إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٧

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٧

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦٧

«من القرون» متعلق بأهلك أو بحال محذوفة من ضمير الغائب في «من هو أشد» التقدير : حال كونه من أهل القرون الأولى .. و«من» حرف جر بياني. من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول «أهلك».

(هُوَ أَشَدُّ) : ضمير منفصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. أشد : خبر «هو» مرفوع بالضمة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن «أفعل» ومن وزن الفعل والجملة الاسمية «هو أشد» صلة الموصول «من» لا محل لها بمعنى : من هم أشد لأن «من» مفردة لفظا مجموع معنى.

(مِنْهُ قُوَّةً) : جار ومجرور متعلق بأشد. قوة : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَأَكْثَرُ جَمْعاً) : معطوف بالواو على «أشد قوة» ويعرب إعرابه بمعنى : وأكثر جمعا للمال أو أكثر جماعة وعددا.

(وَلا يُسْئَلُ) : الواو استئنافية. لا : نافية لا عمل لها. يسأل : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة.

(عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) : جار ومجرور متعلق بيسأل و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه وحرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين. المجرمون : نائب فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد بمعنى لا يسألون عن ذنوبهم لأن الله عليم بجرائمهم مطلع عليها.

(فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (٧٩)

(فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ) : الفاء استئنافية. خرج : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. على قومه : جار ومجرور متعلق بخرج والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر بالإضافة.

٥٠١

(فِي زِينَتِهِ قالَ) : جار ومجرور متعلق بحال من ضمير «خرج» حرف الجر «في» للمصاحبة بمعنى مع زينته أو بزينته والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر بالإضافة. قال : فعل ماض مبني على الفتح.

(الَّذِينَ يُرِيدُونَ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل. يريدون : الجملة الفعلية وما بعدها صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «قال الذين ..» جواب شرط محذوف غير جازم لا محل لها التقدير : فلما رآه الناس بهذه الزينة قال.

(الْحَياةَ الدُّنْيا) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الدنيا : صفة ـ نعت ـ للحياة منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المقدرة على الألف للتعذر وجملة التمني بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ) : أداة نداء والمنادى محذوف هنا بتقدير : يا هؤلاء أو تكون «يا» حرف تنبيه. ليت : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إن» اللام حرف جر و«نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر «ليت» المقدم. مثل : اسم «ليت» المؤخر منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و«ليت» حرف يفيد التمني كما أن «لعل» يفيد الرجاء.

(ما أُوتِيَ قارُونُ) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة. أوتي : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. قارون : نائب فاعل مرفوع بالضمة ولم ينون لأنه اسم ممنوع من الصرف للعجمة والتعريف. والجملة الفعلية «أوتي قارون» صلة الموصول لا محل لها والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : ما أوتيه قارون أي غبطوه وتمنوا أن يكون لهم مثل ما عنده. والتمني : هو طلب شيء محبوب لا يرجى حصوله.

٥٠٢

(إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «إن» اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ ذو : خبر «إن» مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف. حظ : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. عظيم : صفة ـ نعت ـ لحظ مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المنونة.

(وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً وَلا يُلَقَّاها إِلاَّ الصَّابِرُونَ) (٨٠)

(وَقالَ الَّذِينَ) : الواو عاطفة. قال : فعل ماض مبني على الفتح. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل.

(أُوتُوا الْعِلْمَ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم الظاهر على الياء المحذوفة لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة أي فارقة بين واو العلة وواو الجماعة في الأفعال. العلم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهم أحبار بني إسرائيل ـ والأحبار : جمع «حبر» بكسر الحاء وفتحها : وهو العالم.

(وَيْلَكُمْ) : الجملة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ بمعنى : لا تقولوا هذا القول الخاطئ وهو مصدر لا فعل له منصوب على المفعولية المطلقة وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور أصله : الدعاء بالهلاك ثم استعمل في الزجر والردع معناه : تحسر وهلك. و«الويل» و«الويح» مصدران إن أضيفا وجب نصبهما على المفعولية المطلقة وإلا جاز النصب والرفع على الابتداء وقيل : إن «الويل» هو واد في جهنم.

