إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٧

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٧

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦٧

** (وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية عشرة .. المعنى : ومنعنا عليه المراضع .. وهي جمع «مرضع» أي المرأة التي ترضع أو جمع «مرضع» وهو موضع الرضاع أي الثدي فامتنع موسى من الرضاعة. وقد استعير التحريم للمنع لأنه بمعناه .. من قبل قص أخته أثره أو من قبل رده إلى أمه وبعد حذف المضاف إليه «قص ..» بني المضاف «قبل» على الضم لانقطاعه عن الإضافة. وبعد امتناعه قالت أخته هل أرشدكم على أهل بيت يقومون بأمره لأجلكم وهم له ناصحون والضمير في «له» يعود على موسى كما عنت أخته أو أرادت وفيه تورية حسنة أرادت أنهم لفرعون ناصحون دفعا لاتهامها بمعرفة أخيها موسى. و«النصح» و«النصيحة» مصدرا الفعل «نصح» نحو : نصحت له نصحا ونصيحة هذه هي اللغة الفصيحة أي تعديته بالحرف. إلا أن الاختلاف بين المصدرين حول تعدية الفعل الذي يتعدى إلى مفعوله تارة بنفسه وأخرى بحرف جر إلا أن تعديته بالحرف أفصح كما في الآية الكريمة المذكورة وقد جاءت التورية على لسان «مريم» أخت موسى وأوردتها استحسانا لفطنتها ولكونها في بيت النبوة وأخت النبي ولما سئلت بعد اتهامها بمعرفة موسى قالت : إنما أرادت بقولها : وهم للملك فرعون ناصحون فخلصت من التهمة.

(إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) (٤)

(إِنَّ فِرْعَوْنَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. فرعون : اسم «إن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة والجملة من «إن» مع اسمها وخبرها استئنافية أو تفسيرية لا محل لها من الإعراب بمعنى إن فرعون تكبر وترفع وتجبر.

(عَلا فِي الْأَرْضِ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهورها التعذر. في الأرض : جار ومجرور متعلق بعلا وفاعل «علا» ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «علا» وتعرب إعرابها وعلامة بناء الفعل «جعل» الفتحة الظاهرة في آخره. أهلها شيعا : مفعولا «جعل» منصوبان وعلامة نصبهما الفتحة و«ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى : طغى في مملكته وجاوز الحد في الظلم والعسف وجعل أهلها فرقا أو طوائف يشيع بعضهم بعضا في طاعته.

(يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من الضمير المستتر في «جعل» أو تكون في محل نصب صفة للموصوف «شيعا» وهي

٤٠١

فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. طائفة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. من : حرف جر بياني و«هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من «طائفة».

(يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ) : الجملة الفعلية بدل من جملة «يستضعف طائفة» وتعرب إعرابها و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «يذبح أبناءهم» وتعرب إعرابها وعلامة رفع الفعل «يستحيي» الضمة المقدرة على آخره للثقل بمعنى : ويستبقي نساءهم أي يبقيهن حيات.

(إِنَّهُ كانَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «إن». كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

(مِنَ الْمُفْسِدِينَ) : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «كان» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد والجملة الفعلية «كان من المفسدين» في محل رفع خبر «إن».

(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) (٥)

(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ) : الواو عاطفة. نريد : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن .. والجملة معطوفة بالواو على «إن فرعون علا في الأرض» لأنها مثلها مفسرة لنبأ موسى وفرعون واقتصاصا له والفعل «نريد» حكاية حال ماضية .. ويجوز أن تكون الجملة «نريد» في محل نصب حالا من جملة «يستضعف» بمعنى : يستضعفهم فرعون ونحن نريد .. أن : حرف مصدري ناصب. نمن : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن.

٤٠٢

والجملة الفعلية «نمن» صلة حرف مصدري لا محل لها و«أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول نريد.

(عَلَى الَّذِينَ) : حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بنمن.

(اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة. في الأرض : جار ومجرور متعلق باستضعفوا.

(وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «نمن» وتعرب إعرابها و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به أول. أئمة : مفعول به ثان منصوب بنجعل المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) : الجملة الفعلية تعرب إعراب «ونجعلهم أئمة» وضم ميم «نجعلهم» للوصل ـ التقاء الساكنين ـ وعلامة نصب «الوارثين» الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ) (٦)

(وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «نمن» وتعرب إعرابها. اللام حرف جر و«هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بنمكن. في الأرض : جار ومجرور متعلق بنمكن أو بحال محذوفة من «هم» في «لهم» أو متعلق بصفة على المعنى لمفعول به محذوف أي ونجعل لهم مكانا ..

(وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ) : تعرب إعراب «ونمكن». فرعون : مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة. وهامان : معطوف بالواو على «فرعون» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة ولم ينونا لأنهما ممنوعان من الصرف للعجمة.

٤٠٣

(وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ) : معطوف بالواو على «فرعون وهامان» منصوب مثلهما وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور والألف علامة التثنية لا محل لها أو تكون «ما» علامة التثنية. منهم : جار ومجرور متعلق بنري أو بيحذرون و«هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بمن أي من بني إسرائيل أي من أولئك المستضعفين.

(ما كانُوا يَحْذَرُونَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ثان للفعل «نري» المتعدي إلى مفعولين والجملة الفعلية «كانوا» وخبرها صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. يحذرون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : ما كانوا يحذرونه أي يتوقعونه.

(وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) (٧)

(وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى) : الواو استئنافية. أوحى : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. إلى أم : جار ومجرور متعلق بأوحينا. موسى : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. وقدرت الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأن الاسم أعجمي.

(أَنْ أَرْضِعِيهِ) : الجملة تفسيرية لا محل لها و«أن» حرف تفسير لا محل له. أو يكون حرفا مصدريا مسبوقا بحرف جر مقدر أي بأن أرضعيه. أرضعيه : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة

٤٠٤

والياء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبة ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل نصب مفعول به والجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها و«أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالياء المقدرة والجار والمجرور متعلق بأوحينا. أي أوحينا إليها بإرضاعه.

(فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ) : الفاء استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمن متضمن معنى الشرط خافض لشرطه متعلق بجوابه. خفت : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبة ـ مبني على الكسر في محل رفع فاعل. عليه : جار ومجرور متعلق بخفت.

(فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. الفاء واقعة في جواب الشرط. ألقيه : تعرب إعراب «أرضعيه». في اليم : جار ومجرور متعلق بألقيه أي في البحر وقيل : هو نيل مصر.

(وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي) : الواو عاطفة. لا : ناهية جازمة. تخافي : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. والياء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبة ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل. ولا تحزني : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «لا تخافي» وتعرب إعرابها أي من الغرق والضياع.

(إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و«نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إن». رادوه : خبر «إن» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم وأصله : رادون. حذفت النون للإضافة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة وقد أضيف اسم الفاعل إلى مفعوله. إليك : جار ومجرور متعلق برادوه.

(وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) : معطوف بالواو على «رادوه إليك» ويعرب إعرابه وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين

٤٠٥

والحركة في الاسم المفرد «المرسل» وهو اسم مفعول .. والجار والمجرور «من المرسلين» في محل نصب لأنه في مقام المفعول به الثاني لاسم الفاعل «جاعلوه».

(فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ) (٨)

(فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ) : الفاء عاطفة. التقطه : فعل ماض معطوف على فعل مقدر يدل عليه سياق القول الكريم مبني على الفتح والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. آل : فاعل مرفوع بالضمة وهو مضاف. فرعون : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف.

(لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا) : اللام لام التعليل ـ لام كي ـ أو لام العاقبة. يكون : فعل مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. اللام حرف جر و«هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بمفعول له. عدوا : خبر «يكون» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. والجملة الفعلية «يكون لهم عدوا» صلة حرف مصدري لا محل لها و«أن» المضمرة وما تلاها : بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بالتقطه.

(وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ) : معطوف بالواو على «عدوا» ويعرب مثله بمعنى : سبب حزن لهم لأن الكلمة «حزنا» مصدر و«عدوا» اسم فحذف المضاف «سبب» المنصوب وحل محله المضاف إليه «حزن» فنصب. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. فرعون : اسم «إن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(وَهامانَ وَجُنُودَهُما) : معطوف بالواو على «فرعون» ويعرب إعرابه. وجنودهما : معطوف بالواو على «فرعون وهامان» منصوب مثلهما وعلامة نصبه الفتحة. الهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على الضم في

٤٠٦

محل جر بالإضافة. والميم علامة جمع الذكور والألف علامة تثنية لا محل لها أو تكون «ما» علامة تثنية.

