شرح زيارة عاشوراء

عبدالرسول النوري الفيروزكوهي [ الفاضل المازندراني ]

شرح زيارة عاشوراء

المؤلف:

عبدالرسول النوري الفيروزكوهي [ الفاضل المازندراني ]


المحقق: السيد حسن الموسوي الدرازي
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: منشورات دار الصديقة الشهيدة عليها السلام
المطبعة: وفا
الطبعة: ٠
ISBN: 978-964-8438-70-3
الصفحات: ٢١٥

[شرح «اللهم العن أول ظالم ...»]

فنقول : قوله عليه السلام : «اللهم العن أول ظالم ... إلخ»

ليس المراد باللعن على خصوص أول من ظلم وآخر من تبعه ، حتى ينحصر اللعن في شخصين أو نحوهما ويخرج ما بين الطرفين على كثرته إلى ما شاء الله عن مورد اللعن ، مع أن آخر من تبع لا يتحقق إلا بانقضاء الدنيا ، فإن هذا المعنى ليس بمراد قطعا ، وإن أوهمه ظاهر العبارة.

بل المراد بأول ظالم من ابتدء بالظلم عليهم وأسس أساسه واحدا كان أو متعددا ، وبآخر تابع كل من تبع هذا المؤسس في ظلمه ، سواء عاصره أو جاء بعده ورضي بأفعاله ونسج على منواله وآخريته بالقياس إلى أولية متبوعة ، لا بالقياس إلى اتباع آخر سابقة عليه.

١٤١

[شرح «وبايعت وتابعت»]

قوله عليه السلام : * (وبايعت وتابعت) *.

قال (المحقق الداماد) (١) في (الرواشح (٢)) (٣) : «كلتاهما بالمثناة من تحت بعد الألف ، قبلها موحدة في الأولى ، ومثناة من فوق في الثانية ، كتخصيص بعد التعميم ؛ إذ المبايعة ـ بالباء (٤) الموحدة ـ مفاعلة من ا لبيعة بمعنى المعاقدة والمعاهدة ، سواء كانت على الخير ، أو على الشر والمتايعة ـ بالتاء المثناة من فوق ـ معناها المجازاة والمساعدة (٥) والمهافتة والمسارعة ، والمعاضدة

__________________

(١) السيد محمد باقر بن شمس الدين محمد الحسيني الأسترآبادي الأصل ، أصفهاني المنشأ والموطن ، عرف بالميرداماد والمعلم الثالث ، درس مدة طويلة في المشهد الرضوي ، كان بارعا في علم الفلسفة والفقه والرجال والرياضيات ، وكان شاعرا وله ديوان شعر بالعربية والفارسية ، سمي بالمعلم الثالث لتفوقه في الحكمة والفلسفة فالمعلم الأول هو أرسطو والثاني الفارابي ، أشهر أساتذته خاله ابن المحقق الكركي والشيخ حسين بن عبد الصمد والد الشيخ البهائي ، ومن تلامذته صدر الدين الشيرازي المعروف ب ـ «ملا صدرا» ، له تصانيف كثيرة في شتى العلوم منها حواشي على الكتب الأربعة (ط) ، والصحيفة السجادية ، الرواشح السماوية في شرح أحاديث الأمامية ، توفي سنة ١٠٤١ ه ـ ودفن بالنجف الأشرف (مقدمة الرواشح).

(٢) الرواشح السماوية للميرداماد المتقدم ذكره ، كتبه مقدمة لشرحه على الكافي (لم يتم) ، بدأ فيه بشرح خطبة الكافي ، ثم عقد ٣٩ راشحة أكثرها في علم الدراية ، وبعضها في أحوال بعض الرواة ، وبعضها في أبحاث لغوية وبعضها في أصول فقه ، طبع على الحجر بطهران سنة ١٣١١ ه ـ ، ثم بتحقيق نعمة الله الجليلي وغلام حسين في قم سنة ١٤٢٢ ه ـ (مقدمة الطبعة المحققة).

(٣) الرواشح السماوية ص ٢١٦.

(٤) في المصدر : «بالياء».

(٥) في المصدر : «المساعاة».

١٤٢

والمسايرة على الشر ولا تكون في الخير ، وكذلك التتابع التهافت في الشر ، والتسارع إليه مفاعلة وتفاعلا من التيعان (١) ، يقال تاع الشيء (٢) ذاب وسال على وجه الأرض ، وتاع إلى كذا إذا ذهب إليه وأسرع ، وبالجملة بناء المفاعلة والتفاعل لا يكون إلا للشر ، وجماعة (٣) القاصرين من أصحاب العصر يصفحونها ويقولون «تابعت» بالباء الموحدة (٤)».

__________________

(١) في الأصل : «التعيان» وهو تصحيف.

(٢) في المصدر : «القيء».

