إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٧

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٧

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦٧

مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. ينشئ : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي الله سبحانه والجملة الفعلية «ينشئ النشأة الأخرى» في محل رفع خبر المبتدأ.

(النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الآخرة : صفة ـ نعت ـ للنشأة منصوبة مثله وعلامة نصبها الفتحة بمعنى يخرج الخلق ويعيدهم من العدم يوم القيامة.

(إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إن» منصوب للتعظيم بالفتحة. على كل : جار ومجرور متعلق بقدير.

(شَيْءٍ قَدِيرٌ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. قدير : خبر «إن» مرفوع بالضمة المنونة.

(يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ) (٢١)

(يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر ثان لإن وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يشاء : تعرب إعراب يعذب والجملة الفعلية «يشاء» صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا .. منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : من يشاؤه أي من يشاء تعذيبه.

(وَيَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «يعذب من يشاء» وتعرب إعرابها أي من يشاء رحمته.

(وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ) : الواو استئنافية. إليه : جار ومجرور متعلق بتقلبون : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل أي تردون يوم البعث.

(وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) (٢٢)

٥٤١

(وَما أَنْتُمْ) : الواو استئنافية. ما : نافية تعمل عمل «ليس» عند أهل الحجاز «ما .. الحجازية» ونافية مهملة عند بني تميم. أنتم : ضمير المخاطبين ـ مبني على السكون في محل رفع اسم «ما» أو مبتدأ.

(بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ) : الباء حرف جر زائد لتأكيد النفي. معجزين : اسم مجرور لفظا بالباء منصوب محلا على اللغة الأولى خبر «ما» ومرفوع محلا على اللغة الثانية خبر «أنتم» وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. في الأرض : جار ومجرور متعلق باسم الفاعلين «معجزين».

(وَلا فِي السَّماءِ) : الواو عاطفة. لا : زائدة لتأكيد النفي. في السماء : جار ومجرور معطوف على الجار والمجرور «في الأرض» ويعرب مثله بمعنى : في الأرض الفسيحة ولا في السماء لو كنتم فيها.

(وَما لَكُمْ) : الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. لكم : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم والميم علامة جمع الذكور.

(مِنْ دُونِ اللهِ) : جار ومجرور متعلق بحال مقدمة من «ولي». الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة.

(مِنْ وَلِيٍّ) : حرف جر زائد لتأكيد النفي. ولي : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا لأنه مبتدأ مؤخر وعلامة جره الكسرة المنونة

(وَلا نَصِيرٍ) : الواو عاطفة. لا : زائدة لتأكيد معنى النفي. نصير : معطوف على «ولي» ويعرب إعرابه.

(وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ وَلِقائِهِ أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٢٣)

(وَالَّذِينَ كَفَرُوا) : الواو استئنافية. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. كفروا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

٥٤٢

(بِآياتِ اللهِ وَلِقائِهِ) : جار ومجرور متعلق بكفروا. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة. ولقائه : معطوف بالواو على «آيات الله» ويعرب إعرابه والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة بمعنى وجحدوا بلقاء الله في الآخرة. والجملة الاسمية بعده «أولئك يئسوا ..» في محل رفع خبر المبتدأ «الذين».

(أُولئِكَ يَئِسُوا) : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب. يئسوا : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أولئك» وهي فعل يعرب إعراب «كفروا» والإشارة إلى الكافرين.

(مِنْ رَحْمَتِي) : جار ومجرور متعلق بيئسوا والياء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع سبحانه ـ في محل جر بالإضافة.

(وَأُولئِكَ لَهُمْ) : معطوف بالواو على «أولئك» ويعرب إعرابه. لهم : الجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم و«هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجملة الاسمية «لهم عذاب أليم» في محل رفع خبر المبتدأ «أولئك».

(عَذابٌ أَلِيمٌ) : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة. أليم : صفة ـ نعت ـ لعذاب مرفوع مثله بالضمة المنونة.

(فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجاهُ اللهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (٢٤)

(فَما كانَ) : الفاء تعليلية وهي هنا قد تكون سببية. ما : نافية لا عمل لها. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.

(جَوابَ قَوْمِهِ) : خبر «كان» المقدم منصوب بالفتحة وهو مضاف. قومه : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه ثان.

