تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك - ج ٣

الدكتور محمّد علي سلطاني

تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك - ج ٣

المؤلف:

الدكتور محمّد علي سلطاني


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار العصماء
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٠٤

صيغ المبالغة تعمل عمل اسم الفاعل :

فعّال أو مفعال أو فعول ـ

في كثرة ـ عن فاعل بديل

فيستحقّ ماله من عمل

وفي فعيل قلّ ذا وفعل (١)

يصاغ للكثرة : فعّال ، ومفعال ، وفعول ، وفعيل ، وفعل فيعمل عمل الفعل على حدّ اسم الفاعل وإعمال الثلاثة الأول أكثر من إعمال «فعيل وفعل» وإعمال «فعيل» أكثر من إعمال «فعل» فمن إعمال فعّال ما سمعه سيبويه من قول بعضهم : «أما العسل فأنا شرّاب» (٢).

وقول الشاعر :

١١٧ ـ أخا الحرب لبّاسا إليها جلالها

وليس بولّاج الخوالف أعقلا (٣)

__________________

(١) يستحق : مضارع مرفوع بالضمة ، فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره «هو» يعود على «فعّال» وما بعده : ما : اسم موصول في محل نصب مفعول به. له : جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة الموصول تقديرها «استقر» من عمل : جار ومجرور لا يتعلق لأن من بيانية توضح إبهاما فيما قبلها فلا تتعلق ، وهنا وضحت الإبهام في اسم الموصول «ما».

(٢) أما : حرف فيه معنى الشرط والتفصيل والتوكيد. العسل : مفعول به مقدم ل «شراب» فأنا : الفاء واقعة في جواب أما. أنا : ضمير منفصل مبتدأ شراب : خبر «أنا» مرفوع بالضمة ـ في هذا القول «شراب» مبالغة اسم فاعل بوزن «فعّال» وقد عمل عمل الفعل بشرط اسم الفاعل فنصب العسل مفعولا به.

(٣) قائله : القلاخ بن حزن بن جناب. جلالها : جمع جلّ ـ بضم الجيم وهو وهو ما يلبس في الحرب من الدروع. ولّاج : صيغة مبالغة ـ كثير الولوج أي الدخول. الخوالف : جمع خالفة وهي في الأصل ، عمود الخباء والمراد بها هنا

٢٠١

ف «العسل» منصوب ب «شرّاب» و «جلالها» منصوب ب «لبّاس».

ومن إعمال «مفعال» قول بعض العرب : «إنه لمنحار بوائكها» ف «بوائكها» منصوب ب «منحار» ومن إعمال «فعول» قول الشاعر :

١١٨ ـ عشيّة سعدى لو تراءت لراهب

بدومة تجر دونه وحجيج

قلى دينه واهتاج للشوق إنها

على الشوق إخوان العزاء هيوج (١)

__________________

الخباء نفسه. أعقلا : وصف من العقل بفتحتين وهو اصطكاك الركبتين والتواء في الرجل من الفزع. وهذا البيت مرتبط ببيت سابق هو قوله :

فإن تك فاتتك السماء فإنني

بأرفع ما حولي من الأرض أطولا

المعنى : «إنه شجاع يلازم الحرب ويكثر من لبس الدروع التي تلبس في القتال ولا يتوارى من لقاء الفرسان في الأخبية وهو فزع مضطرب بل يلقى الأقران مقداما ثابتا».

الإعراب : أخا الحرب : أخا حال من متعلق «بأرفع» في البيت السابق. أو منصوب على الاختصاص التقدير «أخصّ أمدح» وهو منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف : الحرب مضاف إليه. لباسا : حال من قوله «أخا الحرب» منصوب. إليها : جار ومجرور متعلق بلبّاسا. جلالها : مفعول به لمبالغة اسم الفاعل «لباسا» منصوب بالفتحة وهو مضاف. وها مضاف إليه. وليس : الواو عاطفة. ليس فعل ماض ناقص مبني على الفتح. واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو بولاج : الباء حرف جر زائد. ولاج خبر ليس منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد ، وهو مضاف ، الخوالف : مضاف إليه من إضافة مبالغة اسم الفاعل إلى مفعوله. أعقلا : خبر ثان لليس منصوب بالفتحة ، والألف للإطلاق.

الشاهد : في قوله : «لبّاسا إليها جلالها» حيث عمل «لبّاس» الذي هو من صيغ المبالغة النصب ل «جلالها» مفعولا به.

(١) البيتان للراعي النميري. العشيّة : آخر النهار. تراءت : ظهرت. الراهب : عابد النصاري. دومة : هي الجندل حصن يقع بين المدينة المنورة والشام. تجر : اسم جمع لتاجر. حجيج : اسم جمع لحاجّ. قلى : أبغض. اهتاج : ثار.

المعنى : «كان كذا وكذا في العشية التي لو ظهرت فيها سعدى لعابد من عباد النصارى

٢٠٢

ف «إخوان» منصوب ب «هيوج».

