الموصوف اسم «كان» المؤخر «العقوبة» وأقيمت الصفة «السوأى» مقامه أي أنهم عوقبوا في الدنيا بالدمار ثم كانت عاقبتهم السوأى أي العقوبة التي هي أسوأ

٦٠١

العقوبات في الآخرة وهي جهنم فوضع المظهر موضع المضمر وقد كتبت الكلمة بألف قبل الياء إثباتا للهمزة على صورة الحرف الذي منه حركتها. و«السوأى» مؤنث «الأسوأ» أي الأشد سوءا. أما «السيئة» فهي عكس «الحسنة» ومعناها : الخطيئة وهي مؤنث «السيئ» ويأتي منها اسم تفضيل هو «الأسوأ» أي القبيح ومؤنثه : السوأى.

** (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة عشرة .. المعنى : يتفرق المسلمون فيذهبون إلى عليين أي الجنة ويذهب الكافرون إلى أسفل السافلين أي النار و«الساعة» صارت علما للقيامة كما صار النجم علما للثريا والكواكب علما للزهرة .. وسميت القيامة الساعة لأنها تقوم في آخر ساعة من ساعات الدنيا أو لأنها تقوم أو تقع بغتة كما تقول في ساعة لمن تستعجله وللقيامة أسماء أخرى ذكرت في كتاب الله الكريم.

** (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة عشرة. المعنى : فهم في بستان يسرون وينعمون ويعززون ونكرت لفظة «روضة» لإبهام أمرها وتفخيمه. ومعناها : الجنة. لأن من معاني «الجنة» : البستان .. الحديقة .. الروضة بمعنى : يدخلهم ربهم إلى بستان وهي الجنة فيها ما يسر نفوسهم. و«الروضة» عند العرب : هي كل أرض ذات ماء ونبات .. ومن أمثالهم : أحسن من بيضة في روضة .. يريدون بيضة النعامة.

** (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة عشرة .. قيل لابن عباس ـ رضي الله عنه ـ هل تجد الصلوات الخمس في القرآن؟ قال : نعم. فاستشهد بهذه الآية الكريمة والآية التي بعدها. فقوله : «تمسون» يعني صلاتي المغرب والعشاء و«تصبحون» : صلاة الفجر و«عشيا» : صلاة العصر و«تظهرون» : صلاة الظهر. والمراد بالتسبيح : ظاهره الذي هو تنزيه الله من السوء والثناء عليه بالخير في هذه الأوقات وقيل : الصلاة.

(بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (٥)

(بِنَصْرِ اللهِ) : جار ومجرور متعلق بيفرحون. الله لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة.

(يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يشاء : تعرب إعراب «ينصر» والجملة الفعلية «يشاء» صلة الموصول لا محل لها وحذف المفعول اختصارا لأن ما قبله «ينصر» دال عليه أي من يشاء نصره.

(وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) : الواو استئنافية. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. العزيز الرحيم : خبرا «هو» مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة أو يكون «الرحيم» صفة ـ نعتا ـ للعزيز.

٦٠٢

(وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (٦)

(وَعْدَ اللهِ) : مصدر مؤكد منصوب بمضمر تقديره : وعد الله وعدا وبعد إضافته حذف تنوينه بمعنى وعد الله ذلك المؤمنين وعدا أي وعده سبحانه بنصر من يشاء من عباده أي بنصر الروم على الفرس. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره سبحانه الكسرة.

(لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ) : الجملة الفعلية تعليلية أو تفسيرية لا محل لها بمعنى أن الله لا يخلف وعده لا : نافية لا عمل لها. يخلف : فعل مضارع مرفوع بالضمة. الله لفظ الجلالة فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. وعده : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

(وَلكِنَّ أَكْثَرَ) : الواو استدراكية. لكن : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إن». أكثر : اسمها منصوب بالفتحة.

(النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. لا : نافية لا عمل لها. يعلمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «لا يعلمون» في محل رفع خبر «لكن» وحذف المفعول به اختصارا أي لا يعلمون ذلك وهو وعده سبحانه بنصرهم.

(يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ) (٧)

(يَعْلَمُونَ ظاهِراً) : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. ظاهرا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. والجملة الفعلية «يعلمون ظاهرا» في محل رفع لأنها بدل من جملة «لا يعلمون» الواردة في الآية الكريمة السابقة على معنى ولكن أكثر الناس لا يعلمون .. أي يعلمون ظاهرا لأنه لا فرق بين عدم العلم وهو الجهل وبين وجود العلم الذي يتجاوز مظاهر الحياة.

٦٠٣

(مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «ظاهرا». الدنيا : صفة ـ نعت ـ للحياة مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة المقدرة على الألف للتعذر.

(وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير «يعلمون» الواو حالية. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. عن الآخرة : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ «هم» وكسر آخر «عن» لالتقاء الساكنين بمعنى : وهم عن الآخرة وما فيها غافلون.

(هُمْ غافِلُونَ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول «هم» هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. غافلون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته ويجوز أن تكون «هم» الثانية تكريرا للأولى للتوكيد ومعنى التكرير : أي بدل منها وتكون «غافلون» خبر «هم» الأول.

(أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ) (٨)

(أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا) : الهمزة همزة استفهام لفظا بمعنى التقرير. الواو عاطفة على مضمر. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يتفكروا : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(فِي أَنْفُسِهِمْ) : جار ومجرور متعلق بيتفكروا أي صلتها على معنى في أنفسهم التي هي أقرب إليهم من غيره من الكائنات و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(ما خَلَقَ اللهُ) : نافية لا عمل لها. خلق : فعل ماض مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة والجملة الفعلية «ما خلق الله» متعلقة بقول محذوف بمعنى : أولم يتفكروا فيقولوا ما خلق الله.

٦٠٤

(السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم الواو حرف عطف. الأرض : معطوفة على «السموات» وتعرب إعرابها وجملة «ما خلق الله السموات ..» في محل نصب مفعول «يقولوا».

(وَما بَيْنَهُما) : الواو عاطفة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب لأنه معطوف على منصوب بمعنى وخلق ما بينهما. بين : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف متعلق بفعل محذوف تقديره : استقر .. وجد. الهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة و«ما» علامة التثنية بمعنى وما بين السموات والأرض من المخلوقات والعوالم المعروفة والخفية والجملة الفعلية «وجد بينهما» صلة الموصول لا محل لها.

(إِلَّا بِالْحَقِّ) : أداة حصر لا عمل لها. بالحق : جار ومجرور متعلق بحال محذوف من السموات والأرض أي إلا مقرونة بالحق مصحوبة بالحكمة أو متعلق بحال من الله سبحانه بتقدير : إلا مريدا بها الحق أو يكون الجار والمجرور متعلقا بصفة ـ نعت ـ لمصدر ـ مفعول مطلق ـ محذوف بتقدير : إلا خلقا ملتبسا بالحق.

(وَأَجَلٍ مُسَمًّى) : الواو حرف عطف. أجل : معطوف على «الحق» مجرور مثله على اللفظ أو على تقدير «إلا بالحق» وبتقدير أجل مسمى .. فحذف المجرور المضاف المقدر «تقدير» وحل المضاف إليه «أجل» محله وعلامة جره الكسرة المنونة. مسمى ـ صفة ـ نعت ـ للموصوف «أجل» مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المقدرة للتعذر على آخره الألف المقصورة قبل تنوينها ونونت الكلمة لأنها نكرة بمعنى : إلى موعد أو بتقدير موعد مقدر لها هو قيام الساعة.

(وَإِنَّ كَثِيراً) : الواو عاطفة. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد هنا الاستدراك بمعنى «لكن» وهو أيضا حرف مشبه بالفعل من أخوات «إن» كثيرا : اسم «إن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

٦٠٥

(مِنَ النَّاسِ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «كثيرا» لأن «من» حرف جر بياني.

(بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ) : المراد بشبه الجملة : الأجل المسمى. بلقاء : جار ومجرور متعلق بخبر «إن» رب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ثان. اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ كافرون : خبر «إن» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد.

(أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوها أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (٩)

(أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا) : يعرب إعراب «أولم يتفكروا في أنفسهم» الوارد في الآية الكريمة السابقة والجملة الفعلية «فينظروا» معطوفة بالفاء على جملة «يسيروا» وتعرب إعرابها بمعنى ألم يسيحوا في الارض وينظروا أي فيتأكدوا بأنفسهم. والجملة الفعلية «كيف كان عاقبة» في محل نصب مفعول به للفعل «ينظروا»

(كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ) : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب خبر «كان» المقدم. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. عاقبة : اسم «كان» مرفوع بالضمة وقد ذكر الفعل «كان» مع «العاقبة» لأنها مصدر تأنيثه غير حقيقي ولأنها هنا بمعنى : عقاب أو مصير أو مآل.

(الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. من قبل : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : كانوا .. استقروا و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية «كانوا من قبلهم» صلة الموصول لا محل لها.

٦٠٦

(كانُوا أَشَدَّ) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة وهو فعل ناقص. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. أشد : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن ـ أفعل ـ صيغة تفضيل ومن وزن الفعل والجملة الفعلية «كانوا أشد» في محل نصب حال من الذين.

(مِنْهُمْ قُوَّةً) : حرف جر و«هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بأشد. قوة : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : فقد كانوا أقوى منهم.

(وَأَثارُوا الْأَرْضَ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال لأنها معطوفة على جملة حالية قبلها. أثاروا فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الأرض : مفعول به منصوب بالفتحة.

(وَعَمَرُوها أَكْثَرَ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «أثاروا الأرض» وتعرب إعرابها و«ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. أكثر : صفة نائبة عن مصدر ـ مفعول مطلق ـ محذوف. التقدير : عمروها عمارة أكثر من عمارة أهل مكة.

(مِمَّا عَمَرُوها) : أصلها : من حرف جر و«ما» المدغمة بالنون مصدرية. عمروها : أعربت. والجملة الفعلية «عمروها» صلة حرف مصدري لا محل لها و«ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بعمروها الأولى. التقدير : عمارة أكثر من عمارتهم.

(وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) : الواو عاطفة. جاءت : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. رسل : فاعل مرفوع بالضمة و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. بالبينات : جار ومجرور متعلق بجاءت.

٦٠٧

(فَما كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) : هذا القول الكريم أعرب في الآية الكريمة الأربعين من سورة «العنكبوت».

(ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَكانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ) (١٠)

(ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ) : حرف عطف. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. عاقبة : خبر «كان» مقدم منصوب بالفتحة.

(الَّذِينَ أَساؤُا) : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. أساءوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(السُّواى) : اسم «كان» مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر.

(أَنْ كَذَّبُوا) : حرف تفسير بمعنى «أي» لا عمل له. كذبوا : تعرب إعراب «أساءوا» والجملة الفعلية «كذبوا» جملة تفسيره لا محل لها أو تكون «أن» مصدرية فتكون «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالإضافة بعد حذف المضاف. التقدير : بسبب تكذيبهم أو لتكذيبهم بجر المصدر بحرف جر مقدر.

(بِآياتِ اللهِ) : جار ومجرور متعلق بكذبوا. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم وعلامة الجر الكسرة.

(وَكانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ) : الواو عاطفة. كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. بها : جار ومجرور متعلق بيستهزءون. والجملة الفعلية «يستهزءون» في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

٦٠٨

(اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (١١)

(اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ) : لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. يبدأ : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الخلق : مفعول به منصوب بالفتحة.

(ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ) : حرف عطف يفيد الترتيب والتراخي ـ أي وجود فترة بين المعطوف والمعطوف عليه ـ والجملة الفعلية «يعيده» معطوفة على «يبدأ الخلق» وتعرب إعرابها والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. ثم : أعربت. بمعنى : يبدأ خلق المخلوقات ثم يبعثها يوم الحساب.

(إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) : جار ومجرور متعلق بترجعون بمعنى تردون. ترجعون : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل.