(٣) في المصدر : «وجماهير».

(٤) في المصدر : «تابعت بالتاء المثناة من فوق والباء الموحدة».

١٤٣

[شرح «ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم»]

قوله عليه السلام : * (ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم) *

الضمير مبهم يفسره العهد المذكور وبعده ، كقوله عليه السلام : «يا لها من مصيبة» ، وقوله تعالى : «(لا تعمى الأبصار) [الحج ٤٦] ، قال في محكي (الكشاف) (١) : «[و] يجوز أن يكون الضمير (٢) مبهما يفسره (الأبصار)» (٣) المذكور بعده.

ولامعنى لا جعل ا لله عهدي هذا لزيارتك آخر العهد مني لها ، وإرجاع الضمير إلى السلام المذكور أولا بعيد لا يناسب المفعول الثاني ل ـ (جعل) ، بل المناسب أن يقال : ولا جعله الله آخر تسليمي أو سلامي عليك كما وقع نظير ذلك في رواية (٤) (يونس بن يعقوب) (٥) قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام

__________________

(١) تفسير الكشاف : الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل ، لأبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي (ت ٥٣٨ ه ـ) ، من أهم كتب التفسير ، برع فيه مؤلفه في علمي البلاغة والبديع ، اعتمده كمصدر كل من جاء بعده ، له حواشي ومختصرات كثيرة جدا ، طبع مرارا.

(٢) في المصدر : «ضميرا».

(٣) تفسير الكشاف (٣ / ١٦٢) ، وجوامع الجامع (٢ / ٥٦٥).

(٤) الكافي (٤ / ٥٦٣) وكامل الزيارات ص ٦٩ وعنه الوسائل (١٤ / ٣٥٩) والبحار (٩٧ / ١٥٧).

(٥) قال النجاشي : يونس بن يعقوب بن قيس ، أبو علي الجلاب البجلي الدهني ، [الكوفي] : أمه منية بنت عمار بن أبي معاوية الدهني ، أخت معاوية بن عمار ، اختص بأبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام ، وكان يتوكل لأبي الحسن عليه السلام ، ومات بالمدينة في أيام الرضا عليه السلام ، فتولى أمره وكان حظيا عندهم موثقا ، وعده الشيخ المفيد في رسالته العددة من الفقهاء الأعلام والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام ، والفتيا والأحكام ، الذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذم واحد منهم (معجم رجال الحديث ٢١ / ٢٣٨).

١٤٤

عن وداع قبر النبي صلى الله عليه وآله قال : تقول : صلى الله عليك ، السلام عليك ، لا جعله الله آخر تسليمي عليك».

وبالجملة لا بد من اتحاد مفعولي (جعل) بالنوع ، كقولك : لا جعل الله وداعي هذا آخر الوداع ، أو زيارتي آخر الزيارة ، أو صلاتي آخر الصلاة ، أو تسليمي آخر التسليم.

وأما مع اختلافهما بالنوع كقولك : ولا جعل الله وداعي آخر الزيارة ، أو بالعكس ، أو صلاتي آخر التسليم ، أو بالعكس ، أو تسليمي آخر الزيارة ، أو آخر الوداع ونحو ذلك ، فكل ذلك تعبير منحرف عن الاستقامة مختل النظام والانتظام كما لا يخفى.

ثم إن (العهد) قد ذكروا له (١) معاني : كاليمين ، والأمان ، والوصية ، والمدة ، والزمان ، والوقت ، والحضور.

قال في (مجمع البحرين) (٢) : «... «اعتقل لسان رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله» (٣) أي في مدته وزمانه ـ ثم قال ـ قوله (٤) «وجهني إلى رسول الله صلى الله عليه وآله

__________________

(١) راجع مادة (عهد) في الصحاح (٢ / ٤٥٠) والقاموس المحيط ص ٣٠٣ وتاج العروس (٨ / ٤٥٤) ولسان العرب (١٠ / ٣١٧ ـ ٣٢٠).

(٢) مجمع البحرين ومطلع النيرين : في غريب القرآن والحديث للشيخ فخر الدين الطريحي النجفي (ت ١٠٨٥ ه ـ) ، استخرجه غالبا من الصحاح والقاموس ولانهاية والمجمل والمعرب وأمثالها ، طبع مرارا في النجف وإيران.

(٣) الحديث رواه الشيخ الصدوق في الفقيه (١ / ١٣٢) وعنه الوسائل (٢ / ٤٦٢).

(٤) قول الحسن لأخيه الحسين عليهما السلام عندما حضرته الوفاة ، الكافي (١ / ٣٠٠).

١٤٥

لأجدد (١) به عهدا» أي حضورا ـ إلى أن قال ـ وفي الدعاء (٢) «اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي» أي آخر الحضور» (٣).

