إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٧

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٧

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦٧

القول محذوف يفسره ما بعده بتقدير : قل غضوا أي كفوا. فالمحذوف هو جملة «غضوا» في محل نصب.

(يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ) : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب «غضوا» وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. من أبصار جار ومجرور متعلق بيغضوا و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة أو تكون «من» للتبعيض وحذف مفعول «يغضوا» لدلالة «من» التبعيضية عليه. وجوز الأخفش أن تكون «من» مزيدة وزيادتها لتوكيد اللفظ وتقوية المعنى. ومعنى «غض البصر» هو الكف عما يحرم والاقتصار به على ما لا يحل.

(وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «يغضوا من أبصارهم» وتعرب إعرابها. و«فروج» مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و«هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ) : ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف للخطاب. أزكى : خبر «ذلك» مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر بمعنى أطهر. اللام حرف جر و«هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بأزكى.

(إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إن» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. خبير : خبر «إن» مرفوع بالضمة المنونة.

(بِما يَصْنَعُونَ) : هذا القول الكريم يعرب إعراب «بما تعملون» الوارد في الآية الكريمة الثامنة والعشرين. المعنى : إن الله عليم بما يصنعون بسائر حواسهم وجوارحهم من الغض والحفظ أو بمعنى والله ذو خبرة بعملهم أو عليم بأعمالهم.

٤١

(وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ ما ظَهَرَ مِنْها وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (٣١)

(وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) : معطوف بالواو على «قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم» الوارد في الآية الكريمة السابقة ويعرب إعراب. وعلامة جر الاسم «المؤمنات» الكسرة الظاهرة. والفعل «يغضضن» مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة والنون ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل «هن» في «أبصارهن» ضمير متصل ـ ضمير الإناث ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة و«يحفظن» معطوفة على «يغضضن» وتعرب إعرابها.

(وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ) : الواو عاطفة. لا : ناهية جازمة. يبدين : تعرب إعراب «يغضضن» والفعل في محل جزم بلا الناهية. زينة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و«هن» ضمير متصل ـ ضمير الغائبات ـ في محل جر بالإضافة.

(إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها) : أداة استثناء. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مستثنى بإلا. ظهر : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. منها : جار ومجرور متعلق بظهر والجملة الفعلية «ظهر منها» صلة الموصول لا محل لها بمعنى : إلا ما تعذر إخفاؤه وستره كالخاتم والملابس.

(وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ) : الواو عاطفة. اللام لام الأمر. يضربن : فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل جزم باللام والنون

٤٢

ضمير متصل ـ ضمير الإناث الغائبات ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل. بخمر : جار ومجرور متعلق بيضربن و«هن» ضمير متصل ـ ضمير الإناث الغائبات. مبني على الفتح في محل جر بالإضافة بمعنى وليسترن أعناقهن بغطاء رءوسهن.

(عَلى جُيُوبِهِنَّ) : جار ومجرور متعلق بيضربن و«هن» أعرب في «خمرهن».

(وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ) : أعربت. إلا : أداة حصر لا عمل لها. لبعولتهن : يعرب إعراب «على جيوبهن» متعلق بيبدين.

(أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ) : حرف عطف. آبائهن : معطوف على «لبعولتهن» ويعرب مثله. أو آباء : معطوف بأو على «آبائهن» ويعرب إعرابه. بعولة : مضاف إليه مجرور بالكسرة و«هن» أعرب وهو في محل جر مضاف إليه ثان.

(أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ) : معطوفة بأو على الأقرباء المعدودين قبلها وتعرب مثلها.

(أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ) : تعرب إعراب «بني إخوانهن». أو نساء : معطوف بأو على مجرور فهو مجرور مثله وعلامة جره الكسرة. و«هن» أعرب.

(أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ) : حرف عطف. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر لأنه معطوف على مجرور قبله. ملكت : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. أيمان : فاعل مرفوع بالضمة. و«هن» أعرب. والجملة الفعلية «ملكت أيمانهن» صلة الموصول لا محل لها بمعنى أو من في مرافقتهن من الحرائر والإماء والنساء والذكور جميعا.

(أَوِ التَّابِعِينَ) : حرف عطف. التابعين : معطوف على مجرور فهو مجرور مثله وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد.

