إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٧

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٧

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦٧

(وَمَنْ شَكَرَ) : الواو استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من» شكر : فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم بمن فعل الشرط والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الفعلية «شكر» صلة الموصول لا محل لها. وحذف مفعول «شكر» اختصارا. التقدير : ومن شكر النعمة أي نعمة الله عليه.

(فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ) : الجملة جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم الفاء واقعة في جواب الشرط. إنما : كافة ومكفوفة. يشكر : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والفعل «يشكر» في محل جزم لأنه جواب الشرط وجاء الجواب مرفوعا لأن فعل الشرط «شكر» فعل ماض أو تكون الجملة الفعلية «يشكر» في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو فتكون الجملة الاسمية «فهو يشكر ..» في محل جزم جواب الشرط. لنفسه : جار ومجرور متعلق بيشكر والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر بالإضافة بمعنى : فإن ثواب شكره لنفسه.

(وَمَنْ كَفَرَ) : معطوفة بالواو على «من شكر» ويعرب إعرابه بمعنى ومن جحد النعمة ولم يشكرها.

(فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) : الجملة من «إن» مع اسمها وخبرها في محل جزم جواب الشرط. الفاء رابطة لجواب الشرط. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. ربي : اسم «إن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء المناسبة. والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل جر بالإضافة و«غني كريم» خبرا «إن» خبر بعد خبر مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة المنونة أي غني عن الشكر كريم على عباده.

(قالَ نَكِّرُوا لَها عَرْشَها نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ) (٤١)

(قالَ نَكِّرُوا) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. أي قال سليمان لهم. نكروا : الجملة الفعلية وما بعدها : في

٣٤١

محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(لَها عَرْشَها) : جار ومجرور متعلق بنكروا. عرش : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و«ها» ضمير متصل ـ ضمير الغائبة ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى اجعلوه متنكرا متغيرا عن هيئته.

(نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي) : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب ـ الأمر ـ وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. أتهتدي : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به للفعل «ننظر» الهمزة حرف استفهام لا محل له. تهتدي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي بمعنى : أتهتدي لمعرفته .. أو تهتدي للدين والإيمان بنبوة سليمان.

(أَمْ تَكُونُ) : حرف عطف وهي «أم المتصلة» لأنها مسبوقة بهمزة استفهام. تكون : فعل مضارع ناقص معطوف على «تهتدي» ومحله النصب أيضا مرفوع بالضمة واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي.

(مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ) : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «تكون» والاسم الموصول «الذين» مبني على الفتح في محل جر بمن. لا : نافية لا عمل لها. يهتدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «لا يهتدون» صلة الموصول لا محل لها.

(فَلَمَّا جاءَتْ قِيلَ أَهكَذا عَرْشُكِ قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِها وَكُنَّا مُسْلِمِينَ) (٤٢)

(فَلَمَّا جاءَتْ قِيلَ) : الفاء استئنافية. لما : اسم شرط غير جازم بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلقة بالجواب. قيل : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح والجملة الاستفهامية بعده في محل رفع نائب فاعل والجملة الفعلية «قيل» وما بعدها : جواب شرط

٣٤٢

غير جازم لا محل لها أما الجملة الفعلية «جاءت» فهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي أي بلقيس. وهي أي جملة «جاءت» في محل جر بالإضافة ولوقوعها بعد «لما» والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها.

(أَهكَذا عَرْشُكِ) : الهمزة همزة استفهام لا محل لها. الهاء حرف تنبيه. الكاف : اسم تشبيه مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ و«ذا» اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة. عرشك : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبة ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة بمعنى : أمثل هذا عرشك أي سرير ملكك. والمخاطبة هي بلقيس ملكة سبأ.

(قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والجملة بعدها : في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ كأنه : حرف مشبه بالفعل للتشبيه من أخوات «إن» والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «كأن» هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع خبر كأن.

(وَأُوتِينَا الْعِلْمَ) : الواو عاطفة. أوتي : فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل. العلم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(مِنْ قَبْلِها) : جار ومجرور متعلق بأوتينا و«ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة أي من قبل هذه المعجزة أو من قبل علم بلقيس.

(وَكُنَّا مُسْلِمِينَ) : الواو عاطفة. كنا : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلم للتفخيم و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم «كان». مسلمين : خبر «كان» منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.

