فضائل الشّام

فضائل الشّام

المؤلف:


المحقق: أبي عبد الرحمن عادل بن سعد
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 978-2-7451-3322-5
الصفحات: ٣٥٩

أختر على قربك ، قال : «عليك بالشام ثلاثا» ، فلما رأى النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ كراهية للشام قال : «هل تدرون ما يقول الله ـ عز وجل ـ؟ يقول : يا شام يا شام [يدي عليك](١) يا شام ، أنت صفوتي من بلادي ، أدخل فيك خيرتي من عبادي ، أنت سيف نقمتي وسوط عذابي ، أنت الأندر ، وإليك المحشر ، ورأيت ليلة أسري بي عمودا أبيض كأنه لؤلؤ تحمله الملائكة ، قلت : ما تحملون؟ قالوا : [هذا](٢) عمود الإسلام أمرنا أن نضعه بالشام ، وبينا أنا نائم رأيت كتابا اختلس من تحت وسادتي ، فظننت أن الله تعالى تخلى من أهل الأرض ، فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع بين يدي ، حتى وضع بالشام ، فمن أبى أن يلحق بالشام فليلحق بيمنه ، وليستق من غدره ، فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله» (٣).

٢٢ ـ حدثنا علي : أنا أبو الحسن عبد الوهاب بن جعفر الكلابي قال : أنا الحسن بن علي بن عمر العنسي أبو محمد قال : قرأت على أبي بكر بن

__________________

(١) ما بين القوسين غير واضح بالأصل وإثباته من (ط).

(٢) في (ط) : نحمل.

(٣) إسناده ضعيف ، ذكره الهيثمي مفرقا في موضعين (١٠ / ٥٨ ـ ٥٩) وقال : رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح غير صالح بن رستم وهو ثقة وتعقبه الشيخ الألباني رحمه الله في تخريجه لأحاديث فضائل الشام فقال : فهذا من أوهامه ، لأن ابن رستم هذا هو المجهول كما عرفت. فهو مولى بني هاشم كما في الرواية وهو غير أبي عبد السلام الذي روى عن ثوبان على الصحيح كما قال الحافظ في التقريب" كذا قال الشيخ الألباني في تحقيقه ص ٢٩ ـ ٣٠.

وفي إسناده أيضا خفيف بن عبد الله الغازي ولم يوثقه أحد.

والحديث بهذا السند واللفظ لا يصح وانظر حديث رقم (٣١) جزء ابن عبد الهادي ورقم (١١) بهذا الجزء. وانظر الحديث رقم (٢ ، ٣ ، ٤ ، ٥) من جزء ابن عبد الهادي فقد جاءت بعض فقرات هذا الحديث مقطعة في حديث أكثر من صحابي منها ما هو صحيح ، وجزء ابن رجب ص (١٦١).

٦١

جعفر : نا يحيى بن محمد بن السكن : نا ريحان بن سعيد : نا عباد بن منصور ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن بشير ، عن عبد الله بن عمر قال : قال لنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوما : «إنى رأيت الملائكة فى المنام أخذوا عمود الكتاب ، فعمدوا به إلى الشام ، فإذا وقعت الفتن فإن الإيمان بالشام» (١).

٢٣ ـ حدثنا علي قال : أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله أنا أبو علي الحسن بن منير : نا أبو يحيى محمد بن سعيد الحريمى : حدثنا دحيم نا الوليد : نا الأوزاعي : حدثنى يحيى ، عن أبي قلابة ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «ستخرج عليكم نار في آخر الزمان من حضرموت [تحشر الناس». قلنا : فماذا تأمرنا يا رسول الله؟ قال :](٢) «عليكم بالشام» (٣)

٢٤ ـ حدثنا علي قال : نا أبو الحسن علي بن الحسن بن القاسم

__________________

(١) إسناده ضعيف فيه ريحان بن سعيد وهو ابن المثنى يرويه عن عباد بن منصور وريحان ضعيف قال فيه أبو حاتم : لا يحتج به وقال ابن حبان يعتبر حديثه من غير روايته عن عباد وقال العجلي : منكر الحديث وضعف الحافظ ابن حجر وغيره روايته عن عباد عن أيوب عن أبي قلابة وقال هي مناكير.

وكذلك عباد بن منصور ضعفه جماعة منهم ابن سعد ويحيى والنسائي وأبو زرعة وغيرهم.

ولا أدري كيف صححه الشيخ الألباني رحمه الله في تحقيقه لفضائل الشام وذكر فضيلته أن الحديث روي من طريق آخر عن أيوب عن عبد الله بن عمرو من غير ذكر بشير وقد تقدم الكلام عليه وترجيحي أن الحديث من مسند عبد الله بن عمرو عند الحديث رقم (٣) في جزء ابن عبد الهادي فانظره لزاما. وانظر رقم (١١) من هذا الجزء.

وقد وقع سقط" ريحان بن سعيد وعباد وأيوب في (ط) ونبه عليه الشيخ الألباني رحمه الله.

(٢) ما بين القوسين غير واضح بالأصل وإثباته من (ط).

(٣) تقدم الكلام عليه في جزء ابن عبد الهادي رقم (٣٠).

