إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٧

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٧

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦٧

** (إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة بعد المائة .. وقال أخوهم لأنه واحد منهم والمراد أخوهم في النسب أو الجنس لا إخوة دين وفي القول الكريم حذف مفعول «تتقون» اختصارا. المعنى : ألا تخافون عذاب الله أي ألا تحذرون بطش الله بكم؟ والمفعول المحذوف هو «عذاب الله ..» و«أخوهم» من الأسماء الخمسة و«الأخ» جمعه : «إخوة» و«إخوان» ولامه محذوفة أي أصله : أخو .. ولهذا يقال في التثنية أخوان أي برد الواو في التثنية. و«الإخوة» و«الإخوان» يلفظان بكسر الهمزة وضمها لغة أيضا. وعن هاتين اللفظتين ضربت الأمثال وقيل الشعر عنهما .. من هذه الأمثال : تناس مساوئ الإخوان يدم لك ودهم. وقال الشاعر :

إخوتي لا تبعدوا أبدا

وبلى والله قد بعدوا

ما أمر العيش بعدكم

كل عيش بعدكم نكد

أي شديد العسر.

ليت شعري كيف شربكم

إن شربي بعدكم ثمد

أي قليل.

وتكون الجملة الاسمية في البيت الثالث «كيف شربكم» في محل نصب مفعولا به للمصدر «شعري» بمعنى «شعوري» وقيل : فقد الإخوان غربة. وقال الشاعر :

وإني غريب بين بست وأهلها

وإن كان فيها أسرتي وبها أهلي

وما غربة الإنسان في غربة النوى

ولكنها والله في عدم الشكل

** (قالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ) : هذا هو نص الآية الكريمة الحادية عشرة بعد المائة .. المعنى : كيف نتبعك ونصدقك أو أنؤمن لك وقد اتبعك الفقراء والجاهلون وقيل : الأردءون أو الدنيئون من الفقراء .. يقال : رذل الشيء ـ بضم الذال .. من باب «ظرف» و«الرذل» هو الدون الخسيس وجمعه رذال .. ورذال كل شيء : هو رديئه. والمصدر : رذالة ورذولة ويجمع «الرذل» على أرذل وأراذل أيضا و«الرذال» ـ بضم الراء ومثله «الرذالة» هو الذي انتقي جيده وبقي أرذله.

** (فَأَنْجَيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة عشرة بعد المائة و«الفلك» بمعنى «السفينة» وهو واحد ـ مفرد ـ وجمع يذكر ويؤنث وفي هذه الآية الكريمة .. ذهب باللفظة إلى معنى «المركب» ولهذا قال المشحون .. لأنها مفرد ومذكر وقيل اللفظتان تؤديان إلى معنى واحد.

** (إِنْ هذا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة والثلاثين بعد المائة التقدير والمعنى : ما هذا الذي نحن عليه من الدين أو ما هذا الذي جئت به من الكذب أو ما هذا الذي نحن عليه من الحياة أو الموت والأخلاق إلا خلق الأقوام السابقين. فحذف الموصوف «الأقوام» كما حذف المشار إليه «الذي».

(وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (١٠٤)

هذه الآية الكريمة مكررة للتوكيد أعربت في الآيتين الكريمتين التاسعة والثامنة والستين.

٢٤١

(كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ) (١٠٥)

(كَذَّبَتْ قَوْمُ) : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. قوم : فاعل مرفوع بالضمة.

(نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة ولم يمنع من الصرف رغم عجمته لأنه اسم ثلاثي أوسطه ساكن ولخفته. المرسلين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والمفرد في الاسم المفرد.

(إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ) (١٠٦)

(إِذْ قالَ) : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بكذبت بمعنى حين. قال : فعل ماض مبني على الفتح.

(لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ) : اللام حرف جر و«هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بقال. أخو : فاعل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الخمسة و«هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة. والجملة الفعلية «قال لهم أخوهم» في محل جر بالإضافة. نوح : عطف بيان أو بدل من «أخوهم» مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة المنونة والجملة الفعلية بعده «ألا تتقون» في محل نصب مفعول به بقال ـ مقول القول ـ.

(أَلا تَتَّقُونَ) : الهمزة همزة توبيخ بلفظ استفهام. لا : نافية لا عمل لها و«ألا» تفيد الحث على التقوى. تتقون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) (١٠٧)

(إِنِّي لَكُمْ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إن» والجار والمجرور «لكم» متعلق برسول ـ على تأويل فعله ـ أو بحال مقدمة منه والميم علامة جمع الذكور.

٢٤٢

(رَسُولٌ أَمِينٌ) : خبر «إن» مرفوع بالضمة المنونة. أمين : صفة ـ نعت ـ لرسول مرفوع مثله بالضمة المنونة والمخاطبون هم قومه. أي يا قومي إني لكم منه سبحانه رسول أمين عليكم.

(فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ) (١٠٨)

(فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ) : الفاء سببية. اتقوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الله لفظ الجلالة : مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة بمعنى : فاحذروا وخافوا عذاب الله. وأطيعوا : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «اتقوا» وتعرب مثلها. النون نون الوقاية لا محل لها والكسرة دالة على حذف الياء خطا واختصارا ولأنها رأس آية ـ أي مراعاة لفواصل الآيات. وهي أي الياء المحذوفة ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. وحذف جواب الطلب «أطيعوا». التقدير : إن تطيعوني أهدكم بما يؤدي إلى طريق سعادتكم.

(وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ) (١٠٩)

(وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. أسأل : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور. عليه : جار ومجرور متعلق باسأل أي على هذا الأمر وما أنا فيه يعني دعاءه ونصحه.

(مِنْ أَجْرٍ) : حرف جر زائد للتأكيد. أجر : اسم مجرور لفظا بحرف الجر الزائد منصوب محلا لأنه مفعول به ثان لأسأل.

(إِنْ أَجْرِيَ) : مخففة مهملة بمعنى «ما» وهي نافية. أجري : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء المناسبة والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل جر بالإضافة.

٢٤٣

(إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ) : أداة حصر لا عمل لها. على رب : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ «أجري». العالمين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ) (١١٠)

هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة الثامنة بعد المائة أي قال وأكرر لكم قولي اتقوا .. وكرر القول للتأكيد وتقرير ذلك في نفوسهم .. في الأولى جعل كونه أمينا وفي الثانية حسم طمعه عنهم.

(قالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ) (١١١)

(قالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الفعلية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ الهمزة همزة إنكار وتعجيب بلفظ استفهام. نؤمن : فعل مضارع مرفوع بالضمة وعدي الفعل باللام بدلا من الباء لأن المخاطب بشر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. لك : جار ومجرور متعلق بنؤمن.

(وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ) : الواو حالية. والجملة الفعلية بعدها في محل نصب حال وهي فعل ماض مبني على الفتح والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم. الأرذلون : فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته أي كيف نتبعك والحال أن اتبعك الفقراء.

(قالَ وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) (١١٢)

(قالَ وَما عِلْمِي) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ الواو استئنافية. ما : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. علمي : خبر «ما» مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء منع من

٢٤٤

ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء المناسبة والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل جر بالإضافة بمعنى : وأي شيء علمي.

(بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) : الباء حرف جر و«ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بعلمي. كانوا : الجملة الفعلية مع الخبر صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. يعملون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به التقدير : بما كانوا يعملونه. أو تكون «ما» مصدرية والجملة الفعلية بعدها صلة حرف مصدري لا محل لها و«ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالباء. التقدير : وما مبلغ علمي بعملهم .. المراد : انتفاء علمه بإخلاص أعمالهم لله واطلاعه على سر أمرهم وباطنه.

(إِنْ حِسابُهُمْ إِلاَّ عَلى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ) (١١٣)

(إِنْ حِسابُهُمْ إِلَّا) : مخففة مهملة بمعنى «ما» نافية. حساب : مبتدأ مرفوع بالضمة و«هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى وما حسابهم. إلا : أداة حصر لا عمل لها.

(عَلى رَبِّي) : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ. والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(لَوْ تَشْعُرُونَ) : حرف شرط غير جازم. تشعرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وحذف مفعوله بمعنى لو تشعرون ذلك أو لو تشعرون أن ربي يعلم بواطن الأمور. وحذف جواب «لو» اختصارا .. التقدير : لو تشعرون ذلك لعلمتم ذلك ولكنكم تجهلون.

٢٤٥

(وَما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ) (١١٤)

(وَما أَنَا) : الواو عاطفة. ما : نافية بمنزلة «ليس» أي تعمل عملها عند أهل الحجاز «ما الحجازية» ونافية لا عمل لها في لغة أهل نجد .. بني تميم. أنا : ضمير منفصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل رفع اسم «ما» على اللغة الأولى .. ومبتدأ على اللغة الثانية.

(بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ) : الباء حرف جر. طارد : اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر «ما» أو مرفوع محلا على أنه خبر المبتدأ «أنا» وكلمة «طارد» اسم فاعل أضيف إلى مفعوله «المؤمنين». المؤمنين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته .. ولو كان اسم الفاعل «طارد» منونا لانتصبت كلمة «المؤمنين» لأنها تكون مفعول اسم الفاعل المعنى : ولست بطارد المؤمنين من مجلسي.

(إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ) (١١٥)

(إِنْ أَنَا) : مخففة من «إن» مهملة نافية بمعنى «ما». أنا : ضمير منفصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

(إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ) : أداة حصر لا عمل لها. نذير : خبر «أنا» مرفوع بالضمة المنونة. مبين : صفة ـ نعت ـ لنذير مرفوع مثله بالضمة المنونة. و«نذير» فعيل بمعنى فاعل أي منذر.

(قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ) (١١٦)

(قالُوا) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ) : الجملة وما بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ اللام موطئة للقسم ـ اللام المؤذنة ـ إن : حرف شرط جازم. لم : حرف نفي وجزم وقلب. تنته : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف آخره

٢٤٦

ـ حرف العلة .. الياء ـ وبقيت الكسرة دالة عليها والفعل في محل جزم بإن لأنه فعل الشرط. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. وجملة «إن لم تنته» اعتراضية بين القسم المحذوف وجوابه لا محل لها.

(يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ) : أداة نداء. نوح : منادى بأداة النداء مبني على الضم في محل نصب لأنه اسم علم مفرد. اللام واقعة في جواب القسم المقدر. تكونن : فعل مضارع ناقص مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والنون لا محل لها والجملة الفعلية «لتكونن من المرجومين» جواب القسم المقدر لا محل لها وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم أو يكون جواب القسم قد سد مسد الجوابين.

(مِنَ الْمَرْجُومِينَ) : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «تكون» واسم «تكون» ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت وعلامة جر الاسم «المرجومين» الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد بمعنى : لئن لم ترجع عن دعواك هذه وسب آلهتنا لنقتلك رميا بالحجارة.

(قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ) (١١٧)

(قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي) : أعرب في الآية الكريمة الثانية عشرة. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. قومي : اسم «إن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل جر بالإضافة.

(كَذَّبُونِ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. النون نون الوقاية لا محل لها والياء المحذوفة خطا واختصارا ولأنها رأس آية ـ مراعاة فواصل الآيات ـ في محل نصب مفعول به. والكسرة دالة على الياء المحذوفة.

(فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (١١٨)

٢٤٧

(فَافْتَحْ بَيْنِي) : الفاء استئنافية. افتح : فعل دعاء وتضرع بصيغة طلب مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت بمعنى فاحكم. بيني : ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بافتح وهو مضاف وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها حركة الياء المناسبة والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً) : معطوف بالواو على «بيني» ويعرب إعرابه و«هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة وعلامة نصب الظرف «بين» الفتحة الظاهرة. فتحا : مفعول مطلق منصوب بالفتحة المنونة.

(وَنَجِّنِي وَمَنْ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «افتح» وتعرب إعرابها. النون نون الوقاية لا محل لها والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. الواو حرف عطف. من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب لأنه معطوف على الضمير المنصوب ياء المتكلم في «نجني».

(مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) : ظرف مكان منصوب على الظرفية بمعنى المصاحبة والاجتماع متعلق بفعل محذوف تقديره : آمن وهو مضاف والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية «آمن معي» صلة الموصول لا محل لها. من المؤمنين : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «من» التقدير : حال كونهم من المؤمنين و«من» حرف جر بياني وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم.

(فَأَنْجَيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) (١١٩)

(فَأَنْجَيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ) : الفاء سببية عاطفة على محذوف تقديره : فأنجبنا دعاءه وأنجيناه. أنجى : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. الواو عاطفة. من معه : تعرب إعراب «ومن معي» في

٢٤٨

الآية الكريمة السابقة والهاء ضمير الغائب مبني على الضم في محل جر بالإضافة بمعنى : ومن آمن وركب معه في السفينة.

(فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) : جار ومجرور متعلق بركب ـ صلة الموصول ـ المشحون : صفة ـ نعت ـ للفلك مجرور مثله بالكسرة.

(ثُمَّ أَغْرَقْنا بَعْدُ الْباقِينَ) (١٢٠)

(ثُمَّ أَغْرَقْنا) : حرف عطف. أغرقنا : معطوفة على «أنجينا» وتعرب إعرابها.

(بَعْدُ الْباقِينَ) : ظرف زمان مبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة في محل نصب متعلق بأغرقنا بمعنى بعد ذلك أي بعد إنجائهم يعني بعد أن نجينا نوحا ومن ركب معه وآمن من المؤمنين في السفينة المشحونة من كل صنف اثنين والظرف «بعد» على هذا التقدير منصوب وعلامة نصبه الفتحة وبعد انقطاعه عن الإضافة بني آخره على الضم. الباقين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم.

(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) (١٢١)

هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة الثامنة وكررت في الآية الكريمة السابعة والستين.

(وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (١٢٢)

هذه الآية الكريمة أعربت في الآيتين التاسعة والثامنة والستين.

(كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ) (١٢٣)

(كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ) : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. عاد : فاعل مرفوع بالضمة المنونة وأنث الفعل على معنى «القبيلة» و«عاد» اسم رجل من العرب الأولى وبه سميت القبيلة قوم هود. المرسلين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد «المرسل» وهو اسم مفعول.

