المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة

الشيخ عبدالأمير عبدالزهره « أبو علي البصري »

المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة

المؤلف:

الشيخ عبدالأمير عبدالزهره « أبو علي البصري »


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدريّة
الطبعة: ٠
ISBN: 964-8163-14-6
الصفحات: ٢٨٨
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

ونخبره بالسده علينه

عگبه ونسمع جوابه

چه يرضه ابو الشيمه

چتاله يبارينه

* * *

اويلي من اگبل الحادي

بضعن الحرم يم گبره

تهاون عالگبر كلهن

وزينب حنّت ابعبره

وأُم چلثوم صاحت صوت

وسكنه تجذب الحسره

تگله يا عزيز الروح

ما تگعد تحاچينه

* * *

هالت اعلى الراس اتراب يويلي واگعدت يمّه

على گبره تصيح ابصوت ما تگعد يبو اليمّه

يخويه سكّت اسكينه وهالنسوان ملتمه

على گبرك تجر حسرات وتهل دمه ادموع العين

* * *

من الآثار المترتبة على زياة الامام الحسين عليه‌السلام :

عن الامام الصادق عليه‌السلام : « اللهم ارحم تلك الخدود التي تقلّبت على حفرة أبي عبد الله عليه‌السلام ، اللهم ارحم تلك الوجوه التي غيّرتها الشمس ... » .

المقدمة :

المتتبع للروايات الواردة عن الأئمة المعصومين عليهم‌السلام والتي تحثّ المؤمنين على زياة الامام الحسين عليه‌السلام يجدها من الكثرة وقد لا يجدها حتى في زيارة

٦١

النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله مع أنه أفضل من ولده الحسين عليه‌السلام قطعاً وليس ذلك إلّا للكرامات التي جعلها الله سبحانه للحسين ولزائره ، وكان من جملة ما أراده الأئمة من إظهار مظلومية أهل البيت جميعاً والتي تعتبر مظلومية الحسين عنوان ورمز لمظلومية أهل البيت جميعاً ، وكذلك ما للحسين عليه‌السلام من دور مهم في بعث الحياة في هذه الأُمة ، حياة الحرية والعزّة والكرامة ، فالأُمّة التي ترتبط بالحسين عليه‌السلام ارتباطاً حقيقياً وثيقاً هذه الأُمة حيّة لأنّ الحسين عليه‌السلام قتل شهيداً والقرآن الكريم يقول لنا : ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ ... ) (١) وفي الزيارة الشعبانية لسيد الشهداء تأكيد على هذا المعنى « اَشْهَدُ اَنَّكَ قُتِلْتَ وَلَمْ تَمُتْ ، بَلْ بِرَجٰآءِ حَياتِكَ حَيِيَتْ قُلُوبُ شيعَتِكَ » (٢) .

وهناك مجموعة من الآثار المترتبة على زياة سيد الشهداء عليه‌السلام :

أولاً : زيادة الرزق : روي عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قال : « مروا شيعتنا بزيارة الحسين عليه‌السلام فإنّ اتيانه يزيد في الرزق ... » .

ثانياً : المدّ في العمر : روي عن أبي جعفر عليه‌السلام أنّه قال : « مروا شيعتنا بزيارة الحسين عليه‌السلام فإنّ اتيانه يزيد في الرزق ويمدّ في العمر ... » .

ثالثاً : يدفع مدافع السوء : روي عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قال : « مروا شيعتنا بزيارة الحسين عليه‌السلام فإنّ إتيانه يزيد في الرزق ويمدّ في العمر ويدفع مدافع السوء » .

رابعاً : تدفع الهدم والغرق والحرق : روي عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام : « قال مروا شيعتنا بزيارة الحسين عليه‌السلام فإنّ زيارته تدفع الهدم والغرق والحرق وأكل السبع » .

______________________

(١) سورة آل عمران : الآية ١٦٩ ـ ١٧٠ .

(٢) مفاتيح الجنان للمحدث القمي .

٦٢

خامساً : يخلف الدرهم بعشرة آلاف درهم : عن الصادق عليه‌السلام وهو يقول للحلبي يجعل لزائر الحسين عليه‌السلام في كل درهم أنفقه عشرة آلاف درهم وذخر ذلك له .

سادساً : قضاء حوائجه : عن الإمام الصادق عليه‌السلام في حديث ... وكان الله من وراء حوائجه وكفيّ ما أهمّه من أمر دنياه .

سابعاً : الأمن يوم الفزع الأكبر : عن زرارة قال قلت لأبي جعفر عليه‌السلام ما تقول فيمن زار أباك الحسين على خوف ؟ قال يؤمنه الله يوم الفزع الأكبر وتلقّاه الملائكة بالبشارة ويقال له لا تخف ولا تحزن هذا يومك الذي فيه فوزك .

