شرح زيارة عاشوراء

عبدالرسول النوري الفيروزكوهي [ الفاضل المازندراني ]

شرح زيارة عاشوراء

المؤلف:

عبدالرسول النوري الفيروزكوهي [ الفاضل المازندراني ]


المحقق: السيد حسن الموسوي الدرازي
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: منشورات دار الصديقة الشهيدة عليها السلام
المطبعة: وفا
الطبعة: ٠
ISBN: 978-964-8438-70-3
الصفحات: ٢١٥

١
٢

٣
٤

٥
٦

مقدمة موسوعة زيارة عاشوراء

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين

منذ أن بزغ نور هذا الدين وهو مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالحسين عليه السلام ، حيث كان رسول الله صلى الله عليه وآله يشيّد به عليه السلام في كثير من المواقف ، منذ أن كان الحسين عليه السلام وليداً إلى يوم رحيل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله عن هذه الدنيا ، فتراه يرثيه باكياً في يوم ولادته أمام جمع من المسلمين ، ويرثيه في يوم رحيله وهو على فراش المرض ، وما بين هاتين المرحلتين الكثير من المواقف التي صدرت منه صلى الله عليه وآله في شأن الحسين عليه السلام ، والتي لسنا بصدد تتبعها في هذه المقدِّمة ، وكان من أهمّها مقولة رسول الله صلى الله عليه وآله المشهورة «حسينٌ مني وأنا من حسين أحبّ الله من أحبّ حسيناً» هذه المقولة التي تكشف بجلاء ما للحسين عليه السلام من مقام شامخ مرتبط بهذا الدين كما هو مقام رسول الله صلى الله عليه وآله ، فكيف لنا في هذه العجالة أن نحيط بمقامات الحسين عليه السلام الذي هو من رسول الله ورسول الله منه؟ كيف لنا أن نحيط بأسرار الحسين وأبعاده وهو بهذه المنزلة العظيمة الشامخة؟

إلّا أنّه هناك بعد ومقام خاص يربطنا بالحسين عليه السلام ألا وهو بعد الزيارة ،

٧

هذا البعد الذي أكدت عليه النصوص الكثيرة الواردة عن أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام ، بل قد لا تجد أحداً من المعصومين تم التأكيد على زيارته كما حصل لزيارة الحسين عليه السلام ، فدونك ما دون في شأن زيارته عليه السلام في كتب الأدعية والزيارات وفي الكتب المطولات ، فإنّه ممّا لا يحصى كثرة ولا يسع المجال تتبعاً ، ولا نظن أن يخفى هذا البعد على طالب صغير فضلاً عن غيره.

فلا تكاد ترى مناسبة مهمّة إلا وتجد لزيارته عليه السلام موقعاً أساسياً في أعمال تلك المناسبة ، فها هي مناسبة ليالي القدر وليالي العيدين ، وقد احتلت زيارته عليه السلام فيها الموقع المهم ، ومثلها زيارته عليه السلام يوم عرفة ، وكذلك زيارته عليه السلام في النصف من شهر شعبان ، وزيارته عليه السلام في النصف من شهر رجب ، وكذلك زيارته في يوم الأربعين ، وغيرها الكثير فضلاً عن الزيارات المطلقة.

والأهم من بين هذه الزيارات زيارته في يوم شهادته عليه السلام ، يوم قارع الظلم وفدى هذا الدين بأغلى ما يملك وهو نفسه الزكية الطاهرة ، حيث جاد بنفسه وأهل بيته وأصحابه قتلاً ونسائه وعائلته سبياً وتشريداً يُطافُ بهنّ من بلد إلى بلد ، وهن حرائر بيت الوحي وذرية رسول الله صلى الله عليه وآله ، كل ذلك كان بعين الله ومشيئته سبحانه تقدّست آلاؤه ، وقد أفصح عليه السلام من ذلك عندما سئل عن السبب في أخذه لعائلته ونسائه ، فقال : «شاء الله

٨

أن يراني قتيلاً وأن يرى النساء سباياً» ، هذا اليوم الذي تجسدت فيه روح الفداء لهذا الدين بأسمى معانيها وفي المقابل تجسدت فيه روح الظلم والعدوان بأبشع صورها ، فكان حقّ للحسين عليه السلام أن يزار في هذا اليوم بزيارة تتناسب مع هذه المعاني المتجسدة في ذلك اليوم ، وهذا عينه ما حصل من أئمة الهدى عليهم السلام ، حيث رويت زيارته عليه السلام في يوم عاشوراء بطرق متعددة عن الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام ، هذه الزيارة التي جسّدت الولاء الحقيقي للحسين عليه السلام ، والذي هو بدوره جسّد روح الولاء والتضحية لهذا الدين ، كما أكّدت هذه الزيارة على البراءة الحقيقية من أعدائه وأعداء أهل البيت عليهم السلام ، أعداؤهم الذين جسّدوا روح العداء والظلم بأبشع الصور وأشنعها.

