إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٧

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٧

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٦٧

هارون : بدل من «أخاه» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون لأنه اسم ممنوع من العجمة والعلمية. وزيرا : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون لأنه اسم ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية. وزيرا : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : معينا أو مؤازرا.

(فَقُلْنَا اذْهَبا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً) (٣٦)

(فَقُلْنَا اذْهَبا) : الجملة الفعلية معطوفة بالفاء على جملة «آتينا» وتعرب إعرابها. اذهبا : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة والألف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين الاثنين ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل بمعنى فأمرناهما بالذهاب.

(إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ) : جار ومجرور متعلق باذهبا. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة ـ نعت ـ للقوم.

(كَذَّبُوا بِآياتِنا) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. بآيات : جار ومجرور متعلق بكذبوا و«نا» ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً) : في القول الكريم حذف من باب اختصار القصة التقدير : فلما ذهبا إليهم كذبوهما .. الفاء عاطفة تفيد هنا التسبيب. دمر : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به والجملة الفعلية «دمرناهم» معطوفة على الجملة المحذوفة اختصارا «أي كذبوهما فدمرناهم» بمعنى أهلكناهم. تدميرا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

١٤١

(وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْناهُمْ وَجَعَلْناهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ عَذاباً أَلِيماً) (٣٧)

(وَقَوْمَ نُوحٍ) : معطوف بالواو على ضمير الغائبين «هم» في «دمرناهم» في الآية الكريمة السابقة أو منصوب بفعل مضمر يفسره ما بعده بمعنى : فدمرناهم ودمرنا قوم نوح أو وأغرقنا قوم نوح ويجوز أن يكون منصوبا بفعل محذوف تقديره : واذكر قوم نوح مثل «وإذ» و«ويوم» وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. نوح : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة ولم يمنع من الصرف لأنه اسم ثلاثي أوسطه ساكن ولخفة اللفظ ومثله أيضا : لوط .. هود.

(لَمَّا كَذَّبُوا) : اسم شرط غير جازم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بالجواب بمعنى «حين». كذبوا : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد «لما» وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(الرُّسُلَ أَغْرَقْناهُمْ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. أغرقناهم : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

(وَجَعَلْناهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «أغرقناهم» وتعرب إعرابها. للناس : جار ومجرور متعلق بحال مقدمة من «آية». آية : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى وجعلنا إغراقهم أو قصتهم عبرة وعظة للناس.

(وَأَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ) : تعرب إعرابها و«جعلنا». للظالمين : جار ومجرور متعلق بأعتدنا وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

١٤٢

(عَذاباً أَلِيماً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. أليما : صفة ـ نعت ـ للموصوف «عذابا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : وأعددنا لهم أي قوم نوح أو للظالمين عموما عذابا مؤلما.

(وَعاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً) (٣٨)

(وَعاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً) : الأسماء معطوفة بواوات العطف على ضمير الغائبين «هم» في «جعلناهم» في الآية الكريمة السابقة منصوبة وعلامة نصبها الفتحة. ولم تنون كلمة «ثمود» لأنها ممنوعة من الصرف على تأويل القبيلة لا اسم الحي أو اسم الأب الأكبر .. أو تكون الأسماء معطوفة على «الظالمين» بمعنى : ووعدنا الظالمين أو منصوبة بفعل محذوف بتقدير واذكر .. التي نصبت «قوم نوح» ولكن الوجه الأول من العطف وهو ضمير الغائبين في «جعلناهم» هو الأقرب إلى التقدير. الرس : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً) : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بصفة محذوفة من «قرونا» وهو مضاف. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة. اللام للبعد والكاف للخطاب. كثيرا : مفعول به منصوب بفعل محذوف يفسره السياق بمعنى وجعلنا كثيرا بين ذلك أو يكون صفة ـ نعتا ـ للموصوف «قرونا» بمعنى : أهل زمان كثيرا أو وقتا كثيرا بين ذلك وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَكُلاًّ ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ وَكُلاًّ تَبَّرْنا تَتْبِيراً) (٣٩)

(وَكُلًّا ضَرَبْنا) : الواو عاطفة. كلا : مفعول به منصوب بما دل عليه الفعل وهو أنذرنا وحذرنا وعلامة نصبه الفتحة المنونة لانقطاعه عن الإضافة. ضرب : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(لَهُ الْأَمْثالَ) : جار ومجرور متعلق بضربنا. الأمثال : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. أي القصص.

