إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٧

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٧

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦٧

بين القسم المحذوف وجوابه لا محل لها. أجعلنك : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقدير : أنا. والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. من المسجونين : جار ومجرور متعلق بأجعلن ويجوز أن يكون في مقام المفعول به الثاني للفعل «أجعل» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد بمعنى لأسجننك.

(قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ) (٣٠)

(قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ) : أعربت. الواو حالية دخلت عليها همزة الاستفهام. لو : مصدرية. جئتك : الجملة الفعلية صلة موصول حرفي لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. و«لو» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب حال من فاعل «جئت» التقدير والمعنى : أتفعل بي ذلك أي أتسجنني مع مجيئي بالمعجزة أي جائيا بالمعجزة التي تبين لك صدق دعواي.

(بِشَيْءٍ مُبِينٍ) : جار ومجرور متعلق بجئتك. مبين : صفة ـ نعت ـ لشيء مجرور مثله وعلامة جرهما الكسرة المنونة.

(قالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) (٣١)

(قالَ فَأْتِ بِهِ) : أعربت. الفاء استئنافية. ائت : فعل أمر مبني على حذف آخره ـ حرف العلة .. الياء ـ وبقيت الكسرة دالة عليها والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. به : جار ومجرور متعلق بائت بمعنى هاته. أو تكون الفاء رابطة أي واقعة في جواب شرط متقدم والجملة الفعلية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم.

٢٠١

(إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) : حرف شرط جازم. كنت : فعل ماض ناقص فعل الشرط في محل جزم بإن مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع اسم «كان». من الصادقين : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «كان» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد. وجواب الشرط محذوف لتقدم معناه أي إن الأمر بالإتيان يدل عليه.

(فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ) (٣٢)

(فَأَلْقى عَصاهُ) : الفاء سببية. ألقى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. عصاه : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة.

(فَإِذا هِيَ) : الفاء استئنافية. إذا : حرف فجاءة ـ فجائية ـ لا محل لها. هي : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.

(ثُعْبانٌ مُبِينٌ) : خبر «هي» مرفوع بالضمة المنونة. مبين : صفة ـ نعت ـ لثعبان مرفوع مثله بالضمة المنونة.

(وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ) (٣٣)

هذه الآية الكريمة معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها. والفعل «نزع» مبني على الفتح الظاهر على آخره وعلامة نصب «يده» الفتحة الظاهرة أيضا. و«بيضاء» اسم ممنوع من الصرف لأنه على وزن «فعلاء» وهو مؤنث «أبيض». للناظرين : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «بيضاء» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته والجملة الفعلية «نزع يده» بمعنى : فأخرج موسى يده من جيبه أو من تحت إبطه.

٢٠٢

(قالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ) (٣٤)

(قالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ) : أعربت. للملإ : جار ومجرور متعلق بقال. حوله : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة أي في الجهات المحيطة به والظرف منصوب لفظا وفي محل نصب حال من «الملأ» بمعنى : وهم محيطون حوله.

(إِنَّ هذا) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الهاء للتنبيه. و«ذا» اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب اسم «إن».

(لَساحِرٌ عَلِيمٌ) : اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ ساحر : خبر «إن» مرفوع بالضمة المنونة. عليم : صفة ـ نعت ـ للموصوف «ساحر» مرفوع مثله بالضمة المنونة والجملة من «إن» مع اسمها وخبرها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَما ذا تَأْمُرُونَ) (٣٥)

(يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ) : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ثانية لساحر وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. أن : حرف مصدري ناصب. يخرجكم : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور .. و«أن» وما بعدها بتأويل مصدر «إخراجكم» في محل نصب مفعول به للفعل يريد.

(مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ) : جار ومجرور متعلق بيخرج. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور بمعنى : من دياركم. بسحره : جار ومجرور متعلق بيخرج والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.

٢٠٣

(فَما ذا تَأْمُرُونَ) : الفاء استئنافية. ما ذا : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مثل قولنا أمرتك الخير. وقيل في «ما ذا» هي مكونة من «ما» اسم استفهام و«ذا» اسم موصول بمعنى «الذي» فيكون إعرابها : ما : في محل رفع مبتدأ. و«ذا» في محل رفع خبره ويجوز أن تكون في محل نصب مفعول «تأمرون» إلا أن الوجه الأول من الإعراب أصح. تأمرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى : ما هي نصيحتكم ومشورتكم؟ أو بما ذا تشيرون علي أن أفعل.

(قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ) (٣٦)

(قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الفعلية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أرجه : أصله : أرجئه أي أخره .. وحذفت الهمزة وأثبتت الكسرة وهو فعل أمر مبني على السكون المقدر على الهمزة قبل حذفها والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به وحذفت الضمة من الهاء تخفيفا لحذف الهمزة. وأخاه : معطوف بالواو على الضمير المنصوب في «أرجئه» أو يكون مفعولا به بفعل محذوف تقديره : وابعث وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والأصح أن يكون «وأخاه» معطوفا على ضمير الغائب ـ الهاء ـ في «أرجئه» وهو منصوب مثله المعنى : أخره أي أخر موسى وأخاه هارون لفرصة أخرى.

(وَابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «أرجئ» وتعرب إعرابها والفعل مبني على السكون الظاهر. في المدائن : جار ومجرور متعلق بابعث. حاشرين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد

٢٠٤

بمعنى : وابعث من يجمع لك السحرة .. أي جامعين .. يجمعون الناس .. أو جنودا ـ شرطا ـ بضم الشين وفتح الراء ـ جمع ـ «شرطة» و«شرطي» وهم الأعوان يحشرون الناس.

(يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ) (٣٧)

(يَأْتُوكَ بِكُلِّ) : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب «ابعث» وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. بكل : جار ومجرور متعلق بيأتوا.

(سَحَّارٍ عَلِيمٍ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. عليم : صفة ـ نعت ـ لسحار مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المنونة. واللفظتان من صيغ المبالغة ـ فعال وفعيل بمعنى فاعل ـ استعملوهما لتطمين فرعون.

(فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ) (٣٨)

(فَجُمِعَ السَّحَرَةُ) : الفاء عاطفة على محذوف بتقدير : أتى السحرة فجمعوا .. جمع : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب الفاعل هو «السحرة» مرفوع بالضمة.

(لِمِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ) : جار ومجرور متعلق بجمع بمعنى لميعاد. يوم : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. معلوم : صفة ـ نعت ـ ليوم مجرور مثله بالكسرة المنونة وهو يوم الزينة أي يوم عيد عندهم.

(وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ) (٣٩)

(وَقِيلَ لِلنَّاسِ) : الواو عاطفة. قيل : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. للناس : جار ومجرور متعلق بقيل.

(هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ) : جملة القول الاسمية في محل رفع نائب فاعل للفعل «قيل». هل : حرف استفهام لا محل له. أنتم : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. مجتمعون : خبر

٢٠٥

«أنتم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته .. وفي الجملة حث لهم واستعجالهم على الاجتماع .. أي اجتمعوا لتروا عاقبة أمر موسى وهارون أو لتشهدوا المبارزة بين موسى والسحرة.

(لَعَلَّنا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كانُوا هُمُ الْغالِبِينَ) (٤٠)

(لَعَلَّنا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ) : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إن» و«نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «لعل». نتبع : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لعل» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. السحرة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(إِنْ كانُوا) : حرف شرط جازم. كانوا : فعل ماض ناقص فعل الشرط في محل جزم بإن مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة وحذف جواب الشرط لتقدم معناه.

(هُمُ الْغالِبِينَ) : ضمير فصل أو عماد لا محل له وحرك آخره بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ الغالبين : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد.

(فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَةُ قالُوا لِفِرْعَوْنَ أَإِنَّ لَنا لَأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ) (٤١)

(فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَةُ) : الفاء استئنافية. لما : اسم شرط غير جازم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية بمعنى «حين» متعلق بالجواب. جاء : فعل ماض مبني على الفتح. السحرة : فاعل مرفوع بالضمة والجملة الفعلية «جاء السحرة» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «لما».

(قالُوا لِفِرْعَوْنَ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. لفرعون : جار ومجرور متعلق بقالوا

٢٠٦

وعلامة جر الاسم الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف لأنه اسم أعجمي والجملة بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(أَإِنَّ لَنا لَأَجْراً) : الهمزة همزة استفهام لا محل لها. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. لنا : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر «إن» المقدم. اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ أجرا : اسم «إن» المؤخر منصوب بالفتحة المنونة.

(إِنْ كُنَّا) : حرف شرط جازم. كنا : فعل ماض ناقص فعل الشرط في محل جزم بإن مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم «كان».

(نَحْنُ الْغالِبِينَ) : ضمير منفصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على الضم لا محل له لأنه ضمير فصل أو عماد. الغالبين : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته وجواب الشرط محذوف لأن «إن لنا لأجرا» في معنى جواب الشرط لدلالته عليه.

(قالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) (٤٢)

(قالَ نَعَمْ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. نعم : حرف جواب لا عمل له.

(وَإِنَّكُمْ إِذاً) : الواو عاطفة. إنكم : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والكاف ضمير المخاطبين مبني على الضم في محل نصب اسم «إن» والميم علامة جمع الذكور. إذا : حرف مكافأة وجواب. والجار والمجرور بعده «لمن المقربين» متعلق بخبر «إن».

(لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) : اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ من المقربين : جار ومجرور في محل رفع وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.

٢٠٧

** (قالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية والأربعين .. المعنى قال فرعون لهم نعم وتكونون لدينا من المقربين. و«نعم» حرف عدة وتصديق وجواب الاستفهام وربما ناقض «بلى» إذا قيل : ليس لي عندك وديعة فقولك. «نعم» هو تصديق و«بلى» هو تكذيب. وقال الفيومي : نعم : معناها التصديق إن وقعت بعد الماضي نحو : هل قام زيد .. «وعدة ـ أو وعد» إن وقعت بعد المستقبل ـ أي المضارع ـ نحو : هل تقوم؟ قال سيبويه : نعم : عدة وتصديق .. قال ابن بابشاذ : يريد أنها عدة في الاستفهام وتصديق للأخبار ولا يريد اجتماع الأمرين فيها في كل حال. قال النيلي : وهي تبقي الكلام على ما هو عليه من إيجاب أو نفي لأنها وضعت لتصديق ما تقدم من غير أن ترفع النفي وتبطله. فإذا قال قائل : ما جاء زيد ولم يكن قد جاء وقلت في جوابه : نعم. كان التقدير : نعم ما جاء فصدقت الكلام على نفيه ولم تبطل النفي كما تبطله «بلى» وإن كان قد جاء قلت في الجواب : بلى. والمعنى : قد جاء. فنعم تبقي النفي على حاله ولا تبطله. وفي التنزيل : «ألست بربكم قالوا بلى» ولو قالوا نعم كان كفرا إذ معناه نعم لست بربنا لأنها لا تزيل النفي بخلاف «بلى» بعد النفي تكون للإيجاب. وجاء في أمثال العرب : «بئس الردف لا بعد نعم» الردف : بكسر الراء : هو الرديف. وقال المهلب بن أبي صفرة لابنه عبد الملك : يا بني إنما كانت وصية رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عامتها عدات أنفذها أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ فلا تبدأ بنعم. فإن موردها سهل ومصدرها وعر .. واعلم أن لا وإن قبحت فربما روحت وقال سمرة بن جندب : لأن أقول للشيء لا أفعله ثم يبدو لي فأفعله أحب إلي من أن أقول أفعله ثم لا أفعله. وقال المثقب :

حسن قول نعم من بعد لا

وقبيح قول لا بعد نعم

وإذا قلت نعم فاصبر لها

بنجاح الوعد ؛ إن الخلف ذم

وتأتي «إي» بمعنى «نعم» في القسم أي من لوازم القسم في قولهم : إي وربي كما كان «هل» بمعنى «قد» في الاستفهام خاصة .. ومنهم من يقول في التصديق : إيو فيصلونه بواو القسم .. ويؤتي بحرف الجواب «نعم» للدلالة على جملة الجواب المحذوفة قائمة مقامها. فإن قيل لك : هل أنت راض عن ذلك؟ فقلت : نعم .. فمعنى جوابك : نعم أنا راض عن ذلك. فحرف الجواب «نعم» سد مسد الجواب وهو جملة «أنا راض عن ذلك» أما قولهم : عم صباحا وهو كلمة تحية فكأنه محذوف من نعم ينعم .. كما يقال : كل .. من أكل ـ يأكل. حذف منه الألف والنون تخفيفا.

** (وَقالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ) : معنى هذا القول الوارد في الآية الكريمة الرابعة والأربعين : نقسم بعظمة فرعون ذات القدرة التي لا تقهر .. أو بمناعة فرعون .. يقال : عز علي أن تفعل كذا ـ يعز ـ عزا ـ من باب «ضرب» بمعنى : اشتد .. وهو كناية عن الأنفة عنه. وعز ـ عزا ـ بكسر العين وعزازة ـ بفتح العين ـ بمعنى : قوي وعز ـ يعز ـ من باب «تعب» فهو عزيز وجمعه : أعزة والاسم «العزة» وعز أيضا بمعنى ضعف فهو من الأضداد وهذا القول الذي جاء على لسان سحرة فرعون فيه قسم بمناعة فرعون وسلطانه .. وهو من أيمان الجاهلية .. وهكذا كل حلف بغير الله .. ولقد استحدث الناس في هذا الباب في إسلامهم جاهلية نسبت لها الجاهلية الأولى وذلك أن الواحد منهم لو أقسم بأسماء الله كلها وصفاته على شيء لم يقبل منه ولم يعتد بها حتى يقسم برأس سلطانه فإذا أقسم به فتلك عندهم جهد اليمنى التي ليس وراءها حلف لحالف وهذا ما لا يقره الإسلام لأنه لا يصح الحلف إلا بالله ..

