فضائل الشّام

فضائل الشّام

المؤلف:


المحقق: أبي عبد الرحمن عادل بن سعد
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 978-2-7451-3322-5
الصفحات: ٣٥٩

عربي قبلك وسأخبرك بلغني أن البركة تضعّف فيها مرتين (١).

٢٨ ـ قال ـ رضي الله عنه ـ : أنبا أبو جعفر (٨ / أ) جنبل بن علي بن الصوفي بهراة : أنبا أبو بشر عبد الكريم بن أبي حاتم التاجر بسجستان : أنبا منصور أسعد بن محمد : أنبا أبو عبد الله بن محمد : أنبا إبراهيم بن خزيم : ثنا عبد بن حميد : ثنا يونس ، عن شيبان ، عن قتادة : (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها)(٢) قال : هي أرض الشام (٣).

٢٩ ـ قال ـ رضي الله عنه ـ : أنبا حنبل بن علي بهراة : أنبا أبو بشر بن عبد الكريم بن أبي حاتم الحافظ بسجستان : أنبا أبو حفص محمود بن محمد السجزي : أنبا أبو عمر أحمد بن محمد بن محمد بن الحصين : أنبا أبو الحسين محمد بن حامد : أنبا محمد بن إسماعيل الصائغ : ثنا سنيد : قال معمر : قال ابن طاوس ، عن أبيه : (الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها)(٤) قرى الشام.

٣٠ ـ قال ـ رضي الله عنه ـ : أنبا الحافظان أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي بباب المراتب ، وأبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الأنماطي بنهر القلايين جميعا ببغداد : أنبا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة بن أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي : أنبا أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم الجرجاني الحافظ : أنبا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي بدمشق : ثنا (٩ / ب) محمد بن إسماعيل الحسّاني : ثنا محمد بن إبراهيم : ثنا محمد بن عبد الله : ثنا الوليد بن مسلم ، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان قال : ما ينبغي لأحد

__________________

(١) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (١ / ٢٣٧) وسبق عند الربعي برقم (٣٧).

(٢) سورة الأعراف آية (١٣٧).

(٣) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (١ / ١٣١).

(٤) سورة سبأ آية (١٨).

١٤١

أن يكون أشوق إلى الجنة من أهل دمشق لما يرون من حسن مسجدهم.

٣١ ـ قال ـ رضي الله عنه ـ : سمعت صاحبنا أبا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الجرجاني الصوفي مذاكرة بأصبهان يقول : من عجائب الدنيا ثلاث : جامع دمشق ، ومنارة الإسكندرية ، ورزق الصوفية.

٣٢ ـ قال ـ رضي الله عنه ـ : أنبا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك ابن أحمد الأنماطي الحافظ ببغداد : أنبا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة الجرجاني أنبا حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي الحافظ : أنبا عبد الله بن أحمد بن طالب البغدادي بمصر : ثنا أبو روق : ثنا الرياشي : ثنا الأصمعي قال : كان يقال : جنان الدنيا ثلاث ، وحشوشها ثلاث ، فجنانها : غوطة دمشق ، ونهر سمرقند ، ونهر الأبلة ، وحشوشها : هيت ، وأردبيل ، وعمان.

٣٣ ـ قال ـ رضي الله عنه ـ : أنبا فاطمة بنت أبي الحكيم عبد الله بن إبراهيم الخبري ببغداد في دار ابن أختها أبي الفضل بن ناصر الحافظ قالت : أنبا أبو منصور علي بن الحسن بن الفضل الكاتب : ثنا أبو (١٠ / أ) عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب : أنبا أبو محمد علي بن عبد الله ابن العباس بن المغيرة الجوهري : ثنا أبو حفص عمر بن عبد الله بن جميل العتكي : ثنا العباس بن الفرج الرياشي : ثنا الأصمعي ، عن أبي عمرو (يعني ابن العلاء) قال : حسن الدنيا ثلاثة : نهر الأبلة ، وغوطة دمشق ، وسمرقند.

٣٤ ـ قال ـ رضي الله عنه ـ : أنبا أبو المطهر عبد المنعم بن أبي نصر الجرجاني ، وأبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال ، وأبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الدوري جميعا بأصبهان قالوا : أنبا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي قال أبو المطهر وأنا حاضر : أنبا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري : ثنا أحمد بن الحسين بن طلاب : ثنا [محمد](١) بن أبي الحواري : ثنا ابن نمير ،

__________________

(١) كذا بالأصل وهو خطأ وصوابه : أحمد كما في السير (١٤ / ٥١٢).

١٤٢

عن يحيى بن سعيد ، [عن سعيد](١) بن المسيب : (وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ)(٢) قال : هي دمشق (٣).

