إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٧

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٧

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦٧

المبتدأ أو يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره : هم. والجملة الاسمية «هم الذين» في محل رفع خبر «أولئك».

(لَهُمْ سُوءُ الْعَذابِ) : الجملة الاسمية صلة الموصول لا محل لها. اللام حرف جر و«هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. سوء : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. العذاب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ) : هذا القول الكريم أعرب في الآية الكريمة الثالثة. و«الأخسرون» خبر «هم» الأول مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من حركة المفرد وهو بمعنى الأخسرون أعمالا أو أشد الناس خسرانا.

(وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ) (٦)

(وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ) : الواو استئنافية. إنك : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب اسم «إن» اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ تلقى : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. القرآن : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. والجملة الفعلية «تلقى القرآن» في محل رفع خبر «إن».

(مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ) : جار ومجرور متعلق بتلقى أو بحال من «القرآن» بمعنى : تعطى القرآن وحيا أي موحى به من عند وهو ظرف غير متمكن بمنزلة «عند» أو اسم لأول الغاية مكانا مبني على السكون في محل جر بمن وهو مضاف. حكيم : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. عليم : صفة ـ نعت ـ لحكيم ويعرب مثله.

(إِذْ قالَ مُوسى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ ناراً سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) (٧)

(إِذْ قالَ مُوسى لِأَهْلِهِ) : اسم مبني على السكون في محل نصب مفعول به بفعل محذوف تقديره : اذكر. قال : فعل ماض مبني على الفتح. موسى :

٣٠١

فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ولم ينون الألف لأن الاسم ممنوع من الصرف للعجمة. والجملة الفعلية «قال موسى» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد «إذ» لأهله : جار ومجرور متعلق بقال والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر بالإضافة بمعنى : لامرأته.

(إِنِّي آنَسْتُ ناراً) : الجملة المؤولة من «إن» مع اسمها وخبرها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل نصب اسم «إن». آنست : الجملة الفعلية : في محل رفع خبر «إن» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على الضم ـ في محل رفع فاعل. نارا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ) : السين : حرف تسويف للاستقبال القريب. آتيكم : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور. منها : جار ومجرور متعلق بآتيكم. بخبر : جار ومجرور في محل نصب لأنه في موضع المفعول به الثاني للفعل «آتي» المتعدي إلى مفعولين.

(أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ) : الجملة الفعلية معطوفة بحرف العطف للتخيير على جملة آتيكم بخبر» وتعرب إعرابها و«قبس» بدل من «شهاب» أو صفة ـ نعت ـ لشهاب لما فيه من معنى القبس وعلامة جر الاسمين الكسرة المنونة بمعنى سآتيكم منها بخبر عن الطريق لأنه قد ضل وتاه أو آتيكم بشعلة مضيئة منها.

(لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) : حرف مشبه بالفعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «لعل» والميم علامة جمع الذكور. تصطلون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لعل» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى لعلكم تستدفئون.

٣٠٢

(فَلَمَّا جاءَها نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها وَسُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٨)

(فَلَمَّا جاءَها) : الفاء استئنافية. لما : اسم شرط غير جازم بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بالجواب. جاء : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد «لما» وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو و«ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

(نُودِيَ أَنْ بُورِكَ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح بمعنى سمع مناديا يقول له. أن : بمعنى «أي» لأن النداء فيه معنى القول والمعنى قيل له. بورك : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح والجملة الفعلية «بورك» في محل رفع نائب فاعل للفعل نودي.

(مَنْ فِي النَّارِ) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل للفعل «بورك» بمعنى : زيد خير من في النار ونما بره. في النار : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : وجد .. والجملة الفعلية «وجد في النار» بمعنى في مكان النار صلة الموصول لا محل لها. وقد اختلف علماء اللغة حول «أن بورك» قال الزجاج أن : مخففة من «أن» الثقيلة واسمها ضمير الشأن التقدير : نودي أنه بورك و«أن» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل رفع نائب فاعل. وقال الزمخشري : أن : هي المفسرة لأن النداء فيه معنى القول أي قيل له بورك. وقال : لا يجوز أن تكون «أن» مخففة من «أن» الثقيلة أي بأنه بورك والضمير فيه ضمير الشأن لأنه لا بد من «قد» ولا يصح إضمار «قد» لأنها علامة لا تحذف.