١٤٣

(وَكُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيراً) : الواو عاطفة. كلا : مفعول به منصوب بتبر لأنه غير مستوف مفعوله وعلامة نصبه الفتحة المنونة. تبرنا : تعرب إعراب «ضربنا». تتبيرا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب .. وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : وكلا أهلكنا أو دمرنا تدميرا.

(وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً) (٤٠)

(وَلَقَدْ أَتَوْا) : الواو استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. أتوا : فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى : لقد مر قومك يا محمد.

(عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي) : جار ومجرور متعلق بأتوا. التي : اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة ـ نعت ـ للقرية.

(أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. مطر : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. السوء : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى أهلكوا نتيجة بغيهم وكفرهم. ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي.

(أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها) : الألف ألف إنكار وتعجيب بلفظ استفهام. الفاء زائدة ـ تزيينية ـ لم : حرف نفي وجزم وقلب. يكونوا : فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «يكون» والألف فارقة. يرون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «يكونوا» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و«ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

١٤٤

(بَلْ كانُوا) : حرف إضراب للاستئناف. كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة والجملة الفعلية بعده «لا يرجون نشورا» في محل نصب خبر «كان».

(لا يَرْجُونَ نُشُوراً) : نافية لا عمل لها. يرجون : تعرب إعراب «يرون». نشورا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً) (٤١)

(وَإِذا رَأَوْكَ) : الواو استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه متعلق بجوابه متضمن معنى الشرط ـ أداة شرط غير جازمة ـ رأوك : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ في محل نصب مفعول به.

(إِنْ يَتَّخِذُونَكَ) : الجملة وما بعدها جواب شرط غير جازم لا محل لها. إن : مخففة مهملة بمعنى «ما» النافية : يتخذونك : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.

(إِلَّا هُزُواً) : أداة حصر لا عمل لها. هزوا : مفعول به ثان منصوب بيتخذون المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : استهزءوا بك. والأصل : يتخذونك موضع هزؤ أو مهزوءا بك.

(أَهذَا الَّذِي) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ بفعل محذوف تقديره : قالوا : أهذا .. الألف ألف استنكار بلفظ استفهام. هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وفي الإشارة

١٤٥

استصغار من الكفرة به. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو والجملة الاسمية «هو الذي» في محل رفع خبر المبتدأ الأول «هذا».

(بَعَثَ اللهُ رَسُولاً) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به التقدير : بعثه الله رسولا إلينا. رسولا : حال من الضمير العائد منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا لَوْ لا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً) (٤٢)

(إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا) : مخففة من «إن» الثقيلة لا عمل لها لوقوعها على جملة فعلية. كاد : فعل ماض ناقص من أخوات «كان» بمعنى : قارب واسمه ضمير مستتر جوازا تقديره : هو. اللام فارقة وهي نفسها اللام المزحلقة للتوكيد وسميت فارقة لأنها تفرق وتميز «إن» المخففة من «إن» الثقيلة الحرف المشبه بالفعل وما بين «إن» النافية بمعنى «ما». يضل : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. و«نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به والجملة الفعلية «ليضلنا ..» في محل نصب خبر «كاد».

(عَنْ آلِهَتِنا) : جار ومجرور متعلق بيضل و«نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(لَوْ لا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها) : حرف امتناع لوجود وتأتي حرف شرط غير جازم وجوابها محذوف لتقدم معناه. أن : حرف مصدري. صبرنا : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. عليها : جار ومجرور متعلق بصبرنا و«أن» المصدرية وما بعدها

١٤٦

بتأويل مصدر في محل رفع مبتدأ وخبره محذوف وجوبا التقدير لو لا ثباتنا على تلك العادة.

(وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) : الواو استئنافية. سوف : حرف تسويف ـ استقبال ـ للمستقبل البعيد. يعلمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وفي القول الكريم وعيد لهم ودلالة على أنهم لا يفوتونه وإن طالت مدة الإمهال.

(حِينَ يَرَوْنَ الْعَذابَ) : ظرف زمان متعلق بيعلمون منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة بمعنى : وقت وهو مضاف. يرون : تعرب إعراب «يعلمون». العذاب : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. والجملة الفعلية «يرون العذاب» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف.

(مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً) : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. أضل : خبر «من» مرفوع بالضمة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن ـ أفعل ـ ومن وزن الفعل. سبيلا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : طريقا. أو تكون «أضل» خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو والجملة الاسمية «هو أضل سبيلا» في محل رفع خبر «من» بمعنى : من هو أبعد طريقا عن الحق هم أم المؤمنون. ويجوز أن يكون «من» اسما موصولا في محل نصب مفعول «يعلمون» وتكون الجملة الاسمية «هو أضل سبيلا» صلة الموصول «من» لا محل لها من الإعراب.

(أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً) (٤٣)

(أَرَأَيْتَ) : الألف ألف تقرير وتنبيه وتعجيب بلفظ استفهام. رأيت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل بمعنى : أخبرني.

(مَنِ اتَّخَذَ) : اسم موصول مبني على السكون حرك بالكسر لالتقاء الساكنين في محل نصب مفعول به. اتخذ : الجملة الفعلية صلة الموصول

١٤٧

لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

(إِلهَهُ هَواهُ) : مفعولا «اتخذ» منصوبان وعلامة نصبهما الفتحة الظاهرة في آخر «إله» وقدرت على آخر «هواه» الألف للتعذر والهاء في الاسمين ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة بمعنى : من جعل هواه إلهه أو إلها له وانقاد لوساوسه انقيادا أعمى .. وقدم المفعول الثاني «إلهه» على الأول «هواه» لفضل العناية بالإله. وفي القول الكريم معنى الحصر .. بمعنى : أرأيت من لم يتخذ معبوده إلا هواه.

(أَفَأَنْتَ تَكُونُ) : الألف ألف إنكار بلفظ استفهام. الفاء زائدة ـ تزيينية ـ أنت : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. تكون : فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت والجملة الفعلية «تكون عليه وكيلا» في محل رفع خبر المبتدأ «أنت».

(عَلَيْهِ وَكِيلاً) : جار ومجرور متعلق بخبر «تكون». وكيلا : خبر «تكون» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. المنونة. بمعنى : مدافعا عنه ومتوليا أمره.

(أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) (٤٤)

(أَمْ تَحْسَبُ) : حرف عطف وهي «أم» المنقطعة بمعنى «بل» للإضراب. تحسب : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. بمعنى : بل أتظن.

(أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. أكثر : اسم «أن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. يسمعون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أن» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و«أن» وما بعدها من اسمها وخبرها بتأويل مصدر سد مسد مفعولي «تحسب».

١٤٨

(أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ) : الجملة الفعلية معطوفة بأو على جملة «يسمعون» وتعرب إعرابها. إن : حرف مهمل بمعنى «ما» النافية. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

(إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ) : أداة حصر لا عمل لها. الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل رفع خبر «هم». الأنعام : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى كالبهائم. بل : حرف إضراب للاستئناف. هم : أعرب.

(أَضَلُّ سَبِيلاً) : خبر «هم» مرفع بالضمة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن «أفعل» ومن وزن الفعل. سبيلا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى بل هم أضل من البهائم طريقا.

(أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً) (٤٥)

(أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ) : الهمزة همزة تقرير وتنبيه بلفظ استفهام. لم : حرف نفي وجزم وقلب. تر : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف آخره حرف العلة ـ الألف المقصورة ـ وبقيت الفتحة دالة عليها والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. إلى ربك : جار ومجرور متعلق بترى .. والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة بمعنى ألم تنظر إلى صنع ربك وقدرته.

(كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ) : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال والجملة من «كيف وما بعدها» في محل نصب مفعول «ترى». مد : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي الله سبحانه. الظل : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى : كيف بسط الظل.

(وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً) : الواو استئنافية. لو : حرف شرط غير جازم ـ حرف امتناع لامتناع ـ شاء : تعرب إعراب «مد» اللام واقعة في جواب «لو». جعل : تعرب إعراب «مد» والهاء ضمير متصل مبني على الضم في

١٤٩

محل نصب مفعول به أول. ساكنا : مفعول به ثان منصوب بجعل المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة المنونة والجملة الفعلية «لجعله ساكنا» جواب شرط غير جازم لا محل لها بمعنى لجعله ثابتا.

(ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ) : حرف عطف للتراخي ـ أي لتباعد الفترات الزمنية بين الحوادث الثلاثة. جعل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. الشمس : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(عَلَيْهِ دَلِيلاً) : جار ومجرور متعلق بدليل. دليلا : مفعول به ثان منصوب بجعل المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : سببا لوجوده.

(ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً) (٤٦)

(ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا) : حرف عطف. قبض : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به بمعنى ثم محوناه أي كففنا الظل الممدود. إلى : حرف جر و«نا» ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر بإلى. والجار والمجرور متعلق بقبضنا.

(قَبْضاً يَسِيراً) : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. يسيرا : صفة ـ نعت ـ للمصدر منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : ثم كففناه كفا أو محوناه محوا قليلا قليلا.

(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً وَالنَّوْمَ سُباتاً وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً) (٤٧)

(وَهُوَ الَّذِي) : الواو استئنافية. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر «هو».

(جَعَلَ لَكُمُ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو لكم جار ومجرور متعلق بجعل والميم علامة جمع الذكور حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ.

١٥٠

(اللَّيْلَ لِباساً) : مفعولا «جعل» منصوبان وعلامة نصبهما الفتحة ونون آخر «لباسا» لأنه نكرة بمعنى جعله سترا لكم والجملة الفعلية «جعل لكم الليل لباسا» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

(وَالنَّوْمَ سُباتاً) : معطوف بالواو على «الليل لباسا» ويعرب إعرابه بمعنى جعله راحة لأجسامكم بعد العناء.

(وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «جعل لكم الليل لباسا» وتعرب إعرابها وقد كرر «جعل» للتأكيد. بمعنى : جعله ذا نشور لأنه مصدر بمعنى الانتشار.

(وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً) (٤٨)

(وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ بُشْراً) : القول الكريم معطوف بالواو على «هو الذي جعل لكم الليل» الوارد في الآية الكريمة السابقة ويعرب إعرابه. وهو جمع «بشير» مخفف من «بشر» بضم الباء والشين و«بشرا» حال من «الرياح» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) : ظرف مكان متعلق باسم الفاعل «بشرا» منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. يدي : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه مثنى وحذفت نونه للإضافة ـ أصله : يدين ـ وهو مضاف. رحمته : مضاف إليه ثان مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه ثالث.

(وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ) : الواو عاطفة. أنزل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. من السماء : جار ومجرور متعلق بأنزلنا.

١٥١

(ماءً طَهُوراً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. طهورا : صفة ـ نعت ـ لماء منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : طاهرا.

(لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَأَناسِيَّ كَثِيراً) (٤٩)

(لِنُحْيِيَ بِهِ) : اللام حرف جر للتعليل. نحيي : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. به : جار ومجرور متعلق بنحيي أي بالمطر والجملة الفعلية «نحيي به بلدة ميتا» صلة حرف مصدري لا محل لها و«أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بأرسلنا.

(بَلْدَةً مَيْتاً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. ميتا : صفة ـ نعت ـ لبلدة منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : لا نبات فيها.

(وَنُسْقِيَهُ مِمَّا) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «نحيي» وتعرب مثلها والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. مما : أصلها : من : حرف جر و«ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بنسقي وحذف مفعول «نسقي» الثاني لدلالة «من» التبعيضية عليه.

(خَلَقْنا أَنْعاماً) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا. التقدير : خلقناه. أنعاما : بدل من «من» التبعيضية في «مما» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى بهائم. أو تكون حالا من الاسم الموصول «ما» التقدير حال كونه من الأنعام.

(أَناسِيَّ كَثِيراً) : معطوف بالواو على «أنعاما» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف. كثيرا : صفة ـ نعت لأناسي منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى وبشرا كثيرين.

١٥٢

(وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً) (٥٠)

(وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ) : الواو عاطفة. اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. صرف : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به بمعنى : لقد كررنا هذا القول في القرآن وفي سائر الكتب التي أنزلت على الرسل وهو إنشاء السحاب وإنزال المطر.

(بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا) : ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بصرفنا وهو مضاف و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. اللام حرف جر للتعليل. يذكروا : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الفعلية «يذكروا» صلة حرف مصدري لا محل لها و«أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بصرفنا. وأصله : يتذكروا .. حذفت التاء تخفيفا بمعنى : ليفكروا ويعرفوا ويعتبروا.

(فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ) : الفاء استئنافية. أبى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر. أكثر : فاعل مرفوع بالضمة. الناس : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى : فكرهوا.

(إِلَّا كُفُوراً) : أداة حصر لا عمل لها. كفورا : مفعول لأجله منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى إلا للكفر وحده ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف بتقدير : إلا إباء كفورا والأفصح أن يكون مفعولا به لأن «أبى» متأول بالنفي. بتقدير : فلم يرضوا إلا كفورا.