٦٢

[الطرسوسي : حدثنا أبو علي الحسن بن عبد الله بن محمد الأزهري](١) : نا محمد بن عبد الملك الدقيقى (٤ / أ) قال : سمعت يزيد بن هارون يقول : سمعت عبد الله بن طاووس يقول : سمعت أبي يقول : قال [ابن عباس يرفعه](٢) ، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «مكة آية الشرف ، والمدينة معدن الدين [والكوفة](٣) فسطاط الإسلام ، والبصرة فخر العابدين ، والشام معدن الأبرار ، ومصر عش إبليس وكهفه ومستقره ، والسند مراد إبليس والزنى فى الزنج والصدق فى النوبة ، البحرين منزل مبارك ، والجزيرة معدن الفتك ، وأهل اليمن أفئدتهم رقيقة ، ولا يعدوهم الرزق ، والأئمة من قريش ، وسادة الناس بنو هاشم». (٤)

٢٥ ـ حدثنا علي قال : أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان الشاهد : [نا الحسن بن علي الشعراني : نا صالح بن بشير بن سلمة](٥) : نا ابن معاوية : نا بهز بن حكيم بن معاوية القشيرى ، عن أبيه ، عن جده قال : قلت يا رسول الله أين تأمرني؟ قال : «ها هنا» ، وأومأ نحو الشام ، قال : «إنكم محشورون رجالا

__________________

(١) غير واضح بالأصل وإثباته من (ط).

(٢) غير واضح بالأصل وإثباته من (ط).

(٣) غير واضح بالأصل وإثباته من (ط).

(٤) إسناده ضعيف جدا ومتنه منكر انظر العلل المتناهية (١ / ٤٢٦) ففي إسناده مجهولان وهما أبو الحسن علي بن الحسن الطرسوسي وأبو علي الحسن بن عبد الله الأزهري فالأول له ترجمة في تاريخ بغداد (٧ / ٣٧٧) وليس فيه جرح ولا تعديل والثاني لم أجد له ترجمة وقال الشيخ الألباني : حديث منكر ، تفرد بروايته المصنف وقد صح منه : " أهل اليمن أفئدتهم رقيقة" في الصحيحين من حديث أبي هريرة.

قلت : وسيأتي عند ابن رجب ص (١٨٢).

(٥) ما بين القوسين سقط من (ط).

٦٣

وركبانا ، وتجرون على وجوهكم». (١)

٢٦ ـ حدثنا علي قال : أنا أبو علي الحسن بن محمد بن درستويه : نا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عمارة العطار : نا إبراهيم بن سعيد الجوهري : [نا عبد الله بن نمير](٢) ، عن عبد الله بن مسلم بن هرمز عن مجاهد ، عن تبيع ، عن كعب الأحبار قال : أهل الشام سيف من سيوف الله ، ينتقم الله به ممن عصاه فى أرضه (٣).

٢٧ ـ حدثنا علي قال : أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس العدل بمكة : نا أبو جعفر محمد بن إبراهيم الدبيلي : نا عبد الحميد بن صبيح : نا حماد بن زيد ، عن بهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن جده قال : قلت : يا رسول الله ، أين تأمرنى ، فنحّى بيده نحو الشام (٤).

__________________

(١) تقدم الكلام عليه برقم (٣٢) جزء ابن عبد الهادي ، ويأتي في جزء ابن رجب ص (١٦٢).

(٢) ما بين القوسين ليس بالمطبوع.

(٣) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (١ / ١٢٩).

(٤) تقدم الكلام عليه قبل حديثين.

٦٤

ذكر ما ورد فى دمشق

٢٨ ـ حدثنا علي قال : أنا أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد الله بن جعفر الرازي الحافظ : أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج القرشي ، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن سهل بن يحيى بن صالح بن حبّة البزاز قالا : نا أبو قصي إسماعيل بن محمد بن إسحاق العذري : حدثنا سليمان بن عبد الرحمن : نا مسلمة ابن علي : نا أبو سعيد الأسدي : نا سليم بن عامر ، عن أبي أمامة عن النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه تلا هذه الآية : (وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ)(١) ثم قال : «هل تدرون أين هي؟». قالوا : الله ورسوله أعلم قال : «هي بالشام بأرض يقال لها الغوطة (٤ / ب) مدينة يقال لها دمشق هي خير مدائن الشام». (٢)

٢٩ ـ حدثنا عليّ قال : نا تمام : أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله البرامي : نا حامد بن أحمد البلدي : نا هارون بن إسحاق : نا وكيع ، عن إسرائيل ، عن سماك بن حرب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ فى قوله : (وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) قال : أنهار دمشق. (٣)

٣٠ ـ حدثنا علي قال : أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر : نا أبو [الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد](٤) البجلي : نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد : نا أبو الجماهر محمد بن عثمان التنوخي : نا سعيد بن

__________________

(١) سورة المؤمنون : الآية (٥٠).

(٢) موضوع أو منكر ذكره السيوطي في الدر (٥ / ٨) وعزاه لابن عساكر وقال : " سنده ضعيف". ا. ه. وفي سنده مسلمة بن علي وقال فيه الحاكم روى عن الأوزاعي والزبيدي المناكير والموضوعات ، وأخرجه ابن عساكر (١ / ٩٠) ، ويأتي عند ابن رجب ص (٢٣٧).