(وَمَنْ حَوْلَها) : معطوف بالواو على «من في النار» ويعرب إعرابه بمعنى ومن حول مكانها و«حول» ظرف مكان منصوب على الظرفية وهو مضاف و«ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة ومعنى «مكانها» البقعة المباركة من أرض الشأم التي حصلت فيها.

٣٠٣

(وَسُبْحانَ اللهِ) : الواو عاطفة أي وقال موسى تعجيبا من ذلك الأمر وهو أن مكونه رب العالمين. سبحان مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب بفعل محذوف تقديره : أسبح وهو مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة بمعنى : وأنزه الله عن مشابهة المخلوقين.

(رَبِّ الْعالَمِينَ) : بدل من لفظ الجلالة أو نعت له مجرور وعلامة الجر الكسرة وهو مضاف. العالمين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(يا مُوسى إِنَّهُ أَنَا اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (٩)

(يا مُوسى) : أداة نداء. موسى : منادى بأداة النداء علم مفرد مبني على الضم المقدر على الألف للتعذر في محل نصب.

(إِنَّهُ أَنَا) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الشأن ـ مبني على الضم في محل نصب اسم إن والشأن : أنا الله. ويجوز أن يكون الهاء راجعا إلى ما دل عليه من قبله أي أن مكلمك أنا .. أي إني. أنا : ضمير منفصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

(اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) : لفظ الجلالة : خبر «أنا» مرفوع للتعظيم بالضمة. والجملة الاسمية «أنا الله» في محل رفع خبر «إن» أي الله الذي يناديك. العزيز الحكيم : صفتان ـ نعتان ـ للفظ الجلالة مرفوعان بالضمة أو يكون لفظ الجلالة بدلا من «أنا» على تقدير : إن مكلمك الذي يناديك هو الله.

(وَأَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يا مُوسى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ) (١٠)

(وَأَلْقِ عَصاكَ) : الواو استئنافية. ألق : فعل أمر مبني على حذف آخره ـ حرف العلة .. الياء ـ وبقيت الكسرة دالة على الياء المحذوفة والأصح أن تكون الواو عاطفة والفعل «ألق» معطوفا على «بورك» لأن المعنى : نودي أن بورك من في النار وأن ألق عصاك من يدك والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. عصاك : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة

٣٠٤

المقدرة على الألف للتعذر والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

(فَلَمَّا رَآها) : الفاء عاطفة بمعنى : فألقاها ولما رآها .. لما : اسم شرط غير جازم بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلقة بالجواب. رآها : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد «لما» وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه .. جوازا تقديره : هو و«ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به والفعل من الرؤية.

(تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من الضمير «ها» كأن : حرف مشبه بالفعل يفيد التشبيه وهو من أخوات «إن» و«ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «كأن» جان : خبر «كأن» مرفوع بالضمة المنونة بمعنى كأنها حية سريعة الحركات.

(وَلَّى مُدْبِراً) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. مدبرا : حال من فاعل «ولى» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : فر مذعورا وفاعل «ولى» ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

(وَلَمْ يُعَقِّبْ) : الواو عاطفة. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يعقب : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو بمعنى : ولم يرجع على عقبيه.

(يا مُوسى) : أداة نداء. موسى : منادى مبني على الضم المقدر على الألف للتعذر في محل نصب.

(لا تَخَفْ) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ لأن النداء فيه معنى القول أي قال الله تعالى له لا تخف. لا : ناهية جازمة. تخف : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير

٣٠٥

مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. أصله : تخاف. حذفت الألف تخفيفا ولالتقاء الساكنين.

(إِنِّي لا يَخافُ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ في محل نصب اسم «إن». لا : نافية لا عمل لها. يخاف : فعل مضارع مرفوع بالضمة والجملة الفعلية «لا يخاف لدي المرسلون» في محل رفع خبر «إن».

(لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ) : ظرف مكان بمعنى عندي مبني على السكون متعلق بيخاف وهو مضاف والياء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ في محل جر بالإضافة. المرسلون : فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد واللفظة جمع «مرسل» وهو اسم مفعول.

(إِلاَّ مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) (١١)

(إِلَّا مَنْ ظَلَمَ) : أداة استثناء. من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مستثنى بإلا ـ استثناء منقطعا ـ بمعنى : ولكن من ظلم نفسه منهم أي إلا من فرطت منه صغيرة. ظلم : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

(ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً) : حرف عطف. بدل : معطوفة على «ظلم» وتعرب مثلها. حسنا : مفعول به منصوب ببدل وعلامة نصبه الفتحة المنونة لانقطاعه عن الإضافة لأن التقدير والمعنى : ثم عقبها بعمل حسن أي بدل حسن التوبة.