٢٤٩

(إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ) (١٢٤)

هذه الآية الكريمة تعرب إعراب الآية الكريمة السادسة بعد المائة و«أخوهم» بمعنى في النسب لا في الدين.

(إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) (١٢٥)

هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة السابعة بعد المائة.

(فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ) (١٢٦)

هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة الثامنة بعد المائة.

(وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ) (١٢٧)

هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة التاسعة بعد المائة بمعنى وما أسألكم على هدايتكم الطريق القويم أجرا.

(أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ) (١٢٨)

(أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ) : الألف ألف إنكار بلفظ استفهام. تبنون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. بكل : جار ومجرور متعلق بتبنون. ريع : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى أتبنون بكل مكان مرتفع.

(آيَةً تَعْبَثُونَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى علما لهدي الناس إلى الطريق. تعبثون : تعرب إعراب «تبنون» والجملة الفعلية «تعبثون» في محل نصب حال من ضمير «تبنون» بمعنى عابثين أي لمعاكسة الناس والاعتداء عليهم.

(وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ) (١٢٩)

(وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ) : الواو عاطفة. تتخذون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. مصانع : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن «مفاعل» بمعنى : وتتخذون قصورا فخمة لسكناكم.

٢٥٠

(لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ) : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إن» للترجي ويفيد هنا التشبيه بمعنى كأنكم. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «لعل» والميم علامة جمع الذكور. تخلدون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لعل» وتعرب إعراب «تتخذون». وفي الكلام تأنيب لهم بمعنى : ترجون الخلود في الدنيا أو تشبه حالكم حال من كأنه سيخلد في حين أنتم فانون.

(وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ) (١٣٠)

(وَإِذا بَطَشْتُمْ) : الواو استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمن مبني على السكون متضمن معنى الشرط خافض لشرطه متعلق بجوابه. بطشتم : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف .. وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور.

(بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب وتعرب إعراب «بطشتم» الأولى : جبارين : حال من ضمير المخاطبين في «بطشتم» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد بمعنى وإذا أخذتم بسوط أو سيف كان ذلك ظلما أي بعنف وقسوة.

(فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ) (١٣١)

هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة الثامنة بعد المائة.

(وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ) (١٣٢)

(وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ) : أعربت في الآية الكريمة السابقة. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به باتقوا بمعنى : واتقوا الله الذي وعلى هذا المعنى يكون الاسم الموصول صفة لمفعول «اتقوا»

٢٥١

لفظ الجلالة ولم يذكر في هذه الآية الكريمة لأنه معلوم من الآية الكريمة السابقة. أمدكم : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور بمعنى : الذي أعطاكم أو أنعم عليكم بما تعملون من مواهب.

(بِما تَعْلَمُونَ) : الباء حرف جر و«ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بأمد. تعلمون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير بما تعلمونه بمعنى : وخافوا الله الذي زودكم من النعم بما تعلمونه.

(أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ) (١٣٣)

(أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ) : أعربت في الآية الكريمة السابقة. بأنعام : جار ومجرور متعلق بأمد بمعنى : بمواش وإبل. وبنين : معطوف بالواو على «أنعام» بمعنى وأعطاكم الأولاد مجرور بالباء وعلامة جره الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته والجملة الفعلية في هذه الآية الكريمة لا محل لها من الإعراب لأنها بدل من الجملة الفعلية ـ صلة الموصول ـ في الآية الكريمة السابقة.

(وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) (١٣٤)

(وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) : الواو عاطفة. جنات : مجرور بالباء بمعنى وأمدكم أو وزودكم ببساتين وأنهار جارية وهي معطوفة على ما قبلها في الآية الكريمة السابقة. وعيون : معطوفة بالواو على «جنات» مجرورة مثلها وعلامة جرهما ـ المعطوف والمعطوف عليه ـ الكسرة المنونة.

(إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) (١٣٥)

٢٥٢

(إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل نصب اسم «إن». أخاف : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. عليكم : جار ومجرور متعلق بأخاف والميم علامة جمع الذكور.

(عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. يوم : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. عظيم : صفة ـ نعت ـ ليوم مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى عظيم الأهوال.

(قالُوا سَواءٌ عَلَيْنا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ) (١٣٦)

(قالُوا سَواءٌ عَلَيْنا) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الاسمية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ سواء : خبر مقدم مرفوع بالضمة المنونة. على : حرف جر و«نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بسواء بمعنى : استوى عندنا وعظك وعدم وعظك فإننا لدعوتك مكذبون.

(أَوَعَظْتَ) : الهمزة همزة التسوية. وعظت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل وحذف مفعوله اختصارا .. التقدير : أوعظتنا.