٣٤٣

(وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللهِ إِنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ) (٤٣)

(وَصَدَّها ما كانَتْ) : الواو استئنافية. صد : فعل ماض مبني على الفتح و«ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. و«ما» اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل «صد» كانت : فعل ماض ناقص مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها واسم «كان» ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي والجملة الفعلية بعدها «تعبد» في محل نصب خبر «كان».

(تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللهِ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. من دون : جار ومجرور متعلق بتعبد أو بحال محذوفة من مفعول «تعبد» لأن التقدير : تعبده وهو الضمير العائد إلى الموصول المحذوف خطا واختصارا والمنصوب محلا لأنه مفعول به والجملة الفعلية «كانت تعبد من دون الله» صلة الموصول لا محل لها. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة التقدير : حال كونه من دون الله و«من» حرف جر بياني أو تكون «ما» مصدرية فتكون جملة «كانت تعبد ..» صلة حرف مصدري لا محل لها وتكون «ما» وما بعدها : بتأويل مصدر في محل رفع فاعل «صدها» التقدير والمعنى : وصدها ـ أي بلقيس ـ عن التقدم إلى الاسلام عبادة غير الله أي الشمس ونشوؤها بين ظهراني الكفرة ـ لأنهم كانوا مجوسا ـ ويجوز أن يكون فاعل «صدها» ضميرا مستترا تقديره : هو : أي ضلالها بمعنى : صدها ضلالها قبل ذلك .. وقيل : صدها الله أو سليمان عما كانت تعبد بتقدير : حذف حرف الجر «عن» وايصال الفعل فتكون «ما» في محل نصب مفعولا به بعد نزع الخافض.

(إِنَّها كانَتْ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و«ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «إن» كانت : أعربت والجملة الفعلية «كانت من قوم كافرين» في محل رفع خبر «إن».

٣٤٤

(مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ) : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «كان». كافرين : صفة ـ نعت ـ لقوم مجرور مثله وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد.

(قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ ساقَيْها قالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ قالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٤٤)

(قِيلَ لَهَا) : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. لها : جار ومجرور متعلق بقيل والجملة الفعلية بعده في محل رفع نائب فاعل لقيل.

(ادْخُلِي الصَّرْحَ) : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة والياء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبة ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل. الصرح : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة أي ادخلي القصر.

(فَلَمَّا رَأَتْهُ) : الفاء استئنافية أو عاطفة على فعل محذوف بتقدير : فدخلت وحين رأته. لما : اسم شرط غير جازم بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلقة بالجواب. رأته : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد «لما» وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة للتعذر وحذفت الألف لالتقاء الساكنين ولاتصال الفعل بتاء التأنيث الساكنة والتاء لا محل لها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به بمعنى : فحين رأت القصر أو أرض القصر.

(حَسِبَتْهُ لُجَّةً) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها بمعنى : ظنته وهو من أفعال القلوب ينصب مفعولين وهو فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به أول. لجة : مفعول به ثان أي ماء منصوب بالفتحة المنونة.

(وَكَشَفَتْ عَنْ ساقَيْها) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «حسبت» وتعرب إعرابها. عن ساقي : جار ومجرور متعلق بكشفت و«ها» ضمير متصل ـ

٣٤٥

ضمير الغائبة ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة وعلامة جر الاسم الياء لأنه مثنى وحذفت النون ـ أصله : ساقين للإضافة بمعنى : ورفعت ثيابها كيلا تبتل.

(قالَ إِنَّهُ صَرْحٌ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «إن» صرح : خبر «إن» مرفوع بالضمة المنونة.

ممرد من قوارير : صفة ـ نعت ـ لصرح مرفوع مثله بالضمة المنونة بمعنى : مصقول مملس. من : حرف جر بياني ـ من .. البيانية .. قوارير : اسم مجرور بمن وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه اسم ممنوع من الصرف على وزن ـ مفاعيل ـ بمعنى من زجاج ومفرده : قارورة والجار والمجرور في محل رفع بمقام صفة ثانية لصرح.

(قالَتْ رَبِّ) : تعرب إعراب «حسبت» رب : منادى بأداة نداء محذوفة للتوقير التقدير : يا ربي منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلمة المحذوفة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء المناسبة والياء المحذوفة خطا واختصارا واكتفاء بالكسرة ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

(إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي) : الجملة المؤولة من «إن» مع اسمها وخبرها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلمة ـ في محل نصب اسم «إن» ظلمت : الجملة الفعلية مع المفعول في محل رفع خبر «إن» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلمة ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل. نفسي : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها الحركة المأتي بها من أجل الياء والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلمة ـ في محل جر بالإضافة بمعنى : ظلمت نفسي بعبادتي الشمس أي بكفرها.