(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ) (١٢)

(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ) : الواو استئنافية. يوم : مفعول فيه ـ ظرف زمان ـ منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة. أو يكون اسما منصوبا على المفعولية بفعل محذوف تقديره واذكر يوم. تقوم : فعل مضارع مرفوع بالضمة. الساعة : فاعل مرفوع بالضمة والجملة الفعلية «تقوم الساعة» في محل جر بالإضافة.

(يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة. المجرمون : فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد بمعنى : يسكنون متحيرين لا ينطقون.

(وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ شُفَعاءُ وَكانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ) (١٣)

(وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ) : الواو عاطفة. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يكن : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره وهو فعل ناقص وحذفت

٦٠٩

واوه ـ أصله : يكون ـ تخفيفا ولالتقاء الساكنين ـ اللام حرف جر و«هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور في محل نصب متعلق بخبر «يكن» المقدم.

(مِنْ شُرَكائِهِمْ شُفَعاءُ) : جار ومجرور متعلق بحال من «شفعاء» لأنه صفة قدمت عليه و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. شفعاء : اسم «يكن» مرفوع بالضمة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف على وزن «فعلاء» جمع «شفيع» وهو فعيل بمعنى فاعل.

(وَكانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ) : الواو عاطفة. كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. بشركاء : جار ومجرور متعلق بكانوا أو بخبره. و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة. كافرين : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته أي كانوا يكفرون بآلهتهم أو كانوا في الدنيا كافرين بسبب آلهتهم فتكون الباء سببية.

(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ) (١٤)

(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ) : أعرب في الآية الكريمة الثانية عشرة. يوم : بدل من «يوم» الأول ويعرب مثله و«إذ» اسم مبني على السكون الظاهر على آخره وحرك بالكسر تخلصا من التقاء الساكنين : سكونه وسكون التنوين وهو في محل جر بالإضافة أيضا. والجملة المحذوفة المعوض عنها بالتنوين في محل جر بالإضافة. التقدير : ويومئذ تقوم الساعة يتفرقون.

(يَتَفَرَّقُونَ) : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ) (١٥)

(فَأَمَّا الَّذِينَ) : الفاء استئنافية. أما : حرف شرط وتفضيل لا عمل له وسميت حرف شرط لأن الفاء الرابطة للجواب لا تفارقها لا لأنها كأدوات

٦١٠

الشرط لها فعل شرط وجواب شرط. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.

(آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وعملوا : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «آمنوا» وتعرب إعرابها. الصالحات : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم أي الأعمال الصالحات فحذف المفعول الموصوف وحلت الصفة محله أو هي من الصفات التي تجري مجرى الأسماء.

(فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ) : الفاء واقعة في جواب «أما» هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. في روضة : جار ومجرور متعلق بخبر «هم» يحبرون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «هم» وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والجملة الاسمية «هم في روضة يحبرون» في محل رفع خبر المبتدأ «الذين».

(وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ) (١٦)

(وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا) : معطوف بالواو على «أما الذين آمنوا وعملوا» الوارد في الآية الكريمة السابقة ويعرب إعرابه. بآيات : جار ومجرور متعلق بكذبوا و«نا» ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(وَلِقاءِ الْآخِرَةِ) : معطوف بالواو على «آياتنا» ويعرب إعرابها. الآخرة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ) : الفاء واقعة في جواب «أما» أولاء : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب. في

٦١١

العذاب : جار ومجرور متعلق بخبر «أولئك». محضرون : خبر «أولئك» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد بمعنى تحضرهم ملائكة العذاب أي فهم محضرون للعذاب لأن الكلمة اسم مفعول والجملة الاسمية «فأولئك في العذاب محضرون» في محل رفع خبر المبتدأ «الذين».

(فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) (١٧)

(فَسُبْحانَ اللهِ) : الفاء استئنافية. تفيد هنا التعليل. سبحان : مفعول مطلق منصوب بفعل محذوف تقدير أسبح الله أو أنزه الله من السوء تنزيها وهو مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة المراد هنا اذكروا الله.

