إعراب القرآن - ج ١

الزجّاج

إعراب القرآن - ج ١

المؤلف:

الزجّاج


المحقق: ابراهيم الأبياري
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب الإسلاميّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩٨

الثامن عشر فى السجدة : (ءَ أَعْجَمِيٌّ) (١).

التاسع عشر فى الزخرف : (أَآلِهَتُنا) (٢).

العشرون فى الأحقاف : (أَذْهَبْتُمْ) (٣).

الحادي والعشرون والثاني والثالث والرابع والعشرون فى الواقعة : (أَأَنْتُمْ) (٤).

الخامس والعشرون فى المجادلة : (أَأَشْفَقْتُمْ) (٥).

السادس والعشرون فى الملك : (أَأَمِنْتُمْ) (٦).

السابع والعشرون فى القلم : (أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ) (٧).

الثامن والعشرون فى النازعات : (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ) (٨).

التاسع والعشرون : (ألهكم) (٩).

الثلاثون : (آلذَّكَرَيْنِ) (١٠).

الحادي والثلاثون : (آزَرَ) (١١).

وفى كل ذلك اختلاف بين القراء السبعة ؛ إلا فى قوله : (آلذَّكَرَيْنِ) (١٢) (آزَرَ) (١٣).

__________________

(١) فصلت : ٤٤.

(٢) الزخرف : ٥٨.

(٣) الأحقاف : ٢٠ في قراءة.

(٤) الواقعة : ٥٩ و ٦٤ و ٦٩ و ٧٢.

(٥) المجادلة : ١٣.

(٦) الملك : ١٦.

(٧) القلم : ١٤ في قراءة : (أأن كان).

(٨) النازعات : ٢٧.

(٩) التكاثر : ١ في قراءة : (أألهكم).

(١٠) الأنعام : ١٤٣ ، ١٤٤.

(١١) الأنعام : ٧٤.

٣٦١

فإن السبعة اجتمعت على مد (آلذَّكَرَيْنِ) فى الموضعين و (آزَرَ) على / وزن أفعل.

وأما قوله : (آللهُ أَذِنَ لَكُمْ) (١).

وقوله : (اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ) (٢).

وقوله : (آلْآنَ) (٣).

فإنهم أجمعوا على مدّ هذه الأحرف ، ولم يحذفوا المد ، كى لا يشتبه الخبر بالاستفهام لو قيل : الآن ، والله أعلم.

وأما التقاؤهما من الكلمتين ، مما جاء فى التنزيل على ثلاثة أضرب ، فهما متفقتان على الفتح ، وهى فى تسعة وعشرين موضعا :

أولها فى النساء : (السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ) (٤).

وفيها : (أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ) (٥) وهكذا فى المائدة.

وفى الأنعام : (جاءَ أَحَدَكُمُ) (٦).

وفى الأعراف : (جاءَ أَجَلُهُمْ) (٧).

وفى هود : (جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ) (٨) اثنان. (جاءَ أَمْرُنا) (٩) خمسة.

__________________

(١) يونس : ٥٩.

(٢) يونس : ٩١.

(٣) يونس : ٩١.

(٤) النساء : ٥.

(٥) النساء : ٤٣ ـ المائدة : ٦.

(٦) الأنعام : ٦١.

(٧) الأعراف : ٣٤.

(٨) هود : ٧٦ و ١٠١.

(٩) هود : ٤٠ و ٥٨ و ٦٦ و ٨٢ و ٩٤.

٣٦٢

وفى الحجر : (جاءَ آلَ لُوطٍ) (١) وفيها : (وَجاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ) (٢).

وفى النحل : (جاءَ أَجَلُهُمْ) (٣).

وفى الحج : (السَّماءَ أَنْ تَقَعَ) (٤).

وفى المؤمنين : (جاءَ أَمْرُنا) (٥) وفيها : (جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ) (٦).

وفى الفرقان : (مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ) (٧).

وفى الأحزاب : (إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) (٨).

وفى الملائكة : (جاءَ أَجَلُهُمْ) (٩).

وفى المؤمن : (جاءَ أَمْرُ اللهِ) (١٠). وفى الحديد مثله (١١).

وفى المنافقين : (فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ) (١٢).

وفى اقتربت الساعة : (جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ) (١٣).

وفى سورة محمد «عليه‌السلام» : (جاءَ أَشْراطُها) (١٤).