(٣) انظر رقم (٢١) جزء ابن عبد الهادي.

(٤) ما بين القوسين غير واضح بالأصل وإثباته من (ط).

٦٥

بشير : نا قتادة أن الحسن قال فى قوله ـ عز وجل ـ : (وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) قال : هى الغوطة (١).

٣١ ـ حدثنا علي قال : أنا عبد الرحمن بن عمر الإمام : نا إبراهيم بن سنان : نا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمى : نا محمد بن عثمان : نا سعيد بن بشير : نا قتادة في قوله ـ عز وجل ـ : (وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) قال : ذات ثمار وماء كثير.

٣٢ ـ حدثنا علي قال : أنا عبد الرحمن بن عمر : نا أبو الميمون بن راشد : نا عبيد بن محمد : نا أبو الجماهر : نا سعيد بن بشير ، عن قتادة أن الحسن البصرى قال فى قوله ـ عز وجل ـ : (وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) قال : ذات ثمار وكثرة ماء ، قال : هى دمشق (٢).

٣٣ ـ حدثنا علي قال : أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان : نا الحسن ابن حبيب : نا أبو عبد الله الصوري : نا الهيثم : نا شريك ، عن سماك بن حرب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس فى قوله ـ عز وجل ـ : (وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) قال : أنهار دمشق. (٣)

٣٤ ـ حدثنا علي قال : أنا تمام بن محمد : نا أبو بكر أحمد بن عبد الله البرامي : نا أبو الحسين حامد بن أحمد بن الهيثم البلدي : نا أبو العباس أحمد بن حمزة بن محمد بن هارون البصري : نا محمد بن سنجر : نا عبد الله بن عبد القدوس : نا سعيد بن عبد العزيز ، عن عروة بن رويم قال : أبصر كعب رجلا ، قال : ممن أنت؟ قال : من أهل الشام. قال : لعلك من الجند الذين يشفع شهيدهم لسبعين؟ قال : من هم؟ قال : أهل حمص. قال : لا. قال : فلعلك

__________________

(١) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (١ / ٩٣). ويأتي في جزء ابن رجب ص (٢٣٨).

(٢) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (١ / ٩٣) ، ويأتي وفي جزء ابن رجب ص (٢٣٨).

(٣) تقدم برقم (٢٩).

٦٦

من الجند الذين يعرفون فى الجنة بالثياب الخضر ، قال : من هم؟ قال : أهل دمشق ، قال : لا. قال : فلعلك من الجند الذين فى ظل عرش الله ـ عز وجل ـ يوم القيامة. قال : من هم؟ قال : أهل الأردن. قال : لا. قال : فلعلك من الجند الذين يلحظ ربك إليهم فى كل يوم مرتين قال : من هم؟ قال : أهل فلسطين (٥ / أ) قال : نعم (١).

٣٥ ـ حدثنا علي قال : أنا تمام بن محمد : نا القاضي أبو الحسن أحمد بن سليمان بن [حذ لم : حدثنا أبو زرعة](٢) نا محمد بن المبارك : نا يحيى بن حمزة ، عن ابن جابر ، عن زيد بن أرطاة ، عن جبير بن نفير ، عن أبي الدرداء قال : إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : «فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق ، من خير مدائن الشام». (٣)

٣٦ ـ حدثنا علي قال : أنا تمام بن محمد : نا أبو بكر البرامي : نا محمد ابن تمام : نا المسيب بن واضح : نا عيسى بن يونس ، عن ابن أبي ذئب ، عن المقبري في قوله ـ عز وجل ـ : (إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ) قال : هي دمشق.

٣٧ ـ حدثنا علي قال : أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان : نا الحسن ابن حبيب نا يزيد بن عبد الصمد : نا أبو مسهر : نا سعيد بن عبد العزيز ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال : قلت لأبي سلام الحبشي : ما نقلك من حمص إلى دمشق؟ قال : ما سألني عنها عربي قبلك ، قال : بلغني أن البركة فيها تضاعف (٤).

__________________

(١) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (١ / ٢٦٣) ، ويأتي هنا برقم (٤٩) ، وعند السمعاني برقم (٢٦) ، وعند ابن رجب ص (١٧٠).

(٢) ما بين القوسين غير واضح بالأصل وإثباته من (ط).

(٣) تقدم برقم (١٧) جزء ابن عبد الهادي ، ويأتي عند ابن رجب ص (٢٤٩).

(٤) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (١ / ٢٣٧) ، ويأتي عند السمعاني برقم (٢٧) ، وعند ابن رجب ص (٢٦٢).

٦٧

٣٨ ـ حدثنا علي قال : أنا تمام بن محمد حدثنا أبو بكر البرامي : حدثنا محمد بن تمام : نا المسيب بن واضح : نا عيسى بن يونس ، عن ابن أبي ذئب ، عن المقبري في قوله ـ عز وجل ـ : (إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ) قال : هي دمشق.