(حِينَ تُمْسُونَ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة بمعنى «وقت» متعلق باذكروا والمراد بالتسبيح هنا أيضا ظاهره الذي هو تنزيه الله أو يكون المراد : الصلاة. تمسون : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف. وهي فعل مضارع تام أي مستغن عن الخبر لأن الفعل يدل هنا على الحدث والزمان والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والفعل مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة.

(وَحِينَ تُصْبِحُونَ) : معطوف بالواو على «حين تمسون» ويعرب إعرابه بمعنى : حين تدخلون في المساء وحين تدخلون في الصباح.

(وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ) (١٨)

(وَلَهُ الْحَمْدُ) : الواو اعتراضية والجملة الاسمية اعتراضية لا محل لها اعترضت بين المعطوف «وعشيا» والمعطوف عليه «حين تمسون» له : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. الحمد : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.

(فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : جار ومجرور متعلق بالحمد ـ بتأويل فعله ـ بمعنى واحمدوا الله وأثنوا عليه. والأرض : معطوفة بالواو على «السموات» وتعرب إعرابها بمعنى فهو المحمود بلسان من استقر في السموات ودب في الأرض.

٦١٢

(وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ) : معطوفة بالواو على «حين تمسون» في الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها. الواو عاطفة. حين تظهرون : يعرب إعراب «حين تمسون» بمعنى حين تدخلون في الظهيرة.

(يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ) (١٩)

(يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي الله سبحانه. الحي : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. من الميت : جار ومجرور متعلق بيخرج بمعنى : يخلق الحي من الجسم الميت فحذف الموصوف «الجسم» وحلت الصفة «الميت» محله. وقيل : المعنى : يخرج الطائر من البيضة.

(وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ) : معطوف بالواو على «يخرج الحي من الميت» ويعرب إعرابه وبمعناه أو ويخرج البيضة من الطائر.

(وَيُحْيِ الْأَرْضَ) : يعرب إعراب «ويخرج الحي» وعلامة رفع الفعل «يحيي» الضمة المقدرة على الياء للثقل.

(بَعْدَ مَوْتِها) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بيحيي وهو مضاف. موت : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف و«ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ثان.

(وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ) : الواو عاطفة. الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ وخبره الجملة الفعلية «تخرجون» في محل رفع. التقدير ومثل ذلك الإخراج تخرجون. أو يكون الكاف في محل نصب نائبا عن المصدر ـ المفعول المطلق ـ المحذوف. التقدير : وتخرجون اخراجا مثل ذلك الاخراج. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. تخرجون : فعل مضارع مبني

٦١٣

للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. بمعنى : تبعثون من القبور.

** (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة التاسعة عشرة .. المعنى : يخرج الطائر من البيضة ويخرج البيضة من الطائر أو يخرج الإنسان من النطفة ـ أي الماء القليل للرجل ـ ويخرج النطفة من الإنسان أو يخرج الحي من الجسم الميت فحذف الموصوف «الجسم» وأقيمت الصفة «الميت» مقامه.