(بَعْدَ سُوءٍ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. سوء : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى : بعد قبح الذنب.

(فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) : الفاء واقعة في جواب الشرط لأن «من» الاسم الموصول متضمن معنى الشرط. إني : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير

٣٠٦

الواحد المطاع في محل نصب اسم «إن». غفور رحيم : خبرا «إن» مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة المنونة ويجوز أن يكون «رحيم» صفة ـ نعتا ـ لغفور.

(وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آياتٍ إِلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ) (١٢)

(وَأَدْخِلْ يَدَكَ) : الواو عاطفة. أدخل : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. يدك : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح ـ في محل جر بالإضافة.

(فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ) : جار ومجرور متعلق بأدخل والكاف أعربت في «يدك» تخرج : الجملة الفعلية جواب شرط جازم مقدر التقدير : إن تدخل يدك تخرج. وهي فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب ـ الأمر ـ وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي.

(بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) : حال من ضمير «تخرج» منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم تنون الكلمة لأنها ممنوعة من الصرف «مؤنث ـ أبيض ـ منتهية» بألف ممدودة و«أبيض» على وزن «أفعل». من غير : جار ومجرور في محل نصب صفة ـ نعت ـ لبيضاء. سوء : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى من غير آفة أي مرض.

(فِي تِسْعِ آياتٍ) : تعرب إعراب «من غير سوء» والجار والمجرور متعلق بمحذوف تقديره : اذهب في تسع آيات أو بمعنى وأدخل يدك في جملة تسع آيات أو بمعنى : تخرج في تسع آيات .. أي تسع معجزات أو علامات.

(إِلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ) : جار ومجرور متعلق بمضمر بتقدير : أرسلناك بها إلى فرعون وعلامة جر الاسم الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة. وقومه : معطوف بالواو على «فرعون» مجرور مثله وعلامة جره الكسرة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر بالإضافة بمعنى : داعيا إياهم إلى عبادة الله وعدم الشرك به سبحانه.

٣٠٧

(إِنَّهُمْ كانُوا) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إن». كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة والجملة الفعلية «كانوا قوما فاسقين» في محل رفع خبر «إن».

(قَوْماً فاسِقِينَ) : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. فاسقين : صفة ـ نعت ـ للموصوف «قوما» منصوب مثله وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.

(فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ) (١٣)

(فَلَمَّا جاءَتْهُمْ) : الفاء عاطفة على فعل محذوف فذهب إليهم .. لما : اسم شرط غير جازم بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بالجواب. جاءت : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم.

(آياتُنا مُبْصِرَةً) : فاعل مرفوع بالضمة و«نا» ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية جاءتهم آياتنا .. في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد «لما» مبصرة : حال من «الآيات» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة والكلمة اسم فاعل بمعنى : تبصرهم.

(قالُوا) : الجملة الفعلية وما بعدها جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الاسمية بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(هذا سِحْرٌ مُبِينٌ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. سحر : خبر «هذا» مرفوع بالضمة المنونة. مبين : صفة ـ نعت ـ لسحر مرفوع مثله بالضمة المنونة.

٣٠٨

(وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) (١٤)

(وَجَحَدُوا بِها) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «قالوا» وتعرب إعرابها. بها : جار ومجرور متعلق بجحدوا أي وكذبوا.

(وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ) : الواو حالية والجملة الفعلية في محل نصب حال بمعنى وقد تحققت وعلمت أنفسهم وتيقنت بأن الآيات من عند الله تعالى. استيقنت : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها و«ها» ضمير متصل في محل نصب مفعول به مقدم. أنفس : فاعل مرفوع بالضمة. و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(ظُلْماً وَعُلُوًّا) : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب بفعل محذوف تقديره : وظلموا أنفسهم ظلما وعلامة نصبه الفتحة المنونة. وعلوا : معطوف بالواو على «ظلما» ويعرب إعرابه بمعنى : وعلوا علوا كبيرا وترفعا عن الإيمان بما حاء به موسى ـ عليه‌السلام.

(فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ) : الفاء استئنافية. انظر : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب خبر «كان» المقدم. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.

(عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) : اسم «كان» مرفوع بالضمة. المفسدين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من حركة المفرد والجملة الاسمية «كيف كان عاقبة المفسدين» في محل نصب مفعول به بانظر.

(وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً وَقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ) (١٥)

٣٠٩

(وَلَقَدْ آتَيْنا) : الواو استئنافية. اللام لام الابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. آتى : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(داوُدَ وَسُلَيْمانَ) : مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون لأنه اسم ممنوع من الصرف للعجمة على وزن ـ فاعول ـ لا تلحقه الألف واللام. وسليمان : معطوف بالواو على «داود» ويعرب إعرابه. وسبب منع الاسم من الصرف هو انتهاؤه بألف ولام زائدتين.

(عِلْماً وَقالا) : مفعول به ثان منصوب بالفعل «آتى» المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة المنونة. الواو عاطفة. قالا : فعل ماض مبني على الفتح والألف ضمير متصل ـ ضمير الاثنين الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «وقالا» معطوفة على جملة محذوفة بتقدير : فعملا به وقالا أو وشكرا الله على فضله وقالا. وقد أضمرت فاء السببية بالفعل المضمر واستعيض عنها بالواو.

(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ الحمد : مبتدأ مرفوع بالضمة. لله : جار ومجرور للتعظيم في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ. التقدير : الحمد مختص لله. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة لله.

(فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و«نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. على كثير : جار ومجرور متعلق بفضل.

(مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «كثير» و«من» حرف جر بياني. والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. المؤمنين : صفة ـ نعت ـ للعباد مجرور مثله وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من حركة المفرد.

٣١٠

(وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ وَقالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ) (١٦)

(وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ) : الواو عاطفة. ورث : فعل ماض مبني على الفتح. سليمان : فاعل مرفوع بالضمة. داود : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والاسمان ممنوعان من الصرف وحذف مفعول «ورث» الثاني اختصارا لأنه معلوم المعنى : وورثه النبوة والملك دون سائر بنيه التسعة عشر.

(وَقالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ) : الواو عاطفة. قال : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. يا : أداة نداء. أي : اسم منادى بأداة النداء مبني على الضم في محل نصب و«ها» زائدة للتنبيه. الناس : بدل من «أي» مرفوع على لفظ «أي» لا محله وعلامة رفعه الضمة.

(عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل. وجاء ضمير المتكلم على صيغة الجمع لأنه أراد نفسه وأباه. ويجوز أن يكون الضمير على صيغة العظماء والملوك. منطق : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الطير : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.

(وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «علمنا» وتعرب إعرابها. من كل : جار ومجرور متعلق بأوتي وهو في مقام المفعول. شيء : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى : ومنحنا كثرة ما أوتي أي من جميع النعم منحنا نصيبا غزيرا.

(إِنَّ هذا) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب اسم «إن».

(لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر «إن» اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع

٣١١

مبتدأ. الفضل : خبر «هو» مرفوع بالضمة. المبين : صفة ـ نعت ـ للفضل مرفوع مثله بالضمة.

(وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ) (١٧)

(وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ) : الواو استئنافية. حشر : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح بمعنى : وحشد. لسليمان : جار ومجرور متعلق بحشر وعلامة جر الاسم الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف. جنوده : نائب فاعل مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر بالإضافة.

(مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «جنوده» التقدير : حال كونهم من الجن .. و«من» حرف جر بياني. والإنس والطير : الاسمان معطوفان بواوي العطف على «الجن» مجروران مثله وعلامة جرهما الكسرة الظاهرة في آخرهما بمعنى : من أجناس الجن والإنس.

(فَهُمْ يُوزَعُونَ) : الفاء استئنافية. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يوزعون : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل بمعنى : يحسبون من قولهم : وزعت الجمع : بمعنى : حبست أولهم على آخرهم. والجملة الفعلية «يوزعون» في محل رفع خبر المبتدأ «هم».

