شرح زيارة عاشوراء

عبدالرسول النوري الفيروزكوهي [ الفاضل المازندراني ]

شرح زيارة عاشوراء

المؤلف:

عبدالرسول النوري الفيروزكوهي [ الفاضل المازندراني ]


المحقق: السيد حسن الموسوي الدرازي
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: منشورات دار الصديقة الشهيدة عليها السلام
المطبعة: وفا
الطبعة: ٠
ISBN: 978-964-8438-70-3
الصفحات: ٢١٥

قَالَ : قُلْتُ : وَكَيْفَ (١) يُعَزِّي بَعْضُنَا بَعْضاً؟

قَالَ : «تَقُولُونَ : أَعْظَمَ اللهُ أُجُورَنَا بِمُصَبِنَا بِالحُسَيْنِ عليه السلام ، وَجَعَلَنَا وَإِيَّاكُمْ مِنَ الطَّالِبِينَ بِثَأْرِهِ مَعَ وَلِيِّهِ الإِمَامِ المَهْدِيِّ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام ، وَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تَنْتَشِرَ يَوْمَكَ فِي حَاجَةٍ فَافْعَلْ ، فَأِنَهُ يَوْمٌ نَحْسٌ لَا تُقْضَى فِيهِ حَاجَةُ مُؤْمِنٍ ، وَإِنْ (٢) قُضِيَتْ لَمْ يُبَارَكْ [لَهُ فِيهَا] (٣) وَلَمْ يَرَ [فِيهَا] (٤) رُشْداً ، وَلَا يَدَّخِرَنَّأَحَدُكُمْ لِمَنْزِلِهِ فِيْهِ شَيْئاً ، فَمَنِ ادَّخَرَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ شَيْئاً لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيمَا ادَّخَرَ (٥) ، وَلَمْ يُبَارَكُ لَهُ فِي أَهْلِهِ ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ كَتَبَ اللهُ [تَعَالىَ] لهُمْ [أَجْرَ وَ] (٦) ثَوَابِ أَلْفِ عُمْرَةٍ ، وَأَلْفِ غَزْوَةٍ كُلُّهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله ، وَكَانَ لهُمْ (٧) أَجْرُ (٨) وَثَوَابُ مُصِيبَةِ كُلِّ نَبِيٍّ وَرَسُولٍ [وَوصِيَّ] (٩) وَصِدِّيقٍ وَشَهِيدٍ مَاتَ أَوْ قُتِلَ مُنْذُ خَلَقَ اللهُ الدُّنْيَا إِلَى أَنْ تَقُومَ السَاعَة».

قَالَ (صَالِحُ بْنُ عُقْبَةَ) ، وَ (سَيْفُ بْنُ عَمِيرَةَ) (١٠) : قَالَ (عَلْقَمَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ

__________________

(١) في مصباح المتهجد «فكيف».

(٢) في مصباح المتهجد ومصباح الزائر : «فإن».

(٣) ليس في مصباح المتهجد.

(٤) ليس مصباح الزائر.

(٥) في مصباح المتهجد «ادخره».

(٦) ليس في مصباح المتهجد.

(٧) في مصباح المتهجد ومصباح الزائر : «له».

(٨) في حاشبة مصباح المتهجد «كان له كثواب».

(٩) من مصباح المتهجد ومصباح الزائر.

(١٠) سيف بن عميرة النخعي : عربيٌّ ، كوفيٌّ ، ثقةٌ ، مِن أصحابِ الصَّادق والكَاظمِ عليهما السلام (معجم رجال الحديث ٩ / ٣٨٢).

٢١

الحَضْرَمِيُّ) (١) : قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام : عَلَّمْنِي دُعَاءً أّدْعُو بِهِ [فَي] (٢) ذَلِكَ الْيَوْمِ إِذَا أَنّا زُرْتُهُ مِنْ قُرْبٍ ، وَدُعَاءً أَدْعُو بِهِ إِذَا لَمْ أَزُرءهُ مِنْ قُرْبٍ وَأَوْمَأءتُ مِنْ بُعْدِ الْبِلَادِ وَمِنْ دَارِي بِالسَّلَامِ (٣) إِلِيهِ.

قَالَ : فَقَالَ لِي : «يَا عَلْقَمَةُ ، إِذَا أَنْتَ صَلَّيْتَ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ أَنْ تُومِئَ إِلَيْهِ بِالسَّلَامِ ، فَقُلْ عِنْدَ (٤) الْإِيمَاءِ إِلَيْهِ مِنْ بَعْدِ التَّكْبِيرِ هَذَا الْقَوْلَ ، فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ دَعَوْتَ بِمَا يَدْعُو بِهِ زُوَّارَهُ مِنَ المَلَائِكَةِ ، وَكَتَبَ اللهُ لَكَ مِائَةَ أَلْفِ أَلْفِ دَرَجَةٍ (٥) ، وَكُنْتَ كَمَنِ اسْتًشْهِدَ مَعَ الحُسَيْنِ عليه السلام حَتَى تُشَارِكَهُمْ فِي دَرَجَاتِهِمْ (٦) ، [وَ] (٧) لَا تُعْرَفُ إِلَّا فِي الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ اسْتُشْهِدُوا مَعَهُ ، وَكُتِبَ لَكَ ثَوَابُ زِيَارَةِ كُلِّ نَبِيٍّ وَكُلِّ رَسُولٍ وَزِيَارَةِ كُلِّ مَنْ زَارَ الحُسَيْنَ عليه السلام مُنْذُ [يَوْمَ] (٨) قُتِلَ عليه السلام [وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ] (٩)».

تَقُول : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ

__________________

(١) علقمة بن محمد الحضرمي : أخو أبي بكر الحضرمي عدّه الشيخ من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام (معجم رجال الحديث ١٢ / ٢٠٠).