٢٠٨

** (فَأَلْقى مُوسى عَصاهُ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة والأربعين .. المعنى : فانقلبت عصاه حية وأخذت تبتلع ما كانوا يموهون .. يقال : لقف الشيء ـ يلقفه ـ لقفا .. بمعنى : تناوله بسرعة وهو من باب «فهم». ومثله الفعل المزيد «تلقفه ..» أما الفعل «أفك» فهو من باب «ضرب» و«إفكا» بكسر الهمزة بمعنى صرف وكل أمر صرف عن وجهه فقد أفك فهو أفوك وأفاك وهو من صيغ المبالغة ـ فعول وفعال بمعنى فاعل ـ وقيل : معنى «أفكه» هو صرفه عن وجهه وقلبه عن وجهه بالتزوير والتمويه و«الإفك» هو الكذب لأنه قول مصروف عن وجهه.

** (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة والأربعين .. المعنى : فخروا ساجدين لله أي فآمن السحرة بالله .. والفعل «ألقي» بمعنى : خر وسقط وهو شبيه بالأفعال التي سمعت مبنية للمجهول وهي مبنية للمعلوم نحو : زكم .. هرع .. هزل .. عني .. استهتر. وعبر عن «الخرور» بالسقوط لأنه جاء مذكورا مع الإلقاءات فسلك به طريق المشاكلة.

** (فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ) : ورد هذا القول على لسان فرعون في الآية الكريمة التاسعة والأربعين .. المعنى لأقطعن أيديكم وأرجلكم مختلفات أي أقطعن أيديكم اليمنى وأرجلكم اليسرى فحذفت الصفتان ـ النعتان «اليمنى .. واليسرى» اختصارا .. كما حذف مفعول «تعلمون» اختصارا .. المعنى : فلسوف تعلمون ما سأنزله بكم من العقاب أو وسوف ترون وبال ما فعلتم.

** (إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة الحادية والخمسين .. المعنى أن يغفر لنا ذنوبنا .. وهي جمع «خطيئة» يقال : أخطأ الرجل يخطئ ـ فهو مخطئ ـ اسم فاعل ـ و«الخطأ» ضد «الصواب» وهو اسم من «أخطأ». قال أبو عبيدة : خطئ ـ يخطأ ـ خطأ ـ من باب «علم» وأخطأ مثله أي بمعنى واحد لمن يذنب على غير عمد. وقال غيره : خطئ في الدين وأخطأ في كل شيء عامدا كان أو غير عامد. وقيل : خطئ : إذا تعمد ما نهي عنه فهو خاطئ ـ اسم فاعل ـ وأخطأ : إذا أراد الصواب فصار إلى غيره فإن أراد غير الصواب وفعله قيل قصده أو تعمده.

** (إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ) : هذا القول الوارد على لسان فرعون قاله تعالى في الآية الكريمة الرابعة والخمسين .. الشرذمة ـ بكسر الشين والذال بمعنى : الطائفة من الناس والقطعة من الشيء .. ووصفت «الشر ذمة» في الآية الكريمة الكريمة المذكورة بجمع المذكر السالم «قليلون» لعدة وجوه تطرقت إلى بعضها كتب التفسير ومنه «كشاف» الزمخشري إذ قال : ذكرهم بالاسم الدال على القلة ثم جعلهم قليلا بالوصف ثم جمع القليل فجعل كل حزب منهم قليلا .. واختار جمع السلامة الذي هو للقلة .. وقد يجمع «القليل» على أقلة وقلل .. ويجوز أن يريد بالقلة الذلة والقماءة ولا يريد قلة العدد. والمعنى : إنهم لقلتهم لا يبالي بهم ولا يتوقع غلبتهم وعلوهم. وعقب الإمام أحمد فذكر وجها خامسا آخر في تقليلهم وهو أن جمع الصفة والموصوف منفرد قد يكون مبالغة في لصوق ذلك الوصف بالموصوف وتناهيه فيه بالنسبة إلى غيره من الموصوفين به كقولهم معا : زياد جياع : مبالغة في وصفه بالجوع فكذلك هاهنا جمع قليلا وكان الأصل إفراده فيقال لشرذمة قليلة كما أفرد في قوله «كم من فئة قليلة» ليدل بجمعه على تناهيهم في القلة. لكن يبقى النظر في أن هذا

٢٠٩

السر يبقي الوجوه المذكورة على ما هي عليه أو يسقط منها شيئا ويخلفه. وجاء في مصباح الفيومي : يعني بهم أتباع موسى ـ عليه‌السلام ـ وكانوا ستمائة ألف فجعلوا قليلين بالنسبة إلى أتباع فرعون. والكلمة «الشرذمة» هي في الأصل : الجمع القليل من الناس وهنا جاءت للجمع الكثير ولكنه كان قليلا إلى من هو أكثر منهم.