(ثَوابُ اللهِ خَيْرٌ) : مبتدأ مرفوع بالضمة. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة. خير : خبر المبتدأ مرفوع

٥٠٣

بالضمة المنونة وأصله «أخير» ممنوع من الصرف لأنه صيغة تفضيل على وزن «أفعل» ومن وزن الفعل إلا أن حذف الألف منها : أفصح.

(لِمَنْ آمَنَ) : اللام حرف جر و«من» اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بخير. آمن : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو والجملة الفعلية «آمن» صلة الموصول لا محل لها.

(وَعَمِلَ صالِحاً) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «آمن» وتعرب إعرابها. صالحا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : وعمل صالح الأعمال أو عملا صالحا.

(وَلا يُلَقَّاها) : الواو حالية والجملة بعدها في محل نصب حال. الواو حالية. لا : نافية لا عمل لها. يلقى : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر و«ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم.

(إِلَّا الصَّابِرُونَ) : أداة حصر لا عمل لها. الصابرون : نائب فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد.

** (وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً وَلا يُلَقَّاها إِلَّا الصَّابِرُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثمانين .. ويلك : أصله : الدعاء بالهلاك ثم استعمل في الزجر والردع والحث على ترك ما لا يرضى كما استعمل «لا أبا لك» أو «لا أب لك» وأصله : الدعاء على الرجل بالإقراف في الحث على الفعل .. أما قولهم «ويلمه» فهو كلمة مركبة أصلها : ويل لأمه وهي أيضا بمعنى الدعاء على الشخص ثم استعملت في التعجب والاستحسان .. مثل «قاتله الله ما أشعره!» ومنه قيل استحسانا للرجل الداهية : «ويلمه» وهي أي الداهية في الأصل تعني : المصيبة أو الأمر العظيم .. ومنه القول : أصابته داهية دهياء أي مصيبة شديدة. والكلمة المركبة هنا هي الرجل المتصف بالدهاء وهو المكر والاحتيال وقد حذف الموصوف في قوله «وعمل صالحا» أي وعمل عملا صالحا» حلت الصفة «صالحا» محل المفعول الموصوف.

** (فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الحادية والثمانين .. المعنى : فحين أصاب قارون الغرور خسفنا به وبداره أي جعلنا عاليها سافلها. و«الدار»

٥٠٤

لفظة مؤنثة وجمعها : دور وأدؤر ـ بهمزة الواو وبترك الهمزة ـ وهما جمع قلة و«ديار» وهو جمع كثرة وقوله تعالى : (وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ) ذكرت اللفظة مع فعلها المذكر ولم يقل «نعمت» على معنى المثوى والموضع. والدارة أيضا أخص من الدار .. وقيل في الأمثال : بعت جاري ولم أبع داري .. أي كنت راغبا في الدار إلا أن جاري أساء جواري فبعت الدار. قال الصقعب بن عمرو النهدي حين سأله النعمان : ما الداء العياء؟ قال : جار السوء .. الذي إن قاولته بهتك وإن غبت عنه سبعك : أي اغتابك. وقال الشاعر :

بكل تداوينا فلم يشف ما بنا

على أن قرب الدار خير من البعد

على أن قرب الدار ليس بنافع

إذا كان من تهواه ليس بذي ود

** (فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ) : الفئة بمعنى الجماعة. وذكر الضمير «ينصرون» وجيء بصيغة الجمع وهو يعود على «فئة» المؤنثة .. وسبب ذلك أي تذكيره وجمعه على معنى «فئة» وهو أعوان.