(أَمْ لَمْ تَكُنْ) : حرف عطف. وهي «أم» المتصلة لأنها مسبوقة بهمزة التسوية والجملة الفعلية «وعظت» بتأويل مصدر في محل رفع مبتدأ مؤخر. لم : حرف نفي وجزم وقلب. تكن : فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره وحذفت الواو ـ أصله : تكون ـ تخفيفا ولالتقاء الساكنين واسمها ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنت. والجملة الفعلية «لم تكن من الواعظين» بتأويل مصدر في محل رفع معطوف على المصدر المؤول من الجملة الأولى .. التقدير : عدم وعظك.

٢٥٣

(مِنَ الْواعِظِينَ) : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «تكن» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من الحركة والتنوين في الاسم المفرد.

(إِنْ هذا إِلاَّ خُلُقُ الْأَوَّلِينَ) (١٣٧)

(إِنْ هذا) : مخففة مهملة بمعنى «ما» النافية. هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

(إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ) : أداة حصر لا عمل لها. خلق : خبر المبتدأ «هذا» مرفوع بالضمة. الأولين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من حركة المفرد وتنوينه بمعنى إلا عادة لم يزل عليها الناس في قديم الدهر.

(وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ) (١٣٨)

(وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ) : الواو عاطفة. ما : نافية بمنزلة «ليس» أي تعمل عملها في لغة الحجاز «ما .. الحجازية» ونافية لا عمل لها في لغة أهل نجد .. بني تميم. نحن : ضمير منفصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «ما» على اللغة الأولى .. ومبتدأ على اللغة الثانية. الباء حرف جر زائد للتوكيد. معذبين : اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر «ما» وفي محل رفع خبر المبتدأ «نحن» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. المعنى : ولسنا بمعذبين بعد موتنا إذ لا بعث بعد الموت والكلمة جمع «معذب» وهو اسم مفعول.

(فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْناهُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) (١٣٩)

(فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْناهُمْ) : الفاء استئنافية. كذبوه : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به الفاء سببية. أهلك : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم

٢٥٤

المسند إلى الواحد المطاع و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به.

(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) : هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة الثامنة وكررت في الآية السابعة والستين والآية الكريمة الثالثة بعد المائة.

** (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة التاسعة والثلاثين بعد المائة التقدير والمعنى : إن في ذلك الإهلاك لعبرة وعظة وحذف النعت أو البدل المشار إليه «الإهلاك» لأن ما قبله «فأهلكناهم» دال عليه .. أي فلما كذبوا هودا أهلكناهم بريح صرصر جزاء تكذيبهم و«آية» بمعنى : عبرة وعظة أو علامة يتناقلها الناس إلى اليوم.

** (كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والأربعين بعد المائة .. المعنى : كذبت قبيلة ثمود رسولهم صالحا وعبر عنه بصيغة الجمع «المرسلين» وهو مرسل واحد «صالح» لأن من كذب رسولا فقد كذب جميع الرسل وتكرر هذا القول بهذا المعنى في آيات الله البينات ولا سيما في هذه السورة الشريفة. وأنث الفعل «كذبت» مع الفاعل «ثمود» لأنه بتأويل القبيلة ولهذا لم ينون آخر اللفظة أيضا للمعرفة والتأنيث وتكون اللفظة مذكرة إذا أريد بها اسم الجد الأكبر أو الأب. وقال «أخوهم» في الآية الكريمة التالية أي أخوهم في القبيلة والنسب لا في الدين.

** (وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة والأربعين بعد المائة .. المعنى : وزروع ونخل ثمرها لطيف لين منكسر لأن طلع النخل هو بمنزلة العنقود بالنسبة لأشجار الكروم .. وهضيم : بمعنى : داخل بعضه في بعض .. يقال : هضم ـ يهضم ـ هضما من باب «ضرب» أي دفعه عن موضعه فانهضم .. وقيل : هضمه : بمعنى : كسره .. وهضمه حقه : أي نقصه .. وهضمت لك من حقي كذا : بمعنى : تركت وأسقطت .. وطلع هضيم : أي دخل بعضه في بعض.

** (الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية والخمسين بعد المائة وفيه حذف مفعول «يصلحون» اختصارا لأن ما قبله دال عليه أي ولا يصلحون ما أفسدوه بالتوبة.

** (وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية السادسة والخمسين بعد المائة المعنى : إن أصبتم الناقة بسوء أخذكم عذاب يوم عظيم الهول .. وفي هذا القول الكريم عظم اليوم لحلول العذاب فيه ووصف اليوم به أبلغ من وصف العذاب لأن الوقت إذا عظم بسببه كان موقعه من العظم أشد. وبعد حذف المضاف إليه «الهول» نون آخر المضاف «عظيم».