(إِلَّا أَنْ قالُوا) : أداة حصر لا عمل لها. أن : حرف مصدري. قالوا : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل ماض مبني على

٥٤٣

الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. و«أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع اسم «كان» المؤخر التقدير : إلا قولهم.

(اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. أو : حرف عطف للتخيير. حرقوه : معطوفة على «اقتلوه» وتعرب إعرابها بمعنى : أحرقوه.

(فَأَنْجاهُ اللهُ) : الفاء حرف عطف. أنجاه : فعل ماض معطوف على فعل مضمر اختصارا لأنه معلوم من السياق مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.

(مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذلِكَ) : جار ومجرور متعلق بأنجاه. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. في : حرف جر. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بفي. والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر «إن» المقدم. اللام للبعد والكاف للخطاب.

(لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) : اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ آيات : اسم «إن» منصوب وعلامة نصبه الكسرة المنونة بدلا من الفتحة المنونة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. لقوم : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «آيات». يؤمنون : الجملة الفعلية في محل جر صفة ـ نعت ـ للموصوف «قوم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(وَقالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ) (٢٥)

٥٤٤

(وَقالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ) : الواو عاطفة. قال : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي وقال إبراهيم لقومه. إنما : كافة ومكفوفة. اتخذتم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور.

(مِنْ دُونِ اللهِ) : جار ومجرور متعلق باتخذتم أو بحال مقدمة من «أوثانا». الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة.

(أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : أصناما. مودة : مفعول لأجله منصوب وعلامة نصبه الفتحة. أي للتعليل بمعنى لتتوادوا بينكم وتتواصلوا لاجتماعكم على عبادتها وفي هذه الحالة يكون المفعول به الثاني للفعل «اتخذ» المتعدي إلى مفعولين محذوفا تقديره : آلهة أو تكون «مودة» مفعولا به ثانيا لاتخذتم بمعنى : اتخذتم الأوثان : سبب المودة بينكم على تقدير حذف المضاف «سبب» وحلول المضاف إليه «مودة» محله أو اتخذتموها مودة بينكم بمعنى مودودة بينكم. بينكم : مضاف إليه ـ أي اسم ـ وهو في الأصل : ظرف مكان ـ مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه ثان والميم علامة الجمع.

(فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) : جار ومجرور متعلق باتخذتم. الدنيا : صفة ـ نعت ـ للحياة مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة المقدرة على الألف للتعذر.

(ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ) : حرف عطف. يوم : مفعول فيه ـ ظرف زمان ـ منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف متعلق بيكفر. القيامة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة. بعضكم : فاعل مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم

٥٤٥

في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور. ببعض : جار ومجرور متعلق بيكفر.

(وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «يكفر بعضكم» وتعرب إعرابها. بعضا : مفعول به منصوب بالفتحة المنونة.

(وَمَأْواكُمُ النَّارُ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. مأوى : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر و«كم» أعرب في «بعضكم» وحرك الميم بالضمة للوصل ـ التقاء الساكنين. النار : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة.

(وَما لَكُمْ) : الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. لكم : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم والميم علامة جمع الذكور.

(مِنْ ناصِرِينَ) : حرف جر زائد لتأكيد النفي. ناصرين : اسم مجرور لفظا وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته مرفوع محلا على أنه مبتدأ مؤخر.

(فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (٢٦)

(فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ) : الفاء سببية. آمن : فعل ماض مبني على الفتح. له : جار ومجرور متعلق بآمن. لوط : فاعل مرفوع بالضمة المنونة.

(وَقالَ) : معطوف بالواو على «آمن» ويعرب إعرابه والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

(إِنِّي مُهاجِرٌ) : الجملة المؤولة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ إني : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل نصب اسم «إن». مهاجر : خبر «إن» مرفوع بالضمة المنونة.

(إِلى رَبِّي) : جار ومجرور متعلق باسم الفاعل «مهاجر» والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل جر بالإضافة أي إلى حيث أمرني ربي.