** (وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثانية والثمانين .. المعنى : تمنى هؤلاء الذين يريدون الحياة الدنيا مكانه أي منزلة قارون وثروته يا أسفا ألم تر أن الله يبسط الرزق .. ولفظة «ويكأنّ» أصلها : وي كأن .. و«وي» اسم فعل بمعنى أتعجب. و«كأن» للتشبيه .. ومعناهما : ما أشبه الأمر إن الله وفاعل اسم الفعل المضارع «وي» ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. يقول الكوفيون : إن «ويك» بمعنى : ويلك .. المعنى : ألم تعلم .. وقيل : وي : مفصولة عن «كأن» وهي كلمة تنبه على الخطأ وتندم ومعناه : أن القوم قد تنبهوا على خطئهم في تمنيهم بقولهم : يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون .. وتندموا ثم قالوا : كأنه لا يفلح الكافرون .. أي ما أشبه الحال بأن الكافرين لا ينالون الفلاح وهو مذهب الخليل وسيبويه. وحكى الفراء أن أعرابية قالت لزوجها : أين ابنك؟ فقال : وي كأنه وراء البيت. وقيل : يجوز أن تكون الكاف كاف الخطاب مضمومة إلى «وي» كقوله : ويك عنتر أقدم وأنه بمعنى لأنه واللام لبيان المقول لأجله هذا القول. أو لأنه لا يفلح الكافرون كأن ذلك وهو الخسف بقارون. ومن الناس من يبتدئ كأنه بعد أن يقف على «وي» ومنهم من يقف على «ويك» قال الشاعر :

ولقد شفى نفسي وأذهب غمها

قول الفوارس ويك عنتر أقدم

أي يا عنترة أقدم نحو العدو واحمل عليهم .. يريد الشاعر أن تعويلهم على عنتر والتجاءهم إليه شفى نفسه وأذهب غمه .. وفي رواية : وأبرأ سقمها. والبيت من معلقة عنترة بن شداد. وقيل : الكاف في «ويكأنّه» عند الأخفش للتعليل .. ومعناها عند المفسرين : ألم تر؟

** (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة والثمانين .. التقدير والمعنى : من جاء بالفعلة الحسنة أي الفعلة الطيبة وهي الإيمان والعمل الصالح فحذف الموصوف «الفعلة» وأقيمت الصفة «الحسنة» مقامه. ومثله في التقدير «ومن جاء بالسيئة» أي ومن جاء بالفعلة السيئة أي الفعلة المنكرة الخبيثة وهي الكفر والمعصية. وقوله : إلا ما كانوا يعملون .. تقديره : إلا بمثل ما كانوا يعملونه في الدنيا فحذف المضاف «مثل» وحل المضاف إليه «ما» محله أو بتقدير : إلا جزاء ما كانوا يعملون. والقول الكريم أصله : ومن جاء بالسيئة فلا يجزون

٥٠٥

إلا ما كانوا يعملون فوضع «الذين عملوا السيئات» موضع الضمير لأن في إسناد عمل السيئة إليهم بتكرار «السيئة» تبغيضا للسيئة إلى قلوب السامعين. والاسم الموصول «من» مفرد لفظا مجموع معنى.

** (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جاءَ بِالْهُدى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة والثمانين .. المعنى : إن الذي أي إن الله الذي أنزل عليك القرآن وفرض عليك تلاوته والعمل بما فيه لرادك إلى الأرض التي اعتدتها وهي مكة .. قيل : هو المقام المحمود الذي وعد الله العزيز رسوله الكريم محمدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أن يبعثه فيه. ووجه تنكير «معاد» وهي مكة أنها كانت في ذلك اليوم معادا له شأن ومرجعا له اعتداد لغلبة الرسول الكريم ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عليها وظهور عز الإسلام وأهله فيها أي إلى الأرض التي اعتدتها. وقوله : «من جاء بالهدى» يعني نفسه أي الرسول الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وفيه آية بينة على منزلة الرسول الكريم ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عند خالق الكون العظيم.

** سبب نزول الآية : قال الضحاك : لما خرج النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ من مكة فبلغ الجحفة اشتاق إلى مكة فأنزل الله تعالى قوله الكريم : (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ) أي أنزله عليك وأوجب عليك العمل به.

** (وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة والثمانين .. المعنى : ولا يصرفنك أو ولا يمنعنك الكافرون بأذاهم عن تلاوة آيات الله والعمل بها وتبليغها .. وادع إلى عبادة ربك وتوحيده .. فحذف المضافان «تلاوة» و«عبادة» وأقيم المضاف إليها «الآيات» و«ربك» محلهما.

(فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ) (٨١)

(فَخَسَفْنا بِهِ) : الفاء سببية. خسف : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. به : جار ومجرور متعلق بخسفنا أي بقارون.

(وَبِدارِهِ الْأَرْضَ) : الجار والمجرور معطوف بالواو على الجار والمجرور «به» ويعرب مثله والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة. الأرض : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(فَما كانَ لَهُ) : الفاء استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. له : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «كان» المقدم.