(٢) ليس في مصباح المتهجد.

(٣) في نسخة أخرى من مصباح المتهجد ومصباح الزائر «بالتسليم».

(٤) في مصباح المتهجد ومصباح الزائر : «بعد».

(٥) في مصباح الزائر : «مائة ألف درجة».

(٦) في مصباح الزائر : «حتى يشاركه في درجاته».

(٧) من مصباح المتهجد وفي مصباح الزائر : «ثم لا تعرف».

(٨) ليس في مصباح الزائر.

(٩) من مصباح المتهجد ومصباح الزائر.

٢٢

اللهِ ، [السَّلامُ عَلَيكَ يا خِيَرَةِ اللهِ وابْنَ خَيرَتِهِ] (١) ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَ [الزَهْرَاءِ] (٢) سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ (٣) ، وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الأرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ ، عَلَيْكُمْ مِنّي جَميعاً (٤) سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِىَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ.

يا أَبا عَبْدِ اللهِ لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ ، وَجَلَّتْ [وَعَظُمَتِ] (٥) الْمُصيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ اَهْلِ الإسْلامِ ، وَجَلَّتْ وَعَظُمَتْ مُصيبَتُكَ فِي السَّماواتِ عَلى جَميعِ اَهْلِ السَّماواتِ ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اَسَّسَتْ اَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ اَهْلَ الْبَيْتِ ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ وَاَزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمُ الَّتي رَتَّبَكُمُ اللهُ فيها ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكُمْ ، وَلَعَنَ اللهُ الْمُمَهِّدينَ لَهُمْ بِالَّتمْكينِ مِنْ قِتالِكُمْ ، بَرِئْتُ اِلَى اللهِ وَاِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَمِنْ اَشْياعِهِمْ وَاَتْباعِهِمْ وَاَوْلِيائِهِم.

__________________

(١) ليس في مصباح المتهجد ومصباح الزائر والبحار.

(٢) ليس في مصباح المتهجد ومصباح الزائر والبحار.

(٣) في نسخة أخرى : «يا ثأر الله وابن ثأره» (منه قدس سره).

(٤) في نسخى أخرى : «عليكم جميعاً مني» (منه قدس سره).

(٥) ليس في مصباح الزائر.

٢٣

يَا أَبا عَبْدِ اللهِ ، إِنّي (١) سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ اِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ، وَلَعَنَ اللهُ آلَ زِياد وَآلَ مَرْوانَ ، وَلَعَنَ اللهُ بَني اُمَيَّةَ قاطِبَةً ، وَلَعَنَ اللهُ ابْنَ مَرْجانَةَ ، وَلَعَنَ اللهُ عُمَرَ بْنَ سَعْد ، [وَلَعَنَ اللهُ يَزِيْدَ] (٢) ، وَلَعَنَ اللهُ شِمْراً ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اَسْرَجَتْ وَاَلْجَمَتْ وَتَنَقَّبَتْ [وَتَهَيَّأَتْ] (٣) لِقِتالِكَ ، بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي لَقَدْ عَظُمَ مُصابي بِكَ فَاَسْأَلُ اللهَ الَّذي َكْرَمَ مَقامَكَ وَاَكْرَمَني [بِكَ] (٤) اَنْ يَرْزُقَني طَلَبَ ثارِكَ مَعَ اِمام مَنْصُور مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، اَللّ ـ هُمَّ اجْعَلْني عِنْدَكَ وَجيهاً بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ.

يا اَبا عَبْدِ اللهِ اِنّي اَتَقَرَّبُ اِلى اللهِ وَاِلى رَسُولِهِ وَاِلى اَميرِالْمُؤْمِنينَ وَاِلى فاطِمَةَ وَاِلَى الْحَسَنِ وَاِلَيْكَ بِمُوالاتِكَ ، وَبِالْبَراءَةِ (٥) مِمَّنْ قاتَلَكَ ، [وَنَصَبَ لَكَ الْحَرْبَ] (٦) ، وَبِالْبَراءَةِ مِمَّنْ اَسَسَّ اَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ ، وَاَبْرَأُ اِلَى اللهِ وَاِلى رَسُولِهِ مِمَّنْ

__________________

(١) في مصباح الزائر : «أنا».

(٢) ليس في مصباح المتهجد ومصباح الزائر والبحار.

(٣) ليس في مصباح المتهجد.

(٤) ليس في مصباح المتهجد.

(٥) في مصباح الزائر : «والبراءة».

(٦) ليس في مصباح المتهجد.

٢٤

اَسَسَّ اَساسَ (١) ذلِكَ ، وَبَنى عَلَيْهِ بُنْيانَهُ ، وَأَجَرى (٢) ظُلْمِهِ وَجَوْرِهِ عَلَيْكُمْ وَعلى اَشْياعِكُمْ ، بَرِئْتُ اِلَى اللهِ وَاِلَيْكُمْ مِنْهُمْ. وَاَتَقَرَّبُ اِلَى اللهِ [وَإِلَى رَسُولِهِ] (٣) ثُمَّ اِلَيْكُمْ بِمُوالاتِكُمْ وَبِمُوالاةِ (٤) وَلِيِّكُمْ ، وَبِالْبَراءَةِ (٥) مِنْ اَعْدائِكُمْ وَالنّاصِبينَ لَكُمُ الْحَرْبَ ، وَبِالْبَراءَةِ (٦) مِنْ اَشْياعِهِمْ وَاَتْباعِهِمْ.

اِنّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ ، وَوَلِىٌّ لِمَنْ والاكُمْ ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكُمْ ، فَاَسْأَلُ اللهَ الَّذي أكْرَمَني بِمَعْرِفَتِكُمْ وَمَعْرِفَةِ اَوْلِيائِكُمْ ، أَنْ يَرْزُقَنِى (٧) الْبَراءَةَ مِنْ اَعْدائِكُمْ وَاَنْ يَجْعَلَني مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ ، وَاَنْ يُثَبِّتَ لي عِنْدَكُمْ قَدَمَ صِدْق فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ ، وَاَسْأَلُهُ اَنْ يُبَلِّغَنِى الْمَقامَ الْمَحْمُودَ الَّذِي (٨) لَكُمْ عِنْدَ اللهِ وَاَنْ يَرْزُقَني طَلَبَ ثارِكُمْ (٩) مَعَ إِمامٍ مَهْدِىٍّ (١٠) ظَاهِرٍ

__________________

(١) «أساس» ليست في البحار.

(٢) في مصباح المتهجد «وجرى فيه» وفي مصباح الزائر والبحار : «وجرى في ظلمه».

(٣) ليس في مصباح المتهجد ومصباح الزائر والبحار.

(٤) في مصباح المتهجد ومصباح الزائر : «وموالاة».

(٥) في مصباح الزائر : «والبراءة».

(٦) في مصباح الزائر : «والبراءة».

(٧) في البحار : «ورزقني».

(٨) «الذي» ليست في البحار.

(٩) في نسخة من مصباح المتهجد «ثارك» وفي أخرى والبحار : «ثاري».

(١٠) في نسخى أخرى «هدىً» (قدس سره).

٢٥

ناطِقٍ [بِالْحَقِّ] (١) مِنْكُمْ.

وَاَسْألُ اللهَ بِحَقِّكُمْ ، وَبِالشَّأنِ الَّذي لَكُمْ عِنْدَهُ ، اَنْ يُعْطِيَني بِمُصابي بِكُمْ اَفْضَلَ ما يُعْطي مُصاباً بِمُصيبَتِهِ ، [يَا لَهَا مِنْ] (٢) مُصيبَةٍ (٣) ما اَعْظَمَها وَاَعْظَمَ رَزِيَّتَها فِي الإسْلامِ وَفِي جَميعِ [أَهْلِ] (٤) السَّماواتِ وَالاْرْضِ.

اَللّـهُمَّ اجْعَلْني فِي مَقامي هذا مِمَّنْ تَنالُهُ مِنْكَ صَلَواتٌ وَرَحْمَةٌ وَمَغْفِرَةٌ.

اَللّـهُمَّ اجْعَلْ مَحْياىَ مَحْيا مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَمَماتي مَماتَ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد.

اَللّـهُمَّ اِنَّ هذا يَوْمٌ تَبَرَّكَتْ بِهِ بَنُو اُمَيَّةَ وَابْنُ آكِلَةِ الاكبادِ اللَّعينُ ابْنُ اللَّعينِ عَلى لِسانِكَ (٥) وَلِسانِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فِي كُلِّ مَوْطِن وَمَوْقِف وَقَفَ فيهِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ.

اَللّـهُمَّ الْعَنْ اَبا سُفْيانَ وَمُعاوِيَةَ [بْنَ أَبِي سُفْيَانَ] (٦) وَيَزيدَ

__________________

(١) من مصباح الزائر.

(٢) ليس في مصباح المتهجد ومصباح الزائر والبحار.

(٣) في البحار : «مصيبته».

(٤) ليس في مصباح المتهجد ومصباح الزائر.

(٥) «لسانك» ليست في البحار.

(٦) ليس في مصباح المتهجد.

٢٦

ابْنَ مُعاوِيَةَ عَلَيْهِمْ مِنْكَ (١) اللَّعْنَةُ اَبَدَ الاْبِدينَ وَهذا يَوْمٌ فَرِحَتْ (٢) بِهِ آلُ زِياد وَآلُ مَرْوانَ بِقَتْلِهِمُ الْحُسَيْنَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ ، اَللّـهُمَّ فَضاعِفْ (٣) عَلَيْهِمُ اللَّعْنَ (٤) مِنْكَ وَالْعَذابَ (٥).

اَللّـهُمَّ اِنّي اَتَقَرَّبُ اِلَيْكَ فِي هذَا الْيَوْمِ وَفِي مَوْقِفي هذا وَاَيّامِ (٦) حَياتي بِالْبَراءَةِ مِنْهُمْ وَاللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ ، وَبِالْمُوالاةِ لِنَبِيِّكَ وَآلِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِمُ اَلسَّلامُ.

ثُمَّ تَقُول : اَللّهُمَّ الْعَنْ اَوَّلَ ظالِم ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَآخِرَ تابِع لَهُ عَلى ذلِكَ ، اَللّهُمَّ الْعَنِ الْعِصابَةَ الَّتي جاهَدَتِ (٧) الْحُسَيْنَ عليه السلام وَشايَعَتْ (٨) وَبايَعَتْ وَتابَعَتْ عَلى قَتْلِهِ اَللّهُمَّ الْعَنْهُمْ جَميعاًتَقُول ذَلِكَ مِائَةَ مَرَّةٍ.

ثُمَّ تَقُول : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْد ِاللهِ ، وَعَلَى الاْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ

__________________

(١) في مصباح الزائر : «وضاعف عليهم منك اللعنة».

(٢) في نسخة من مصباح الزائر : «فرح».

(٣) في البحار : «ضاعف».

(٤) في مصباح الزائر : «اللعنة».

(٥) في نسخى أخرى من مصباح المتهجد «العذاب الأليم».

(٦) أو «وَأَيَّامَ» (منه قدس سره).

(٧) في نسخة من مصباح الزائر : «حاربت».

(٨) في مصباح المتهجد : «وتابعت».

٢٧

بِفِنائِكَ [وَأَنَاخَتْ بِرَحْلِكَ] (١) ، عَلَيْكَ (٢) مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً (٣) ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ ، وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ (٤).

اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ ، وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، [وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ] (٥) ، وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْنِ تَقُول ذَلِكَ مِائَةَ مَرَّة.

ثُمَّ تَقُول : اَللّهُمَّ خُصَّ اَنْتَ اَوَّلَ ظالِم ظَلَمَ آلَ نَبِيِّكَ بِاللَّعْنِ مِنّي ، وَابْدَأْ بِهِ الْأّوَّلَ (٦) ثُمَّ الثّانيَ ثُمَّ الثّالِثَ ثُمَّ الرّابِعَ (٧) ، اَللّهُمَّ الْعَنْ يَزيدَ (٨) خامِساً ، وَالْعَنْ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ زِياد وَابْنَ مَرْجانَةَ وَعُمَرَ بْنَ سَعْد وَشِمْراً وَآلَ اَبي سُفْيانَ وَآلَ زِياد وَآلَ مَرْوانَ اِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ.

ثمَّ تَسْجُد وَتَقُول : اَللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْدَ الشّاكِرينَ لَكَ عَلى

__________________

(١) من مصباح الزائر.

(٢) في نسخة من مصباح الزائر : «عليكم».

(٣) «أبداً» ليست في البحار.

(٤) في مصباح المتهجد والبحار «لزيارتك».

(٥) ليس في مصباح المتهجد ومصباح الزائر.

(٦) في مصباح المتهجد ومصباح الزائر «أوّلاً» (قدس سره).

(٧) في مصباح المتهجد «والرابع» ومصباح الزائر «والثالث والرابع» (قدس سره).

(٨) في البحار : «يزيد بن معاوية».

٢٨

مُصابِهِمْ ، اَلْحَمْدُ للهِ عَلى عَظيمِ رَزِيَّتي ، اَللّهُمَّ ارْزُقْني شَفاعَةَ الْحُسَيْنِ عليه السلام يَوْمَ الْوُرُودِ ، وَثَبِّتْ لي قَدَمَ صِدْق عِنْدَكَ مَعَ الْحُسَيْنِ وَاَصْحابِ الْحُسَيْنِ اَلَّذينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ.

قَالَ عَلْقَمَةُ : قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : «إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَزُورَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ بهذه الزيارة من دارك فَافْعَلْ فَلَكَ (١) ثَوَابُ جَمِيعِ ذَلِكَ».

__________________

(١) في البحار : «ولك».

٢٩

[دعاء صفوان المشهور بدعاء علقمة]

وَرَوَى (مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الطَّيَالِسِيُّ) (١) ، عَنْ (سسَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ) قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ (صَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ الْجَمَّالِ) (٢) وَ [عِنْدَنَا] (٣) جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا إِلَى (الْغَرِيِّ) بَعْدَ مَا خَرَجَ أّبُو عَبْدِ اللهِ عليه السلام ، فَسِرْنَا إِلَى الْحِيرَةِ (٤) ، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنَ الزِّيَارَةِ صَرَفَ (صفوان) وجهه إلى ناحية أبي عبدالله [الحسين] (٥) فقال لنا : «تزورون (٦) الحُسَيْنَ عليه السلام مِنْ هَذَا المَكَانِ مِنْ عِنْدِ رَأْسِ أَمِيرِ المُؤْمِنينَ عليه السلام مَنْ هَاهُنَا».

[وَ] (٧) أَوْمَى إِلَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ [الصادق] (٨) [بِالسَّلَامِ] (٩) وَأَنَا مَعَهُ ،

__________________

(١) محمد بن خالد بن عمر الطيالسي التَّميمي ، أبو عبد الله : كان يسكن بالكوفة في صحراء جرم ... توفي ليلة الأربعاء لثلاث بقين من جمادي الآخرة سنة ٢٥٩ ه ـ ، وهو ابن سبع وتسعين سنة ... عدّه الشيخ من أصحاب الطاظم عليه السلام تارةً ، وتارة في من لم يرو عنهم عليه السلام (معجم رجال الحديث ١٧ / ٧٥).

(٢) صفوان بن مهران بن المغيرة الأسدي : مولاهم ثم مولى بني كاهل منهم ، كوفيّ ، ثقة ، يكنى أبا محمد ، كان يسكن بني حرام بالكوفة ، وأخواه حسين ومسكين ، وكان صفوان جمّالاً من أصحاب الصادق عليه السلام (معجم رجال الحديث ١٠ / ١٣٢).

(٣) من مصباح المتهجد.

(٤) في مصباح المتهجد والبحار : «من الحيرة إلى المدينة» ، في مصباح الزائر : «من الحيرة إلى الغريّ».

(٥) من مصباح المتهجد.

(٦) في مصباح الزائر : «نزور».

(٧) ليس في مصباح المتهجد.

(٨) من مصباح المتهجد.

(٩) ليس في مصباح المتهجد والبحار.

٣٠

قَالَ : فَدَعَا صَفْوَانُ بِالزِّيَارَةِ الَّتِي رَوَاهَا (١) (عَلْقَمَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيُّ) ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ ، ثَمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ عِنْدَ رَأْسِ أَمِيرِ المُؤْمِنينَ عليه السلام ، وَوَدَّعَ فِي دُبُرِهِمَا (٢) أَمِيرَ المُؤْمِنينَ عليه السلام وَأَوْمَى إِلَى الْحُسَيْنِ عليه السلام بِالتَّسْلِيمِ (٣) مُنْصَرِفاً بِوَجْهِهِ (٤) نَحْوَهُ ، وَوَدَّعَ وَكَانَ فِيمَا دَعَاهُ فِي دُبُرِهَا :