ولا يخفى أن الحضور مأخوذ في معنى الزيارة كما سيتضح ، فيصير المعنى في المقام آخر الحضور مني لحضورك ، وفيه من البشاعة ما لا يخفى ، فالأولى تفسير (العهد) في المقام بالوقت والزمان ، أي لا جعل الله وقتي وزماني هذا لزيارتك آخر وقتي وزماني لها.

وأما الزيارة فقال في (مجمع البحرين) (٤) : «زاره قصده ... والزيارة في ال عرف قصد المزور إكراما له وتعظيما له ...».

وفي (طراز اللغة) : «زاره قصد لقائه إكراما له».

ولا يخفى أن اللقاء أو الحضور ونحوهما مقدر في عبارة (مجمع البحرين) قطعا ، ومع ذلك فالظاهر أنه بمجرد القصد من دون تحقق اللقاء ، والحضور لا يصدق الزيارة وأنه قد زار ، فإذن لا بد أن يفسر الزيارة بأنها الحضور عند العظيم بقصد الإكرام والتعظيم ، أما الذهاب والمجيء والإتيان والمسير ونحوها ، فكل ذلك من مقدمات الزيارة خارج عن

__________________

(١) في الكافي : «أحدث».

(٢) ورد في أكثر من دعاء من أدعية الوداع راجع الفقيه (٢ / ٦٠٥) والتهذيب (٦ / ٣٠) ومواضع أخرى كثيرة.

(٣) مجمع البحرين (٣ / ١١٥ ـ ١١٦).

(٤) مجمع البحرين (٣ / ٣٢٠).

١٤٦

مفهومها ، كقولك : ذهبت أو سرت إلى فلان لزيارته ، أو جاءني فلان ، أو أتاني لزيارتي ، وتوهم دخول ذلك في مفهومها خطأ ، إذ لا ينطبق عليه الإطلاقات الواردة فيا لأخبار ، كقوله صلى الله عليه وآله للحسين عليه السلام : «يا بني ؛ من أتاني زائرا بعد موتي فله الجنة ، ومن أتى أباك زائرا بعد موته فله الجنة ، ومن أتى أخاك زائرا بعد موته فله الجنة ، ومن أتاك زائرا بعد موتك فله الجنة» (١).

وفي رواية أخرى (٢) : «من أتاني زائرا كنت شفيعه يوم القيامة».

وفي ثالثة (٣) : «[و] من جاءني زائرا وجبت له شفاعتي» ، إلى غير ذلك مما ورد على هذا النمط.

__________________

(١) التهذيب (٦ / ٢٠) و (٦ / ٤٠) ، كامل الزيارات ص ٣٩ ، المقنعة ص ٤٦٥ ومزار المفيد ص ١٩ ، جامع الأخبار ص ٧٥ ، روضة الواعظين (١ / ٣٨٤) ، مناقب ابن شهر آشوب (٤ / ٤٦) ، ومزار المشهدي ص ٣٦ ، الوسائل (١٤ / ٣٢٩) ، البحار (٤٤ / ١٦١) و (٩٧ / ١٤٢).

(٢) الكافي (٤ / ٥٤٨) ، التهذيب (٦ / ٤) ، كامل الزيارات ص ٤٢ ، المقنعة ص ٤٥٨ ومزار المفيد ص ١٦٩ ، وجامع الأخبار ص ٢٠ ، الوسائل (١٤ / ٣٣٣) ، البحار (٩٧ / ١٤٢).

(٣) علل الشرائع (٢ / ٤٦٠) وعنه البحار (٩٧ / ١٤٠).

١٤٧

[شرح «وعلى علي بن الحسين»]

قوله عليه السلام : * (وعلى علي بن الحسين) *

لا ريب أن المراد به (علي بن الحسين الشهيد) (١) ، لا الإمام زين العابدين لأن هذه الزيارة لخصوص الشهداء.

__________________

(١) علي بن الحسين الأكبر ، يكنى أبا الحسن كان من سادات الطالبيين وشجعانهم ، أمه ليلى بنت أبي مرة (قرة) بن عروة (عمرو) بن مسعود بن مغيث (معبد) الثقفي ، وامها ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب ، قيل : أن مولده كان في خلافة عثمان ، وقد سماه المؤرخون الأكبر ؛ تمييزا له عن أخيه زين العابدين علي الأصغر عليه السلام ، كان له من العمر ٢٧ سنة ، ووردت رواية أنه كان متزوجا من ام ولده ، وهو أول من قتل من بني هاشم ؛ حيث طعنه مرة بن منقذ بن النعمان العبدي وهو يحوم حول أبيه ويدافع عنه ويقيه.

