فضائل الشّام

فضائل الشّام

المؤلف:


المحقق: أبي عبد الرحمن عادل بن سعد
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 978-2-7451-3322-5
الصفحات: ٣٥٩

الباب الاول

فيما ورد في الأمر بسكنى الشام

عن عبد الله بن حوالة ، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «سيصير الأمر أن يكون أجنادا مجندة : جند بالشام ، وجند باليمن ، وجند بالعراق» فقال ابن حوالة : خر لي يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ فقال : «عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده ، فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم واسقوا من غدركم ، فإن الله توكل» ـ وفي رواية ـ : تكفل لي بالشام وأهله» (١).

خرّجه الإمام أحمد وأبو داود وابن حبان في" صحيحه" والحاكم ، وقال : صحيح الإسناد.

وقال أبو حاتم الرازي : هو حديث صحيح حسن غريب.

قلت : وله طرق كثيرة قد ذكرتها في شرح" كتاب الترمذي" مستوفاة.

وخرّج البزار نحوه من حديث أبي الدرداء (٢).

وخرّج البزار أيضا والطبراني نحوه من حديث ابن عمر.

وخرّجه الطبراني أيضا من حديث واثلة بن الأسقع (٣) والعرباض بن سارية (٤).

وخرّج الإمام أحمد والترمذي وابن حبان في" صحيحه" من حديث ابن عمر ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : «تخرج نار من حضرموت

__________________

(١) استفاض الحافظ ابن عساكر في ذكر طرق الحديث في تاريخ دمشق (١ / ٢٤) فراجعه وانظر ما تقدم برقم (٣١) ، عند ابن عبد الهادي ، (٥) عند الربعي.

(٢) " كشف الأستار" (٢٨٥١) ، وانظر ما تقدم في جزء ابن عبد الهادي (٢) ، والسمعاني (١٢).

(٣) " المعجم الكبير" (٢٢ / ٥٥) وانظر ما تقدم في جزء ابن عبد الهادي رقم (٣٣).

(٤) " المعجم الكبير" (١٨ / ٢٥١).

١٦١

فتسوق الناس» (٢ / أ) قلنا : يا رسول الله ما تأمرنا؟ قال : «عليكم بالشام» (١). وصححه الترمذي.

وخرّج الإمام أحمد والترمذي من حديث بهز بن حكيم ، قال : قلت : يا رسول الله أين تأمروني؟ قال : «ههنا» ونحى بيده نحو الشام قال : «إنكم محشورون رجالا وركبا وتخرون على وجوهكم» (٢). وفي رواية خرّج الإمام أحمد : وأشار بيده إلى الشام ، فقال : «إلى ها هنا تحشرون» (٣).

وصححه الترمذي أيضا.

وخرّج الإمام أحمد من حديث أبي أمامة الباهلي ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : «عليكم بالشام» (٤).

وخرّج الطبراني من حديث ابن عباس ، قال : جاء رجل إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فقال : يا رسول الله إني أريد الغزو في سبيل الله؟ قال : «عليك بالشام فإن الله قد تكفل لي بالشام وأهله» (٥).

وخرج الإمام أحمد من حديث أبي ذر قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «كيف تصنع إن أخرجت من المدينة». قلت إلى السعة والدعة أنطلق حين أكون حمامة من حمام مكة قال : «فكيف تصنع إن أخرجت من مكة». قلت : إلى السعة والدعة إلى الشام والأرض المقدسة قال :

__________________

(١) تقدم عند ابن عبد الهادي رقم (٣٠) ، وعند السمعاني برقم (١٤) ، وعند الربعي رقم (٢٣).

(٢) انظر ما تقدم عند الربعي برقم (٢٥).

(٣) " المسند" (٥ / ٣).

(٤) أخرجه أحمد (٥ / ٢٤٩) وفي إسناده لقيط بن المثنى ولم يوثقه أحد ، وقال ابن حبان في الثقات (٥ / ٣٤٤) : يخطىء ويخالف ، وتقدم برقم (٧) جزء ابن عبد الهادي.

(٥) أخرجه الطبراني (١١ / ٩٢) وفي إسناده ابن أبي السري قال فيه أبو حاتم : لين الحديث ، وقال ابن عدي : كثير الغلط.

١٦٢

«فكيف تصنع إن أخرجت من الشام» قلت : إذا والذي بعثك بالحق أضع سيفي على عاتقي. قال «أو خير من ذلك : تسمع وتطيع وإن كان عبدا حبشيا» (١).

وخرّج ابن أبي خيثمة من حديث ذي الأصابع ، أنه قال : يا رسول الله أين تأمرنا إن ابتلينا بالبقاء بعدك؟ قال : «عليك بالشام» (٢).

وخرّج الترمذي من حديث ابن عمر ، أن مولاة له أتته ، فقالت : أشتد علي الزمان ، وأنا أريد أن أخرج إلى العراق. قال : فهلّا إلى الشام أرض المنشر (٣) ، وذكر الحديث.