ثامناً : غفران الذنوب : عن الامام الصادق عليه‌السلام في حديث : « لو يعلم الزائر ما فيه من الفضل ما تهاون ولا كسل ، قلت ( سليمان بن خالد ) جعلت فداك وما فيه من الفضل ؟ قال : فضل وخير كثير أما أوّل ما يصيبه أن يغفر له ما مضى من ذنوبه ويقال له استأنف العمل » .

تاسعاً : يفوز بالنظرة الإلهية التي توجب الفردوس : روي عن الصادق عليه‌السلام في حديث ... وخروجه بنفسه لزيارة الحسين عليه‌السلام أعظم أجراً وخيراً له عند ربّه ، يراه ربّه ساهر الليل له تعب النهار ، ينظر الله إليه نظرة توجب الفردوس الأعلى مع محمد وأهل بيته فتنافسوا في ذلك وكونوا من أهله .

عاشراً : يكتب له ثواب ألف حجة وألف عمرة : عن القدّاح عن أبي عبد الله عليه‌السلام قلت له ما لمن أتى الحسين بن علي زائراً عارفاً بحقّه غير مستنكف ولا مستكبر؟ قال يكتب له ألف حجة مقبولة وألف عمرة مبرورة وإن كان شقيّاً كتب سعيداً ولم يزل يخوض في رحمة الله .

الحادية عشر : الشفاعة : روى عبد الله بن الفضل قال كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام الحسين فقال له يا طوسي من زار قبر أبي عبد الله الحسين عليه‌السلام وهو يعلم انه امام مفترض الطاعة علىٰ العباد غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر وقبل شفاعته في سبعين مذنباً ، ولم يسأل الله عزّ وجل عند قبره حاجة إلّا قضاها له .

٦٣

الثانية عشر : دعاء الأئمة له مع الزهراء والرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله : روي عن الامام الصادق عليه‌السلام وهو يقول لمعاوية بن وهب : يا معاوية لا تدع زيارة قبر الحسين عليه‌السلام لخوف فانّ من تركه رأى من الحسرة ما يتمنّىٰ أنّ قبره كان عنده ، أما تحبّ أن يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي وفاطمة والأئمة عليهم‌السلام .

وكذلك روى داود بن كثير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنّ فاطمة بنت محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله تحضر زوّار قبر ابنها الحسين عليه‌السلام فتستغفر لهم . وكذلك يدلّ على ذلك رواية الامام الصادق عن معاوية بن وهب التي نقلنا قسماً منها في صدر المجلس ، قال معاوية بن وهب استأذنت على أبي عبد الله عليه‌السلام فقيل لي : ادخل فدخلت فوجدته في مصلاه في بيته فجلست حتى قضى صلاته وسمعته وهو يناجي ربّه وهو يقول : « اللهم يا من خصّنا بالكرامة ، ووعدنا بالشفاعة ، وخصّنا بالوصية ، وأعطانا علم ما مضى وما بقي ، وجعل افئدة من الناس تهوي إلينا إغفر لي ولاخواني زوّار قبر أبي الحسين الذين أنفقوا أموالهم وأشخصوا أبدانهم رغبة في برّنا ورجاء لما عندك في صلتنا ، وسروراً أدخلوه على نبيّك وإجابة منهم لأمرنا ، وغيظاً أدخلوه على عدوّنا ، أرادوا بذلك رضاك فكافئهم عنّا بالرضوان واكلأهم بالليل والنهار واخلف على أهاليهم وأولادهم الذين خلّفوا بأحسن الخلف ، واصحبهم واكفّهم شر كل جبّار عنيد ، وكل ضعيف من خلفّك وشديد ... إلى أن قال اللهمّ إنّ اعداءنا عابوا عليهم على خروجهم فلم ينههم ذلك عن الشخوص إلينا خلافاً منهم على من خالفنا فارحم تلك الوجوه التي غيّرتها الشمس وارحم تلك الوجوه التي تتقلّب على حفرة أبي عبد الله وارحم تلك الأعين التي خرجت دموعها رحمة لنا ، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا ، وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا ، اللهم إنّي استودعك تلك الأنفس وتلك الأبدان حتى توافيهم على الحوض يوم العطش » فما زال يدعو وهو ساجد بهذا الدعاء فلمّا انصرف ظننتُ أنّ النار لا

٦٤

تطعم منه شيئاً أبداً ، والله لقد تمنّيت أنّي كنت زرته ولم أحج ، فقال لي الامام عليه‌السلام ما أقربك منه فما الذي يمنعك من زيارته ؟ ثم قال يا معاوية لم تدع ذلك ؟ قلت جعلت فداك لم أر أنّ الأمر يبلغ هذا كله ، فقال يا معاوية من يدعو لزوّاره في السماء أكثر ممن يدعو لهم في الأرض (١) .