٥٠٦

(مِنْ فِئَةٍ) : حرف جر زائد لتوكيد النفي. فئة : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا لأنه اسم «كان» المؤخر.

(يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ) : الجملة الفعلية في محل جر صفة ـ نعت ـ لفئة على اللفظ وفي محل رفع على المحل وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. من دون : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «فئة». الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.

(وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ) : الواو عاطفة. ما كان : أعربا. واسم «كان» ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجار والمجرور «من المنتصرين» في محل نصب متعلق بخبر «كان» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد بمعنى من المنتقمين من موسى ـ عليه‌السلام.

(وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ) (٨٢)

(وَأَصْبَحَ الَّذِينَ) : الواو استئنافية. أصبح : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع اسمه.

(تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بواو الجماعة وبقيت الفتحة دالة على حذف الألف الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. مكانه : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة. بالأمس : جار ومجرور متعلق بتمنوا.

(يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ) : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «أصبح» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير

٥٠٧

متصل في محل رفع فاعل. والجملة بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وي : اسم فعل مضارع بمعنى «أتعجب» وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. كأن : حرف مشبه بالفعل يفيد التشبيه من أخوات «إن». الله لفظ الجلالة : اسم «كأن» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة.

(يَبْسُطُ الرِّزْقَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «كأن» في «ويكأنّ» وقيل : أصلها : ويك : أدخل عليها «أن» فصار المعنى : ألم تر؟ و«ويك» مثل «ويح» و«ويل» والكاف حرف خطاب وقيل : هي على تقدير : أن تكون الكاف ـ حرف خطاب ـ ضمت إلى «وي» التي هي كلمة تنبيه. يبسط : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. الرزق : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(لِمَنْ يَشاءُ) : اللام حرف جر. من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بالفعل «يبسط». يشاء : تعرب إعراب «يبسط» والجملة الفعلية «يشاء» صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : لمن يشاؤه أو لمن يشاء رزقه.

(مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ) : جار ومجرور متعلق بيشاء أو بحال محذوفة من الاسم الموصول «من» بتقدير : حال كونهم من عباده و«من» حرف جر بياني. والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة. ويقدر : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «يبسط» وتعرب إعرابها وحذف مفعولها اختصارا أيضا لأن ما قبلها دال عليه. التقدير والمعنى : ويضيقه أي ويضيق الرزق على من يشاء من عباده بحكمة منه.

(لَوْ لا أَنْ مَنَّ) : حرف شرط غير جازم ـ حرف امتناع لوجود ـ أن : حرف مصدري. من : فعل ماض مبني على الفتح.

(اللهُ عَلَيْنا) : لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. على : حرف جر و«نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل جر بعلى والجار

٥٠٨

والمجرور متعلق بمن. والجملة الفعلية «من الله علينا» صلة حرف مصدري لا محل لها و«أن» المصدرية وما بعدها : بتأويل مصدر في محل رفع مبتدأ وخبره محذوف بمعنى : لو لا من الله علينا كائن أو موجود لخسف بنا والجملة الاسمية «من الله علينا كائن أو موجود» ابتدائية لا محل لها.

(لَخَسَفَ بِنا وَيْكَأَنَّهُ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. اللام واقعة في جواب «لو لا». خسف : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. بنا : جار ومجرور متعلق بخسف. ويكأنّه : أعربت بمعنى بل إنه.

(لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «كأن» واسمه أي اسم «ويكأنّه» أو اسم «كأن» هو الضمير الهاء مبني على الضم في محل نصب. لا : نافية لا عمل لها. يفلح : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة. الكافرون : فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : لا يفوزون بمطلبهم وتمنيهم مثل قارون.

(تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (٨٣)

(تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ) : تي : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف للخطاب أو تكون الكلمة «تلك» مبنية على الفتح في محل رفع مبتدأ. الدار : بدل من اسم الإشارة مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. الآخرة : صفة ـ نعت ـ للدار مرفوعة مثلها بالضمة.

(نَجْعَلُها لِلَّذِينَ) : الجملة الفعلية وما بعدها : في محل رفع خبر المبتدأ «تلك» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. و«ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به اللام حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بنجعل أو هو في مقام المفعول الثاني.

