فضائل الشّام

فضائل الشّام

المؤلف:


المحقق: أبي عبد الرحمن عادل بن سعد
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 978-2-7451-3322-5
الصفحات: ٣٥٩

بغيرها ، وعشر بها وسيأتي عليكم زمان يكون أحب (١٠ / ب) مال الرجل فيه أحمر ينتقل عليها إلى الشام" (١).

وقيل : عن زياد بن علاقة ، عن قطبة بن مالك ، عن ابن مسعود (٢).

وقد روى هذا المعنى مرفوعا من وجه ضعيف من رواية بقية بن الوليد ، عن الصباح بن مجالد ، عن عطية ، عن أبي سعيد ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، قال : «إذا كان سنة خمس وثلاثين ومائة خرج مردة الشياطين كان حبسهم سليمان بن داود عليهما السلام في جزيرة العرب فذهب تسعة أعشارهم في العراق يجادلونهم وعشرة بالشام» (٣).

خرّجه العقيلي ، وقال : لا أصل لهذا الحديث.

وخرّجه ابن عدي من طريق بقية ، عن عبد الواحد بن زياد ، عن الصباح ، فذكره. وقال : الصباح هذا ليس بالمعروف ، وهو من مشايخ بقية الذين لا يروى عنهم غيره.

وروى عن كعب الأحبار ، قال : " الخير عشرة أجزاء فتسعة أجزاء الخير في الشام ، وجزء في سائر الأرضين" (٤).

خرّجه ابن أبي خيثمة.

وخرّج الطبراني من ابن وهب : أخبرني [ابن أبي ربيعة](٥) ويحيى (عن) (٦) أيوب ، عن عقيل ، عن الزهري ، عن يعقوب بن عتبة عن المغيرة ، عن الأخنس ، عن ابن عمر ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «دخل

__________________

(١) انظر التعليق السابق وما قبله.

(٢) انظر التعليق السابق وما قبله.

(٣) ذكره العقيلي في" الضعفاء" (٢ / ٢١٣) ، وابن عدي في" الكامل" (٤ /).

(٤) أخرجه ابن عساكر في" تاريخ دمشق" (١ / ٧١).

(٥) كذا بالأصل وهو تحريف وصوابه ابن لهيعة كما في مصادر التخريج.

(٦) كذا بالأصل وهو تحريف وصوابه : " بن" كما في مصادر التخريج.

١٨١

إبليس العراق فقضى حاجته ، ودخل الشام فطردوه حتى بلغ بساق ، ودخل مصر (١١ / أ) فباض فيها وفرّخ وبسط عبقريّه» (١).

وقال : تفرد به ابن وهب بهذا الإسناد.

وفي رواية غير الطبراني قال ابن وهب : أرى ذلك في فتنة عثمان ، لأن الناس افتتنوا فيه وسلم أهل الشام (٢).

وروى من وجه آخر من رواية [خطاب بن يوسف](٣) : حدثنا عباد ابن كثير ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن سالم ، عن ابن عمر ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «إن الشيطان أتى العراق فباض فيهم وأفرخ ، ثم إلى مصر فبسط عبقريه وجلس ، ثم أتى إلى الشام فطردوه» (٤).

وروي موقوفا رواه يعقوب بن [سعد](٥) : ثنا إبراهيم بن المنذر : حدثني عباس بن أبي شملة ، عن موسى بن يعقوب ، عن زيد بن أبي عتاب ، عن أسيد بن عبد الرحمن [أن](٦) زيد بن الخطاب ، عن عمر ، قال : " نزل الشيطان بالشرق فقضى قضاه ، ثم خرج يريد الأرض المقدسة الشام فمنع فخرج على ساق حتى جاء المغرب فباض بيضة وبسط بها عبقريّه" (٧).

وهذا الموقوف أشبه ، ويروى نحوه مختصرا بإسناد منقطع ، عن إياس بن

__________________

(١) موضوع ذكره ابن الجوزي في" الموضوعات" (٢ / ٥٨) وتقدم برقم (١٦) جزء ابن عبد الهادي ، رقم (١٠) ، جزء السمعاني.

(٢) أخرجه ابن عساكر في" تاريخ دمشق" (١ / ١٤٣).

(٣) كذا بالأصل ، وهو تصحيف صوابه : " خطاب بن أيوب" كما في مصادر التخريج والجرح (٣ / ٣٨٦).

(٤) أخرجه الحافظ ابن عساكر (١ / ١٤٤) من طريق خطاب بن أيوب ، به. وانظر اللآلئ (١ / ٤٢٥) ، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات (٢ / ١٨).

(٥) كذا بالأصل وهو تصحيف واضح وصوابه : " سفيان".

(٦) كذا بالأصل وهو تصحيف وصوابه : " بن".

(٧) أخرجه ابن عساكر في" تاريخ دمشق" (١ / ١٤٤) وانظر اللآلئ المصنوعة (١ / ٤٢٦).

١٨٢

معاوية مرسلا (١).

