شرح زيارة عاشوراء

عبدالرسول النوري الفيروزكوهي [ الفاضل المازندراني ]

شرح زيارة عاشوراء

المؤلف:

عبدالرسول النوري الفيروزكوهي [ الفاضل المازندراني ]


المحقق: السيد حسن الموسوي الدرازي
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: منشورات دار الصديقة الشهيدة عليها السلام
المطبعة: وفا
الطبعة: ٠
ISBN: 978-964-8438-70-3
الصفحات: ٢١٥

القيام بما هو مقصود» (١).

وقال (السيد الفاضل) (٢) في (الطراز) : «قيل الشكر عبارة عن مجموع أمور ثلاثة ، اعتقاد كون المحسن محسنا ، والثناء عليه بالقول والإتيان بما يكون مكافأة للإحسان».

وقال في (شرح الصحيفة (٣)) (٤) : «الحمد هو الثناء على ذي علم بكماله تعظيما له ـ إلى أن قال ـ وعمم بعض المحققين الثناء في تعريف الحمد بكونه قالا أو حالا لإدخال حمد الحق سبحانه لنفسه».

هذا ما وقفنا عليه من كلماتهم ، وهي كما ترى خالية عن ذكر تعدد الوضع لغة وعرفا ، فحديث تعدد الوضع ، وتعدد المعنى ضعيف مردود على رأيه ، وأضعف منه تعريفهم للشكر ال عرفي بأنه صرف العبد جميع ما

__________________

(١) النص هنا منقول عن المصدر باختصار.

(٢) السيد علي خان بن السيد أحمد بن محمد معصوم المدني الشيرازي ، ينتهي نسبه إلى زيد الشهيد بن الإمام علي زين العابدين عليه السلام ، ولد سنة ١٠٥٢ ه ـ في المدينة المنورة ، سافر إلى حيدر آباد الهند عام ١٠٦٨ ه ـ ، وأقام بها ٤٨ سنة ، جعله ملك الهند على ١٣٠٠ فارس ، ولقبه ب ـ (خان) ، وولاه على مدينة لاهور وتوابعها ، ثم سافر إلى إيران وأقام في شيراز إلى أن توفي سنة ١١٢٠ ه ـ ودفن في حرم السيد أحمد بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام ، من مؤلفاته رياض السالكين (ط) ، الطراز (ط) ، الدرجات الرفيعة (ط) ، ديوان شعر (مقدمة رياض السالكين).

(٣) رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين : استغرق تأليف الكتاب ١٢ سنة كما وجد بخط المصنف ، رتبه على ٥٤ روضة ، لكل دعاء روضة ، وهو أطول الشروح ، يذكر تمام الدعاء ثم يبين لغته وما يتعلق به من النحو والصرف وشرح المعنى ، طبع محققا في قم المقدسة ١٤١٥ سنة ه ـ (راجع الذريعة ١١ / ٣٢٥).

(٤) رياض السالكين (١ / ٢٣٠).

١٦١

أنعم الله عليه فيما خلق لأجله ، أو إلى ما خلق لأجله ، أي صرفها في الغرض من خلقها ، ومن المعلوم أن مرادهم بجميع ما أنعم الله به علي هأعم من النعم الداخلة كالأعضاء والجوارح ، والقوى ظاهرة وباطنة ، والخارجة كالأموال والأولاد.

ولا ريب أن صرف النعم في الغرض من خلقها أمر ناجح مطلوب شرعا وعقلا ، إما وجوبا وإما ندبا ، فصرف بعض النعم الجوارح والقوى ، واستعماله في المباحات فضلا عن المكروهات موجب لانتفاء الشكر ، لأن الإيجاب الكلي يرتفع بالسلب الجزئي فيلزم من ذلك انحصار الشكر في المعصوم وانتفائه في حق غيره من آحاد الأمة وهو كما ترى.

وأما الأخبار ففي (الكافي) (١) في (باب الشكر) عن أبي عبد الله عليه السلام قال : «ما أنعم الله على عبد من نعمة فعرفها بقلبه ، وحمد الله ظاهرا بلسانه فتم كلامه حتى يؤمر له بالمزيد».

ورواه (٢) (القمي) (٣) و (العياشي) (٤) في تفسيرهما وزادا «وهو قوله تعالى

__________________

(١) الكافي (٢ / ٩٥) وعنه الوسائل (٧ / ١٧٥) والبحار (٦٨ / ٤٠).

(٢) باختلاف يسير تفسير القمي (١ / ٣٦٧) وتفسير العياشي (٢ / ٤٠٣).

(٣) علي بن إبراهيم بن هاشم أبو الحسن القمي ، من أعلام القرن الثالث الهجري ، ثقة في الحديث ، ثبت ، معتمد ، صحيح المذهب ، له أكثر من ٧٠٠٠ رواية في كتب الحديث ، عاصر الإمام العسكري عليه السلام ، وهو أحد مشايخ ثقة الإسلام الكليني حيث أكثر الرواية عنه في الكافي ، له كتب عديدة وصل إلينا منها كتاب التفسير وهو مطبوع.