٣٩ ـ حدثنا علي : أنا تمام : حدثنا أبي : قال : نا أبو عروبة الحسين ابن أبي معشر بحران : نا عبد الوهاب بن الضحاك : نا الوليد بن مسلم ، عن أم عبد الله بنت خالد بن معدان ، عن أخيها ، عن أبيها خالد بن معدان في قوله تعالى : (لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ) قال : هي دمشق.

٤٠ ـ حدثنا علي قال : أنا تمام : أنا خالد بن محمد الحضرمي : نا أبي ، عن أبيه ، عن ابن حمزة : نا عبد الله بن لهيعة ، عن سليمان بن موسى ، عن نافع ، عن يزيد بن شجرة قال : هي دمشق الربوة المباركة (١).

٤١ ـ حدثنا علي : أنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني : نا محمد بن سليمان الربعي : نا أبو الدحداح : نا طاهر بن عبد السلام التنوخي : نا أبي : نا أشياخا أنهم لما فتحوا دمشق في أيام عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وجدوا حجرا في جيرون مكتوب عليه باليونانية ، قال : فبعثوا إلى النصارى فلم يقرأوه ، وإلى اليهود فلم يقرأوه ، فجاءوا برجل يوناني فقرأه فإذا فيه : دمشق جبّارة ، لا يهم بها جبار إلّا قصمه الله الجبار ، الجبابرة تبني والقرود تخرب. الآخر أشرّ إلى يوم القيامة (٢).

٤٢ ـ حدثنا علي : أنا تمام بن محمد : نا أبو بكر أحمد بن عبد الله ـ (٥ / ب) البرامي : نا محمد بن أحمد : نا محمد بن هارون : نا أحمد بن أبي الحواري : نا عبد الله بن نمير : نا يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب في قوله

__________________

(١) أخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق (١ / ٩٢) ، ويأتي في جزء ابن رجب ص (٢٣٨).

(٢) يأتي في جزء ابن رجب ص (٢٥٥) ، وفيه جهالة شيوخ عبد السلام.

٦٨

ـ عز وجل ـ : (رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) قال : مسجد دمشق (١).

٤٣ ـ حدثنا علي : أنا تمام : أنا أحمد : نا أبو قصي إسماعيل بن محمد : نا شعيب بن عمرو : حدثنا يزيد بن هارون : أنا يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب في قوله ـ عز وجل ـ (وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) قال : هي دمشق.

٤٤ ـ حدثنا علي قال : أنا تمام : أنا أحمد : أبو إبراهيم حامد بن أبي حامد أحمد بن الهيثم البلدي : نا ابن المقرئ : نا سفيان عن يحيى بن سعيد في قوله : (وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) قال : هي دمشق.

٤٥ ـ حدثنا علي : أنا تمام : أنا أحمد : نا مكحول : نا إسماعيل بن إسرائيل : نا بشر قال : حدثتني أم عبد الله ، عن أبيها في قوله ـ عز وجل ـ : (رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ)(٢) قال : هي دمشق.

وفي قوله : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) وقوله : (لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ) قال : هي دمشق.

٤٦ ـ حدثنا علي : أنا تمام : أنا أحمد ، نا مكحول : نا أبو ظريف بشر بن محمد : نا بكير : حدثني الليث بن سعد : [عن عبد الله بن لهيعة ، عن يحيى بن سعيد] ، عن سعيد بن المسيب في قوله : (رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) قال : هي دمشق (٣).

٤٧ ـ حدثنا علي : أنا تمام : أنا أحمد : حدثني محمد بن سعيد بن قطيش : نا إبراهيم بن عتيق : سمعت أبا مسهر يزعم أن ملك دمشق بنى الحصن الذي

__________________

(١) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (١ / ٩١) ، ويأتي في جزء ابن رجب ص (٢٣٨).

(٢) سورة المؤمنون الآية : (٥٠).

(٣) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (١ / ٩١) ، ويأتي بجزء ابن رجب ص (٢٣٨) وما بين المعقوفين ساقط من المطبوع من فضائل الشام للربعي.

٦٩

حول المسجد داخل المدينة على مسحة مسجد بيت المقدس ، وحمل أبواب مسجد بيت المقدس فوضعها على أبوابه ، فهذه الأبواب التي على الحصن هي أبواب مسجد بيت المقدس.

٤٨ ـ حدثنا علي : أنا تمام : أنا أحمد : نا أبو بكر بن محمد بن خزيمة : نا المسلم بن يحيى : نا سويد بن عبد العزيز : حدثني الوضين بن عطاء ، عن يزيد ابن مرثد قال : حدثني عصابة من قومي شهدوا فتح دمشق قالوا : دخلها أبو عبيدة بن الجراح من باب الجابية بالأمان ، دخلها خالد بن الوليد من الباب الشرقي عنوة بالسيف يقتل ، فالتقيا عند سوق الزيت فلم يدر أيهما كان أولا ، العنوة أو الأمان. فاجتمعوا فقالوا : والله لئن أخذنا ما ليس لنا لنأثمن سفك الدماء ، وإن أخذنا الأموال لنأثمن ، ولئن تركنا بعض مالنا لا نأثم. قال : فاجتمعوا على أن أمضوه صلحا.