٥٤٦

(إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «إن» أي الله سبحانه. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. العزيز الحكيم : خبرا «هو» خبر بعد خبر مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة والجملة الاسمية «هو العزيز الحكيم» في محل رفع خبر «إن» أو يكون «الحكيم» صفة للعزيز. ويجوز أن يكون «هو» ضمير فصل أو عمادا لا محل له فيكون «العزيز» خبر «إن».

(وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) (٢٧)

(وَوَهَبْنا لَهُ) : الواو استئنافية. وهب : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. له : جار ومجرور في مقام المفعول الأول.

(إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ) : مفعول به ثان منصوب بالفعل «وهب» المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والمعرفة. ويعقوب : معطوف بالواو على «إسحاق» ويعرب إعرابه.

(وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «وهبنا» وتعرب إعرابها. في ذريته : جار ومجرور متعلق بجعلنا والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر بالإضافة بمعنى : في نسله.

(النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. والكتاب : معطوف بالواو على «النبوة» ويعرب إعرابها.

(وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ) : تعرب إعراب «وجعلنا» والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل نصب مفعول به. أجره : مفعول به ثان منصوب بالفعل «آتى» المتعدي إلى مفعولين والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب في محل جر بالإضافة.

٥٤٧

(فِي الدُّنْيا) : جار ومجرور متعلق بآتيناه. وعلامة جر الاسم الكسرة المقدرة على الألف للتعذر.

(وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ) : الواو استئنافية. إنه : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «إن». في الآخرة : جار ومجرور متعلق بالصالحين.

(لَمِنَ الصَّالِحِينَ) : اللام لام التوكيد ـ المزحلقة. من الصالحين : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر «إن» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد.

(وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ) (٢٨)

(وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ) : يعرب إعراب «وإبراهيم إذ قال لقومه» الوارد في الآية الكريمة السادسة عشرة وصرف «لوط» أي نون رغم عجمته لانه ثلاثي ساكن الوسط ولخفته.

(إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ) : الجملة المؤولة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «إن» والميم علامة جمع الذكور. اللام لام التوكيد ـ المزحلقة. تأتون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. الفاحشة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والجملة الفعلية «لتأتون الفاحشة» في محل رفع خبر «إن» بمعنى : إنكم لترتكبون الفعلة الفاحشة وهي صفة حلت محل الموصوف «الفعلة» المحذوف لأنها أي الصفة جرت مجرى الأسماء.

(ما سَبَقَكُمْ) : الجملة استئنافية لا محل لها. ما : نافية لا عمل لها. سبقكم : فعل ماض مبني على الفتح : الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم والميم علامة جمع الذكور.

٥٤٨

(بِها مِنْ أَحَدٍ) : جار ومجرور متعلق بما سبقكم. من : حرف جر زائد لتأكيد النفي. أحد : اسم مجرور لفظا بمن وعلامة جره الكسرة المنونة لأنه اسم نكرة مرفوع محلا على أنه فاعل «سبق».

(مِنَ الْعالَمِينَ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «أحد» في محل جر على لفظه أو في محل رفع لأحد على الموضع لا اللفظ. و«من» هنا حرف جر بياني «من .. البيانية» وعلامة جر الاسم الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

** (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة العشرين وهو حكاية كلام الله تعالى حكاه إبراهيم لقومه .. أي قل يا إبراهيم لقومك سيروا في الأرض .. والقول الكريم «كيف بدأ الخلق» أصله : كيف بدأ الله الخلق ثم ينشئ النشأة الأخرى : بمعنى ثم يخرج الخلق ويعيدهم من العدم يوم القيامة وسبب الإفصاح باسمه ـ جلت قدرته ـ وإيقاعه مبتدأ في قوله «ثم الله ينشئ النشأة الآخرة» بعد إضماره في قوله : «كيف بدأ الخلق» هو أن الأصل والقياس : الإظهار ثم الإضمار يليه ـ لقصد التفخيم ـ الإظهار .. ويليه وهو أفخم الثلاثة الإظهار بعد الإضمار كما في الآية الكريمة المذكورة. والله أعلم. و«الإظهار» عكس الإضمار. وقيل : سبب إضمار اسم لفظ الجلالة في قوله «كيف بدأ الخلق» والإفصاح عن اسمه ـ تقدست أسماؤه ـ وإيقاعه مبتدأ في قوله : (ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ) هو أن الكلام معهم كان واقعا في الإعادة وفيها أي في إعادة البعث كانت تصطك الركب فلما قررهم في الإبداء بأنه من الله احتج بأن الإعادة إنشاء مثل الإبداء .. فإذا كان الله تعالى لا يعجزه شيء هو الذي لم يعجزه الإبداء فهو الذي وجب أن لا تعجزه الإعادة فكأنه قال : ثم ذاك الذي أنشأ النشأة الأولى هو الذي ينشئ النشأة الآخرة .. فللدلالة والتنبيه على هذا المعنى أبرز سبحانه اسمه ثم أوقعه مبتدأ.