** (إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والستين بعد المائة .. المعنى : واذكر حين قال لهم أخوهم لوط ـ أخوهم في السكن والبلد لا في الدين والنسب ألا ترهبون عذاب الله بترك عبادة الأصنام فحذف مفعول «تتقون» اختصارا لأنه معلوم وهو «عذاب الله» و«لوط» هو ابن أخي إبراهيم من بابل.

٢٥٥

** (أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة والستين بعد المائة .. المعنى : أف لكم أتأتون الذكور .. و«الذكران» جمع «ذكر» والإتيان هنا كناية عن الفسق بالغلمان .. و«الذكر» هو خلاف «الأنثى» وجمعه : ذكور .. ذكورة .. وذكران. قال الفيومي : ولا يجوز جمعه بالواو والنون فإن ذلك مختص بالعلم العاقل والوصف الذي يجمع مؤنثه بالألف والتاء وما شذ من ذلك فمسموع لا يقاس عليه .. و«الذكورة» خلاف «الأنوثة» أما لفظة «التذكير» فهي الوعظ و«الذكر» العلاء والشرف .. وتذكير الاسم في اصطلاح النحاة معناه لا يلحق الفعل وما أشبهه علامة التأنيث والتأنيث بخلافه فيقال : قام زيد وقعدت هند وهند قاعدة .. فإن اجتمع المذكر والمؤنث فإن سبق المذكر ذكرت وإن سبق المؤنث أنثت فتقول : عندي ستة رجال ونساء وعندي ست نساء ورجال وشبهوه بقولهم : قام زيد وهند وقامت هند وزيد فقد اعتبر السابق فبني اللفظ عليه .. ومن معاني «الذكر» أيضا : الصيت والثناء.

** (قالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة والستين بعد المائة. المعنى : قال لوط لقومه إني لعملكم القبيح من المبغضين الكارهين .. وقوله «من القالين» أبلغ من قوله «قال» لأنه في هذه الحالة يكون معدودا في زمرتهم ـ حاشاه عليه‌السلام ـ يقال : قلاه ـ يقلوه ـ قلا وقلا ـ بكسر القاف وفتحها ـ من بابي «ضرب» و«قتل» ومثله قلا اللحم في المقلى : أي أنضجه .. وهو الإنضاج ومضارعه : يقليه .. وقليه ـ يقلاه ـ قليا : أي أنضجه وبمعنى : كرهه أيضا. و«المقلى» بوزن «مفعل» اسم آلة وقد يقال : مقلاة واللحم وغيره مقلي ـ بالياء ـ ومقلو ـ بالواو ـ والفاعل : قلاء ـ بتشديد اللام لأنه صنعة كالعطار والنجار .. أما «قلي» نحو : قليت الرجل ـ أقليه فمعناه : أبغضته وهو من باب «رمى» و«تعب» لغة وعودة إلى قوله «من القالين» الذي يشبه القول : فلان من العلماء .. أبلغ من القول : فلان عالم .. لأنك تشهد له بكونه معدودا في زمرة العلماء ومعروفة مساهمته لهم في العلم. وقوله «من القالين» يسمى عدولا عن التعبير بالفعل إلى التعبير بالصفة المشتقة ثم جعل الموصوف بها واحدا مع جمع وهذا كثيرا ما ورد في القرآن الكريم وخصوصا في سورة «الشعراء» ومثله في هذه السورة الشريفة قوله على لسان فرعون : «لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين» أي لئن اتخذت يا موسى إلها غيري لأسجننك .. وقوله تعالى على لسان قوم نوح «قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين» أي لئن لم ترجع عن دعواك هذه لنرجمنك كالمجرمين .. و«الرجم» هو القتل رميا بالحجارة .. وقوله تعالى على لسان قوم هود : «قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين» في حين قال تعالى في سور أخرى غير سورة الشعراء القول الكريم المشابه .. ففي سورة «التوبة» : «ذرنا نكن مع القاعدين» بمعنى اتركنا مع الذين قعدوا عن الجهاد .. وقوله عزوجل : «رضوا بأن يكونوا مع الخوالف» أي مع النساء .. وهي جمع «خالفة» وأصل «الخالفة» هو عمود الخيمة المتأخر ويكنى بها عن المرأة لتخلفها عن المرتحلين إلى الجهاد. وأمثال ذلك كثير .. والسر في ذلك ـ والله أعلم ـ أن التعبير بالفعل إنما يفهم وقوعه خاصة ، وأما التعبير بالصفة ثم جعل الموصوف بها واحدا من جمع فإنه يفهم أمرا زائدا على وقوعه وهو أن الصفة المذكورة كالسمة لموصوف ثابت العلوق به كأنما لقب وكأنه من طائفة صارت كالنوع المخصوص المشهور ببعض السمات