٤٣

(غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ) : صفة ـ نعت ـ للتابعين مجرور مثله وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. أولي : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وهو مضاف والكلمة تكتب بواو ولا تلفظ وهي جمع بمعنى «ذوو» لا واحد له من لفظه وقيل هي اسم جمع مفردها : ذو أي صاحب. الإربة : مضاف إليه ثان مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى غير ذوي الحاجة وهي هنا كناية عن الشهوة البهيمية.

(مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «أولي الإربة» التقدير : حال كونهم من الرجال و«من» حرف جر بياني. أو : حرف عطف للتخيير. الطفل : معطوف على «الرجال» مجرور مثله وعلامة جره : الكسرة بمعنى : أو الأطفال غير البالغين. و«الطفل» وضع الواحد ـ المفرد ـ موضع الجمع لأنه يفيد الجنس ويبين ما بعده وهو الاسم الموصول «الذين» أن المراد به هنا : الجمع .. ونحوه قوله تعالى : «يخرجكم طفلا» و«الطفل» يكون بلفظ واحد للمذكر والمؤنث والجمع.

(الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا) : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة ـ نعت ـ للطفل وما قبله. والجملة الفعلية بعده : صلة الموصول لا محل لها. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يظهروا : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(عَلى عَوْراتِ النِّساءِ) : جار ومجرور متعلق بيظهروا. النساء : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ) : تعرب إعراب «ولا يبدين». بأرجل : جار ومجرور متعلق بيضربن. و«هن» سبق إعرابه.

(لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ) : اللام حرف جر للتعليل. يعلم : فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة. ما :

٤٤

اسم موصول مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل. يخفين : تعرب إعراب «يبدين». من زينة : جار ومجرور متعلق بيخفين و«هن» سبق إعرابه. والجملة الفعلية «يخفين من زينتهن» صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : ما يخفينه. والجملة الفعلية «يعلم ما يخفين» صلة حرف مصدري لا محل لها و«أن» المضمرة وما تلاها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بيضربن.

(وَتُوبُوا إِلَى اللهِ) : الواو استئنافية. توبوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. إلى الله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بتوبوا.

(جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ) : توكيد معنوي للمؤكد واو الجماعة بمعنى : كلكم. ويجوز أن يكون حالا من الواو ـ واو الجماعة ـ في «توبوا» منصوبا وعلامة نصبه الفتحة المنونة. أيه : أصلها : يا أيها. منادى بحرف محذوف اكتفاء بالمنادى مبني على الضم في محل نصب. و«ها» قبل سقوط ألفها زائد للتنبيه و«المؤمنون» صفة ـ نعت ـ لأي لأن كلمة «المؤمنون» مشتقة ولهذا جاءت صفة لأي ولو كانت جامدة «غير مشتقة» لأعربت بدلا من «أي» وهي مرفوعة على لفظ «أي» لا محل لها وعلامة الرفع الواو لأنها جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد.

(لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إن» الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «لعل» والميم علامة جمع الذكور. تفلحون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لعل» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) (٣٢)

٤٥

(وَأَنْكِحُوا الْأَيامى) : الواو عاطفة. أنكحوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى : وزوجوا. الأيامى : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر.

(مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «الأيامى» و«من» حرف جر بياني والميم علامة جمع الذكور. التقدير والمعنى : حال كونهم منكم أي وزوجوا من لا زوج لهم من نسائكم ورجالكم واللفظة جمع «أيم» وهو العزب ذكرا كان أو أنثى بكرا أو ثيبا. والصالحين : معطوف بالواو على «الأيامى» منصوب مثله وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوف من «الصالحين» التقدير : حال كونهم من عبادكم و«من» حرف جر بياني «من .. البيانية» الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور. وإمائكم : معطوف بالواو على «عبادكم» ويعرب مثله.

(إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ) : حرف شرط جازم. يكونوا : فعل مضارع ناقص فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «يكون» والألف فارقة. فقراء : خبر «يكون» منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن فعلاء.

(يُغْنِهِمُ اللهُ) : الجملة : جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها وهي فعل مضارع جواب الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة .. الياء ـ وبقيت الكسرة دالة عليها. و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم وحرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة بمعنى يغنهم الله بذلك أي بالزواج.