ومن إعمال «فعيل» قول بعض العرب : «إن الله سميع دعاء من

__________________

مقيم بالحصن المسمى دومة الجندل وكان عنده تجار وحجاج لأبغض دينه وتركه وثار للشوق لأنها كثيرة التهييج والإثارة على الشوق لملازمي الصبر المداومين عليه».

الإعراب : عشية : ظرف زمان منصوب متعلق بكلام قبله. سعدى : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على الألف. لو : حرف شرط غير جازم. تراءت فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ، والتاء للتأنيث. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. لراهب : جار ومجرور متعلق بتراءت. بدومة : جار ومجرور وهو مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعملية والتأنيث والجار متعلق بمحذوف صفة لراهب. تجر : مبتدأ مرفوع بالضمة. دونه : دون ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر المبتدأ تجر ، ودون مضاف والهاء مضاف إليه. والجملة من المبتدأ والخبر في محل جر صفة ثانية لراهب. وحجيج : الواو عاطفة حجيج معطوف على تجر ومرفوع مثله. قلى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا دينه ؛ مفعول به لقلى منصوب وهو مضاف والهاء مضاف إليه. والجملة «قلى دينه» جواب لو لا محل لها من الإعراب ، وجملتا «لو تراءت .. قلى دينه» في محل رفع خبر المبتدأ سعدى. وجملة «سعدى لو تراءت ..» في محل جر بإضافة عشية إليها واهتاج : الواو عاطفة. اهتاج فعل ماض مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا. للشوق. جار ومجرور متعلق باهتاج. إنها : إن : حرف مشبه بالفعل ينصب الاسم ويرفع الخبر وها : اسمها : على الشوق : جار ومجرور متعلق بهيوج. إخوان : مفعول به مقدم لهيوج. وهو مضاف العزاء : مضاف إليه مجرور. هيوج : خبر إن مرفوع. وجملة «اهتاج للشوق» معطوفة على جملة «قلى دينه» لا محل لها. وجملة إنها هيوج : استئنافية تفيد التعليل لا محل لها من الإعراب.

الشاهد : في قوله : «إخوان العزاء هيوج» حيث عمل «هيوج» وهو من صيغ المبالغة النصب ل «إخوان» مفعولا به كعمل اسم الفاعل وبشروطه. وهيوج هنا معتمد على المسند إليه الذي هو اسم إن.

٢٠٣

دعاه» ف «دعاء» منصوب ب «سميع» ومن إعمال «فعل» ما أنشده سيبويه :

١١٩ ـ حذر أمورا لا تضير وآمن

ما ليس منجيه من الأقدار (١)

وقوله :

١٢٠ ـ أتاني أنّهم مزقون عرضي

جحاش الكرملين لها فديد (٢)

__________________

(١) زعموا أن هذا البيت مما صنعه أبو يحيى اللاحقي ونسبه للعرب.

المعنى : «إن هذا الشخص يكثر الحذر والخوف من الأمور التي ليس فيها ضرر ويأمن من الأمور المهلكة التي لا تنجيه من القضاء والقدر».

الإعراب : حذر : خبر لمبتدأ محذوف تقديره «هو» مرفوع بالضمة. أمورا : مفعول به لحذر منصوب. لا تضير : لا نافية ، تضير مضارع مرفوع بالضمة وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا يعود على «أمور» تقديره هي وجملة «لا تضير» في محل نصب صفة لأمورا. وآمن : الواو عاطفة. آمن معطوف على حذر ومرفوع مثله. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به لآمن. ليس : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، واسمه ضمير مستتر جوازا يعود على الموصول تقديره هو منجيه : خبر ليس منصوب بالفتحة وهو مضاف والهاء مضاف إليه وجملة «ليس منجيه» لا محل لها صلة الموصول : من الأقدار : جار ومجرور متعلق بمنج.

الشاهد : في قوله : «حذر أمورا» حيث عمل «حذر» وهو من صيغ المبالغة بوزن «فعل» عمل اسم الفاعل فنصب (أمورا) مفعولا به.

(٢) قائله : زيد الخيل. العرض : موضع المدح والذم من الإنسان أي : ما يحامي عنه ويصونه من نفسه وحسبه. جحاش : جمع جحش وهو ولد الأتان : الكرملين تثنية كرمل ـ كز برج : ماء بجبلي طيء فديد : صياح وتصويت. المعنى «بلغني أن هؤلاء الناس أكثروا من تمزيق عرضي والوقوع فيه بالطعن والقدح وهم عندي بمنزلة الجحاش التي ترد هذا الماء وهي تصوّت وتنهق».

الإعراب : أتاني : أتى فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف ، والنون للوقاية ، وياء المتكلم مفعول به. أنهم : أن : حرف مشبه بالفعل ينصب الاسم ويرفع الخبر

٢٠٤

ف «أمورا» منصوب «حذر» و «عرضي» منصوب ب «مزق».