** (وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثانية والعشرين .. المعنى : ولستم أيها المكذبون بمعجزين ربكم أي لتعجزوه فحذف اسم الفاعلين «معجزين» اختصارا لأنه معلوم وهو «ربكم» واللفظة جمع «معجز» اسم فاعل يعمل عمل فعله «أعجز» المتعدي ..

** (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ وَلِقائِهِ أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة والعشرين .. أي أولئك الكافرون .. فحذفت الصفة أو البدل «الكافرون» المشار إليه اختصارا لأن ما قبله «الذين كفروا» يفسره ويدل عليه. كذلك حذف المشار إليه في الآية الكريمة التالية في قوله : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ) أي إن في ذلك الإنجاء لأن ما قبله (فَأَنْجاهُ اللهُ).

٥٤٩

** (وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الخامسة والعشرين. أي ومثواكم النار .. وقيل للمأوى : أم .. على التشبيه لأن الأم مأوى الولد ومفزعه وقوله تعالى في سورة «القارعة» : (فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ) مأخوذ من قولهم إذا دعوا على الرجل بالهلكة : هوت أمه .. لأنه إذا هوى أي سقط وهلك فقد هوت أمه ثكلا وحزنا .. وقيل : هاوية : اسم من أسماء النار وكأنها النار العميقة لهوي أهل النار فيها مهوى بعيدا .. أي فمأواه النار .. وعن قتادة : المعنى : فأم رأسه هاوية في قعر جهنم لأنه يطرح فيها منكوسا. وجاء «هاوية» بغير ألف ولام لأنها معرفة بغير ألف ولام. وإذا كان الفعل «هوى» مفتوح ما قبل الآخر ـ الواو ـ في الماضي مكسور ما قبل الآخر ـ الواو ـ في المضارع لأنه من باب «ضرب» بمعنى سقط من علو. فإن الفعل «هوي» مكسور ما قبل الآخر ـ الواو ـ في الماضي مفتوح ما قبل الآخر ـ الواو ـ في المضارع لأنه من باب «صدي» والفعلان متضادان معنى وصرفا. والهوى هو هوى النفس وهو مصدر الفعل «هوي» من باب «صدي» أو «تعب» يقال : هوى الشيء يهواه هوى : بمعنى : أحبه وعلق به .. ثم أطلق على ميل النفس وانحرافها نحو الشيء ثم استعمل في ميل مذموم فيقال : اتبع فلان هواه .. وهو من أهل الأهواء أي ممن زاغ عن الطريقة المثلى. ومعرفة باب الفعل من الفعلين تدل على معناه وتساعد على صحة استعماله. قال عمر بن الخطاب : أفلح من حفظ من المطمع والغضب والهوى نفسه. وقيل : الهوى من النوى .. أي إن البعد يورث الحب ومنه يتولد ؛ فإن الإنسان إذا كان يرى كل يوم استحير ومل ولذلك قيل : اغترب تتجدد .. ومثله : زر غبا تزدد حبا. والفعل المزيد «استهواه» : معناه ذهب بهواه وعقله وحيره .. ويأتي من الفعل «هوي» اسم تفضيل نحو : هذا الشيء أهوى إلي من كذا : أي أحب إلي.

** (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة السادسة والعشرين .. المعنى : فصدق لوط برسالة إبراهيم .. وكان مع إبراهيم امرأته سارة ولوط ابن أخيه فنزل إبراهيم فلسطين ونزل لوط سدوم .. وكان «لوط» أول من آمن به حين رأى النار لم تحرقه وكانت عليه بردا وسلاما.