٤٦

(مِنْ فَضْلِهِ) : جار ومجرور متعلق بيغني والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.

(وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) : الواو استئنافية. الله لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. واسع عليم : خبرا المبتدأ بالتتابع ـ خبر بعد خبر ـ مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة المنونة ويجوز أن يكون «عليم» صفة لواسع. المعنى : والله واسع عليم بما فيه صلاح العباد.

(وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللهِ الَّذِي آتاكُمْ وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللهَ مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٣٣)

(وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ) : الواو عاطفة. اللام لام الأمر. يستعفف : فعل مضارع مجزوم باللام وعلامة جزمه سكون آخره حرك بالكسر لالتقاء الساكنين. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل بمعنى وليتعفف.

(لا يَجِدُونَ نِكاحاً) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها. لا : نافية لا عمل لها. يجدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. نكاحا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : الفقراء الذي لا يجدون مالا للزواج.

(حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ) : حرف غاية وجر بمعنى : إلى أن. يغني : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتى وعلامة نصبه الفتحة و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم حرك آخره بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة والجملة الفعلية «يغنيهم الله» صلة حرف مصدري لا محل لها و«أن» المضمرة وما بعدها في تأويل مصدر في محل جر بحتى. والجار والمجرور متعلق بيستعفف.

(مِنْ فَضْلِهِ) : جار ومجرور متعلق بيغني والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.

٤٧

(وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ) : الواو استئنافية. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ وخبره الجملة الفعلية «فكاتبوهم» في محل رفع أو يكون الاسم الموصول في محل نصب مفعولا به. بفعل مضمر يفسره : فكاتبوهم. كقولهم : زيدا فاضربه. يبتغون : تعرب إعراب «يجدون». الكتاب : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى والذين يريدون العتق عن طريق المكاتبة من كدهم.

(مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) : أصلها : من : حرف جر و«ما» اسم موصول مدغم بنون «من» مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «الذين» التقدير : حال كونهم مما ملكت أيمانكم بمعنى حالة كونهم من أرقائكم. و«من» هنا حرف جر بياني. ملكت : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. أيمانكم : فاعل مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور والجملة الفعلية «ملكت أيمانكم» صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : مما ملكته أيمانكم بمعنى : ملكتهم أيديكم وهم الأرقاء.

(فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ) : الفاء واقعة في جواب الاسم الموصول «الذين» لتضمنه معنى الشرط. كاتبوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. إن : حرف شرط جازم. علمتم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بإن. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور.

(فِيهِمْ خَيْراً) : حرف جر و«هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بفي والجار والمجرور متعلق بعلمتم. خيرا : مفعول به منصوب

٤٨

وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى إن وجدتم فيهم صلاحا لذلك وجواب الشرط محذوف لتقدم معناه.

(وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللهِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «كاتبوهم» وتعرب إعرابها. من مال : جار ومجرور متعلق بآتوا. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.

(الَّذِي آتاكُمْ) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة ـ نعت ـ للفظ الجلالة : آتاكم : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور والجملة الفعلية «آتاكم» صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به ثان للفعل «آتى» المتعدي إلى مفعولين. التقدير : آتاكموه بمعنى : أعطاكموه.

(وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ) : الواو استئنافية. لا : ناهية جازمة. تكرهوا : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. فتيات : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم و«كم» أعرب في «أيمانكم»

(عَلَى الْبِغاءِ) : جار ومجرور متعلق بلا تكرهوا بمعنى : ولا تجبروا جواريكم على الفسق.

(إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً) : حرف شرط جازم. أردن : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الإناث فعل الشرط في محل جزم بإن. والنون ضمير متصل ـ ضمير النسوة الغائبات ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل. تحصنا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى تعففا. وجواب الشرط محذوف لتقدم معناه.

٤٩

(لِتَبْتَغُوا عَرَضَ) : اللام حرف جر للتعليل. تبتغوا : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. عرض : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. والجملة الفعلية «تبتغوا عرض ..» صلة حرف مصدري لا محل لها و«أن» المضمرة المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام ـ لام التعليل ـ والجار والمجرور متعلق بلا تكرهوا.

(الْحَياةِ الدُّنْيا) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. الدنيا : صفة ـ نعت ـ للحياة مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة المقدرة على الألف للتعذر.

(وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ) : الواو استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من» يكرههن : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو و«هن» ضمير متصل ـ ضمير الإناث الغائبات ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.

(فَإِنَّ اللهَ) : الجملة من «إن» مع اسمها وخبرها جواب شرط جازم مسبوقة بإن مقترنة بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إن» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة.

(مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَّ) : جار ومجرور متعلق بخبر «إن». إكراه : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف و«هن» ضمير متصل ـ ضمير النسوة الغائبات ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه ثان.

(غَفُورٌ رَحِيمٌ) : خبرا «إن» على التتابع مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة المنونة ويجوز أن يكون رحيم صفة لعليم.

٥٠

(وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَمَثَلاً مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) (٣٤)

(وَلَقَدْ أَنْزَلْنا) : الواو استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. أنزل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(إِلَيْكُمْ آياتٍ مُبَيِّناتٍ) : جار ومجرور متعلق بأنزل والميم علامة جمع الذكور. آيات : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة المنونة بدلا من الفتحة المنونة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. مبينات : صفة ـ نعت ـ لآيات منصوبة مثلها بالكسرة المنونة للسبب نفسه والكلمة جمع «مبينة» وهي اسم فاعل يعمل عمل فعله المتعدي إلى المفعول وحذف المفعول اختصارا بمعنى موضحات كل شيء.

(وَمَثَلاً مِنَ الَّذِينَ) : معطوف بالواو على «آيات» منصوب مثلها وعلامة نصبه الفتحة المنونة. من : حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في حل جر بمن والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من «مثلا» بمعنى مثلا من أمثال الذين فحذف المجرور المضاف «أمثال» وحل المضاف إليه «الذين» محله بمعنى قصة عجيبة من قصص من كانوا قبلكم كقصة يوسف ومريم.

(خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لاتصاله بواو الجماعة ولالتقاء الساكنين. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. من قبلكم : جار ومجرور متعلق بخلوا أو بحال محذوف من الاسم الموصول «الذين» الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.

(وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) : معطوف بالواو على «مثلا» منصوبة مثله على المفعولية بالفتحة المنونة. للمتقين : جار ومجرور متعلق بموعظة أو بصفة محذوفة منها وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض

٥١

من تنوين المفرد وحركته بمعنى للذين يخافون عذاب الله لما وعظوا به من الآيات والمثل.

(اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (٣٥)

(اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. نور : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة. السموات : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. والأرض : معطوفة بالواو على «السموات» وتعرب إعرابها. التقدير والمعنى : ذو نور السموات وصاحب نور السموات ونور السموات والأرض. وحذف «ذو» الخبر المضاف وحل المضاف إليه «نور» محله وأضاف النور إلى السموات والأرض لسعة انتشاره ـ أي انتشار إضاءته ولسعة إشراقه حتى تضيء له السموات والأرض أو يكون المعنى نور أهل السموات والأرض وأنهم يستضيئون به.

(مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ) : مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف. نوره : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه ثان بمعنى : صفة نوره العجيبة الشأن في الإضاءة. الكاف اسم مبني على الفتح في محل رفع خبر المبتدأ. و«مشكاة» مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. التقدير والمعنى : كصفة مشكاة وهي الكوة في الجدار غير النافذة .. أو هي الأنبوبة في وسط القنديل.

(فِيها مِصْباحٌ) : الجملة الاسمية في محل جر صفة ـ نعت ـ لمشكاة. فيها : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. مصباح : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة المنونة بمعنى : فيها سراج ضخم ثاقب.

٥٢

(الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ) : الجملة الاسمية في محل رفع صفة ـ نعت ـ لمصباح. المصباح : مبتدأ مرفوع بالضمة. في زجاجة : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ «المصباح» بمعنى : المصباح في قنديل من الزجاج الأزهر.

(الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ) : الجملة الاسمية في محل رفع صفة ـ نعت ـ لزجاجة على موضع «زجاجة» وفي محل جر على لفظ «زجاجة». الزجاجة : مبتدأ مرفوع بالضمة بمعنى : القنديل كأنه كوكب مصوغ من جوهر الدر. كأن : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إن» و«ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «كأن». كوكب : خبر «كأن» مرفوع بالضمة المنونة. دري : صفة ـ نعت ـ لكوكب والجملة الفعلية «كأنها كوكب دري» في محل رفع خبر المبتدأ «الزجاجة».

(يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ) : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ـ نعت ـ لكوكب أو تكون في محل نصب حالا لكوكب بعد وصفه. يوقد : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو بمعنى : يتوقد : من شجرة : جار ومجرور متعلق بيوقد. المعنى والتقدير : يوقد من زيت شجرة فحذف المضاف «زيت» وأقيم المضاف إليه «شجرة» مقامه بمعنى ابتداء إيقاده من شجرة الزيتون يعني رويت ذبالته بزيتها.

(مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ) : صفتان ـ نعتان ـ لشجرة مجرورتان مثلها وعلامة جرهما الكسرة المنونة أي شجرة الزيتون.

(لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) : نافية لا عمل لها. شرقية : صفة ـ نعت ـ لزيتونة مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة المنونة ويجوز أن تكون «زيتونة» بدلا من «شجرة». ولا غربية : معطوفة بالواو على «لا شرقية» وتعرب إعرابها بمعنى : تتعرض للشمس لأنها في موقع متوسط بين الشرق والغرب.

(يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من «شجرة» بعد وصفها وهي فعل مضارع ناقص من أخوات «كان» مرفوع بالضمة. زيت : اسم «يكاد» مرفوع بالضمة و«ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل

٥٣

جر بالإضافة. يضيء : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «يكاد» وهي فعل مضارع تام مرفوع بالضمة. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو بمعنى : يضيء من غير نار لتلألئه.

(وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ) : الواو حالية والجملة بعدها في محل نصب حال من «الزيت». لو : مصدرية و«لم» حرف نفي وجزم وقلب. تمسسه : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره .. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. نار : فاعل مرفوع بالضمة المنونة والجملة الفعلية «لم تمسسه نار» صلة حرف مصدري لا محل لها التقدير : حتى مع عدم مساس النار له أو يكون المعنى : وإن لم تمسسه نار.

(نُورٌ عَلى نُورٍ) : مبتدأ مرفوع بالضمة المنونة أو يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو. مرفوع بالضمة المنونة. على نور : جار ومجرور في محل رفع خبر المبتدأ المعنى : نور فوق نور أي المصباح نور والزجاجة نور وصفاء الزيت نور فاكتمل الإشعاع.

(يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل بمعنى : يرشد. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. لنوره : جار ومجرور متعلق بيهدي والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة بمعنى لهذا النور الثاقب. التقدير لتلمس نوره الثاقب هذا أي لا تباع قرآنه.

(مَنْ يَشاءُ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يشاء : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو بمعنى : من يشاء من عباده والجملة الفعلية «يشاء» صلة الموصول لا محل لها. والعائد إلى الموصول ضمير أو اسم محذوف منصوب لأنه مفعول به. التقدير من يشاء هدايته.

(وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «يهدي الله من» وتعرب إعرابها بمعنى ويبين الله الأمثال وعلامة رفع «يضرب» الضمة الظاهرة. الأمثال : مفعول به منصوب بالفتحة.

٥٤

(لِلنَّاسِ وَاللهُ) : جار ومجرور متعلق بيضرب. الواو استئنافية. الله لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة.

(بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) : جار ومجرور متعلق بعليم. شيء : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. عليم : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة. واللفظة من صيغ المبالغة ـ فعيل بمعنى فاعل ـ.

(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ) (٣٦)

(فِي بُيُوتٍ) : جار ومجرور متعلق بما قبله أي كمشكاة في مساجد أو متعلق بما بعده.

(أَذِنَ اللهُ) : الجملة الفعلية في محل جر صفة ـ نعت ـ لبيوت. وهي فعل ماض مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة بمعنى : أراد الله والمراد به الأمر أي أمر الله.

(أَنْ تُرْفَعَ) : حرف مصدري ناصب. ترفع : فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. والجملة الفعلية «ترفع» صلة حرف مصدري لا محل لها و«أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بحرف جر محذوف أي بأن ترفع بمعنى بأن تبنى وتعظم. التقدير : ببنائها وتعظيمها والجار والمجرور متعلق بأذن.

(وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) : الجملة معطوفة بالواو على «ترفع» وتعرب إعرابها. فيها : جار ومجرور متعلق بيذكر. اسمه : نائب فاعل مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة بمعنى ويتلى فيها كتابه.

(يُسَبِّحُ لَهُ فِيها) : فعل مضارع مرفوع بالضمة وفاعله «رجال» في الآية الكريمة التالية. له فيها : جاران ومجروران متعلقان بيسبح. والجملة الفعلية «يسبح له رجال» في محل جر صفة ثانية لبيوت.

٥٥

(بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ) : جار ومجرور متعلق بيسبح وهي جمع «غدوة» وهي تشير إلى الوقت من الفجر إلى طلوع الشمس. والآصال : معطوف بالواو على «الغدو» ويعرب مثله وهي جمع أصيل أي ما قبل الغروب.

** (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة السادسة والثلاثين .. أريد بالبيوت هنا : المساجد والجوامع .. وإن أطهر البيوت وأقدسها هي بيوت الله ـ جل شأنه ـ وقدس اسمه .. وفي مقدمتها البيت الحرام أو البيت المعمور أي الكعبة المشرفة .. والبيوت التي فيها مراقد الأئمة الأطهار .. والبيت المعمور هو الصراح في السماء الرابعة وعمرانه كثرة غاشيته من الملائكة. وقيل : الكعبة لكونها معمورة بالحجاج والعمار والمجاورين .. وكان رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إذا دخل المسجد قال : اللهم افتح لي أبواب رحمتك وانشر علي خزائن علمك.

** (وَأَقامَ الصَّلاةَ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السابعة والثلاثين .. أي وإقامة الصلاة وعوض عن التاء الساقطة من «إقامة» بالإضافة والتاء في «إقامة» عوض عن العين الساقطة للإعلال. والأصل : إقوام فلما أضيفت أقيمت الإضافة مقام حرف التعويض فأسقطت وقد ورد ذكر «الصلاة» كثيرا في كتاب الله الكريم لأهميتها ومكانتها كونها أحد أركان الإسلام الخمسة. وخص سبحانه صلاة العصر في سورة «العصر» فأقسم سبحانه بها في قوله تعالى : (وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) أقسم سبحانه بصلاة العصر لفضلها بدليل قوله عزّ من قائل في سورة «البقرة» : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) أي وصلاة العصر. وقوله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله» أي ظلم أهله ونقص ماله. وورد في الحديث : لما نزلت الآية الكريمة (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «اجعلوها في ركوعكم فلما نزل قوله : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) قال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «اجعلوها في سجودكم» وكانوا يقولون في الركوع : اللهم لك ركعت .. وفي السجود : اللهم لك سجدت.

** (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة الحادية والأربعين .. يكون المعنى : ألم تعلم أيها النبي علم اليقين والمشاهدة أن الله .. لأن الرؤية هنا قلبية لأنه تعدى بنفسه إلى مفعوله «المصدر المؤول» أما إذا تعدى الفعل بإلى فهو بمعنى : ألم ينته علمك إلى الشيء بمعنى : ألم تنظر نحو قوله : «ألم تر إلى الذين ..» بمعنى ألم تنظر إليهم. أما قوله : «قل أرأيتم» فمعناه : أخبروني.

** (إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ) : في هذا القول الكريم الوارد في آخر الآية الكريمة الرابعة والأربعين يكون التقدير : إن في ذلك التغيير .. فحذف النعت أو البدل «التغيير» المشار إليه اختصارا لأن ما قبله دال عليه.

** (وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الخامسة والأربعين .. و«دابة» هي اسم فاعل للفعل «دب» وتطلق على كل كائن حي وهو كل ما دب على الأرض من الكائنات الحية .. وبضمنها الإنسان. واسم الفاعل «داب» والهاء فيها للمبالغة مثل «علامة» و«فهامة». والجار والمجرور «من ماء» معناه : من نوع من الماء مختص بتلك الدابة أو خلقها من ماء مخصوص وهو النطفة ثم خالف بين المخلوقات من النطفة ولهذا