٥٠٩

(لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها. لا : نافية لا عمل لها. يريدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. علوا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : لا يريدون تكبرا : في الأرض.

(فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً) : جار ومجرور متعلق بلا يريدون أو بصفة محذوفة من «علوا». الواو عاطفة. لا : زائدة لتأكيد النفي. فسادا : معطوف على «علوا» ويعرب إعرابه أو يكون التقدير : ولا يريدون فسادا في الأرض بحذف العامل «يريدون» اكتفاء بذكره أول مرة.

(وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) : الواو استئنافية. العاقبة. مبتدأ مرفوع بالضمة. للمتقين : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد بمعنى : والآخرة المحمودة لمن اتقى أي خاف عذاب الله بترك المعصية.

(مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ إِلاَّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) (٨٤)

(مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ) : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ «من». جاء : فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بمن والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو .. يعود على «من» والجملة الفعلية «جاء بالحسنة» صلة الموصول «من» لا محل لها من الإعراب. بالحسنة : جار ومجرور متعلق بجاء.

(فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. له : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. خير : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة بعد حذف ألفه طلبا للفصاحة ـ أصله أخير ـ وهو ممنوع من الصرف مع الألف أي «أخير» لأنه على وزن ـ أفعل ـ صيغة تفضيل ومن وزن الفعل. منها : جار ومجرور متعلق بخير بمعنى جعلنا ثوابها أفضل منها.

٥١٠

(وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ) : الجملة الاسمية معطوفة بالواو على جملة «من جاء بالحسنة» وتعرب إعرابها.

(فَلا يُجْزَى الَّذِينَ) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء رابطة لجواب الشرط. لا : نافية لا عمل لها. يجزى : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة للتعذر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع نائب فاعل.

(عَمِلُوا السَّيِّئاتِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. السيئات : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.

(إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ) : أداة حصر لا عمل لها. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به للفعل «يجزى» كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. يعملون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية «كانوا يعملون» صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف ـ ساقط ـ خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : إلا ما كانوا يعملونه.

(إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جاءَ بِالْهُدى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (٨٥)

(إِنَّ الَّذِي) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب اسم «إن».

(فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره :

٥١١

هو. عليك : جار ومجرور متعلق بفرض. القرآن : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) : اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ رادك : خبر «إن» مرفوع بالضمة وهو مضاف ـ اسم فاعل أضيف إلى معموله ـ والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة بمعنى لرادك بعد الموت. إلى معاد : جار ومجرور متعلق برادك بمعنى إلى مكة.

(قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ) : فعل أمر مبني على السكون وحذفت واوه ـ أصله : قول ـ تخفيفا ولالتقاء الساكنين ـ والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. والجملة الاسمية بعده : في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ ربي : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها الحركة المأتي بها من أجل الياء والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل جر بالإضافة. أعلم : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف على وزن «أفعل» صيغة تفضيل ومن وزن الفعل. أي قل يا محمد للمشركين ربي أعلم.

(مَنْ جاءَ بِالْهُدى) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به بأعلم على معنى الفعل أي يعلم من جاء بالهدى. أو في محل جر بحرف جر مقدر بمعنى : أعلم بمن. جاء : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. بالهدى : جار ومجرور متعلق بجاء وعلامة جر الاسم الكسرة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والجملة الفعلية «جاء بالهدى» صلة الموصول لا محل لها. والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : بمن جاءه بالهدى بمعنى : أعلم بنفسه أي الرسول الكريم ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وما يستحقه من الثواب في معاده.

(وَمَنْ هُوَ) : معطوف بالواو على «من» الأولى وتعرب إعرابها. هو : ضمير منفصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.

٥١٢

(فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر «هو» مبين : صفة ـ نعت ـ لضلال مجرور مثله وعلامة جرهما الكسرة المنونة والجملة الاسمية «هو في ضلال مبين» صلة الموصول لا محل لها بمعنى : وأعلم بمن هو في ضلال واضح يعني المشركين وما يستحقونه من العقاب في معادهم.