** (وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة عشرة .. المعنى : جمع لسليمان هؤلاء الجنود فهم يتلاحقون .. و«الطير» جمع «طائر» وجمع «الطير» أي جمع الجمع هو «طيور» و«أطيار» وقال قطرب وأبو عبيدة : الطير أيضا يقع على الواحد ـ المفرد ـ كقوله تعالى في سورة «آل عمران» : (فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللهِ) ويخبرنا الله سبحانه وتعالى عن معجزة «سليمان» وعلمه في منطق الطير .. وفي الآية الكريمة السابقة. وقيل : المنطق : هو كل ما يصوت به من المفرد والمؤلف المفيد وغير المفيد. والذي علمه «سليمان» في منطق الطير هو ما يفهم بعضه من بعض من معانيه وأغراضه .. ويحكى أن «سليمان» مر على بلبل في شجرة يحرك رأسه ويميل ذنبه. فقال سليمان لأصحابه : أتدرون ما يقول؟ قالوا : الله ونبيه أعلم. قال : يقول : أكلت نصف تمرة فعلى الدنيا العفاء ـ أي الهلاك ـ وصاحت فاختة فأخبر أنها تقول : ليت ذا الخلق لم

٣١٢

يخلقوا .. وصاح طاوس فقال : يقول : كما تدين تدان. وصاح هدهد .. فقال : يقول : استغفروا الله يا مذنبين .. وصاح خطاف .. فقال : يقول : قدموا خيرا تجدوه .. وصاحت رخمة ـ من فصيلة النسر ومن الجوارح ـ فقال : تقول : سبحان ربي الأعلى ملئ سمائه وأرضه .. وصاح قمري ـ نوع من الحمام حسن الصوت ـ فأخبر «سليمان» أنه يقول : سبحان ربي الأعلى .. وتابع سليمان ـ عليه‌السلام ـ وهو يترجم أقوال أصناف أخرى من الطير .. فقال عن الحدأ ـ جمع حدأة وهو من الطيور الجوارح ـ : إنه يقول : كل شيء هالك إلا الله .. و«القطاة» تقول : من سكت سلم .. و«الببغاء» تقول : ويل لمن الدنيا همه .. و«الديك» يقول : اذكروا الله يا غافلين .. و«النسر» يقول : يا ابن آدم عش ما شئت آخرك الموت .. و«العقاب» يقول : في البعد عن الناس أنس .. و«الضفدع» يقول : سبحان ربي القدوس.

** (حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة عشرة .. وهنا جاء الضمير في (ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ) وهو ضمير المخاطبين بصيغة خطاب العقلاء لأن «النملة» صيغة القائلة .. و«النمل» صيغة المقول لهم كما يخاطب العقلاء .. جعلت مجرى خطاب أولي ـ أي أصحاب ـ العقل لأن قائل القول والمقول له يتم بين العقلاء .. أما جملة (لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ) فمعناها : لا يهلكنكم جنود سليمان وهم لا يشعرون بكم. ولكن جيء بما هو أبلغ ونحوه : عجبت من نفسي ومن إشفاقها. وقيل : كانت هذه النملة تمشي وهي عرجاء تتكاوس ـ أي تتباطأ في مشيها ـ وقيل : كان اسمها : طاخية. طخا الليل ـ يطخو ـ طخوا» بمعنى : أظلم. و«الطاخية» هي الظلمة الشديدة .. فنادت يا معشر النمل .. ويقال : إن «سليمان» سمع كلامها من ثلاثة أميال.

** (فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها) : ورد هذا القول الكريم في مطلع الآية الكريمة التاسعة عشرة .. المعنى : فشرع سليمان بالضحك من قول تلك النملة .. والتبسم : هو أول الضحك. قال المتنبي وهو يمدح سيف الدولة :

على قدر أهل العزم تأتي العزائم

وتأتي على قدر الكرام المكارم

تمر بك الأبطال كلمى هزيمة

ووجهك وضاح وثغرك باسم

يقال : هش الرجل إلى صاحبه ـ هشا : بمعنى : ضحك إليه. و«الهش» من كل شيء : هو ما فيه رخاوة .. وعن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ قال : إنا لنكشر ـ أي نضحك ونبتسم ـ في وجوه أقوام وإن قلوبنا لتلعنهم من البغض يعني أن آداب المجاملة تقتضي ذلك. وعن التبسم والتكشير قيل الكثير من الشعر .. قال أبو تمام :

قد قلصت شفتاه من حفيظته

فخيل من شدة التعبيس مبتسما

وشبه هذا القول قول المتنبي :

إذا رأيت نيوب الليث بارزة

فلا تظنن أن الليث يبتسم

والفعل «تبسم» ورد مرة واحدة في القرآن الكريم في الآية الكريمة المذكورة آنفا. وجاء لفظ «بسمة» في قول الشاعر :

وأيقنت أن الناس إلا أقلهم

هم النافثون السم في كل بسمة

٣١٣

و«النفث» شبيه بالنفخ وقال آخر :