٤٩ ـ حدثنا علي : أنا تمام بن محمد أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث : أنا أبو بكر محمد بن هارون بن محمد بن بكار : نا عبد الحميد بن بكار : نا محمد بن مهاجر : نا عروة بن رويم أو رجلا لقي كعبا فسلم عليه ودعا له وحياه حتى أرضاه ، فسأله كعب : ممن هو؟ قال : رجل من أهل الشام ، قال : فلعلك من الجند الذين يدخل منهم الجنة سبعون ألفا بغير حساب ولا عذاب ، قال : ومن هم؟ قال : أهل حمص ، قال : لست منهم ، قال فلعلك من الجند الذين يعرفون في الجنة بالثياب الخضر ، قال : ومن هم؟ قال : أهل دمشق ، قال : لست منهم ، قال : فلعلك من الجند الذين هم في ظل عرش الرحمن ، قال : ومن هم؟ قال : أهل الأردن ، قال : لست منهم ، قال : فلعلك من الجند الذين ينظر الله إليهم في كل يوم مرتين ، قال : ومن هم؟ قال : أهل فلسطين؟ قال : نعم أنا منهم ، قال : وزعم رجل من أهل فلسطين أن ذلك الرجل مالك

٧٠

ابن عبد الله الخثعمي (١).

٥٠ ـ حدثنا علي : أنا تمام بن محمد قال : أخبرني أبو الحسين إبراهيم بن أحمد بن حسنون : نا أحمد بن علي القاضي : نا عبد الأعلى بن حماد : نا عبد الوهاب ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن عبد الله بن سلام في قوله : (وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ)(٢) قال : هي دمشق (٣).

٥١ ـ حدثنا علي قال : وأنا تمام قال : أخبرني أبي : حدثني الفضل بن مهاجر : نا الوليد بن حماد الديلي ، عن هشام بن عمار : نا الوليد بن مسلم قال : سألت خليد بن دعلج فحدثني عن قتادة قال (التِّينِ)(٤) جبل عليه دمشق (وَالزَّيْتُونِ) جبل عليه بيت المقدس.

٥٢ ـ حدثنا علي قال : وأنا عبد الوهاب بن عبد الله : ونا أبو علي الحسين بن جابر الفرائضي : نا محمد بن المعافى : أنا هشام بن عمار : نا صدقة ابن خالد : نا خالد بن دهقان قال : سمعت زيد بن أرطاة الفزاري يقول إنه سمع جبير بن نفير الحضرمي يقول : سمعت أبا الدرداء يقول إنه سمع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : «يوم الملحمة الكبرى فسطاط المسلمين بأرض يقال لها الغوطة ، فيها مدينة يقال لها دمشق ، خير منازل المسلمين يومئذ» (٥).

__________________

(١) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (١ / ٢٦٣) ، وقد تقدم في برقم (٣٤) ، ويأتي عند السمعاني برقم (٢٦) مختصرا.

(٢) سورة المؤمنون الآية : (٥٠).

(٣) أخرجه ابن عساكر (١ / ٩١) ، ويأتي في جزء ابن رجب ص (٢٣٨).

(٤) سورة التين الآية : (١).

(٥) تقدم برقم (٣٥) وانظر جزء ابن عبد الهادي رقم (١٧).

٧١

ذكر مدائن الجنة

٥٣ ـ حدثنا علي : أنا أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد الله الرازي الحافظ : نا أبو بكر أحمد بن عبد الله [بن الفرج : أخبرنا](١) حنبل بن محمد الحمصي [في كتابه إلى قال : حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش : حدثنا أبي إسماعيل بن عياش](٢) نا محمد بن عبد الله (٦ / ب) عن يزيد بن عبد الله الخولاني ، عن كعب الأحبار قال : خمس مدائن من مدائن الجنة : حمص ، ودمشق ، وبيت المقدس ، وبيت جبرين ، وظفار ظفار اليمين ، وخمس مدائن من مدائن النار : أنطاكية ، وعمورية ، والقسطنطينية ، وتدمر وصنعاء صنعاء اليمن. (٣)

٥٤ ـ حدثنا علي قال : أنا تمام : نا أحمد : نا عبد الرحمن بن إسماعيل الكوفي : نا إدريس بن سليمان بن أبي الرباب نا عبد الله بن خالد بن حازم : نا الوليد بن محمد : نا الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «أربع مدائن في الدنيا من الجنة : مكة ، والمدينة ، وبيت المقدس ، ودمشق ، وأربع مدائن النار في الدنيا : رومية ، وقسطنطينية ، وأنطاكية وصنعاء» (٤).

__________________

(١) ما بين القوسين غير واضح بالأصل وإثباته من (ط).

(٢) ما بين القوسين غير واضح بالأصل وإثباته من (ط).

(٣) إسناده ضعيف ومتنه منكر أو موضوع فيه محمد بن إسماعيل بن عياش ولم يسمع من أبيه هو من رواية كعب الأحبار وانظر التعليق الآتي.