وقال : حديث غريب.

وروى يحيى بن سعيد ، عن عبد الله بن هبيرة ، أن أبا الدرداء كان قاضيا بالشام ، فكتب إلى سلمان هلمّ إلى الأرض المقدسة أرض الجهاد (٤).

وروى الطبراني من حديث أرطاة بن المنذر ، قال : حدثني أبو الضحاك قال : أتيت ابن عمر فسألته : أين أنزل؟ فقال : إنّ الناصية الأولى من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ساروا بلواء رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين نزلوا الشام ، ثم نزلوا حمص خاصّة فانظر ما كانوا عليه فأته (٥).

وروينا من حديث ابن ثوبان ، عن منصور بن المعتمر ، عن علقمة ، قال : قدم كعب على عمر المدينة ، فقال له عمر : يا كعب ما يمنعك بالنزول بالمدينة فإنها مهاجر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبها مدفنه؟ قال : يا

__________________

(١) تقدم برقم (١٣) جزء ابن عبد الهادي.

(٢) أخرجه أحمد (٤ / ٦٧) والطبراني (٤ / ٢٨١) وقد اختلف في سنده.

(٣) سنن الترمذي (٣٩١٨) مطولا.

(٤) أخرجه ابن عساكر في التاريخ (١ / ٦٧).

(٥) أخرجه ابن عساكر في" تاريخه" (١ / ٤٥) من طريق أبي النصر الحافظ : نا كثير بن عبيد : نا أبو حيوة شريح بن يزيد ، عن أرطاة ، به.

١٦٣

أمير المؤمنين (٣ / أ) إني وجدت في كتاب الله المنزل في التوراة : " إن الشام كنز الله في أرضه ، وبها كنز الله من عباده" (١).

ورواه عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة ، أن كعبا قال لعمر : إني وجدت ، فذكره (٢).

وروى إبراهيم بن أدهم ، عن عطاء الخراساني ، قال : لما هممت بالنقلة من خراسان شاورت من بها من أهل العلم أين ترون أن أنزل بعيالي؟ فكلهم ، يقول : عليك بالشام ؛ ثم أتيت البصرة فشاورت من بها أين ترون لي أن أنزل بعيالي؟ فكلهم ، يقول : عليك بالشام ؛ ثم أتيت الكوفة فشاورت من بها من أهل العلم أين ترون أن أنزل بعيالي ، فكلهم ، يقول : عليك بالشام ، ثم أتيت مكة فشاورت من بها من أهل العلم أين ترون لي أن أنزل بعيالي؟ فكلهم ، يقول : عليك بالشام ؛ ثم أتيت المدينة فسألت من بها من أهل العلم أين ترون لي أن أنزل بعيالي؟ فكلهم يقول : عليك بالشام.

خرّجه ابن أبي خيثمة (٣).

وروى الصلت بن حكيم ، عن وهب بن منبه ، قال : قال هرم بن حيان لأويس القرني : يا أخي إني أخاف الوحشة من بعدك ، فقال أويس : ما ظننت أن أحدا يعرف الله عز وجل فيستوحش منه ، قال : قلت له : (٣ / ب) أين أكون؟ قال : فأومأ بيده نحو الشام قال : فقلت : كيف أصنع بالمعيشة؟ قال : إن خالط هذه النفوس الضعف فما ينفعها شيء.

__________________

(١) أخرجه ابن عساكر في" تاريخه" (١ / ٥٥) من طريق عثمان بن سعيد : نا سليمان بن صالح ، عن ثوبان ، عن منصور بن المعتمر ، عن علقمة ، به.

وخرجه أيضا من طريق عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة.

(٢) أخرجه عبد الرزاق (١١ / ٢٥١) (٢٠٤٥٩).

(٣) أخرجه ابن عساكر في" تاريخه" (١ / ٤٥) مختصرا. وعند ابن منظور في" المختصر" (١ / ٥٤) مطولا بتمامه.

١٦٤

وذكر أبو بكر الخلال في" كتاب الجامع" عن أبي بكر المروزي ، قال : سئل أبو عبد الله ـ يعني : أحمد بن حنبل ـ أين ترى الرجل إذا كره المكان الذي هو فيه أن ينتقل؟ قال : إلى المدينة.

قيل : فغير المدينة؟ قال : مكة.

قيل : فغير هذا؟ قال : الشام والشام أرض المحشر ، ثم قال : دمشق لأنها يجتمع إليها الناس إذا غلبت عليهم الروم.

ونقل إسحاق بن إبراهيم بن هانئ وأبو طالب ، عن أحمد قريبا من ذلك. زاد أبو طالب ، قلت له : فأصير إلى دمشق؟ قال : نعم ، قلت : فالرملة؟

قال : لا هي قريبة من الساحل.

ونقل حنبل عن أحمد قال : إذا لم يكن للرجل حرمة فالساحل والرباط أعظم للأجر يرد عن المسلمين ، والشام بلد مبارك.