للمثنى والمجموع من أسماء الفاعلين عمل المفرد :

وما سوى المفرد مثله جعل

في الحكم والشروط حيثما عمل

ما سوى المفرد المثنى والمجموع ـ نحو : الضاربين ، والضاربتين ، والضاربين ، والضّرّاب ، والضّوارب ، والضاربات ـ فحكمها حكم المفرد في العمل وسائر ما تقدم ذكره من الشروط ؛ فتقول : «هذان الضاربان زيدا وهؤلاء القاتلون بكرا» وكذلك الباقي ، ومنه قوله :

١٢١ ـ أو الفا مكة من ورق الحمى (١).

__________________

والهاء اسمها والميم علامة جمع الذكور. مزقون : خبر أن مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم ، والنون عوض عن تنوين المفرد. عرضي : مفعول به لمزقون منصوب بفتحة مقدرة على آخره لإضافته لياء المتكلم وهو مضاف وياء المتكلم مضاف إليه وأن وما بعدها في تأويل مصدر مرفوع فاعل أتى تقديره «أتاني تمزيقهم لعرضي» جحاش : خبر لمبتدأ محذوف يفهم من الكلام السابق تقديره «هم» مرفوع بالضمة. وهو مضاف. الكرملين : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى. لها : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. فديد : مبتدأ مؤخر مرفوع. وجملة «لها فديد» في محل نصب حال من «جحاش الكرملين».

الشاهد : في قوله : «مزقون عرضي» حيث عمل «مزقون ـ جمع مزق» ـ وهو من صيغ المبالغة بوزن فعل عمل اسم الفاعل فنصب «عرضي» مفعولا به.

(١) قائله : العجاج ، وقبله قوله :

«القاطنات البيت غير الرّيّم»

أو الف : جمع آلفة ، محبة ملازمة. ورق : جع ورقاء وهي التي لونها كلون الرماد. الحمى : أصله : حمام ـ حذفت الميم الأخيرة ثم قلبت الألف ياء ثم قلبت فتحة الميم كسرة للرويّ.

المعنى : «هؤلاء الحمامات مقيمات في البيت الحرام لا يفارقنه لأنهن محبات لمكة وهن من ذوات اللون المشبه للرماد»

٢٠٥

أصله : الحمام. وقوله :

١٢٢ ـ ثم زادوا أنّهم في قومهم

غفر ذنبهم غير فخر (١)

__________________

الإعراب : أوالفا : حال من القاطنات في البيت السابق منصوب ـ مكة : مفعول به لأوالف ـ لأنه جمع اسم فاعل ـ منصوب بالفتحة من ورق : جار ومجرور متعلق بمحذوف حال ثانية وهو مضاف. الحمى : مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على الميم المحذوفة للضرورة.

الشاهد : في قوله : «أوالفا مكة» حيث عمل «أوالف» وهو جمع اسم الفاعل «آلفة» عمل المفرد فنصب «مكة» مفعولا به.

(١) قائله : طرفة بن العبد البكري. غفر ـ بضمتين ـ جمع غفور صيغة مبالغة من الغفر وهو الصفح. فخر : جمع فخور ـ مبالغة من الفخر.

المعنى : «أن هؤلاء القوم زادوا على غيرهم أنهم في قومهم كثير والغفران والصفح وليسوا أهل فخار ومباهاة».

الإعراب : ثم : حرف عطف على كلام سابق. زادوا : زاد فعل ماض مبني على الضم واو الجماعة فاعل. أنهم : أن : حرف مشبه بالفعل ينصب الاسم ويرفع الخبر والهاء اسمها والميم علامة جمع الذكور. في قومهم : جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الضمير اسم أن ، وهو مضاف والهاء مضاف إليه ، والميم لجماعة الذكور غفر : خبر أن مرفوع. ذنبهم : ذنب مفعول به لغفر منصوب بالفتحة وهو مضاف والهاء مضاف إليه والميم لجمع الذكور. غير : خبر ثان لأن مرفوع ، وهو مضاف. فخر : مضاف إليه مجرور وسكن للروي. وأن وما بعدها في تأويل مصدر منصوب مفعول به لزادوا ، تقديره «زادوا غفران ذنوب قومهم».

الشاهد : في قوله : «غفر ذنبهم» حيث عمل «غفر» وهو جمع «غفور» صيغة مبالغة ـ عمل مفرده فنصب «ذنبهم» مفعولا به.

٢٠٦

إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله ونصبه له :

وانصب بذي الإعمال تلوا واخفض

وهو لنصب ما سواه مقتضي

يجوز في اسم الفاعل إضافته إلى ما يليه من مفعول ، ونصبه له ، فتقول : «هذا ضارب زيد ، وضارب زيدا» فإن كان له مفعولان وأضفته إلى أحدهما وجب نصب الآخر فتقول : «هذا معطي زيد درهما ، ومعطي درهم زيدا».

واجرر أو انصب تابع الذي انخفض

ك «مبتغي جاه ومالا من نهض» (١)

يجوز في تابع معمول اسم الفاعل المجرور بالإضافة : الجرّ والنصب ، نحو : «هذا ضارب زيد وعمرو ، وعمرا» فالجرّ مراعاة للفظ ، والنصب على إضمار فعل ـ وهو الصحيح ـ والتقدير : «ويضرب عمرا» أو مراعاة لمحلّ المخفوض وهو المشهور ، وقد روي بالوجهين قوله :

١٢٣ ـ الواهب المائة الهجان وعبدها

عوذا تزجّي بينها أطفالها (٢)

__________________

(١) ومالا : معطوف بالواو على محل «جاه» والمعطوف على المنصوب منصوب وهو منصوب بالفتحة الظاهرة. وهو منصوب بفعل مضمر تقديره يبتغي ويجوز فيه العطف على اللفظ فتقول «مبتغي جاه ومال» والمعطوف على المجرور مجرور.