(٤) محمد بن مسعود بن محمد بن عياش السلمي السمرقندي ، أبو النضر المعروف بالعياشي : ثقة ، =

١٦٢

(لئن شكرتم لأزيدنكم) [إبراهيم ٧].

وفيه (١) عن (الصادق) عليه السلام : «من عرف نعمة الله بقلبه استوجب المزيد من الله قبل أن يظهر شكرها على لسانه».

دل هذا الخبر بأوضح دلالة على أن الشكر هو مجرد عرفان النعمة من منعمها ، لأن استيجاب المزيد إنما هو جزاء الشكر مترتب عليه كما دلت عليه الآية (٢) ، فلا بد من تقدم الشكر على جزائه ، ولأن إظهار شكرها على لسانه دليل على أن الشكر أمر قلبي قد يظهر وقد يضمر ، فإظهار الشكر على اللسان من أحوال الشكر لا نفس الشكر ، إذ من المحال أن يكون إظهار الشيء نفس الشيء ، فهذا الخبر قرينة على أن معرفة النعمة بقلبه في الخبر الأول هو الشكر فقط ، وإن حمده تعالى ظاهر بلسانه خارج عنه مكمل ومتمم له.

وفيه (٣) عنه عليه السلام «شكر النعمة اجتناب المحارم ، وتمام الشكر قول الرجل الحمد لله رب العالمين». وذيل هذا الخبر شاهد لما قلنا من أن الحمد باللسان خارج

__________________

صدوق ، كان في أول أمره عامي المذهب ، وسمع حديث العامة فأكثر منه ، ثم تبصر وأصبح إماميا ، له أكثر من ٢٠٠ مصنف وصل إلينا منها كتابه في التفسير وهو مطبوع ، ذكر الزركلي في الأعلام أنه توفي سنة ٣٢٠ ه ـ.

(١) الكافي (٨ / ١٢٨) وعنه البحار (٧٥ / ٢٢٤) ، تحف العقول ص ٣٥٦ في حكم الإمام الصادق عليه السلام.

(٢) (لئن شكرتم لأزيدنكم) [إبراهيم ٧].

(٣) الكافي (٢ / ٩٥) وعنه البحار (٦٨ / ٤٠).

١٦٣

عن الشكر متمم ومكمل ، وأما صدره فوجهه أن عرفان النعمة من المنعم مستلزم لمحبته والفرح به ، ومحبته تستلزم طاعته كما قال عليه السلام في خبر آخر (١) :

«تعصي الإله وأنت تظهر حبه

هذا محال في الفعال بديع

لو كان حبك صادقا لأطعته

إن المحب لمن يحب مطيع» (٢)

فانتفاء اللوازم بالتعرض لمعصية المنعم وسخطه كاشف عن انتفاء الملزوم الذي هو ذلك العرفان ، ومن هنا ظهر أن من اعتبر في حد الشكر أمور ثلاثة : الاعتقاد بالجنان ، والإقرار باللسان ، والعمل بالأركان ؛ (كالغزالي) (٣) و (المحدث الكاشاني) (٤) و (القاموس) (٥) فقد جمع فيه بين اللازم والملزوم ، كما أن من عرفه بالثناء على المحسن (كالصحاح) ومثله ، فقد عرفه باللازم فقط فهذا الخبر أيضاً من باب التفسير باللازم.

__________________

(١) أمالي الصدوق ص ٥٧٨ وعنه الوسائل (١٥ / ٣٠٨) والبحار (٦٧ / ١٥) وروضة الواعظين (٢ / ٣٥٢) ، مناقب ابن شهر آشوب (٤ / ٢٧٥) وعنه البحار (٤٧ / ٢٤) ، والبيت منسوب إلى غير واحد من الشعراء منهم النابغة الذبياني ومحمود الوراق والشافعي.

(٢) جاء في حاشية الأصل : «قوله «لَوْ كَانَ حُبُّكَ صَادِقاً لَأَطَعْتَهُ» يظهر منه أنّ الحبّ مقسمٌ إلى حبٍ صادقٍ وحبّ كاذبٍ ، كالاشتهاءُ المنقسم إلى الصادق والكاذب وإن الصادق لا يجامع المعصية ، فالمحبّ العاصي يكون حبّه لا محالة كاذِباً (منه قدس سره)».

(٣) إحياء علوم الدين (١ / ٨٤).

(٤) المحجَّة البيضاء (٨ / ١٤٤).

(٥) القاموس المحيط ص ١١٧٦ (مادة أمن).

١٦٤

وفيه (١) عن أبي عبد الله عليه السلام قال : «من أنعم الله عليه بنعمة فعرفها بقلبه فقد أدى شكرها» ، فهذا الخبر أيضا صريح في أن الشكر هو مجرد عرفان النعمة.