هذه الزيارة التي ما فتئ علماؤنا (رضوان الله عليهم) يترنمون بها ، وجعلها ورداً خاصاً يلتزمون به في أيام حياتهم ، ولم يكن ذلك الالتزام منهم إلّا تمسكاً بكلام الأئمة عليهم السلام ، فإن هذا عينه ما نصّ عليه الإمام الباقر عليه السلام لعلقمة بن محمد ، حيث قال له : «وإن استطعت أن تزوره في كل يوم بهذه الزيارة في دارك فافعل فلك ثواب ذلك ...».

كما أنّه قلّما تجد كتاباً مدوّناً لجمع الأدعية والزيارات إلّا وهذه الزيارة في صدارة زياراته عليه السلام ، فدونك ما سطّره أعلام الطائفة من القرن الثالث والرابع الهجري إلى يومنا هذا ، حيث إنّ أول مصدر لهذه الزيارة من بين

٩

الكتب الواصلة إلينا هو كتاب (كامل الزيارات) للشيخ جعفر بن محمد بن قولويه رحمه الله (ت ٣٦٨ هـ ق) وكتاب (مصباح المتهجد وسلاح المتعبد) لشيخ الطائفة الشيخ محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله (ت ٤٦٠ هـ ق) ، فإنّ ظاهر من جاء بعدهما أخذ رواية الزيارة منهما.

إلّا أنّه ولما تشتمل عليه هذه الزيارة المباركة من إظهارٍ للبراءة ـ تصريحاً وتلويحاً ـ ممّن تجب البراءة منه مرّت بظروف قاسية ، كان من أبرزها اختلاف النسخ ، وبرز ذلك بالخصوص في مصدرها الثاني ـ أعني (مصباح المتهجد وسلاح المتعبد) ـ فتجد بعض نسخه مشتملة على بعض الفقرات وبعضها الآخر غير مشتمل! ومن لاحظ وتتبع الظروف التي مرَّ بها الشيعة وبالخصوص شيخ الطائفة رحمه الله وما لاقاه من الويلات وفتن ظهرت في زمانه ، وفي بغداد بالخصوص يدرك ما حصل في كتبه رحمه الله من اختلاف النسخ وبالأخص فيما يرتبط بزيارة عاشوراء ، ولا نريد أن نخوض هنا بحثاً تأريخياً حول تلك الظروف المشوبة بالخوف والحذر والتقية ، فهي بدرجة من الوضوح لمن له أدنى تتبع للتأريخ.

ولكن مع ذلك كلّه إذا رجعنا إلى نسخ الكتاب (مصباح المتهد وسلاح المتعبد) يتّضح لنا جلياً أنّ هذه الزيارة المباركة حصل فيها حذف ، أو طمس لبعض مقاطعها ، في بعض النسخ ـ وهل الأقل ـ وذلك للظرف الخاص الذي عاشه الشيعة في تلك الأزمنة ـ أعني التقية والخوف ـ حيث إنّ كثيراً من نسخ الكتاب ممّا وقع في حوزتنا مشتمل على فقرات لم

١٠

تكن موجودة في بعض النسخ ، أو هي مطموسة ، فإذا لاحظنا الظرف المتقدِّم ذره ، ولاحظنا الفقرات التي وقع لها الحذف ، أو الطمس ، ولاحظنا النسخ المشتملة على تلك الفقرات ، يتّضح جلياً أنّ ذلك وقع لظرف خاص ، وهو ممّا لا يكاد يخفى على من له أدنى تتبع وتدقيق.