** (لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة التاسعة والأربعين .. وفيه قال «ميتا» وهو صفة لموصوف مؤنث «بلدة» وذلك أن الكلمة «ميتا» يستوي فيها المذكر والمؤنث .. أو لأن «البلدة» في معنى «البلد» في قوله تعالى في سورة «فاطر» : (فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ) ولأن البلدة و«البلد» في معنى واحد وجاءت اللفظة «ميتا» مخففة الياء وهي

١٥٣

تلفظ بتخفيف الياء وتشديدها. و«به» أي بالمطر .. وقيل : عد كافرا من نسب الأمطار إلى الأنواء فقط وينكر أن تكون الأمطار ومعها الأنواء من خلق الله تعالى .. أما من كان يرى أن الله تعالى هو خالق هذه الأمطار وقد نصب سبحانه الأنواء دلائل وأمارات ـ بفتح الهمزة أي علامات ـ عليها فهذا غير كافر لأنه يؤمن أن ما من شيء في الوجود كله إلا وهو من صنع الله سبحانه وتعالى.

** (وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَأَناسِيَّ كَثِيراً) : يقال : سقى ـ يسقي ـ سقيا .. من باب رمى .. أي أعطاه الماء بيده وقيل : الفعل الرباعي «أسقى» لغة من «سقى» نحو سقانا الله الغيث وأسقانا .. ومنهم من يقول : سقيته : بمعنى : شفاها أي أعطاه الماء بيده ليشرب وأسقيته إذا جعلت له سقيا. ويقال : سقيت الزرع فأنا ساق ـ اسم فاعل والزرع مسقي ـ اسم مفعول. ويقال للقناة الصغيرة : ساقية ـ اسم فاعل ـ لأنها تسقي الأرض. وقال الجوهري : يقال : سقاه : أي لشفته وأسقاه : أي لماشيته وأرضه. أما «أناسي» فمعناها : أناس أو بشر والكلمة جمع «إنسي ..» وقيل : مفردها : أنسي. و«الأنس» البشر ومفرده : إنسي ـ بكسر الهمزة .. وسكون النون وبفتح الهمزة والنون. وقيل : هي جمع «ناس» و«ناس» أيضا جمع أو هي اسم وضع للجمع كالقوم والرهط وواحده ـ مفرده ـ : إنسان من غير لفظه مشتق من الفعل «ناس ينوس» : أي تدلى وتحرك فيطلق على الجن والإنس .. وسمي «الجن» ناسا كما سموا رجالا. قال تعالى في سورة «الجن» : (وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِ) وكانت العرب تقول : رأيت ناسا من الجن ولكنه غلب استعماله في الإنس.

** (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة والخمسين وفيه سمى سبحانه الماءين الكثيرين الواسعين بحرين .. المعنى : خلاهما لا يلتبسان .. أي منع أحدهما من الامتزاج بالآخر رغم كونهما متجاورين متلاصقين هذا بحر فرات أي بليغ العذوبة يكسر العطش ضارب إلى الحلاوة وهذا بحر مالح بليغ الملوحة و«ملح» بمعنى «مالح» بحذف الألف تخفيفا مثل «بردا» بمعنى : باردا .. وجعل بينهما بقدرته حاجزا أو سدا لا يمكن اقتحامه. أما قوله «حجرا محجورا» فواقع هنا على سبيل المجاز لأن كل واحد من البحرين يتعوذ من صاحبه ويقول له : حجرا محجورا كما قال سبحانه «لا يبغيان» أي لا يبغي أحدهما على صاحبه بالممازجة فانتفاء البغي هناك كالتعوذ هاهنا .. جعل كل واحد منهما في صورة الباغي على صاحبه فهو يتعوذ منه! وهي من أحسن الاستعارات وأشهدها على البلاغة. وهذا القول الكريم «حجرا محجورا» بمعنى : دفعه ومنعه. وتقوله العرب عند الأمر الذي تنكره. يقال : مرج الدابة : أي أرسلها ترعى. وبابه : نصر. ويقال : مرج الأمر والدين : بمعنى : اختلط وهو من باب «طرب» ومنه «الهرج والمرج» وتسكين المرج جاء للازدواج ويقال : ساد أو عم الملعب هرج ومرج ـ يفتح الراء فيهما ـ والصحيح لفظهما بسكون الراء .. والأصل هو تسكين الراء في «هرج» أما «المرج» فهو بفتح الراء لأنه مصدر الفعل «مرج» أما الفعل «هرج» بتشديد الراء فهو لفظة عامية يطلقونها على من يمزح ويؤتي بما يضحك منه ويسمون من يفعل ذلك مهرجا ـ بكسر الراء لأنه اسم فاعل. و«حجرا محجورا» ذكره سيبويه في باب المصادر غير المنصرفة المنصوبة بأفعال متروك إظهارها نحو : معاذ الله وقعدك الله وعمرك الله .. وهذه كلمة كانوا يتكلمون بها عند لقاء عدو موتور ـ اي لم يأخذ