وفيه (٢) عنه عليه السلام قال : «أوحى الله إلى موسى عليه السلام يا موسى اشكرني حق شكري فقال : يا رب ؛ وكيف أشكرك حق شكرك وليس من شكر أشكرك به إلا وأنت أنعمت به علي؟ قال : يا موسى ، الآن شكرتني حين علمت أن ذلك مني».

وروي (٣) «أن داود أوحى الله إليه أن اشكرني حق شكري ، فقال : يا رب كيف أشكرك حق شكرك ، والشكر نعمتك تستحق عليه شكرا ، فقال : يا داود : إذا عرفت أن ذلك مني فقد شكرتني».

وروى (الغزالي) في (الإحياء) (٤) أنه قال موسى في مناجاته : «إلهي خلقت آدم بيدك ، وفعلت ما فعلت ، فكيف شكرك؟! فقال الله عزّ وجلّ : علم أن كل ذلك مني فكانت معرفته شكرا».

وفي بعض الأحاديث القدسية (٥) : «قال الله تعالى : أنا أحب من الدنيا يا محمد ثلاثة أشياء : قلب شاكر ، ولسان ذاكر ، وبدن على البلاء صابر».

__________________

(١) الكافي (٢ / ٩٢) وعنه البحار (٦٨ / ٣٢).

(٢) الكافي (٢ / ٩٨) وعنه البحار (٦٨ / ٣٦) ، وقصص الأنبياء للرّاوندي ص ١٦١ وقصص الأنبياء للجزائري ص ٣٠٥ ومشكاة الأنوار ص ٧١.

(٣) لم أحد له مصدراً روائياً ، نقله الشهيد الثاني قدس سره في أسرار الصلاة (رسائل الشهيد الثاني ص ١٥٧) وقريب منه في عدّة الداعي ص ٢٧٤.

(٤) إحياء علوم الدين (٤ / ٨٣).

(٥) لم أجد له مصدراً روائياً ، راجع كشف الخفاء (١ / ٣٤٠).

١٦٥

وتوصيف القلب بالشكر دليل على أن الشكر من أفعال القلوب وأحوالها ، لا من أفعال الجواحج ، وإلا لما صح توصيف القلب به ، كما لا يصح توصيفه بسائر أفعال الجوارح كالقيام والقعود والسجود ونحوها.

وبالجملة فبعد ملاحظة تلك الروايات لا مجال للتأمل في أن الشكر فعل القلب ، وأن حقيقته عرفان النعمة من المنعم والاعتراف بها قلبا ، وأنه معناه الحقيقي بقول مطلق من غير فرق بين العرف واللغة ، إذ الأصل عدم تعدد الوضع ، وعدم النقل ، وأن سائر ما ذكر في تعريفه من المحبة والفرح والثناء باللسان ، ونشر الإحسان ، والطاعة بالجوارح والأركان ، وترك المخالفة والعصيان ، فكلها من لوازم ذلك المعنى الحقيقي الذي هو العرفان ، فمن عرفه ببعضها أو كلها فقد عرف باللوازم ، ومن عرف بالجميع فقد عرف بمجموع اللازم والملزوم.

ثم إن كفران النعمى ـ الذي هو ضد شكرها ـ قد فسر في كلمات أهل اللغة والتفسير بالجحود ، والجحود وإن كان أعم من الإنكار بالقلب واللسان مع الاستيقان النفسي كما في صريح الآية (١) ، لكن لما ثبت بالأخبار السابقة أن الشكر هو العرفان القلبي ، وجب حمل الجحود في كلماتهم على خصوص الإنكار القلبي قضاء لحق التقابل بين الضدين.

هذا جملة القول في الشكر ، وأما الحمد فالكلام فيه من حيث تعدد

__________________

(١) آية (وَجَحَدُواْ بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ) [النمل ١٤].

١٦٦

الوضع كما مر من أنه ممنوع ، لأله مجرد دعوى بلا دليل ، فيدور الأمر بين تعيين أحد المعنيين من الثناء الجميل ، والفعل المنبيء عن التعظيم ، لأن معناه ليس خارجا عنهما.

فنقول : أنهم قالوا أن الحمد العرفي هو الشكر اللغوي ، وقد عرفت الشكر لغة بأنه فعل منبيء عن تعظيم المنعم لإنعامه ، ولا يخفى أن تعريف الحمد بهذا المعنى عرفا لا يستقيم من وجوه :

أحدها : أن هذا التعريف يشمل الصلاة والصوم ونحوهما من الأعمال البدنية ، فيلزم منه صدق الحمد عليه عرفا ، وأي عرف يساعد على صدق الحمد على مثل الصلاة والصوم والزكاة.