وفى عبس : (شاءَ أَنْشَرَهُ) (١٥).

__________________

(١) الحجر : ٦١.

(٢) الحجر : ٦٧.

(٣) النحل : ٦١.

(٤) الحج : ٦٥.

(٥) المؤمنون : ٢٧.

(٦) المؤمنون : ٩٩.

(٧) الفرقان : ٥٧.

(٨) الأحزاب : ٢٤.

(٩) فاطر : ٤٥.

(١٠) غافر : ٧٨.

(١١) قوله تعالى : (حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللهِ وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ) الحديد : ١٤.

(١٢) المنافقون : ١.

(١٣) القمر : ٤١.

(١٤) محمد : ١٨.

(١٥) عبس : ٢٢.

٣٦٣

الضرب الثاني : همزتان مكسورتان من كلمتين ، وهى فى ثلاثة عشر موضعا ،

أولها فى البقرة : (هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ) (١).

وفيها على قول الزيات والأعمش : (مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ تَضِلَّ) (٢).

وفى النساء : (مِنَ النِّساءِ إِلَّا) (٣) موضعان.

وفى يوسف : (بِالسُّوءِ إِلَّا) (٤).

وفى الأحزاب : (النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ) (٥). وفيها : (أَبْناءِ أَخَواتِهِنَّ) (٦).

وفيها : (لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ) (٧). (لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا) (٨) على قول نافع عن قالون ، وأبى حاتم عن ابن كثير.

وفى النور : (الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ) (٩).

وفى الشعراء : (مِنَ السَّماءِ إِنْ كُنْتَ) (١٠).

وفى سبأ : (السَّماءِ إِنَّ فِي ذلِكَ) (١١). وفيها : (أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ) (١٢).

__________________

(١) البقرة : ٣١.

(٢) البقرة : ٢٨٢.

(٣) النساء : ٢١ و ٢٤.

(٤) يوسف : ٥٣.

(٥) الأحزاب : ٣٢.

(٦) الأحزاب : ٥٥.

(٧) الأحزاب : ٥٠.

(٨) الأحزاب : ٥٣.

(٩) النور : ٣٣.

(١٠) الشعراء : ١٨٧.

(١١) سبأ : ٩.

(١٢) سبأ : ٤٠.

٣٦٤

وفى الزخرف : (فِي السَّماءِ إِلهٌ) (١).

وفى هود : (وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ) (٢).

وفى ص : (هؤُلاءِ إِلَّا صَيْحَةً) (٣).

وفى بنى إسرائيل : (هؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّماواتِ) (٤).

وفى السجدة : (مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ) (٥).

وأما المضمومتان من كلمتين ففى موضع واحد : (أَوْلِياءُ أُولئِكَ) (٦).

فهذا فى المتفقين.

وأما المختلفان ، ففى التنزيل على خمسة أضرب ، مضمومة دخلت على مفتوحة مثل: (السُّفَهاءُ أَلا) (٧).

و [الثاني] * : ضدها / مفتوحة على مضمومة نحو : (جاءَ أُمَّةً) (٨) ولا ثانى له.

الثالث : مكسورة دخلت على مفتوحة مثل : (وِعاءِ أَخِيهِ) (٩).

[الرابع] (١٠) : ضدها : (شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ) (١١).

__________________

(١) الزخرف : ٨٤.

(٢) هود : ٧١.

(٣) ص : ١٥.

(٤) الإسراء : ١٠٢.

(٥) السجدة : ٥.

(٦) الأحقاف : ٣٢.

(٧) البقرة : ١٣.

(٨) المؤمنون : ٤٤.

(٩) يوسف : ٧٦.

(١٠) تكملة يقتضيها السياق.

(١١) البقرة : ١٣٣.

٣٦٥

الخامس : مضمومة دخلت على مكسورة مثل : (نَشؤُا إِنَّكَ) (١) ولا ضد لها.

والضرب الأول : (السُّفَهاءُ أَلا) (٢) (النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها) (٣) (يَشاءُ أَلَمْ تَرَ) (٤) (سُوءُ أَعْمالِهِمْ) (٥) (وَالْبَغْضاءُ أَبَداً) (٦) (لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ) (٧) (تَشاءُ أَنْتَ وَلِيُّنا) (٨) (الْمَلَأُ أَفْتُونِي) (٩) (الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ) (١٠). وأيضا : (الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُءْيايَ) (١١) (جَزاءُ أَعْداءِ اللهِ) (١٢).