(كانُوا خاطِئِينَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» وهي فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. خاطئين : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : كانوا متعمدين للخطيئة فهم مجرمون والجملة من «إن فرعون مع الخبر» لا محل لها لأنها جملة اعتراضية واقعة بين المعطوف «وقالت ..» والمعطوف عليه «فالتقطه آل فرعون» مؤكدة لمعنى خطئهم.

(وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (٩)

(وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ) : الواو عاطفة. قالت : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها حركت بالكسر لالتقاء الساكنين. امرأة : فاعل مرفوع بالضمة وهو مضاف. فرعون : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة ..

(قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ قرة : خبر مبتدأ محذوف تقديره : هذا أو هو قرة عين .. بمعنى : هذا تسلية لي ولك. عين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. لي : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «قرة عين». ولك : معطوف بالواو على «لي» ويعرب مثله.

(لا تَقْتُلُوهُ) : ناهية جازمة. تقتلوه : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون لانه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل نصب مفعول به.

٤٠٧

(عَسى أَنْ يَنْفَعَنا) : فعل ماض تام مبني على الفتح المقدر على الألف المقصورة للتعذر. أن : حرف مصدرية ونصب. ينفع : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و«نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. و«أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع فاعل «عسى».

(أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً) : حرف عطف للتخيير. نتخذه : معطوفة على «ينفعنا» منصوب مثله والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به أول. ولدا : مفعول به ثان منصوب بنتخذ المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال من فرعون وأهله. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. لا : نافية لا عمل لها. يشعرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «لا يشعرون» في محل رفع خبر «هم» بمعنى : وهم لا يشعرون أنهم على خطأ عظيم في التقاطه لأنه سيكون سبب هلاكهم.

(وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (١٠)

(وَأَصْبَحَ فُؤادُ) : الواو عاطفة. أصبح : فعل ماض ناقص من أخوات «كان» مبني على الفتح. فؤاد : اسم «أصبح» مرفوع بالضمة.

(أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. موسى : مضاف إليه ثان مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف وقدرت الحركة على الألف المقصورة للتعذر. فارغا : خبر «أصبح» منصوب وعلامة نصبه الفتحة

٤٠٨

المنونة بمعنى خاليا خوفا على ابنها من وقوعه في يد فرعون. إن : مخففة من «إن» الثقيلة مهملة.

(كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ) : فعل ماض ناقص من أخوات «كان» مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها واسم «كادت» ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. اللام فارقة وهي نفسها اللام المزحلقة للتوكيد سميت فارقة لأنها تفرق وتميز بين «إن» المخففة من «إن» الثقيلة وبين «إن» النافية. والجملة الفعلية «تبدي به» في محل نصب خبر «كاد» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. به : جار ومجرور متعلق بتبدي.

(لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا) : حرف شرط غير جازم ـ حرف امتناع لوجود ـ وحذف جوابه لتقدم معناه. أن : حرف مصدري. ربطنا : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و«أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع مبتدأ «التقدير لو لا ربطنا» وخبره محذوف وجوبا.

(عَلى قَلْبِها) : جار ومجرور متعلق بربطنا و«ها» ضمير متصل ـ ضمير الغائبة ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى : لو لا أن ثبتناها بإلهام الصبر أو لو لا أن طمأنا قلبها وسكنا قلقها.

(لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) : اللام حرف جر للتعليل. تكون : فعل مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة اسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. من المؤمنين : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «تكون» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد والجملة الفعلية «تكون من المؤمنين» صلة حرف مصدري لا محل لها و«أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بربطنا

٤٠٩

بمعنى من المؤمنين بوعد الله لا بتبني فرعون أي لتكون من المؤمنين الواثقين بوعد الله سبحانه لا بتبني فرعون له وتعطفه عليه.

(وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (١١)

(وَقالَتْ لِأُخْتِهِ) : الواو عاطفة. قالت : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. لأخته : جار ومجرور متعلق بقالت والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر بالإضافة.

(قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الياء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبة ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل نصب مفعول به بمعنى : اتبعي أثره وتتبعي خبره ـ أي خبر موسى ـ الفاء استئنافية للتسبيب. بصرت : تعرب إعراب «قالت». به : جار ومجرور متعلق ببصرت.

(عَنْ جُنُبٍ) : جار ومجرور في محل نصب متعلق بحال محذوفة من ضمير «بصرت» بمعنى فنظرت إليه مختلسة عن بعد.

(وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) : أعرب في الآية الكريمة التاسعة بمعنى : وهم لا يشعرون أي لا يحسون بها أو بأنها أخته.

(وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ) (١٢)

(وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ) : الواو عاطفة. حرم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. عليه : جار ومجرور متعلق بحرمنا. المراضع : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى ومنعنا عليه الرضع وبمعنى : وامتنع من الرضاعة.

٤١٠

(مِنْ قَبْلُ) : حرف جر. قبل : اسم مبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة والجار والمجرور متعلق بحرمنا.

(فَقالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ) : الفاء سببية. قالت : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي أو تكون الفاء عاطفة على فاء السببية في فعل محذوف تقديره : فامتنع فقالت بمعنى فامتنع موسى عن الإرضاع بسبب تحريمنا أي منعنا عنه الإرضاع. هل : حرف استفهام لا محل له من الإعراب. أدلكم : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور والجملة الاستفهامية في محل نصب مفعول قالت.

(عَلى أَهْلِ بَيْتٍ) : جار ومجرور متعلق بأدلكم. بيت : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.

(يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ) : الجملة الفعلية في محل جر صفة ـ نعت ـ لأهل بيت. وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. لكم : جار ومجرور متعلق بيكفلونه والميم علامة جمع الذكور بمعنى يقومون بأمره لأجلكم.

(وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال من ضمير «يكفلون». هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. له : جار ومجرور متعلق بخبر «هم». ناصحون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (١٣)

(فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ) : الفاء عاطفة. رددناه : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم و«نا» ضمير الواحد المطاع سبحانه مبني على

٤١١

السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. إلى أمه : جار ومجرور متعلق برددنا والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.

(كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها) : حرف جر للتعليل. تقر : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد «كي» وعلامة نصبه الفتحة. عين : فاعل مرفوع بالضمة و«ها» ضمير متصل ـ ضمير الغائبة ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية «تقر عينها» صلة حرف مصدري لا محل لها و«أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بكي والجار والمجرور متعلق برددنا.

(وَلا تَحْزَنَ) : الواو عاطفة. لا : نافية لا عمل لها. تحزن : معطوفة على «تقر» وتعرب إعرابها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي .. بمعنى : كي تسر وتفرح ولا تحزن.

(وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ) : الواو عاطفة. لتعلم : تعرب إعراب «كي تقر» وفاعل «تعلم» ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. أن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. وعد : اسم «أن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة.

(حَقٌّ وَلكِنَّ) : خبر «أن» مرفوع بالضمة المنونة. الواو استئنافية. لكن : حرف مشبه بالفعل من أخوات «أن» و«إن» وما بعدها بتأويل مصدر سد مسد مفعولي «تعلم».

(أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) : اسم «لكن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. و«هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة. لا : نافية لا عمل لها. يعلمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية في محل رفع خبر «لكن».

** (فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثالثة عشرة .. وفيه جملة «كي تقر عينها» كناية عن السرور والفرح بمعنى : كي تسر وتفرح أي بعد أن تبرد عينها .. وحذف مفعول «لا يعملون» في نهاية الآية الكريمة .. المعنى : لا يعلمون أن وعد الله حق أو يكون المحذوف صلة الفعل أي بأن وعد الله حق.

٤١٢

** (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوى آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة عشرة .. أي ولما بلغ غاية نموه واستوى جسما وعقلا أي بلغ المبلغ الذي لا يزاد عليه وهو أربعون سنة أي اعتدل وتم استحكامه و«أشده» لفظة مفردة جاءت بصيغة جمع.