١٤٨

[شرح «اللهم خص أنت أول ظالم»]

قوله عليه السلام : * (اللهم خص أنت أول ظالم ظلم نبيك باللعن مني) *

اللعن (١) هو الطرد والإبعاد عن الخير والرحمة ، وهو ما قابل الصلاة التي هي بمعنى التعظيم والتكريم والتبجيل والتجليل ، سواء كانت منه تعالى أو من الملائكة أو من المؤمنين ، إلا أن التعظيم والتبجيل من كل إنما هو بما يناسبه : فمن الله الرحمة ، ومن الملائكة المدح والتزكية ، ومن المؤمنين الدعاء ، فهو مشترك معنوي لا لفظي كما توهم ، وتقابلهما كتقابل محليهما ، إذ محل الصلاة نور ، ومحل اللعن ظلمة ، فالصلاة على النبي وآله يقابله اللعن على أعدائهم ، وكما أن الصلاة تكون من الله ومن خلقه لقوله تعالى : (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه) [الأحزاب ٥٦] ، ولقوله عليه السلام في الدعاء المعروف (٢) : «صلوات الله وصلوات ملائكته ، وأنبيائه ورسله ، وجميع خلقه ، على محمد وآل محمد» ، فكذلك اللعن يكون منه تعالى ومن الخلق قضاء لحق المقابلة مضافا إلى قوله تعالى (أولئك عليهم لعنة

__________________

(١) مادة (لعن) في الصحاح (٥ / ١٧٦٠) والقاموس المحيط ص ١٢٣١ ولسان العرب (١٣ / ٢٠٨) ومجمع البحرين (٦ / ٣٠٩).

(٢) عن الإمام الصادق عليه السلام رواه معاني الأخبار ص ٣٦٧ وعنه الوسائل (٧ / ١٩٦) والبحار (٩٩ / ١٤٦).

١٤٩

الله والملائكة والناس أجمعين) [البقرة ١٦١].

لكن لما لم يكن للعن غير الله أثر في أهل اللعن بعد موتهم إذ أثره حينئذ منحصر في العذاب الأخروي ، وهو بيد الله تعالى فسر لعن غيره تعالى بالدعاء على أهله باللعن.

وفي (مجمع البيان) (١) عند قوله تعالى (لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) [البقرة ١٦١] : «اللعنة إنما تكون من الناس على وجه الدعاء ، ومن الله على وجه الحكم».

وفي (تفسير النيشابوري) (٢) عند قوله : (ويلعنهم اللاعنون) [البقرة ١٥٩] : «(٣) [(ويلعنهم)] يدعو عليهم باللعن ، (اللاعنون) [الذين يتأتى منهم اللعن ويعتد بلعنهم من الملائكة وصالحي الثقلين] (٣)».

فالمراد باللعن في قوله «أول ظالم باللعن مني» هو لعنة الله تعالى لا لعنة الزائر ، وكلمة «مني» حال للعن بتقدير معنى السؤال والاستدعاء ، فهي نظير «مني» في قوله : «عليكم مني جميعا سلام الله أبدا» فالمعنى : اللهم خص أنت أول ظالم بلعنتك سؤالا واستدعاء مني ، فهو مثل قولك : اللهم العنه كما تقول في مقابله اللهم صل على محمد وآل محمد.

__________________

(١) مجمع البيان (١ / ٢٤٣) وراجع التبيان (٢ / ٥١).

(٢) غرائب القرآن (١ / ٤٤٩) ط. بيروت.

(٣) ما بين المعقوفين سقط من الأصل وأضفته من المصدر ليتم المعنى.

١٥٠

ثم إن المتكلم قد لاحظ ترتبهم في الظلم بتقمص الخلافة ، فسئل الله أن يلعنهم على الترتيب حسب ترتبهم في الظلم ، يعني خص أول ظالم بأول لعنك ، والثاني بالثاني ، وهكذا إلى الخامس ، والضمير المجرور في «به» راجع إلى اللعن ، وتنوين «أولا» كما في أكثر النسخ تنوين العوض عن المضاف إليه ، كالألف واللام في النسخة الأخرى ، كما أن الألف واللام في الثاني ، والثالث ، والرابع كذلك ، والتقدير : وأبدأ باللعن أوله ، أي أول ظالم ثم ثانيه ، ثم ثالثه ، ثم رابعه.

وقوله (خامسا) (ليزيد بن معاوية) (١) ولكن في بعض نسخ (المصباح) (٢) «وابدأ به الأول ثم الثاني ... إلخ» كلها بالألف واللام ، وهذا أظهر لاتحاد النظم والسياق ، ولذا كتبناه في المتن وجعلناه أصلا ، وكتبنا المتون في الهامش بدلا عن الأصل ، ثم إن النسخ في «الثالث والرابع» ، أو بالواو مختلفة والاحتياط بالجمع لا ينبغي تركه.