وخرّج الطبراني من رواية أبي عبد السلام صالح بن رستم مولى بني هاشم ، عن عبد اله بن حوالة ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : «إن الله يقول : (١١ / ب) يا شام يدي عليك يا شام ، أنت صفوتي من بلادي أدخل فيك خيرة من عبادي ، أنت سوط نقمتي وسوط عذابي أنت الأنذر وإليك المحشر. رأيت ليلة أسري بي عمودا أبيض كأنه لؤلؤة تحمله الملائكة. قلت : تحملون؟ قالوا : عمود الإسلام أمرنا أن نضعه بالشام ، وبينا أنا نائم إذ رأيت الكتاب اختلس من تحت وسادتي فظننت أن الله قد تخلى من أهل الأرض فاتبعته بصري فإذا هو بين يدي حتى وضع بالشام» (٢).

وهذه الألفاظ غير محفوظة في حديث ابن حوالة ، فإنه روى من طرق كثيرة في حديث ابن حوالة ، فإنه روي من طريق كثيرة ليس فيها شيء من ذلك.

وروى إسماعيل بن عياش ، [عن الأسود بن أحمد العبسي](٣) ، عن وهب الذماري ، قال : " إن الله عز وجل كتب للشام إني قدستك وباركتك جعلت فيك مقامي ، وأنت صفوتي من بلادي وأنا سائق إليك صفوتي من عبادي فاتّسعي لهم برزقك ومساكنك كما يتسع الرحم أن يضع فيه اثنان

__________________

(١) أخرجه ابن عساكر في" تاريخ دمشق" (١ / ٤٥) من طريق الحسين بن الطيب البخليّ : ثنا عون بن موسى ، عن إياس بن معاوية مرفوعا بنحوه.

وقال : هذا مرسل ومع إرساله منقطع بين البلخي وعون بن موسى.

(٢) إسناده ضعيف ، أخرجه الحافظ أبو القاسم بن عساكر (١ / ٣٠) وقد تقدم بيان ضعفه عند الحديث رقم (٢١) جزء الربعي فراجعه. وانظر حديث رقم (٣١) جزء ابن عبد الهادي ، و (٢ ، ٣ ، ٤ ، ٥) لابن عبد الهادي أيضا.

(٣) كذا بالأصل ، وفي" تاريخ دمشق" (١ / ٦٨) و" الأسود بن أحمد العنسي".

١٨٣

وسعه وإن ثلاثة مثل ذلك وعيني عليك بالظل والمطر من أول السنين إلى آخر الدهر فلن أنساك حتى أنسى يميني وحتى تنسى ذات الرحم ما في رحمها".

وروى ضمرة بن ربيعة ، عن الوليد بن صالح ، قال : في كتاب" الأول" : إن الله يقول للشام (١٢ / أ) أنت الأنذر ومنك المنشر وإليك المحشر ، فيك ناري ونوري من دخلك رغبة فيك فبرحمتي ومن خرج منك رغبة فبسخطي تتسع لأهلها كما يتسع الرحم للولد (١).

وأخرجه ابن أبي خيثمة في" تاريخه" وزاد في آخره : مهما أعجزهم فيها فلن يعجزهم فيها الخير والذئب.

ويروى من غير وجه عن كعب ، أنه وجد في الكتب السابقة : أن الشام كنز الله في أرضه بها كنزه من عباده ، وقد سبق ذكره.

ويروى أيضا عن كعب أنه كان يقول : يا أهل الشام إن الناس يريدون أن يضعوكم والله يرفعكم ، وأن الله يتعهدكم كما يتعاهد الرجل نبله في كنانته ، لأنها أحب أرضه إليه يسكنها أحب خلقه إليه ، ومن دخلها مرحوم ، ومن خرج منها فهو مغبون.

وقال الأوزاعي ، عن ثابت بن معبد قال الله عز وجل : يا شام أنت خيرتي من بلادي أسكنك خيرتي من عبادي.

وعن وهب بن منبه ، قال : إني لأجد ترداد الشام في الكتب حتى كأنه ليس لله حاجة إلا بالشام.

وعن كعب ، قال : أحب البلاد إلى الله الشام ، وأحب الشام إلى الله القدس ، وأحب القدس جبل نابلس ، ليأتينّ على الناس زمان يتماسحونه بالجبال بينهم. (١٢ / ب).

__________________

(١) أخرجه ابن عساكر في" تاريخ دمشق" (١ / ٦٩) ، وسبق برقم (٧) جزء الربعي.

١٨٤

وروى أبو المهدي ، عن أبي الزاهرية ، عن الصنابحي يرفعه ، قال : " أوحى الله إلى الشام أنك داري وقراري ، وأنت الأندر ، وأنت منبت أنبيائي ، وأنت موضع قدسي ، وأنت موضع موطأي ، وإليك أسوق خيري من خلقي ، وإليك محشر عبادي ، ولم يزل عليك من أول يوم من الدهر إلى آخر يوم من الدهر بالطل والمطر وإذا عجز أهلك المال لن يعجزهم الخبز والماء" (١).

وروينا في كتاب" فضائل الشام" للربعي بإسناده عن يونس بن حلبس ، قال : أشرف عيسى ـ عليه السلام ـ على الغوطة ، فقال : يا غوطة إن عجز الغني أن يجمع منك كنزا لم يعجز المسكين أن يشبع منك خبزا (٢).