(٢) قائله : الأعشى ميمون بن قيس. الواهب : المعطي. الهجان : البيض الكرام ـ والهجان وصف للمفرد والجمع مذكرا ومؤنثا. عوذ : جمع عائذ وهي الحديثات النتاج بأن يمضي من ولادتها عشرة أيام أو خمسة عشر يوما. تزجّى : من التزجية وهي الدفع برفق.

المعنى : «هو ـ أي الممدوح ـ الذي أعطى مائة من الإبل البيض الكرام القريبة العهد بالولادة معها أولادها وعبدها القائم بخدمتها».

الإعراب : الواهب : خبر لمبتدأ محذوف تقديره «هو» مرفوع ، وهو مضاف. المائة :

٢٠٧

بنصب «عبد» وجرّه ، وقال الآخر :

١٢٤ ـ هل أنت باعث دينار لحاجتنا

أو عبد ربّ أخا عون بن مخراق (١)

__________________

مضاف إليه من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله. الهجان : صفة للمائة على اللفظ ومجرور مثله. وعبدها : روي بالنصب وبالجر ، فعلى رواية النصب يكون معطوفا بالواو على محل المائة ، أو منصوبا بعامل محذوف يقدر فعلا «وتهب» أو وصفا «واهب» ، وعلى رواية الجر يكون معطوفا على لفظ المائة المجرور ، وهو مضاف وها في محل جر مضاف إليه. عوذا : حال من المائة منصوب بالفتحة. تزجي : مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا يعود على المائة. بينها : بين ظرف مكان منصوب متعلق بتزجي وهو مضاف وها مضاف إليه. أطفالها : مفعول به لتزجي منصوب وهو مضاف وها مضاف إليه ، وجملة «تزجي» في محل نصب صفة ل «عوذا».

الشاهد : في قوله : «الواهب المائة. وعبدها» فإن «عبدها» معطوف بالواو على المائة وقد روي بالوجهين الجائزين فيه ، النصب عطفا على المحل ، والجر عطفا على اللفظ.

(١) قائله : غير معروف. دينار : اسم رجل. عبد رب : اسم رجل. عون بن مخراق : اسم رجل. حاجتنا : احتياجنا.

المعنى : «هل أنت مرسل لأجل حاجتنا الرجل المسمّى دينارا ، أو الرجل المسمى بعبد رب الذي هو أخو عون بن مخراق؟».

الإعراب : هل : حرف استفهام. أنت : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. باعث : خبر أنت مرفوع بالضمة وهو مضاف. دينار : مضاف إليه من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله. لحاجتنا : جار ومجرور متعلق بباعث ، وهو مضاف ونا مضاف إليه. أو : حرف عطف. عبد رب : عبد منصوب عطفا على محل دينار ، أو هو منصوب بفعل مقدر «تبعث» وهو مضاف. رب : مضاف إليه مجرور بالكسرة. أخا : بدل من عبد أو صفة له وتابع المنصوب منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف. عون : مضاف إليه مجرور. بن : صفة لعون مجرور بالكسرة وهو مضاف. مخراق : مضاف إليه مجرور بالكسرة.

الشاهد : في قوله : «باعث دينار .. أو عبد رب» حيث عطف «عبد رب» بالنصب على محل «دينار» وهذا أحد الوجهين الجائزين في مثله ، والوجه الثاني أن يكون مجرورا عطفا على لفظ دينار المجرور بالإضافة.

٢٠٨

بنصب «عبد» عطفا على محل «دينار» أو على إضمار فعل ، التقدير : «أو تبعث عبد رب».

عمل اسم المفعول مثل عمل الفعل المبني للمجهول :

وكلّ ما قرّر لاسم فاعل

يعطى اسم مفعول بلا تفاضل (١)

فهو كفعل صيغ للمفعول في

معناه كالمعطى كفافا يكتفى

جميع ما تقدم في اسم الفاعل ـ من أنه إن كان مجردا عمل إن كان بمعنى الحال أو الاستقبال ، بشرط الاعتماد ، وإن كان بالألف واللام عمل مطلقا ـ يثبت لاسم المفعول ، فتقول : «أمضروب الزيدان (٢) ـ الآن

__________________

(١) كل : مبتدأ مرفوع وهو مضاف. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة. قرر : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على ما والجملة صلة الموصول لا محل لها. لاسم : جار ومجرور متعلق بقرر وهو مضاف. فاعل : مضاف إليه. يعطى : مستتر فيه جوازا تقديره «هو» وهو المفعول الأول. اسم مفعول به ثان ليعطى مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الألف وهو مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير منصوب بالفتحة وهو مضاف. مفعول : مضاف إليه مجرور. بلا : الباء حرف جر. لا : نافية : تفاضل : مجرور بالياء والجار والمجرور متعلق بيعطي. وجملة «يعطى» في محل رفع خبر المبتدأ «كل».

