إعراب القرآن - ج ١

الزجّاج

إعراب القرآن - ج ١

المؤلف:

الزجّاج


المحقق: ابراهيم الأبياري
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب الإسلاميّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩٨

ومن ذلك قوله تعالى : (هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ) (١) أي : بالغا الكعبة ، إضافة فى تقدير الانفصال ، أي هديا مقدرا به بلوغ الكعبة ، ليس أن البلوغ ثابت فى وقت كونه هديا ؛ فإنما الحال هنا كالحال فى قوله تعالى : (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها) (٢) أي : مقدرين الخلود فيها.

ومثله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ ثانِيَ عِطْفِهِ) (٣) أي : ثانيا عطفه ، والإضافة فى تقدير الانفصال ، لو لا ذلك لم ينتصب على الحال.

ومن ذلك قوله تعالى : (وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ) (٤) أي سابق النهار. والتقدير به التنوين.

ومن ذلك قوله تعالى : (إِنَّكُمْ لَذائِقُوا الْعَذابِ الْأَلِيمِ) (٥) أي : لذائقون العذاب الأليم ، فالنّية به ثبات النون ؛ لأنه بمعنى الاستقبال.

ومن ذلك قوله تعالى : (هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ) (٦) هو فى تقدير التنوين ، دليله قراءة من نوّن ونصب «ضرّه» و «رحمته».

ومن ذلك قوله تعالى : (فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ) (٧) أي : مستقبلا أوديتهم.

__________________

(١) المائدة : ٩٥.

(٢) هود : ١٠٩.

(٣) الحج : ٨ ، ٩.

(٤) يس : ٤٠.

(٥) الصافات : ٣٨.

(٦) الزمر : ٣٨.

(٧) الأحقاف : ٢٤.

١٦١

ومثله ما بعده : (عارِضٌ مُمْطِرُنا) (١) أي : عارض ممطر إيّانا ، لو لا ذلك لم يجز وصفا على النكرة.

ومن ذلك قوله : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها) (٢) ، دليله قراءة «يزيد» «منذر من يخشاها» بالتنوين.

فهذه الأسماء كلها إذا أضيفت خالفت إضافتها إضافة الماضي ، نحو قوله تعالى : (فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً) (٣) لأن الإضافة فى نحو ذلك صحيحة ، وتوصف به المعرفة ؛ ألا ترى أن «فالق» صفة لقوله (ذلِكُمُ اللهُ) (٤) وإنما صحت إضافته لأنه لا يعمل فيما بعده ، فلا يشبه الفعل ، وإذا كان بمعنى الحال أو الاستقبال عمل فيما بعده ، لأنه يشبه «يفعل» بدليل أن «يفعل» أعرب.

فأما قوله تعالى : (وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ) (٥).

وقوله تعالى : (فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلى أَجَلٍ هُمْ بالِغُوهُ) (٦).

وقوله تعالى : (وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ) (٧).

وقوله تعالى : (إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ) (٨).

__________________

(١) الأحقاف : ٢٤.

(٢) النازعات : ٤٥.

(٣) الأنعام : ٩٦.

(٤) الأنعام : ٩٥.

(٥) البقرة : ٢٢٣.

(٦) الأعراف : ١٣٤.

(٧) النحل : ٧.

(٨) العنكبوت : ٣٣.

١٦٢

وقوله تعالى : (إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ) (١).

وقوله تعالى : (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ) (٢).

فالهاء والكاف عند سيبويه فى موضع الجر بالإضافة ، لكفّ «النّون» ، كما أن الظاهر فى قوله : (سابِقُ النَّهارِ) (٣) وقوله : (لَذائِقُوا الْعَذابِ) (٤) جر ، وإن كانت الإضافة فى تقدير الانفصال.

وعند الأخفش : الكاف والهاء فى موضع النصب ، بدليل قوله : (وَأَهْلَكَ) (٥) فنصب المعطوف ، فدل على نصب المعطوف عليه.

وسيبويه يحمل قوله : (وَأَهْلَكَ) (٦) على إضمار فعل ، كما يحمل : (وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً) (٧) على إضمار فعل.