** (وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة والخمسين وكلمة «حاذرون» جمع «حاذر» وهو اسم فاعل .. وفعله «حذر» من باب «تعب» ومصدره : حذرا ـ بفتح الحاء والذال ومثله «احتذر واحترز ..» وكلها بمعنى : استعد وتأهب فهو حاذر وحذر ـ بكسر الذال .. والاسم منه «الحذر» بفتح الحاء والذال وبكسر الحاء وسكون الذال بمعنى : التحرز والتيقظ. وقال الجوهري : الحاذرون : هم المتأهبون .. والحذرون : هم الخائفون. وقيل : يقال : حذر الرجل الشيء : إذا خافه .. فالشيء محذور ـ اسم مفعول ـ أي مخوف ويتعدى المشدد إلى مفعولين .. نحو : حذرته الشيء فحذره وقيل : حذرون ـ بكسر الذال بمعنى : خائفون مأخوذة من «الحذر» بفتح الحاء والذال أي الخوف .. وهؤلاء رجال حاذرون : أي متأهبون متيقظون مأخوذة من «الحذر» بكسر الحاء وتسكين الذال أي الأهبة.

** (فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والستين .. وتراءى : بمعنى رأى كل من الجمعين الآخر ويقال : فلان يتراءى : أي ينظر إلى وجهه في المرآة ويقال : ارتآه نحو ارتأى الشيء .. وهو بصيغة افتعل .. من الرأي والتدبير أي نظر في الأمر وتدبره ومن اشتقاقاته : الرئاء وهو التظاهر بخير دون حقيقة .. يقال : فعل ذلك رئاء : أي تظاهرا بخلاف ما في بطنه فهو مراء ـ اسم فاعل ـ و«الرياء» هو أن يقصد بالإظهار أن تراه الأعين فيثنى عليه بالصلاح .. وعن بعضهم أنه رأى رجلا في المسجد قد سجد سجدة الشكر وأطالها فقال ما أحسن هذا لو كان في بيتك. وإنما قال هذا لأنه توسم فيه الرياء والسمعة. على أن اجتناب الرياء صعب إلا على المرتاضين بالإخلاص .. ومن ثم قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «الرياء أخفى من دبيب النملة السوداء في الليلة المظلمة على المسح الأسود» و«المسح» بكسر الميم هو البساط من شعر ونهى الله تعالى الرياء وذم المراءين في قوله عزّ من قائل في سورة «الماعون» : (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ (٥) الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ) أي لا يركعون الصلاة إلا مراءين .. أي يصلون من غير خشوع وطاعة ولا يجتنبون ما يكره فيها من العبث باللحية والثياب وكثرة التثاؤب والالتفات لا يدري الواحد منهم عن كم انصرف ولا ما قرأ من السور. وقيل : الصلاة : هي عماد الدين .. والرياء : هو شعبة من الشرك .. والزكاة : هي شقيقة الصلاة وقنطرة الإسلام.

** (فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة والستين. بمعنى فانشق البحر فكان كل قسم منه كالجبل العظيم. يقال : فلقت الشيء ـ أفلقه ـ فلقا : بمعنى : شققته .. من باب «ضرب» فانفلق وتفلق الشيء أي تشقق وقالت العرب في أمثالها : أشهر من فلق الصبح ـ بفتح الفاء واللام .. ويجوز أن يكون «الفلق» هنا فعلا في معنى «مفعول» كأنه مفلوق الصبح. والأصل : من الصبح المفلوق الذي الله فالقه وإن جعل «الفلق» الصبح نفسه. قال تعالى : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) أي برب الصبح. وقيل : يعني الخلق .. ويقال : إن «الفلق» هو اسم واد في جهنم.

٢١٠

** (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة والستين .. المعنى : إن في ذلك الإغراق لعبرة .. وحذفت الصفة ـ النعت ـ أو البدل المشار إليه «الإغراق» اختصارا لأن ما سبقه من الآيات الكريمات دال على هذا المعنى .. وما كان أكثر الناس مؤمنين أي ممن كانوا في مصر مع فرعون .. فلم يؤمن غير آسية امرأة فرعون وأبيها حزقيل مؤمن آل فرعون ومريم بنت ذاموس التي دلت على تابوت يوسف ـ عليه‌السلام ـ.

** (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة والستين .. المعنى واقرأ عليهم يا محمد ما نوحيه إليك من خبر إبراهيم حين قال لأبيه آزر ما ذا تعبدون؟ يقال : تلا الرجل القرآن ـ يتلوه ـ تلاوة .. من باب «سما» وتلوت الرجل ـ أتلوه ـ تلوا : بمعنى : تبعته .. فأنا له تال وتلو أيضا.