وفي مقابل هذه النصوص والآثار التي رتّبت على زياة الحسين عليه‌السلام وردت روايات تحذّرنا من التقصير في زيارته أو ترك زيارته ومنها ما اعتبر ذلك من عقوق الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله فقد روى الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال الحلبي قلت له سيّدي ما تقول فيمن ترك زيارة الحسين عليه‌السلام وهو يقدر على ذلك ؟ قال عليه‌السلام إنّه قد عقّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعقّنا واستخفّ بأمر هو له ، وكذلك يدلّ على ذلك ما روي عن الباقر عليه‌السلام لو أن أحدكم حجّ دهره ثم لم يزر الحسين عليه‌السلام لكان تاركاً حقاً من حقوق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

ومن هنا نلاحظ الشيعة وعلى مختلف العصور والدهور والظروف التي مرّوا بها لم يكونوا يتركوا زيارة الامام الحسين عليه‌السلام حتى في ظروف بعض طواغيت بني العباس كالمتوكل العباسي لعنه الله الذي تسلّم منصب الخلافة عام ( ٢٣٢ هـ ) ، وفي عهده بدأ في تضييق الخناق على الشيعة وقد وصفه ابن الأثير فقال عنه : وكان شديد البغض لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام ولأهل بيته ، وكان يقصد من يبلغه انه يتولى علياً وأهله ، يأخذ المال والدم (٢) .

وكذلك وصفه ابو الفرج الاصفهاني بقوله : وكان المتوكل شديد الوطأة على آل أبي طالب غليظاً على جماعتهم ، مهتماً بأُمورهم ، شديد الغيظ والحقد عليهم

______________________

(١) كامل الزيارات ١ ـ ١١٦ نقلاً عن البحار ٩٨ : ٥١ ـ ٥٢ .

(٢) الكامل في التاريخ ١٧ : ٥٦ .

٦٥

وسوء الظن والتهمة لهم ... فبلغ بهم ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله ، وكان من ذلك كرب قبر الحسين عليه‌السلام وعفىٰ آثاره ووضع على سائر طرق الزوّار مسالح لا يجدون أحداً زاره إلّا أتوا به فقتله أو أنهكه عقوبة (١) .

وقد ذكر ذلك الشيخ الطوسي في أماليه عن عبد الله بن دانية الطوسي قال : حججت سنة سبع وأربعين ومائتين ، فلما صدرت عن الحجّ صرتُ إلى العراق فزرت أمير المؤمنين عليه‌السلام على حال خيفة من السلطان وتقية ، ثم توجهت إلى زيارة الحسين عليه‌السلام فإذا هو قد حرثت أرضه ومخر فيها الماء ، وأرسلت الثيران والعوامل في الأرض ، فبعيني كنت أرىٰ الثيران تأتي في الأرض فتنساق لهم فيها حتى إذا حاذت مكان القبر يميناً وشمالاً فتضرب بالعصا الضرب الشديد فلا ينفع ذلك فيها ولا تطأ القبر بوجه من الوجوه ولا سبب فما امكنني الزيارة ، فتوجهت إلى بغداد وأنا أقول :

تالله إن كانت أُميّة قد أتت

قتل ابن بنت نبيّها مظلوما

فقد أتاك بنو أبيه بمثلها

هذا لعمرك قبره مهدوما

أسفوا على أن لا يكونوا شايعوا

في قتله فتتبعوه رميما

* * *

فلما قدمت بغداد سمعت الهائعة فقلت ما الخبر ؟ قالوا : وقع الطير بقتل جعفر المتوكل ، فعجبت من ذلك وقلت : الهي ليلة بليلة (٢) .

ويؤيد هذه الرواية رواية محمد بن جعفر بن محمد بن الرج الرخجي ، قال حدثني أبي عن عمّه عمر بن فرج قال أنفذني المتوكل في تخريب قبر الحسين عليه‌السلام

______________________

(١) مقاتل الطالبيين : ٢٠٣ .

(٢) أمالي الشيخ الطوسي : ٣٢٨ .

٦٦

فصرت إلى الناحية فأمررنا بالبقر بمن فيها على القبور فمرّت عليها كلها فلمّا بلغت قبر الحسين عليه‌السلام لم تمرّ عليه ، قال عمّي عمر بن فرج ، فأخذت العصا بيدي ، فما زلت أضربها حتى انكسرت العصا بيدي والله ما جازت على قبره وكان هذا الرجل شديد الانحراف عن آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله (١) . وقد صدقت الحوراء زينب عليها‌السلام فيما تحدّثت به مع زين العابدين عليه‌السلام لمّا مرّت بجثمان الحسين يوم الحادي عشر من المحرم في طريقها إلى الكوفة ورأت حجة العصر علي بن الحسين يجود بنفسه لما نظر من حالة أبيه وهو على أرض كربلاء قالت : « مالي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي واخوتي فو الله ان هذا لعهدٌ من الله إلى جدّك وأبيك ولقد اخذ الله ميثاق أُناس لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض وهم معروفون في أهل السماوات انه يجمعون هذه الأعضاء المقطعة والجسوم المضرجة فيوارونها وينصبون بهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره ولا يمحىٰ رسمه على كرور الليالي والأيام وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلال في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلّا علواً » (٢) .