وروى خالد الخراساني : حدثنا حر ـ هو ابن الحسن ـ ، عن الحسن ، قال : خيار أهل الشام خير من خياركم ، وشرار أهل الشام خير من شراركم. قالوا : ولم تقول هذا يا أبا سعيد؟ قال : لأن الله تعالى يقول : (وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ)(٣) ، (٤).

وقال يحيى بن صالح : سمعت إسماعيل بن عياش ، يقول : لما أن خرجت من عند المهدي لقيني هشيم بن بشير ، فقال لي : يا [أبا عتيبة](٥) جزاك الله عن الإسلام خيرا سمعت أشياخنا يقولون : صالحوكم خير من صالحينا ،

__________________

(١) أخرجه ابن عساكر في" تاريخه" (١ / ٨٢) من طريق الحسن بن على العسقلاني ، عن بشر بن بكر ، عن أبي المهدي ، به.

(٢) تقدم في جزء الربعي رقم (٩٥).

(٣) سورة الأنبياء الآية : (٧١).

(٤) أخرجه ابن عساكر في (١ / ١٤٠).

(٥) كذا بالأصل وهو تصحيف فإسماعيل بن عياش يكنى : أبا عتبة ، وصوابه من مصادر التخريج.

١٨٥

وطالحوكم خير من طالحينا (١).

(١٣ / أ) أخرج ذلك كله الحافظ أبو القاسم الدمشقي أول" تاريخه" وروى يعقوب بن شيبة بإسناده ، عن الحارث بن عميرة ، أنه قدم على مسعود ، فقال له : ممن أنت يا ابن أخي؟ فقال الحارث : من أهل الشام ، فقال : نعم الحي أهل الشام ، ولولا واحدة لولا أنهم يشهدون على أنفسهم أنهم من أهل الجنة ، وذكر الحديث.

__________________

(١) أخرجه ابن عساكر في الموضع السابق.

١٨٦

الباب الخامس

فيما ورد في أن الطائفة المنصورة بالشام

في" الصحيحين" عن عمير بن هانئ ، أنه سمع معاوية ، يقول : سمعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، يقول : «لا يزال من أمتي أمّة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك».

قال عمير : فقال مالك بن يخامر ، قال معاذ : وهم بالشام. فقال معاوية : هذا مالك بن يخامر يزعم أنه سمع معاذ يقول : وهم بالشام (١).

وروى حماد بن زيد ، عن الجريري ، عن مطرف ، عن عمران بن حصين ، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال» قال مطرف : فنظرت في هذه العصابة فوجدتهم أهل الشام (٢).

وقد خرجه (١٣ / ب) الإمام أحمد وأبو داود بدون قول مطرف.

خرّج مسلم في" صحيحه" من حديث سعد بن أبي وقاص ، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة» (٣).

وقد فسّر الإمام أحمد أهل الغرب في الحديث بأهل الشام ، فإن التشريق والتغريب أمر نسبي ، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنما قال هذا بالمدينة ، وقد سمى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أهل نجد والعراق أهل المشرق فلذلك كانوا يسمون أهل الشام أهل المغرب ، لأن الشام تتغرب عن المدينة كما أن

__________________

(١) أخرجه البخاري (٣٦٤١) ، ومسلم (١٠٣٧ / ١٧٤) وغيرهما من طرق مختصرا ومطولا وقد تقدم عند ابن عبد الهادي برقم (١١).

(٢) أخرجه أحمد (٤ / ٤٢٩ ، ٤٣٧) ، وأبو داود (٢٤٨٤) من طريق قتادة ، عن مطرف ، به.

(٣) أخرجه مسلم (١٩٢٥ / ١٧٧).

١٨٧

نجد لتتشرق عنها ، وكانوا يسمون البصرة هندا لأنها من جهة الهند ، ومنها يسلك إلى الهند ، ولهذا قال خالد ـ لما عزله عمر عن الشام ـ : إن عمر أمرني أن [أتاني](١) الهند.

قال الراوي : وكانت الهند عندنا البصرة.

وفسّرت طائفة أخرى الغرب المذكور في هذا الحديث بالدلو العظيم وقالوا : المراد بهم الغرب لأنهم يستقون بالمغرب ، وهذا قول علي بن المديني وغيره.

وقد وردت الأحاديث : أن الغرب يهلك في آخر الزمان فلا يبقى منهم بقية إلا بالشام فيرجع الأمر إلى تفسير الحديث بأهل الشام.

كما روى يونس بن أبي إسحاق : حدثنا إدريس بن يزيد (١٤ / أ) وداود بن يزيد [الأزديان](٢) : حدثنا والدنا ، عن أبي هريرة ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : «أول الناس هلاكا فارس ، ثم الغرب من قربها ـ ثم أشار بيده قبل الشام ـ إلا بقية ها هنا» (٣).

ورواه سعيد بن بشير ، عن داود الأودي ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، قال : «أول الناس هلكة فارس ، ثم الغرب إلا بقايا ها هنا» (٤) يعني : بالشام.

وخرّج ابن ماجة من حديث أبي أمامة ، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما نزل الدجال خارج المدينة قيل له : يا رسول الله فأين

__________________

(١) كذا بالأصل : ولا أعلم معناها فلعلها تصحيف وصوابه : " آتي" وانظر مناقب أمير المؤمنين عمر لابن الجوزي ص (٢٧٥).