١٥٤

بثأر ـ أو عند هجوم نازلة أو نحو ذلك يضعونها موضع الاستعاذة. قال سيبويه : ويقول الرجل للرجل : أتفعل كذا وكذا فيقول حجرا. أما لما ذا وصف «حجر» وهو من باب المصادر بالموصوف «محجورا» فسبب ذلك أن هذه الصفة جاءت لتأكيد معنى الحجر كما قالوا : ذيل ذائل والذيل : الهوان وموت مائت.

** (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة والخمسين بمعنى : وهو الذي أوجد من ماء النطفة إنسانا فجعله ذا نسب وصهرا. وبعد حذف المضاف إليه «النطفة» عرف المضاف «ماء» بالألف واللام والمصاهرة هي العلاقة بين الزوج وأهل الزوجة وبين الزوجة وأهل زوجها. والقول جعله ذا نسب معناه جعل منه ذكورا ينسب إليهم وإناثا يصاهر بهن. ويقال نسبت الرجل .. بمعنى : ذكرت نسبه وهو من باب «نصر» و«النسب» جمعه : أنساب وفلان يناسب فلانا فهو نسيبه أو قريبه. قال الجوهري : الأصهار : هم أهل بيت المرأة وهو جمع صهر وقال الخليل : ومن العرب من يجعل الصهر ـ بكسر الصاد ـ من الأحماء ـ جمع حمو ـ والأختان ـ جمع ختن ـ جميعا. ويقال : صهر الشيء فانصهر : بمعنى : أذابه فذاب. وهو من باب قطع.

** (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة والخمسين .. و«نذيرا» اسم فاعل مثل «مبشر» إلا أنه صيغة فعيل بمعنى فاعل وهما يعملان عمل فعليهما المتعديين إلى المفعولين المحذوفين اختصارا التقدير والمعنى : مبشرا من أطاعك يا محمد بالجنة ومنذرا أي مخوفا من عصاك بالنار.

** (الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة التاسعة والخمسين .. يعني في مدة مقدارها هذه المدة لأنه لم يكن حينئذ نهار ولا ليل .. وقيل : ستة أيام من أيام الآخرة وكل يوم ألف سنة والظاهر : أنها من أيام الدنيا .. وعن مجاهد : أولها يوم الأحد وآخرها يوم الجمعة وعن سعيد بن جبير ـ رضي الله عنهما : إنما خلقها في ستة أيام وهو سبحانه يقدر على أن يخلقها في لحظة .. تعليما لخلقه الرفق والتثبت. وقيل : اجتمع خلقها يوم الجمعة فجعله الله تعالى عيدا للمسلمين. وقيل : إن تقدير الشهور اثني عشر شهرا هو بداعي حكمة وإن كنا لا نطلع عليه ولا نهتدي إلى معرفته .. ومن ذلك أيضا : تقدير الملائكة الذين هم أصحاب النار تسعة عشر .. وحملة العرش ثمانية .. والسموات سبعا والأرض كذلك .. والصلوات خمسا .. والأيام سبعة .. والسموات والأرض وما بينهما خلقها في ستة أيام كما تذكر ذلك الآية الكريمة المذكورة آنفا.

** (ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمنُ) : العرش لغة هو سرير الملك .. أي ثم جلس واستقر وبما أنه سبحانه ـ جلت قدرته ـ منزه عن هذا التعبير لأنه عزوجل ليس بجسم فالكلام كناية عن التصرف والاستيلاء على الملك لتدبير أمر الكائنات جميعا وتصرفه في الملك لأنه محال عليه سبحانه معنى «استقر» أو «جلس» و«الرحمن» اسم من أسماء الله الحسنى.