ثانيها : أنه يشمل التسبيح إذا صدر لإنعامه تعالى ، ومن المعلوم تغاير الحمد والتسبيح وتباينهما بشهادة التقابل بينهما بحسب الذكر في قوله تعالى : (وإن من شيء إلا يسبح بحمده) [الإسراء ٤٤] ، (وسبح بحمد ربك حين تقوم) [الطور ٤٨] ، (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب) [ق ٥٠] ، وفي ذكر الركوع والسجود : «سبحان ربي العظيم وبحمده» ، «سبحان ربي الأعلى وبحمده» ، والتسبيحات الأربع المعروفة (١) «سبحان الله والحمد لله .. إلخ» (٢) إلى غير ذلك ، ولا ريب أن التسبيح هو التنزيه عن النقائص والرذائل ، فلا محالة

__________________

(١) والتي تقرء في الركعتين الأخيرتين.

(٢) «سُبْحَانَ اللهِ وَالحَمْدُ لِلهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَر» راجع الوسائل (٦ / ٤٥٣).

١٦٧

يكون الحمد في قباله هو التوصيف بالكمالات والفضائل ، وكل من التنزيه والتوصيف لا يكون إلا بالقول لا بالفعل كما لا يخفى.

ثالثها : أنك قد عرفت مما نقلنا (١) أن بعضهم عرفه بالثناء المطلق بقول مطلق (كالمصباح) و (شرح الصحيفة) ، وبعضهم بالثناء باللسان كذلك (كالنيشابوري) و (البيضاوي) وبعضهم بالوصف بالجميل على الجميل بقصد التبجيل لكن عرفا (كالشوارق) ، وهو راجع إلى الثناء كما لا يخفى ، والثناء مطلقا ومقيدا لا يكون إلا بالقول ولا يصدق على الفعل كما هو ظاهر.

رابعها : أن أكثرهم قد صرحوا بإن الحمد نقيض الذم بل ظاهرهم خصوص العرف كما عرفت من (الصحاح) و (المجمع) و (النيشابوري) و (البيضاوي) ، ويشهد لذلك تسمية (أم جميل) ـ حمالة الحطب زوجة (أبي لهب) ـ للنبي صلى الله عليه وآله بالمذمم في قبال تسميته عليه السلام بالمحمد ، فقالت (لع) : في هجائه صلوات الله عليه [وآله] : «مذمما أبينا ، ودينه قلينا ، وأمره عصينا» (٢).

ولا ريب أن الذم عرفا مختص بالقول ، ومقتضى المقابلة أن يكون الحمد أيضا مختصا به في العرف ، ولذا قال (النيشابوري) فيما مر من كلامه (٣) :

__________________

(١) راجع ص ١٥٨ وما بعدها.

(٢) إعلام الورى (١ / ٨٧) ومناقب ابن شهر آشوب (١ / ٦١) والبحار (١٨ / ٧٢) و (١٨ / ١٧٦) ، مجمع البيان (١٠ / ٤٧٧) ، تفسير السمعاني (٣ / ٢٤٥) وتفسير البحر المحيط (١ / ٥٢٨) ، السيرة الحلبية ص ٤٦٦ وتاريخ دمشق (٦٧ / ١٧٢) وإمتاع الأسماع (٤ / ١١٥) دلائل النبوة (٢ / ١٩٥) وتاريخ الإسلام (١ / ٥٥٢) وسبل الهدى (١٠ / ٢٥٥).

(٣) ص ١٥٩.

١٦٨

«الحمد : قول دال على أنه مختص بفضله الإنعام» ، وإليه يرجع تفسيره بالثناء المطلق ، فقد اتضح من جميع ذلك أن الحمد من مقولة القول والكلام ، وإن الفعل ليس بحمد فتعريفه عرفا بفعل منبيء عن التعظيم فاسد جدا ، لا يساعد عليه شيء من الاستعمالات العرفية ، سيما الواردة منها في الكتاب والسنة الجارية على طبق العرف ، فأحسن ما قيل في تعريفه قول (شارح الصحيفة) في شرح الدعاء الأول (١) أنه : «الثناء على ذي علم بكماله تعظيما له» وكلام (النيشابوري) أنه : «قول دال على أنه مختص بفضيلة الإنعام» وقول (صاحب الشوارق) أنه «الوصف بالجميل على الجميل بقصد التبجيل» فهذه التعاريف الثلاثة متحدة المفاد.

ثم لما ثبت حمده لنفسه وثنائه على نفسه كما في أول (الأنعام) (٢) و (الكهف) (٣) و (سبأ) (٤) و (الملائكة) (٥).

وكما في قوله صلى الله عليه وآله (٦) «أنا (٧) لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك» ، وجب تعميم الثناء والقول المأخوذين في تعريف الحمد بحيث يشملان

__________________

(١) رياض السالكين (١ / ٢٣٠).

(٢) (الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض).

(٣) (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا).

(٤) في الأصل : «والسبا» ، (الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة).

(٥) (الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولى أجنحة مثنى وثلث ورباع) [فاطر ١].

(٦) مصباح الشريعة ص ٥٥ وعوالي اللآلي (٤ / ١١٣) والعدد القوية ص ٢٣ وشرح نهج البلاغة (١ / ٥٩) ومستدرك الوسائل (٤ / ٣٢١) والبحار (٦٨ / ٢٣).