أمّا ما يرتبط بنسخ كتاب (مصباح المتهجد وسلاح المتعبد) ، فهناك عدد كبير من السخ لهذا الكتاب المبارك منتشرة في المكتبات العامّة والخاصة ، والذي يميّز بعض هذه النسخ وجود مقابلة لها مع نسخ متقدِّمة عليها ، بل قد تصل المقابلة في بعض النسخ إلى نسخة المصنف ، وهذا في حدِّ ذاته يعطي النسخة التي تمّت مقابلتها قيمة تراثية كبيرة ، ويتامل معها كما لو كانت بخط المصنف ، وخصوصاً إذا كان المقابل لها أحد علمائنا المعروفين.

ولا يخفى أنّ الكلام عن نسخ المصباح يرتبط بالمصباح الكبير ، والمصباح الصغير وهو (مختصر المصباح) ، وكلاهما من تأليف شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله ، لفرض أنّ الشيخ ذكر الزيارة في كلا الكتابين ، واختلاف النسخ وقع في كليهما.

ولقد تمَّ التعرض باختصار لبحث اختلاف نسخ المصباح في الكتاب الذي صدر تحت إشراف مكتب أية الله العظمى ميرزا التبريزي (قدس الله تربته الطاهرة) (زيارة عاشوراء فوق الشبهات).

كما تمَّ التعرض لذلك بشكل مفصّل في كتاب (المداخلات الكاملة في

١١

رد مدعي التزوير على زيارة عاشوراء المتداولة) الذي كان ردّاً على مزاعم مدعي التزوير في الزيارة المباركة.

عود على بدء

هذه الزيارة المباركة واجهت مزايدات كبيرة ممّن ينتسبون لهذا المذهب الحقّ ، وحصل في الآونة الأخيرة هجوم عنيف من البعض على هذه الزيارة المباركة ، وكلّ ذلك كان بسبب اشتمالها على أمور مرتبطة بالعقيدة الحقّة ، وفي خصوص مسألة الولاية والبراءة لمن وممّن تجب الولاية له والبراءة منه ، حيث إنّ هذا الأمر يثير حفائظ الطرف الآخر ، ولا ينسجم مع التقارب المطروح الذي يروّج له نفرٌ ، حتى لو كان على حساب عقائدنا الثابتة ، وهذا ممّا يؤسف له كثيراً ...

وهذا ما دفعنا للبحث والمتابعة لهذه الزيارة المباركة ، دفاعاً وتوضيحاً لعقائدنا وثوابتنا ، التي لا نقبل المزايدة عليها بأي وجه من الوجوه.

فبدأنا بعون الله وتوفيقه في البحث عن نسخ مصباح المتهجد وكتب أخرى ترتبط بالزيارة المباركة ، فحصلنا في هذه الصدد على عدد كبير من النسخ ، وقد تقدَّمت الإشارة إلى ذلك فلا نعيد.

وفي الضمن وقع في حوزتنا مجموعة من الشروح للزيارة المباركة ، كان من بينها الشرح الذي بين أيدينا (شرح زيارة عاشوراء) للمولى الميرزا عبد الرسول النوري ، وما ألفت نظرنا أن جلَّ هذه الشروح مخطوطات

١٢

محفوظة في مكتبات عامّة ، أو خاصّة لم يُطّلع عليها الكثير من القراء ، وهذا ما زاد من عزمنا وتصميمنا على الشروع في هذه الموسوعة القيمة لإخراج شروح هذه الزيارة المباركة وإيصالها إلى القراء ، ليتبين للمنصفين أنّ هذه الزيارة كانت محط أنظار كبار علماء الطائفة ومحققيهم.

وقد بدأنا بحمد الله بإخراج الشّرح الأوّل والثاني في مجلدين ، حيث كان الأوّل (رسالة في بيان كيفية زيارة عاشوراء) للمحقق المدَقَّق علّامة زمانه أبي المعالي الكلباسي ، والثاني (الكنز المخفي) لآية الله العظمى العلّامة الكبير الشّيخ عبد النبي العراقي ، وما بين أيدينا هو الشرح الثالث للزيارة المباركة.