٥٦

نكر في قوله «من ماء» وقد عرف «الماء» في قوله : (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍ) لأن القصد هو أن أجناس الحيوان كلها مخلوقة من هذا الجنس الذي هو جنس الماء. والفعل «دب» بمعنى «مشى» ومثله الفعل «درج» وهو المشي القليل .. نحو درج الصبي ـ يدرج من باب «قعد» بمعنى : مشى قليلا في أول ما يمشي .. ونقول أيضا : دب الصغير ـ يدب ـ دبيبا من باب «ضرب» ويقال : درجت الطائرة أيضا : أي سارت سيرا قليلا عند بداية إقلاعها وهبوطها ومنه «المدرج» بتخفيف الراء وهو شكل مسطح خاص بأرض المطار فسيح ولا نقول على مدرج المطار ـ بضم الميم وتشديد الراء لأن هذه اللفظة تعني : ردهة أو مكانا صفت فيه المقاعد على شكل درجات وهي كل بناء واسع مرتفع الجدران وفيه مقاعد مدرجة أمامها فسحة واسعة تستعمل للألعاب وخاصة الملاعب الرياضية. وفي القول الكريم في الآية الكريمة المذكورة آنفا تشبيهات رائعة .. وقد سمى سبحانه الزحف على البطن مشيا على سبيل الاستعارة أو على طريق المشاكلة لذكر الزاحف مع الماشين.

** (فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ) : أي يمشي على أربع أرجل وبعد حذف المضاف إليه «أرجل» لأنه مسبوق بما يدل عليه نون آخر المضاف «أربع» لانقطاعه عن الإضافة. والفعل «مشى» من باب «رمى» ومعناه : سار نحو مشى الرجل يمشي .. ومصدره : مشيا : بمعنى : نقل قدمه من مكان إلى آخر بإرادته أي استعمل رجليه سريعا كان أو بطيئا واسم الفاعل هو ماش وجمعه : مشاة ـ بضم الميم ـ قال الرسول الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «سرعة المشي تذهب بهاء المؤمن» وأما قول عائشة في عمر ـ رضي الله عنهما : كان إذا مشى أسرع .. فإنما أرادت السرعة المرتفعة عن دبيب المتماوت .. يحكى أن عائشة ـ رضي الله عنها ـ رأت رجلا متماوتا فقالت : ما هذا؟ قالوا زاهد. فقالت : كان عمر بن الخطاب زاهدا وكان إذا قال أسمع وإذا مشى أسرع وإذا ضرب في ذات الله أوجع. وعن «البطن» قالوا : البطن شر وعاء صفرا ـ أي فارغا ـ وشر وعاء ملآن. يعني إن أحسنت إليه آذاك وإن أسأت إليه عاداك. ويقال : صاحت عصافير بطنه : كناية عن الجوع .. أي جاع. و«الشرير» من صيغ المبالغة «فعيل» أي الكثير الشر وهو لقب إبليس أيضا. والشر : هو نقيض الخير وهو اسم جامع للرذائل والخطايا. وقيل : إن الخير والشر : جمع لا واحد له .. مثل «المن والسلوى» والسلوى : لم يسمع له واحد ـ أي مفرد ـ هذا ما قاله الأخفش. وهو اسم طائر وقال : ويشبه أن يكون واحده أيضا سلوى .. كما قالوا : دفلى للمفرد والجمع. و«السلوى» أيضا : هي العسل .. وعلى ذكر العسل فقد قيل : العق العسل ولا تسل. وقيل أيضا : هو في العمل كالعسل وفي القول كالأسل و«الأسل» مصدر الفعل «أسل» أي لأن واستوى وطال وصار أملس وهو أسل والأسل أيضا : الرماح وكل حديد رهيف من سيف وسكين .. وهو أيضا اسم نبات دقيق. وفي الآية المذكورة آنفا أشار سبحانه إلى المخلوقات غير العاقلة بضمير العقلاء «هم» و«من» الاسم الموصول في «من يمشي» وهذان الضميران للعقلاء وذلك تشريفا للمخلوقات غير العاقلة.

** (وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ) : ورد هذا القول الكريم في آخر الآية الكريمة السابعة والأربعين التقدير : وما أولئك المعرضون فحذف النعت أو البدل «المعرضون» المشار إليه لأن ما قبله يدل عليه.

