الدكتور محمّد علي سلطاني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار العصماء
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٠٤
فإذا أكدته بغير النفس والعين لم يلزم ذلك ، تقول : «قوموا كلّكم» ، أو «قوموا أنتم كلّكم».
وكذا إذا كان المؤكّد غير ضمير رفع ؛ بأن كان ضمير نصب ، أو جر ، فتقول : «مررت بك نفسك ، أو عينك ، ومررت بكم كلّكم ، ورأيتك نفسك ، أو عينك ، ورأيتكم كلّكم».
التوكيد اللفظي
التوكيد اللفظي :
وما من التوكيد لفظيّ يجي |
|
مكرّرا كقولك : «ادرجي ادرجي» (١) |
هذا هو القسم الثاني من قسمي التوكيد : وهو : التوكيد اللفظيّ ، وهو تكرار اللفظ الأوّل بعينه اعتناء به نحو «ادرجي ادرجي» وقوله :
٢٥ ـ فأين إلى أين النجاة ببغلتي |
|
أتاك أتاك اللاحقون احبس احبس (٢) |
__________________
(١) ادرجي : فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بياء المؤنثة المخاطبة ، وياء المؤنثة : فاعل وادرجي : توكيد لادرجي الأولى.
(٢) قائل هذا البيت غير معروف.
فأين : أين : اسم استفهام مبني على الفتح في محل جر بإلى محذوفة يدل عليها ما بعدها والتقدير إلى أين ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم إلى أين : توكيد لفظي للأولى ، النجاة : مبتدأ مؤخر. أتاك : أتى : فعل ماض ، والكاف مفعول به في محل نصب ، أتاك : توكيد لفظي ، اللاحقون : فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد ، احبس : فعل أمر ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، احبس : توكيد لفظي.
الشاهد : «فأين إلى أين» «أتاك أتاك» «احبس احبس» في هذه المواضع الثلاثة توكيد لفظي ، لأنه أعيد اللفظ بعينه.
وقوله تعالى : (كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا)(١).
ولا تعد لفظ ضمير متصل |
|
إلا مع اللفظ الذي به وصل (٢) |
أي إذا أريد تكرير لفظ الضمير المتصل للتوكيد ، لم يجز ذلك إلا بشرط اتصال المؤكد بما اتصل بالمؤكد ، نحو «مررت بك بك ، ورغبت فيه فيه» (٣) ، ولا تقول : «مررت بكك» ..
كذا الحروف غير ما تحصلا |
|
به جواب ، كنعم ، وكبلى (٤) |
أي : كذلك إذا أريد توكيد الحرف الذي ليس للجواب ، يجب أن يعاد مع الحرف المؤكد ما يتصل بالمؤكد ، نحو «إن زيدا إن زيدا قائم» (٥) ، وفي الدار في الدار زيد ، ولا يجوز «إن إن زيدا قائم» ، ولا «في في الدار زيد».
فإن كان الحرف جوابا ـ كنعم ، بلى ، وجير ، وأجل ، ولا ـ جاز إعادته وحده فيقال : لك «أقام زيد»؟
فتقول : «نعم نعم» ، أو «لا لا» ، و «ألم يقم زيد»؟ فتقول : (بلى بلى).
ومضمر الرفع الذي قد انفصل |
|
أكديه كل ضمير اتصل (٦) |
أي : يجوز أن يؤكد بضمير الرفع المنفصل كل ضمير متصل مرفوعا كان ، نحو «قمت أنت» ، أو منصوبا نحو «أكرمتني أنا» ، أو مجرورا نحو «مررت به هو» والله أعلم.
__________________
(١) الآية ٢١ من سورة الفجر ، دكا : الأولى مفعول مطلق ، ودكا الثانية توكيد لفظي.
(٢) لا : ناهية تجزم الفعل المضارع ، تعد : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه السكون والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، إلا : أداة حصر ، مع : مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف حال من (لفظ) مع مضاف ، اللفظ مضاف إليه مجرور بالكسرة ، الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة للفظ ، به : جار ومجرور متعلق ب (وصل) وصل : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ، ونائب فاعله : ضمير مستتر جوازا تقديره هو ، والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
(٣) إذا اتبعت المتصل المنصوب بمنفصل منصوب كقولك : «رأيتك أياك» فمذهب البصريين أنه بدل ، ومذهب الكوفيين أنه توكيد.