(٢) كذا بالأصل : وهما" أوديان" فلعله تصحف على الناسخ وانظر مصادر التخريج.

(٣) أخرجه أبو القاسم ابن عساكر (١ / ١٤١) وفي سنده داود بن يزيد وهو متروك قال النسائي : ليس بثقة.

(٤) أخرجه ابن عساكر في" تاريخ دمشق" الموضع السابق وفيه علة أخرى بالإضافة للسابقة وهي أن سعيد بن بشير ضعيف لا يحتج به.

١٨٨

الغرب يومئذ؟ قال : «هم يومئذ قليل ، وجلهم ببيت المقدس» (١).

وقد ورد عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ التصريح بأن هذه الطائفة المنصورة بالشام.

فروى يعقوب بن سفيان : حدثنا عبد الله بن يوسف : حدثنا يحيى بن حمزة : حدثني أبو علقمة الحضرمي ، أن عمير الأسود وكثير بن مرة الحضرمي ، قالا : إن أبا هريرة وابن السمط كانا يقولان : لا يزال المسلمون في الأرض حتى تقوم الساعة وذلك أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : «لا تزال عصابة من أمتي قوامة على أمر الله لا يضرها من خالفها تقاتل أعداء الله كلما ذهب حرب نشأ حرب قوم آخرين (١٤ / ب) يزيغ الله قلوب قوم ليرزقهم منهم حتى تأتيهم الساعة كأنها قطع الليل المظلم فيفزعون لذلك حتى [يلبسون](٢) له أبدان الدروع».

وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «وهم أهل الشام» ونكت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأصبعه يومئ بها إلى الشام حتى أوجعها (٣).

وذكر البخاري في" تاريخه" عن عبد الله بن يوسف بنحوه (٤).

وخرّج ابن ماجة من أوله إلى قوله : «ولا يضرها من خالفها» عن [هشام](٥) بن عمار ، عن يحيى بن حمزة ، به. ولم يذكر في إسناده ابن السمط.

__________________

(١) أخرجه ابن ماجه (٤٠٧٧) وفي سنده إسماعيل بن رافع قال أحمد ، وأبو حاتم : منكر الحديث ، وقال الدارقطني : متروك.

(٢) كذا بالأصل ، وهو خطأ وصوابه : يلبسوا.

(٣) أخرجه الفسوي (٢ / ٢٩٦) ، ابن عساكر في" تاريخ دمشق" (١ / ١١٦) ، وابن ماجه (٧) وقد تقدم برقم (١٢) جزء ابن عبد الهادي ورقم (١١٦ ـ ١١٧) جزء الربعي.

(٤) انظر" التاريخ الكبير" : (٤ / ٢٤٨).

(٥) كذا بالأصل وهو تصحيف ، وصوابه : " هشام". كما في السنن وكتب الرجال.

١٨٩

وله طريق أخرى من رواية الصعق بن حزن ، عن سيار بن الحكم ، عن جبر بن عبيدة الحمصي الشاعر ، عن أبي هريرة ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، قال : «هذه الأمة منصورة بعدي منصورون أين ما توجهوا لا يضرهم من الناس حتى يأتي أمر الله أكثرهم من الشام» (١).

وفي رواية : «هم أهل الشام».

ورواه بقية بن الوليد : حدثنا [حزرج بن نباتة](٢) : حدثني سيار أبو الحكم ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي الدرداء ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فذكره بنحوه (٣).

ورواية الصعق بن حزن أصح ، والصعق : ثقة ، وشيخ بقية غير معروف (٤).

وقد روى من حديث أنس من رواية محمد بن كثير المصيصي ، عن الأوزاعي ، (١٥ / أ) عن قتادة ، عن أنس ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «لا تزال طائفة من أمتي» (٥) فذكر الحديث.

__________________

(١) أخرجه الحافظ أبو القاسم ابن عساكر في" تاريخه" (١ / ١١٧) وقد تقدم برقم (١٦) جزء الربعي ، وانظر جزء ابن عبد الهادي رقم (٩ ، ١٠).

(٢) كذا بالأصل ولعله تصحيف وصوابه : " حشرج بن نباته" الأشجعي وانظر ترجمته في" تهذيب الكمال" (٦ / ٥٠٦) ، و" الكامل" لابن عدي (٢ / ٥٣٩) وهو موافق لما في مصدر التخريج.

(٣) أخرجه ابن عساكر في" تاريخ دمشق" (١ / ٢٦٧) وحشرج هذا قال أبو حاتم لا يحتج به ، وقال النسائي : ليس بالقوي. وفي الإسناد أيضا شهر بن حوشب وهو ضعيف.

(٤) قلت : وفي هذا نظر من حيث أنه يتكلم على حزرج كما ورد عنده هنا وتبين في التعليق السابق والذي قبله أن صوابه حشرج وهو من رجال الكتب الستة وتكلم فيه الأئمة بين موثق ومجرح.

(٥) أخرجه ابن عساكر (١ / ١١٨) وقد تقدم برقم (١١) جزء ابن عبد الهادي ، رقم (٦) السمعاني.

١٩٠

وقال : وأومأ بيده إلى الشام.