وفي الختام نتقدَّم بالشكر الجزيل لأخينا العزيز وسيّدنا الجليل سماحة السيّد حسن الموسوي الدُّرَازي (حفظه الله تعالى وسدّد خطاه) على ما قام به من عمل تحقيقي لهذا الكتاب ، حيث أخرجه من حلّة بالية إلى ثوب أنيق جديد ، وأضفى عليه رونقاً جميلاً بضبطه لمتنه وتخريجه لمصادره ، وغير ذلك من أعمال علميّة وفنيّة ، فجزاه الله خير جزاء المحسنين ، ونسأل الله له دوام التوفيق ، ولكلّ من مدَّ يد العون وساهم في إنجاح هذا المشروع ، ونخصّ بالذكر مكتب أية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي (قدس الله تربته الطاهرة) على ما قدَّمه ويقدِّمه لإنجاح هذا المشروع ، وكذلك نشيد بالمكتبات العامّة التي تعاونت معنا في الحصول على بعض المخطوطات ، ونخصّ من بينها مكتبة أية الله العظمى المرعشي النجفي قدس سره ، وكذلك

١٣

الإخوة الذي بذلوا جهوداً تحقيقية في إخراج وتحقيق بعض الشروح ، ونخصّ بالذكر من بينهم الأخ العزيز سماحة الشيخ إسماعيل الگلداري البحراني (حفظه الله تعالى).

لفت نظر

بدأ العمل في هذه الموسوعة الميمونة ضمن أعمال فردية حتى صدر منها الجزء الأول والثاني ، ثم تبنى مركز الزهراء الإسلامي إكمال هذه الموسوعة ، وهذا الجزء الذي بين أيدينا تحت إشراف المركز.

نسأل الله سبحانه وتعالى ـ بحقِّ الحُسينِ عليه السلام ـ أن يعيننا ويسدد خطانا لإكمال هذا المشروع الحسيني المبارك ، وأن يجعل نياتنا خالصة لوجهه الكريم ، إنه خير ناصر ومعين.

مركز الزهراء الإسلامي

قم المقدسة

غرة محرم الحرام ١٤٣٠ هـ

١٤

عمل المحقق في الكتاب

١ ـ اعتمدت في تحقيق الكتاب على الطبعة الحجرية المطبوعة سنة ١٣٢١ هـ في حياة المؤلف قدس سره وهذه الطبعة مصححة من المؤلف قدس سره على يد ولده علي بن عبد الرسول كما يظهر من خاتمة المطبوعة ، وقد حصل الفراغ من تصحيحها في ١٨ من شوال سنة ١٣٢١ هـ ، ورمزت لها بـ «الأصل» ، وقد أتحفنا بهذه النسخة النادرة الشيخ إسماعيل الگلداري البحراني.

٢ ـ ضبطت الآيات الكريمة برسم المصحف وميزتها بقوسين مزهرتين ( ) ووضعت بجنبها اسم السورة ورقم الآية بين معقوفين [ ].

٣ ـ ضبطت الأحاديث الشريفة بالشكل الكامل ، وميزتها بالقلم الأسود ، وخرّجت مصادرها إلى جنب المصدر الذي ذكره المؤلف في الحاشية ، وقد اعتمد في ذلك على المصادر الروائية المتوفرة بين يدي.

٤ ـ قابلت نص الزيارة الشريفة ودعاء علقمة على (مصباح المتهجد) للشيخ الطوسي رضي الله عنه كونه المصدر الذي أشار إليه المؤلف ، وعلى (مصباح الزائر) للسيد ابن طاووس رضي الله عنه لأن السيد أشار أنه نقل نص الزيارة عن نسخة بخط الشيخ الطوسي رضي الله عنه ، وعلى البحار لكون المؤلف قد أشار إلى نقله منه أيضاً ، وقد أثبت جميع الفروقات بين هذه الكتب ، وقد أشار المؤلف قدس سره إلى بعض اختلافات النُسخ الزيارة من دون الإشارة إلى اسم

١٥

النسخة ، وقد أثبت جميع هذه الإشارات ، فما كان منها موافقاً للكتب الثلاثة المذكورة آنفاً أتبعتها ب ـ «قدس سره» ، وما لم يوجد في هذه الكتب أتبعته ب ـ «منه قدس سره».

٥ ـ قابلت النصوص التي نقلها المؤلف رحمه الله على المصادر التي نقل منها ، وصححت ما فيها من تصحيف وأشرت إلى ذلك في الهامش ، وأضفت ما كان ساقطاً من الأصل بين معقوفين [ ].

٦ ـ وضعت عناوين مناسبة لكل فصل جديد وجعلتها بين معقوفين [ ].

٧ ـ أثبت جميع حواشي المؤلف قدس سره في هامش الكتاب وأتبعتها ب ـ «منه قدس سره».