الضرب الثاني : (جاءَ أُمَّةً) (١٣) لا ثاني له.

الثالث : (مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ تَضِلَّ) (١٤) (وِعاءِ أَخِيهِ) (١٥) موضعان (السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا) (١٦) (هؤُلاءِ آلِهَةً) (١٧) (مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ) (١٨) (السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ) (١٩) (السَّماءِ أَنْ يُرْسِلَ) (٢٠) (السَّماءِ أَوِ ائْتِنا) (٢١) (أَبْناءِ إِخْوانِهِنَّ)(٢٢) (بِالْفَحْشاءِ أَتَقُولُونَ) (٢٣).

__________________

(١) هود : ٨٧.

(٢) البقرة : ١٣.

(٣) الأحزاب : ٥٠ ـ ولعله يريد : (النبيء أن) بالهمزة ، إذ لا شاهد في هذه القراءة.

(٤) إبراهيم : ٢٧ و ٢٨.

(٥) التوبة : ٣٧.

(٦) الممتحنة : ٤.

(٧) الأعراف : ١٠٠.

(٨) الأعراف : ١٥٥.

(٩) النمل : ٣٢.

(١٠) النمل : ٣٨.

(١١) يوسف : ٤٣.

(١٢) فصلت : ٢٨.

(١٣) المؤمنون : ٤٤.

(١٤) البقرة : ٢٨٢.

(١٥) يوسف : ٧٦.

(١٦) الفرقان : ٤٠.

(١٧) الأنبياء : ٩٩.

(١٨) الأعراف : ٥٠.

(١٩) الملك : ١٦.

(٢٠) الملك : ١٧.

(٢١) الأنفال : ٣٢.

(٢٢) الأحزاب : ٥٥.

(٢٣) الأعراف : ٢٨.

٣٦٦

والضرب الرابع :

(شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ) (١) (وَالْبَغْضاءَ إِلى) (٢) موضعان ، (شُهَداءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللهُ) (٣) (شُرَكاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ) (٤) (وَالْفَحْشاءَ إِنَّهُ) (٥) (إِنْ شاءَ [إِنَ]) (٦) (اللهَ) (٧). (أَوْلِياءَ إِنَّا أَعْتَدْنا) (٨) (الدُّعاءَ إِذا) (٩) ثلاثة مواضع (وَجاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ) (١٠) (عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) (١١) وفى الأنبياء مثله (١٢) (نَبَأَ إِبْراهِيمَ) (١٣) (حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ) (١٤).

الضرب الخامس :

(يَشاءُ إِلى صِراطٍ) (١٥) (يَشاءُ إِذا قَضى) (١٦) (الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا)(١٧) (نَشؤُا إِنَّكَ) (١٨) (وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ) (١٩) (السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) (٢٠) (يا زَكَرِيَّا إِنَّا) (٢١) (نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) (٢٢) (لِما يَشاءُ إِنَّهُ) (٢٣) (الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ) (٢٤) (النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ) (٢٥) (مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ) (٢٦) فى يونس. وفى النور : (مَنْ يَشاءُ إِلى) (٢٧) موضعان (٢٨)

__________________

(١) البقرة : ١٣٣. (٢) المائدة : ١٤ و ٦٤.

(٣) الأنعام : ١٤٤.

(٤) يونس : ٦٦.

(٥) يوسف : ٢٤. (٦) تكملة يقتضيها السياق.

(٧) التوبة : ٢٨. (٨) الكهف : ١٠٢.

(٩) النمل : ٨٠ والأنبياء : ٤٥. (١٠) يوسف : ٥٨.

(١١) مريم : ٢.

(١٢) الأنبياء : ٨٩.

(١٣) الشعراء : ١٩.

(١٤) الحجرات : ٩.

(١٥) البقرة : ١٤٢.

(١٦) آل عمران : ٤٧.

(١٧) البقرة : ٢٨٢.

(١٨) هود : ٨٧.

(١٩) الأعراف : ١٨٨.

(٢٠) فاطر : ٤٣.

(٢١) مريم : ٧ ـ يريد : (يا زكرياء إنا) إذ لا شاهد في هذا الرسم.

(٢٢) الحج : ٥.

(٢٣) يوسف : ١٠٠.

(٢٤) النمل : ٢٩.

(٢٥) الأحزاب : ٤٥ ـ يريد : (النبيء إنا أرسلناك).