** (تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والستين .. المعنى : جعل في السماء منازل الكواكب تنتقل إليها لمصلحة الخليفة وهي جمع «برج» وأصله : القصر العالي البناء .. و«سراجا» بمعنى وشمسا تضيء الدنيا في النهار وقمرا ينير الدنيا في الليل .. وفي القول الكريم شبه سبحانه الشمس بالسراج لإضاءتها الدنيا نهارا أي عالم الوجود .. واشتقاق «البرج» لظهوره وقيل : البروج :

١٥٥

هي الكواكب العظام سميت بروجا لظهورها .. وقيل : هي أبواب السماء .. وقيل : هي التي تدخل فيها الشمس في أثناء السنة لتحدث الفصول وشبهت بالفصول لأن الكواكب السيارة تنزلها وقيل : هي منازل الكواكب أو قصور السماء على التشبيه لأنها لهذه الكواكب كالمنازل لسكانها أو هي النجوم التي هي منازل القمر وعددها اثنا عشر كوكبا سيارا هي : الحمل .. الثور .. الجوزاء .. السرطان .. الأسد .. السنبلة .. الميزان .. العقرب .. القوس .. الجدي .. الدلو .. والحوت. وفي قراءة الحسن والأعمش .. وقمرا منيرا ـ بضم القاف ـ وهو جمع «ليلة قمراء» كما فسره الزمخشري كأنه قال : وذا قمر مبين لأن الليالي تكون قمرا بالقمر فأضافه إليها ونظيره في بقاء حكم المضاف بعد سقوطه وقيام المضاف إليه مقامه قول حسان : بردى يصفف بالرحيق السلسل. يريد : ماء بردى. ولا يبعد أن يكون القمر بمعنى : القمر .. كالرشد بمعنى : الرشد .. والعرب والعرب. و«يصفق» بمعنى : يمزج. وقال بالتذكير باعتبار الماء والسلسل هو الماء العذب.

(وَلَوْ شِئْنا لَبَعَثْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً) (٥١)

(وَلَوْ شِئْنا لَبَعَثْنا) : الواو استئنافية. لو : حرف شرط غير جازم ـ حرف امتناع لامتناع ـ شئنا : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. لبعثنا : الجملة الفعلية وما بعدها جواب شرط غير جازم لا محل لها. اللام واقعة في جواب «لو» والجملة الفعلية «بعثنا» تعرب إعراب «شئنا» والقول الكريم هو قول الله تعالى لرسوله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ويجوز على المعنى أن تكون جملة «لبعثنا» معطوفة على جواب «لو» المحذوف. التقدير : لو شئنا لخففنا عنك إنذار جميع القرى ولبعثنا في كل قرية نذيرا.

(فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً) : جار ومجرور متعلق ببعثنا. قرية : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. نذيرا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : نبيا ينذرها من العاقبة.

(فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَجاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِيراً) (٥٢)

(فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ) : الفاء عاطفة على فعل محذوف بتقدير : واجتهد في دعوتك ولا تطع الكافرين. لا : ناهية جازمة. تطع : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه سكون آخره الذي حرك بالكسر لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. الكافرين : مفعول به

١٥٦

منصوبة وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته أي لا تطعمهم فيما يريدونك عليه.

(وَجاهِدْهُمْ بِهِ) : الواو عاطفة. جاهد : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. به : جار ومجرور متعلق بجاهد بمعنى وجاهدهم بسبب كونك نذيرا للقرى كافة بالقرآن.

(جِهاداً كَبِيراً) : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. كبيرا : صفة ـ نعت ـ للمصدر ـ جهادا ـ منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى جهادا جامعا لكل مجاهدة أي جهادا شديدا .. ويجوز أن يكون الضمير ـ الهاء في «به» عائدا لترك الطاعة الذي يدل عليه فلا تطع.

(وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً) (٥٣)

(وَهُوَ الَّذِي) : الواو عاطفة. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر «هو».

(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. البحرين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى والنون عوض من تنوين المفرد.

(هذا عَذْبٌ فُراتٌ) : الجملة الاسمية تفسيرية لا محل لها. هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وخبره محذوف تقديره : هذا ماء. عذب : صفة ـ نعت ـ للخبر المحذوف «ماء» مرفوع بالضمة المنونة أو يكون «عذب» خبر «هذا» على تقدير : هذا الماء عذب. و«فرات» : صفة لعذب بمعنى : هذا الماء بليغ العذوبة يضرب إلى الحلاوة مرفوع مثله بالضمة المنونة.