(٤) موضوع ذكره ابن الجوزي في الموضوعات (٢ / ٥١) ، واللآلئ (١ / ٤١٩) وقال : لا أصل له والوليد كذاب. وله طريق آخر عند ابن عساكر ذكره ابن الجوزي في اللآلئ من طريق محمد بن مسلم الطائفي عن الزهري ـ به وقال ابن عساكر : هذا حديث غريب من حديث مسلم بن محمد الطائفي عن الزهري والمحفوظ حديث الوليد بن محمد الموقري عن الزهري فذكره. وذكره الشوكاني في الفوائد المجموعة ووافق ابن الجوزي وكذا ابن عدي في الكامل (٧ / ٧٣). والوليد هذا يروي عن الزهري أشياء موضوعة لم

٧٢

٥٥ ـ حدثنا علي : أنا تمام : أخبرني علي : نا أبو العباس الفضل بن مهاجر المقدسي : نا محمد بن النعمان السقطي الديلي : حدثنا سليمان بن عبد الرحمن : نا الوليد بن محمد الموقري : نا الزهري : نا سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «أربع مدائن من مدائن الجنة في الدنيا : مكة ، والمدينة ، وبيت المقدس ، ودمشق ، وأربع مدائن من مدائن النار : القسطنطينية والطبرية ، وأنطاكية المحترقة ، وصنعاء». قال أبو عبد الله : ليس هو بصنعاء اليمن ، إنما هو صنعاء بأرض الروم (١)

__________________

يروها الزهري قط كما في ترجمته ، وانظر تاريخ دمشق (١ / ٩٨) ، ويأتي عند ابن رجب ص (٢٦٩).

(١) انظر التعليق السابق.

٧٣

باب

ذكر مصلّى الخضر في جامع دمشق

٥٦ ـ حدثنا علي : نا أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد الله الحافظ ـ رحمه الله ـ نا أحمد بن عبد الله : نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الملك بن المغيرة المقرئ : نا أبي ، عن أبيه أن الوليد بن عبد الملك تقدم إلى القوّام ليلة من الليالي فقال : إني أريد أن أصلي في المسجد لا تتركوا فيه أحد حتى أصلي الليلة ثم أتى إلى باب الساعات فاستفتح الباب ففتح له ، فدخل من باب الساعات ، فإذا رجل فيما بين باب الساعات وباب الخضراء الذي على المقصورة قائما يصلي ، وهو أقرب [إلى باب الخضر منه إلى باب الساعات ، فقال للقوام : ألم آمركم أن لا تتركوا أحدا يصلي الليلة في المسجد؟ فقال بعضهم : يا أمير المؤمنين هذا الخضر يصلي في المسجد كل ليلة](١).

__________________

(١) غير واضح بالأصل وإثباته من (ط).

٧٤

(٧ / أ) ذكر الموضع الذي فيه رأس

يحيى بن زكريا ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المسجد.

٥٧ ـ حدثنا علي : أنا تمام بن محمد : نا أحمد بن عبد الله القرشي : نا أبي : نا القاسم بن عثمان : نا الوليد قال : سألت الأوزاعي ، قلت : يا أبا عمرو ، أين بلغك رأس يحيى بن زكريا؟ قال : بلغنا أنه في العمود الرابع المسفّط.

٥٨ ـ حدثنا علي قال : وأنا تمام : نا أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن المعلى : نا القاسم بن عثمان قال : سمعت الوليد بن مسلم وسأله رجل : يا أبا العباس ، أين بلغك رأس يحيى بن زكريا ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟ قال : بلغني أنه ثمّ ، وأشار بيده إلى العمود المسفّط الرابع من الركن الشرقي.

٥٩ ـ حدثنا علي قال : وأنا تمام : نا أحمد : نا أبو شبيب محمد بن أحمد ابن المعلّى : نا أحمد بن المعلى قال : وأخبرني إسماعيل بن أبان قال : [حدثني محمد بن عائذ : نا الوليد](١) حدثني زيد بن واقد قال : حضرت رأس يحيى بن زكريا ـ عليهما السلام ـ وقد أخرج من البلاطة القبلية الشرقية ، التي عند عمود مجلس بجيلة ، فوضع تحت عمود السكاسك.

٦٠ ـ حدثنا علي قال : وأنا تمام قال : نا أبو بكر البرامي : نا أبو شبيب : نا محمد بن هارون : نا عباس بن الوليد : [نا أبو مسهر : نا إسماعيل بن عياش : نا يحيى بن سعيد](٢) سمعت سعيد بن المسيب يقول : لما دخل بخت نصر دمشق ، وصعد الدرج حتى دخل الكنيسة التي هي اليوم المسجد الجامع رأى دم يحيى بن زكريا يفور ويغلي قال : فقتل عليه خمسة وسبعين ألفا حتى سكن الدم.

__________________

(١) ما بين القوسين ساقط من (ط).

(٢) ما بين القوسين سقط من (ط).

٧٥

وقال أبو مسهر : إن رأس يحيى بن زكريا تحت العمود المسفّط في شرقي المسجد يعرف بعمود السكاسك.

٦١ ـ حدثنا علي : أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر الإمام : حدثنا ابن حبيب : نا أبو عبد الملك نا مهدي بن جعفر : نا الوليد بن مسلم : نا زيد ابن واقد قال : رأيت رأس يحيى بن زكريا حين أرادوا بناء مسجد دمشق ، أخرج من تحت ركن من أركان القبّة ، وكانت البشرة والشعرة على رأسه لم تتغير.