** (وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) : أي ويخرج النبات من الأرض بعد موتها ... والفعل «يحيي» وماضيه «أحيا» فعل متعد إلى مفعول وقد ورد هذا الفعل متبوعا بنقيضه الفعل «يميت» كثيرا في كتاب الله الكريم إلا أن مفعوليهما محذوفان في آيات كثيرة اختصارا وذكرا في آيات أخرى وقد قدرا على معنى : يحيي الأموات ويميت الأحياء أو يحيي قرنا أو بعضا ويميت قرنا أو بعضا .. أو يحيي الخارجين للقتال ويميت القاعدين عنه. وقيل : يحيي النطف والبيض ـ جمع نطفة وبيضة ـ والموتى يوم القيامة ويميت الأحياء. كان الرسول الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول حين يفيق من نومه : الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور. وإحياء الأرض : هو إخراج النبات منها. ويقال : حيي منه يحيا حياء : أي احتشم فهو حيي .. واستحيا منه استحياء : وهو الانقباض والانزواء. قال الأخفش : يتعدى الفعل بنفسه وبالحرف فيقال : استحييت منه واستحييته. وفيه لغتان : إحداهما لغة الحجاز وبها جاء القرآن بياءين والثانية : لغة تميم بياء واحدة و«الحياء» هو انقباض النفس عن اتيان أمر مخافة الذم وهو بهذا المعنى محال على الله تعالى في قوله في سورة «البقرة» : «* (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها)» لأنه سبحانه منزه عن الانفعالات فالمراد به الامتناع. والمعنى : إن الله لا يمتنع عن أن يضرب مثلا و«ما» هنا تفيد الإبهام : أي تزيد النكرة «بعوضة» إبهاما وتمنع عنها التقييد. وأن الله سبحانه ليس من شأنه الحياء ولكن استعير الحياء فيما يصح فيه أي إن الله لا يترك ضرب المثل بالبعوضة ترك من يستحي أن يتمثل بها لحقارتها وعلى هذا يكون قوله تعالى من قبيل المشاكلة. وقال الزمخشري : وإطباق الجواب على السؤال فن من كلامهم بديع وطرز غريب ـ أي شكل غريب ـ والطرز والطراز ـ بكسر الطاء أيضا ـ بمعنى : الهيئة. قال حسان بن ثابت :

بيض الوجوه كريمة أحسابهم

شم الأنوف من الطراز الأول

أي من النمط الأول بمعنى من النوع الأول. ويجوز أن تقع هذه العبارة في كلام الكفرة فقالوا : أما يستحيي رب محمد أن يضرب مثلا بالذباب والعنكبوت؟ فجاءت على سبيل المطابقة وهو أي إطباق الجواب على السؤال من بديع الكلام. ومنه «صبغة الله» ومن أحسن من الله صبغة أي فطرة. وقال الرسول الكريم ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «الحياء شعبة من الإيمان» والحياء من الشرع : هو خلق يبعث على اجتناب القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق. ومن تأمل معنى الحياء نظر في قوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ : «استحيوا من الله حق الحياء» قالوا : إنا لنستحيي من الله يا رسول الله والحمد لله. قال : ليس ذلك ولكن من استحى من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى وليذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق

٦١٤

الحياء. وقالت عائشة : «نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين» وقال مجاهد بن جبير التابعي : لا يتعلم العلم مستحيي ولا مستكبر .. المستكبر : هو المتعالي الكبير الذي يتعاظم ويستنكف أن يتعلم العلم ويستكثر منه وهو أعظم آفات العلم. فالحياء هنا مذموم لكونه سببا لترك أمر شرعي. وبهذا المعنى قال عمر بن الخطاب : «تفقهوا قبل أن تسودوا» أي قبل أن تصيروا سادة فتمنعكم الأنفة عن الأخذ عمن هو دونكم فتبقوا جهالا.

** (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الحادية والعشرين : أي أن في ذلك المذكور فحذفت الصفة المشار إليها «المذكور» اختصارا لأنها مفهومة من السياق.

** (وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثالثة والعشرين .. بمعنى نومكم ليلا للراحة وطلبكم الرزق نهارا لتعتاشوا .. يقال : نام ـ ينام ـ نوما ومناما .. من باب «تعب» فهو نائم ـ اسم فاعل ـ وجمعه : نوم على الأصل ـ بضم النون وتشديد الواو ونيم على لفظ المفرد ونيام أيضا. قال الفيومي : النوم : غشية ثقيلة تهجم على القلب فتقطعه عن المعرفة بالأشياء ولهذا قيل : هو آفة لأن النوم أخو الموت. وقيل : النوم مزيل للقوة والعقل وأما السنة ففي الرأس والنعاس في العين. وقيل : السنة : هي النعاس. وقيل : السنة : ريح النوم تبدو في الوجه ثم تنبعث إلى القلب فينعس الانسان فينام. و«السنة» فاؤها محذوفة وأصلها : مصدر ومعناها : الوسن .. من «وسن الرجل ـ يوسن ـ وسنا» وسنة من باب «تعب» أي اشتد نعاسه وأخذه ثقل النوم. و«الوسن» : هو فتور يتقدم النوم. ومن حديث موسى ـ عليه‌السلام ـ أنه سأل الملائكة وكان ذلك من قومه لطلب الرؤية : أينام ربنا؟ فأوحى الله إليهم أن يوقظوه ثلاثا ولا يتركوه ينام ثم قال ؛ خذ بيدك قارورتين مملوءتين فأخذهما وألقى الله عليه النعاس فضرب إحداهما على الأخرى فانكسرتا ثم أوحى إليه : قل لهؤلاء : إني أمسك السموات والأرض بقدرتي فلو أخذني نوم أو نعاس لزالتا. وهذا القول الكريم أشارت إليه آية «الكرسي» الكريمة.