نعم يبقى هذا القبر مشعلاً ينير الدرب للأحرار ، وعلماً يهتدي به كلّ من أمّ سبيله ، وملجأ إلى كل من لجأ إليه ، وعصمة لمن اعتصم بمنهجه الوضّاء ، وزائر الحسين عليه‌السلام إذا توجّه إليه في مثل هذه الأيام أيام الأربعين هو في الحقيقة يقصد ان يواسي عائلة الحسين عليه‌السلام ويواسي زين العابدين عليه‌السلام لأنّ السبايا أخذوا إلى الشام ورأوا ما رأوا في هذا الطريق من الذلّ والهوان كأنهم أولاد ترك أو كابل حتى أنشد الامام زين العابدين عليه‌السلام :

______________________

(١) تسلية المجالس ٢ : ٤٧٥ .

(٢) كامل الزيارات : ٢٦١ .

٦٧

أُقاد ذليلاً في دمشق كأنني

من الزنج عبد غاب عنه نصيره

وجدي رسول الله في كل مشهد

وشيخي امير المؤمنين أميره

فياليت أُمي لم تلدني ولم يكن

يراني يزيد في البلاد أسيره

* * *

إلى أن أرجعه يزيد مع عماته وأخواته إلى المدينة المنورة خوفاً من انقلاب الأمر عليه في الشام .

ولمّا وصل ظعن السبايا إلى مفترق طريقين ، طريق يؤدي إلى المدينة وطريق يؤدي إلى كربلاء . فاستشار الحادي الامام زين العابدين عليه‌السلام واستشار الامام عمّته زينب عليها‌السلام فقالت عليها‌السلام يا ابن الاخ قل للدليل يمرّ بنا على أرض كربلاء فلقد تركت الحسين عليه‌السلام على أرض كربلاء بلا غسل ولا دفن وأحبّ أن أُجدّد بزيارته عهداً ، فعرّج بهم الحادي على كربلاء ، ولما لاحت لوائح كربلا لزينب بكت ونادت وا أخاه وا حسيناه ولسان الحال :

يا نازلين بكربلا هل عندكم

خبر بقتلانا وما أعلامها

ما حال جثّة ميّت في أرضكم

بقيت ثلاثاً لا يزار مقامها

بالله هل رفعت جنازته وهل

صلّى صلاة الميتين إمامها

الله اعليك مر بينه يحادي البل

مر بحسين نشچيله الهظم والذل

ذل او هظم نشچله او فرگه البين

دلّاها العليل او يهل دمع العين

يگلها الدار هاذي او ذاك گبر احسين

ذيچ اگبور اخوتچ والأصحاب الكل

* * *

لما قال الامام زين العابدين عليه‌السلام لعمته الحوراء عليها‌السلام ولباقي النسوة عمّه ذاك قبر أبي الحسين عليه‌السلام :

٦٨

فرد طيحة اعلى گبر احسين طاحن

حنين أُم الفصيل اعليه ناحن

اشلون اصوات عدّ الگبر صاحن

يراعي هالگبر جتك مساچن

خويه احسين لو نچشف گبرك

لحب اللحد واتمدّد ابكترك

اشبيدي ردت عمري دون عمرك

وانته اللّي تچفّني يلحسين

* * *

يقول بعض أهل المنبر أنّ زينب عليها‌السلام كانت تحمل شيئاً تحت ردائها فلمّا أخرجته وإذا هو رأس أخيها الحسين عليها‌السلام ولسان الحال :

راسك يخويه اتحيّرت بيه

ادفنه ابگبرك يو اخليّه

يواخذه الجدّك واراويه

واحچي الجره اعلينه وابچيه

* * *

جيتك او جبت الراس ويّاي

من السبي وچانت بيه سلواي

دگعد يعزّي وجلعة احماي

او نشّف ابردنك دمع عيناي

انخاك ما تنهض النخواي

واناديك ما يشچيلك انداي

معذور يالمنذبح علماي

* * *

أأخي هل لك أوبة تعتادنا

فيها بفاضل برّك المعتاد

* * *

٦٩

آثار زيارة الامام الحسين عليه‌السلام (القسم الثاني)