١٥٧

(وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ) : الجملة الاسمية معطوفة بالواو على مثيلتها الجملة الاسمية «هذا عذب فرات» وتعرب مثلها و«الأجاج» نقيض «الفرات» بمعنى : بليغ الملوحة.

(وَجَعَلَ بَيْنَهُما) : الجملة الفعلية لا محل لها لأنها معطوفة بالواو على صلة الموصول «مرج ..» وتعرب مثلها. بينهما : ظرف مكان منصوب على الظرفية بالفتحة متعلق بجعل وهو مضاف. الهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة. الميم عماد والألف علامة التثنية لا محل لها أو تكون «ما» علامة التثنية.

(بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى حاجزا أو سدا. وحجرا : معطوف بالواو على «برزخا» ويعرب مثله. محجورا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «حجرا» منصوب بالفتحة المنونة.

(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً) (٥٤)

(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ) : معطوف بواو العطف على «هو الذي مرج» في الآية الكريمة السابقة. من الماء : جار ومجرور متعلق بخلق.

(بَشَراً فَجَعَلَهُ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. فجعله : الجملة الفعلية معطوفة بالفاء على جملة «خلق» وتعرب إعرابها والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به بمعنى فقسمه قسمين.

(نَسَباً وَصِهْراً) : مفعول به ثان منصوب بجعل المتعدي إلى مفعولين بمعنى فصيره وعلامة نصبه الفتحة المنونة. وصهرا : معطوف بالواو على «نسبا» ويعرب إعرابه.

(وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً) : الواو عاطفة. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. ربك : اسم «كان» مرفوع بالضمة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. قديرا : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة وهو من صيغ المبالغة ـ فعيل بمعنى فاعل ـ بمعنى قادرا على كل شيء.

١٥٨

(وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً) (٥٥)

(وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) : الواو استئنافية. يعبدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. من دون : جار ومجرور متعلق بيعبدون أو بحال مقدمه من «ما» وهو مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.

(ما لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. لا : نافية لا عمل لها .. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها. ينفع : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. الواو عاطفة. لا : زائدة لتأكيد النفي. يضرهم : معطوفة على «ينفعهم» وتعرب مثلها. أي تكون الجملة الفعلية «ولا يضرهم» صلة الموصول أيضا لا محل لها المعنى : ويعبدون من غير الله ما لا ينفعهم كالأصنام وغيرها إن عبدوها ولا يضرهم شيء إن تركوا عبادتها.

(وَكانَ الْكافِرُ) : الواو استئنافية. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. الكافر : اسم «كان» مرفوع بالضمة.

(عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً) : جار ومجرور متعلق بخبر «كان» والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة. ظهيرا : خبر «كان» منصوب بالفتحة المنونة بمعنى : نصيرا أو مناصرا للشيطان على معصية ربه.

(وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً) (٥٦)

(وَما أَرْسَلْناكَ) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. أرسل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والكاف

١٥٩

ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ الرسول الكريم ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.

(إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً) : أداة حصر لا عمل لها. مبشرا : حال من ضمير المخاطب ـ الكاف ـ في «أرسلناك» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. ونذيرا : معطوف بالواو على «مبشرا» ويعرب إعرابه.

(قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً) (٥٧)

(قُلْ) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. وأصله : قول. حذفت واوه تخفيفا ولالتقاء الساكنين.

(ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ) : الجملة الفعلية وما بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ ما : نافية لا عمل لها. أسألكم : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور. عليه : جار ومجرور متعلق بأسأل.

(مِنْ أَجْرٍ إِلَّا) : حرف جر زائد لتأكيد النفي. أجر : اسم مجرور لفظا بمن منصوب محلا لأنه مفعول به ثان بمعنى : ما أطلب منكم أجرا على تبليغ القرآن. إلا : أداة استثناء بمعنى «لكن».

(مَنْ شاءَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مستثنى بإلا وهو استثناء منقطع. والمراد إلا فعل أو عمل من شاء فحذف المستثنى المضاف «فعل» وحل المضاف إليه «من» محله. والاستثناء المنقطع بلغة أهل الحجاز. أما بنو تميم فيجيزون النصب والإبدال من «أجر» على اعتبار الموضع أي محل أجر» وهو النصب و«من» تتضمن معنى الشرط اي ولكن إن شاء ابتغاء ثواب ربه فعليه أن يعمل. شاء : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الفعلية «شاء» صلة الموصول لا محل لها.

١٦٠