** (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السابعة والعشرين .. أي ووهبنا لإبراهيم إسحاق بعد بكره إسماعيل ويعقوب بن إسحاق و«الكتاب» اسم جنس بمعنى والكتب الموحاة وهي الكتب الأربعة : التوراة .. الزبور .. الإنجيل والقرآن وجعلنا في نسله النبوة فكل الأنبياء من بعده هم من ذريته ـ عليهم جميعا السلام ـ.

** (وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثامنة والعشرين .. أي إنكم تتعاطون اللواط أي الفعلة الفاحشة المتناهية في القبح .. فحذف الموصوف «الفعلة» وحلت الصفة «الفاحشة» محله. واللفظة من الصفات التي تجري مجرى الأسماء كالسيئة والحسنة .. وفعلها : فحش ـ يفحش ـ فحشا .. مثل قبح قبحا وزنا ومعنى .. وفي لغة : من باب «قتل».

** (أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة التاسعة والعشرين .. إنكم لتلوطون الرجال بدلا من النساء وتأتون أنواع التهتك وهو العمل المخالف للشرع واللفظة اسم مفعول في مجلسكم. و«النادي»

٥٥٠

و«المجلس» لفظتان بمعنى واحد .. فالنادي هو المجلس الذي ينتدى فيه القوم : أي يجتمعون في النادي. قال الزمخشري والفيومي : لا يقال للمجلس : ناد إلا ما دام فيه أهله فإذا قاموا عنه لم يبق ناديا بمعنى إلا والقوم مجتمعون فيه فإذا تفرقوا زال عنه أي زالت هذه التسمية عنه .. قال تعالى في سورة «العلق» : (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ) أي فليدع أهل ناديه لينتصروا له وليمنعوه منا والمقصود بذلك هو أبو جهل حيث روي أن أبا جهل مر برسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهو يصلي : فقال ألم أنهك!؟ فأغلظ له رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال : أتهددني وأنا أكثر أهل الوادي ناديا؟ فنزل قوله تعالى : (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ) أي فليدع عشيرته .. وإنما هم أهل النادي والنادي مكانه ومجلسه فسماه به وفي رواية عن ابن عباس قال : لما نهى أبو جهل النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عن الصلاة انتهره رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال أبو جهل : أتنهرني؟ والله لأملأن عليك هذا الوادي إن شئت خيلا جردا ورجالا مردا ـ جمع أجرد .. ومؤنثه : جرداء. والأجرد من الخيل : هو السباق .. أما «المرد» فهو جمع «مارد» أي عات قاس وهو في قول أبي جهل جمع «أمرد» ومؤنثه : مرداء ومنه القول شبان مرد على خيول جرد. فالأمرد : هو الشاب الذي طر ـ أي طلع ـ شاربه ولم تنبت لحيته. و«النادي» هو مجلس القوم ومتحدثهم .. من ندا القوم يندون ندوا : أي اجتمعوا .. ومثله : الندي والمنتدى .. أما «الندوة» فهي اسم المرة من الفعل «ندا» ومنه سميت دار الندوة بمكة المكرمة التي بناها قصي لأنهم كانوا ويندون فيها : أي يجتمعون ثم صار مثلا لكل دار يرجع إليه ويجتمع فيها ويجمع «النادي» على «أندية» و«الندى» أصله : المطر وقيل هو ما سقط آخر الليل وأما الذي يسقط أوله فهو السدى وجمعه : أنداء ويجوز أن يجمع أيضا على أندية ومنه يقال : نديت الأرض تندى فهي ندية ويقال : فلان أندى صوتا منه : كناية عن قوته .. والنداء هو الدعاء وناديته مناداة ونداء ولهذا يأتي المنادى بإحدى أدوات النداء منصوبا نحو : يا عبد الله .. لأن التقدير والمعنى : أنادي عبد الله .. فالنداء هو الصوت وفيه معنيان نادى بعضهم بعضا .. وتجالسوا في النادي. وقولهم : تقوض المجلس : معناه : تقوض أهله : أي تفرقوا .. واختلفوا في جمع «النادي» فاللسان يجمع اللفظة على «أندية» و«أنداء» والمعجم الوسيط يجمعها على «أندية» و«نواد» وقيل : النوادي مطابق للقياس مثل جامع ـ جوامع.