فلا يغرنك ثغري بابتسامته

فرب شوك توارى خلف أزهار

وقال عنترة في معلقته :

لما رآني قد نزلت أريده

أبدى نواجذه لغير تبسم

يقول : لما رآني هذا الرجل وقد نزلت عن فرسي أريد قتله كشر عن أنيابه غير متبسم : أي لفرط كلوحه من كراهيته الموت قلصت شفتاه عن أسنانه .. وليس ذلك لتكلم أو لتبسم ولكن من الخوف .. ويروى البيت «لغير تكلم» بدلا من «لغير تبسم» والنواجذ : جمع ناجذ : وهي آخر الأضراس .. وللإنسان أربعة نواجذ في أقصى الأسنان بعد الأرحاء : جمع «رحى» أي الضرس. ويسمى ضرس الحلم .. لأنه ينبت بعد البلوغ وكمال العقل .. و«البسمة» من «البسم» كما أن الابتسامة من الابتسام. قال خلف بن خليفة :

أعاتب نفسي أن تبسمت خاليا

وقد يضحك الموتور وهو حزين

قال الشاعر ذلك وهو يرثي صاحبا له. و«الموتور» اسم مفعول يعني من قتل له قتيل فلم يدرك بدمه. ويقال : قهقه الرجل يقهقه قهقهة : أي اشتد ضحكه.

** (وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ) : المعنى : وأدخلني الجنة برحمتك مع جملة عبادك الصالحين من الأنبياء والرسل والأولياء فحذف المفعول به الثاني «الجنة» للفعل «أدخل» المتعدي إلى مفعولين كما حذف المضاف «جملة» وبقي المضاف إليه «عبادك».

** (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية والعشرين .. المعنى : فلبث الهدهد غائبا زمانا غير بعيد ثم جاء فقال لسليمان : علمت ما لم تعلمه وجئتك من مدينة سبأ في اليمن بخبر يقين .. وفي هذا القول «من سبأ بنبأ» تجانس لفظي بديع بين كلمتي «سبأ .. نبأ» وحذف المضاف «مدينة» أو «بني» وأقيم المضاف إليه «سبأ» مقامه ولهذا لم تمنع كلمة «سبأ» من الصرف لأنها جعلت اسما للحي أو الأب الأكبر.

** (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة والعشرين .. وجاء قول الله تعالى على لسان الهدهد لسليمان : أي قال الهدهد : يا نبي الله إني وجدت امرأة تملك بني سبأ ـ أي بلقيس بنت شراحبيل .. وقد أوتيت من كل شيء يحتاج إليه الملوك في ترفهم ولها سرير ملك عظيم «قيل : كان السرير من ذهب وفضة .. ومرصعا بالأحجار الكريمة .. وقيل : كان ثلاثين ذراعا في ثلاثين أو ثمانين في ثمانين» وكان أبوها ملك أرض اليمن كلها .. وقد ولده أربعون ملكا ولم يكن له ولد غيرها فغلبت على الملك .. وكانت هي وقومها مجوسا يعبدون الشمس. و«سبأ» : اسم قبيلة .. وسميت مدينة «مأرب» سبأ .. و«سبأ» في الأصل أي أصل اللقب هو اسم رجل من قحطان واسمه : عبد شمس .. وسبأ لقب له .. وإنما لقب به لأنه أول من سبأ وولد له عشرة أولاد : تيامن ستة ـ أي سكنوا اليمن ـ وهم حمير وكندة والأزد وأشعر وقشعم وبجيلة. وتشاءم أربعة وهم : لخم وجذام وعاملة وغسان. وقيل : إن «مأرب» اسم لقصر ذلك الملك. والقول الكريم «من سبأ بنبأ» من جنس الكلام الذي سماه المحدثون : البديع .. وهو ضرب من ضروب البلاغة العربية وهو من محاسن الكلام الذي يتعلق باللفظ بشرط