وكذلك : (وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً) (٨).

فسيبويه يعتبر المضمر بالظاهر.

وكما جاز : (ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) (٩) بجرّ «المسجد» وإضافة «حاضرى» إليه ، فكذا هذا.

__________________

(١) غافر : ٥٦.

(٢) الحج : ٦٧.

(٣) يس : ٤٠.

(٤) الصافات : ٣٨.

(٥) العنكبوت : ٣٣.

(٦) الأنعام : ٩٦.

(٧) الكهف : ٥٢.

(٨) البقرة : ١٩٦.

١٦٣

والأخفش يدّعى أن النون لا يمكن إظهارها هنا ، لا يجوز (مُنَجُّوكَ) (١) ، ولا : (بالِغِيهِ) (٢) ، ولا : (بالِغُوهُ) (٣).

فافترق الحال بين الظاهر والمضمر.

واما قوله : (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) (٤) ليس بوصف لله ، لأنه نكرة ، والإضافة في تقدير الانفصال. بدليل تعلّق الظرف به في «أحوج ساعة» (٥).

و (أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ) (٦) ، وقد جاء :

ملك أضلع البرّية ما يو

جد فيها لما لديه كفاء (٧)

فإن «أحسن» مرتفع ب «هو» ، لأنه موضع بناء.

وإن شئت كان بدلا ؛ لأن إضافة «أفعل» فى تقدير «من». فإذا ثبت : زيد أفضل القوم ؛ والتقدير : أفضل من القوم ؛ فإضافته غير محضة ، لا يتعرّف بها ، فوجب أن يكون «أحسن» بدلا لا وصفا.

ومن ذلك قوله : (وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) (٨) بالكسر ، اسم الفاعل ، ليكون معرفة فيشاكل المعطوف عليه ، ومن فتح (٩) ، فهو مصدر ، أي ، ذا ختم.

__________________

(١) العنكبوت : ٣٣.

(٢) النحل : ٧.

(٣) الأعراف : ١٣٥.

(٤) المؤمنون : ١٤.

(٥) جزء من بيت لأوس بن حجر ، وهو بتمامه :

فإنا رأينا العرض أحوج ساعة

إلى الصون من ريط يمان مسهم

ويروي (فإنا وجدنا).

(٦) النحل : ١٢٥.

(٧) البيت من معلقة للحارث بن حلزة.

(٨) الأحزاب : ٤٠.

(٩) الذي في كتب اللغة ان «الخاتم» بالفتح والكسر اسم فاعل.

١٦٤

الثامن

هذا باب ما جاء في التنزيل من إجراء

«غير» في الظاهر على المعرفة

فمن ذلك قوله تعالى : (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) (١). قال قوم : إنما انجرّ «غير» لأنه بدل من «الذين» وهو معرفة ، ولا كلام فى هذا.

وقال قوم : بل هو صفة ل «الذين».

فقيل لهم : إن «غيرا» أبدا نكرة ، فكيف تجرى وصفا على المعرفة؟ /. وإنما قالوا ذلك لأنك إذا قلت : مررت برجل غيرك ، فكلّ الناس غير المخاطب.

وقال أبو إسحاق فى ذلك : إن «غيرا» جرى وصفا ل «الذين» هنا ، لأن معنى: الذين أنعمت عليهم : كل من أنعم الله عليه منذ زمن آدم إلى قيام الساعة. وليسوا مقصودا قصدهم.

وقال أبو بكر بن دريد : «غير» إذا أضيف إلى اسم يضاد «الموصوف» وليس له

__________________

(١) الفاتحة : ٦.

١٦٥

ضدّ سواه ، يتعرف «غير» بالإضافة ، كقولك : مررت بالمسلم غير الكافر ، وعليك بالحركة غير السكون ، لا يضاد المنعم عليهم إلا المغضوب عليهم ، فتعرف «غير».

وقال أبو علىّ : يشكل هذا بقوله : (أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ)(١).

ومثل (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ) قوله تعالى : (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ) (٢). فمن رفع «غيرا» جعله تابعا ل «القاعدين» على الوجهين.