خواطر فكري في حَشاي تجولُ

وحُزني على آل النبي يطولُ

أراق دموعي ظلم آل محمد

وذلك رزءٌ لو علمتَ جليلُ

تهونُ الرزايا عند ذكر مصابهم

وقتلي نفسي في المصاب قليلُ

فذلك خطبٌ في الزمانِ جليلُ

وأمرٌ عنيفٌ في الأنام مهولُ

مصارعُ أولاد النبيِّ بكربلا

يزلزلُ أطوادَ الحجىٰ ويُزيلُ

فأيّ امرءٍ يرنو قبورهم بها

وأحشاؤه بالدمعِ ليسَ تسيلُ

قبور عليها النور يزهو وعندها

صعود لأملأك السماء ونزولُ

ولمّا رأيتُ الحيرَ حارت مدامعي

وكان لها من قبل ذاك همولُ

فديتُك روحي يا حسين ومهجتي

وأنت عفيرٌ في التراب جديلُ

* * *

رديتلك ياالفارگيتك

او بالگبر يابن امي لگتك

خويه تشوف الحال ريتك

باللطم والون اعتنيتك

* * *

٧٠

لون الگبر نچشف بابه

لاجمن عله وانگل اترابه

اصل للولي واسمع جوابه

واعاتبه واچثر اعتابه

* * *

يحسين لو بيدي الأمر چان

بنت عل گبرك بيت الأحزان

اويلاه يخويه المات عطشان

ولعبت عليه الخيل ميدان

* * *

چنت غابه واسالفتك

واربعين ليله فارگتك

اشو باللحد يبن امي لگيتك

* * *

عن اسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنّ الحسين عليه‌السلام قتل مكروباً وحقيقٌ على الله أن لا يأتيه مكروب إلّا ردّه الله مسروراً .

المقدمة :

إنّ الله عزّ وجل جعل قبور اولياءه ، محل لنزول الرحمات الإلهية عليها ثم تفاض إلى الخلق خصوصاً لمن توسّل إلى الله عزّ وجل بأولياءه ، فهذه القبور مساكن بركة الله وهي بمثابة الكهف الحصين لمن التجأ إليها . وخصوصاً قبر الحسين عليه‌السلام الذي قتل مكروباً ، وفي الحديث آلىٰ الله على نفسه أن لا يأتيه مكروب إلّا نفَّس الله كربه وهناك حديث آخر عن الفضيل بن يسار عن الامام الصادق عليه‌السلام قال : « إنّ إلى جانبكم لقبراً أتاه مكروب إلّا نفَّس الله كربته وقضى حاجته » .

وهذه من جملة الآثار المترتبة على زيارة الامام الحسين عليه‌السلام .

٧١

الثانية عشر : زائر الحسين عليه‌السلام يُحشر مع الحسين : أن أحد أصحاب الامام الصادق عليه‌السلام حج واعتمر ١٩ مرّة فقال له الامام حج واعتمر مرّة أُخرى تكتب لك زيارة الامام الحسين عليه‌السلام ثمّ قال له الامام : أيّهما أحب إليك أن تحج عشرين حجة وتعتمر عشرين عمرة أو تحشر مع الحسين عليه‌السلام فقلت : لا بل أُحشر مع الحسين عليه‌السلام قال فزر أبا عبد الله عليه‌السلام .

الثالثة عشر : عتق رقبة من ولد اسماعيل : عن أبي سعيد القاضي قال : دخلتُ على على أبي عبد الله عليه‌السلام في غريفة له وعنده مرازم فسمعت ابا عبد الله عليه‌السلام يقول : من أتى قبر الحسين ماشياً كتب الله له بكل قدم يرفعها ويضعها عتق رقبة من ولد إسماعيل .

الرابعة عشر : التجلّي الإلهي لزائر الحسين عليه‌السلام : قال ابو عبد الله عليه‌السلام إنّ الله تبارك وتعالى يتجلّىٰ لزوّار قبر الحسين عليه‌السلام قبل أهل عرفات ويقضي حوائجهم ويغفر ذنوبهم ويشفّعهم في مساءلهم ثم يثنّي بأهل عرفات فيفعل ذلك بهم .

الخامس عشر : زائر الحسين عليه‌السلام دعاءه مستجاب : عن بشير الدهان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنّ الرجل يخرج إلى قبر الحسين عليه‌السلام فله إذا خرج من أهله بأول خطوة مغفرة ذنوبه ، ثم لم يزل يقدّس بكل خطوة حتى يأتيه فإذا أتاه ناجاه الله عبدي سلني أُعطك ، اُدعني أُجبك ، اطلب مني أعطك ، سلني حاجة أقضها لك ، قال : وقال أبو عبد الله عليه‌السلام : وحقٌ على الله أن يعطي ما بذل . خصوصاً إذا دعا الزائر تحت قبة الحسين عليه‌السلام فانّ الدعاء تحت تلك القبة الشريفة لا يُرد إكراماً للحسين عليه‌السلام ما لم يسأل الله في مأثم أو قطيعة رحم ، ويدلّ على ذلك الحديث الوارد عن الصادق عليه‌السلام إن الله عوّض الحسين من قتله بخصائص جعل الشفاء في تربته والدعاء مستجاب تحت قبته والأئمة من ذريته .