** (إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السبعين .. المعنى حين قال إبراهيم لأبيه «آزر» وقومه الوثنيين في بابل ما ذا تعبدون؟ أي سألهم عن شيء مبهم بمعنى : أي شيء تعبدونه؟

(قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ) (٤٣)

(قالَ لَهُمْ مُوسى) : فعل ماض مبني على الفتح. اللام حرف جر و«هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بقال. موسى : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف.

(أَلْقُوا ما) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به والجملة الاسمية بعده «أنتم ملقون» صلة الموصول لا محل لها.

(أَنْتُمْ مُلْقُونَ) : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. ملقون : خبر «أنتم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : ما أنتم ملقوه من سحركم.

٢١١

(فَأَلْقَوْا حِبالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغالِبُونَ) (٤٤)

(فَأَلْقَوْا حِبالَهُمْ) : الفاء عاطفة على محذوف. ألقوا : فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين واتصاله بواو الجماعة وبقيت الفتحة دالة على الألف المحذوفة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. حبال : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و«هم» ضمير الغائبين في محل جر بالإضافة.

(وَعِصِيَّهُمْ وَقالُوا) : الواو عاطفة. عصيهم : معطوف على «حبالهم» ويعرب إعرابه. وقالوا : معطوفة على «ألقوا» وتعرب مثلها.

(بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ) : الباء حرف جر للقسم. عزة : مقسم به مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة والجار والمجرور متعلق بفعل القسم المحذوف التقدير : نقسم بعزة فرعون. والجملة الفعلية «نقسم بعزة ..» في محل نصب مفعول به .. ـ مقول القول ـ فرعون : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة ويجوز أن يكون الجار والمجرور متعلقا بحال محذوفة من ضمير «قالوا» التقدير حالفين بعزة ..

(إِنَّا لَنَحْنُ الْغالِبُونَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و«نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إن» اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ نحن : ضمير منفصل ـ ضمير المتكلمين مبني على الضم في محل رفع مبتدأ. الغالبون : خبر «نحن» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد والجملة الاسمية «لنحن الغالبون» في محل رفع خبر «إن».

(فَأَلْقى مُوسى عَصاهُ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ) (٤٥)

هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة الثانية والثلاثين و«موسى» فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ولم ينون لأنه اسم ممنوع

٢١٢

من الصرف للعجمة. والجملة الفعلية «تلقف» في محل رفع خبر المبتدأ «هي» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي بمعنى تبتلع ويجوز أن يكون خبر «هي» محذوفا أو مقدرا أي فإذا هي حية .. كما جاء في الآية الكريمة الثانية والثلاثين «فإذا هي ثعبان مبين» وفي هذه الحالة تكون الجملة الفعلية «تلقف» في محل رفع صفة ـ نعتا ـ للخبر المقدر «حية».

(ما يَأْفِكُونَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يأفكون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى : يكذبون أو يموهون. والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لأنه مفعول به أي ما يأفكونه.

(فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ) (٤٦)

(فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ) : الفاء سببية. ألقي : فعل ماض مبني على الفتح مبني للمعلوم بمعنى : فخر وهو من الأفعال التي سمعت مبنية للمجهول وهي مبنية للمعلوم. السحرة : فاعل مرفوع بالضمة. ساجدين : حال من الفعل «ألقي» أي السحرة منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ) (٤٧)

(قالُوا آمَنَّا) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. آمن : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(بِرَبِّ الْعالَمِينَ) : جار ومجرور متعلق بآمن. العالمين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم إذا كان بكسر اللام «العالمين» أي جمع «عالم» وهو اسم فاعل وهو ملحق بجمع المذكر

٢١٣

السالم لأنه بفتح اللام ـ جمع عالم ـ وهذا ليس اسم فاعل. والنون عوض من الحركة والتنوين في الاسم المفرد .. والجملة الفعلية «قالوا آمنا برب العالمين» استئنافية لا محل لها ويجوز أن تكون في محل نصب حالا بمعنى : قائلين.

(رَبِّ مُوسى وَهارُونَ) (٤٨)

(رَبِّ مُوسى وَهارُونَ) : عطف بيان من «رب العالمين» ويعرب إعرابه. وعلامة جر الاسم «موسى» الفتحة بدلا من الكسرة المقدرة على الألف للتعذر. وهارون : معطوف بالواو على «موسى» ويعرب إعرابه وعلامة جره الفتحة الظاهرة بدلا من الكسرة المنونة والاسمان ممنوعان من الصرف للعجمة.

(قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ) (٤٩)

هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة الحادية والسبعين من سورة «طه». فلسوف : الفاء استئنافية. اللام لام الابتداء للتوكيد. سوف : حرف تسويف ـ استقبال ـ تعلمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. أجمعين : توكيد لضمير المخاطبين في جملة «أصلبنكم» منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من حركة المفرد «أجمع» ولفظة «أجمع» لا مفرد لها من لفظها وقيل : أجمع : واحد ـ أي مفرد ـ في معنى «جمع» ومؤنثه : جمعاء.

(قالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ) (٥٠)

(قالُوا لا ضَيْرَ) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة وما بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ لا : نافية للجنس تعمل عمل «إن». ضير : اسم «لا» مبني على الفتح في محل نصب وخبر «لا» محذوف وجوبا بمعنى : لا ضير موجود في ذلك أو لا ضرر علينا من ذلك.

٢١٤

(إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و«نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ المدغم بنون «إن» مبني على السكون في محل نصب اسم «إن». إلى رب : جار ومجرور متعلق بخبر «إن» و«نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل جر بالإضافة. منقلبون : خبر «إن» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : راجعون إلى ربنا ونحن مرتاحون.

(إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ) (٥١)

(إِنَّا نَطْمَعُ) : أعرب في الآية الكريمة السابقة. نطمع : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن.

(أَنْ يَغْفِرَ لَنا) : حرف مصدري ناصب. يغفر : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة. اللام حرف جر و«نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بيغفر والجملة الفعلية «نطمع ..» في محل رفع خبر «إن».

(رَبُّنا خَطايانا) : فاعل مرفوع بالضمة و«نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية «يغفر لنا ربنا» صلة حرف مصدري لا محل لها. و«أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بحرف جر مقدر بمعنى : بأن يغفر أو في أن يغفر. التقدير : نطمع بغفران ربنا والجار والمجرور «بغفران» متعلق بنطمع. خطايا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر و«نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل جر بالإضافة .. بمعنى : نحرص على هذا الغفران لخطايانا.

(أَنْ كُنَّا) : حرف مصدري. كنا : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم «كان» والجملة الفعلية «كنا أول المؤمنين» صلة حرف مصدري لا محل لها و«أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بحرف جر مقدر أي بأن كنا أول .. التقدير : بكوننا أو لأجل كوننا. والجار والمجرور متعلق بيغفر.

٢١٥

(أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ) : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. المؤمنين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد.

(وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ) (٥٢)

(وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى) : الواو استئنافية. أوحى : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و«نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل. إلى موسى : جار ومجرور متعلق بأوحى وعلامة جر الاسم الفتحة بدلا من الكسرة لأنه اسم ممنوع من الصرف للعجمة وقدرت الحركة على الألف للتعذر.

(أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي) : حرف تفسير لا عمل له والجملة بعده تفسيرية لا محل لها. أسر : فعل أمر مبني على حذف آخره ـ حرف العلة ـ الياء ـ وبقيت الكسرة دالة عليها والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. بعبادي : جار ومجرور متعلق بأسر والياء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة أو تكون «أن» التفسيرية حرفا مصدريا فيكون التقدير : بأن اسر فتكون «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بأوحينا. التقدير والمعنى وأوحينا إلى موسى بالإسراء ببني إسرائيل ليلا.

(إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد هنا التعليل أي تعليل الأمر بالإسراء ليلا بسبب اتباع فرعون وجنوده آثارهم. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «إن» والميم علامة جمع الذكور. متبعون : خبر «إن» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى يتبعكم فرعون وجنوده أي إنكم ملاحقون لمنعكم من الخروج من مصر.

(فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ) (٥٣)

٢١٦

(فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ) : الفاء سببية. أرسل : فعل ماض مبني على الفتح. فرعون : فاعل مرفوع بالضمة ولم ينون آخره لأنه اسم ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة.

(فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ) : جار ومجرور متعلق بأرسل. حاشرين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى جامعين يجمعون الناس ليتبعوا موسى وقومه.

(إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ) (٥٤)

(إِنَّ هؤُلاءِ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الهاء للتنبيه. أولاء : اسم إشارة مبني على الكسر في محل نصب اسم «إن».

(لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ) : اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ شرذمة : خبر «إن» مرفوع بالضمة المنونة. قليلون : صفة ـ نعت ـ للموصوف «شرذمة» مرفوع مثله وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد و«إن» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به لاسم فاعل مقدر بمعنى : قائلا أي قال فرعون لحاشيته وأتباعه إن هؤلاء الإسرائيليين لطائفة قليلة وأنتم جمع كبير.