وذكره الترمذي في كتاب" العلل" وقال : سألت البخاري عنه ؛ فقال : هو منكر خطأ ، إنما هو عن قتادة ، عن مطرف ، عن عمران بن حصين (١).

قلت : حديث قتادة ، عن مطرف ، عن عمران. قد أخرجه الإمام أحمد وأبو داود ، وقد سبق ذكره (٢).

وأن الجريري رواه عن مطرف ، وذكر فيه عنه أنه قال : نظرت فيهم فوجدتهم أهل الشام.

وأما الأوزاعي فإنه روى هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي هريرة ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من غير ذكر الشام.

قال الأوزاعي فحدثت به قتادة ، فقال : لا أعلم أولئك إلا أهل الشام (٣).

كذلك رواه الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي (٤).

وكذا رواه يحيى بن حمزة ، عنه إلا أنه قال : عن يحيى ، عن جابر وقال فيه : قال الأوزاعي : وحدثني به قتادة فزعم أنهم أهل الشام (٥).

ورواه عقبة بن علقمة ، عن الأوزاعي ، عن يحيى ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة (٦) ، فوصل إسناد أبي هريرة ، والمحفوظ الأول.

وروي من وجه آخر من رواية عباد بن عباد أبي عتبة [البرمكي](٧) ،

__________________

(١) انظر" العلل" للترمذي (٥٩٨ ، ٥٩٩)

(٢) أخرجه أحمد (٤ / ٤٢٩ ، ٤٣٧) ، وأبو داود في سننه (٢٤٨٤) وقد تقدم عند المصنف هنا ص (٣٣).

(٣) أخرجه ابن عساكر في" تاريخه" (١ / ١١٧).

(٤) انظر المصدر السابق.

(٥) أخرجه ابن عساكر (١ / ٢٦٠) طبعة دار الفكر.

(٦) أخرجه ابن عساكر (١ / ٢٥٩) طبعة دار الفكر.

(٧) كذا بالأصل وهو تصحيف صوابه : الرملي كما في مصادر التخريج.

١٩١

عن أبي زرعة [السفياني](١) ، عن أبي وعلة [العكي](٢) ، (١٥ / ب) عن كريب السحولي : حدثني مرة البهزي ، أنه سمع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين على من ناوأهم ، وهم كالإناء بين الأكلة حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك» قلنا : يا رسول الله وأين هم؟ قال : «بأكناف بيت المقدس».

أخرجه الطبراني وغيره (٣) إلا أن في رواية الطبراني : عن أبي زرعة [العكي](٤) وهو وهم.

ورواه ضمرة بن ربيعة ، عن أبي زرعة الشيباني ، عن عمرو بن عبد الله الحضرمي ، عن أبي أمامة ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، بنحوه وقال فيه : قالوا يا رسول الله وأين هم؟ قال : «ببيت المقدس وما حوله لا يضرهم خذلان من خذلهم ، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة» (٥).

أخرجه ابن أبي خيثمة والطبراني ، وقال : لم يروه عن عامر إلا الوليد ، تفرد به إسماعيل بن عياش.

وخرجه ابن عدي ، وقال : هذا الحديث بهذا اللفظ ليس يرويه إلا ابن عياش ، عن الوليد ، والوليد بن عباد ليس بمعروف ، وحديثه غير مستقيم انتهى.

وقد قال بعضهم : في هذا الإسناد عن عاصم الأحول ، عن أبي صالح الخولاني ، قاله أبو القاسم الدمشقي الحافظ.

__________________

(١) كذا بالأصل وصوابه : الشيباني. كما في التاريخ.

(٢) كذا بالأصل وصوابه : الوعلاني. كما في" التاريخ" وغيره.

(٣) أخرجه ابن عساكر في" تاريخ دمشق" (١ / ٢١٠) ، والطبراني (٢٠ / ٣١٧) وتصحف عند الطبراني أبي زرعة الشيباني إلى الوعلاني.

(٤) كذا بالأصل وهو خطأ صوابه : الوعلاني وانظر التعليق السابق.

(٥) أخرجه عبد الله في زوائده على المسند (٥ / ٢٦٩) ، والطبراني (٨ / ١٧١) واستنكره ابن عدي في" الكامل" (٧ / ٨٤) على الوليد بن عباد.

١٩٢

الوجه الثاني : رواه خيثمة بن [سليم](١) الحافظ : حدثنا العباس بن الوليد : أخبرنا محمد بن شعيب : أخبرني أبو المغيرة (١٦ / أ) عمرو بن شرحبيل العنسي ، أنه سمع حيان بن [مرة](٢) المريّ ببيروت يحدث ، عن أبي هريرة ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، قال : «لا يزال بدمشق عصابة يقاتلون على الحق حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون» (٣).

الوجه الثالث : من رواية محمد بن عابد : حدثنا الهيثم بن حميد : حدثنا يزيد الحميري ، رفعه إلى أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «لا يزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها ، وعلى أبواب بيت المقدس وما حولها ، لا يضرهم خذلان من خذلهم ، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة» (٤).