ونقل أبو داود ، عن أحمد أنه قيل له : هذه الأحاديث التي جاءت : «إن الله تكفل لي بالشام وأهله» ونحو هذا؟ قال : ما أكثر ما جاء في هذا.

قيل له : فلعله في الثغور؟! قال : لا

وقال : أرض بيت المقدس أين هي ، ولا يزل أهل الغرب (٤ / أ) ظاهرين على الخلق ، هم أهل الشام.

ونقل يعقوب بن بختان ، قال : سمعت أبا عبد الله ـ يعني : أحمد ـ يقول : كنت آمر بحمل الحريم إلى الشام ، فأما اليوم فلا.

ونقل مهنّا وبكر بن محمد وأبو الحارث ، عن أحمد نحوه ، وزاد في روايتهما ، قال : لأن الأمر قد اقترب. زاد مهنّا ، قال : أخاف على الذرية من العدوّ.

وقال جعفر بن محمد : سألت أبا عبد الله عن الحرمة قلت : دمشق فأعجبه ذلك ، وأحسبه قال : نعم.

ونقل حنبل ، قيل لأبي عبد الله : فأين أحب إليك أن ينزل الرجل بأهله

١٦٥

وينتقل؟ قال : كل مدينة معقل للمسلمين ، مثل دمشق.

قال أبو بكر الخلال : كلما ذكروه عن أبي عبد الله ـ يعني : أحمد ـ من معاقل المدن ، ثم ذكرهم ، عنه التوقي بآلتها أيضا فهذا لما يبلغه من الحوادث ، فأما ذكرهم عنه دمشق فهي عنده معقل دون الشام ودون غيرها إلا ما ذكر في أول الباب من محبته المدينة على غيرها. انتهى.

وحاصل ما نقل عن الإمام أحمد أنه يستحب سكنى الشام والانتقال بالذرية والعيال إلى معاقلها كدمشق.

فأما أطرافها وثغورها القريبة من السواحل فلا يستحب سكناها بالذرية لما يخشى عليهم (٤ / ب) من إغارة الكفار ، وإنما يستحب الإقامة بها للرباط بدون نقل النساء والذريّة.

وكل ما كان من بلدانها أقرب إلى السواحل وأشد خوفا فإنه يكره نقل الذرية إليه.

فأما الأحاديث في فضائل الشام فلا تختص عنده بثغورها بل هي عامة لجميع أرض الشام كبيت المقدس وما والاه ودمشق وغيرها والله تعالى أعلم.

وكذلك : كره الأوزاعي نقل الذريّة إلى الثغور التي يخشى عليها من العدو ، دون الثغور التي يغلب عليها الأمن من العدو.

وفي كتاب" المراسيل" لأبي داود عن الوضين بن عطاء ، عن مكحول والقاسم أبي عبد الرحمن ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، قال : «لا تتركوا الذريّة» (١) يعني : بإزاء العدوّ.

وروى جويبر ، عن الضحاك ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، قال : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يعرض ذريته لسباء المشركين».

خرّجه أبو إسحاق الفزاري في كتاب" السير" ، وهو مرسل ، وجويبر

__________________

(١) أخرجه أبو داود" المراسيل" (٣٤٤) من طريق عمر بن عثمان قال : قرأه علينا الوليد ابن مسلم ، عن الوضين بن عطاء ، به. وفيه عنعنة الوليد ، الوضين سيئ الحفظ.

١٦٦

ضعيف.

وروى أبو إسحاق ، عن الحسن بن الحسن ، عن عمر بن عبد العزيز ، أنه صرف قوما قدموا عليه من اليمامة ، أرادوا سكنى دمشق عنها فقالوا : اختر لنا؟ قال : قنسرين. (٥ / أ).

وهكذا كان عمر بن عبد العزيز يختار لنفسه بلاد قنسرين على دمشق ، وإنما اختار هذا لقرب العدوّ وكون مقامه فيه أنفع للمسلمين لتجهيز الجيوش ووصول الأخبار ، وغير ذلك من مصالح العامّة ، والله أعلم.

١٦٧

الباب الثاني

فيما ورد في استقرار العلم والإيمان بالشام

عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، قال : «إني رأيت كأن عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع [عمدته](١) إلى السماء ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام».

خرّجه الحاكم (٢) ، وقال : صحيح على شرط الشيخين.

وفي رواية خرّجها أبو القاسم بن عساكر في" تاريخ دمشق" : «فأولته الملك» (٣) وللحديث طرق عن عبد الله بن عمرو ، وقد ذكرتها في شرح الترمذي.

وخرّجه الإمام أحمد من حديث أبي الدرداء (٤) وعمرو بن العاص (٥) ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بنحوه.

وخرّجه الطبراني من حديث عمر بن الخطاب وابنه عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ (٦).

ويروى نحوه من حديث أبي أمامة وعائشة وفي إسناديهما ضعف (٧).