يَا اللهُ يَا اللهُ يَا اللهُ ، يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ ، يَا كَاشِفَ كُرَبِ الْمَكْرُبِينَ ، يَا غِيَاثَ الْمُسْتَغِثِينَ ، وَيَا صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ ، [و] (٥) يَا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلّيَّ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ، وَيَا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ، وَيَا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى وَبِالْأُفُقِ الْمُبِينِ ، وَيَا مَنْ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ، عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ، وَيَا مَنْ يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفي الصُّدُورُ ، وَيَا مَنْ لَا تَخْفَى (٦) عَلَيْهِ خَافِيَةٌ ، وَيَا مَنْ لَا تَشْتَبِهُ عَلَيْهِ الْأَصْوَاتُ ، وَيَا مَنْ لَا تُغَلِّطُهُ الْحَاجَاتُ ، وَيَا مَنْ لَا يُبْرِمُهُ إِلْحّاحُ الْمُلِحِّينَ ، يَا مُدْرِكَ كُلِّ فَوْتٍ ، وَيَا جَامِعَ كُلِّ شَمْلٍ ، وَيَا بَارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، يَا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ فِي شَأْنٍ ، يَا قَاضِيَ الْحَاجَاتِ ، يَا مُنَفِّسَ الْكُرُبَاتِ ، يَا مُعْطِيَ السُّؤَالَاتِ (٧) ، يَا وَلِيَّ الرَّغَبَاتِ ، يَا كَافِيَ الْمُهِمَّاتِ ، يَا مَنْ يَكْفِي مِنْ كُلِّ

__________________

(١) في نسخة من مصباح الزائر : «زار بها» ، وفي أخرى : «زارها».

(٢) في نسخة من مصباح المتهجد «دبرها».

(٣) في مصباح المتهجد ومصباح الزائر والبحار : «بالسلام».

(٤) في مصباح المتهجد «وجهه».

(٥) من مصباح المتهجد.

(٦) في مصباح المتهجد : «يخفى».

(٧) في نسخة من مصباح المتهجد «السؤلات».

٣١

شَيْء ، وَلا َکْفي مِنْهُ شَيْءٌ فِي السَّماواتِ وَالاْرْضِ.

أَسْألُكَ بِحَقِّ مُحَمَّد خَاتَمِ النَّبِيينَ وَعَليّ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ (١) ، وَبِحَقِّ فاطِمَةَ بِنْتِ نَبِِّكَ ، وَبِحَقِّ الْحَسَنِ وَالْحُسَْنِ (٢) ، فَاِنّي بِهِمْ اَتَوَجَّهُ اِلَْكَ في مَقامي هذا ، وَبِهِمْ اَتَوَسَّلُ ، وَبِهِمْ اَتَشَفَّعُ (٣) اِلَْكَ ، وَبِحَقِّهِمْ أَسْألُكَ ، وَاُقْسِمُ وَاَعْزِمُ عَلَْكَ ، وَبِالشَّأنِ الَّذي لَهُمْ عِنْدَكَ ، وَبِالْقَدْرِ الَّذي لَهُمْ عِنْدَكَ ، وَبِالَّذي فَضَّلْتَهُمْ عَلَى الْعالَمنَ ، وَبِاسْمِكَ الَّذي جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ ، وَبِهِ خَصَصْتَهُمْ دُونَ الْعالَمنَ ، وَبِهِ اَبَنْتَهُمْ وَاَبَنْتَ فَضْلَهُمْ مِنْ فَضْلِ الْعالَمنَ ، حَتّى فاقَ فَضْلُهُمْ فَضْلَ الْعالَمنَ جَمعاً (٤).

[أَسْألُكَ] (٥) اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَاَنْ تَکْشِفَ عَنّي غَمِّي وَهَمّي وَکَرْبي ، وَتَکْفَِني الْمُهِمَّ مِنْ اُمُوري (٦) ، وَتَقْضِيَ عَنّي دَُونِي ، وَتَجْبُرَني (٨) مِنَ الْفَقْرِ ، وَتُجرَني مِنَ الْفاقَةِ (٩) ، وَتُغْنَِني عَنِ الْمَسْأَلَهِ اِلَى

__________________

(١) في البحار «بحق محمد وعليّ» دون «خاتم النبيين» و «أمير المؤمنين».

(٢) «والتسعة من ولد الحسين عليهم السلام» كذا في مصباح الكفعمي (منه قدس سره).

(٣) في مصباح الزائر : «أستشفع» (قدس سره).

(٤) «جميعاً» ليست في البحار.

(٥) من مصباح الزائر.

(٦) في نسخة من مصباح الزائر : «أمري».

(٧) في نسخة من مصباح المتهجد ونسخة من مصباح الزائر والبحار : «ديني» (قدس سره).

(٨) في مصباح المتهجد ومصباح الزائر والبحار : «وتجيرني».

(٩) في نسخة أخرى : «وتجيرني من الفقر وتجبرني من الفاقة» (قدس سره).

٣٢

المخلُوقين (١) ، وتكفيني همَّ من أخافُ همَّهُ ، وجور من أَخافُ جوره ، وعُسْرَ مَنْ أخَافُ عُسْرهُ ، وحُزُونة من أخافُ حُزُونتهُ (٢) ، وشرَّ من أخافُ شرَّهُ ، ومكر من (٣) أخافُ مكرهُ ، وبغي من (٤) أخافُ بغيهُ ، وسُلطان من (٥) أخافُ سُلطانهُ ، وكيد من أخافُ كيدهُ ، ومقدُرة من (٦) أخافُ مقدُرته (٧) عليَّ ، وترُدَّ عنِّي كيد الكيدة (٨) ، ومكر المكرة (٩).