(٢) أمضروب الزيدان : الهمزة للاستفهام. مضروب : مبتدأ مرفوع بالضمة. الزيدان نائب فاعل اسم المفعول مضروب مرفوع بالألف لأنه مثنى وقد أغنى نائب الفاعل عن الخبر. في هذه الجملة : اسم المفعول مجرد من أل وبمعنى الحال أو الاستقبال وقد اعتمد على الاستفهام.

٢٠٩

أو غدا» أو «جاء المضروب أبوهما (١) ـ الآن ، أو غدا ، أو أمس».

وحكمه في المعنى والعمل حكم الفعل المبني للمفعول ؛ فيرفع المفعول كما يرفعه فعله ، فكما تقول : «ضرب الزيدان» تقول : «أمضروب الزيدان» وإن كان له مفعولان رفع أحدهما ونصب الآخر نحو «المعطى كفافا يكتفى» فالمفعول الأول ضمير مستتر عائد على الألف واللام ، وهو مرفوع لقيامه مقام الفاعل ، و «كفافا» المفعول الثاني.

وقد يضاف ذا إلى اسم مرتفع

معنى ك «محمود المقاصد الورع» (٢)

يجوز في اسم المفعول أن يضاف إلى ما كان مرفوعا به ، فتقول في قولك : «زيد مضروب عبده» (٣) «زيد مضروب العبد» (٤) فتضيف اسم المفعول إلى ما كان مرفوعا به ، ومثله «الورع محمود المقاصد» والأصل «الورع محمود مقاصده» ولا يجوز ذلك في اسم الفاعل ؛ فلا تقول : «مررت برجل ضارب الأب زيدا» تريد : «ضارب أبوه زيدا».

__________________

(١) جاء المضروب أبوهما : جاء فعل ماض مبني على الفتح. المضروب : فاعل مرفوع بالضمة. أبوهما : نائب فاعل باسم المفعول «المضروب» مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف والهاء مضاف إليه ، والميم حرف عماد والألف حرف دال على التثنية. في هذه الجملة اسم المفعول مقترن بأل فلا يشترط فيه زمن ، وهو معتمد على الفعل ، ولذلك عمل فيما بعده.

(٢) قد : حرف تقليل. يضاف : مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة. ذا اسم إشارة ـ لاسم المفعول ـ مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل. إلى اسم : جار ومجرور متعلق بيضاف. مرتفع : صفة لاسم ومجرور وقد سكن للروي.

معنى : تمييز منصوب بفتحة مقدرة على الألف.

(٣) عبده : نائب فاعل باسم المفعول «مضروب» مرفوع بالضمة وهو مضاف والهاء مضاف إليه.

(٤) العبد : مجرور بإضافة اسم المفعول «مضروب» إليه من إضافة اسم المفعول لمرفوعه.

٢١٠

أسئلة ومناقشات

١ ـ متى يعمل اسم الفاعل عمل فعله؟ ومتى لا يعمل هذا العمل؟ وما وجه عمله مطلقا إذا كان (بأل)؟ ولماذا لا يعمل إن كان بمعنى الماضي؟ وكيف عمل في الآية الشريفة «وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ»؟ اشرح ذلك مع التعليل والتمثيل ...

٢ ـ فصّل القول في الأمور التي يعتمد عليها اسم الفاعل لكي يعمل عمل فعله؟ واذكر ما يكون منها مقدرا؟ وما وجه عمله في قولك : «يا راكبا فرسا»؟ اشرح مع التمثيل ..

٣ ـ ما أوزان صيغ المبالغة في اسم الفاعل؟ وما عملها؟ وما شرط هذا العمل وضح ذلك مع التمثيل لكل واحد منها بمثال من عندك.

٤ ـ قال النحاة : «يعمل اسم الفاعل عمل الفعل في جميع حالاته مفردا ومثنى ومجموعا وكذلك صيغ المبالغة».

اشرح ذلك ومثل له بأمثلة متنوعة واستشهد حيث أمكنك.

٥ ـ بيّن إلى أي شيء يضاف اسم الفاعل؟ وما الحكم فيما لو كان له مفعولان أو ثلاثة؟ إلى أيها يضاف؟ وما ذا يجب في الباقي؟ مثل لجميع ما تذكر ..

٦ ـ بيّن حكم تابع معمول اسم الفاعل المجرور بالإضافة؟ ومثّل لذلك.

٧ ـ ماذا يعمل اسم المفعول؟ وما شرط هذا العمل؟ وما الفرق بينه وبين اسم الفاعل في هذا العمل؟ وإلى أي شيء أضيف في قولهم (الورع محمود المقاصد)؟ وما أصل هذا التركيب؟ وهل يجوز ذلك في اسم الفاعل؟ ولماذا؟ مثل لكل ما تذكر.