(٧) في المصادر «إني».

١٦٩

ثنائه تعالى وقوله تعالى.

والتزام تقييد الثناء باللسان المستلزم لخروج ثنائه عن حقيقة الثناء ، ثم التزام التجوز فيه كما صرح به في (المقاصد العلية) خطأ ظاهر ، إذ الأصل في الاستعمال الحقيقة فيما إا دار أمر اللفظ بين وضعه للأعم ، فيكون مشتركا معنويا بين الأفراد لا يلزم منه تجوز أصلا بين وضعه للأخص فيكون مجازا في خاص آخر وفرد آخر ، وقد تقرر في محله أن الاشتراك المعنوي خير من المجاز كلفظ الصعيد.

فإن قلت : إن هذا التعريف يصدق على التسبيح أيضا وأنت قد قررت أن التسبيح غير الحمد.

قلت : تقييد الثنا والوصف بالجميل أو بالكمال مخرج للتسبيح ، إذ المراد بالجميل فضيلة وجودية وكمال وجودي ، وليس التسبيح توصيفا بالكمال والفضيلة ، بل هو تنزيه عن النقص والرذيلة.

هذا جملة القول في لافاظ اللن والسلام والذكر ، وأما شرح ما يحتاج إلى الشرح من ألفاظ الدعاء فنقول :

١٧٠

[شرح عبارات دعاء صفوان المشهور بدعاء علقمة]

قوله عليه السلام : * (يا من هو بالمنظر الأعلى وبالأفق المبين) *

المراد (بالمنظر الأعلى) : منظر العقول بحيث تراه وتنظر إليه.

(وبالأفق المبين) : أي الظاهر الواضح أفق سماء مشاهدة عقول المؤمنين ، والتحصيص (بالأفق) للتنبيه على دوام المشاهدة عند أهل الشهود ، إذ الشمس متى وصلت إلى الأفق وهو حيث طلوعها ، فكل من على سطح ذلك الأفق مجبول بالطبع على النظر إليها ، بخلاف ما إذا ارتفعت عن الأفق ، فقلما يتفق النظر إليها أو صارت تحت الأرض فلا ينظر إليها أصلا.

قوله عليه السلام : * (يعلم خائنة الأعين) *.

هو إما مصدر بمعنى الخيانة كالكاذبة والعافية ، وإما مشتق أي النظرة الخائنة وهي النظرة المسترقة إلى المحرمات (١).

قوله عليه السلام : * (لا يخفى عليه خافية) *.

أي ذرة خافية أو نظرة خافية على أحد ، يعني كل ما خفي على غيره فهو بارز عنده لا يخفى عليه شيء منه في الأرض ولا في السماء.

قوله عليه السلام : * (لا يبرمه إلحاح الملحين) *.

__________________

(١) راجع مادة (خون) في مجمع البحرين (٦ / ٢٤٥) ولسان العرب.

١٧١

أي لا يمله ولا يزجره (١).

قوله عليه السلام : * (يا مدرك كل فوت) *.

هنا بمعنى الفائت ، والمصدر بمعنى الفاعل ، وليس المراد أنه مدرك كل ما فات عنه ليلزم إعادة المعدوم ، بل المراد أنه مدرك كل ما فات عن غيره من حق ، فمن أتلف منه ظالم دما أو عرضا أو مالا ففاته القصاص والانتقام واستيفاء الحق ، فإن ذلك لا يفوته تعالى بل هو يدرك وينتقم للمظلوم كل ما فاته من حقوقه.

قوله عليه السلام : * (ويا جامع كل شمل) *.

جمع الله شمله أي ما تشتت من أمره ، وفرق الله شمله أي ما اجمع من أمره كذا في (مجمع البحرين) (٢).

قوله عليه السلام : * (ويا بارئ النفوس بعد الموت) *.

الـ (بارئ) بمعنى الخالق (٣) ، والألف واللام في الموت عوض عن المضاف إليه ، والتقدير : يا خالق النفوس بعد موتها ، وخلقها بعد موتها هو إحيائها بعد الموت ، وكل من الموت والإحياء بعده ، وإن كان للبدن حقيقة لكن صح إسناد الموت إلى النفس بمعنى قطعها ، للعلاقة عن البدن كما في

__________________

(١) راجع معاجم اللغة مادة (برم) ومجمع البحرين (٦ / ١٦).

(٢) مجمع البحرين (٢ / ٥٤٤).

(٣) راجع كتب اللغة مادة (بَرَأ) وكتب التفاسير عد تفسير الآية ٥٤ من سورة البقرة.

١٧٢

قوله تعالى : (وما تدرى نفس بأي أرض تموت) [لقمان ٣٤] ، (كل نفس ذائقة الموت) [آل عمران ١٨٥] ، فإذا صح موت النفس صح إحيائها بعد موتها بمعنى إعادتها إلى البدن وإحداث ما انقطع من العلاقة بينهما.