الوجه الرابع : من رواية موسى بن أيوب : حدثنا [عبد الله بن القاسم ، عن السري بن بزيع ، عن السري](٥) ، عن الحسن ، عن أبي هريرة ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، قال : «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على أبواب بيت المقدس وما حولها ، وعلى أبواب أنطاكية وما حولها ، وعلى أبواب دمشق وما حولها ، وعلى أبواب الطالقان وما حولها ، ظاهرين على الحق لا يبالون من خذلهم ولا من نصرهم» (٦).

غريب جدّا ، وفي إسناده من لا يعرف.

__________________

(١) كذا بالأصل وهو تصحيف وصوابه : " سليمان" كما في" تاريخ دمشق" وكتب التراجم.

(٢) كذا بالأصل وهو تصحيف وصوابه : " وبرة" كما في" تاريخ دمشق".

(٣) أخرجه ابن عساكر في" تاريخ دمشق" (١ / ١١٦) من طريق خيثمة بن سليمان ، به.

(٤) أخرجه ابن عساكر في" تاريخ دمشق" (١ / ١١٦) من طريق محمد بن عابد ، به.

(٥) كذا بالأصل ، وفي" تاريخ دمشق" : " عبد الله بن قسيم ، عن السري بن يحيى".

(٦) أخرجه ابن عساكر في" تاريخ دمشق" (١ / ١١٦) وقال : هذا إسناد غريب وألفاظه غريبة جدّا.

١٩٣

ومما يدلّ على أن هذه الطائفة بالشام حديث شعبة ، عن معاوية بن قرة ، (١٦ / ب) عن أبيه ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، قال : «إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ، لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة».

أخرجه الإمام أحمد والترمذي (١) ، وقال : حديث حسن صحيح.

ورواه سعيد بن عبد الجبار ، عن أرطاة بن المنذر : حدثني معاوية بن قرة ، عن عبد الله بن عمر ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، قال : «إذا هلك أهل الشام فلا خير في أمتي ، ولا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين لا يبالون بخلاف من خالفهم ، أو خذلان من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك» وهو يشير إلى الشام.

أخرجه أبو القاسم الحافظ (٢).

ورواية شعبة ، عن معاوية بن قرة ، عن أبيه أصلح.

وقد ذكرنا فيما تقدم حديث سلمة بن نفيل ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، قال : «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الناس يزيغ الله قلوب أقوام فيقاتلونهم ويرزقهم الله منهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ألا إن عقر دار المؤمنين الشام» (٣).

أخرجه الإمام أحمد والنسائي.

وفي رواية لأبي القاسم البغوي : «وعقر دار المؤمنين يومئذ الشام». وفيه إشارة إلى هذه الطائفة أو معظمها بالشام.

__________________

(١) أخرجه أحمد (٣ / ٤٣٦) ، والترمذي (٢١٩٢) و" تاريخ دمشق" (١ / ١٣٨) وقد تقدم من طرق برقم (٣ ، ٤) جزء السمعاني ، رقم (٩) جزء ابن عبد الهادي ، ورقم (١٥) جزء الربعي.

(٢) أخرجه ابن عساكر في" تاريخ دمشق" (١ / ٢٦٧) طبعة دار الفكر.

(٣) أخرجه أحمد (٤ / ١٤) ، والنسائي (٦ / ٢١٤) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق (١ / ٥٣).

١٩٤

وأمّا من قال من العلماء ، إن هذه الطائفة المنصورة : هم أهل الحديث. (ق ١٧ / أ) كما قاله ابن المبارك ويزيد بن هارون وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني والبخاري وغيرهم ، فإنه غير مناف لما ذكرناه ، لأن الشام في آخر الزمان بها يستقر الإيمان. وملك الإسلام ، وهي عقر دار المؤمنين ، فلا بد أن يكون فيها من ميراث النّبوة من العلم ما يحصل به سياسة الدين والدنيا ، وأهل العلم بالسّنة النبوية بالشام هم الطائفة المنصورة القائمين بالحق الذين لا يضرهم من خذلهم.

وروى محمد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس ، عن أبيه ، عن خريم بن فاتك الأسدي ، أنه سمع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، يقول : «أهل الشام سوط الله في أرضه ينتقم بهم ممن يشاء من عباده ، وحرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم ، ولا يموتوا إلا همّا وغمّا» (١).

خرجه الطبراني وغيره. وروى عن خريم موقوفا (٢).

وروى عبد الله بن مسلم بن هرمز ، عن مجاهد ، عن تبيع ، عن كعب ، قال : أهل الشام سيف من سيوف الله ينتقم الله بهم ممن عصاه في أرضه (٣).

ويروى عن عون بن عبد الله بن عتبة ، قال : قرأت فيما أنزل الله على بعض الأنبياء ، أن الله عز وجل ، يقول : " الشام كنانتي ، فإذا غضبت على قوم رميتهم منها بسهم" (٤).

وروى سعيد بن بشير ، عن قتادة في قوله تعالى : (وَإِنَّ جُنْدَنا)

__________________

(١) أخرجه الطبراني (٤ / ٢٠٩) رقم (٤١٦٣) ، وأحمد (٣ / ٤٩٩) ، وابن عساكر (١ / ١٢٨) ، وقد تقدم الكلام عليه عند رقم (٨) جزء ابن عبد الهادي ، ورقم (١٦) جزء السمعاني.