__________________

(١) يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي ، ثاني ملوك الدولة الاموية في الشام. ولد بالماطرون ونشأ في دمشق ، وولي الخلافة بعد وفاة أبيه سنة ٦٠ ه ـ ، ولم يبايعه جماعة وعلى رأسهم الحسين عليه السلام ؛ لفسقه وفجوره ولهوه ولعبه. خلع أهل المدينة طاعته سنة ٦٣ ه ـ ، فأرسل إليهم مسلم بن عقبة وأمره أن يستبيحها ثلاثة أيام وأن يبايع أهلها على أنهم عبيد ليزيد ، ففعل بها مسلم الأفاعيل القبيحة ، وقتل فيها كثيرا من الصحابة والتابعين. مات يزيد سنة ٦٤ ه ـ.

(٢) راجع التفصيل في حاشية ص ٢٨ من هذا الكتاب.

١٥١

[شرح «إلى يوم القيامة»]

قوله عليه السلام : * (إلى يوم القيامة) *

هذه الفقرة وإن أفادت بظاهرها التوقيت والتحديد في اللعن ، لكن قد مر (١) في نظيرها وهو قوله «عليكم مني جميعا سلام الله أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار» ، أن المراد بأمثال ذلك التأبيد ، فهذه من مصطلحات العرف وكناياتهم في إفادة التأبيد ، كقوله عليه السلام : «على محمد وآله السلام كلما طلعت شمس أو غربت».

قال (الفاضل النيشابوري) (٢) في سورة هود (٣) عند قوله تعالى (لهم فيها زفير وشهيق خالدين * فيها ما دامت السماوات والأرض) [هود ١٠٦ ، ١٠٧] : «القرآن قد ورد على استعمالات العرب ، وأنهم يعبرون عن الدوام والتأبيد

__________________

(١) تقدم في ص ١٠٥.

(٢) نظام الدين الحسن بن محمد بن الحسين القمي النيسابوري المعروف بالنظام النيسابوري وبالنظام الأعرج ، أصله وموطن أهله وعشيرته مدينة قم ونشأ في نيسابور ، له بعض الشواهد تدل على تشيعه ، ولكن الظاهر من تفسيره هو خلاف ذلك ، له مؤلفات كثيرة في شتى الفنون منها : تفسيره غرائب القرآن ورغائب الفرقان ويعرف بتفسير النيسابوري (ط) ، توضيح التذكرة وهو شرح على تذكره الخواجة نصير الدين الطوسي في الهيئة ، شرح الشافية في التصريف لابن الحاجب (ط) ، الشمسية رسالة في علم الحساب ، من أهل أواسط المائة التاسعة كان حيا بعد ٨٥٠ ه ـ (أعيان الشيعة ٥ / ٢٤٨).

(٣) غرائب القرآن (١٤ / ٦٥).

١٥٢

بقولهم : ما دامت السموات والأرض ، ونظيره قولهم : ما اختلف الليل والنهار ، وما أقام ثبير (١) وما لاح كوكب».

ثم قال (٢) في سورة الحجر عند قوله تعالى (وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين) [الحجر ٣٥] : «[و] ضرب (يوم الدين) أي يوم الجزاء حدا للعنة جريا على عادة العرب في التأبيد ، كما مر في قوله (ما دامت السماوات والأرض) [هود ١٠٧]».

__________________

(١) كذا في المصدر وفي الأصل «بثير» وهو تصحيف و «ثبير» اسم جبل بمكة (لسان العرب).

(٢) تفسير ال نيسابوري (١٤ / ١٩).

١٥٣

[شرح «اللهم لك الحمد حمد الشاكرين ...»]

قوله عليه السلام : * (اللهم لك الحمد حمد الشاكرين لك على مصابهم) *

الغرض من إضافة «الحمد» إلى «الشاكرين» دون الحامدين هو الجمع بين الحمد والشكر على مصابهم ، فكأنه قال : لك الحمد على مصابهم حمدا معه شكرا ، إذا قضى ما عليه حمد الشاكرين أنه حمد معه شكر ، وكلمة (على) متعلقة بالحمد ، و (الشكر) من باب التنازع ، لأن مدخولها نعمة كما يأتي ، وتعدية الحمد إلى النعمة ب ـ (على) شائع كثير ، ومنه ما يأتي من قوله : «الحمد لله على عظيم رزيتي».

وأما تعدية الشكر إليها ب ـ (على) فإني وإن لم أجدها في كتب اللغة بل اقتصر في (الطراز) نقلا عن (اللحياني) (١) على تعديته إلى كل من المنعم والنعمة بأحد أمور ثلاثة بنفسه وبالباء وباللام ، وذكر في (القاموس) كلها إلا تعديته إلى النعمة باللام ، وليس قوله تعالى (شاكرا لأنعمه) [النحل ١٢١] شاهدا لذلك ، لاحتمال كون اللام (لام التقوية) (٢) لا (التعدية) كقوله

__________________

(١) علي بن حازم (وقيل ابن المبارك) اللحياني ، لغوي ، أخذ عن الكسائب ، عاصر الفراء ، وتصدر في أيامه كان حيا قبل ٢٠٧ ه ـ) (معجم المؤلفين ٧ / ٥٦).