وكذا قوله : (أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ) (٣) ، فيمن جر «غيرا».

__________________

(١) فاطر : ٣٧.

(٢) النساء : ٩٥.

(٣) النور : ٣١.

١٦٦

التاسع

هذا باب ما جاء في التنزيل من كاف الخطاب

المتصلة بالكلمة ولا موضع لها من الإعراب

فمن ذلك (١) الكاف المتصلة بقوله تعالى : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (٢) فالكاف هنا للخطاب.

ومن ادعى فيه أنه جرّ بالإضافة فقد أحال ، لأن «إيّا» اسم مضمر ، والمضمر أعرف المعارف ، فلا يجوز إضافته بتّة.

فإن قال : إن «ايا» اسم ظاهر.

قلنا : لم نر اسما ظاهرا ألزم إعرابا واحدا إلا فى الظروف ، نحو : «الآن» ، و «إذ» ـ فى أغلب الأحوال ـ و «أين» ، و «إيّا» ليس بظرف.

فإن قال : فقد قالت العرب : إذا بلغ الرجل الستين فإيّاه والشّواب (٣) ، فهذا نادر لا اعتبار به ، ولا يجوز بناء القواعد عليه.

وإذا كان كذلك كان «إياكما» و «إياكم» و «إياك» و «إياى» من قوله : (فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) (٤) ، و «إياه» الياء والهاء أيضا حرفان ، وقد جرّدتا عن الاسمية وصارتا حرفين.

__________________

(١) في الأصل : «فمن ذلك قوله الكاف» و «قوله» هنا زيادة لا معنى لها.

(٢) الفاتحة : ٤.

(٣) الشواب : جمع شابة.

(٤) النحل : ٥١.

١٦٧

ومن ذلك الكاف فى «ذلك» من قوله : (ذلِكَ الْكِتابُ) (١) و «ذانك» من قوله : (فَذانِكَ بُرْهانانِ) (٢) وما أشبهه. الكاف للخطاب لثبات النون فى «ذانك». ولو كان جرّا / بالإضافة حذفت النون كما تحذف من قولهم : هذان غلاماك ، لأن «ذا» اسم مبهم ، وهو أعرف من المضاف ، فلا يجوز إضافته بتة.

ولأنك تقول : عندى ذلك الرجل نفسه. ولا يجوز أن تقول : ذاك نفسك ، بالجر ، ولو كان الكاف جرا لجاز ، فثبت : ذلك نفسه ، وذاك نفسه ، يفسد كون الكاف مجرورا.

ومن ذلك الكاف فى قوله تعالى : (أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ) (٣) فالكاف هنا للخطاب ، ولا محلّ له من الإعراب ؛ لأن العرب تقول : أرأيتك زيدا ما صنع؟

ولو كان «الكاف» المفعول الأول لكان «زيدا» المفعول الثاني ، و «زيدا» غير الكاف ، لأن «زيدا» غائب وهو غير المخاطب ، ولأنه لا فرق [بينه و] (٤) بين قول القائل : أرأيتك زيدا ما صنع؟

ألا ترى قوله : (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ) (٥).

وقوله تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصارَكُمْ) (٦).

فالكاف والميم ثبوتهما لا يزيد معنى يختلّ بسقوطهما ، فعلى هذا فقس

__________________

(١) البقرة : ٢.

(٢) القصص : ٣٢.

(٣) الإسراء : ٦٢.

(٤) زيادة يقتضيها السياق.

(٥) الأنعام : ٤٠.

(٦) الأنعام : ٤٦.

١٦٨

جميع «الكاف» المتصل ب «إياك» ، و «ذلك» ، و «ذاك» ، و «ذانك» ، و «أرأيتك» ، و «أرأيتكم».

وهذا قوله : (فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ) (١).

وقوله : (وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ) (٢).

وقوله : (وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ) (٣).

«الكاف» فى هذه المواضع للخطاب ولا محلّ لها من الإعراب.

وهكذا «الكاف» فى : «أولئك» ، و «أولئكم» ، فى جميع التنزيل للخطاب ، وليس لها محل من الإعراب ، لاستحالة معنى الإضافة فيه.