٣١٤

أن يجيء مطبوعا أو يصنعه عالم بجوهر الكلام يحفظ معه صحة المعنى وسداده .. ولقد جاء هاهنا زائدا على الصحة فحسن وبدع لفظا ومعنى. ولو وضع مكان «بنبأ» بخبر لكان المعنى صحيحا وهو كما جاء أصح لما في النبأ من الزيادة التي يطابقها وصف الحال. و«النبأ» هو الخبر الذي له شأن. و«سبأ» هو ابن يشجب بن قحطان أو ابن يعرب بن قحطان. فمن جعله اسما للقبيلة لم يصرفه ـ أي لم ينونه ـ ومن جعله اسما للحي أو الأب الأكبر صرفه ـ أي نونه ـ وقولهم : تفرقوا أيدي سبأ : معناه : صاروا أيدي سبأ : والمراد بالأيدي : الأولاد .. لأن الأولاد أعضاد الرجل لتقويته بهم. وجاء في المفصل : إن الأيدي : هي الأنفس كناية أو مجازا .. فأنهم لما عدوا النعمة نقمة .. والإحسان إساءة «جعلناهم أحاديث وفرقناهم في البلاد» فصار يضرب بهم المثل .. فيقال : تفرقوا أيدي سبأ وصاروا أيدي سبأ.

(حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (١٨)

(حَتَّى إِذا أَتَوْا) : حرف غاية للابتداء. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان مبني على السكون متضمن معنى الشرط خافض لشرطه متعلق بجوابه. أتوا : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «إذا» وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بواو الجماعة وبقيت الفتحة دالة على حذف الألف. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(عَلى وادِ النَّمْلِ) : جار ومجرور متعلق بأتوا وحذفت الياء من «واد» وأصله : وادي لأنه اسم منقوص نكرة مضاف تثبت ياؤه عند إضافته أو تحليته بالألف واللام وتحذف ياؤه إذا انقطع عن الإضافة وجرد من «أل» التعريف .. وهنا حذفت الياء خطا واختصارا والتقاء الساكنين. النمل : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وقد عدي الفعل «أتى» بعلى لأن معنى حرف الجر «على» هنا الاستعلاء لأن مرورهم كان من فوق فجيء بحرف الاستعلاء أو على معنى : أتينا على الشيء بمعنى بلغنا آخره أي المقصود قطع الوادي وبلوغ آخره.

(قالَتْ نَمْلَةٌ) : الجملة الفعلية وما بعدها جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل

٣١٥

لها. نملة : فاعل مرفوع بالضمة المنونة وما بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(يا أَيُّهَا النَّمْلُ) : أداة نداء. أي : اسم منادى مبني على الضم في محل نصب و«ها» للتنبيه. النمل : بدل من «أي» مرفوع على لفظ «أي» لا محله وعلامة رفعه الضمة. وجملة «ادخلوا مساكنكم» هي مقول القول.

(ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ) : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الافعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. مساكنكم : أي بيوتكم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.

(لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ) : لا : واقعة في جواب الطلب ـ الأمر ـ يحطمنكم : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ونون التوكيد لا محل لها والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم والميم علامة جمع الذكر بمعنى : لا يهلكنكم أو تكون «لا» ناهية بدلا من الأمر بمعنى : لا تكونوا حيث أنتم فيحطمنكم .. ويكون الفعل المضارع في محل جزم بلا الناهية. سليمان : فاعل مرفوع بالضمة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف. وجنوده : معطوف بالواو على «سليمان» مرفوع مثله بالضمة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر بالإضافة.

(وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. لا : نافية لا عمل لها. يشعرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «لا يشعرون» في محل رفع خبر «هم» بمعنى وهم لا يشعرون بكم.

(فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها وَقالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ) (١٩)

٣١٦

(فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً) : الفاء عاطفة على مسبب بمعنى فسمعها وتبسم و«تبسم» فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي سليمان. ضاحكا : حال من ضمير «تبسم» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : تبسم شارعا بالضحك وآخذا فيه يعني إنه قد تجاوز حد التبسم إلى الضحك.

(مِنْ قَوْلِها وَقالَ) : جار ومجرور متعلق باسم الفاعل «ضاحكا» و«ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. وقال : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «تبسم» وتعرب إعرابها. والجملة بعد «قال» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(رَبِّ أَوْزِعْنِي) : منادى بأداة نداء محذوفة للتوقير .. التقدير يا ربي وهو منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء المناسبة والياء المحذوفة خطا واختصارا ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل جر بالإضافة والكسرة دالة على الياء المحذوفة. أوزعني : فعل دعاء وتضرع بصيغة طلب مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. النون نون الوقاية لا محل لها والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل نصب مفعول به.

(أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ) : حرف مصدري ونصب. أشكر : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. نعمتك : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والكاف ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة بمعنى : اجعلني أوزع أي احتفظ بشكر نعمتك. والجملة الفعلية «أشكر نعمتك» صلة حرف مصدري لا محل لها و«أن» وما بعدها في تأويل مصدر في محل جر بحرف جر مقدر أي بشكر نعمتك .. والجار والمجرور متعلق بأوزعني.

(الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة ـ نعت ـ للنعمة. أنعمت : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي

٣١٧

فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ضمير الواحد المطاع سبحانه مبني على الفتح في محل رفع فاعل. علي : جار ومجرور متعلق بأنعمت أي أنعمت بها علي.

(وَعَلى والِدَيَّ) : الجار والمجرور معطوف بالواو على الجار والمجرور «علي» وهو متعلق بأنعمت أيضا وعلامة جر الاسم الياء لأنه مثنى أصله : والدين .. حذفت النون للإضافة والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل جر بالإضافة وشددت الياء لالتقاء الساكنين.

(وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً) : معطوف بالواو على «أن أشكر نعمتك» ويعرب إعرابه بمعنى ووفقني أن أعمل عملا صالحا فحذف المفعول به المنعوت «عملا» أي المصدر الواقع موقع المفعول وحل النعت ـ صالحا ـ محله.

(تَرْضاهُ) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ للموصوف المقدر «عملا» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

(وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «أوزعني» وتعرب إعرابها. برحمتك : جار ومجرور متعلق بأدخلني والكاف ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

(فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ) : يعرب إعراب «برحمتك» الصالحين : صفة ـ نعت ـ للعباد مجرور مثله وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من الحركة في الاسم المفرد.

(وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ) (٢٠)

(وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ) : الواو عاطفة. تفقد : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي سليمان. الطير : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. فقال : الجملة الفعلية معطوفة بالفاء على

٣١٨

جملة «تفقد» وتعرب مثلها. والجملة الاسمية بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ) : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. لي : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ. لا : نافية لا عمل لها. أرى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. الهدهد : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والجملة الفعلية «لا أرى الهدهد» في محل نصب حال من ضمير المتكلم. التقدير المعنى : كيف لا أرى الهدهد أي غير راء الهدهد قال سليمان ذلك بعد أن بحث عنه أهو حاضر ولست أراه لشيء يستره؟.

(أَمْ كانَ) : حرف عطف بمعنى «بل» وهي «أم» المنقطعة للاضراب. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو بمعنى : أحضر أم كان من الغائبين؟

(مِنَ الْغائِبِينَ) : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «كان» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من حركة المفرد وتنوينه.

(لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) (٢١)

(لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً) : اللام واقعة في جواب قسم مقدر والجملة بعده لا محل لها لأنها جواب القسم المقدر و«أعذبنه» فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ونون التوكيد لا محل لها والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. عذابا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. شديدا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «عذابا» وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : أعذبنه عذابا شديدا عقابا له على عدم حضوره أي غيابه.

(أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي) : حرف عطف للتخيير. لأذبحنه : معطوفة على «لأعذبنه» وتعرب إعرابها. أو ليأتيني : تعرب إعراب «أو لأذبحنه» والفاعل

٣١٩

ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل نصب مفعول به بمعنى أو يأتيني الهدهد بحجة واضحة يبين فيها سبب غيابه.

(بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) : جار ومجرور متعلق بيأتيني. مبين : صفة ـ نعت ـ لسلطان مجرور مثله وعلامة جرهما الكسرة المنونة.

(فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) (٢٢)

(فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ) : الفاء استئنافية. مكث : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي الهدهد. غير : حال من ضمير «مكث» بمعنى فلبث قريبا أو غائبا منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. بعيد : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة أو بمعنى : غير زمان بعيد فيكون على هذا التقدير : صفة لظرف زمان موصوف فحذف أي زمانا غير بعيد ثم عاد.

(فَقالَ) : الجملة الفعلية معطوفة بالفاء على جملة محذوفة بتقدير : ثم جاء أو ثم عاد فقال. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو والجملة الفعلية بعده «أحطت ..» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ

(أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ) : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل بمعنى : فقال الهدهد لسليمان : علمت والفعل هنا فعل لازم بمعنى : حصلت لي حقيقة العلم أو يكون متعديا على معنى علمت ما لم تعلمه يقال : أحاط بالشيء : أي علمه وأحاط به علما. الباء حرف جر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر لفظا وفي محل نصب محلا لأنه مفعول «أحطت» لم : حرف نفي وجزم وقلب. تحط : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره وحذفت الياء ـ أصله : تحيط ـ تخفيفا ولالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.

٣٢٠