(٢) وهي المزيدة لتقوية عامل ضعف إما بتأخره نحو : (هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون) [الأعراف : ١٥٤] ... أو بكونه فرعا في العمل نحو : (مصدقا لما معهم) [البقرة : ٤١] (مغني اللبيب ص ٢٨٧ ، مجمع البحرين ١ / ٣٦٧).

١٥٤

تعالى (فعال لما يريد) [البروج ١٦] ، لكني وجدتها في خبر مروي في (مسكن الفؤاد) (١) : عن النبي صلى الله عليه وآله أنه دخل على الأنصار فقال : «أمؤمنون أنتم؟! فسكتوا فقال رجل : نعم يا رسول الله ، فقال : وما علامة إيمانكم؟! فقالوا : نشكر على الرخاء ، ونصبر على البلاء ، ونرضى بالقضاء ، فقال : مؤمنون ورب الكعبة».

والظاهر أن (صاحب الطراز) لم يطلع على هذا الخبر ، وإلا لذكر التعدية ب ـ «على» أيضا.

وكلمة «المصاب» هنا مصدر ميمي كما في قوله «لقد عظم مصابي بكم» ، «أن يعطيني بمصابي بكم» وإضافته إلى ضمير الجمع الراجع إلى «الحسين وأصحاب الحسين» لا إلى «الشاكرين» ، كما لا يخفى من باب الإضافة إلى السبب كضرب السوط وضرب السيف ، إذ يجوز إضافة المصدر إلى جميع متعلقات الفعل ولو بعيدا كقوله تعالى : (بل مكر اليل والنهار) [سبأ ٣٣] أي مكركم في الليل والنهار (٢) ، وقوله (فأنساه الشيطان ذكر ربه) [يوسف ٤٢] أي ذكره عنه ربه ، وقوله (ولمن خاف مقام ربه جنتان) [الرحمن ٤٢] أي مقامه عند ربه (٣).

والتقدير هنا على مصابي بهم عليهم السلام ولأجلهم ، أو على مصاب الشاكرين

__________________

(١) مسكن الفؤاد ص ٤٨ وعنه البحار (٧٩ / ١٣٧) والحديث عن ابن عباس.

(٢) التبيان (٨ / ٣٩٨) ومجمع البيان (٨ / ٦١٣) ، الكشاف (٣ / ٥٨٥) والقرطبي (١٤ / ٣٠٢).

(٣) التبيان (٩ / ٤٧٩).

١٥٥

بهم عليهم السلام ولأجلهم على حد ما مر (١) من قوله «بمصابي بكم» إنما قلنا ذلك لأن متعلق الشكر لا بد أن يكون نعمة للشاكر ، إذ لا معنى للشكر على نعمة للغير وإن كان متعلق الحمد أعم من ذلك على ما قالوا ، ثم إن كون مصابهم نعمة إنما هو باعتبار تحمله والصبر عليه ، إذ تحمل المصائب والصبر عليها من أفاضل نعم الله تعالى.

واعلم أنه قد شاع في كتب المتأخرين أن لكل من الحمد ولاشكر معنيين لغويا وعرفيا.

قال في (المقاصد العلية (٢)) (٣) ما ملخصه : «أن الحمد لغة الثناء على الجميل الاختياري ، ولا حاجة إلى التقييد باللسان ، لن الثناء حقيقة لا يكون إلا به ، وثناء الله على نفسه مجاز ، والتخصيص بالاختياري لخروج المدح فأنه أعم مطلقا ، والشكر لغة فعل منبئ عن تعظيم المنعم لأنعمه ، والحمد عرفا هو الشكر ال لغوي ، والشكر عرفا صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه إلى ما خلق لأجله ، فحصل من ذلك ستة أقسام : حمدان لغوي وعرفي ، وشكران كذلك ومتعاكسان».

__________________

(١) في ص ١٠٩.

(٢) المقاصد العلية في شرح الرسالة الألفية : للشهيد الثاني زين الدين العاملي (م ٩٦٦ ه ـ) ، شرح فيه الرسالة الألفية للشهيد الأول المشتملة على ألف واجب في الصلاة ، طبعت محققة في قم سنة ١٤٢٠ ه ـ.

(٣) المقاصد العلية ص ٧.

١٥٦

وقريب منه ما في (الروض (١)) (٢) ، و (شرح المطالع) (٣) ، و (حاشية المحقق الشريف) (٤) ، و (شوارق المحقق اللاهيجي) (٥) ، و (طراز السيد الفاضل شارح الصحيفة) في خصوص الشكر تركنا نقل عباراته مخافة الإطالة.