(٢٦) يونس : ٢٥.

(٢٧) النور : ٤٦.

(٢٨) وردت الآية في الموضع الآخر من سورة النور (ما يَشاءُ إِنَّ) آية ٤٥.

٣٦٧

وفى الملائكة : (الْعُلَماءُ إِنَّ اللهَ) (١) (الْفُقَراءُ إِلَى اللهِ) (٢).

(النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ) (٣) (النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ) (٤).

فى حم عسق : (لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً) (٥).

وفيها : (ما يَشاءُ إِنَّهُ بِعِبادِهِ) (٦).

فذلك اثنان وستون موضعا.

هذه الهمزات المختلفة ، روت القراء عن أبى عمرو تليين الثانية ، وتحقيق الأولى. وروى سيبويه عنه تليين الأولى ، وتحقيق الثانية نحو : يا زكريا زكريا وأما الهمزتان إذا التقتا وكانت كل واحدة منهما من كلمة ، فإن أهل التخفيف يخففون إحداهما ، ويستثقلون تحقيقهما لما ذكرت لك ، كما استثقل أهل / الحجاز تخفيف الواحدة ، فليس فى كلامهم أن تلتقى همزتان فتحققا ومن كلامهم تخفيف الأولى ، وتحقيق الثانية ، سمعنا ذلك من العرب.

وحدثنى هارون القارئ ، أنه سمع العرب يقولون ، وهو قوله : (فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها)(٧) و (يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ) (٨) وهو قول أبى عمرو ، وأنشد الشاعر :

كلّ غرّاء إذا ما برزت

ترهب العين عليها والحسد (٩)

انتهى كلامه.

وكان المقصود من إدخال هذا الباب الإشارة بهذا الخلاف بين سيبويه والقراء فى روايتهم عن أبى عمرو ، وكل حسن جائز فصيح.

__________________

(١) فاطر : ٢٨.

(٢) فاطر : ١٥.

(٣) الممتحنة : ١٢.

(٤) الطلاق : ١.

(٥) الشورى : ٤٩.

(٦) الشورى : ٢٧.

(٧) محمد : ١٨.

(٨) مريم : ٨.

(٩) الكتاب (١ : ١٦٧).

٣٦٨

الثامن عشر

هذا باب ما جاء في التنزيل من لفظ

من وما والّذي وكلّ وأحد ، وغير ذلك

كنى عنه مرة على التوحيد وأخرى على الجمع ، وكلاهما حسن فصيح ذكره سيبويه وغيره.

فمن ذلك قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ) (١). فكنى عن «من» بالمفرد حيث قال «يقول» ثم قال : (وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) (٢) ، فحمل على المعنى وجمع.

وقال : (بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ) (٣) ، فأفرد الكناية فى «أسلم» و «له» و «هو». ثم قال : (وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (٤) فجمع.

ومن ذلك قوله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً) (٥) ، فأفرده ثم جمع.

__________________

(١) البقرة : ٨.

(٢) البقرة : ٨.

(٣) البقرة : ١١٢.

(٤) البقرة : ١١٢.

(٥) الأنعام : ٢٥.

٣٦٩

وقال فى موضع آخر : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ) (١). وقال. (وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ) (٢) فذكر «يقنت» ثم قال : (وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها) (٣) فأنّث حملا على المعنى ، والقياس فى هذا أن يكنى عن لفظ ، ثم يحمل على المعنى ويثنّى ويجمع ويؤنث.

فأما إذا كنيت عنه بالجمع ، ثم تكنى عنه بالمفرد ، فإنهم قالوا : هذا لا يحسن ، وقد جاء التنزيل بخلاف ذلك.

قال : (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللهُ لَهُ رِزْقاً) (٤). فجمع «خالدين» بعد إفراد اللفظ. ثم قال : (قَدْ أَحْسَنَ اللهُ لَهُ رِزْقاً) (٥) ، فأفرد.

قال عثمان ، فى قول الفرزدق من أبيات الكتاب :

/ ورثت أبى أخلاقه عاجل القرى

وضرب عراقيب المتألي شبوبها

«عاجل القرى» بدل من «أخلاقه» جوهر عن حدث ، لأن أخلاقه بدل من أبى ـ فهو كمعين بعد جاء حينه.