** (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الخامسة عشرة. المعنى : ودخل موسى مدينة مصر عاصمة الفراعنة وهي «منف» وأهلها غافلون عنه أي مستخفيا .. وكان ذلك قبل النبوة .. وقوله تعالى : (هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ) معناه : هذا رجل من شيعته أي من حزبه بمعنى : ممن شايعه على دينه من بني إسرائيل .. وقيل : هو السامري .. من تابعيه في الدين أي إسرائيلي .. فحذف الموصوف خبر «هذا» أي «رجل» وبقيت صفته «من شيعته» أقيمت مقام الخبر ومثله في التقدير : وهذا رجل من عدوه : أي ممن خالفه في دينه .. من القبط أي من قوم فرعون .. وقيل : اسمه : فاتون. ومن عدوه : أي من أعدائه .. لأن لفظة «عدو» تقع على المفرد المذكر والمؤنث والجمع بلفظ واحد .. وقال ابن السكيت : فعول إذا كان بمعنى فاعل كان مؤنثه بغير هاء نحو : هذا رجل صبور وهذه امرأة صبور إلا حرفا واحدا جاء نادرا .. قالوا هذه عدوة الله. قال الفراء : وإنما أدخلوا فيها الهاء تشبيها بصديقة لأن الشيء قد يبنى على ضده ولفظة «عدوه» في الآية الكريمة المذكورة آنفا معناها : على الذي من أعدائه كما قال تعالى في سورة «الأنعام» : (وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ) وقوله تعالى : (فَوَكَزَهُ مُوسى) معناه : فدفعه بأطراف أصابعه .. وقيل : لكمه بجمع كفه وكان موسى شابا قويا فقتله خطأ .. يقال : وكزه ـ يكزه ـ وكزا : أي ضربه ودفعه .. من باب «وعد» وقيل : ضربه بجمع يده على ذقنه وقال الكسائي : المعنى : لكمه. وقوله : (قالَ هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ) أي هذا القتل من تزيين الشيطان الذي أغضبني .. فحذف النعت المشار إليه «القتل» اختصارا لأن ما قبله يدل عليه. وكان هذا القتل قبل النبوة لأن موسى ـ عليه‌السلام ـ أوحي إليه بعد زواجه بابنة شعيب ـ عليه‌السلام ـ وهو في الأربعين من عمره .. ولهذا تضرع إلى الله تعالى أن يغفر له عمله هذا في قوله تعالى في الآية الكريمة التالية : (قالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ) وعن ابن حريج : ليس لنبي أن يقتل ما لم يؤمر .. لذلك قال موسى ـ عليه‌السلام ـ : «إني ظلمت نفس فاغفر لي لأنه قتل القبطي قبل أن يؤذن له في القتل فكان ذنبا يستغفر منه. وفي قوله (عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها) كسر آخر «حين» لإضافته إلى اسم ويكسر ويرفع أيضا في حالة إضافته إلى جملة بفعل مضارع .. نحو هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم. أو «على حين أعاتبك ..» أي أن الظرف «حين» والظرف «يوم» يبنى على الفتح إذا أضيف إلى جملة تبدأ بفعل ماض نحو قولنا : على حين عاتبتك .. بني الظرف «حين» على الفتح رغم جره بحرف الجر لأنه أضيف إلى فعل ماض ومثله القول : يرجع الإنسان كيوم ولدته أمه .. بني الاسم «يوم» على الفتح رغم جره بالكاف لأن بعده فعلا ماضيا ويصرف الاسم «يوم» والظرف «حين» إذا أضيف إلى المضارع.

** (قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة عشرة .. التقدير والمعنى : اعصمني بسبب أو بحق إنعامك علي بالمغفرة أو أقسم بسبب إنعامك علي بالمغفرة لأتوبن وحذف المضاف «سبب .. أو حق» وأقيم المضاف إليه المصدر المؤول «إنعامك» محله.

٤١٣

** (فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثامنة عشرة .. المعنى : فأصبح موسى خائفا ينتظر المكروه أو يترصد وقوع القصاص أو ينتظره أو يترصد منه .. وحذف مفعول «يترقب» اختصارا لأنه معلوم وهو «وقوع القصاص» أو «المكروه» أو «القصاص».