٥٧

** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة في مغيرة بن وائل .. خاصم عليا ـ عليه‌السلام ـ في أرض فأبى أن يخاصمه إلى رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ولذلك قال الله تعالى بعد هذه الآية «وإذا طلب إليهم .. ونص الآية الكريمة هو : (وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ) المعنى : وإذا طلب إليهم أن ينزلوا على حكم الله ورسوله إذا فريق منهم معرضون عن هذه الدعوة.

(رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ) (٣٧)

(رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ) : فاعل «يسبح» مرفوع بالضمة المنونة. لا : نافية لا عمل لها. تلهي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم بمعنى : لا تشغلهم والجملة الفعلية «لا تلهيهم تجارة» في محل رفع صفة لرجال.

(تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ) : فاعل مرفوع بالضمة المنونة. الواو عاطفة. لا : زائدة لتأكيد النفي. بيع : معطوف على «تجارة» ويعرب إعرابها.

(عَنْ ذِكْرِ اللهِ) : جار ومجرور متعلق بتلهي. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.

(وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ) : معطوفان بواوي العطف على «ذكر الله» ويعربان إعرابه.

(يَخافُونَ يَوْماً) : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ثانية لرجال وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. يوما : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(تَتَقَلَّبُ فِيهِ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة بمعنى «تضطرب». فيه : جار ومجرور متعلق بتتقلب.

(الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ) : فاعل مرفوع بالضمة. والأبصار : معطوفة بالواو على «القلوب» وتعرب إعرابها. والجملة الفعلية «تتقلب فيه الأبصار» في محل نصب صفة ـ نعت ـ للموصوف «يوما».

٥٨

(لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) (٣٨)

(لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ) : اللام حرف جر للتعليل. يجزي : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة والجملة الفعلية «يجزيهم الله» صلة حرف مصدري لا محل لها و«أن» المصدرية المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بيسبح رجال.

(أَحْسَنَ ما عَمِلُوا) : مفعول به ثان منصوب بيجزي وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. ما : مصدرية وجملة «عملوا» صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة و«ما» وما تلاها بتأويل مصدر في محل جر مضاف إليه التقدير والمعنى : أحسن جزاء أعمالهم وعلى هذا التقدير حذف المضاف إليه الأول «جزاء» اختصارا وأقيم المضاف إليه الثاني المصدر المؤول «أعمالهم» مقامه. أو يكون المعنى أجر أحسن ما عملوا.

(وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «ليجزيهم» وتعرب إعرابها والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو. من فضله : جار ومجرور متعلق بيزيد أو متعلق بصفة من مفعول «يزيد» الثاني المحذوف. التقدير : ويزيدهم ثوابا من فضله والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

(وَاللهُ يَرْزُقُ) : الواو استئنافية. الله لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. يرزق : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية «يرزق من ..» في محل رفع خبر المبتدأ.

(مَنْ يَشاءُ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يشاء : تعرب إعراب «يرزق» والجملة «يشاء» صلة الموصول لا محل لها وحذف العائد إلى الموصول أو مفعول يشاء اختصارا أي من يشاء رزقه.

٥٩

(بِغَيْرِ حِسابٍ) : جار ومجرور متعلق بحال من ضمير الفاعل بمعنى يشاء غير محاسب أو متعلق بضمير الغائب في «رزقه» أو «يشاؤه» بتقدير غير محاسب له. حساب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.

(وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسابَهُ وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسابِ) (٣٩)

(وَالَّذِينَ كَفَرُوا) : الواو استئنافية. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. كفروا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ. أعمال : مبتدأ ثان مرفوع بالضمة و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. الكاف اسم مبني على الفتح بمعنى «مثل» في محل رفع خبر المبتدأ الثاني. سراب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. بقيعة : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «سراب» بمعنى : بأرض مستوية وهي كالقاع وقيل : قيعة : جمع «قاع» مثل «جيرة» جمع جار. والسراب : هو ما يرى في الصحراء من لمعان الشمس أنه ماء.

(يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ) : الجملة الفعلية في محل جر صفة ـ نعت ـ لسراب : وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به أول مقدم. الظمآن : فاعل مرفوع بالضمة.

(ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ) : مفعول به ثان منصوب بيحسب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : يظنه ماء. حتى : حرف غاية للابتداء. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه متعلق بجوابه متضمن معنى الشرط ـ أداة شرط غير جازمة ـ جاءه : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه

٦٠