(وَإِنَّهُمْ لَنا لَغائِظُونَ) (٥٥)

(وَإِنَّهُمْ لَنا لَغائِظُونَ) : الواو عاطفة. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و«هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب اسم «إن» اللام حرف جر و«نا» ضمير المتكلم للتعظيم ـ على لغة الملوك مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بخبر «إن» اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ غائظون : خبر «إن» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد بمعنى يسببون لنا الغيظ.

(وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ) (٥٦)

(وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ) : الواو عاطفة. و«إن» حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «إن» اللام لام

٢١٧

التوكيد ـ لام الابتداء ـ جميع : مبتدأ مرفوع بالضمة المنونة والجملة الاسمية «جميع حاذرون» في محل رفع خبر «إن». حاذرون : خبر المبتدأ مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : وإنا أقوياء أشداء مدججون في السلاح الذي أكسبنا جدارة أي عظمة في أجسامنا .. أي اعتدنا جميعنا الحزم والحذر وقد نون آخر «جميع» لانقطاعه عن الإضافة لأن المعنى : لجميعنا حاذرون.

(فَأَخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) (٥٧)

(فَأَخْرَجْناهُمْ) : الفاء سببية .. بمعنى : فكانت هزيمة فرعون هذه سببا لأن أخرجناه. أخرج : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

(مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) : جار ومجرور متعلق بأخرجنا. وعيون : معطوفة بالواو على «جنات» وتعرب مثلها.

(وَكُنُوزٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ) (٥٨)

هذه الآية الكريمة معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها بمعنى : وجردناهم من كنوزهم وأموالهم و«كريم» صفة ـ نعت ـ لمقام مجرور مثله وعلامة جرهما ـ الصفة والموصوف ـ الكسرة المنونة.

(كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ) (٥٩)

(كَذلِكَ) : الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. التقدير والمعنى : ومثل ذلك الإخراج من الجنات والأنهار أي البساتين والأنهار جردناهم من كنوزهم وأموالهم وخبره محذوف اختصارا لأن ما قبله دال عليه أي «جردناهم من كنوزهم وأموالهم» أو تكون الكاف في محل نصب صفة ـ نعتا ـ نائبا عن مصدر ـ مفعول مطلق ـ محذوف .. التقدير : أخرجناهم إخراجا مثل ذلك الإخراج الذي وصفناه أو يكون في

٢١٨

محل جر صفة لمقام بتقدير : ومقام كريم مثل ذلك المقام أو يكون تقدير المبتدأ هو الأمر كذلك أي الأمر مثل ذلك. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة. اللام للبعد والكاف للخطاب.

(وَأَوْرَثْناها) : الواو عاطفة. أورث : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و«ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به والضمير يعود على الجنات والعيون والكنوز والأموال.

(بَنِي إِسْرائِيلَ) : مفعول به ثان منصوب بالفعل «أورث» المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وحذفت نونه للإضافة ـ أصله : بنين ـ إسرائيل : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة.

(فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ) (٦٠)

(فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ) : الفاء حرف عطف. أتبعوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به والجملة الفعلية معطوفة على جملة محذوفة بتقدير : فلما خرج موسى بقومه أتبعوهم أي أتبعهم فرعون وقومه بمعنى فلحقوا بهم وأدركوهم. مشرقين : حال من ضمير الغائبين منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى وهم داخلون في وقت شروق الشمس.

(فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) (٦١)

(فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ) : الفاء استئنافية. لما : اسم شرط غير جازم بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بالجواب. تراءى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف

٢١٩

المقصورة. الجمعان : فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى والنون عوض من تنوين المفرد وحركته والجملة الفعلية تراءى الجمعان» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد «لما» بمعنى حين تقارب الجمعان.

(قالَ أَصْحابُ مُوسى) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح. أصحاب : فاعل مرفوع بالضمة. موسى : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة لأنه اسم ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية وقدرت الحركة على الألف للتعذر.

(إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و«نا» المدغمة بنون «إن» ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل نصب اسم «إن» و«إن» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ مدركون : خبر «إن» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد بمعنى : لملحقون.

(قالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ) (٦٢)

(قالَ كَلَّا) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي موسى. كلا : حرف جواب بمعنى الردع والزجر أي لا تخافوا وهي للنهي عن كلام سابق و«كلا» وما بعدها في محل نصب مفعول به لقال.

(إِنَّ مَعِي) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. معي : ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بخبر «إن» المقدم المحذوف وهو مضاف والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل جر بالإضافة.

(رَبِّي سَيَهْدِينِ) : اسم «إن» مؤخر منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء والياء أعربت في «معي» السين حرف استقبال ـ تسويف ـ للقريب. يهدين : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو

٢٢٠