__________________

(١) يوسف : ٣٢.

(٢) الأعراف : ٢٢.

(٣) الأعراف : ٤٣.

١٦٩

العاشر

هذا باب ما جاء في التنزيل من المبتدأ

ويكون الاسم على إضمار المبتدأ ، وقد أخبر عنه بخبرين

وقد ذكر سيبويه ذلك فى «الكتاب» حيث يقول فى باب ما يجوز فيه الرفع مما ينتصب فى المعرفة (١) :

وذلك قولك : هذا عبد الله منطلق.

حدّثنا بذلك يونس وأبو الخطاب عمّن يوثق به من العرب.

وزعم الخليل أن رفعه يكون على وجهين :

فوجه أنك حيث قلت : هذا عبد الله منطلق ، أضمرت «هذا» أو «هو» ، فكأنك قلت : هذا عبد الله هو منطلق.

والوجه الآخر : أن تجعلهما / جميعا خبرا ل «هذا» ، كقولك : هذا حلو حامض. لا تريد أن تنقص الحلاوة ، ولكن تزعم أنه قد جمع الطعمين. قال الله تعالى : (كَلَّا إِنَّها لَظى (١٥) نَزَّاعَةً لِلشَّوى) (٢) وزعم أنها فى قراءة ابن مسعود : (وَهذا بَعْلِي شَيْخاً) (٣)

__________________

(١) انظر الكتاب لسيبويه (ج ١ ص ٢٥٨).

(٢) المعارج : ١٥ ، ١٦.

(٣) هود : ٧٢ والقراءة المشهورة : (وهذا بعلى شيخا) بالنصب.

١٧٠

وقال الشاعر (١) :

من يك (٢) ذا بتّ فهذا بتّى

مقيّظ مصيّف مشتّى (٣)

البتّ : الكساء.

انتهت الحكاية عن سيبويه.

فمن ذلك قوله تعالى : (الم (١) ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) (٤) ف «ذلك» مبتدأ ؛ و «الكتاب» عطف بيان ، أي جمع أنه لا شك فيه ، وأنه هدى.

وكان أبو علىّ يقول : إنك إذا قلت : هذا حلو حامض ، فالعائد إلى المبتدأ ضمير من مجموعهما. ألا ترى أنهم فسروه بقولهم : هذا مزّ.

وكان عثمان يقول : قد قال هذا. وعندى أن الضمير يعود إليه من كل واحد منهما.

وبينهما كلام طويل ذكرته فى «الاختلاف».

ومن ذلك قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (٥) ف «الذين كفروا» اسم «إن» بمنزلة المبتدأ. و «سواء عليهم» ابتداء. وقوله «أأنذرتهم أم لم تنذرهم» استفهام بمعنى الخبر فى موضع الرفع : خبر «سواء». والتقدير : سواء عليهم الإنذار وترك الإنذار. والجملة خبر «الذين». وقوله (لا يُؤْمِنُونَ) جملة أخرى خبر بعد خبر ، أي : إن الذين كفروا فيما مضى يستوى عليهم الإنذار وترك الإنذار ، لا يؤمنون فى المستقبل.

__________________

(١) في الكتاب : «الراجز».

(٢) في اللسان (مادة بت) : «من كان».

(٣) زاد في اللسان : «تخذته من نعجات ست».

(٤) البقرة : ١ و ٢.

(٥) البقرة : ٦.

١٧١

وهذا يراد به قوم خاص كأبي جهل وأصحابه ، ممن لم ينفعهم الإيمان ، وليس على العموم.

فإن قلت : فإن قوله : (أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ) إذا كان خبرا ل «سواء» فليس في هذه الجملة ما يعود إلى المبتدأ الذي هو «سواء» ، فكيف صح وقوعه خبرا عنه؟

فالجواب : أن هذه جملة فى تقدير المفرد ، على تقدير : سواء عليهم الإنذار وترك الإنذار. ولو صرح بهذا لم يكن ليحتاج فيه إلى الضمير ، فكذا إذا وقع موقعه جملة.