** (قالَ لَهُ مُوسى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة المذكورة آنفا .. المعنى : إنك لضال بين الضلالة وصف موسى هذا الإسرائيلي الذي طلب نصرة موسى بالغي لأنه كان سبب قتل الرجل «القبطي» وهو أي الإسرائيلي يقاتل الآن رجلا آخر غير القبطي القتيل. يقال : غوى الرجل ـ يغوي ـ غيا .. من باب «ضرب» بمعنى : انهمك في الجهل وهو خلاف الرشد .. وغوى أيضا : بمعنى : خاب وضل وهو غاو ـ اسم فاعل ـ وجمعه : غواة .. مثل قاض وقضاة ويتعدى بالهمزة ـ أي الفعل الرباعي ـ نحو : أغواه : أي أضله أما الفعل «غوي» من باب «تعب» فمعناه مخالف ذلك المعنى .. نحو : غوي الرجل ـ يغوى ـ غوى : أي فسد جوفه من شرب اللبن .. والغاية بمعنى : المدى وجمعها : غاي وغايات .. والغاية أيضا : بمعنى : الراية وجمعها : غايات ومنه القول غايتك أن تفعل كذا : بمعنى : نهاية طاقتك أو فعلك.

** (أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة التاسعة عشرة و«الأمس» هو اليوم الذي قبل يومك .. ويأتي غير معروف بالألف واللام فيكون «أمس» اسم علم على اليوم الذي قبل يومنا ويستعمل فيما قبله مجازا وهو مبني على الكسر .. وبنو تميم تعربه إعراب ما لا ينصرف فتقول : ذهب أمس بما فيه .. وقيل : حرك آخره لالتقاء الساكنين : سكون الميم وسكون السين. قال الصحاح : أكثر العرب يبنيه على الكسر معرفة .. ومنهم من يعربه معرفة وكلهم يعربه نكرة ومضافا ومعرفا باللام .. فيقول : كل غد صائر أمسا .. ومضى أمسنا وذهب الأمس المبارك .. وقيل في أمثال العرب : من يقدر على رد أمس وتطيين عين الشمس؟ وقال الشاعر :

لقد رأيت عجبا مذ أمسا

عجائزا مثل السعالى خمسا

يأكلن ما في رحلهن همسا

لا ترك الله لهن ضرسا

ولا لقين الدهر إلا تعسا

جاءت كلمة «أمس» مفتوحة مع أنها مسبوقة بحرف جر فدل هذا على أن هذه اللفظة تعرب بالفتحة بدلا من الكسرة عند جماعة من العرب .. وأهل الحجاز يبنونها على الكسر في الأحوال الثلاثة الرفع .. النصب .. الجر. وثمة حذف في الأبيات المذكورة .. فقوله : رأيت عجبا ـ التقدير : رأيت شيئا عجبا وهو صفة لموصوف محذوف فأقيمت الصفة مقامه .. وقوله «همسا» أصله : يأكلن أكلا همسا أي خفيا. فجرى له ما جرى لكلمة «عجبا» وجاءت «لا» مع الفعل الماضي للدعاء .. أما «عجائز» فهي جمع «عجوز» وهي المرأة الطاعنة في السن وهي ممنوعة من الصرف وصرفت ـ نونت ـ هنا .. للضرورة الشعرية. و«السعالى» جمع «سعلاة» وهي الغول .. وقيل : هي ساحرة الجن. وعلى ذكر «الجن» يروى أن عيسى بن عمر النحوي أغمي عليه في السوق فاجتمع الناس ينظرون إليه وهم يعتقدون أن طارئا من الجن قد ألم به فلما أفاق قال لهم : ما لكم تكأكأتم علي كتأكئكم علي ذي جنة افرنقعوا عني! فقالوا : إن جنيه يتكلم عن لسانه بالهندية! وكان معنى قوله : ما لكم اجتمعتم علي كاجتماعكم على ذي جنون؟ تفرقوا عني. وكلمة «افرنقعوا»

٤١٤

مركبة من حروف المفارقة مع زيادة العين .. كما ركب «اقمطر» من حروف «القمط» مع زيادة الراء .. ومثلها : ادلهم الظلام : أي اشتد .. اجلوذ الحصان : أي أسرع .. احرنجم التلاميذ : أي تجمعوا .. اشمعل العمال : أي بادروا وأسرعوا .. اربد الجو : أي اغبر .. اعشوشب المكان : أي أنبت .. اشرأب إليه : أي مد عنقه واحدودب الظهر : أي انحنى.