٣٤٦

(وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «ظلمت» وتعرب إعرابها. مع : اسم للمصاحبة والاجتماع ظرف مكان متعلق بأسلمت منصوب على الظرفية وهو مضاف. سليمان : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه اسم ممنوع من الصرف للعجمة ولأن في آخره ألفا ونونا زائدتين ويجوز أن يكون «مع» حرف جر مبنيا على الفتح و«سليمان» اسما مجرورا بحرف الجر على معنى : ظلمت نفسي بسوء ظني بسليمان وأسلمت معه .. لأن بلقيس حسبت أن سليمان يغرقها في اللجة التي رأتها في الصرح.

(لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) : جار ومجرور للتعظيم متعلق بأسلمت. رب : صفة ـ نعت ـ للفظ الجلالة أو بدل من سبحانه مجرور وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. العالمين : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من تنوين المفرد.

(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ) (٤٥)

(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا) : الواو استئنافية. اللام لام التوكيد. قد : حرف تحقيق. أرسل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه .. و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(إِلى ثَمُودَ) : جار ومجرور متعلق بأرسلنا وعلامة جر الاسم الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف ـ التنوين ـ على تأويل القبيلة أي التأنيث والتعريف وليس اسما للحي أو للجد الأكبر فهذا الاسم ينون.

(أَخاهُمْ صالِحاً) : مفعول به منصوب بأرسلنا وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. صالحا : عطف بيان من «أخاهم» منصوب بالفتحة المنونة وهو اسم عربي.

٣٤٧

(أَنِ اعْبُدُوا اللهَ) : حرف تفسير لا عمل له وكسر آخره لالتقاء الساكنين بمعنى : فقال لهم اعبدوا الله. اعبدوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الله لفظ الجلالة : مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة والجملة الفعلية «اعبدوا الله» تفسيرية لا محل لها.

(فَإِذا هُمْ) : الفاء استئنافية. إذا : حرف فجاءة لا محل له. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

(فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ) : خبر «هم» مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى. والنون عوض من تنوين المفرد وحركته والجملة الفعلية «يختصمان» في محل رفع صفة ـ نعت ـ للموصوف «فريقان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الاسمية «هم فريقان ..» استئنافية لا محل لها من الإعراب.

** (فَلَمَّا جاءَتْ قِيلَ أَهكَذا عَرْشُكِ قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِها وَكُنَّا مُسْلِمِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية والأربعين. والضمير «هو» في القول «كأنه هو» كناية عن العرش : أي سرير الملكة بلقيس .. وفي هذا الجواب «كأنه هو» عدول عن القول «هكذا هو» أي عدول عن مطابقة الجواب للسؤال .. وفي هذا العدول حكمة وهي أن «كأنه» هو عبارة عن قرب الشبه عنده حتى شكك نفسه في التغاير بين الأمرين وتلك حال ملكة سبأ أما عبارة «هكذا هو» فهي عبارة من هو جازم بتغاير الأمرين حاكم بوقوع الشبه بينهما لا غير فلهذا عدلت إلى العبارة المذكورة في التلاوة لمطابقتها لحالها ـ أي حال بلقيس .. هذا ما ذكره الزمخشري.

** (قالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الرابعة والأربعين .. أي قالت بلقيس ملكة سبأ : إني ظلمت نفسي بسبب كفري وشركي لأنها كانت وقومها مجوسا ـ يعبدون الشمس ـ وظلمت نفسي بسوء ظني بسليمان وأسلمت معه لأنها حسبت أن سليمان يغرقها في اللجة التي رأتها في الصرح. قال التفسير الوجيز : أخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن ابن عباس أن سليمان تزوج بلقيس بنت شراحبيل بعد ذلك قال الشوكاني : والأرجح أن زواجه من أخبار أهل الكتاب التي لا تصدق ولا تكذب.

** (فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الخامسة والأربعين المعنى : فإذا هم حزبان يختصمان : حزب يؤمن بالله وبرسله وحزب باق على ما وجد عليه آباءه الأولين .. وقيل : اختصما في نبوة صالح .. أو كل فريق أو حزب ـ الفريق المؤمن والفريق الكافر ـ يقول الحق معي. وجاء الضمير في «يختصمون» بصيغة الجمع وهما مثنى وذلك على معنى «فريق» لا لفظه لأن كل فريق مجموعة.