ولا يلزم عوده إلى الأول ، لأنه قد جاء : (قَدْ أَحْسَنَ اللهُ لَهُ رِزْقاً) (٦) ويجوز أن يكون عاجلا كالعافية. ويوضحه ما بعده من المصدر.

__________________

(١) يونس : ٤٢.

(٢) الأحزاب : ٣١.

(٣) الأحزاب : ٣١.

(٤) الطلاق : ١١.

٣٧٠

قال : فرق بين معيّن وعاجل فى العود إلى الأوّل بأنه بيان ، وليس فى العود إلى «من» بيان الأول.

وهو كلام ساقط بعد الجهل بقوله : (قَدْ أَحْسَنَ اللهُ لَهُ رِزْقاً) (١).

وجوّز فى «أخلاقه» أن يكون مفعولا ثانيا ، ويجوز حذف «من» أي : من أبى.

وإذا ثبت وصحّ أنه يجوز ويحسن العود إلى الإفراد بعد الجمع ، كان قوله : (وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَمُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا) (٢) ـ تذكيرا بعد التأنيث ، لأنه أنث خالصة حملا لها على معنى التأنيث ثم عاد إلى اللفظ.

وإذا كان كذلك فقول الشّماخ :

أمن دمنتين عرّس الرّكب فيهما

بعقل الرّجامى قد عفا طللاهما

أقام على ربعيهما جارتا صفا

كميتا الأعالى جونتا مصطلاهما

لا يبطل به حجة من احتج على إجازة سيبويه : «مررت برجل حسن وجهه» ، قد احتجّ بهذا البيت على جواز المسألة. وقال : «جونتا مصطلاهما» كحسنى وجههما. فقال قائلون : إن قوله : «مصطلاهما» بعودهما إلى الأعالى ، لأن الأعالى بمعنى الأعليين.

__________________

(١) الطلاق : ١١.

(٢) الأنعام : ١٣٩.

٣٧١

قيل لهم : التثنية بعد الجمع محال لا يحسن.

فقالوا : قد جاء الإفراد بعد الجمع ، والتذكير بعد التأنيث ، وإنما يبطل احتجاجهم بأنه لا يقال كميتا الأعالى جونتا مصطلى الأعالى. وإنما يقال مصطلى الأسافل.

وهذا حديث قد كتبناه فى مواضع ليس من بابة هذا الكتاب.

ومن ذلك قوله تعالى : (كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ) (١) فكنى عنه بالمفرد. ثم قال : (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ) (٢) ـ فكنى عنه بالجمع.

ومثله : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) (٣). ثم قال : (أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)(٤).

وقال : (وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما) (٥). ثم قال : (أُولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ) (٦).

ويجوز أن يكون التقدير فى قوله : (وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ) (٧) ـ أي ، وفيما يتلى عليكم فحذف الخبر.

ومثله : (تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ) (٨) أي تماما على المحسنين ـ عن مجاهد ، كأنه قيل : تماما على المحسنين الذي هو أحدهم.

__________________

(١) البقرة : ١٧.

(٢) البقرة : ١٧.

(٣) الزمر : ٣٣.

(٤) الزمر : ٣٣.

(٥) الأحقاف : ١٧.

(٦) الأحقاف : ١٨.

(٧) الأنعام : ١٥٤.

٣٧٢

وقيل : تماما على إحسانه ـ أي إحسان موسى بطاعته فيكون مصدرا كقوله : (وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا) (١) أي كخوضهم.

وعلى الأول جنس كقوله : (بِأَحْسَنِ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ) (٢) وقوله : (أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا) (٣).

ومن ذلك قوله تعالى : (وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمَّا رَزَقْناهُمْ) (٤).

قال أبو على : القول فيما يعود من الصلة إلى الموصول ، أنه لا يخلو من أن يكون «ما» يقدرها محذوفة ، أو يكون الواو فلا يجوز أن تكون الهاء لأن الكفار يعرفون ما يتخذونه آلهة.

فإذا لم يجز ذلك علمت أن الراجع إلى الموصول ، الواو فى «يعلمون».

وإنما عاد عليه على لفظ الجمع كما قال : (وَلا يَسْتَطِيعُونَ) (٥) ـ فحمل على المعنى ، والضمير فى «يجعلون» للكفار ، والذي فى «يعلمون» ، يعود إلى «ما». كما قال : (وَما يَشْعُرُونَ) (٦)

فهذا كقوله :

(ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ شَيْئاً وَلا يَسْتَطِيعُونَ) (٧). فالضمير فى «لا يستطيعون».