وقدّر قوم أن «الإنذار» ، مبتدأ ، وترك الإنذار عطف عليه ، و «سواء» خبر.

والأول أوجه ، ولكنه على / هذا المخبر عنه مقدر ، وليس فى اللفظ. وعلى الأول المخبر عنه فى اللفظ.

ومثله : (سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ) (١). والتقدير : سواء عليكم الدّعاء والصّموت.

ويجوز أن يكون «هدى» خبر مبتدأ مضمر ، أي : هو هدى. لأن سيبويه جوز فى المسألة المتقدمة هذا.

ومن إضمار المبتدأ قوله : (وَقُولُوا حِطَّةٌ) (٢) والتقدير : قولوا : مسألتنا حطة ؛ أو إرادتنا حطة. فحذف المبتدأ.

وأما قوله تعالى : (قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ) (٣) فحمله أبو إسحاق مرة على حذف المبتدأ ، أي : لا هى فارض ولا بكر. وحمله مرة

__________________

(١) الأعراف : ١٩٣.

(٢) البقرة : ٥٨ ، والأعراف : ١٦١.

(٣) البقرة : ٦٨.

١٧٢

اخرى على أن «فارض» صفة لبقرة ، كما حكاه سيبويه : مررت برجل لا فارس ولا شجاع.

وفى التنزيل : (وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (٣٢) لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ) (١) ، فجر «مقطوعة» صفة ل «فاكهة».

ومن هذا الباب قوله تعالى : (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا) (٢) ف (أَنْ يَكْفُرُوا) مخصوص بالذم. والمخصوص بالمدح والذم فى باب «بئس» و «نعم» فيه قولان :

أحدهما : أنه مبتدأ و «بئس» خبر ، على تقدير : بئس كفرهم ، بئسما اشتروا به أنفسهم.

والقول الثاني : أنه خبر مبتدأ مضمر ، لأنه كأنه لما قيل : بئسما اشتروا به أنفسهم ، قيل : ما ذلك؟ قيل : أن يكفروا.

والقول الثاني : (٣) أي : هو أن يكفروا ، أي : هو كفرهم.

وعلى هذا فقس جميع ما جاء من هذا الباب من قوله تعالى : (فَنِعِمَّا هِيَ) (٤). وقوله : (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ) وغير ذلك.

ومن ذلك قوله تعالى ـ فى قراءة أبى حاتم ـ (لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ) (٥). ألا ترى أنه يقف على «ذلول» ثم يبتدئ فيقرأ «تثير الأرض» على : فهى تثير الأرض.

وقال قوم : هذا غلط ، لأنه لو قال [وتسقى الحرث لجاز ، ولكنه] (٦) قال : (وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ) (٧) وأنت لا تقول : يقوم زيد ولا يقعد ، وإنما تقول : يقوم زيد لا يقعد.

__________________

(١) الواقعة : ٣٢ ـ ٣٣.

(٢) البقرة : ٩٠.

(٣) هكذا في الأصل. ولعله تفسير للقول الثاني السابق.

(٤) البقرة : ٢٧١.

(٥) البقرة : ٧١.

(٦) زيادة يقتضيها السياق.

(٧) البقرة : ٩٠.

١٧٣

وقد ذكرنا فى غير موضع من كتبنا : أن الواو واو الحال ، أي : تثير الأرض غير ساقيه. / والأحسن أن يكون «تثير» داخلا فى النفي.

ومن حذف المبتدأ قوله تعالى : (مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها) (١) أي هى مسلّمة. وإن شئت كان قوله : «لا ذلول» أي : لا هي ذلول مسلمة ، خبر بعد خبر.

ومن حذف المبتدأ قوله تعالى : (فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) (٢) أي : فالواجب عدة.

وكذلك : (فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) (٣) أي : فالواجب ما استيسر من الهدى.