٢٥٦

الرديئة. جاء في الحديث : العالم والمتعلم شريكان في الخير .. وقيل : إن تجالس العلماء فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول. قال لقمان لابنه : لا كنز أنفع من العلم ولا شيء أربح من الأدب. وقيل : خبر العلم ما حضرك : أي ما حضرك عند الحاجة إليه فتستطيع إيراده في موضعه. وقال الشاعر أو الأسود الدؤلي :

يا أيها الرجل المعلم غيره

هلا لنفسك كان ذا التعليم

تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى

كيما يصح به وأنت سقيم

لا تنه عن خلق وتأتي مثله

عار عليك إذا فعلت عظيم

وعلى ذكر «الدواء» فقد قالت العرب عن «الداء» الذي يعالج بالدواء : إذا أعيا الداء الأطباء فهو عياء : أي صعب لا دواء له .. وإذا اشتدت وطأته على مر الأيام فهو عضال ـ بضم العين ـ أي شديد .. وإذا كان لا دواء له فهو عقام : أي لا يبرأ منه .. وإذا لازم الداء المريض زمنا طويلا فهو مزمن .. وإذا ظهر بعد خفائه فهو دفين .. صيغة فعيل .. بمعنى مفعول ـ.

** (فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السبعين بعد المائة .. التقدير والمعنى : فنجيناه وأهله أي وأهل بيته ومن آمن معه أجمعين وبعد حذف المضاف إليه الأول «بيت» أضيف المضاف «أهل» إلى ضمير الغائب ـ الهاء ـ المضاف إليه الثاني فصار : وأهله و«أجمعين» مفرده : أجمع .. وهو واحد ـ مفرد ـ في معنى جمع وليس له مفرد من لفظه ومؤنثه : جمعاء.

** (إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والسبعين بعد المائة المعنى : إلا امرأة عجوزا غابرة بمعنى : مقدرا غبورها أو بقاؤها في الهلاك والعذاب وهي امرأة «لوط» كانت في الباقين في العذاب مع الهالكين لكفرها. وفي هذا القول الكريم حذف الموصوف اختصارا «امرأة» وأقيمت الصفة «عجوزا» مقامه و«العجوز» هي المرأة الكبيرة تلفظ من غير «هاء» أي لا يقال : عجوزة لأن هذه اللفظة لفظة عامية .. قال ابن السكيت لا يؤنث بالهاء أي «العجوز» المرأة المسنة وقال ابن الأنباري : ويقال أيضا : عجوزة بالهاء لتحقيق التأنيث وروي عن يونس أنه قال : سمعت العرب تقول : عجوزة ـ بالهاء ـ والجمع : عجائز وعجز ـ بضم العين والجيم ـ وعجزت ـ من باب ضرب ـ دخل : صارت عجوزا.

** (وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة والسبعين بعد المائة .. المعنى : ودمرنا الباقين بأن أمطرنا عليهم مطرا من حجارة .. فبئس مطر المنذرين مطرهم .. و«المنذرين» اسم مفعول .. بمعنى الذين أنذروا ولم يرتدعوا وهم المخوفون .. يقال : مطرت السماء ـ تمطر ـ مطرا من باب «نصر» وأمطرت أيضا وأمطرها الله ومنه القول : قد مطرنا .. والسماء ماطرة ـ اسم فاعل أي ماطرة في الرحمة .. قال الأزهري : يقال : نبت البقل وأنبت كما يقال : مطرت .. وقيل : وأمطرت فقط في العذاب ثم سمي القطر بالمصدر ويقال : وقع المطر يقع وقعا : بمعنى : نزل .. قالوا : ولا يقال : سقط المطر .. هذا ما ذكره الفيومي .. والفعلان «وقع» و«سقط» بمعنى واحد أي كل منهما يؤدي معنى الآخر إلا أنهما يختلفان في بعض المواقع أي يأتي أحدهما في موضع لا يجوز مجيء الآخر في الموضع نفسه .. كما في مثال المطر .. ويقال : سقط الولد من بطن أمه سقوطا ولا يقال : وقع الولد من بطن أمه .. والفعل «وقع» يأتي بمعنى سقط نحو : وقع الشيء وقوعا : أي سقط .. ووقع الطير وقوعا .. وموقع الغيث موضعه الذي

٢٥٧

يقع فيه. وفي الحديث : اتقوا النار ولو بشق تمرة فإنها من الجائع موقعها من الشبعان .. أي إنها لا تغني الشبعان فلا ينبغي له أن يبخل بها فإذا تصدق هذا بشق وهذا حصل له ما يسد جوعته ووقع موقعا من كفايته أي أغنى غنى.