لهُ تربةٌ فيها الشفاء وقبةٌ

يُجاب بها الداعي إذا مسَّه الضرُّ

* * *

٧٢

السادس عشر : عيادة الملائكة لزائر الحسين عليه‌السلام في مرضه ويحضرون جنازته : روي عن الصادق عليه‌السلام وهو يقول لمحمد بن مروان : إنّ الله وكّل بقبر الحسين عليه‌السلام أربعة آلاف ملك كلهم يبكونه ويشيعون من زاره إلى أهله ، فإن مرض عادوه ، وإن مات حضروا جنازته بالإستغفار له والترحم عليه .

السابع عشر : دعاء الموجودات لزائر الحسين عليه‌السلام : عن صفوان الجمال عن أبي عبد الله عليه‌السلام ... قال : وإنّ زائره ليخرج من رحله فما يقع فيه على شيء إلّا دعا له فإذا وقعت الشمس عليه أكلت ذنوبه كما تأكل النار الحطب وما تبقي عليه من ذنوبه شيئاً فينصرف وما عليه من ذنب وقد رفع له من الدرجات ما لا يناله المتشحط في دمه في سبيل الله ، ويوكّل به ملك يقوم مقامه ويستغفر له حتى يرجع إلى الزيارة أو تمضي ثلاث سنين أو يموت ... .

الثامن عشر : من زاره في كل شهر مرّة له ثواب مائة ألف شهيد من شهداء بدر : روي عن داود بن فرقد قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : ما لمن زار قبر الحسين عليه‌السلام في كل شهر من الثواب ؟ قال له من الثواب مثل ثواب مائة ألف شهيد من شهداء بدر .

التاسع عشر : اللحوق بلواء رسول الله فيكونون في ظلّه وهو في يد عليّ عليه‌السلام : عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إذا كان يوم القيامة نادىٰ مناد أين زوار الحسين عليه‌السلام فيقوم عنق من الناس لا يحصيهم إلّا الله عزّ وجل فيقول لهم : ماذا أردتم بزيارة قبر الحسين عليه‌السلام ؟ فيقول يا ربِّ حبّاً لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وحباً لعلي وفاطمة ورحمة له فما ارتكب منه ، فيقال لهم هذا محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين فالحقوا بهم فأنتم معهم في درجتهم الحقوا بلواء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيكونون في ظلّه وهو في يد علي عليه‌السلام حتى يدخلون الجنّة جميعاً ، فيكون أمام اللواء وعن يمينه وعن يساره ومن خلفه .

٧٣

لماذا هذه الآثار تعطىٰ لزائر الحسين عليه‌السلام ؟

في الحقيقة أنّ الإمام الحسين عليه‌السلام نصر دين الله ، نصر الإسلام الذي جاء به محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ولولاه لم يبق له اسم ولا رسم وصدقت هذه المقولة : « ان الاسلام بدؤه محمدي وبقاءه حسيني » فالحسين عليه‌السلام قدَّم نفسه وأهله وولده وماله في سبيل الله تعالى وإكراماً له وللجهود التي قدّمها ، جعل الله له الكرامات الكثيرة ومنها كرامات مخصوصة لزوار قبره الشريف .

قبر الحسين عليه‌السلام شوكة في عيون الظالمين :

الظلمة على مرّ التأريخ يخافون من اسم الحسين عليه‌السلام ويخافون من الشعائر التي تحيي ذكر الحسين وترتبط بالحسين عليه‌السلام وليس ذلك إلّا لعلمهم من أنّ قبر الحسين مشعلاً ينير الدرب للأحرار في كل العالم ، وانّهم إذا جاءوا إلى قبره يستلهمون الدروس والعِبَر من قبره الزكي ، حتى الشعراء حاولوا أن يصوّروا أروع القصائد في تصوير موقف الحسين وعزّته ، يقول الشاعر :

شممتُ ثراك فهبَّ النسيم

نسيمُ الكرامةِ من بلقعِ

وعفَّرتُ خدّي بحيث اسراح

خدُّ تفرّىٰ ولم يضرعِ

كأنّ يداً من وراء الضريح

حمراء مبتورة الأصبع

تمدُّ إلى عالمٍ بالخنوع

والضيم ذي شرع مترع

* * *

إلى أن يقول :