(٤) كذا : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ، الحرف : مبتدأ مؤخر ، غير : اسم منصوب على الاستثناء بالفتحة ، ما اسم موصول مضاف إليه تحصلا : فعل ماض مبني على الفتحة والألف للإطلاق ، به جار ومجرور متعلق ب (تحصل) جواب : فاعل تحصل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ما ... كنعم : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم لمبتدأ محذوف والتقدير ذلك كائن كنعم.
(٥) ويجوز أن يتصل الحرف بضمير يعود على الاسم فتقول «إن زيدا إنه قائم»
(٦) مضمر : مبتدأ مرفوع ، الرفع : مضاف إليه ، الذي اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة ل (مضمر) جملة «قد انفصل» صلة الموصول لا محل لها. أكد به : الجملة في محل رفع خبر المبتدأ «مضمر» ، وجملة اتصل في محل جر صفة لضمير.
ـ أسئلة ومناقشات ـ
١ ـ ما المقصود بالتوكيد المعنوي؟ وما الغرض منه؟ مثل لذلك بأمثلة مختلفة.
٢ ـ عدّد ألفاظ لتأكيد المعنوي .. واذكر شرط التأكيد «بالنفس والعين» وما ذا يفيدان في التأكيد؟ .. مثل لما تقول.
٣ ـ ما شرط التأكيد (بكل وجميع وكلا)؟ وما ذا يؤكد بها؟ وما الذي يفيده هذا الضرب من التأكيد؟ مثل لما نقول ..
٤ ـ وضع النحاة ألفاظا للمزيد من التقوية .. فما تلك الألفاظ؟ وكيف تؤكد بها؟ مثل لذلك بأساليب مختلفة ..
٥ ـ وضّح الخلاف في تأكيد النكرة ثم بيّن شرط تأكيدها. ورجح ما تختاره ومثل لذلك بأمثلة من عندك.
٦ ـ إلى أي شيء تضاف (النفس والعين) عند التأكيد بهما؟ وما حكمهما إن وقعا تأكيدا للمثنى؟ مثل لذلك بأمثلة من عندك.
٧ ـ إذا أريد تأكيد الضمير المتصل فمتى يجب تأكيده بالمنفصل؟ وما حكم التأكيد بالمنفصل في قولك : «اسكن أنت نفسك الدار»؟
٨ ـ ما التأكيد اللفظي؟ وما الغرض منه؟ وضح طريقة تأكيد الضمير المتصل تأكيدا لفظيا وكذلك الحروف غير الجوابية .. والجوابية .. مثل لكل ما تقول.
ـ تمرينات ـ
١ ـ قال تعالى : (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ) ، (١) (قالَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) ، (٢) (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ). (٣)
آ ـ عيّن المؤكّد والمؤكّد في الآيات السابقة.
ب ـ ماذا أفاد التأكيد في كل منها؟
ج ـ أعرب ألفاظ التأكيد في الآيات الثلاث ...
٢ ـ أكّد المثنى والجمع «بالنفس والعين» في الجملتين الآتيتين مع الضبط بالشكل ..
آ ـ أقبل الطالبان ... ب ـ أكرمت الطلاب ...
٣ ـ قال تعالى : (كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً.)(٤)
وتقول : «الجنتان كلتاهما آتت أكلها».
آ ـ افرق بين (كلتا) في الآية الشريفة وبينها في المثال الذي بعدها.
ب ـ كيف تعرب هذه اللفظة فيهما؟
ج ـ أعرب ما تحته خط فيهما ..
د ـ أين خبر المبتدأ فيهما؟ ولماذا جاء ضميره مفردا في الآية الكريمة؟
__________________
(١) آية ٣٠ سورة الحجر. (٣) آية ٤٣ سورة الحجر.
(٢) آية ٣٩ سورة الحجر. (٤) آية ٣٣ سورة الكهف.
فهرس الموضوعات
الموضوع |
الصفحة |
١ ـ الاستثناء.................................................................... ٥
٢ ـ الحال..................................................................... ٣٦
٣ ـ التمييز.................................................................... ٧٤
٤ ـ حروف الجر............................................................... ٨٦
٥ ـ الإضافة ................................................................. ١٢٨
٦ ـ عمل المصدر............................................................. ١٨١
٧ ـ عمل اسم الفاعل......................................................... ١٩٥
٨ ـ عمل اسم المفعول......................................................... ٢٠٨
٩ ـ عمل الصفة المشبهة....................................................... ٢١٣
١٠ ـ التعجب............................................................... ٢٢١
١١ ـ نعم وبئس وما جرى مجراهما ............................................... ٢٣٦
١٢ ـ اسم التفضيل........................................................... ٢٥٥
١٣ ـ النعت................................................................. ٢٧٥
١٤ ـ التوكيد................................................................ ٢٩٣