٨ ـ عرّفتُ بجميع الأعلام والكتب الواردة في متن الكتاب وذلك بالاعتماد على كتب التراجم والرجال وفهارس المؤلفات.

٩ ـ عملت فهرساً للأعلام المترجم لهم في نهاية الكتاب ، وجعلت قائمة للمصادر التي اعتمدت عليها في تحقيق الكتاب.

وَكَتَبَ

حَسْنُ بْنُ عَلَويّ الموسوي الدُّرَازي

غُرَّةُ ذِي الحِجّة سنة ١٤٢٩ ه ـ

الدُّرَاز ـ البحرين

١٦

ترجمة المؤلف

الشيخ عبد الرسول المازندراني الفيروزكوهي الطهراني (ت ١٣٢٥ ه ـ) ، أحد فقهاء الإمامية الأعلام ، كان من سكنة طهران ومن علمائها البارزين.

تتلمذ على عدد من الأساتذة منهم الفقيه محمد حسن بن جعفر الآشتياني الطهراني ، حتى نال درجة سامية في العلوم الشرعية ، وتصدى لمسؤولياته الإسلامية.

وله مؤلفات عديدة ، جميعها مطبوعة ، وهي :

١ ـ رسالة في تكليف الكفار بالقضاء مع سقوطه عنهم بالإسلام.

٢ ـ رسالة في حكم الوضوء قبل الوقت.

٣ ـ رسالة الشطرنجية ، طبعت سنة ١٣٢٠ ، وترجمها إلى الفارسية ولده الشيخ علي بن عبد الرسول.

٤ ـ رسالة في العقد على الصغيرة.

٥ ـ رسالة في اشتراط القربة في العبادة تمسكاً بآية البينة.

٦ ـ رسالة في الأواني.

٧ ـ حواشي على روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان في الفقه للشهيد الثاني.

٨ ـ حاشية على أسرار الصلاة للشهيد الثاني.

٩ ـ شرح زيارة عاشوراء.

١٠ ـ إنشاء الصلوات على إمام العصر عليه السلام.

راجع : موسوعة طبقات الفقهاء ، ج ١٤ ، ٣٤٥ / ٤٦٢٥

أعيان الشيعة ، السيد محسن الأمين ، ج ٨ ، ص ١٠.

١٧
١٨

[الزيارة برواية المصباح]

قال (الشَّيْخُ) (١) قدس سره في (مِصْبَاحِ المُتهَجِّدِ) (٢) : رَوَى (مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ بَزِيعٍ) (٣) ، عَنْ (صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ) (٤) ، عَنْ (أَبِيهِ) (٥) ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام

__________________

(١) هو شيخ الطائفة محمد بن الحسن بن علي الطوسي (أبو جعفر) : فقيه ، أصولي ، مجتهد ، متكلم ، محدّث ، مفسر. ولد بطوس في شهر رمضان سنة ٣٨٥ ه ـ ، وهاجر إلى العراق فهبط بغداد ، وتتلمذ على يد الشيخ المفيد قدس سره والشريف المرتضى قدس سره ، إليه انتهت الرئاسة بعد الشريف المرتضى ، وكان يسكن بالكرخ ، ثم تحوّل إلى الكوفة وأسّس حوزة النجف الأشرف ، وتوفي في المحرم سنة ٤٦٠ ه ـ ودفن في داره قدس سره ، من تصانيفه الكثيرة : التبيان في تفسير القرآن ، تهذيب الأحكام ، الاستبصار فيما اختلف من الاخبار ، المبسوط في فقه الإمامية ، الهاية في مجرد الفقه والفتاوى ، والعدّة في الأصول (معجم المؤلفين ٩ / ٢٠٢ ـ بتصرف).

(٢) مصباح المتهجد الكبير ، في أعمال السنة ، لشيخ الطائفة الطوسي المتقدّم ذكره ، ذكر فيه ما يتكرَّر من الأدعية وما لا يتكرّر ، وقدَّم فصولاً في أقسام العبادات وما يتوقّف منها على شرطٍ وما لا يتوقّف ، وذكر في آخرهِ أحكام الزكاة والأمر بالمعروف وهذا الكتاب من أجلّ الكتب في الأعمال والأدعية وقدوتها ، طبع على الحجر وطبع محققاً سنة ١٤١٢ ه ـ في بيروت بتحقيق على أصغر مرواريد ونشر مؤسسة فقه الشيعة (كشف الحجب والأستار ص ٥٢٨ الذريعة ٢١ / ١١٨).