تعاليت من فلكٍ قُطرهُ

يدورُ على المحور الأوسعِ

فيابنَ البتول وحسبي بها

ضماناً على كلِّ ما ادّعي

٧٤

ويابن التي لم يَضَع مِثلُها

كمثلكَ حملاً ولم تُرضعِ

ويابن البطين بلا بطنةٍ

ويابن الفتىٰ الحاسرِ الأنزعِ

ويا غصنَ هاشمَ لم ينفتح

بأزهرَ منك ولم يُفرعِ

وبا واصلاً من نشيد الخلود

ختامَ القصيدةِ بالمَطلعِ

يسير الورىٰ بركابِ الزمان

من مستقيمٍ ومن أظلع

وأنت تسيّرُ ركبَ الخلود

ما تستجدُّ له يَتبَعِ

تمثَّلتُ يومَكَ في خاطري

وردَّدتُ صوتَك في مسمعي

ومحَّصتُ يومَكَ لم أرتَهب

بنقلِ الرواةِ ولم أُخدعِ

وجدتك في صورة لم أُرع

بأعظم منها ولا أروع

وماذا أروع من أن يكون

لحمُكَ وقفاً على المبِضَعِ

وأن تُطعِمَ الموتَ خيرَ البنين

من الأكهلينَ إلى الرضّعِ

وخيرَ بني الأُم من هاشمٍ

وخيرَ بني الأبِ من تُبَّعِ

* * *

ولذلك حاول أعداء الدين وأعداء المذهب أن يمنعوا الشعائر الحسينية ، ويمنعوا الناس من زيارة الحسين عليه‌السلام ويمنعوهم من المشي إلى زيارته ولكن شاء الله ان يذهب الطغاة والظلمة ، وقد أقبلت الملايين لزيارة قبره بعد رحيل المجرم الظالم « صدام حسين » وتناقلتها الفضائيات والاذاعات العالمية ، ومن جملة المحاولات السابقة والقديمة لمنع زوّار الحسين عليه‌السلام .

فيما ينقل في التأريخ أنّ هناك مجموعة محاولات قام بها الأعداء لمنع الزوّار من زيارة الامام الحسين عليه‌السلام ومن جملة هذه المحاولات كانت هناك سدرة إلى جنب القبر الشريف وكانت أشبه بالعلامة لقبر الحسين عليه‌السلام فقاموا بقطعها ، فأقبل أحد الزوّار ولما لم يجد تلك السدرة انحنى على تربة كربلاء يشمها ويبكي ولسان حاله :

أرادوا ليخفوا قبره عن ولييه

وطيبُ تراب القبر دلَّ على القبر

٧٥

أقول هذا دلّهُ طيب تراب قبر وأما زينب عليها‌السلام فدلّها زين العابدين عليه‌السلام بقوله عمّه ذاك قبر أبي فلما سمعت ماذا صنعت :

على گبر السبط ذبّت نفسها

تون بهداي ما ينسمع حسها

وعلى گبره غابت نفسها

فاضت روحها او منها الگلب فر

* * *

او فزّت صارخة وتصيح يا حسين

ماني اختك او عنّي شو غبت وين

لفيت امن اليسر ويّه النساوين

تنعاك يا خويه يا الحنين

* * *

ثم إنّ الحوراء عليها‌السلام ومعها لفيف من النساء والأيتام توجَّهن لقبر أبي الفضل العباس عليه‌السلام :