٦٢ ـ حدثنا علي : أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر : حدثنا محمد ابن عبد الله الربعي : نا محمد بن يوسف : نا أحمد بن إبراهيم الغسّاني : نا أبي ، عن أبيه ، عن زيد بن واقد قال : وكّلني الوليد على العمال في بناء جامع دمشق فوجدنا فيه مغارة ، فعرفنا الوليد ذلك ، فما كان [الليل وافى بين يديه الشمع](١) فنزل ، فإذا هي كنيسة لطيفة (٧ / ب) ثلاثة أذرع في ثلاثة أذرع ، وإذا فيها صندوق ، ففتح الصندوق فإذا فيه سفط ، وفي السفط رأس يحيى بن زكريا [مكتوب عليه : هذا رأس يحيى بن زكريا](٢) فأمر به الوليد فرده إلى المكان وقال اجعلوا العمود الذي فوقه متغيرا من الأعمدة ، فجعلوا عليه عمودا مسفّط الرأس.

__________________

(١) ما بين القوسين غير واضح بالأصل وإثباته من (ط).

(٢) سقط من (ط).

٧٦

من ذكر أن الحائط القبلي

من الجامع بناء هود النبي عليه السلام

٦٣ ـ حدثنا علي : أنا عبد الرحمن بن عمر : نا الحسن بن حبيب : نا أحمد ابن المعلّى : نا التقي الحمصي : نا الوليد بن مسلم قال : لما أمر الوليد بن عبد الملك ببناء مسجد دمشق كان سليمان بن عبد الملك هو القيم عليه مع الصنّاع ، فوجدوا في حائط المسجد القبلي لوحا من حجر فيه كتاب ونقش ، فأتوا به الوليد ابن عبد الملك فبعث به إلى الروم فلم يستخرجوه ، فبعث به إلى العبرانيين فلم يستخرجوه ، ثم بعث به إلى من كان بدمشق من بقية الأشبان فلم يقدر أحد على أن يستخرجه ، فدلوه على وهب بن منبه فبعث إليه ، فلما قدم عليه أخبروه بموضع ذلك الحجر الذي وجدوه في ذلك الحائط ، ويقال إن ذلك الحائط من بناء هود النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفيه قبره ، فلما نظر إليه وهب حرك رأسه ، ثم قرأه فإذا هو : بسم الله الرحمن الرحيم. ابن آدم لو رأيت يسير ما بقي من أجلك لزهدت في طويل ما ترجو من أملك ، [وإنما تلقى ندمك لو قد زلّت بك قدمك](١) وأسلمك أهلك وحشمك ، وانصرف عنك الحبيب وودعك القريب ، ثم صرت تدعى فلا تجيب ، فلا أنت إلى أهلك عائد ، ولا في عملك زائد ، فاعمل لنفسك قبل يوم القيامة ، وقبل يوم الحسرة والندامة ، وقبل أن يحل بك أجلك وينزع ملك الموت روحك من بدنك ، فلا ينفعك مال جمعته ولا ولد ولدته ولا أخ اتخذته ، ثم تصير إلى برزخ [المثوى ومجاورة](٢) الموتى ، فاغتنم الحياة قبل الموت ، والقوة قبل الضعف ، والصحة قبل السقم ، وقبل أن تؤخذ بالكظم ، ويحال بينك وبين العمل وكتب [زمان](٣) سليمان بن داود ـ عليه السلام ـ.

__________________

(١) ما بين القوسين غير واضح بالأصل وإثباته من (ط).

(٢) ما بين القوسين غير واضح بالأصل وإثباته من (ط).

(٣) في (ط) : زمن.

٧٧

ذكر ما ورد في فضل جامع دمشق المبارك

٦٤ ـ حدثنا علي : أنا تمام بن محمد : نا أبو بكر أحمد بن عبد الله البرامي : نا أبو أيوب سليمان بن محمد بن إسماعيل : حدثنا (٨ / أ) العباس بن الوليد بن [الصبح](١) حدثنا [هارون بن محمد](٢) نا سعيد بن بشير ، عن قتادة في قوله ـ عز وجل ـ : (وَالتِّينِ) قال : جامع دمشق (وَالزَّيْتُونِ) قال : مسجد بيت المقدس (طُورِ سِينِينَ) قال : حيث كلم الله موسى (وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) قال : مكة.

٦٥ ـ حدثنا علي : [أنا تمام](٣) : نا أحمد : نا أحمد بن أنس : نا حبيب المؤذن : نا أبو زياد الشعباني وأبو أمية الشعباني قالا : كنا بمكة فإذا رجل في ظل الكعبة ، وإذا هو سفيان الثوري ، فسأله رجل قال : يا أبا عبد الله ، ما تقول في الصلاة في هذه البلدة؟ قال : بمائة ألف صلاة ، قال ففي مسجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟ قال : بخمسين ألف صلاة ، قال : ففي بيت المقدس؟ قال بأربعين ألف صلاة ، قال : ففي مسجد دمشق؟ قال : بثلاثين ألف صلاة.

٦٦ ـ حدثنا علي : [أنا تمام : نا أحمد](٤) : نا أحمد بن أنس : نا محمد بن محمد بن معاذ : نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر : نا المنذر بن نافع مولى أم عمرو بنت مروان ، عن رجل قد سماه أن واثلة بن الأسقع صاحب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خرج من باب المسجد الذي يلي جيرون فلقي كعب

__________________

(١) كذا بالأصل أما في (ط) : صبيح وهو تصحيف فهو أبو الفضل الدمشقي.