٢١١

تمرينات

١ ـ بين مواضع الاستشهاد بما يأتي في هذا الباب :

قال تعالى : «وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً (١) أَلْوانُهُ ـ هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ (٢) ـ خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ (٣) ـ إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ (٤) ـ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ (٥)

٢ ـ بيّن فيما يأتي اسمي الفاعل والمفعول وأمثلة المبالغة ومعمول كلّ وتابعه وحكم ذلك.

قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ـ أو القائم الليل الصائم النهار».

وقال الجاحظ : «المشورة لقاح العقول ـ ورائد الصواب» ـ فلعلكم أيها المسلمون ـ من المقدرين هذا القول قدره ـ العاملين بما تضمنه من توجيه ، فكثير من الناس مصروف عن التدبّر في مثله ، متعصب لرأيه ، لا يعبأ بالمشورة ، معط آراءه أكثر ما تستحق ـ كاسيها ثوب الزيف ، قوال غير فعال ، ومن الناس من هو كسل عن العمل ، شغوف باللهو ـ فمثل هذا لا يكون محمود العواقب ولا مأمون العثار.

__________________

(١) آية ١٣ سورة النحل.

(٢) آية ٣٨ سورة الزمر.

(٣) آية ٧ سورة القمر.

(٤) آية ٣ سورة الطلاق.

(٥) آية ٣٥ سورة الأحزاب.

٢١٢

٣ ـ مثل لما يأتي في جمل من إنشائك :

صيغة مبالغة مجموعة عاملة عمل الفعل ـ اسم مفعول معتمد على استفهام في العمل ـ اسم مفعول معتمد على مخبر عنه ـ اسم فاعل معتمد على موصوف مقدر ـ تابع لمعمول اسم المفعول المجرور بالإضافة وآخر لمعمول اسم الفاعل المجرور بالإضافة.

٤ ـ علام اعتمد اسم المفعول في الأساليب الآتية ليعمل فيما بعده؟

المحمود الله جل جلاله ـ والمصلّى عليه محمد وآله.

هذا العتب محمود عواقبه ـ أمطلوب أن أسافر؟

ما مرغوب أن أقيم على ضيم.

٥ ـ قال الشاعر : ـ

ألم أقسم عليك لتخبرنّي

أمحمول على النعش الهمام؟

أعرب البيت السابق ... ووضح معناه

٢١٣

الصفة المشبهة باسم الفاعل

علامة الصفة المشبهة جر فاعلها بها :

صفة استحسن جرّ فاعل

معنى بها المشبهة اسم الفاعل (١)

قد سبق أن المراد بالصفة ما دل على معنى وذات ، وهذا يشمل : اسم الفاعل ، واسم المفعول ، وأفعل التفضيل والصفة المشبّهة وذكر المصنف أن علامة الصفة المشبهة (٢) استحسان جرّ فاعلها بها ، نحو «حسن الوجه» و «منطلق اللسان» و «طاهر القلب» : والأصل : «حسن وجهه ، ومنطلق لسانه ، وطاهر قلبه» فوجه : مرفوع بحسن على الفاعلية ولسانه : مرفوع بمنطلق ، وقلبه : مرفوع بطاهر ، وهذا لا يجوز في غيرها من الصفات ، فلا تقول : «زيد ضارب الأب عمرا» تريد : «ضارب أبوه عمرا» ، ولا «زيد قائم الأب غدا» تريد : «زيد قائم أبوه غدا».

وقد تقدّم أن اسم المفعول يجوز إضافته إلى مرفوعه ؛ فتقول : «زيد

__________________

(١) صفة : خبر مقدم للمبتدأ «المشبهة» مرفوع بالضمة. استحسن : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. جرّ : نائب فاعل مرفوع وهو مضاف. فاعل : مضاف إليه من إضافة المصدر لمفعوله. وجملة «استحسن جر» في محل رفع نعت للخبر «صفة» معنى : تمييز منصوب بفتحة مقدرة. بها : جار ومجرور متعلق بجرّ. المشبهة : مبتدأ مؤخر مرفوع. اسم : مفعول به لاسم الفاعل «المشبهة» منصوب وهو مضاف. الفاعل : مضاف إليه مجرور.

(٢) أشبهت الصفة المشبهة اسم الفاعل في دلالتها على حدث ومن قام به ، وقبولها الإفراد والتذكير وغيرهما فعملت النصب كاسم الفاعل المتعدي لواحد ولكن عملها أحطّ منه لأنها لم تفد الحدوث مثله.

٢١٤

مضروب الأب» وهو حينئذ جار مجرى الصفة (١) المشبّهة.

تصاغ الصفة المشبهة من فعل لازم :

وصوغها من لازم لحاضر

كطاهر القلب جميل الظاهر

يعنى أن الصفة المشبهة لا تصاغ من فعل متعد ، فلا تقول : «زيد قاتل الأب بكرا» «تريد قاتل أبوه بكرا» بل لا تصاغ إلا من فعل لازم ، نحو «طاهر القلب وجميل الظاهر» ولا تكون إلا للحال (٢) ، وهو المراد بقوله «لحاضر» فلا تقول : «زيد حسن الوجه غدا أو أمس» ونبّه بقوله : «كطاهر القلب جميل الظاهر» على أن الصفة المشبهة إذا كانت من فعل ثلاثي تكون على نوعين ، أحدهما : ما وازن المضارع نحو «طاهر القلب» وهذا قليل فيها ، والثاني ما لم يوازنه وهو الكثير نحو «جميل الظاهر ، وحسن الوجه ، وكريم الأب» (٣) وإن كانت من غير ثلاثي وجب موازنتها المضارع ، نحو «منطلق اللسان».