__________________

(١) كذا بالأصل ، ولعله تصحيف ، والصواب ما في مصادر التخريج : " عمد به".

(٢) أخرجه الحاكم (٤ / ٥٠٩) وإسناده ضعيف وقد تقدم من طرق عند ابن عبد الهادي (٣) ، الربعي (١١).

(٣) أخرجه ابن عساكر" تاريخ دمشق" (١ / ٤٦).

(٤) أخرجه أحمد (٥ / ١٩٨) وقد تقدم برقم (٢) جزء ابن عبد الهادي.

(٥) أخرجه أحمد (٤ / ١٩٨).

(٦) أخرجه ابن عساكر في" تاريخه" (١ / ٥٠) بنحوه من عمر بن الخطاب ، وقد تقدم في جزء الربعي (٢٢) من حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ وتقدم الحكم عليه بالضعف وبيان أن في إسناده اختلافا كثيرا.

(٧) حديث أبي أمامة أخرجه الطبراني (٨ / ١٩٩) وابن عساكر في تاريخ دمشق (١ / ٥٠

١٦٨

وخرّج الإمام أحمد والنسائي (٥ / ب) من حديث سلمة بن [نوفل](١) سمع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الناس يزيغ الله قلوب أقوام فيقاتلونهم يرزقهم الله منهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ألا إن [عقب](٢) دار المؤمنين الشام» (٣).

وروى أبو القاسم الحافظ بإسناده عن أبي الدرداء ، أنه كان بدمشق فسأله معاوية أن يرجع إلى حمص ، فقال : يا معاوية أتأمرني بالخروج من عقر دار الإسلام (٤).

وعقر الشيء أصله ، ومنه قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «إني لبعقر حوضي» (٥) أي عند أصله.

وروى شهاب بن خراش ، عن [عنان](٦) الثوري ، عن الأعمش ، عن خيثمة ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : «يأتي عليكم زمان لا يبقى مؤمن إلا لحق بالشام».

خرّجه أبو القاسم الدمشقي الحافظ في" تاريخه" (٧).

وقال : رواه ابن مبارك وابن مهدي وقبيصة وأبي حذيفة ، عن سفيان فوقفوه على عبد الله بن عمرو ، وهو المحفوظ.

__________________

٥١) وتقدم في جزء ابن عبد الهادي (٤).

(١) كذا بالأصل وهو تصحيف ، والصواب نفيل.

(٢) كذا بالأصل وهو تصحيف ، والصواب عقر كما في مصادر التخريج.

(٣) أخرجه النسائي (٦ / ٢١٤) وأحمد (٤ / ١٠٤) وغيرهم.

(٤) أخرجه ابن عساكر في" تاريخ دمشق" (١ / ٥٤).

(٥) أخرجه مسلم (٢٣٠١) من حديث ثوبان ـ رضي الله عنه ـ.

(٦) كذا بالأصل وهو تصحيف وصوابه" سفيان".

(٧) أخرجه ابن عساكر في" تاريخ دمشق" (١ / ١٤٢ ـ ١٤٣).

١٦٩

قلت : وكذا خرّجه عبد الرزاق في" كتابه" عن معمر ، عن الأعمش (١).

وخرّج ابن عدي من رواية أحمد بن كنانة ، عن مقسم ، عن ابن عمر عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، قال : «إذا ذهب الإيمان من الأرض وجد ببطن الأردن» (٢).

وقال : حديث منكر ، وأحمد بن كنانة شامي (٦ / أ) منكر الحديث.

وروى المسعودي ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، قال : مد الفرات على عهد عبد الله بن مسعود فكره الناس مده ، فقال عبد الله : يا أيها الناس لا تكرهوا مده فإنه يوشك أن يلتمس فيه ملء طست من ماء فلا يوجد وذلك حين يرفع كل ماء إلى عنصره ، ويكون الماء وبقية المؤمنين بالشام (٣).

ورواه الأعمش ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن ابن مسعود ، بنحوه. إلا أنه ذكر فيه : أن الماء قل بالفرات ، وقال فيه : ويبقى الماء والمؤمنون بالشام (٤).

وخرّجه عبد الرزاق في" كتابه" عن معمر ، عن الأعمش ، عن القاسم ابن عبد الرحمن ، قال : شكي إلى ابن مسعود الفرات ، فقالوا : نخشى أن [ينفق](٥) علينا ، فلو أرسلت له من يسكره. فقال عبد الله : لا تسكره فو الله ليأتين على الناس زمان لو التمستم فيه ملء طشت من ماء ما وجدتموه

__________________

(١) انظر" المصنف" لعبد الرزاق (١١ / ٣٧٣) (٢٠٧٧٨) بنحوه.

(٢) ذكره ابن عدي في" الكامل" : (١ / ١٧٢) من طريق طاهر بن على الطبراني : ثنا إبراهيم بن محمد : ثنا أحمد بن كنانة ، عن قاسم ، به ، وقد تصحف فيه : مقسم ، إلى قاسم.