قوله عليه السلام : * (يا معطي السؤالات) *.

السؤل والسؤله ما تسئله قال الله تعالى : (قال قد أوتيت سؤلك يموسى) [طه ٣٦] ، وجمع السؤله سؤلات بالتسكين على الأصل ، وبالتحريك فرقا بين الاسم والصفة ، إما بالضم للاتباع ، وإما بالفتح للتخفيف كما يظهر من مجموع ما قيل في قوله تعالى (وهم في الغرفات ءامنون) [سبأ ٣٧].

قوله عليه السلام : * (يا ولي الرغبات) *.

الـ (ولي) : من بيده الأمر (١) ، و (الرغبات) : بالتحريك جمع الرغبة بالتسكين ، وهي الأمر المرغوب فيه.

قوله عليه السلام : * (يا كافي المهمات) *.

هو قريب من قوله «يا قاضي الحاجات» إذ المهم الامر العظيم الذي أهمك أي أوقعك في الهم والغم وكفايته إصلاحه كشفاء المريض والتوسعة في المعيشة ، ورفع الضيق والفقر ، ودفع العدو ، وهبة الولد ونحو ذلك.

قوله عليه السلام : * (يا من يكفي من كل شيء ، ولا يكفي منه

__________________

(١) راجع مجمع البحرين (١ / ٤٥٥) ولسان العرب مادة (ولي).

١٧٣

شيء) *.

أي يغنى من كل شيء ، من كفاه بمعنى أغناه.

قوله عليه السلام : * (وبحق الحسن والحسين ، فإني بهم أتوجه إليك) *.

هكذا في نسخ (المصباح) و (الكامل) لكن في (مصباح الكفعمي) (١) : «وبحق الحسن والحسين والتسعة من ولد الحسين عليهم السلام» ، ولا ريب أنه أولى فلا يترك.

قوله عليه السلام : * (أتشفع إليك) *.

كذا في (الكامل) وبعض نسخ (المصباح) (٢) ، وفي بعض آخر «أستشفع» (٣) ولم أجد استعمال هذه الكلمة من باب التفعل في كتب اللغة (٤) ، لكن في (البحار) في باب زيارة أبي الحسن الرضا عليه السلام عن (أمالي الصدوق (٥)) (٦) :

__________________

(١) مصباح الكفعمي ص ٤٨٥ والبلد الأمين ص ٣٩٢.

(٢) وأيضاً كذا المثبت في مصباح الكفعمي والبلد الأمين ومفاتيح الجنان.

(٣) وكذلك في مصباح الزائر ومزار المشهدي وأيضاً في البحار (٩٧ / ٣٠٨).

(٤) بل ورد في غير واحد من كُتب اللغة راجع مادة (شفع) في تهذيب اللغة ١ / ٤٣٧ ولسان العرب.

(٥) المعروف بالمجالس أو عرض المجالس للشيخ الصدوق ، والكتاب عبارة عن مجالس عقدها الشيخ الصدوق للإملاء على طلابه في الري ونيسابور ومشهد الإمام الرضا عليه السلام في ٩٧ مجلساً ، ويحتوي على طائفة من الأحاديث النبوية الشريفة وأحاديث أهل البيت عليهم السلام في موضوعات مختلفة ، طبع هذا الكتاب مراراً على الحجر في طهران ثم في بيروت بالصف الحروفي ثم بتحقيق ونشر مؤسسة البعثة بقم سنة ١٤١٧ ه ـ.

(٦) أمالي الصدوق ص ١٨١ والفقيه (٢ / ٥٨٣) والعيون (٢ / ٢٥٨) وروضة الواعظين (١ / ٥٢٨)

١٧٤

«عن البزنطي (١) قال سمعت الرضا عليه السلام يقول : ما زارني أحد من أوليائي عارفا بحقي إلا تشفعت (٢) فيه يوم القيامة» ، وكفى به شاهدا على الصحة ن بمعنى أتشفع إليك في الدعاء أستشفع إليك (٣).

قوله عليه السلام : * (وبالذي فضلهم على العالمين) *.

العائد محذوف أي فضلتهم به.

قوله عليه السلام : * (وبه أبنتهم وأبنت فضلهم من فضل العالمين) *.

الإبانة هنا بمعنى الفصل والتمييز ، أي فصلته وميزتهم وفصلت فضلهم وميزته من بين فضل العالمين.

قوله عليه السلام : * (وتكفيني المهم من أموري) *.

من كفاه بمعنى أغناه ، أي تغنين عنه ، وترفع حاجتي إليه بإصلاحه.

__________________

وجامع الأخبار ص ٢٩ والوافي (١٤ / ١٥٤٨) والوسائل (١٤ / ٥٥٢) والبحار (٩٩ / ٣٣).