عمل الصفة المشبهة :

وعمل اسم فاعل المعدّى

لها على الحدّ الذي قد حدّا

أي : يثبت لهذه الصفة عمل اسم الفاعل المتعدي (٤) وهو : الرفع ،

__________________

(١) أي في عدم الحدوث والتجدد وقصد الدوام.

(٢) ليس المقصود أن تكون لخصوص الحال بل أن تكون للدوام في الأزمنة الثلاثة ومنها الحال لأنها لما انتفى عنها الحدوث والتجدد ثبت لها الدوام عقلا لأن الأصل في كل ثابت دوامه ـ أما اسم الفاعل فيدل على واحد من الأزمنة الثلاثة.

(٣) الصفات المشبهة : جميل وحسن وكريم لا توازن المضارع «يجمل» و «يحسن» و «يكرم» وهي بهذا تخالف اسم الفاعل فإنه يلزم موازنته المضارع.

(٤) أي المتعدي لواحد ، والمراد العمل صورة لأن منصوب اسم الفاعل مفعول به حقيقة ـ فهو مصوغ من فعل متعد مثل ضارب من ضرب ، أما منصوبها فليس مفعولا به حقيقة ـ لأنها مصوغة من فعل لازم ـ وإنما هو شبيه بالمفعول به أو تمييز.

٢١٥

والنصب ، نحو «زيد حسن الوجه» ففي «حسن» ضمير مرفوع هو الفاعل ، و «الوجه» منصوب على التشبيه بالمفعول به ؛ لأن حسنا شبيه بضارب فعمل عمله وأشار بقوله : «على الحدّ الذي قد حدّا» إلى أن الصفة المشبهة تعمل على الحد الذي سبق في اسم الفاعل ، وهو أنه لا بد من اعتمادها كما أنه لا بد من اعتماده (١).

وسبق ما تعمل فيه مجتنب

وكونه ذا سببية وجب (٢)

لما كانت الصفة المشبهة فرعا في العمل عن اسم الفاعل قصرت عنه (٣).

فلم يجز تقديم معمولها عليها ، كما جاز في اسم الفاعل ، فلا تقول : «زيد الوجه حسن» كما تقول : «زيد عمرا ضارب» ولم تعمل إلا في سببيّ نحو : «زيد حسن وجهه» ولا تعمل في أجنبي ، فلا تقول : «زيد حسن عمرا» واسم الفاعل يعمل في السببيّ ، والأجنبي ، نحو : «زيد ضارب غلامه ، وضارب عمرا».

__________________

(١) لم يذكر الشارح كونها للحال أو للاستقبال لأن ذلك حاصل في الصفة المشبهة لدلالتها على الدوام الذي يلزم منه الحال والاستقبال.

(٢) كونه : مبتدأ مرفوع وهو مضاف. والهاء مضاف إليه من إضافة المصدر الناقص لمرفوعه. ذا : خبر كون منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف سببية مضاف إليه مجرور. وجب : فعل ماض مبني على الفتح وسكن للروي.

وفاعله ضمير مستتر جوازا والجملة في محل رفع خبر المبتدأ كونه.

(٣) تخالف الصفة المشبهة اسم الفاعل في عدة أمور :

١ ـ عدم تقدم معمولها عليها.

٢ ـ كونه ذا سببيّة ـ أي تعلق وارتباط بموصوفها لاشتماله على ضميره ـ وهذان الأمران ذكرهما ابن مالك في هذا البيت ـ.

٣ ـ استحسان جر الفاعل بها.

٤ ـ صوغها من اللازم.

٥ ـ كونها للدوام.

٦ ـ عدم لزوم جريانها على المضارع.

٧ ـ لا يفصل معمولها منها منصوبا كان أو مرفوعا بخلاف اسم الفاعل.

٢١٦

أحوال معمولها ووجوه إعرابه :

فارفع بها ، وانصب ، وجرّ ـ مع أل

ودون أل ـ مصحوب أل ، وما اتصل (١)

بها : مضافا أو مجردا ، ولا

تجرر بها مع أل ـ سما من أل خلا

ومن إضافة لتاليها ، وما

لم يخل فهو بالجواز وسما

الصفة المشبهة : إما أن تكون بالألف واللام ، نحو «الحسن» أو مجردة عنهما ، نحو «حسن» وعلى كل من التقديرين لا يخلو المعمول من أحوال ستة :

(أ) الأول : أن يكون المعمول بأل ، نحو «الحسن الوجه ، حسن الوجه».

(ب) الثاني : أن يكون مضافا لما فيه أل ، نحو «الحسن وجه الأب ، وحسن وجه الأب».