(٣) أخرجه أبو القاسم ابن عساكر في" تاريخه" (١ / ١٤٢) من طريق يزيد بن هارون ، عن المسعودي ، عن القاسم

(٤) أخرجها ابن عساكر في" تاريخه" (١ / ١٤٢) ورجح ابن عساكر رواية المسعودي.

(٥) كذا بالأصل : " ينفق" وفي" المصنف" : ينفتق.

١٧٠

وليرجعنّ كل ماء إلى عنصره ، ويكون بقية الماء والمسلمين بالشام (١).

وروى سعيد بن [واثل](٢) القيسي ، عن عطاء ، عن ابن عمر ، قال : يأتي على الناس زمان لا يبقى مؤمن إلا لحق بالشام (٣).

وروى أبو مسهر : حدثنا صدقة بن خالد : سمعت عبد الرحمن بن يزيد ابن جابر ، يقول : كان يقال من أراد العلم فلينزل [بدار بين عبس](٤) وخولان (٥). (٦ / ب).

وروى ضمرة ، عن رجاء بن أبي سلمة ، عن عطاء الخراساني ، قال : ما رأيت فقيها أفقه إذا وجدته من شامي (٦).

وقال [الحسن بن سفيان](٧) : سمعت الحسن بن الربيع ، يقول : سمعت ابن المبارك يقول : ما رحلت إلى الشام إلا لأستغنى عن حديث أهل الكوفة.

وقد ذكرنا في أول الباب الرواية عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بتأويل آية استقرار الكتاب بالشام بالملك ، فإن الكتاب إنما يقام به ملك يؤيده ويقاتل به من خرج عنه ، كما جمع الله بين الأمرين في قوله : (لَقَدْ

__________________

(١) انظر" المصنف" لعبد الرزاق (١١ / ٣٧٣ ـ ٣٧٤) (٢٠٧٧٩).

(٢) كذا بالأصل ، وهو تصحيف وصوابه" راشد" كما كتب التراجم ومصادر التخريج.

(٣) أخرجه ابن عساكر في" تاريخه" (١ / ١٤٣) من طريق حاتم بن عبيد الله : نا سعيد بن راشد القيسي ، عن عطاء ، عن ابن عمر ، به.

(٤) كذا بالأصل : وهو تصحيف ، وفي" تاريخ دمشق" : " بداريا بين عنس"

(٥) أخرجه الحافظ أبو القاسم ابن عساكر في" تاريخه" (١ / ١٥٠) من طريق أبي الحسن الطبراني : أنا أبو علي الخولاني : نا الحسن بن حبيب بن عبد الملك ، نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد ، عن أبي مسهر ، به.

(٦) أخرجه ابن عساكر في" تاريخ دمشق" (١ / ١٥٠) من طريق الليث بن عبدة ، عن الحسن بن رافع ، عن ضمرة ، به.

(٧) كذا بالأصل وهو تصحيف ، وصوابه : يعقوب بن سفيان كما في" تاريخ دمشق" فقد ذكر هذا الأثر بنصه.

١٧١

أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)(١).

وروى العوام بن حوشب ، عن سليمان بن أبي سليمان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : «الخلافة بالمدينة ، والملك بالشام» (٢).

وروى شهاب بن خراش : حدثنا عبد الملك بن عمير ، عمّن حدثه ، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «خلافتي بالمدينة وملكي بالشام» (٣).

وروى الوليد بن مسلم ، عن مروان بن جناح ، عن يونس بن ميسرة ابن حلبس ، قال : قال رسول الله (٧ / أ) ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «هذا الأمر كائن بعدي بالمدينة. ثم بالشام ، ثم بالجزيرة ، ثم بالعراق ، ثم بالمدينة ، ثم ببيت المقدس ، فإذا كان ببيت المقدس فثم عقر دارها ولن يخرجها قوم فتعود إليهم أبدا» (٤).

قال أبو القاسم الحافظ : يعني بقوله : " بالجزيرة" أمر مروان بن محمد الحمار. وبقوله : " بالمدينة" بعد العراق يعني به : المهدي الذي يخرج آخر الزمان ، ثم ينتقل إلى بيت المقدس وبها يحاصره الدّجال ، والله أعلم.

__________________

(١) سورة الحديد الآية : (٢٥).

(٢) أخرجه الحاكم (٣ / ٧٢) وابن عساكر (١ / ٨٣) ، وصححه الحاكم وقال الذهبي : سليمان وأبوه مجهولان. وأورده ابن الجوزي في" العلل" (٢ / ٧٦٦).

(٣) أخرجه ابن عساكر في" تاريخ دمشق" (١ / ٨٤) عن هشام بن عمار : ثنا شهاب بن خراش ، عن عبد الملك بن عمير ، به.