(وَما كُنْتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ إِلاَّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ) (٨٦)

(وَما كُنْتَ تَرْجُوا) : الواو استئنافية. ما : نافية. كنت : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع اسم «كان». ترجو : الجملة الفعلية وما بعدها في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت.

(أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ) : حرف مصدري ناصب. يلقى : فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر بمعنى : وما كنت تأمل أن ينزل. إليك : جار ومجرور متعلق بيلقى.

(الْكِتابُ إِلَّا رَحْمَةً) : نائب فاعل مرفوع بالضمة. والجملة الفعلية «يلقى إليك الكتاب» صلة حرف مصدري لا محل لها و«أن» المصدرية وما بعدها : بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به للفعل «ترجو» إلا : أداة استثناء. رحمة : مستثنى بإلا منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة ووجه الاستثناء فيه أنه محمول على المعنى أي وما ألقي عليك الكتاب إلا رحمة .. ويجوز أن تكون «إلا» بمعنى «لكن» للاستدراك أي ولكن أنزل إليك رحمة من ربك ألقي إليك أي تكون «رحمة» مفعولا لأجله.

(مِنْ رَبِّكَ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «رحمة» والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

٥١٣

(فَلا تَكُونَنَّ) : الفاء استئنافية. لا : ناهية جازمة. تكونن : فعل مضارع ناقص مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة في محل جزم بلا الناهية واسمها ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ونون التوكيد لا محل لها.

(ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ) : خبر «تكون» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : معينا. للكافرين : جار ومجرور متعلق باسم الفاعل «ظهيرا» بتأويل فعله أو متعلق بصفة محذوفة من «ظهيرا» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد.

(وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (٨٧)

(وَلا يَصُدُّنَّكَ) : الواو عاطفة. لا : ناهية جازمة. يصدنك : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة وسبب بنائه على حذف النون اتصاله بنون التوكيد الثقيلة وواو الجماعة المحذوفة لالتقائها ساكنة مع نون التوكيد الثقيلة في محل رفع فاعل والنون لا محل لها أي أن الفاعل مقدر بين الفعل والنون فهو معرب لا مبني غير أن نون الرفع حذفت تخفيفا لتوالي الأمثال. والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به بمعنى : ولا يمنعك الكافرون.

(عَنْ آياتِ اللهِ) : جار ومجرور متعلق بيصدنك. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة أي عن تلاوة آيات الله.

(بَعْدَ إِذْ) : ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة متعلق بيصدن وهو مضاف. إذ : اسم مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ) : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد «إذ» وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. إليك : جار ومجرور متعلق بأنزلت.

٥١٤

(وَادْعُ إِلى رَبِّكَ) : الواو عاطفة. ادع : فعل أمر مبني على حذف آخره ـ حرف العلة .. الواو «وبقيت الكسرة دالة عليها والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. إلى ربك : جار ومجرور متعلق بادع والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة بمعنى بعد وقت إنزال الآيات وادع إلى عبادة ربك.

(وَلا تَكُونَنَّ) : الواو عاطفة. لا : ناهية جازمة. تكونن : فعل مضارع ناقص مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة في محل جزم بلا الناهية واسمها ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. ونون التوكيد لا محل لها.

(مِنَ الْمُشْرِكِينَ) : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «تكون» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد اسم الفاعل «المشرك».

(وَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (٨٨)

(وَلا تَدْعُ) : الواو عاطفة. لا : ناهية جازمة. تدع : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة .. الواو ـ وبقيت الضمة دالة على الواو المحذوفة ـ أصله : تدعو ـ الفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.

(مَعَ اللهِ) : ظرف مكان متعلق بلا تدع منصوب على الظرفية يدل على الاجتماع والمصاحبة وهو اسم بمعنى «الظرف» وهو مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة جر الاسم الكسرة. ويجوز أن يكون «مع» حرف جر مبنيا على الفتح فيكون الجار والمجرور متعلقا بلا تدع.

(إِلهاً آخَرَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى فلا تعبد مع الله إلها غيره. آخر : صفة ـ نعت ـ للموصوف «إلها» منصوب مثله

٥١٥

وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف على وزن «أفعل» ومن وزن الفعل.

(لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) : نافية للجنس تعمل عمل «إن». إله : اسم «لا» مبني على الفتح في محل نصب وخبر «لا» محذوف وجوبا تقديره : معبود .. أو كائن أو موجود بمعنى : لا إله يعيد ويرتجى. إلا : أداة استثناء. هو : مستثنى بإلا وهو ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع بدل من محل «لا إله» لأن محل «لا» وما عملت فيه رفع على الابتداء والجملة الاسمية من «لا» وما بعدها في محل جر صفة ـ نعت ـ للفظ الجلالة.

(كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ) : مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف. شيء : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. هالك : خبر المبتدأ «كل» مرفوع بالضمة المنونة بمعنى : فان.

(إِلَّا وَجْهَهُ) : أداة استثناء. وجهه : مستثنى بإلا وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة أي إلا إياه أو إلا هو بمعنى إلا ذاته لأنه سبحانه ليس له وجه وهو ـ جلت قدرته ـ منزه عن الأعضاء إذ لا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء.

(لَهُ الْحُكْمُ) : الجملة الاسمية في محل رفع صفة ـ نعت ـ للضمير «هو» على المحل. له : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. الحكم : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.

(وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) : الواو حالية أو استئنافية. إليه : جار ومجرور متعلق بترجعون بمعنى وإليه تردون : ترجعون : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل.

***

٥١٦

سورة العنكبوت

معنى السورة : العنكبوت : هو دويبة تنسج من لعابها خيوطا ضعيفة رقيقة هشة تقتنص بها فريستها وجمعها : عناكب .. وعنكبوتات. ووردت لفظة هذه «الحشرة» في القرآن الكريم مرتين ضمتها الآية الكريمة الحادية والأربعون من سورة «العنكبوت» في قوله تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) صدق الله العظيم. و«أوهن» بمعنى : أضعف. وحذف مفعول «يعلمون» اختصارا لأنه معلوم : التقدير لو كانوا يعلمون ذلك الضلال. ولم تنون كلمة «أولياء» لأنها ممنوعة من الصرف على وزن أفعلاء» ومثلها في المنع من الصرف لفظة «نصراء» التي فسرت لفظة «أولياء» على وزن فعلاء.

تسمية السورة : ذكر الله جلت قدرته في هذا الكتاب العظيم قرآنه الكريم أسماء حشرات صغيرة ضعيفة كالنحل .. النمل .. والعنكبوت .. وضرب بها سبحانه الأمثال وشبه حال الكافرين الذين اتخذوا من دونه عزوجل نصراء وآلهة لهم وحال هؤلاء وحال آلهتهم بحيث لا يستطيعون أن يخلقوا ذبابا وهي حشرة تافهة صغيرة وخص سبحانه وتعالى بعض السور الكريمة بأسماء هذه الحشرات ليضرب بها الأمثال .. والآية الكريمة المذكورة آنفا ذكر فيها اسم «العنكبوت» مرتين فسميت السورة باسمها وفيها شبه عزوجل الذين اتخذوا من دون الله نصراء لهم كمثل بيت العنكبوت الذي هو من الوهن والضعف بحيث لا يحتمل أن يلمس بالإصبع. وكان الجهلة والسفهاء من قريش يقولون : إن رب محمد يضرب المثل بالذباب والعنكبوت ويضحكون من ذلك .. فلذلك قال سبحانه : (وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ) أي لا يعقل صحتها وحسنها وفائدتها إلا هم .. لأن الأمثال والتشبيهات إنما هي الطرق إلى المعاني المحتجبة في الأستار حتى تبرزها وتكشف عنها وتصورها للأفهام .. كما صور هذا التشبيه الفرق بين حال

٥١٧

المشرك وحال الموحد على معنى أنه سبحانه يضربها ليعتبروا بها .. وقوله في سور كثيرة من القرآن الكريم : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً) معناه : بين وأوضح مثلا .. وفيه بيان للقصص العجيبة من قصص الأولين.

فضل قراءة السورة : قال حبيب الله ورسوله الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من قرأ سورة «العنكبوت» كان له من الأجر عشر حسنات بعدد كل المؤمنين والمنافقين» صدق رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

إعراب آياتها

(الم) (١)

ألف لام ميم .. هذه الآية الكريمة شرحت بإسهاب في سورة «يوسف».

(أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) (٢)

(أَحَسِبَ النَّاسُ) : الهمزة همزة تعجيب بلفظ استفهام. حسب : فعل ماض مبني على الفتح. الناس : فاعل مرفوع بالضمة.

(أَنْ يُتْرَكُوا) : حرف مصدري ناصب. رغم كونه مسبوقا بظن فكونه في هذه الحالة ناصبا جائز وهو الأرجح قياسا .. لأن «أن» المصدرية إذا تقدم عليها الفعل «ظن» جاز أن تكون مخففة من الثقيلة ويكون ما بعدها مرفوعا ولهذا اشترطوا أن لا تسبق «أن» المصدرية بعلم مطلقا ولا بظن احترازا عن المخففة من الثقيلة التي يكون ما بعدها مرفوعا ومفصولا منها بحرف من أحرف أربعة هي حرف التنفيس وحرف النفي وقد ولو. نحو : علم أن سيكون .. إلخ. يتركوا : فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة. والجملة الفعلية «يتركوا» صلة حرف مصدري لا محل لها و«أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول «حسب» الأول التقدير : أحسبوا تركهم غير مفتونين ـ أي غير ممتحنين ـ لقولهم آمنا .. أي أحسب الناس أن يتركوا وأحسبوا أن يقولوا

٥١٨

لأن تقدير الجملة الاسمية قبل دخول «أحسبوا» هو : تركهم غير مفتونين لقولهم آمنا على تقدير : حاصل ومستقر ومع أن جملة «أن يقولوا» هي علة تركهم غير مفتونين إلا أنها خبر «تركهم» على تقدير : تركهم لقولهم أو للقول أي أحسبوا تركهم قائما وأحسبوا قولهم حاصلا .. ويجوز أن يكون المصدر المؤول «أن يقولوا» في محل جر بحرف جر مقدر أي بأن يقولوا أو يكون هذا المصدر أو المصدر المؤول الآخر «أن يتركوا» في محل نصب سادا مسد مفعولي حسبوا.

(أَنْ يَقُولُوا) : تعرب إعراب «أن يتركوا» والفعل مبني للمعلوم وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل .. والمصدر المؤول من «أن» وما بعدها في محل جر بحرف جر بتقدير : على أن يقولوا أو لأن يقولوا والتقدير : على قولهم أو لقولهم والجار والمجرور متعلق بحسبوا. أو يكون المصدر المؤول في محل نصب بحسب ـ كما ذكر في إعراب «أن يتركوا» أو متعلقا بمفعول لأجله بمعنى : نتيجة قولهم أي أحسب الذين أجروا كلمة كلمة الشهادة على ألسنتهم وأظهروا القول بالإيمان أنهم يتركون بذلك غير ممتحنين؟

(آمَنَّا) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. لا : نافية لا عمل لها. يفتنون : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والجملة الفعلية في محل رفع خبر «هم».

(وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ) (٣)

.

٥١٩

(وَلَقَدْ) : الواو استئنافية أو حالية متعلق ما بعدها بأحسب الناس أو بلا يفتنون. اللام لام الابتداء للتوكيد. قد : حرف تحقيق.

(فَتَنَّا الَّذِينَ) : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع سبحانه و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. بمعنى امتحناهم.

(مِنْ قَبْلِهِمْ) : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : وجدوا .. كانوا .. و«هم» ضمير الغائبين المتصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية «وجدوا قبلهم» صلة الموصول لا محل لها.

(فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ) : الفاء استئنافية. اللام لام التوكيد. يعلمن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ونون التوكيد لا محل لها. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.

(الَّذِينَ صَدَقُوا) : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. صدقوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ) : معطوف بالواو على «ليعلمن الله» ويعرب إعرابه والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي الله سبحانه. الكاذبين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد بمعنى : ليتميزن الصادق في الإيمان والكاذب في إيمانه.

(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ) (٤)

(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ) : عاطفة متصلة لأنها مسبوقة بهمزة استفهام وليست منقطعة عطفت ما بعدها على «أحسب الناس» في الآية الكريمة الثانية. وتعرب مثلها. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل ويجوز أن يكون «حسب» بمعنى «قدر» وتكون «أم» منقطعة بمعنى «بل» أي

٥٢٠