أقول : حديث تعدد الوضع وثبوت المعنيين لهما مشهور في كتب المتأخرين ، ولكن للتأمل في ذلك مجال واسع ، فليت شعري من أين أخذوا هذا التفصيل ، ومن أين جاء هذا الاصطلاح ، ومن الجاعل والمقرر له ، هل هو العرف العام أو الخاص ، وكلاهما مجرد دعوى لا مدرك لها ولا دليل عليها ، فلا بد من نقل كلمات أهل اللغة وعلماء التفسير ، ثم تعقيبه بذكر بعض الروايات ، فلعله يتضح الأمر بعض الاتضاح.

ففي (الصحاح) (٦) : «الحمد نقيض الذم ... الحمد أعم من الشكر ، والمحمدة

__________________

(١) روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان : للشهيد الثاني ، شرح فيه كتاب إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان للعلامة اللحي [وهو كتاب فقهي فتوائي ، كامل من الطهارة إلى الديات] ، ولكن الشهيد الثاني شرح كتابي الطهارة والصلاة فقط ، طبع على الحجر ثم طبع محققا في قم.

(٢) روض الجنان (١ / ٢٦).

(٣) الموسوم بلوامع الأسرار في شرح مطالع الأنوار الأصل هو تأليف سراج الدين محمود بن أبي بكر الأرموي المتوفى ٦٨٩ ه ـ وشرحه لقطب الدين محمد بن محمد الرازي البويهي التحتاني المتوفى ٧٦٦ ه ـ.

(٤) حاشية الشريف علي بن محمد الجرجاني (ت ٨١٦ ه ـ) على شرح المطالع المتقدم ذكره.

(٥) شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام ، مطبوع تام في مقصدين أحدهما في الأمور العامة والآخر في الجواهر والأعراض ، للمولى المتأله الحكيم المتشرع المولى عبد الرزاق بن علي بن الحسين اللاهيجي القمي تلميذ الملا صدرا وصهره على ابنته والمتوفى سنة ١٠٥١ ه ـ ، وهو غير شرحه الآخر المسمى بمشارق الإلهام الذي لم يخرج منه إلا المقصد الأول في الأمور العامة ، كما ذكره صاحب رياض العلماء (الذريعة ١٤ / ٢٣٨).

(٦) الصحاح (٢ / ٤٠٧).

١٥٧

خلاف المذمة» ، ثم قال : «الشكر الثناء على المحسن بما أولاكه من المعروف».

وفي (القاموس) (١) : «الحمد : الشكر والرضى ـ ثم قال ـ الشكر [بالضم] (٢) : عرفان الإحسان ونشره».

وفي (المصباح) (٣) : «حمدته على شجاعته وإحسانه ، [حمدا] (٤) ، أثنيت عليه ، ومن هنا كان الحمد غير الشكر (وأعم منه ، لأنه يكون في مقابلة الإحسان وغيره ، والشكر لا يكون إلا في مقابلته) (٥) ، ثم قال (٦) : «شكرت الله (٧) اعترفت بنعمته ، وفعلت ما يجب من فعل الطاعة وترك المعصية ، ولهذا يكون لاشكر بالقول والعمل».

وفي (الطراز) : «شكر له كافأه على نعمته بالجميل قولا وعملا ونية».

وفي تفسير (مجمع البيان) (٨) : «الحمد نقيض الذم ، والشكر نقيض الكفران ، والشكر هو الاعتراف بالنعمة مع ضرب من التعظيم ويكون بالقلب وهو الأصل ، وباللسان أيضا (٩) وإنما يجب باللسان لنفي تهمة

__________________

(١) القاموس المحيط ص ٢٧٨.

(٢) من المصدر.

(٣) المصباح المنير (١ / ١٤٩).

(٤) من المصدر.

(٥) ما بين القوسين نقله المصنف بتصرفٍ من المصدر.

(٦) المصدر نفسه (١ / ٣١٩).

(٧) في المصدر : «شكرت لله».

(٨) مجمع البيان (١ / ٢١).

(٩) في المصدر : «ويكون أيضا باللسان».

١٥٨

الجحود والكفران» ، «وقال (الرماني) : الشكر هو الإظهار للنعمة».

وفي (تفسير النيشابوري) (١) : «الحمد : قول دال على أنه مختص بفضيلة الإنعام إليك أو إلى غيرك ، والشكر على النعمة الواصلة إليك خاصة وهو باللسان ، وقد يكون بالقلب والجوارح ، والحمد باللسان وحده ، والحمد نقيضه الذم ، والشكر نقيضه الكفران».

وفي (تفسير البيضاوي) (٢) : «الحمد هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري من نعمة أو غيرها ، (...) ، والشكر مقابلة النعمة قولا وعملا واعتقادا ، وبينهما عموم من وجه ، ـ ثم قال ـ والذم نقيض الحمد ، والكفران نقيض الشكر».