وأما قوله تعالى : (فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ) (٤) من رفع «رفثا» و «لا فسوقا» ونصب «لا جدال فى الحج» (٥) فإن خبر المرفوعين مضمر ، على قول الأخفش ، لأنه يزعم أن رفعهما بالابتداء ، ويجعل الناصب «جدال» نفس «لا» ولا يجعل «لا» مع «جدال» مبتدأ ، كما هو مذهب سيبويه ، وإنما يجعل «لا» بمنزلة «أن» ، فلا يجوز أن يشترك المنصوب المرفوع فى الخبر ، وعلى هذا مذهب سيبويه خبر الجميع قوله (فِي الْحَجِّ) لأن الجميع مبتدأ.

وعلى هذا الخلاف قوله :

فلا لغو ولا تأثيم فيها

وما فاهوا به أبدا مقيم (٦)

__________________

(١) البقرة : ٧١.

(٢) البقرة : ١٨٤ ، ١٨٥.

(٣) البقرة : ١٩٦.

(٤) البقرة : ١٩٧.

(٥) في الأصل : «وأما قوله تعالى : (فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ) من رفع رفثا ولا فسوقا ونصب ولا جدال في الحج. من رفع رفثا ولا فسوقا ونصب جدالا فإن جدالا ... إلخ».

(٦) البيت لأمية بن أبي الصلت. والرواية في اللسان (أتم). «لهم مقيم».

١٧٤

ومن ذلك قوله تعالى : (لِمَنِ اتَّقى وَاتَّقُوا اللهَ) (١) أي : هذا الشرع ، وهذا المذكور لمن اتقى ، أي : كائن لمن اتقى.

ومن ذلك قوله تعالى : (الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ) (٢) أي : فالواجب إمساك بمعروف.

ومنه : (فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ) (٣) أي : فالواجب نصف ما فرضتم.

ومنه قوله تعالى : (وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ) (٤) أي : فالواجب وصية لأزواجهم.

فأما قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ) (٥) فإن أبا إسحاق وأبا العباس حملا قوله «يتربصن» على أنه خبر ابتداء محذوف ، مضاف إلى ضمير «الذين» ، على تقدير : والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا أزواجهم يتربصن. والجملة خبر «الذين». والعائد إلى «الذين» من الجملة المضاف إليه «الأزواج».

وقد جاء المبتدأ المضاف محذوفا فى قوله تعالى : (لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ (١٩٦) مَتاعٌ قَلِيلٌ) (٦) أي. تقلّبهم متاع قليل ، فحذف المبتدأ. فى مواضع.

وقال الأخفش : / التقدير فى الآية : يتربصن بعدهم ، فحذف «بعدهم» العائد إلى «الذين» وإن كان متصلا بالظرف ؛ لأنه قد جاء مثل ذلك كقوله تعالى : (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا) (٧). التقدير : وكأن لم يلبثوا قبله. لا بد من إضمار «قبله». وسترى ذلك فى مواضع إن شاء الله.

__________________

(١) البقرة : ٢٠٣.

(٢) البقرة : ٢٢٩.

(٣) البقرة : ٢٣٧.

(٤) البقرة : ٢٤٠.

(٥) البقرة : ٢٣٤.

(٦) آل عمران : ١٩٦ و ١٩٧.

(٧) يونس : ٤٥.

١٧٥

وقال الكسائي : إن قوله «يتربصن» جرى خبرا عن الاسم الذي تقدم فى صلة الموصول ، لأن الغرض من الكلام : أن يتربصن هن. وأنشد الفرّاء :

لعلّى إن مالت بي الرّيح ميلة

على ابن أبى الذّبّان أن يتندمّا

فأخبر عن ابن أبى الذّبان ، الذي تعلّق بقوله : «إن مالت بي الريح» فقال : أن يتندما.

ولا حجة له فى البيت ، لأنه قد عاد من جملة الكلام إلى ياء المتكلم ضمير ، وهو قوله «إن مالت بي الريح» فبطل حجته بالبيت. وصح قول أبى الحسن وقول أبى العباس ، ومن ذلك قوله تعالى : (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ) (١).

قال سيبويه : قال الله عزوجل : (فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ) (٢) فارتفع لأنه لم يخبر عن الملكين أنهما قالا : فلا تكفر فيتعلموا ؛ لنجعل قولهما «لا تكفر» سببا للتعلّم ، ولكنه قال «فيتعلّمون» أي فهم يتعلمون (٣).