(٢) أخرجه الإمام أحمد (٣ / ٤٩٩) ، وانظر التعليق السابق.

(٣) أخرجه ابن عساكر في" تاريخه" (١ / ١٢٩) وقد تقدم برقم (١٢٦) جزء الربعي.

(٤) أخرجه ابن عساكر في" تاريخه" (١ / ١٢٩) وقد تقدم برقم (١) جزء الربعي.

١٩٥

(١٧ / ب) (لَهُمُ الْغالِبُونَ)(١) قال : هم أهل الشام (٢).

ورواه خليد ، عن قتادة ، قال : لا أعلم أولئك إلا أهل الشام (٣).

وروى عطاء بن السائب ، قال : سمعت عبد الرحمن الحضرمي إمام ابن الشعث يخطب ، وهو يقول : يا أهل الشام أبشروا فإن فلانا أخبرني ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : «يكون قوم في آخر أمتي يعطون من الأجر مثل ما يعطى أولهم ، ويقاتلون أهل الفتن وينكرون المنكر وأنتم هم» (٤).

وروى عمرو بن مرزوق : أنا عمران القطان ، عن يزيد بن سفيان ، عن أبي هريرة ، قال : لا تسبوا أهل الشام فإنهم جند الله المقدم.

وروى مالك بن أبي عامر ، سمع كعبا يقول : نجد صفة الأرض في كتاب الله على صفة النسر : فالرأس الشام والجناحان المشرق والمغرب فإذا قرع الرأس هلك الناس ، وأيم الذي نفسي كعب بيده ليأتين على الناس زمان لا يبقى جزيرة من جزائر العرب ـ أو قال : مصر من أمصار العرب ـ إلا وفيهم مغيث ـ كذا جبل من الشام ـ يقاتلونهم عن الإسلام لولاهم كفروا.

وقد ورد النهي عن قتال أهل الشام وذمّ من قاتلهم.

فروى يعقوب بن شيبة في" مسنده" : حدثنا الأسود بن عامر : حدثنا شريك ، عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، (١٨ / أ) عن أبي إدريس ، عن المنتقب بن لحيّة ، قال : قال علي ـ رضي الله عنه ـ : " لا تقاتلوا أهل الشام بعدي".

__________________

(١) سورة الصافات الآية : (١٧٣).

(٢) أخرجه ابن عساكر (١ / ١٢٩).

(٣) نفس العزو السابق.

(٤) نفس العزو السابق.

١٩٦

وروى أبو القاسم الحافظ بإسناده عن [أبهل](١) النهشلي ، قال : كنت في الجمع يعني : جمع الكوفة يوم [جاء الشام](٢) يقاتلون أهل الكوفة ، فإذا شيخ حسن الخضاب ، حسن الهيئة على دابة له وهو يقول : اللهم لا تنصرنا عليهم ، اللهم فرق بيننا وبينهم اللهم. اللهم. قلت : يا عبد الله ألا تتقي الله ترى قوما قد جاءوا يريدوني يقاتلون مقاتلينا ويسبون ذرارينا ، وأنت تقول : اللهم لا تنصرنا عليهم!! ، فقال : ويحك إني سمعت عبد الله بن مسعود ، يقول : لا يغلب أهل الشام إلا شرار الخلق (٣).

__________________

(١) كذا بالأصل وهو تصحيف ، وصوابه" أبي بكر".

(٢) كذا بالأصل وفي" تاريخ دمشق" : " جاء أهل الشام".

(٣) أخرجه ابن عساكر في" تاريخ دمشق" (١ / ١٣٠) من طريق عبد الله بن راشد ، عن أبي بكر النهشلي ، به.

١٩٧

الباب السادس

فيما ورد في أن الأبدال بالشّام

قال الإمام أحمد : حدثنا أبو المغيرة : حدثنا صفوان : حدثني شريح بن عبيد ، قال : [ذكر الشام](١) عند علي بن أبي طالب ، فقالوا : العنهم يا أمير المؤمنين. قال : لا ، إني سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، يقول : «الأبدال يكونون بالشام وهم [أربعون](٢) رجلا كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا فيسقى بهم الغيث (١٨ / ب) [وينصر](٣) بهم على الأعداء ، ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب» (٤).

شريح بن عبيد شامي معروف ، قيل : إنه لم يسمع من علي ، لكنه أدركه فإنه يروى عن : عقبة بن عامر وفضالة بن عبيد ومعاوية وغيرهم.

وروى عن عليّ من وجه آخر من رواية [ابن لهيعة](٥) : حدثني عياش ابن عباس ، عن عبد الله بن زرير ، عن علي بن أبي طالب ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : «يكون في آخر الزمان فتنة تحصّل فيها الناس كما يحصّل الذهب في المعدن ، فلا تسبّوا أهل الشام ولكن سبوا شرارهم فإن فيهم الأبدال يوشك أن يرسل على أهل الشام سيب من السماء فيفرق جماعتهم حتى لو قاتلتهم الثعالب غلبتهم فعند ذلك يخرج خارج من أهل بيتي في ثلاث رايات المكثر يقول : خمسة عشر ألفا ، والمقل يقول : هم اثني عشر ألفا أمارتهم : أمت أمت. يلقون سبع رايات

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي" المسند" : " ذكر أهل الشام".