** (كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة والسبعين بعد المائة .. المعنى : كذب قوم شعيب رسولهم شعيبا وعبر عنه بصيغة الجمع «المرسلين» لأن من كذب رسولا فقد كذب جميع الرسل. و«الأيكة» هي غيضة : أي أجمة بمعنى شجر كثير ملتف والمراد بها هنا : غيضة كانت بقرب مدين. و«المرسلين» جمع «مرسل» وهو اسم مفعول. و«أصحاب» جمع «صاحب ..» وفعله : صحب .. من باب «سلم» والمصدر : صحابة ـ بفتح الصاد ـ وصحبة ـ بضم الصاد ـ والصاحب : اسم فاعل وجمعه : صحب ـ بفتح الصاد وسكون الحاء وصحبة ـ بضم الصاد ـ وسكون الحاء ـ وصحاب ـ بكسر الصاد ـ وصحبان ـ بضم الصاد ـ أما «الأصحاب» فهو جمع «صحب» أي جمع الجمع. وجمع «الأصحاب» : أصاحيب. و«الصحابة» بفتح الصاد : هم الأصحاب .. قال الجوهري : وهي في الأصل : مصدر .. ولم يجمع فاعل ـ أي صاحب .. على «فعالة» إلا هذا الحرف فقط. وقولهم في النداء : «يا صاح» معناه : يا صاحبي وهو مرخم ولا يجوز ترخيم المضاف إلا في هذا وحده لأنه سمع من العرب مرخما و«الترخيم» هو التليين وقيل : الحذف. ومنه ترخيم الاسم في النداء كما في صاح .. وهو أن يحذف من آخره حرف أو أكثر .. ويقال : هذا كلام رخيم .. بمعنى : كلام رقيق.

(وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (١٤٠)

هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة الثامنة والستين.

(كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ) (١٤١)

هذه الآية الكريمة تعرب إعراب الآية الكريمة الثالثة والعشرين بعد المائة.

(إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ) (١٤٢)

هذه الآية الكريمة تعرب إعراب الآية الكريمة السادسة بعد المائة أي يا قومي ألا تخشون ربكم فتطيعونه وتعبدونه وتتركون عبادة الأصنام؟

(إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) (١٤٣)

هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة السابعة بعد المائة.

(فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ) (١٤٤)

هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة الثامنة بعد المائة.

٢٥٨

(وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ) (١٤٥)

هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة التاسعة بعد المائة أي على رب العالمين من الإنس والجن.

(أَتُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ) (١٤٦)

(أَتُتْرَكُونَ فِي ما) : الألف ألف إنكار بلفظ استفهام. تتركون : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. في : حرف جر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بفي والجار والمجرور متعلق بتتركون بمعنى : أخيل إليكم أنكم مهملون في دياركم آمنين وأنتم كافرون؟ أو تكون الألف ألف تقرير أي تذكيرهم بالنعمة في تخليد الله إليهم.

(هاهُنا آمِنِينَ) : الهاء زائدة للتنبيه. هنا : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بمضمر تقديره : استقر هاهنا والجملة الفعلية «استقر هاهنا» صلة الموصول لا محل لها بمعنى : في الذي استقر في هذا المكان من النعيم ثم فسره في قوله «في جنات وعيون» في الآية الكريمة التالية. آمنين : حال من ضمير المخاطبين في «تتركون» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى وما يتنعمون فيه من الجنات وغير ذلك من الأمن والراحة.

(فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) (١٤٧)

(فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) : جار ومجرور متعلق بتتركون أي راتعين آمنين في بساتين وأنهار جارية. وعيون : معطوفة بالواو على «جنات» مجرورة مثلها وعلامة جرهما : المعطوف والمعطوف عليه الكسرة المنونة.

(وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ) (١٤٨)

(وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ) : معطوفة بالواو على «جنات وعيون». ونخل : معطوفة على «زروع» وتعرب إعرابها.

٢٥٩

(طَلْعُها هَضِيمٌ) : الجملة الاسمية في محل جر صفة ـ نعت ـ لنخل وهي مبتدأ مرفوع بالضمة و«ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. هضيم : خبر المبتدأ مرفوع مثله بالضمة المنونة.

(وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ) (١٤٩)

(وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ) : الواو عاطفة. تنحتون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. من الجبال : جار ومجرور متعلق بتنحتون أو بحال مقدمة من «بيوتا».

(بُيُوتاً فارِهِينَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. فارهين : حال من ضمير «تنحتون» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى بطرين أو حاذقين أي نشيطين .. لأن الفراهة بمعنى النشاط والحاذق يعمل بنشاط.

(فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ) (١٥٠)

هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة الثامنة بعد المائة.

(وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ) (١٥١)

(وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ) : الواو عاطفة. لا : ناهية جازمة. تطيعوا : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. أمر : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. المسرفين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ) (١٥٢)

(الَّذِينَ يُفْسِدُونَ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة ـ نعت ـ للمسرفين. يفسدون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

٢٦٠