وقال (المحقق البهائي) (٣) في (حاشية البيضاوي) (٤) : «قيل إن حقيقة

__________________

(١) تفسير النيسابوري (١ / ٩١).

(٢) تفسير البيضاوي (١ / ٤٢).

(٣) بهاء الدين أبو الفضائب محمد بن الحسين بن عبد الصمد الحارثي الهمداني العاملي ، يرجع نسبه إلى الحارث الأعور من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، ولد سنة ٩٥٣ ه ـ في بعلبك ، تتلمذ على يد أفاضل علماء عصره منهم : والده الشيخ حسين (ت ٩٨٤ ه ـ ت) والشيخ عبد العالي الكركي (ت ٩٨١ ه ـ) ، برع في علم الهندسة والفلك والرياضيات إلى جانب الفقه والحديث وله اختراعات هندسية عجيبة ، وله مؤلفات كثيرة منها في التفسير : مشرق الشمسين وإكسير السعادتين ، والحاشية على تفسير البيضاوي ، في الحديث : الحبل المتين في أحكام الدين (ط) ، وشرح الأربعين حديثا (ط) ، وحاشية على كتاب من لا يحضره الفقيه (ط) ، في الدراية والرجال : الوجيزة (ط) ، فوائد في الرجال ، في الدعاء : مفتاح الفلاح (ط) ، الحديقة الهلالية (ط) ، في الفقه : الجامع العباسي ، وغيرها الكثير في الأصول والنحو والبيان والصرف والحساب والفلك ، توفي سنة ه ـ في أصفهان.

(٤) ذكرها في الذريعة (٦ / ٤٤).

١٥٩

الشكر إظهار النعمة والكشف عنها ، كما أن الكفر إخفائها وسترها.

قال (المحدث ال كاشاني) (١) في (كتاب التطهير (٢)) (٣) ـ وهو مختصر في الأخلاق ـ : «والشكر عرفان النعمة من المنعم والفرح به واستعمالها في طاعته».

وقال (الغزالي) (٤) في (الإحياء (٥)) (٦) : «الشكر ينتظم من علم وحال وعمل ، فالعلم : معرفة النعمة من المنعم ، والحال : الفرح بإنعامه ، والعمل :

__________________

(١) محمد بن مرتضى المعروف ب ـ (الفيض الكاشاني) ، و (المولى محسن) و (المحدث الكاشاني) ، ولد سنة ١٠٠٧ ه ـ ، من مشايخه والده الشاه مرتضى (ت ١٠٩١ ه ـ) والسيد ماجد البحراني (ت ١٠٢٨ ه ـ) ، الشيخ البهائي (ت ١٠٣٠ ه ـ) وغيرهم ، له مؤلفات كثيرة أشهرها كتاب الوافي في الحديث (ط) ، وله في التفسير : الصافي (ط) ، وفي الفقه : الحق المبين ، ومفتاح الشرائع ، وفي العقيدة علم اليقين (ط) وفي الأخلاق : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء (ط) وغيرها الكثير في شتى المجالات ، توفي سنة ١٠٩١ ه ـ في كاشان وقبره مزار معروف فيها.

(٢) راجع ص ١٥٣ من كتاب الحقائق في محاسن الأخلاق للفيض الكاشاني.

(٣) كتاب التطهير : المنتخب من النخبة الفقهية ، وهو في الأخلاق وتطهير السر خاصة ، انتخبه مؤلفه الفيض الكاشاني في خمسمائة بيت ، وقد طبع بإيران (الذريعة ٤ / ٢٠٢).

(٤) محمد بن أحمد الطوسي الغزالي ، والغزالي نسبة إلى عمل والده بغزل الصوف ، ولد بطوس سنة ٤٥٠ ه ـ ، كتب (تهافت الفلاسفة) (ط) وفيه كفر الفلاسفة ، ثم صار صوفيا فترك التدريس ، من كتبه : (إحياء علوم الدين) ، و (الأسماء الحسنى) ، و (الاقتصاد في الاعتقاد) وغيرها ، توفي في طوس سنة ٥٠٥ ه ـ.

(٥) إحياء علوم الدين للغزالي المتقدم ذكره ، كتاب في الأخلاق والتصوف وهو مرتب على أربعة أقسام : ربع العبادات ، وربع العادات ، وربع المهلكات ، وربع المنجيات ، له شروح منها : شرح المرتضى الزبيدي وهو مطبوع ، وله تهذيب للفيض الكاشاني أسماه ب ـ (المحجة البيضاء) وهو مطبوع أيضا ، طبع الإحياء طبعات كثيرة.

(٦) إحياء علوم الدين (٤ / ٨١).

١٦٠