** (قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة العشرين .. المعنى إن الملأ أي أشراف القوم الذين يملئون العين مهابة يتشاورون في أمرك أي بسببك ليقتلوك .. وسميت المشاورة ائتمارا لأن كلا من المستشارين يأمر الآخر.

** (فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والعشرين .. المعنى : فخرج موسى من المدينة ـ من مصر ـ يترقب أن يلحقه لاحق أو يتلفت أو يترصد التعرض له في الطريق خشية أن يلحقه أحد .. فحذف مفعول «يترقب» اختصارا وهو «التعرض» كما حذف مفعول اسم الفاعلين «الظالمين» وهو «أنفسهم» أي الظالمين أنفسهم بالكفر.

** (وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية والعشرين .. المعنى : وحين توجه جهة مدين أي قبالتها وهي بلدة بقرب مصر .. وسواء السبيل : أي الطريق القويم وأصل اللفظة : وسط الطريق أو ما استقام من السبيل ومعناه أيضا : العدل والوسط بين الحدين.

(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوى آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (١٤)

(وَلَمَّا بَلَغَ) : الواو استئنافية. لما : اسم شرط غير جازم بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بالجواب. بلغ : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «لما» وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي موسى.

(أَشُدَّهُ وَاسْتَوى) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة. واستوى : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «بلغ» وتعرب إعرابها وعلامة بناء الفعل «استوى» الفتحة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر.

(آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً) : الجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب

٤١٥

مفعول به أول. حكما : مفعول به ثان منصوب بآتى المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة المنونة. وعلما : معطوف على «حكما» ويعرب مثله.

(وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) : الواو استئنافية. الكاف اسم مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ بمعنى «مثل». ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. نجزي : الجملة الفعلية وما بعدها في محل رفع خبر المبتدأ وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. التقدير : ومثل ذلك الجزاء الذي جزيناه نجزي المحسنين أو تكون الكاف في محل نصب صفة ـ نعتا لموصوف مفعول مطلق ـ مصدر ـ محذوف أو نائبة عنه. التقدير : ونجزي المحسنين جزاء مثل ذلك الجزاء الذي جزيناه أي موسى ـ عليه‌السلام ـ المحسنين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد.

(وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ قالَ هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ) (١٥)

(وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ) : الواو استئنافية. دخل : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. المدينة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. التقدير : إلى المدينة فحذف الجار وأوصل الفعل إلى المجرور فنصبه.

(عَلى حِينِ غَفْلَةٍ) : جار ومجرور في محل نصب متعلق بحال من ضمير «دخل» بمعنى : مغافلا. غفلة : مضاف إليه مجرور بالكسرة المنونة.

(مِنْ أَهْلِها) : جار ومجرور متعلق بحال من «المدينة» أي وأهلها غافلون و«ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

٤١٦

(فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «دخل المدينة» وتعرب إعرابها. فيها : جار ومجرور متعلق بوجد وعلامة نصب «رجلين» الياء لأنه مثنى والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(يَقْتَتِلانِ) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ لرجلين وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والألف ضمير متصل ـ ضمير الاثنين ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(هذا مِنْ شِيعَتِهِ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. من شيعته : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.

(وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ) : معطوف بالواو على «هذا من شيعته» ويعرب إعرابه بمعنى من مخالفه من الأقباط.

(فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي) : الفاء عاطفة. استغاثة : فعل ماض مبني على الفتح والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(مِنْ شِيعَتِهِ) : جار ومجرور متعلق بخبر لمبتدإ محذوف تقديره : هو. والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة والجملة الاسمية «هو من شيعته» صلة الموصول لا محل لها بمعنى : فاستنجد به الأول على خصمه فحذف الجار «الباء» وأوصل الفعل «استغاث» إلى ضمير الغائب فانتصب على المفعولية.

(عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ) : جار ومجرور متعلق باستغاث و«الذي» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بعلى. من عدوه : تعرب إعراب «من شيعته».