(٤) أخرجه ابن عساكر في" تاريخه" (١ / ٨٤) من طريق موسى بن عامر ، عن الوليد بن مسلم ، عن مروان بن جناح ، عن يونس ، به.

١٧٢

وروى عن ابن عباس ، أنه سأل كعبا : كيف نجد نعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في التوراة؟ قال : كعب : نجده محمد بن عبد الله يولد بمكة ويهاجر إلى طابة ، ويكون ملكه بالشام (١).

وقد روى هذا عن كعب من وجوه كثيرة (٢) ، وفي بعض ألفاظه : " سلطانه بالشام".

__________________

(١) أخرجه ابن عساكر في" تاريخه" (١ / ٨٤) مطولا.

(٢) أخرجه ابن عساكر" تاريخ دمشق" (١ / ٨٤ ، ٨٥ ، ٨٦) فقد روى من عدّة وجوه عنه.

١٧٣

الباب الثالث

فيما ورد في حفظ ا لشام من الفتن

وأنها معقل المسلمين في ذلك الزمن

قد تقدم في الباب الأول : حديث ابن عمر وبهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن جده في المعنى.

وفي الباب الثاني : حديث «إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام» وفي رواية خرّجها الطبراني (٧ / ب) من حديث عبد الله بن عمرو ، عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : «رأيت في المنام أخذوا عمود الكتاب فعمدوا به إلى [السماء](١) فإذا وقعت الفتنة فالأمر بالشام» (٢).

في" مسند الإمام أحمد" عن ابن حوالة ، قال : قال لي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «يا ابن حوالة كيف تصنع في فتنة تثور في أقطار الأرض كأنها صياصي بقر؟» قلت : أصنع ماذا يا رسول الله؟ قال : «عليك بالشام» (٣).

وروى ثور بن يزيد ، عن حفص بن بلال بن سعيد ، عن أبيه ، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : «إذا وقعت الفتن فهاجروا إلى الشام ، فإنها من الله بمنظر ، وهي أرض المحشر».

خرّجه أبو القاسم الحافظ (٤) ، وهو مرسل.

وروى حماد بن سلمة ، عن بهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن جده أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لأبي ذر : «إذا رأيت البناء سلعا ـ يعني :

__________________

(١) كذا بالأصل ، وعند الطبراني" الشام" انظر مصادر التخريج.

(٢) " الأوسط" للطبراني (٢٧١٠) وقد تقدم الكلام عليه بنفس الجزء ص (١١) ، وعند ابن عبد الهادي رقم (٣) ، وعند الربعي برقم (١١ ، ٢٢).

(٣) " المسند" (٤ / ١٠٩ ـ ١١٠) بنحوه مطولا ، وقد تقدم بطرقه عند ابن عبد الهادي.

(٤) أخرجه ابن عساكر في" تاريخ دمشق" (١ / ٨٢ ـ ٨٣) من طريق عمرو بن زريق ، عن ثور بن يزيد ، به.

١٧٤

المدينة ـ فعليك بالشام» (١).

وروي معناه عن الحسن ، عن أبي أسيد الأنصاري ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (٢).

وروى نافع ، عن ابن عمر ، عن كعب ، قال : يوشك نار تخرج من اليمن تسوق الناس إلى الشام تغدو معهم إذا غدوا ، وتروح معهم إذا راحوا ، فإذا سمعتم بها فاخرجوا إلى الشام (٣).

وروى قطن بن وهب ، عن مولاة (٨ / أ) لعبد الله بن عمر ، أنها أرادت الجلاء في الفتنة واشتد عليها الزمان فاستأمرت عبد الله بن عمر ، فقال : أين؟ قالت : العراق. قال : فهلّا إلى الشام إلى المحشر (٤).

وروى هشام بن عمار : حدثنا الوليد : حدثنا خليد وسعيد ، عن قتادة في قوله تعالى : (وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ)(٥) قال : أنجاهما الله إلى الشام ، أرض المحشر والمنشر ، وبها يجتمع الناس رأسا واحدا ، وبها ينزل عيسى ابن مريم ـ عليه السلام ـ ، وبها يهلك الله المسيح الكذاب.

وقال ابن أبي خيثمة : حدّثنا هارون بن معروف : حدثنا ضمرة ، عن ابن شوذب ، قال : تذاكرنا الشام ، قال : فقلت لأبي سهل : ما بلغك أنه يكون بها كذا؟ قال : بلى ولكن ما كان بها فهو أيسر مما يكون بغيرها.

__________________

(١) أخرجه ابن عساكر في" تاريخه" (١ / ٤١).

(٢) أخرجه ابن عساكر في" تاريخ دمشق" (١ / ٤٤ ـ ٤٥).

(٣) أخرجه ابن عساكر في" تاريخ دمشق" (١ / ٤١).

(٤) أخرجه ابن عساكر في" تاريخ دمشق" (١ / ٨٢) من طريق أبي ضمرة ، عن قطن ، به وزاد في آخره : " اصبري لكاع فإني سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : " لا يصبر على لأوائها وشدتها إلا كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة".