__________________

(١) التوبة : ٦٩.

(٢) الزمر : ٣٥.

(٣) فصلت : ٢٩.

(٤) النحل : ٥٦.

(٥) النحل : ٧٢.

(٦) النحل : ٢١.

(٧) النحل : ٧٣.

٣٧٣

وقال فى موضع آخر : التقدير : ويجعلون لما لا يعلمونه إلها فحذف المفعولين.

ومن ذلك قوله : (وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا إِنَّما صَنَعُوا) (١) يحتمل قوله : تلقف ـ أمرين :

يجوز أن يكون فى «تلقف» ضمير قوله : «ما فى يمينك» وأنث على المعنى ، لأنه فى المعنى : عصا.

ويؤكد ذلك قوله : (فَأَلْقى مُوسى عَصاهُ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ) (٢)

وكذلك يكون الضمير فى قوله : (وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ) (٣) ويجوز أن تكون «تلقف» للمخاطب وجعله هو المتلقف ، وإن كان المتلقف فى الحقيقة العصا ـ لأنه بإلقائه كان ، فأسند التلقف إليه ، وإن كان للعصا فى الحقيقة ، كما قال : (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى) (٤).

ومما حمل على المعنى : قوله (وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما) (٥). فالضمير فى يتعلمون يعود إلى «أحد».

وقال : (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ) (٦) ، و «بين» لا تضاف إلى المفرد ، قال فى ثلاثة مواضع هذا اللفظ.

__________________

(١) طه : ٦٩.

(٢) الشعراء : ٤٥.

(٣) طه : ٦٩.

(٤) الأنفال : ١٧.

(٥) البقرة : ١٠٢.

(٦) البقرة : ١٣٦.

٣٧٤

وقال : (أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ أَوْ يُحاجُّوكُمْ) (١) فجمع الضمير فى «يحاجوكم» حملا على المعنى.

وقال : (فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ) (٢). فهذا على الحجازية : «أحد» اسمها ، و «حاجزين» خبر له.

ولم يبطل الفصل هنا عمل «ما» ـ لأن الفصل بالظرف كلا فصل.

وعلى التميمية : «حاجزين» نعت ل «أحد» على المعنى. و «منكم» خبره.

ومن الحمل مرة على اللفظ وأخرى على المعنى. قوله : (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً) (٣).

وقال : (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ) (٤) ـ ولم يقل : آتوه. ولا آتوا الرحمن. كما قال : (وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ) (٥) ـ (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (٦). وقال : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) (٧).

__________________

(١) آل عمران : ٧٣.

(٢) الحاقة : ٤٧.

(٣) مريم : ٩٣.

(٤) مريم : ٩٥.

(٥) النمل : ٨٧.

(٦) يس : ٤٠.

(٧) القصص : ٨٨.

٣٧٥

التاسع عشر

باب ما جاء في التنزيل من ازدواج الكلام

والمطابقة والمشاكلة وغير ذلك

وهو باب واسع :

مرة يشاكل اللفظ باللفظ ، والمعنى بالمعنى ، وباللفظ دون المعنى ، وبالمعنى دون اللفظ.

فما جاء من ذلك :

قراءة من قرأ : (وما يخادعون إلّا أنفسهم) بالألف طابق به قوله : (يُخادِعُونَ اللهَ)(١). وأراد أن يكون اللفظ المثبت هو المعنى.

ومثله : (إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ) (٢) (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) (٣) والثاني جزاء الاستهزاء.

ومثله : (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ) (٤) والثاني جزاء وليس بعدوان.

__________________

(١) البقرة : ٩.

(٢) البقرة : ١٤.

(٣) البقرة : ١٥.

(٤) البقرة : ١٩٤.

٣٧٦

وهذه (١) الميم مخفاة ، غير مدغمة فى الباء بتة ، وليست بمظهرة كإظهارها فى قولهم : شاة زنماء وأنملة.

لأن إدغامها هناك يتوهم / معه أنه من المضاعف بخلاف قولهم : امّحى وادّخل. لأن المثال : انفعل. وليس فى الكلام إفعل.

ومن المشاكلة أيضا : قوله : (وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها) (٢) فنصبوا «رهبانية» فى الاختيار وسعة الكلام ، بفعل مضمر ، ليطابق الفعل المصدر به الكلام.