٣٤٨

** (قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة والأربعين .. المعنى : قالوا تشاء منا بك وأصل الفعل : تطيرنا فأدغم قال : شؤمكم وداعية تطيركم هو أن الله قدر عليكم الشقاء وفي قوله «أنتم قوم تفتنون» اجتمعت الغيبة الدالة على «قوم» والمخاطبة وهي «تفتنون» فغلبت المخاطبة لأنها أقوى وأرسخ. والمخاطب في «بك .. معك» هو صالح ـ عليه‌السلام ـ يقال : تطير به : أي تشاءم به .. وتطير منه : بمعنى : نفر منه. وقوله : «طائركم» أي سببكم الذي يجيء منه خيركم وشركم عند الله وهو قدره وقسمته إن شاء رزقكم وإن شاء حرمكم ويجوز أن يريد : عملكم مكتوب عند الله فمنه ما نزل بكم عقوبة لكم .. ومنه قوله تعالى في سورة «يس» (قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ) أي شؤمكم ملازم لكم .. يقال : فلان ميمون الطائر : أي مبارك الطلعة ويقال : سر على الطائر الميمون : وهو دعاء للمسافر ومن الأمثال العربية قولهم : كأن على رءوسهم الطير .. وقيل : من صفة مجلس رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رءوسهم الطير : أي إنهم يسكنون ولا يتكلمون والطير لا تسقط إلا على ساكن .. أي هو صفة الوادعين الساكنين .. احتراما وخشوعا .. ومن سكونهم يستطيع الطير أن يحط على رءوسهم .. ويضرب هذا المثل في الرزانة والحلم والركانة ـ أي الوقار ـ حتى كأن على الرءوس طيرا يخاف أصحابها طيرانه فهم سكون لا يتحركون. واللفظتان «الغيبة» و«المخاطبة» مصدران متناقضان أحدهما خلاف الآخر .. فالأول فعله : غاب ـ يغيب ـ غيبا وغيبة ـ من باب «باع» بمعنى : بعد. فهو غائب ـ اسم فاعل ـ عكس حاضر. والمصدر الثاني فعله : خاطب مخاطبة .. نحو : خاطبه مخاطبة : أي كالمه وهو حاضر. وفي أساليب القرآن الكريم اجتمعت الغيبة والمخاطبة في كثير من السور الشريفة منها الآية الكريمة المذكورة آنفا وقد غلبت المخاطبة على الغيبة لأنها أقوى وأرسخ أصلا من الغيبة ولهذا لم تطابق الصفة «تفتنون» الموصوف «قوم» بقراءة الصفة بالياء أي لم يقل : يفتنون .. للسبب المذكور.

** (وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة والأربعين .. وفيه حذف مفعول «يصلحون» اختصارا المعنى : لا يصلحون شأنهم أي اتفقوا على قتل صالح و«الرهط» هو جماعة الرجال من الثلاثة أو السبعة إلى العشرة وإذا أضيف إليه عدد كما في الآية الكريمة المذكورة كان معناه : النفس والشخص وقد ميزت التسعة بالرهط وهو تمييز لأنه في معنى الجماعة أي تسعة رجال أو أنفس.

** (وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) : المعنى : ودبروا أمرا في الخفاء أي تواطئوا على اغتيال صالح ومكرنا : أي وجازيناهم بإهلاكهم وتعجيل عقوبتهم أو بمعنى : واحتالوا احتيالا ودبرنا أي ودبر الله رد كيدهم في نحرهم وعاقبهم على مكرهم ـ احتيالهم ـ لأن المكر من الله سبحانه محال .. وإنما جاء هذا القول الكريم على ما يسمى في علم البلاغة للمشاكلة والازدواج في الكلام. يقال : مكر ـ يمكر ـ مكرا .. من باب «نصر» بمعنى : احتال. والمكر : هو الاحتيال والخديعة واسم الفاعل منه : ماكر ومكار .. يقال : مكر الله وأمكر : أي جازى على المكر وسمي الجزاء مكرا كما سمي جزاء السيئة سيئة مجازا على سبيل مقابلة اللفظ باللفظ.

** (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الثانية والخمسين .. المعنى إن في ذلك التدمير لعبرة وعظة لقوم يعلمون قدرتنا فيتعظون .. وحذف النعت المشار إليه «التدمير» اختصارا لأن ما قبله دال عليه كما حذف مفعول «يعلمون» وهو «قدرتنا».