اللهُمَّ من أرادني [بِسُوءٍ] (١٠) فأردهُ ، ومن كادني فكدهُ ، واصرفُ عنِّي كيدهُ ومكرهُ وبأْسهُ وأمانيَّهُ ، وامنعهُ عنِّي كيف شئْت ، وأنّى شئْت ، اللهُمَّ اشغلهُ عنِّي بفقر لا تجبُرُهُ ، وببلاء لا تستُرُهُ ، وبفاقة لا تسُدَّها ، وبسُقم لا تُعافيه ، وبِذُلٍّ (١١) لَا تُعزُّهُ ،

__________________

(١) في نسخة أخرى «للمخلوقين» (منه قدس سره).

(٢) في نسخة من مصباح الزائر : «وحزن من أخاف حزنه».

(٣) في البحار : «ما».

(٤) في البحار : «ما».

(٥) في البحار : «ما».

(٦) في البحار : «ما».

(٧) في نسخة من مصباح المتهجد : «من أخاف مقدرته» (قدس سره) ، وفي نسخة من مصباح الزائر : «من أخاف بلائه ومقدرته عليّ».

(٨) في نسخة أخرى : «الكائدين» (منه قدس سره).

(٩) في نسخة أخرى : «الماكرين» (منه قدس سره).

(١٠) ليس في مصباح المتهجد ومصباح الزائر والبحار.

(١١) في البحار : «وذلٍّ».

٣٣

وبمسكنة (١) لا تجبُرُها ، اللهُمَّ اضرب بالذُلِّ نصب عينيه (٢) ، وادخل عليه الفقر في منزله ، والعلَّة والسَّقم في بدنه ، حتَّى تشغلهُ عنِّي بشُغل شاغل لا فراغ لهُ ، وأنسه ذكري كما أنسيتهُ ذكرك ، [اللهم] (٣) وخُذ عنِّي بسمعه وبصره ولسانه ويده ورجله وقلبه وجميع جوارحه ، وأدخل عليه في جميع ذلك السُّقم ، ولا تشفه حتَّى تجعل ذلك لهُ شُغلا شاغلا له (٤) عنِّي وعن ذكري.

واكفني يا كافي ما لا يكفي سواك ، فإنَّك الكافٍ (٥) لا كافي سواك ، ومُفرِّج (٦) لا مُفرِّج سواك ، ومُغيث (٧) لا مُغيث سواك ، وجارٌ لا جار سواك ، خاب من كان رَجَائُهُ (٨) سواك ، ومُغيثُهُ (٩) سواك ، ومفزعُهُ إلى سواك ، ومهربُهُ إلى سواك ، وملجأُهُ إلى

__________________

(١) في نسخة من مصباح المتهجد : «مسكنة».

(٢) في نسخة من مصباح المتهجد ومصباح الزائر «بين عينيه» (قدس سره).

(٣) من مصباح الزائر.

(٤) في نسخة من مصباح المتهجد والبحار «به» ، في مصباح الزائر : «تجعل له ذلك شغلاً شاغلاً عنّي ...» (قدس سره).

(٥) في مصباح المتهجد ومصباح الزائر والبحار : «الكافي» (قدس سره).

(٦) في مصباح الزائر : «والمفرّج» (قدس سره).

(٧) في مصباح الزائر : «والمغيث» (قدس سره).

(٨) في نسخة من مصباح المتهجد ومصباح الزائر : «جاره» (قدس سره).

(٩) في نسخة من مصباح المتهجد ونسخة من مصباح الزائر : «ومعينه».

٣٤

سِوَاكَ (١) ، ومنجاهُ من (٢) مخلُوق غيرك ، فأنت ثقتي ورجائِي ومفزعي ومهربي وملجاي ومنجاي ، فبك أستفتحُ ، وبك أستنجحُ ، وبمُحمَّد وآل مُحمَّد أَتوجَّهُ إليك وأتوسَّلُ وأتشفَّعُ (٣).

فأَسأَلُك يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ ، فلك الحمدُ ، ولك الشُّكرُ ، وإليك المُشتكى ، وأنت المُستعانُ ، فأسألُك يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ ، بحقِّ مُحمَّد وآل مُحمَّد ، أن تُصلِّي على مُحمَّد وآل مُحمَّد ، وأَن تكشف عنِّي غمِّي وهمِّي وكربي في مقامي هذا ، كما كشفت عن نبيِّك صلى الله عليه وآله همَّهُ وغمَّهُ وكربهُ ، وكفيتهُ هول عدُوِّه ، فاكشف عنِّي كما كشفت عنهُ ، وفرِّج عنِّي كما فرَّجت عنهُ ، واكفني كما كفيتهُ ، واصرف عنّي هول ما أخافُ هولهُ ، ومئُونة ما أخافُ مئونتهُ ، وهمَّ ما أخافُ همَّهُ ، بلا مئونة على نفسي من ذلك ، واصرفني بقضاء حوائِجي ، وكفاية ما أهمَّني همُّهُ من أمر آخرتي ودُنياي.

يَا أمير المُؤْمنين ويا أبا عبد الله (٤) ؛ عليكُما (٥) منِّي سلامُ الله أبدا ما بقي الليلُ والنَّهارُ ، ولا جعلهُ اللهُ آخر العهد من

__________________

(١) في نسخة من مصباح المتهجد ونسخة من مصباح الزائر والبحار : «غيرك» (قدس سره).

(٢) في نسخة أخرى : «إلى» (منه قدس سره).

(٣) في نسخة من مصباح المتهجد : «وأستشفع» (قدس سره).

(٤) «يا أمير المؤمنين» ليست في البحار.

(٥) في نسخة من مصباح المتهجد والبحار : «عليك».

٣٥

زيارتكُما ، ولا فرَّق [اللهُ] (١) بيني وبينكُما.

اللهُمَّ أحيني محيا (٢) مُحمَّد صلّى الله عليه وآله وذُرِّيَّته ، وأمتني مماتهُم ، وتوفَّني على ملَّتهم ، واحشُرني في زُمرتهم ، ولا تُفرِّق بيني وبينهُم طرفة عين أبدا في الدُّنيا والاخرة.

