قائمة الکتاب
المنهج الأول
٧٧
إعدادات
فضائح الباطنية
فضائح الباطنية
تحمیل
السابق فإنه كان قاطعا بمثل قطعة الآن! فليت شعرى من أين يأمن الانخداع وأنه سيتنبه لأمر يتبين به أن ما يعتقده الآن باطل ، وما من ناظر إلا ويعتقد مثله مرارا ، ثم لا يزال يعتز آخرا بمعتقده الّذي يماثل سائر معتقداته التى تركها وعرف بطلانها بعد التصميم عليها والقطع بها.
(الدلالة الخامسة) وهى شرعية ، قولهم : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «ستفترق أمّتى نيفا وسبعين فرقة ، الناجية منها واحدة ، فقيل : ومن هم؟ فقال؟ أهل السنّة والجماعة.
فقيل : وما السنة والجماعة؟ قال : ما أنا الآن عليه وأصحابى» (١). قالوا : وما كانوا إلا على الاتباع والتعليم فى كل ما شجر بينهم ، وتحكيم الرسول ـ عليهالسلام ـ فيه لا على اتباع رأيهم وعقولهم. فدل أن الحق فى الاتباع ، لا فى نظر العقول.
وهذا تحرير أدلتهم على أقوى وجه فى الإيراد. وربما يعجز معظمهم عن الإتقان فى تحقيقه إلى هذا الحد.
فنقول وبالله التوفيق : الكلام عليه منهجان : جملى ، وتفصيلى.
المنهج الأول وهو الجملى
أنا نقول : هذه العقيدة التى استنتجتموها من ترتيب هذه المقدمات ، ونظمها بطريق النظر والتأمل ، فإن ادعيتم معرفتها ضرورة كنتم معاندين ، ولم يعجز خصومكم عن دعوى الضرورة فى معرفتهم بطلان مذهبكم. وإن ادعوا ذلك كانوا أقوم قيلا عند المنصف ، وإن ادعيتم إدراكها بالنظر فى ترتيب هذه المقدمات ونظمها على شكل المقاييس المنتجة فقد اعترفتم بصحة النظر العقلى ويدعى بطلانه ، فهذا الكلام مفحم له ، وكاشف عن خزايته. أو يقال له : عرفت بطلان النظر ضرورة أو نظرا؟ ولا سبيل إلى دعوى الضرورة ، فإن الضرورى ما يشترك فى معرفته ذوو العقول السليمة ، كقولنا : الكل أعظم من الجزء ، والاثنان أكبر من
__________________
(١) متفق عليه.