فضائح الباطنية

أبو حامد الغزالي

فضائح الباطنية

المؤلف:

أبو حامد الغزالي


المحقق: محمد علي القطب
الموضوع : الفرق والمذاهب
الناشر: المكتبة العصريّة للطباعة والنشر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٠٥

نفسى من فخ أنصبه بامرأة ، يا موسى! إياك والشح فإنى أفسد على الشحيح الدنيا والآخرة».

وروى عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «من كظم غيظا وهو يقدر على إنفاذه ملأه الله إيمانا وأمنا ؛ ومن وضع ثوب جمال تواضعا لله وهو يقدر عليه كساه الله تعالى حلّة الكرامة».

وحكى أن ذا القرنين لقى ملكا من الملائكة فقال له : علمنى عملا أزداد به إيمانا ويقينا! فقال : «لا تغضب ، فإن الشيطان أقدر ما يكون على ابن آدم إذا غضب ، وإذا غضبت فرد الغضب بالكظم وسكنه بالتؤدة. وإياك والعجلة فإنك إذا عجلت أخطأت حظك ؛ وكن سهلا لينا للقريب والبعيد ؛ ولا تكن جبارا عنيدا.

وقد روى أبو هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الويل لمن يغضب وينسى غضب الله تعالى! عباد الله! إياكم والغضب والظلم فإن عقوبتهما شديدة ، ومن غضب فى غير ذات الله جاء يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه».

وروى أبو هريرة أيضا : أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال : يا رسول الله دلنى على عمل يدخلنى الجنة! قال : «لا تغضب ، ولك الجنة» قال : زدنى! قال : «استغفر الله تعالى دبر صلاة العصر سبعين مرة يغفر الله لك ذنب سبعين سنة». قال : ليس لى ذنوب سبعين سنة. قال : «فلأمك». قال : ولا لأمى. قال : «فلأبيك». قال : ولا لأبى. قال : «فلإخوانك».

وقد روى عن عبد الله بن مسعود : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم! قسم قسما ، فقال رجل من الأنصار : هذه قسمة ما أريد بها وجه الله. قال ابن مسعود : يا عدو الله! لأخبرن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبرته ، فاحمر وجهه وقال : «رحمة الله على موسى! قد أوذى بأكثر من هذا فصبر».

٢٠١

وهذا القدر الّذي روى من الآثار والأخبار وسير الخلفاء وأئمة الأعصار كاف للمتعظ به وللمصغى إليه فى تهذيب الأخلاق ومعرفة وظائف الخلافة ، فالعامل به مستغن عن المزيد.

والله ولى التوفيق

تم الكتاب ، والحمد لله ربّ العالمين ؛ وصلى الله على سيّد الأولين والآخرين ، وعلى آله الطيبين الطاهرين.

وقع الفراغ منه يوم السبت لسبعة عشر يوما خلت من شهر ربيع الآخر سنة خمس وستين وستّمائة (٦٦٥ ـ ه) (١).

__________________

(١) نهاية مخطوط متحف لندن درون ذكر لاسم الناسخ ؛ مع ثبت سنة النسخ كما هو وارد.

٢٠٢

الفهرس

الموضوع

الصفحة

المقدمة.......................................................................... ٣

نبذة عن الكتاب................................................................. ٦

تعريف بالإمام أبى حامد الغزالى..................................................... ٧

الباب الأول : فى الإعراب عن المنهج الّذي استنهجته فى هذا الكتاب................. ١٧

المقام الأول.................................................................. ١٧

المقام الثانى.................................................................. ١٨

المقام الثالث................................................................. ١٨

الباب الثانى : فى بيان ألقابهم والكشف عن السبب الداعى لهم على نصب هذه الدعوة.. ٢١

الفصل الأول : فى ألقابهم التى تداولتها الألسنة على اختلاف الأعصار والأزمنة وهى عشرة ألقاب : الباطنية ، (والقرامطة والقرمطية) ، (والخرمية والخرمدينية) ، والإسماعيلية ، والسبعية ، والبابكية ، والمحمرة ، والتعليمية.... ٢١

الفصل الثانى : فى بيان السبب الباعث لهم على نصب هذه الدعوة وإفاضة هذه البدعة ٢٦

الباب الثالث : فى درجات حيلهم ، وسبب الاغترار بها مع ظهور فسادها.............. ٢٩

الفصل الأول : فى درجات حيلهم.............................................. ٢٩

الفصل الثانى : فى بيان السبب فى رواج حيلتهم وانتشار دعوتهم مع ركاكة حجتهم وفساد طريقتهم         ٣٨

٢٠٣

الباب الرابع : فى نقل مذهبهم جملة وتفصيلا....................................... ٤٣

الطرف الأول............................................................. ٤٤

الطرف الثانى............................................................. ٤٦

الطرف الثالث............................................................ ٤٧

الطرف الرابع............................................................. ٤٩

الطرف الخامس........................................................... ٥١

الباب الخامس : فى إفساد تأويلاتهم للظواهر الجلية واستدلالاتهم بالأمور العددية........ ٥٩

الفصل الأول : فى تأويلاتهم للظواهر........................................... ٥٩

الفصل الثانى : فى استدلالاتهم بالأعداد والحروف................................ ٦٨

الباب السادس : فى الكشف عن تلبيساتهم التى زوقوها بزعمهم فى معرض البرهان على إبطال النظر العقلى وإثبات وجوب التعلم من الإمام المعصوم.................................................................. ٧٣

المنهج الأول................................................................. ٧٧

المنهج الثاني................................................................. ٨٦

الباب السابع : فى إبطال تمسكهم بالنص فى إثبات الإمامة والعصمة................ ١٢١

الفصل الأول : فى تمسكهم بالنص على الإمامة................................ ١٢١

الفصل الثانى : فى إبطال قولهم إن الإمام لا بدّ أن يكوم معصوما من الخطأ والزلل والصغائر والكبائر        ١٢٩

الباب الثامن : فى الكشف عن فتوى الشرع فى حقهم من التكفير وسفك الدم........ ١٣٣

الفصل الأول : فى تكفيرهم أو تضليلهم أو تخطئتهم............................ ١٣٣

المرتبة الأولى............................................................. ١٣٣

المرتبة الثانية............................................................. ١٣٦

٢٠٤

الفصل الثانى : فى أحكام من قضى بكفره منهم................................ ١٤١

الفصل الثالث : فى قبول توبتهم وردها........................................ ١٤٥

الفصل الرابع : فى حيلة الخروج عن أيمانهم وعهودهم إذا عقدوها على المستجيب... ١٤٨

الباب التاسع : فى إقامة البراهين الشرعية على أن الإمام القائم بالحق الواجب على الخلق طاعته فى عصرنا هذا هو الإمام المستظهر بالله حرس الله ظلاله.............................................................. ١٥٣

القول فى الصفة الأولى................................................... ١٦٣

القول فى الصفة الثانية.................................................... ١٦٦

القول فى الصفة الثالثة.................................................... ١٦٧

القول فى الصفة الرابعة................................................... ١٧١

الباب العاشر : الوظائف الدينية التى بالمواظبة عليها يدوم استحقاق الإمامة........... ١٧٥

القول فى الوظائف العملية...................................................... ١٨١

٢٠٥