گامت امن الگبر والعن تهمي

او خذت كل العايله للعلگمي

وصلت او صاحت رضيت ابلا حمي

نمشي يا حامي الظعن واچفله

* * *

مشت لا چنها مشت من غر روح

تگع نوب اتگوم والمدمع سفوح

وصلت الگبره او عله ظلّت تنوح

او راح منها الحيل وانهد الگوه

* * *

گامت اعله تندب او نوب تصح

خوه الما وفي الگدرك مديح

ادري لو ما طبگ چفنک تطح

چان ما سوط العده ابمتني التوه

* * *

افراگك للگلب عباس ما رد

او صنع بيّه يخويه الدهر ما راد

لو بيدي ايحصل للوطن ما رد

اظل بالطف لمن تدنه المنيه

* * *

٧٦

جبت اليتامه او جبت العيال

بعد السبي الگبرك يسروال

اخافن يخويه امن اشرح الحال

ياذيك اشدّ من رمي الانبال

يكفي امن اگلك فوگ الاجمال

خذونه ساره ابگد واغلال

الگبرك لفينه نشچي الحال

* * *

اليوم نامت اعينٌ بك لم تنم

وتسهّدت أُخرى فعزَّ منامها

* * *

٧٧

بعض الأسباب والدواعي لزيارة الامام الحسين عليه‌السلام

ها هنا مولدُ العواطفُ هذا

مأتمُ الوجدِ والأسىٰ والرثاء

ها هنا معرضُ الشجونِ سماء

من شهيقٍ وتربةٍ من بكاء

ها هنا مصرعُ القلوب حنيناً

يلتقي في مصارعِ الأولياء

ها هنا موكبُ النبوّة ضجَّت

منه نجوى كرائم الزهراء

حين وافىٰ كيما يوفّىٰ وداعاً

شهداء الطفوف حقّ الوفاء

وتلقاهُ جابرُ فتلقاهُ

بحزنٍ فكانَ أشجىٰ لقاء

حسين نوديَ فيه أجابرٌ هذا

بلسانِ السّجاد أشجىٰ نداء

قال يا جابر هنا قتلونا

واستباحوا محرماتِ الدماء

وبهذا المثوىٰ أبي ذبحوهُ

وهو ظامي الحشا بغير رواء

واستباحوا الرحالَ نهياً وسَلباً

حين غاروا على خيامِ النّساء

* * *

يجابر ما دريت اشصار بينه

يجابر هالأرض بيها انولينه

يجابر وانذبح بيها ولينه

يجابر ذبّحوا واحد او سبعين

* * *

٧٨

يجابر هل ارض بيها اشجره او چان

يجابر ذبّحوها اكهول شبّان

يجابر ذبحوها اطفال رضعان

يجابر روّعوا هذي النساوين

* * *

عفيه اعلى گلبي اشكثر صبره

مصايب عَلَيَّه جرت كثره

لاچن ابوي احسين اَمره

اَصعب وشد ما صار واجره

حز الشمر بالسيف نحره

او سحگت خيول الگوم صدره

* * *

مشينه الكربله نوفي وعدنه

ابهاي المصطفى جدنه وعدنه

نزلنه ابكل اهالينه وعدنه

الكربله ابهاي المسيّه

* * *

فكأنّ القبور روضةُ حزنٍ

وكأنّ العُيونَ ينبوعُ ماءٍ

* * *

عن الامام الرضا عليه‌السلام: « إنّ زيارتنا إنّما هي تجديدُ العهد والميثاق المأخوذ في رقاب العباد » .

هناك مجموعة أسباب ودواعي تدعو الشيعة لزيارة قبر الحسين عليه‌السلام ومن جملة هذه الأسباب :

أولاً : تجديد العهد ووفاءٌ به وتجديد الميثاق :

وتوضيح ذلك أنّ هناك عهد بين الامام وشيعته ، وفي حالة حضور الامام عليه‌السلام يمكن تجديدهُ بزيارة الامام الحيّ والسلام عليه ، وعرض النصرة والمودَّة له ، واتباع أوامره ونواهيه ، وأخذ العلم والمعارف عنه ... الخ . وبعد شهادته نجدّد العهد معه وذلك بزيارة قبره ، يقول البعض كيف تزور الإمام وهو ميّت لا يسمع ولا

٧٩

يرىٰ ؟ كما يُنقل عن مؤسس الفكرة الوهابية الضالّ ( محمد بن عبد الوهاب ) حيث يقول : عصاي خير من محمد لأنّ محمداً مات !! لا يا أخي النبي والإمام الحسين عليه‌السلام وبقية الأئمة هم أحياءٌ عند ربهم يرزقون لأنهم شهداء ، والقرآن يقول : ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ ... ) والشهيد حيٌّ يرزق .

ومن هنا ورد في آداب الزيارة انّك تخاطب الإمام الحسين عليه‌السلام : « اشهدُ انك تسمع كلامي وتردُّ جوابي وأنت حيٌّ عند ربّك مرزوق » . إذا عرفنا ذلك سوف تكون زيارتنا له بمثابة الوفاء بالعهد وتجديد للميثاق ولعلَّ قول الامام الرضا عليه‌السلام يشير إلى هذا المعنىٰ قال عليه‌السلام : « إنّ لكل إمام عهداً في عنق أولياءه وشيعته وإنّ من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم » (١) .

ثانياً : إنّ زائر الحسين عليه‌السلام كمن زار الله في عرشه :

عن زيد الشحام قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام ما لمن زار الحسين عليه‌السلام ؟ قال : كمن زار الله في عرشه . وتوضيح ذلك نقول إنّ الله عزّ وجل ليس بجسم ، قال تعالى ( لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) .

وقد سأل ابو الصلت الهروي الامام الرضا عليه‌السلام عن معنى الحديث التالي أنّ المؤمنين يزورون ربّهم من منازلهم في الجنة ؟

فأجاب الامام الرضا عليه‌السلام قائلاً يا أبا الصلت ، إنّ الله فضَّل نبيّهُ محمداً صلى‌الله‌عليه‌وآله على جميع خلقه من النبيين والملائكة ، وجعل طاعتهُ طاعته ومتابعتهُ متابعته وزيارتهُ في الدنيا والآخرة زيارته فقال : « من يُطع الرسول فقد أطاع الله » ، وقال تعالى : « إنّ الذين يبايعونك إنّما يبايعون الله » . ثم قال الامام الرضا عليه‌السلام وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من زارني في حياتي او بعد موتي فقد زار الله » .

______________________

(١) الكافي ج ٤ ، ص : ٥٦٧ .

٨٠