٣٤٩

** (وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة والخمسين وفيه حذف مفعول «يتقون» اختصارا لأنه معلوم. أي بمعنى : يتقون أي يخافون عذاب الله أو يتقون الشرك.

(قالَ يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْ لا تَسْتَغْفِرُونَ اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (٤٦)

(قالَ يا قَوْمِ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .. أي قال صالح. يا : أداة نداء و«قوم» منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بالكسرة التي هي الحركة الدالة على الياء المحذوفة خطا واختصارا والياء المحذوفة ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. والجملة الاستفهامية بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ) : اللام حرف جر و«ما» اسم استفهام مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بتستعجلون وقد سقطت ألف «ما» لأنه جر بحرف جر. تستعجلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية الزمانية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بتستعجلون وهو مضاف أما الجار والمجرور «بالسيئة» فمتعلق بتستعجلون أيضا بمعنى : لم تستعجلون بالعقوبة بقولكم : ائتنا بما تعدنا. الحسنة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى : قبل التوبة.

(لَوْ لا تَسْتَغْفِرُونَ اللهَ) : حرف تحضيض بمعنى : هلا لا محل له. تستغفرون : تعرب إعراب «تستعجلون» الله لفظ الجلالة : مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة بمعنى هلا تستغفرون ربكم قبل نزول العذاب لعله يرحمكم.

(لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إن» الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «لعل»

٣٥٠

والميم علامة جمع الذكور. ترحمون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لعل» وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل.

(قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ) (٤٧)

(قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الفعلية «اطيرنا» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. بك : جار ومجرور متعلق باطيرنا بمعنى تشاءمنا.

(وَبِمَنْ مَعَكَ) : الجار والمجرور متعلق باطيرنا لأنه معطوف على «بك» و«من» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء. معك : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : وجد .. أو كان. والجملة الفعلية «وجد معك» صلة الموصول لا محل لها. أو يكون «مع» ظرفا لأنه مضاف يدل على الاجتماع والمصاحبة وتكون الكاف ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل جر بالإضافة بمعنى : وبمن صاحبك أو اتبعك.

(قالَ طائِرُكُمْ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة الاسمية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ طائركم : مبتدأ مرفوع بالضمة. والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور بمعنى : عملكم أي سببكم الذي يجئ منه خيركم وشركم.

(عِنْدَ اللهِ) : ظرف مكان متعلق بخبر المبتدأ منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. الله لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة بمعنى : مكتوب عند الله أو يأتيكم من عند الله.

(بَلْ أَنْتُمْ) : حرف إضراب للاستئناف. أنتم : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

٣٥١

(قَوْمٌ تُفْتَنُونَ) : خبر «أنتم» مرفوع بالضمة المنونة. تفتنون : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ـ نعت ـ لقوم وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل.

(وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ) (٤٨)

(وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ) : الواو استئنافية. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. في المدينة : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «كان» المقدم.

(تِسْعَةُ رَهْطٍ) : اسم «كان» المؤخر مرفوع بالضمة. رهط : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.

(يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ) : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ـ نعت ـ لتسعة أو في محل جر صفة ـ نعت ـ لرهط وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. في الأرض : جار ومجرور متعلق بيفسدون.

(وَلا يُصْلِحُونَ) : الواو عاطفة. لا : نافية لا عمل لها. يصلحون : الجملة الفعلية معطوفة على جملة «يفسدون» وتعرب إعرابها.

(قالُوا تَقاسَمُوا بِاللهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصادِقُونَ) (٤٩)

(قالُوا تَقاسَمُوا بِاللهِ) : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ثانية لتسعة أو في محل جر صفة ثانية لرهط وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. تقاسموا : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. بالله جار ومجرور للتعظيم متعلق بتقاسموا أو تعرب إعراب «قالوا» بإضمار «قد» فتكون الجملة الفعلية «قد

٣٥٢

تقاسموا» في محل نصب حالا من ضمير «قالوا» التقدير والمعنى : قالوا متقاسمين أو متحالفين بالله. أي قال بعضهم لبعض : احلفوا بالله.

(لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ) : بمعنى : لنباغتنه ليلا ولنقتلنه. اللام واقعة في جواب قسم ظاهر لا عمل لها والجملة «نبيتنه» جواب القسم لا محل لها. نبيتنه : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. ونون التوكيد لا محل لها والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. الواو عاطفة. أهله : معطوف على ضمير الغائب في «نبيتنه» منصوب بالفعل المذكور وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة. ثم : حرف عطف بمعنى لنأتين صالحا وأهل بيته بغتة في الليل لنقتلهم.

(لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ) : الجملة الفعلية معطوفة على «نبيتنه» وتعرب إعرابها. لوليه : جار ومجرور متعلق بنقولن والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة بمعنى : لولي دمه.

(ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ ما : نافية لا عمل لها. شهد : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. مهلك : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. أهله : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه ثان أي ما حضرنا موضع هلاكهم.

(وَإِنَّا لَصادِقُونَ) : الواو عاطفة. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و«نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إن» اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ صادقون : خبر «إن» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد.

٣٥٣

(وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (٥٠)

(وَمَكَرُوا مَكْراً) : الواو عاطفة. مكروا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. مكرا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَمَكَرْنا مَكْراً) : الجملة معطوفة بالواو على «مكروا» وتعرب إعرابها و«مكر» فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. و«مكرا» أعرب.

(وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. لا : نافية لا عمل لها. يشعرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «لا يشعرون» في محل رفع خبر «هم».

(فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ) (٥١)

(فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ) : هذا القول الكريم أعرب في الآية الكريمة الرابعة عشرة.

(مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ثان. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و«نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إن» دمرنا : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه المبني على السكون في محل رفع فاعل و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. و«أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع بدل من اسم

٣٥٤

«كان» أي بدل من «عاقبة» التقدير : كان تدميرنا إياهم أو يكون المصدر خبر مبتدأ محذوف. التقدير : هي تدميرهم أو يكون المصدر في محل نصب على أنه خبر «كان» التقدير : كان عاقبة مكرهم تدميرهم.

(وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ) : معطوفة بالواو على ضمير الغائبين «هم» في «دمرناهم» منصوب بالفعل أي ودمرنا قومهم وعلامة نصبه الفتحة و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. أجمعين : توكيد لضمير الغائبين في «دمرناهم» وللقوم منصوب مثله وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع مذكر سالم والنون عوض من حركة الاسم المفرد «أجمع» و«أجمع» بمعنى «جمع» لا مفرد له من لفظه ومؤنثه : جمعاء. وجمع «جمعاء» هو «جمع .. بضم الجيم وفتح الميم» ولم يقولوا : جمعاءات كما جمعوا «أجمع» بالواو.

(فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (٥٢)

(فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ) : الفاء استئنافية. تي : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. أو يكون اسم الإشارة كلمة واحدة مبنيا على الفتح في محل رفع مبتدأ والإشارة إلى البيوت و«بيوت» خبر «تلك» مرفوع بالضمة و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى : فتلك البيوت بيوتهم أو فتلك البيوت هي بيوتهم وعلى هذا التقدير أي الثاني تكون «بيوتهم» خبر مبتدأ محذوف تقديره : هي. والجملة الاسمية «هي بيوتهم» في محل رفع خبر «تلك».

(خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا) : حال من «البيوت» منصوب بما دل عليه اسم الإشارة وعلامة نصبه الفتحة المنونة الباء حرف جر. و«ما» مصدرية. ظلموا : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل

٣٥٥

والألف فارقة. و«ما» وما بعدها في تأويل مصدر في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بخاوية بمعنى : خالية ساقطة متهدمة بسبب ظلمهم.

(إِنَّ فِي ذلِكَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. في : حرف جر ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بفي اللام للبعد والكاف حرف خطاب. والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر «إن» المقدم.

(لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) : اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ آية : اسم «إن» مؤخر منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. لقوم : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «آية» بمعنى : لعبرة. يعلمون : الجملة الفعلية في محل جر صفة ـ نعت ـ للموصوف «قوم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ) (٥٣)

(وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «دمرنا» الواردة في الآية الكريمة الحادية والخمسين وتعرب إعرابها. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(وَكانُوا يَتَّقُونَ) : الواو عاطفة. كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. يتقون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) (٥٤)

(وَلُوطاً إِذْ قالَ) : الواو عاطفة. لوطا : مفعول به منصوب بفعل محذوف تقديره : واذكر أيها النبي لوطا وعلامة نصبه الفتحة. وصرف الاسم أي نون ولم يمنع من الصرف على الرغم من عجميته لخفته ولأنه ثلاثي

٣٥٦

أوسطه ساكن ومثله : هود أو يكون منصوبا بأرسلنا .. لدلالة «ولقد أرسلنا» في الآية الكريمة الخامسة والأربعين. إذ : اسم مبني على السكون في محل نصب بدل من «لوطا» على التقدير الأول وهو «اذكر لوطا» أو ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب متعلق بأرسلنا «التقدير الثاني». قال : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو أي لوط والجملة الفعلية «قال» في محل جر بالإضافة.

(لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ) : جار ومجرور متعلق بقال والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر بالإضافة الهمزة همزة توبيخ بلفظ استفهام. تأتون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. الفاحشة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. والجملة الفعلية «أتأتون الفاحشة» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال من ضمير «تأتون» أنتم : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. تبصرون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أنتم» وتعرب إعراب «تأتون».

(أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) (٥٥)

(أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ) : الهمزة همزة توبيخ بلفظ استفهام. إنكم : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «إن» والميم علامة جمع الذكور. لتأتون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ تأتون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(الرِّجالَ شَهْوَةً) : مفعول به منصوب بتأتون وعلامة نصبه الفتحة. شهوة : حال من ضمير المخاطبين في «تأتون» وعلامة نصبه الفتحة المنونة ويجوز أن يكون تمييزا والوجه الأول أصح لأن المعنى مشتهين.

٣٥٧

(مِنْ دُونِ النِّساءِ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «الرجال» التقدير : حال كونهم من دون أي من غير النساء و«من» حرف جر بياني. النساء : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) : حرف اضراب للاستئناف. أنتم : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. قوم : خبر «أنتم» مرفوع بالضمة المنونة. تجهلون : تعرب إعراب «تأتون» والجملة الفعلية «تجهلون» في محل رفع صفة ـ نعت ـ لقوم.

** (وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة والخمسين .. المعنى والتقدير : واذكر يا محمد لوطا حين قال لقومه أترتكبون فاحشة اللواط وأنتم تبصرون أي تعلمون فحشها أي يبصر بعضكم بعضا انهماكا في المعصية وبعد حذف المضاف إليه «اللواط» لأنه معلوم عوض المضاف «فاحشة» بالألف واللام عن حذف المضاف إليه كما حذف مفعول «تبصرون» الفحش .. أو بعضكم.

** (أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة والخمسين .. ولم يقل «يجهلون» مع الموصوف الغائب «قوم» ويجهلون ضميرها ضمير الغائب أيضا والسبب هو أن الغيبة والمخاطبة هنا اجتمعتا فغلبت المخاطبة لأنها أقوى وأرسخ أصلا من الغيبة : كما حذف مفعول «تجهلون» وهو فعل متعد إلى مفعول المعنى : وأنتم تجهلون قبح هذه الفاحشة وشناعتها وعقوبتها.

** (فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة والخمسين : المعنى فأنجينا لوطا وأهله من العذاب إلا امرأته قدرناها من الباقين مع الهالكين بسبب كفرها .. يقال : غبر ـ يغبر ـ غبورا .. من باب «قعد» بمعنى : بقي وقد يستعمل فيما مضى أي ذهب فيكون من الأضداد أي من الأفعال التي تستعمل لمعنيين متضادين .. وقال الزبيدي : غبر ـ غبورا : بمعنى : مكث وفي لغة بالغين المهملة للماضي أي «عبر» وبالغين المعجمة ـ أي العين المنقطة ـ للباقي. ويقال : أغبر الرجل : أي أثار الغبار. والغبراء : هي الأرض وتصغيرها : غبيراء.

** (وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة والخمسين. المعنى : وأمطرنا عليهم حجارة من السماء فأهلكناهم بها .. و«المنذرين» جمع «منذر» وهو اسم مفعول .. فبئس مطر المنذرين مطرهم .. يقال : ساءه الأمر : أي أحزنه ـ ضد سره ـ وهو من باب «قال» ونقول : لقد ساء الموقف بينهما ولا نقول ـ كما هو شائع ـ لقد تدهور الموقف بين الدولتين ـ لأن اللفظة «تدهور» كما قال القاموس المحيط : إن قولنا : تدهور الليل : معناه : أدبر .. ولهذا لا يتوافق ذلك القول مع المعنى المراد .. إذ ليس في الموقف المذكور حركة واضطراب .. بل فيه ركود .. ونقول في الفعل الرباعي : أساء الرجل فهم الموقف ـ وهو فعل متعد ـ فهو مسيء ـ اسم فاعل ـ كقول

٣٥٨

أحدهم لعائشة ـ رضي الله عنها ـ : يا أم المؤمنين متى أعلم أني مسيء؟ قالت : «إذا علمت أنك محسن» والاسم من الفعل «ساء» السوء. وعليهم دائرة السوء : يعني الدعاء عليهم .. أي عليهم الهزيمة والشر .. ويقال : ساء صاحبي ما قلت له : بمعنى أحزنه أي ضد سره.