** (وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الحادية والثلاثين وقد أنث الفعل «جاءت» مع فاعله المذكر «الرسل» على اللفظ أي جماعة الرسل لا المعنى وإنما أنث على تقدير : جماعة الرسل بدليل قوله : قالوا وهنا ذكر الفعل على معنى «الرسل» وجاءت رسلنا من الملائكة تبشر إبراهيم بإسحاق ومن بعده يعقوب.

** (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة والثلاثين .. بمعنى فأصبحوا في ديارهم باركين على ركبهم ميتين .. ودارهم : أي بلدهم وأرضهم بمعنى : في ديارهم فاكتفى بالواحد المفرد لعدم اللبس .. يقال : جثم ـ يجثم .. من باب «دخل» و«جلس».

** (وَعاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثامنة والثلاثين و«عاد» اسم رجل من العرب الأولى وبه سميت القبيلة قوم هود. أي وقد تبين بمعنى وقد ظهر لكم من جهة مساكنهم أي من مروركم على مساكنهم فحذف المضاف «جهة» وأقيم المضاف إليه «مساكنهم» مقامه في الأحقاف والحجر مدى الدمار الذي أصابهم.

٥٥١

(أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ اللهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) (٢٩)

(أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ) : الهمزة همزة إنكار وتقرير بلفظ استفهام. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «إن» والميم علامة جمع الذكور اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ تأتون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. الرجال : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. والجملة الفعلية «لتأتون الرجال» في محل رفع خبر «إن» بمعنى : إنكم تأتون الرجال أي تتعاطون اللواط معهم بدل النساء.

(وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) : الجملتان الفعليتان معطوفتان بواوي العطف على جملة «تأتون الرجال» وتعربان إعرابها. في ناديكم : جار ومجرور متعلق بتأتون. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ أي في مجلسكم.

(فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا) : أعرب في الآية الكريمة الرابعة والعشرين.

(ائْتِنا بِعَذابِ اللهِ) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل أمر مبني على حذف آخره ـ حرف العلة .. الياء ـ وبقيت الكسرة دالة على الياء المحذوفة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. و«نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. بعذاب : جار ومجرور متعلق بائت. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم وعلامة الجر الكسرة أي بالعذاب الموعود.

٥٥٢

(إِنْ كُنْتَ) : حرف شرط جازم. كنت : فعل ماض ناقص فعل الشرط في محل جزم بإن مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع اسم «كان».

(مِنَ الصَّادِقِينَ) : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «كان» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد. وحذف جواب الشرط لتقدم معناه. التقدير : إن كنت صادقا فيما تعدنا من نزول العذاب فائتنا بعذاب الله الذي تعدنا به.

(قالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ) (٣٠)

(قالَ رَبِّ انْصُرْنِي) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. رب : منادى مضاف بأداة نداء محذوفة إجلالا وتعظيما .. التقدير يا ربي. وهو منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة خطا واختصارا واكتفاء بالكسرة الدالة على الياء والياء المحذوفة ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل جر بالإضافة. انصرني : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل تضرع ودعاء بصيغة طلب ـ مبني على السكون. النون نون الوقاية لا محل لها والياء ضمير المتكلم ـ في محل نصب مفعول به. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.

(عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ) : جار ومجرور متعلق بانصرني. المفسدين : صفة ـ نعت ـ للقوم مجرور مثله وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ) (٣١)

(وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا) : الواو استئنافية. لما : اسم شرط غير جازم بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب على الظرفية متعلق بالجواب. جاءت : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها.

٥٥٣

رسل : فاعل مرفوع بالضمة و«نا» ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه مبني على السكون في محل جر بالإضافة. والجملة الفعلية «جاءت رسلنا ..» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد «لما».

(إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية والجار والمجرور «بالبشرى» متعلق بجاءت وعلامة جر الاسم الكسرة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر.

(قالُوا) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة المؤولة بعدها «إنا مهلكو ..» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(إِنَّا مُهْلِكُوا) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و«نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ المدغم بنون «إن» مبني على السكون في محل نصب اسم «إن». مهلكو : خبر «إن» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم وحذفت النون للإضافة ـ أصله : مهلكون.

(أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. هذه : اسم إشارة مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه ثان. القرية : بدل من اسم الإشارة مجرور وعلامة جره الكسرة.

(إِنَّ أَهْلَها) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد هنا التعليل بمعنى لأن. أهل : اسم «إن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و«ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(كانُوا ظالِمِينَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» وهي فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. ظالمين : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد.

٥٥٤

(قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ) (٣٢)

(قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة المؤولة بعدها من «إن» مع اسمها وخبرها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. فيها : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر «إن» المقدم. لوطا : اسم «إن» مؤخر منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة وقد انصرف رغم عجمته لخفته ولأنه اسم ثلاثي أوسطه ساكن أي قال إبراهيم للرسل إن في القرية لوطا وهو بريء ..

(قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الاسمية بعدها «نحن أعلم ..» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ نحن : ضمير منفصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على الضم في محل رفع مبتدأ. أعلم : خبر «نحن» مرفوع بالضمة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف على وزن «أفعل» صيغة تفضيل ـ ومن وزن الفعل.

(بِمَنْ فِيها) : الباء حرف جر و«من» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بأعلم. فيها : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : كان .. وجد .. استقر والجملة الفعلية «كان فيها» صلة الموصول لا محل لها.

(لَنُنَجِّيَنَّهُ) : اللام لام التوكيد. ننجينه : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة التي لا محل لها والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

(وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ) : معطوف بالواو على ضمير الغائب ـ الهاء في «ننجينه» منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير

٥٥٥

الغائب ـ في محل جر بالإضافة أي لننجين لوطا لأنه بريء من ظلم قومه وننجين أهله المؤمنين أيضا من الهلاك. إلا : أداة استثناء. امرأته : مستثنى بإلا منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر بالإضافة أي إلا امرأته كانت من الباقين في العذاب.

(كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من «امرأته» وهي فعل ماض ناقص مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها واسم «كان» ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. من الغابرين : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «كانت» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاَّ امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ) (٣٣)

(وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً) : أعرب في الآية الكريمة الحادية والثلاثين. أن : زائدة لأنها جاءت بعد «لما» أو تكون صلة أكدت وجود الفعلين مترتبا أحدهما على الآخر في وقتين متجاورين لا فاصل بينهما كأنهما وجدا في جزء واحد من الزمان كأنه قيل : كما أحس بمجيئهم فاجأته المساءة جهلا منه بهم خيفة عليهم من قومه .. هذا هو ما ذكره الزمخشري في تفسيره.

(سِيءَ بِهِمْ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. الباء حرف جر و«هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور في محل رفع نائب فاعل بمعنى : ساءه مجيئهم لأنه لم يعرفهم أي غمه هذا المجيء.

(وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً) : الواو عاطفة. ضاق : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر في جوازا تقديره هو. بهم : جار ومجرور متعلق بضاق. ذرعا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى عجز عن احتمال مجيئهم ولم يطقه ولم يقو عليه أو وضاق بشأنهم ذرعه أي طاقته أو شق عليه.

٥٥٦

(وَقالُوا لا تَخَفْ) : الواو عاطفة. قالوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. لا : ناهية جازمة. تخف : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت وحذفت الألف ـ أصله تخاف ـ تخفيفا ولالتقاء الساكنين والجملة الفعلية «لا تخف» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(وَلا تَحْزَنْ إِنَّا) : الواو عاطفة. لا : زائدة لتأكيد النفي. تحزن : معطوفة على «تخف» وتعرب إعرابها. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد هنا التعليل و«نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إن».

(مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ) : خبر «إن» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم وحذفت النون للإضافة ـ أصله منجون ـ والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر لفظا وفي محل نصب محلا لأنه مفعول اسم الفاعل الواو عاطفة. أهلك : معطوف بالواو على ضمير المخاطب ـ الكاف ـ في «أهلك» على المحل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة بمعنى : ومنجون أهلك.

(إِلَّا امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ) : أعرب في الآية الكريمة السابقة والكاف في «امرأتك» أعرب في «أهلك».

(إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) (٣٤)

(إِنَّا مُنْزِلُونَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و«نا» ضمير الواحد المطاع سبحانه مبني على السكون في محل نصب اسم «إن». منزلون : خبرها مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(عَلى أَهْلِ هذِهِ) : جار ومجرور متعلق باسم الفاعل «منزلون». هذه : اسم إشارة مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.

٥٥٧

(الْقَرْيَةِ رِجْزاً) : بدل من اسم الإشارة «هذه» مجرور مثله وعلامة جره الكسرة. رجزا : مفعول به منصوب بالفتحة المنونة.

(مِنَ السَّماءِ بِما) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «رجزا» أي عذابا. الباء حرف جر و«ما» مصدرية.

(كانُوا يَفْسُقُونَ) : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. يفسقون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و«ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق باسم الفاعل «منزلون» التقدير : بسبب فسقهم فحذف المضاف «سبب» وحل المصدر محله.

(وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (٣٥)

(وَلَقَدْ تَرَكْنا) : الواو استئنافية. اللام لام الابتداء أو التوكيد. قد : حرف تحقيق. ترك : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(مِنْها آيَةً بَيِّنَةً) : جار ومجرور متعلق بتركنا أي من القرية. آية : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. بينة : صفة ـ نعت ـ لآية منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المنونة.

(لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) : جار ومجرور متعلق بتركنا. يعقلون : الجملة الفعلية في محل جر ـ صفة ـ نعت ـ للموصوف «قوم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) (٣٦)

٥٥٨

(وَإِلى مَدْيَنَ) : الواو عاطفة. إلى مدين : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : أرسلنا وعلامة جر الاسم «مدين» الفتحة بدلا من الكسرة المنونة للمعرفة والتأنيث.

(أَخاهُمْ شُعَيْباً) : مفعول به منصوب بالفعل المحذوف وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. شعيبا : بدل أو عطف بيان من المبدل منه «أخاهم» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(فَقالَ يا قَوْمِ) : الفاء عاطفة على فعل محذوف. قال : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. يا : أداة نداء. قوم : منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء المناسبة والياء المحذوفة خطا واختصارا اكتفاء بالكسرة ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية بعده «اعبدوا الله» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(اعْبُدُوا اللهَ) : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الله لفظ الجلالة : مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة.

(وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «اعبدوا الله» وتعرب إعرابها. الآخر : صفة ـ نعت ـ لليوم منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة بمعنى : وافعلوا ما ترجون به العاقبة وقيل هو من الرجاء أي الخوف.

(وَلا تَعْثَوْا) : الواو عاطفة. لا : ناهية جازمة. تعثوا : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) : جار ومجرور متعلق بلا تعثوا أو بمفسدين. مفسدين : حال من ضمير «تعثوا» وهي حال مؤكدة لعاملها في المعنى فقط منصوبة بالياء لأنها جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

٥٥٩

(فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ) (٣٧)

(فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ) : الفاء عاطفة على مضمر. كذبوه : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به الفاء سببية. أخذت : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون الذي حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ في محل نصب مفعول به مقدم.

(الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا) : فاعل مرفوع بالضمة بمعنى : الزلزلة. عاطفة. أصبحوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «أصبح» والألف فارقة والفاء سببية أيضا.

(فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ) : جار ومجرور متعلق بأصبحوا أو بجاثمين و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. جاثمين : خبر «أصبح» منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(وَعاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ) (٣٨)

(وَعاداً وَثَمُودَ) : الواو عاطفة. عادا : مفعول به منصوب بفعل مضمر تقديره : أهلكنا لأن قوله تعالى «فأخذتهم الرجفة» يدل عليه لأنه في معنى الإهلاك وعلامة نصبه الفتحة المنونة ويجوز أن يكون منصوبا بفعل محذوف تقديره : واذكر يا محمد عادا. وثمود : معطوف بالواو على «عادا» منصوب بالفتحة.

(وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ) : الواو حالية والجملة الفعلية في محل نصب حال. قد : حرف تحقيق. تبين : فعل ماض مبني على الفتح. لكم : جار ومجرور في محل رفع متعلق بالفاعل بمعنى وقد تبين لكم ذلك يعني ما وصفه من إهلاكهم والميم علامة الجمع.

٥٦٠