(فَوَكَزَهُ مُوسى) : الفاء سببية. وكزه موسى : تعرب إعراب «فاستغاثه الذي» وعلامة رفع «موسى» الضمة المقدرة للتعذر.

(فَقَضى عَلَيْهِ) : الفاء سببية أيضا عاطفة. قضى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. عليه : جار ومجرور متعلق بقضى.

٤١٧

(قالَ هذا) : تعرب إعراب «دخل». هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. والجملة الاسمية «هذا» مع خبره في محل نصب مفعول به بقال ـ مقول القول ـ.

(مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ) : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ. الشيطان : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «إن» عدو : خبر «إن» مرفوع بالضمة المنونة. مضل مبين : صفتان ـ نعتان ـ لعدو مرفوعان مثله بالضمة المنونة.

(قالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (١٦)

(قالَ رَبِّ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. رب : منادى بأداة نداء محذوفة للتوقير التقدير : يا ربي .. منصوب لأنه مضاف وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء المناسبة والياء المحذوفة خطا واختصارا واكتفاء بالكسرة ضمير المتكلم في محل جر بالإضافة.

(إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي) : الجملة المؤولة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ إني : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل نصب اسم «إن». ظلمت : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل. نفسي : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها الحركة المأتي بها من أجل الياء والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل جر بالإضافة.

(فَاغْفِرْ لِي) : الفاء استئنافية. اغفر : فعل دعاء وتضرع بصيغة طلب مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. لي : جار ومجرور متعلق باغفر .. إني ظلمت نفسي بعملي هذا فاغفر لي.

٤١٨

(فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ) : الفاء استئنافية جواب الدعاء. غفر : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. له : جار ومجرور متعلق بغفر. إنه : حرف نصب وتوكد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم إن.

(هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر «إن» أو يكون «هو» ضمير فصل أو عمادا لا محل له. الغفور : خبر «إن» و«الرحيم» خبر ثان لإن «خبرا بعد خبر» ويجوز أن يكون صفة للغفور وعلامة رفعهما الضمة.

(قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ) (١٧)

(قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ) : أعرب في الآية الكريمة السابقة. البار حرف جر «ما» مصدرية. أنعمت : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها .. وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل. علي : جار ومجرور متعلق بأنعمت و«ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالباء .. التقدير : بإنعامك علي. والجار والمجرور متعلق بفعل القسم المقدر أي أقسم بإنعامك علي بالمغفرة وجواب القسم محذوف تقديره : لأتوبن فلن أكون ظهيرا للمجرمين أو يكون دعاء بتقدير : اعصمني بسبب أو بحق ما أنعمت علي بالمغفرة فلن أكون ظهيرا للمجرمين.

(فَلَنْ أَكُونَ) : الفاء سببية. أكون : فعل مضارع ناقص منصوب بحرف النفي والنصب والاستقبال «لن» وعلامة نصبه الفتحة واسمها ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنا.

(ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ) : خبر «أكون» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. للمجرمين : جار ومجرور في محل نصب متعلق بأكون أو بصفة محذوفة من «ظهيرا» وعلامة جر الاسم : الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد.

٤١٩

(فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قالَ لَهُ مُوسى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ) (١٨)

(فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ) : الفاء استئنافية. أصبح : فعل ماض ناقص من أخوات «كان» مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. في المدينة : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «أصبح» والأصح متعلق بأصبح.

(خائِفاً يَتَرَقَّبُ) : خبر «أصبح» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. يترقب : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة الفعلية «يترقب» في محل نصب حال من ضمير «أصبح».

(فَإِذَا الَّذِي) : الفاء استئنافية. إذا : حرف فجاءة لا محل له. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

(اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والجار والمجرور «بالأمس» متعلق باستنصره بمعنى : طلب نصرته.

(يَسْتَصْرِخُهُ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ «الذي» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به بمعنى : يستغيثه ويجوز أن تكون الجملة الفعلية في محل نصب حالا من ضمير «استنصره» فتكون الجملة الفعلية «قال له موسى» في محل رفع خبر المبتدأ «الذي».

(قالَ لَهُ مُوسى) : فعل ماض مبني على الفتح. له : جار ومجرور متعلق بقال. موسى : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر.

(إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ) : الجملة المؤولة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ إنك : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب اسم «إن» اللام لام

٤٢٠