(١) أحمد بن محمد بن أبي نصر زيد مولى السكوني أبو جعفر ، وقيل : أبو علي ، المعروف بالبزنطي ، كوفي ، ثقة ، جليل القدر ، لقي الرضا عليه السلام وكان عظيم المنزلة عنده ، عدّه الشيخ في أصحاب الكاظم والرّضا والجواد عليهم السلام ، تفي سنة ٢٢١ ه ـ (معجم رجال الحديث ٣ / ١٧).

(٢) كذا في هامش أمالي الصدوق الطبعة المحققة وفي متن جامع الأخبار وروضة الواعظين والوافي والبحار ، وفي بقية المصادر السابقة وردت بلفظ «شُفِّعْتُ».

(٣) ورد لفظ «أتشفّع» في كثير من الأدعية راجع دعاء قضاء الحوائج من الصحيفة السجادية (تحقيق الأبطحي) ص ٩٠ ، ودعاء الوتر في فقه الرضا ص ٤٠٦ ، ودعاء سجود صلاة الحاجة من يوم الجمعة في مصباح المتهجد ص ٣٥٨ ، وصلاة الحمى في مكارم الأخلاق (٢ / ٢٥٢) ، وعوذة الصادق عليه السلام لمّا استدعاه المنصور في مهج الدعوات ص ٣٦٠ وغير ذلك من الأدعية.

١٧٥

قوله عليه السلام : * (وتقضي عني ديني) *.

وفي بعض النسخ (١) «ديوني» بصيغة الجمع ، والجمع بينهما أولى.

قوله عليه السلام : * (وتجبرني من الفقر ، وتجيرني من الفاقة) *.

وفي بعض النسخ بالعكس ، وذكر الإجارة مع الفقر والجبر مع الفاقة (٢) ، والجمع لا يترك.

قوله عليه السلام : * (وتغنيني عن المسألة إلى المخلوقين) *.

وفي بعض النسخ (٣) «للمخلوقين» وعلى الأول لابد من تضمين معنى الحاجة ، لأن السؤال لا يتعدى بـ «إلى» ، وعلى الثاني فاللام للتقوية ، لأن السؤال يتعدى بنفسه.

قوله عليه السلام : * (وتكفيني هم من أخاف همه إلى آخره ...) *.

بمعنى تغنيني أو تدفع وتصرف عني ، وإضافة «الهم» و «العسر» من باب الإضافة إلى السبب ، وإضافة «الحزونة» بمعنى الغلظة وما بعدها من إضافة المصدر إلى الفاعل ، قال في (منتهى الإرب) (٤) : حزونة بالضم درشتي زمين».

__________________

(١) راجع حاشية رقم ٣٢٧ من مصباح المتهجد ص ٧٧٨.

(٢) مصباح الكفعمي والبلد الأمين.

(٣) في مصباح الزائر.

(٤) منتهى الإرب في لغات العرب : للمولى عبد الرحيم بن عبد الكريم الصفي پورى ، شرح وترجمه للقاموس [أي القاموس المحيط] بالفارسية فرغ منه سنة ١٢٥٧ ه ـ وطبع بطهران سنة ١٢٩٨ ه ـ (الذريعة ٩ / ٢٣).

١٧٦

قوله عليه السلام : * (ومقدرة من أخاف بلاء مقدرته) *.

الـ (مقدرة) مثلثة الدال : القوة كذا في (القاموس) (١) ، وفي بعض النسخ (٢) «أخاف مقدرته» بدون لفظ «بلاء» والجمع أولى.

قوله عليه السلام : * (كيد الكيدة ، ومكر المكرة) *.

إنما لم يعل (الكيدة) كالسادة والقادة للازدواج مع (المكرة) وفي بعض النسخ (٣) «كيد الكائدين ومكر الماكرين» والجمع أولى.

قوله عليه السلام : * (نصب عينيه) *.

في بعض النسخ (٤) «بين عينيه».

قوله عليه السلام : * (حتى تجعل ذلك له شغلا) *.

في بعض النسخ (٥) «له ذلك شغلا» بتقديم (له) على (ذلك).

قوله عليه السلام : * (شاغلا له عني) *.

اللام متعلق بـ (شاغلا) وهو لام التقوية ، لأن الشغل يتعدى إلى مفعوله بنفسه ، فكأنه قال : «شغلا يشغله عني» ، وأما ما في بعض النسخ من

__________________

(١) القاموس المحيط ص ٤٦٠ مادة (قدر).

(٢) المثبت في متن مصباح المتهجد ، ومزار المشهدي والبحار (٩٧ / ٣٠٩).

(٣) مزار المشهدي ص ٣١٤.

(٤) مزار المشهدي ص ٣١٤ وراجع حاشية رقم ٣٣٠ من مصباح المتهجد ص ٧٧٨.

(٥) مزار الشهيد (طبعة النجف) ومصباح الزائر ص ٢٧٤.

١٧٧

لفظة «به» (١) بدل «له» فالظاهر أنه من أغلاط الناسخين وتصحيفاتهم ، ولفظة «شاغلا» صفة ل ـ «شغلا» ، وقد مر توصيف الشغل بالشاغل في قوله «حتى تشغله عني بشغل شاغل» وهذا التوصيف من باب التأكيد والمبالغة كقولهم «ظل ظليل» و «بون (٢) بعيد».