يا أمير المُؤْمنين ويا أبا عبدالله ؛ أَتيتُكُما زائِرا (٣) ومُتوسِّلا إلى الله ربِّي وربِّكُما ، ومُتوجِّها إليه بكُما ، ومُستشفعا بكُما إلى الله تعالى في حاجتي هذه ، فاشفعا لي فإنَّ لكُما عند الله المقام المحمُود ، والجاه الوجيه (٤) ، والمنزل الرَّفيع والوسيلة ، إنِّي (٥) أنقلبُ عنكُما (٦) مُنتظرا ، لتنجُّز الحاجة وقضائِها ونجاحها من الله بشفاعتكُما لي إلى الله عَزَّ وَجَلَّ في ذلك ، فلا أخيبُ ، ولا يكُونُ مُنقلبي مُنقلبا خائِبا خاسراً ، بل يكُونُ مُنقلبي مُنقلبا [راجحا] (٧) مُفلحا مُنجحا مُستجابا [لي] (٨) بقضاء جميع حَوَائِجِي (٩) ، وتشفعا لي إلى الله.

__________________

(١) ليس في مصباح المتهجد.

(٢) في نسخة من مصباح المتهجد ونسخة من مصباح الزائر والبحار : «حياة» (قدس سره).

(٣) للبعيد : «قصدتكما بقلبي زائراً» (منه قدس سره).

(٤) في نسخة من مصباح الزائر : «العظيم».

(٥) في نسخة من مصباح المتهجد : «التي».

(٦) في نسخة من مصباح المتهجد : «منكما».

(٧) ليس في مصباح المتهجد والبحار.

(٨) ليس في مصباح المتهجد ومصباح الزائر.

(٩) في مصباح المتهجد ومصباح الزائر : «الحوائج».

٣٦

انقلبتُ (١) على (٢) ما شاء اللهُ ، ولا حول ولا قُوَّة إلاّ بالله ، مُفوِّضا أمري إلى الله ، مُلجئاً ظهري إلى الله مُتوكِّلا (٣) على الله ، وأقُولُ حسبي اللهُ وكفى ، سمع اللهُ لمن دعا ، ليس لي وراء الله ووراءكُم يا سادتي مُنتهى ، ما شاء الله كان ، وما لم يشأْ لم يكُن ، ولا حول ولا قُوَّة إلاّ بالله ، أستودعُكُما الله ، ولا جعلهُ اللهُ آخر العهد منِّي إليكُما.

انصرفتُت يا سيِّدي يا أمير المُؤْمنين ومولاي ، وأنت يا أبا عبد الله يا سيّدي ، وسلامي عليكُما مُتَّصل ما اتَّصل الليلُ والنَّهارُ ، واصل إليكُما ذَلِكَ (٤) غيرُ محجُوب عنكُما سلأمي إن شاء اللهُ ، وأسأَلُهُ بحقِّكُما أن يشاء ذلك ويفعل ، فإنَّهُ حميد مجيد.

انقلبتُ (٥) يا سيِّديَّ عنكُما تائِبا ، حامدا لله تعالى شاكرا راجيا للاجابة ، غير آيس ولا قانط ، آئِبا عائِدا راجعا (٦) إلى زيارتكُما ، غير راغب عنكُما ولا عن (٧) زيارتكُما ، بل راجع عائِد

__________________

(١) في نسخة من مصباح المتهجد ومصباح الزائر والبحار : «أنقلب» (قدس سره).

(٢) في نسخة أخرى : «إلى» (منه قدس سره).

(٣) في مصباح المتهجد والبحار : «ومتوكلاً».

(٤) في مصباح المتهجد والبحار : «ذلك إليكما».

(٥) في نسخة من مصباح المتهجد : «أنقلب» (قدس سره).

(٦) في نسخة من مصباح المتهجد : «راجياً».

(٧) في البحار : «من».

٣٧

إن شاء اللهُ ، ولا حول ولا قُوَّة إلاَّ بالله العليِّ العظيم.

يا سادتي (١) رغبتُ إليكُما وإلى زيارتكُما ، بعد أن زهد فيكُما وفي زيارتكُما أهلُ الدُّنيا ، فلا خيَّبني اللهُ مما (٢) رجوتُ ، وما أمّلتُ في زيارتكُما إنّه قريب مُجيب.

قَالَ (سَيْفُ بْنُ عَمِيْرَة) : فَسَأَلْتُ (صَفْوَانَ) فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ (عَلْقَمَةَ بْنَ مُحَمَّدٍ الحَضَرَمِيَّ) لَمْ يَأْتِنَا بِهَذَا عَنْ جَعْفَرٍ عليه السلام إِنَّمَا أَتَانَا بِدُعَاءِ الزِّيَارَةِ فَقَالَ (صَفْوَانُ) : وَرَدْتُ مَعَ سَيِّدِي أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام إِلَى هَذَا المَكَانِ ، فَفَعَلَ مِثْلَ الَّذي فَعَلْنَاهُ (٣) فِي زِيَارَتِنَا ، وَدَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ عِنْدَ الْوِدَاعِ ، بَعْدَ أّنْ صَلَّى كَمَا صَلَّيْنَا ، وَوَدَّعَ كَمَا وَدَّعْنَا.