(ج) الثالث : أن يكون مضافا إلى ضمير الموصوف ، نحو «مررت بالرجل الحسن وجهه ، وبرجل حسن وجهه».

(د) الرابع : أن يكون مضافا إلى مضاف إلى ضمير الموصوف ، نحو «مررت بالرجل الحسن وجه غلامه ، وبرجل حسن وجه غلامه».

(ه) الخامس : أن يكون مجردا من أل دون الإضافة ، نحو «الحسن وجه أب ، وحسن وجه أب».

__________________

(١) مع أل : مع ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف حال من ضمير «بها» العائد على الصفة المشبهة. ودون أل : معطوف على مع أل. والتقدير : ارفع بالصفة المشبهة وانصب وجر حالة كونها مصاحبة لأل ، ومجردة من أل. مصحوب أل : مفعول به للفعل ارفع.

٢١٧

(و) السادس : أن يكون المعمول مجردا من أل والإضافة ، نحو «الحسن وجها ، وحسن وجها».

فهذه اثنتا عشرة مسألة ، والمعمول في كل واحدة من هذه المسائل المذكورة : إما أن يرفع (١) ، أو ينصب (٢) ، أو يجر فيتحصل حينئذ ست وثلاثون صورة.

وإلى هذا أشار بقوله : «فارفع بها» أي : بالصفة المشبّهة ، «وانصب وجر مع أل» أي إذا كانت الصفة بأل نحو «الحسن» و «دون أل» أي : إذا كانت الصفة بغير أل ، نحو «حسن» «مصحوب أل» ؛ أي : المعمول المصاحب لأل ، نحو «الوجه» «وما اتصل بها : مضافا ، أو مجردا» أي : والمعمول المتصل بها ـ أي : بالصفة ـ إذا كان المعمول مضافا ، أو مجردا من الألف واللام والإضافة. ويدخل تحت قوله : «مضافا» المعمول المضاف إلى ما فيه أل ، نحو : «وجه الأب» والمضاف إلى ضمير الموصوف نحو «وجهه» والمضاف إلى ما أضيف إلى ضمير الموصوف نحو : «وجه غلامه» والمضاف إلى المجرد من أل دون الإضافة ، نحو «وجه أب».

وأشار بقوله :. «ولا تجرر بها مع أل ـ إلى آخره» إلى أن هذه المسائل ليست كلّها على الجواز ، بل يمتنع منها ـ إذا كانت الصفة بأل ـ أربع مسائل :

(أ) الأولى : جر المعمول المضاف إلى ضمير الموصوف ، نحو «الحسن وجهه».

(ب) الثانية : جر المعمول المضاف إلى ما أضيف إلى ضمير الموصوف ، نحو «الحسن وجه غلامه».

__________________

(١) يرفع على الفاعلية للصفة المشبهة ، وجوز الفارسي كونه بدل بعض من ضمير مستتر في الصفة حيث أمكن.

(٢) ينصب تشبيها بالمفعول به إن كان معرفة. أما إذا كان نكرة فهو إما منصوب تشبيها بالمفعول به أو منصوب على التمييز.

٢١٨

(ج) الثالثة : جرّ المعمول المضاف إلى مجرد من أل دون الإضافة ، نحو «الحسن وجه أب».

(د) الرابعة : جرّ المعمول المجرد من أل والإضافة ، نحو «الحسن وجه».

فمعنى كلامه «ولا تجرر بها» أي : بالصفة المشبهة ، إذا كانت الصفة مع أل اسما خلا من أل أو خلا من الإضافة لما فيه أل وذلك كالمسائل الأربع ، وما لم يخل من ذلك يجوز جرّه كما يجوز رفعه ونصبه ، كالحسن الوجه ، والحسن وجه الأب ، وكما يجوز جر المعمول ونصبه ورفعه إذا كانت الصفة لغير أل على كل حال.

٢١٩

أسئلة ومناقشات

١ ـ ما الفرق بين اسم الفاعل والصفة المشبهة في المعنى؟ ولماذا سميت كذلك وبأي شيء تشبّه؟ اكتب تعريفا مختصرا لها مع التمثيل لما تقول.

٢ ـ قال النحاة : «تضاف الصفة المشبهة إلى مرفوعها استحسانا وكذا اسم المفعول دون اسم الفاعل». علّل لذلك مع ذكر الأمثلة الدالة.

٣ ـ ممّ تصاغ الصفة المشبهة؟ وما معنى صوغها من لازم لحاضر؟ مثل لذلك بأمثلة من عندك.

٤ ـ يختلف اسم الفاعل عن الصفة المشبهة في الزمن ـ وفيما يصاغان منه ـ وفيما يضافان إليه ـ اشرح ذلك مع التمثيل لكل ما تقول.

٥ ـ ماذا تعمل الصفة المشبهة؟ وكيف ينصب الاسم بعدها مع لزومها؟ وما شرط عملها؟ مثّل لما تقول.

٦ ـ اشرح معنى قولهم (لا تعمل الصفة المشبهة إلا في سببيّ متأخر) ومثّل لما تقول.

٢٢٠