قوله عليه السلام : * (واكفني يا كافي ما لا يكفي سواك) *.

الموصول مفعول «اكفني» وليس مضافا إليه للمنادى كما لا يخفى ، وحذف مفعولا يكفي ، والتقدير «ما لا يكفي سواك».

قوله عليه السلام : * (فإنك كاف لا كافي سواك ـ إلى قوله ـ وجار لا جار سواك) *.

هكذا في بعض النسخ بصيغة التنكير في جميع المشتقات ، وفي بعضها (٣) بصيغة التعريف في الجمع ، وأما التعريف في «الكافي» والتنكير في الباقي كما في نسخ (زاد المعاد) وغيره (٤) فالظاهر أنه من أغلاط الناسخين ، إذ لا وجه لاختلاف النظم والسياق بل الصحيح إما التعريف في الجميع وإما التنكير.

قوله عليه السلام : * (وملجأه إلى غيرك) *.

في بعض النسخ (٥) «إلى سواك».

__________________

(١) كذا المثبت في متن مصباح المتهجد ومزار الشهيد وزاد المعاد ومفاتيح الجنان.

(٢) البون : مسافةُ ما بين الشيئين لسان العرب (بون).

(٣) كذا في جميع المصادر المطبوعة.

(٤) بل كذا في جميع المصادر المطبوعة وحتى المحققة منها.

(٥) مصباح المتهجد ص ٧٧٩ حاشية ٣٣٤.

١٧٨

قوله عليه السلام : * (وأتشفع) *.

هذا نظير ما مر في أول الدعاء (١) ففي (الكامل) وفي بعض نسخ (المصباح) «أتشفع» من باب التفعل وفي بعض آخر «استشفع».

قوله عليه السلام : * (وكفيته هول عدوه) *.

المراد بالكفاية هنا وفي قوله : (واكفني كما كفيته) وأمثالها الحفظ من الشر وصرف السوء ، ودفع المكروه ، وهذا إما معناه الحقيقي أو لازم معناه يعني : حفظنه من هول عدوه ، وصرفته ودفعته عنه ، واحفظني كما حفظته.

قوله عليه السلام : * (بلا مئونة على نفسي من ذلك) *.

أي اصرف عني الهم المزبور صرفا بلا ورود مؤنة على نفسي لأجل ذلك الصرف ، وكلمة (من) للتعليل.

قوله عليه السلام : * (وكفاية ما أهمني) *.

قد مر سابقا أن الكفاية في أمثال المقام بمعنى إصلاح الأمور.

قوله عليه السلام : * (ولا جعله الله آخر العهد من زيارتكما) *.

قد مر معنى هذه الفقرة في السلام عند قوله «ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم» فراجع (٢).

__________________

(١) ص ١٧٤ من هذا الكتاب.

(٢) ص ١٤٤.

١٧٩

قوله عليه السلام : * (أحييني حياة محمد) *.

وفي بعض النسخ (١) «محيا محمد» فلا يترك الجمع.

قوله عليه السلام : * (أتيتكما زائرا) *.

في حاشية (مصباح الكفعمي) : «إن كانت الزيارة من بعد فقل : «قصدتكما بقلبي زائرا» وإن كانت من قرب فقل : «أتيتكما زائرا» روي ذلك عن الصادق عليه السلام قاله (الشيخ المفيد) رحمه الله في مزاره (٢) ، انتهت عبارة الحاشية وقد مر هذا سابقا (٣) في الزيارة عند قوله «هذا يوم تبركت به بنو أمية».

قوله عليه السلام : * (ومستشفعا بكما إلى الله في حاجتي هذه) *.

كلمة (هذه) إشارة إلى ما مر من قضاء الحوائج وكفاية المهمات في قوله : «واصرفني بقضاء حوائجي ، وكفاية ما أهمني همه».

قوله عليه السلام : * (ولا يكون منقلبي منقلبا خائبا خاسرا ، بل يكون منقلبي منقلبا راجيا راجحا) *.

__________________

(١) حاشية ٣٣٧ من مصباح المتهجد ص ٧٨٠ ومزار الشهيد.

(٢) مزار الشيخ المفيد : فيه زيارة النبي والأئمة عليهم السلام ، وهو مشتمل على بابين : الباب الأول في الزيارات وهو مرتب على فصول ثمانية وخاتمة فيها الزيارة الجامعة الصغيرة ، ثم زيارة سلمان ، ثم زيارة قبور الشيعة ، ثم زيارة بالنيابة ، كل واحد منها في فصل ، ثم عقد فصلا في أعمال مسجد الكوفة والسهلة وينتهي بالجامعة الكبيرة طبع محققا ونشر في مؤتمر ألفية الشيخ المفيد (الذريعة ٢٠ / ٣٢٥).

(٣) ص ١٢٩.

١٨٠