ومثله : (كُنْ فَيَكُونُ) (٤) كأنه قال : إنما أمرنا ذاك فيكون ، أي : فهو يكون.

قال أبو على : تقدير قولك : لا تقرب الأسد فيأكلك ، هاهنا غير سائغ.

ألا ترى أن كفر من نهى عن أن يكفر فى الآية ليس سببا لتعلّم من يتعلم ما يفّرق به بين المرء وزوجه ؛ وذلك أن الضمير الذي فى قوله (فَيَتَعَلَّمُونَ) لا يخلو من أحد أمرين :

__________________

(١) البقرة : ١٠٢.

(٢) في الأصل : «فيتعلمون».

(٣) النحل : ٤٠.

١٧٦

إما أن يكون راجعا إلى «الناس» من قوله (يُعَلِّمُونَ النَّاسَ) (١) ، أو إلى (أَحَدٍ) (٢).

فإن كان راجعا إلى «الناس» فلا تعلق له بقوله (فَلا تَكْفُرْ) ، لأنه لا معنى لقوله (فَيَتَعَلَّمُونَ) إذا كان فعل الغير أن يحمل على (فَلا تَكْفُرْ) ، لفساده فى المعنى.

وإن كان راجعا إلى (أَحَدٍ) لم يكن (فَيَتَعَلَّمُونَ) أيضا جوابا لقوله (فَلا تَكْفُرْ) ، لأن التقدير : لا يكن كفر فتعلم. / والمعنى : إن يكن كفر يكن تعلم ، وهذا غير صحيح ، ألا ترى أنه يجوز أن يكفر ولا يتعلم ، فليس الأول سببا للثانى ، فإذا لم يجز ذلك لم يخل من أحد أمرين :

إما أن تجعل الفعل معطوفا بالفاء على فعل قبله ؛ وإما أن نجعله خبرا لمبتدأ محذوف.

والفعل الذي قبله لا يخلو من أن يكون (كَفَرُوا) أو (يُعَلِّمُونَ) أو (يُعَلِّمانِ) ، أو فعلا مقدرا محذوفا من اللفظ ، وهو «يأبون». فإن عطفت على «كفروا» جاز ، ويكون موضعه رفعا كموضع «كفروا».

وإن عطفت على (يُعَلِّمُونَ النَّاسَ) فيتعلّمون ، جاز. و (يُعَلِّمُونَ النَّاسَ) يجوز أن يكون منصوبا على الحال من الواو فى (كَفَرُوا). ويجوز أن يكون بدلا عن (كَفَرُوا) ، لأن تعليم السحر كفر.

__________________

(١) البقرة : ١٠٢.

١٧٧

فأما ما اعترض به أبو إسحاق على المعطوف على (يُعَلِّمُونَ) من أنه خطأ ، لأن قوله (مِنْهُما) دليل هاهنا على التعلم من الملكين خاصة ، فهو ساقط غير لازم من جهتين : إحداهما ، أن التعلم إن كان من الملكين خاصة لا يمنع أن يكون قوله (فَيَتَعَلَّمُونَ) عطفا على (كَفَرُوا) وعلى (يَتَعَلَّمُونَ) ، وإن كان متعلقا ب (مِنْهُما) فكأن الضمير فى (مِنْهُما) راجع إلى الملكين.

فإن قلت : كيف يجوز هذا؟ وهل يسوغ أن يقدر هذا التقدير (ولكن الشّياطين كفروا يعلّمون النّاس السّحر فيتعلّمون منهما). فتضمر الملكين قبل ذكرهما؟.

قيل له : أما المضمر فعلى ما ذكرته صحيح.

فأما الإضمار قبل الذكر فساقط هنا ، ليس يلزم على تقديره فى قول سيبويه إضمار قبل الذّكر. ألا ترى أن (مِنْهُما) إذا كان ضميرا عائدا إلى الملكين ، فإن إضمارهما بعد تقدم ذكرهما ، وذلك شائع. ونظيره قوله : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ) (١) فإن قال: إن المعطوف على قول سيبويه بعيد من المعطوف عليه ، وعلى قول غيره قريب ، ومهما احتملت الآية من غير تأويل كان أولى.