(٥) سورة الأنبياء الآية : (٧١).

١٧٥

وروى نعيم بن حماد ، عن [أبي ربيعة](١) ، عن يزيد بن أبي حبيب ، قال : بلغني أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، قال : «ستكون فتنة تشمل الناس كلهم لا يسلم منهم إلا الجند الغربي» (٢).

وسنذكر فيما بعد أن الشام وما والاها كان أهل المدينة يسمونها الغرب. وقد سبق حديث عبد الله بن حوالة ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «إن الله تكفل لي بالشام وأهله» (٣).

وكان أبو إدريس الخولاني إذا حدث به ، قال : (٨ / ب) ومن تكفل الله به فلا ضيعة عليه (٤).

وروى عن عبد الله بن حوالة ، أنه كان إذا حدّث به قال مثل ذلك أيضا.

وبقية هذا الباب سيأتي إن شاء الله تعالى في الباب الأخير في ذكر دمشق ، فإنه ورد أنها معقل المسلمين من الملاحم ، وأن من سكنها نجا وسنذكر فيه إن شاء الله حديث معقل المسلمين من الروم دمشق ، ومن الدجال بيت المقدس ، ومن يأجوج ومأجوج الطور ، وهذه الأماكن الثلاثة كلها من أرض الشام.

__________________

(١) كذا بالأصل وهو تصحيف ، وصوابه : ابن لهيعة كما في الفتن لنعيم بن حماد.

(٢) أخرجه نعيم بن حماد في" الفتن" (٨٥) بنحوه

(٣) الحديث أخرجه ابن حبان (٧٣٠٦) ، وأحمد (٤ / ١١٠) وغير موضع وقد تقدم بطرقه عند ابن عبد الهادي (٣١) ، وعند الربعي (٥) وتقدم قريبا في هذا الجزء.

(٤) انظر التعليق السابق.

١٧٦

الباب الرابع

فيما ورد في استقرار خيار أهل الأرض في آخر الزمان

بالشام ، وأن الخير فيها أكثر منه في سائر بلاد المسلمين

قد سبق حديث : أنها صفوة الله من بلاده ، يسوق إليها خيرته من عباده (١).

خرّج الإمام أحمد وأبو داود واللفظ له من حديث قتادة ، عن شهر بن حوشب ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : «ستكون هجرة بعد هجرة. فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم وتنفى الأرض شرار أهلها تلفظهم أرضهم وتقذرهم نفس الرحمن وتحشرهم النار (٩ / أ) مع القردة والخنازير» (٢).

وعند الإمام أحمد : «تنحاز الناس إلى مهاجر إبراهيم» ، وعنده في ذكر النار تبيت معهم إذا باتوا ، وتقيل معهم إذا قالوا ، وتأكل من تخلّف.

وخرّجه نعيم بن حماد في كتاب" الفتن" وعنده : «تحشرهم نار من عدن مع القردة والخنازير» (٣).

وقد روي موقوفا على عبد الله بن عمرو.

ورواه أبو جناب الكلبي ، عن شهر ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بنحوه.

خرّجه من طريقه الإمام أحمد (٤) ، ورواية قتادة ومن تابعه أشبه.

__________________

(١) تقدم تخريجه برقم (٦) جزء ابن عبد الهادي.

(٢) أخرجه أبو داود (٢٤٨٢) ، وأحمد (٢ / ١٩٨ ـ ١٩٩ ـ ٢٠٩) ، و" الفتن" لنعيم بن حماد (١٧٦٧) وطريق أحمد وأبي داود فيه معمر عن قتادة ومعمر سيئ الحفظ لحديث قتادة وكذا شهر بن حوشب ضعيف لا يحتج به.

(٣) انظر التعليق السابق.

(٤) " المسند" (٢ / ٨٤).

١٧٧

وقد رواه عبد الله بن صالح ، عن موسى بن على [عن](١) رباح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

خرّجه من طريقه الحاكم في" المستدرك" (٢) ، وقال : صحيح على شرط الشيخين وفيما قاله نظر.

وقد روى هذا الحديث عن الأوزاعي ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولم يسمعه الأوزاعي من نافع ، إنما بلغه عنه ولم يسم من حدّثه عنه والله أعلم.

وخرّج الحاكم من حديث عفير بن معدان : سمع سليم بن عامر يحدث ، عن أبي أمامة ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، قال : «الشام صفوة الله من بلاده ، يسوق إليها صفوة عباده ، من خرج من الشام (٩ / ب) إلى غيرها فبسخطه ، ومن دخلها من غيرها فبرحمته" (٣).

وقال : صحيح الإسناد ، على شرط مسلم.

كذا قال ، وعفير بن معدان : ضعيف الحديث.

وروى إسماعيل بن عياش ، عن عبد العزيز بن عبيد الله ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : «صفوة الله من أرضه الشام ، وفيها صفوته من خلقه وعباده» (٤).