** (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) : وفيه حذف مفعول «يسمعون» اختصارا أي يسمعون المواعظ.

** (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة السابعة والعشرين أي ويعيد الخلق بعد الممات.

** سبب نزول الآية : قال عكرمة : تعجب الكفار من إحياء الله الموتى .. فنزلت هذه الآية الكريمة.

(وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ) (٢٠)

(وَمِنْ آياتِهِ) : الواو استئنافية. من آياته : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

(أَنْ خَلَقَكُمْ) : حرف مصدري. خلقكم : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والكاف ضمير

٦١٥

متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور و«أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع مبتدأ مؤخر. التقدير : خلقه لكم أو خلقه آدم منكم.

(مِنْ تُرابٍ) : جار ومجرور متعلق بخلق أو متعلق بحال من ضمير المخاطبين بتقدير : وحالكم أو وأصلكم من تراب.

(ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ) : حرف عطف. إذا : فجائية ـ لا عمل لها. أنتم : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. التقدير والمعنى : ثم فاجأتم وقت كونكم بشرا بعد التناسل والتكاثر.

(بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ) : خبر «أنتم» مرفوع بالضمة المنونة. تنتشرون : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ـ نعت ـ للموصوف «بشر» أو تكون في محل نصب حالا من الجملة الاسمية «أنتم بشر» بمعنى : بشر أحياء منتشرين في الأرض وحذفت صلة الفعل «في الأرض» اختصارا لأنها معلومة من سياق القول الكريم وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (٢١)

(وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ) : معطوف بالواو على (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ) الوارد في الآية الكريمة السابقة ويعرب إعرابه والجار والمجرور «لكم» متعلق بخلق والميم علامة جمع الذكور.

(مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً) : جار ومجرور متعلق بخلق. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور. أزواجا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى من جنسكم.

(لِتَسْكُنُوا إِلَيْها) : اللام حرف جر للتعليل. تسكنوا : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال

٦١٦

الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. إليها : جار ومجرور متعلق بتسكنوا والجملة الفعلية «تسكنوا إليها» صلة حرف مصدري لا محل لها و«أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من «أزواجا».

(وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ) : الواو عاطفة. جعل : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. بينكم : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بجعل وهو مضاف. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.

(مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. ورحمة : معطوفة بالواو على «مودة» وتعرب إعرابها بمعنى : وجعل بينكم وبين أزواجكم محبة وعطفا.

(إِنَّ فِي ذلِكَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. في : حرف جر. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بفي. اللام للبعد والكاف حرف خطاب والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر «إن» المقدم.

(لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) : اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ آيات : اسم «إن» مؤخر منصوب وعلامة نصبه الكسرة المنونة بدلا من الفتحة المنونة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. يتفكرون : الجملة الفعلية في محل جر صفة ـ نعت ـ للموصوف «قوم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. لقوم : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «آيات».

(وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ) (٢٢)

(وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ) : الواو عاطفة. من آياته جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. خلق : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة وهو مضاف ـ إضافة المصدر إلى مفعوله.

٦١٧

(السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. والأرض : معطوفة بالواو على «السموات» وتعرب مثلها.

(وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ) : معطوف بالواو على «خلق السموات والأرض» ويعرب إعرابه بمعنى وتباين ألوانكم والكاف في «ألسنتكم» و«ألوانكم» ضمير المخاطبين مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.

(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ) : أعرب في الآية الكريمة السابقة وعلامة جر «العالمين» الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد.

(وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) (٢٣)

(وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ) : أعرب في الآية الكريمة السابقة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور بمعنى : نومكم.

(بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «منامكم» والنهار : معطوف بالواو على «الليل» ويعرب مثله.

(وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ) : معطوف بالواو على «منامكم بالليل» ويعرب إعرابه والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة بمعنى : وطلبكم من فضله أو وسعيكم لطلب بعض رزقه وحذف مفعول المصدر «ابتغاء» لأن «من» التبعيضية في «من فضله» تدل عليه أو بعض فضله بمعنى : بعض رزقه.

(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) : أعرب في الآية الكريمة الحادية والعشرين بمعنى يسمعونه بالآذان الواعية أي سماع تبصر.

(وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (٢٤)

٦١٨

(وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ) : الواو عاطفة. من آياته : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. يريكم : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور بمعنى : أنه يريكم وتوافقا مع الآيات الكريمة السابقة تكون الجملة الفعلية «يريكم» فعلا أنزل منزلة المصدر بعد إضمار «أن» قبله فيكون المصدر المؤول في محل رفع مبتدأ مؤخرا التقدير : ومن آياته إراءتكم وبهذا الإضمار وانزال الفعل منزلة المصدر فسر المثل «تسمع بالمعيدي خير من أن تراه» على تأويل إضمار «أن» قبل «تسمع» وإنزال الفعل منزلة المصدر المؤول في محل رفع مبتدأ. أي سماعك بالمعيدي خير من أن تراه. وقد وردت الآيات السابقة مصدرة بشبه الجملة «من آياته» في محل رفع خبر مقدم وأعقبها المبتدأ المؤخر المصدر الصريح أو المصدر المؤول وهذا ما انطبق في المصدر المؤول من «يريكم» المبتدأ محذوفا تقديره : شيء أو سحاب يريكم البرق.

(الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. خوفا : مفعول لأجله منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى خوفا من الصاعقة وطمعا : معطوفة بالواو على «خوفا» وتعرب إعرابها أي طمعا في الغيب ـ أي المطر ـ وقيل : خوفا للمسافر وطمعا للحاضر ويجوز أن يكون الاسمان منصوبين على الحالية بمعنى : خائفين وطامعين.

(وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً) : معطوف بالواو على «يريكم البرق» وتعرب إعرابها وعلامة رفع الفعل الضمة الظاهرة والجار والمجرور «من السماء» متعلق بينزل.

(فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ) : معطوفة بالفاء على «ينزل من السماء ماء» وتعرب إعرابها وعلامة رفع الفعل «يحيي» الضمة المقدرة على الياء للثقل. والجار والمجرور «به» متعلق بيحيي.

٦١٩

(بَعْدَ مَوْتِها) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. موت : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف و«ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ثان.

(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) : أعرف في الآية الكريمة الحادية والعشرين بمعنى لدلالات على رحمته.

(وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ) (٢٥)

(وَمِنْ آياتِهِ) : الواو عاطفة. من آياته : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

(أَنْ تَقُومَ السَّماءُ) : حرف مصدري ناصب. تقوم : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة. السماء : فاعل مرفوع بالضمة. والجملة الفعلية «تقوم السماء» صلة حرف مصدري لا محل لها. و«أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع مبتدأ مؤخر المعنى والتقدير : قيام السموات والأرض واستمساكها بغير عمد.

(وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ) : معطوفة بالواو على «السماء» وتعرب مثلها. بأمره : جار ومجرور متعلق بتقوم والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة بمعنى : بقدرته أو بقوله : كونا قائمتين .. أي بإرادته.

(ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ) : حرف عطف يفيد التراخي. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمن متضمن معنى الشرط خافض لشرطه متعلق بجوابه مبني على السكون في محل نصب. دعاكم : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.

٦٢٠