ثُمَّ قَالَ لِي (صَفْوَانُ) : قَالَ لِي أَبُو ععَبْدِ اللهِ عليه السلام : «تَعَاهَدْ هَذِهِ الزِّيَارَةَ ، وَادْعُ بِهّذَا الدّثعَاءِ ، وَزُرْ بِهِ ، فَإِنِّي ضَامِنٌ عَلَى اللهِ تعالى لِكُلِّ مَنْ زَارَ بِهّذِهِ الزِّيَارَةِ ، وَدَعَا بِهّذَا الدُّعَاءِ مِنْ قُرْبٍ أَوْ بُعْدٍ ، أَنَّ زِيَارَتَهُ مَقْبُولَةٌ ، وَسَعْيَهُ مَشْكُورٌ ، وَسَلامَهُ وَاصِلٌ غَيْرُ مَحْجِوبٍ ، وَحَاجَتَهُ مَقْضِيَّةٌ مِنَ اللهِ تعالى بَالِغاً مَا بَلَغَتْ وَلَا يُخَيِّبُهُ.

يَا (صَفْوَانُ) ؛ وَجَدْتُ هّذِهِ الزِّيَارَةَ [أَنَّها] (٤) مَضْمُونَةً بِهَذَا الضَّمَانِ عَنْ أَبِي ، وَأَبِي عَنْ أَبِيْهِ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ عليهم السلام مَضْمُوناً بِهَذَا الضَّمَانِ ، [وَعَلِيُّ بْنُ الحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ

__________________

(١) في نسخة من مصباح المتهجد : «يا سيَّديّ».

(٢) في مصباح المتهجد : «ما».

(٣) في مصباح الزائر : «فعلنا».

(٤) من مصباح الزائر.

٣٨

الحُسَيْنِ عليه السلام مَضْمُوناَ بِهَذَا الضَّمَانِ] (١) ، وَالحُسَيْنُ عَنْ أَخِيهِ الجَسَنِ عليهِ السلام مَضْمُوناً بِهَذَا الضَّمَانِ ، وَالحَسَنُ عَنْ أَبِيهِ أَميرِ المُؤْمِنِينَ عليهِ السلام مَضْمُوناً بِهَذَا الضَّمَانِ ، وَأَمِيرُ المُؤْمِنيِنَ عليهِ السلام عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله مَضْمُوناً بِهَذَا الضَّمَانِ ، وَرًسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله عَنْ جَبْرَئِيلَ عليه السلام مَضْمُوناً بِهَذَا الضَّمَانِ ، وَجَبْرَئِيلُ عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَضْمُوناً بِهَذَا الضَّمَانِ.

وَقَدْ آلَى اللهُ عَلَى نَفْسِهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّ مَنْ زَارَ الحُسَيْنَ عليهِ السلام بِهّذِهِ الزِّيَارَةِ مِنْ قُرْبٍ أَوْ بُعْدٍ ، وَدَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ قَبِلْتُ مِنْهُ زِيَارَتَهُ ، وَشَفَّعْتُهُ فِي مَسْأَلَتِهِ بَالِغاً مَا بَلَغَتْ (٢) ، وَأَعْطَيْتُهُ سُؤْلَهُ ، ثُمَّ لَا يَنْقَلِبُ عَنِّي خَائِباً ، وَأَقْلِبُهُ مَسْرُوراً قَرِيراً عَيْنُهُ بِقَضَاءِ حَاجَتِهِ ، وَالْفَوْزِ بِالجَنَّةِ ، وَالْعِتْقِ مِنَ النَّارِ ، وَشَفَّعْتُهُ فِي كُلِّ مَنْ شَفَعَ (٣) ، خَلّا نَاصِبٍ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ.

آلَى اللهُ تعالى بِذَلِكَ عَلَى (٤) نَفْسِهِ ، وَأَشْهَدَنَا بِمَا شَهِدَتْ بِهِ مَلَائِكَةُ مَلَكُوتِهِ (٥) عَلَى ذَلِكَ.

ثُمَّ قَالَ جَبْرَئِيلُ : يَا رَسُولَ اللهِ ؛ أَرْسَلَنِي [اللهُ] (٦) إِلَيْكَ (٧) سُرُوراً وَبُشْرَى لَكَ ، وَسُرُوراً وَبُشْرَى لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَفَاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَ [إِلَى] (٨) الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَدَامَ يَا مُحَمَّدُ سُرُورُكَ ، وَسُرُورُ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالحَسَنِ والحُسَيْنِ وَالأئِمَّةِ وَش~يعَتِكُمْ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ».

__________________

(١) ليس في مصباح المتهجد ومصباح الزائر.

(٢) في نسخة من مصباح المتهجد : «بلغ».

(٣) في نسخة من مصباح المتهجد : «شفّع» ، وفي أخرى : «يشفع له».

(٤) في نسخة من مصباح المتهجد ومصباح الزائر : «في».

(٥) في مصباح الزائر : «ملائكته وملكوته».

(٦) من مصباح الزائر.

(٧) في البحار : «إن الله أرسلني إليك».

(٨) من مصباح المتهجد والبحار.

٣٩

ثُمَّ قَالَ [لِي] (١) (صَفْوَانُ) : قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ : «يَا صَفْوَانُ ؛ إِذَا حَدَثَ لَكَ إِلِى اللهِ حَجَةٌ فَزُرْ بِهَذِهِ الزِّيَارَةِ مِنْ حَيْثُ كُنْتَ ، وَادْعُ بِهَذَا الدُّعَاءِ ، وَاسْئَلْ (٢) رَبَّكَ حَاجَتَكَ تَأْتِكَ مِنَ اللهِ ، وَاللهُ غَيْرُ مُخْلِفٍ وَعْدَهُ وَرًسُولَهُ بِمَهِّهِ ، وَالحَمْدُ لِلهِ [رَبِّ العَالَمِيْنَ] (٣)». (انتهت عبارة المصباح).

__________________

(١) ليس في مصباح المتهجد ومصباح الزائر.

(٢) في نسخة من مصباح المتهجد ومصباح الزائر والبحار : «وسل» ، وفي أخرى من مصباح المتهجد : «وادعُ».

(٣) ليس في مصباح المتهجد.

٤٠