وخرّجه الطبراني ، وعبد العزيز هذا فيه ضعف.

__________________

(١) كذا بالأصل وهو تحريف ، وصوابه" بن" كما في كتب التراجم.

(٢) انظر" المستدرك" (٤ / ٥١٠ ـ ٥١١) ، وفي إسناده عبد الله بن صالح ، كاتب الليث وهو ضعيف لا يحتج به.

(٣) إسناده ضعيف أخرجه الحاكم والطبراني وغيرهما وقد تقدم في جزء ابن عبد الهادي رقم (٦).

(٤) أخرجه الطبراني (٧٧٩٦) وقد سبق برقم (٦) جزء ابن عبد الهادي.

١٧٨

ويروى نحوه من حديث معاذ ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بإسناد ضعيف (١).

وفي" مسند الإمام أحمد من حديث [أبي المثناء](٢) ، عن أبي أمامة ، قال : " لا تقوم الساعة حتى يتحول خيار أهل العراق إلى الشام ، ويتحول شرار أهل الشام إلى العراق" (٣).

وهذا موقوف.

وخرّج الطبراني من حديث أنس ، قال : قلت : يا رسول الله أين الناس يوم القيامة؟ قال : «في خير أرض الله وأحبها إليه الشام ، وهي أرض فلسطين» (٤).

وهو منكر ، وفي إسناده إبراهيم بن حرب العسقلاني. قال العقيلي : حدث بمناكير.

وروى معاوية بن قرة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ، ولا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة» (٥).

خرّجه الإمام أحمد (١٠ / أ) والترمذي. وقال : حسن صحيح ، وابن حبان في [...](٦). وخرّج ابن ماجه آخره.

__________________

(١) أخرجه ابن عساكر في" تاريخ دمشق" (١ / ٥٤ ـ ٥٥).

(٢) كذا بالأصل ، وهو تحريف ، صوابه : " أبو المثنى" وهو : لقيط بن المثنى كما في مصادر التخريج وكتب التراجم

(٣) إسناده ضعيف : أخرجه أحمد (٥ / ٢٤٩) وتقدم برقم (٧) جزء ابن عبد الهادي.

(٤) إسناده واه : أخرجه ابن عساكر في" تاريخه" (١ / ٥٥).

(٥) أخرجه الترمذي (٢١٩٢) ، وأحمد (٥ / ٣٤) ، وابن ماجه (٦) وقد تقدم بيان طرقه عند الحديث رقم (٩) جزء ابن عبد الهادي ، رقم (١٥) جزء الربعي ، ورقم (٣ ، ٤) جزء السمعاني.

(٦) ما بين المعقوفين بياض بالأصل ولعله : صحيحه.

١٧٩

وروى أبو خليد الدمشقي ، عن الوضين بن عطاء ، عن مكحول ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، قال : «الخير عشرة أعشار ، تسعة بالشام ، وواحد في سائر البلدان ، والشرّ عشرة أعشار ، واحد بالشام ، وتسعة في سائر البلدان ، وإذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم» (١).

في إسناده ضعف وانقطاع ولعله موقوف.

وروى الأعمش ، عن عبد الله بن ضرار الأسدي ، عن أبيه ، عن ابن مسعود ، قال : " قسم الله الخير فجعله عشرة أعشار فجعلت تسعة أعشار بالشام ، وبقيته في سائر الأرض ، وقسم الشر كله فجعله عشرة أعشار فجعل جزء منه في الشام وبقيته في سائر الأرضين" (٢).

وقيل : عن الأعمش ، عن عبد الله بن سراقة ، عن أبيه ، عن ابن مسعود (٣).

وقيل : عن الأعمش ، عن سعيد بن عبد الله بن ضرار ، عن أبيه وعن خيثمة ، قالا : قال عبد الله ، فذكره (٤).

خرّجه ابن أبي خيثمة.

وروى زياد بن علاقة ، عن ثابت بن قطنة ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : " إن تسعة أعشار الخير بالشام وعشر بغيرها ، وإن تسعة أعشار الشر ،

__________________

(١) أخرجه ابن عساكر في" تاريخه" (١ / ٦٩) وقال الجوزجاني : الوضين واهي الحديث.

وقد تقدم برقم (٧) جزء السمعاني.

(٢) أخرجه الطبراني في" المعجم الكبير" (٩ / ١٩٨) والحافظ ابن عساكر في" تاريخه" (١ / ٦٩) من طريق الأعمش ، عن عبد الله بن ضرار الأسدي ، عن أبيه ، به.

وإسناده ضعيف عبد الله بن ضرار ضعيف ليس بالقوي ، تركه الدارقطني وغيره ، وقد تقدم برقم (٢٨) جزء ابن عبد الهادي ، و (٦) جزء الربعي.

(٣) أخرجه الحافظ أبو القاسم ابن عساكر (١ / ٧٠).

(٤) انظر التعليق السابق وما قبله.

١٨٠