** (وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة الستين نقل سبحانه الإخبار من ضمير الغائب في «أنزل» إلى لفظ المتكلم في قوله : فأنبتنا .. وذلك لتأكيد معنى اختصاص الفعل بذاته عزوجل.

** (وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً أَإِلهٌ مَعَ اللهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الحادية والستين .. المعنى وجعل بين البحرين : العذب والملح سدا .. فحذفت صفتا البحرين اختصارا «أي العذب والملح» كما حذف مفعول «يعلمون» أي لا يعلمون الحق ويشركون به أي التوحيد.

** (وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة الرابعة والستين حذف المفعول به الثاني للفعل «يرزق» المتعدي إلى مفعولين .. المعنى : ومن يرزقكم الماء والزرع .. أي يرزقكم من السماء الماء ـ أي المطر بمعنى يرزقكم رزقا طيبا من السماء ـ ويرزقكم من الأرض النبات والثمار أو يكون : يرزقكم من السماء رزقا طيبا بالمطر ومن الأرض إخراج الثمار.

** (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى آللهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة والخمسين .. والمخاطب فيه هو رسولنا الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ و«اصطفى» بمعنى : اختار .. و«سلام» اسم من «سلم عليه» والسلام هو التحية. ولهذا قيل : السلام سنة والرد فريضة. هذا ما قاله النخعي .. وعن ابن عباس : الرد واجب. وما من رجل يمر على قوم مسلمين فيسلم عليهم ولا يردون عليه إلا نزع عنهم روح القدس وردت عليه الملائكة. ولا يرد السلام في الخطبة وقراءة القرآن جهرا ورواية الحديث وعند مذاكرة العلم والأذان والإقامة. قالوا : ويسلم الرجل إذا دخل على امرأته ولا يسلم على أجنبية .. ويسلم الماشي على القاعد .. والراكب على الماشي .. وراكب الفرس على راكب الجمل .. والصغير على الكبير .. والأقل على الأكثر. وعن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أنه قال : إذا سلم عليكم اليهود فقولوا : وعليكم. أي وعليكم ما قلتم لأنهم كانوا يقولون : السام عليكم. وقال كثير يمدح علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه وكرم الله وجهه ـ يحييه ويحيي بيت أهل النبوة :

طبت بيتا وطاب أهلك أهلا

أهل بيت النبي والإسلام

رحمة الله والسلام عليكم

كلما قام قائم بسلام

** (لَقَدْ وُعِدْنا هذا نَحْنُ وَآباؤُنا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) : ورد هذا القول الكريم قاله تعالى على لسان الكافرين وهو نص الآية الكريمة الثامنة والستين .. المعنى : لقد وعدنا هذا ووعد آباؤنا من قبلنا أو من قبل وعد محمد به ما هذا الذي تخوفنا به من البعث إلا خرافات الأقدمين الذين سبقونا فحذف البدل المشار إليه «الذي تخوفنا به ..» وبعد حذف المضاف إليه «الضمير» «نا» ضمير المتكلمين بني المضاف «قبل» على الضم بعد انقطاعه عن الإضافة.

** (قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية والسبعين المعنى : بعض العذاب الذي تتعجلون وقوعه فحذف الموصوف «العذاب» كما حذف مفعول «تستعجلون» وهو «وقوعه».

٣٥٩

(فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ) (٥٦)

(فَما كانَ جَوابَ) : الفاء استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. جواب : خبر «كان» مقدم منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف والمصدر المؤول من «أن قالوا» أي قولهم في محل رفع اسم «كان».

(قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه ثان. إلا : أداة حصر لا عمل لها. أن : حرف مصدري.

(قالُوا أَخْرِجُوا آلَ) : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. أخرجوا : الجملة الفعلية وما بعدها في محل نصب مفعول به مقول القول ـ وهي فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. آل : أي أهل : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف.

(لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. من قريتكم : جار ومجرور متعلق بأخرجوا. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.

(إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد هنا التعليل و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إن». أناس : خبر «إن» مرفوع بالضمة المنونة. يتطهرون : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ـ نعت ـ لأناس وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى : لأنهم يتنزهون عن فعلنا.

٣٦٠