(٢) كذا بالأصل و (ط) وهو تحريف من الناسخ وصوابه (مروان بن محمد) وهو الطاطري فهو الراوي عن سعيد ويروي عنه العباس بن الوليد.

(٣) سقط من (ط).

(٤) سقط من (ط).

٧٨

الأحبار فقال له : أين تريد قال له واثلة : أريد بيت المقدس ، قال : قال : تعال حتى أريك موضعا في هذا المسجد من صلى فيه فكأنما صلى في بيت المقدس ، قال : فذهب فأراه ما بين الباب الأصغر الذي يخرج منه الوالي إلى الخبيّة يعني القنطرة بالعربية ، قال : من صلى فيما بين هاتين فكأنما صلى في بيت المقدس ، قال واثلة : إنه لمجلسي ومجلس قومي ، قال : هو ذاك (١).

٦٧ ـ حدثنا علي : نا تمام : نا أبو بكر أحمد بن عبد الله البرامي : نا محمد ابن أحمد بن عبيد بن فياض القرشي : نا صفوان بن صالح : نا عبد الخالق بن زيد بن واقد ، عن أبيه ، عن عطية بن قيس الكلابي قال : قال كعب الأحبار : البنيان في دمشق يبقى بعد خراب الأرض أربعين عاما (٢).

٦٨ ـ حدثنا علي : أنا تمام : نا أبو بكر أحمد بن عبد الله : نا أبو شبيب محمد بن أحمد بن المعلى : نا محمد بن هارون : نا عياش بن الوليد بن مسلم : [نا عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل : نا الوليد بن مسلم](٣) نا عثمان بن أبي العاتكة ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم بن عبد الرحمن قال : أوحى الله ـ عز وجل ـ إلى جبل قاسيون أن هب ظلك وبركتك لجبل بيت المقدس ، قال : ففعل. فأوحى ـ عز وجل ـ إليه : أما إذ فعلت (٨ / ب) فإني سأبني لي في حضنك بيتا ، قال عبد الرحمن : قال الوليد : في حضنك ، أي في وسطك يعني مسجد دمشق ، أعبد فيه بعد خراب الدنيا أربعين عاما ولا تذهب الأيام الليالي حتى أرد عليك ظلك وبركتك ، قال : فهو عند الله بمنزلة المؤمن الضعيف المتضرع (٤).

__________________

(١) يأتي في جزء ابن رجب ص (٢٤٥).

(٢) يأتي في جزء ابن رجب ص (٢٢١).

(٣) ما بين القوسين ساقط من (ط).

(٤) يأتي في جزء ابن رجب ص (٢٢١).

٧٩

٦٩ ـ حدثنا علي قال : أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر : نا ابن فضالة : نا أبو بكر بن معاذ : نا هشام بن عمار : نا حسن بن يحيى الخشني أن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ليلة أسريّ به صلى في موضع مسجد دمشق (١).

٧٠ ـ حدثنا علي : أنا تمام بن محمد : نا أبو بكر أحمد بن عبد الله : نا محمد بن أحمد : حدثني عمرو بن عبد الرحمن بن إبراهيم قال : سمعت أبي يقول : حيطان مسجد دمشق الأربعة من بناء هود ، وما كان من الفسيفساء فهو من بناء الوليد بن عبد الملك.

٧١ ـ أخبرنا علي : أنا تمام : أنا أحمد : نا أبي : نا القاسم بن عثمان : نا [ابن أبي السائب](٢) عن أبيه قال : أراد عمر بن عبد العزيز أن يمحو الذهب الذي في مسجد دمشق ، فقيل له : إنه إذا جرّد لم يكن له ثمن فتركه.

٧٢ ـ نا علي : أنا تمام : أنا أحمد : نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الملك ابن المغيرة المقرئ مولى الوليد بن عبد الملك قال : حدثني أبي عبد الملك ، عن أبيه المغيرة مولى الوليد بن عبد الملك أنه دخل يوما على الوليد بن عبد الملك ابن مروان فرآه مغموما ، فقال : يا أمير المؤمنين ، ما سبيلك؟ قال : فأعرض عنه ، ثم إنه عاود فقال له : يا أمير المؤمنين ، ما سبيلك؟ فقال : يا مغيرة إن المسلمين قد كثروا ، وقد ضاق بهم المسجد ، وقد بعثت إلى هؤلاء النصارى أصحاب هذه الكنيسة لندخلها في المسجد فتأبوا علينا وقد أقطعتهم قطائع

__________________

(١) إسناده منقطع معضل فإن الحسن الخشني لم يدرك أحدا من الصحابة وله علة أخرى وهي ضعف الحسن هذا فهو كثير الخطأ الميزان (١ / ٥٢٥) والمجروحين لابن حبان (١ / ٢٣٥) وغيره وهذا الحديث أخرجه ابن عساكر في تاريخه بلفظ" أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به صلى في موضع مسجد دمشق".

(٢) كذا بالأصل أما (ط) : أبو السائب.

٨٠