(٢) وقع بالأصل : " أن يقعد" وهو تصحيف ، وصوابه : " أربعون" كما في مصادر التخريج.

(٣) كذا بالأصل ، وفي" المسند" : " ينتصر".

(٤) إسناده منقطع أخرجه أحمد (١ / ١١٢) وقد تقدم الكلام عليه برقم (١٥) جزء ابن عبد الهادي ، ورقم (٢١) جزء السمعاني.

(٥) وقع بالأصل وهو تصحيف وصوابه : " ابن لهيعة".

١٩٨

تحت كل راية منها رجل يطلب الملك فيقتلهم الله جميعا ويرد الله المسلمين ألفتهم ونعمتهم وقاصيهم ودانيهم» (١) أخرجه الطبراني.

وقد روى ذكر الأبدال على علي موقوفا وهو أشبه.

روى أبو صالح : حدثني أبو شريح ، أنه سمع الحارث بن يزيد ، يقول : حدثني عبد الله بن زرير (١٩ / أ) الغافقي ، أنه سمع علي بن أبي طالب ، يقول : " لا تسبّوا أهل الشام ، فإن فيهم الأبدال وسبّوا ظلمتهم" (٢).

وروى الفرج بن فضالة : حدثنا عروة بن رويم اللخمي ، عن رجاء ابن حيوة ، عن الحارث بن [جبريل](٣) ، عن علي بن أبي طالب قال : " لا تسبّوا أهل الشام" (٤).

وروى سفيان بن عيينة ، حدثنا زياد بن سعد ، عن الزهري ، عن أبي عثمان بن سنّة ، قال : قام رجل فسب أهل الشام ، فقال : لا تسبوهم جمّا غفيرا فإن فيهم الأبدال (٥).

وروى عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عبد الله بن صفوان ، قال : قال رجل يوم صفين : اللهم العن أهل الشام ، فقال علي : لا تسبوا أهل الشام جمّا عقرّا فإن الأبدال بها ، فإن بها الأبدال ، فإن بها الأبدال (٦).

__________________

(١) أخرجه الطبراني في الأوسط (٣٩١٧) ، وابن عساكر في" تاريخ دمشق" (١ / ١٥٢) وفي إسناده ابن لهيعة وهو ضعيف سيئ الحفظ.

(٢) أخرجه ابن عساكر في" تاريخ دمشق" (١ / ١٥٢).

(٣) كذا بالأصل وهو تصحيف وصوابه : " حرمل" انظر ترجمته في" الجرح والتعديل" (٣ / ٧٢).

(٤) أخرجه ابن عساكر (١ / ١٥٣).

(٥) أخرجه ابن عساكر (١ / ١٥٣).

(٦) أخرجه عبد الرزاق (١١ / ٢٤٩) ، وأخرجه ابن عساكر في" تاريخ دمشق" (١ / ١٥٤) وقد تقدم من طرق برقم (١٤) جزء ابن عبد الهادي ، (٢٣) جزء السمعاني.

١٩٩

ورواه ابن المبارك ومحمد بن كثير المصيصي ، عن معمر ، فقالا : عن الزهري ، عن صفوان بن عبد الله بن صفوان ، عن علي ، فذكره (١).

وكذا رواه صالح بن كيسان ، عن الزهري ، عن صفوان بن عبد الله (٢).

ورواه الأوزاعي ، عن الزهري فأرسله عن علي ولم يذكر بينهما أحدا (٣).

وروى يعقوب بن سفيان : حدثنا يحيى بن عبد الحميد : حدثنا شريك ، عن عثمان بن أبي زرعة ، عن أبي صادق ، قال : سمع عليّ رجلا وهو يلعن أهل الشام. (١٩ / ب) فقال علي : لا تعمّ فإن فيهم الأبدال (٤).

وروى يعقوب بن شيبة في" مسنده" حدثنا عثمان بن محمد : حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، قال : خطبنا علي فذكر الخوارج فقام رجل فلعن أهل الشام. فقال له علي : ويحك لا تعمّم إن كنت لاعنا فالعن فلانا وأشياعه ، فإن منهم الأبدال ومنك العصب (٥).

ويروى عن وكيع ، [بن](٦) فطر ، عن أبي الطفيل ، عن علي قال : الأبدال بالشام ، والنجباء بالكوفة (٧).

وروى إسحاق بن إبراهيم الأزدي عن فطر ، عن أبي الطفيل قال : قال

__________________

(١) انظر التعليق السابق.

(٢) أخرجه ابن عساكر في" تاريخ دمشق" (١ / ١٥٤) وانظر ما سبق.

(٣) أخرجه ابن عساكر في" تاريخ دمشق" (١ / ١٥٥).

(٤) أخرجه ابن عساكر في" تاريخ دمشق" (١ / ١٥٥) ، وهو في" المعرفة والتاريخ" للفسوي (٢ / ٣٠٥).

(٥) أخرجه ابن عساكر في" تاريخ دمشق" (١ / ١٣٤).

(٦) كذا بالأصل : وهو تصحيف وصوابه (عن) كما عند ابن عساكر.

(٧) أخرجه ابن عساكر (١ / ١٣٤).

٢٠٠