قيل له : إن بعد المعطوف عن المعطوف عليه وتراخيه عنه لا يمنع من عطفه عليه وإتباعه إياه.

__________________

(١) البقرة : ١٢٤.

١٧٨

ألا ترى أن الناس / حملوا قوله تعالى : (وَقِيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ) (١) فيمن جرّ على (وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) (٢) وعلم «قيله» ، وليس بعده من المعطوف عليه وتراخيه عنه بأقل من هذا ، وهذا كثير.

والجهة الأخرى ، وهى أن الضمير لهاروت وماروت. والتقدير : (ولكنّ الشّياطين هاروت وماروت كفروا يعلّمون النّاس السّحر فيتعلمّون منهما). فلا يعود إلى الملكين ، إنما يعود إلى هاروت وماروت ، وجاز (يُعَلِّمُونَ) حملا على المعنى.

ويجوز عطف (يَتَعَلَّمُونَ) على (ما يُعَلِّمانِ) ، فيكون التقدير : وما يعلّمان من أحد فيتعلّمون منهما ، فيكون الضمير الذي فى (يَتَعَلَّمُونَ) على هذا التأويل «لأحد».

إلا أنه جمع لمّا حمل على المعنى ، كقوله تعالى : (فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ)(٣). وارتفاعه لا يمنع عطفك إياه على هذا الفعل الذي ذكرناه ، لأن هذا الفعل ، وإن كان منفيا فى اللفظ ، فهو موجب فى المعنى. ألا ترى أن معناه : يعلّمان كلّ أحد إذا قالا له : (إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ).

ويجوز أن يكون معطوفا على مضمر دل عليه الكلام ، وهو : يأبون فيتعلمون. إلا أن قوله (فَلا تَكْفُرْ) نهى عن الكفر ، فدل (فَيَتَعَلَّمُونَ) على إبائهم.

__________________

(١) الزخرف : ٨٨.

(٢) الزخرف : ٨٥.

(٣) الحاقة : ٤٧.

١٧٩

فأما كونه خبرا المبتدأ المحذوف ، فعلى أن تقدّره : فهم يتعلمون منهما ، فهذا ما احتملته هذه الآية.

ومن إضمار المبتدأ قوله تعالى : (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ) (١) فأضمر المبتدأ وأخبر عنه بثلاثة أخبار.

وكان عباس بن الفضل يقف على (صُمٌّ) ثم على (بُكْمٌ) ثم على (عُمْيٌ) فيصير لكل اسم مبتدأ ، والأول أوجه.

ودل قوله فى الأخرى : (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُماتِ) (٢) على أن الواو هنا مقدرة أيضا ؛ وأنه فى قولهم : هذا حلو حامض ، مقدّر أيضا. والجارّ فى قوله (فِي الظُّلُماتِ) متعلّق بمحذوف. والتقدير : صمّ وبكم ثابتون فى الظلمات.

ومن هذا الباب قوله تعالى : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) (٣). إذا وقفت على (هُوَ) كان (الْحَيُّ) خبر مبتدأ مضمر. ولا يجوز أن يكون (الْحَيُّ) وصفا ل «هو» لأن المضمر لا يوصف. ويجوز أن يكون خبرا لقوله (اللهُ).

ويجوز أن يرتفع (الْحَيُّ) / بالابتداء و (الْقَيُّومُ) خبره.

ويجوز أن يكون (الْحَيُّ) مبتدأ و (الْقَيُّومُ) صفة ، و (لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ) (٤) جملة خبر المبتدأ. ويكون قوله (ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) (٥) الظرف ، وما ارتفع به خبر آخر ، فلا تقف على قوله (وَلا نَوْمٌ) (٦).

__________________

(١) البقرة : ١٨ ، ١٧١.

(٢) الأنعام : ٣٩.

(٣) البقرة : ٢٥٥.

١٨٠