(٣) محمد بن إسماعيل بن بزيع (أبو جعفر) : مولى المنصور أبي جعفر. وَوُلْدُ بَزيع بَيتٌ ، منهم حمزة بن بزيع ، كان من صالحي هذه الطائفة وثقاتهم ، كثير العمل ، له كتب ، منها : كتاب ثواب الحج ، وكتاب الحج ، عدّه الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم والرِّضا والجواد عليهم السلام ووقع في إسناد تفسير القمّي (معجم رجال الحديث ١٦ / ١٠٣).

(٤) صالح بن عُقبة بن قيس بن سمعان بن أبي ذبيحة : مولى رسول الله صلى الله عليه وآله ، روى عن أبيهِ عن جدّه ، وروى عن زيد الشحام ، عدّه البرقي من أصحاب الصادق عليه السلام وعده الشيخ تارة في أصحاب الصادق وتارةً في مَن لم يروِ عنهم عليهم السلام (معجم رجال الحديث ١٠ / ٨٤).

(٥) عُقبة بن قَيس بن سَمعان والد صالح عدّه الشيخ في أصحاب الصادق قدس سره (معجم رجال الحديث ١٢ / ١٧٢).

١٩

قَالَ : «مَنْ زَارَ الحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عليهما السلام فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ مِنَ المُحَرَّمِ حَتَّى يَظَلَّ عِنْدَهُ بَاكِياً ، لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ يَلْقِاهُ بِثَوَبِ ألْفَيْ حَجَّةٍ ، وَأَلْفَيْ عُمْرَةٍ ، وَأَلْفَيْ غَزْوَةٍ ، [وَ] (١) ثَوَابُ كُلِّ حَجَةٍ وَعُمْرَةٍ وَغَزْوَةٍ (٢) كَثَوَابِ مَنْ حَجَّ وَاعْتَمَرَ وَغَزَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَمَعَ الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِين عليهم السلام».

قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَمَا لَمِنْ كَانَ فِي بَعِيْدِ الْبِلَادِ وَأَقَاصِيهَا (٣) ، وَلَمْ يُمْكِنْهُ المَصِيرُ إِلَيْهِ فِي ذَلِكّ الْيَوْمِ؟

قَالَ : «إِذَا كَانَ كَذَلِكَ بَرَزَ إِلَى الصَّحْرَاءِ أَوْ صَعِدَ سَطْحاً مُرْتَفِعاً ، فِي دَارِهِ ، وَأَوْمَأَ إِلَيْهِ بِالسَّلَامَ ، وَاجْتَهَدَ فِي الدُّعَاءِ عَلَى قَاتِلِيْهِ (٤) ، وَصَلَّء مِنْ بَعْدُ رَكْعَتَيْنِ ، وِلْيَكُنْ ذَل~كّ فِي صَدْرِ النَّهَارِ قَبْلَ أّنْ تَزْولَ الشَّمْسُ ، ثُمَّ لْيَنْدُبِ الحُسَيْنَ عليه السلام وَيَبْكِيهِ وَيَأْمُرُ مَنْ فِي دَارِهِ مِمَّنْ لَا يَتَقِيهِ بِالْبُكَاءِ عَلَيْهِ ، وَيُقِيمُ فِي دَارِهِ المُصِيْبََ بِإِظْهَارِ الجَزَعِ عَلَيْهِ ، وَليُعَزِّ [فِيهَا] (٥) بَعْضُهُمْ بَعْضاً بِمُصَابِهِمْ بِالحُسَيْنِ عليه السلام ، وَأَنَا الضَّامِنُ لهُمْ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ جَمِيعَ ذَلِكَ».

قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَنْتَ الضَّامِنُ ذَلِكَ لَهُمْ وَالزَّعِيمُ؟

قَالَ : «أَنَا الضَّامِنُ وَأَنَا الزَّعِيمُ لِمَنْ فَعَلَ ذَلِك».

__________________

(١) «و» ليس في مصباح المتهجد ومصباح الزائر.

(٢) في مصباح المتهجد : «ثواب كل غزوة وحجّة وعمرة».

(٣) في مصباح المتهجد : «وأقاصيه».

(٤) المثبت في مصباح المتهجد «قاتله» ، و «قاتليه» في الحاشية.

(٥) ليس في مصباح الزائر.

٢٠