ومثله لو وقع ابتداء اختير فيه الرفع دون النصب ، نحو : زيد ضربته.

ومثل الآية : (يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ) (٣).

فجاء «والظالمين» منصوبا بفعل مضمر ، ليطابق «يدخل».

على تقدير : يدخل من يشاء فى رحمته ، ويعذب الظالمين.

ومثله : (وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ) (٤). فنصبوا «كلّا» بمضمر. لأنه قد تقدم : (فَقُلْنَا اذْهَبا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً) (٥).

__________________

(١) في الأصل : «وهذا الميم».

(٢) الحديد : ٢٧.

(٣) الإنسان : ٣١.

(٤) الفرقان : ٣٩.

(٥) الفرقان : ٣٦.

٣٧٧

ومثله : (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ) (١) أي جازاهم.

وقوله : (فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ) (٢).

ومثله : (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها) (٣).

فهذا كله طباق على المعنى.

وروعى فى «ما يخادعون» ـ طباق اللفظ والمعنى.

ومن ذلك قوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) (٤) أبدلوا من السين صادا لتوافق الطاء فى الإطباق لأن السين مهموسة والطاء مجهورة.

ولهذا أبدلها من أبدلها ، لتوافق الطاء فى الجهر.

ومثله : قوله : (أَنْبَأَهُمْ) (٥) (فَانْبَجَسَتْ) (٦) (وَإِنْ يَكُ) (٧) أبدلوا من النون ميما ، لأن الميم يوافق الباء فى المخرج ، وتوافق النون فى الغنة.

فلما لم يستتب إدغام النون فى الباء لبعدها منها وأرادوا تقريب الصوت أبدلوها ميما.

__________________

(١) آل عمران : ٥٤.

(٢) التوبة : ٧٩.

(٣) الشورى : ٤٠.

(٤) فاتحة الكتاب : ٥.

(٥) البقرة : ٣٣.

(٦) الأعراف : ١٦٠.

(٧) غافر : ٢٨.

٣٧٨

وقد جاء : (وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ) (١) بالرفع والنصب.

فمن نصب نظر إلى قوله : (نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ) (٢).

ومن رفع نظر إلى قوله : (وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ) (٣) (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ) (٤).

فأما قوله تعالى : (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ. وَالسَّماءَ رَفَعَها) (٥) فإن الاختيار كان النصب وإن كان الصدر قوله (٦) : «والنّجم والشّجر» ، لأن قوله «يسجدان» فعل وفاعل.

وكان سيبويه يقول : إن قلت «زيد ضربته وعمرا كلّمته» ـ إن الاختيار فى عمرو النصب ـ لأنه معطوف على قولك : ضربته.

فثار ثاثر الزيادي وقال : إنا لو قلنا «زيد وعمرو كلمته» لم يصح هذا.

لأن قولك «عمرو كلمته» ليس فيه ضمير يعود إلى «زيد» ، فلا يصلح العطف على ما هو خبره.

__________________

(١) يس : ٣٩.

(٢) يس : ٣٧.

(٣) يس : ٣٣.

(٤) يس : ٣٧.

(٥) الرحمن : ٦ ، ٧.

(٦) في الأصل : «وقوله».

٣٧٩

فقال أبو سعيد : إن هذا الكلام من سيبويه ، محمول على إضمار الهاء ، والتقدير : زيد ضربته وعمرو كلمته فى داره ، أو عنده ، وأنت لو قلت : «زيد عمرو كلمته فى داره» صح وجاد.

وليس الأمر كما قال الزيادي ، ولا كما قال السيرافي ، لأن المعطوف لا يعتبر فيه وضعه موضع المعطوف عليه.

فسيبويه أضمر الفعل ، ليشاكل «ضربته» ويشاكل «يسجدان».

والإعراب : ما لم يظهر فى موضع الجملة ، لم يعتد به.

وباب المطابقة باب حسن جدا على ما حكى سيبويه : «حجر ضبّ خرب».

/ فتركوا الرفع فى خرب ، وجرّوه حرصا على المطابقة.

ومنه قراءة الحسن : (الحمد لله) (١) بضم اللام تبعا للدال ، وعكسه كسر الدال ، تبعا للام عن الحمصي.

وعليه قراءة أبى جعفر : (للملائكة اسجدوا) (٢) بضم التاء تبعا للجيم.

__________________

(١) فاتحة الكتاب : ١.

(٢) البقرة : ٣٤.

٣٨٠