٣٥ ـ قال ـ رضي الله عنه ـ : أنبا القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى القرشي بجامع دمشق : أنبا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن علي الفارسي بمصر : أنبا أبو عبد الله شعيب بن عبد الله بن أحمد بن المنهال المصري : أنبا أبو العباس أحمد (١٠ / ب) بن الحسن الرازي : ثنا أبو الزّنباع روح بن الفرج القطان : ثنا يحيى بن بكير : حدثني الليث بن سعيد ، عن ابن لهيعة ، عن يحيى ابن سعيد ، عن سعيد بن المسيب في قول الله ـ عز وجل ـ : (وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) قال : هي دمشق (٤).

٣٦ ـ قال ـ رضي الله عنه ـ : ثنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ من لفظه بدمشق ، وكتب لي بخطه : أنبا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني : ثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني الحافظ : أنبا أبو الحسن علي بن محمد بن طوق الطبراني بداريا : أنبا أبو علي عبد الجبار بن عبد الله الخولاني : ثنا أبو علي الحسن بن حسين بن عبد الملك : ثنا يزيد بن محمد بن عبد الصمد : ثنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر : ثنا صدقة بن خالد : سمعت عبد الرحمن بن يزيد بن جابر يقول : كان يقال : من أراد العلم فلينزل بين عنس وخولان بداريا.

٣٧ ـ قال ـ رضي الله عنه ـ : سمعت القاضي أبا القاسم عبد العزيز بن بدر بن إبراهيم الولاشجردي في داره بقصر كنكور يقول لما عزم المتوكل

__________________

(١) ما بين المعقوفين مكرر بالأصل.

(٢) سورة المؤمنون الآية : (٥٠).

(٣) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (١ / ١٩٤ ـ ١٩٦) وابن أبي شيبة (١٢ / ١٩٠ ـ ١٩١) من طرق عدة.

(٤) انظر التخريج السابق.

١٤٣

على الخروج إلى دمشق ، دخل عليه أبو عبادة البحتري وأنشد قصيدته التي أولها : (١١ / أ)

قل للإمام الذي عمت فواضله

شرقا وغربا فما تحصى لها عددا

أما دمشق فقد أبدت محاسنها

وقد وفى لك مطريها بما وعدا

إذا أردت ملأت العين من بلد

مستحسن وزمان يشبه البلدا

يمشي السحاب على أجبالها فرقا

ويصبح النبت في صحرائها بدرا

فلست تبصر إلا واكفا خضلا

أو يانعا خضرا أو طائرا غردا

كأنما القيظ ولى بعد

أو الربيع دنا من بعد ما بعدا

٣٨ ـ قال ـ رضي الله عنه ـ : قال لي القاضي : أشرف معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنه ـ من الربوة على الغوطة ، فقال : ما أحسنك غوطة لو دمت!!.

٣٩ ـ قال ـ رضي الله عنه ـ : أنبا أبو سعد أحمد بن محمد بن علي الزوزني ببغداد ، وكتب لي بخطه : أنبا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري : سمعت أبا الحسن محمد بن محمد أبي جعفر النابه بالجعافرة يقول :سمعت أبا الفرج علي بن الحسين الأصبهاني يقول : دير مرّان بنواحي الشام على تلة مشرفة على مزارع زعفران ورياض حسنة ، نزله الرشيد ، ونزله المأمون بعده ، وكان الحسين بن الضحاك مع الرشيد لما نزله فقال له : قل فيه شعرا فقال : (١١ / ب)

يا دير مران لا عريب من سكن

قد هجت لي حزنا يا دير مرانا

هل عند قسك من علم فتخبرني

أم كيف يسعد وجه الصبر من بانا

سقيا ورعيا لكرخايا وساكنها

بين الجنينة والروحاء من كانا

جث المدام فإن الكأس مترعة

مما يهيج دواعي الشوق أحزانا

١٤٤

٤٠ ـ قال ـ رضي الله عنه ـ : أنشدنا صديقنا الإمام أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ من لفظه وحفظه بدير مران بظاهر دمشق لأبي بكر الصنوبري الشاعر الدمشقي :

بدير مران ناحيا واجعل

بيت الهوى بيت لهيا

تبرد علتي بردي فسقيا لأيامى

لأيامي على بردي ورعيا

ولي في باب حيرون ظباء

أعاطيها الهوى ظبيا فظبيا

تفيض جداول البلور فيها

خلال حدائق ينبتن وشيا

٤١ ـ قال ـ رضي الله عنه ـ : أنشدنا أبو الحسن هبة الله بن الحسن بن هبة الله الأمين من لفظه إملاء بجامع دمشق أنشدنا أبو عبد الله أحمد بن محمد ابن علي بن صدقة الخياط الدمشقي لنفسه :

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة

يؤرقني بالغوطتين نسيم

وهل يجمعن الكأس شملي بفتية

على الدهر منهم نضرة ونعيم

٤٢ ـ قال ـ رضي الله عنه ـ : أنشدني مؤدبي أبو المعالي يوسف بن محمد الفقيهي من لفظه بمرو للبحتري من قصيدة أولها :

إن رق لي قلبك مما ألاقي

من فرط تعذيي وطول اشتياقي

وجدت بالوصل على مغرم

فزوديني منك قبل انطلاق

إذا أنت ودعت بتقبيلة كانت

يدا مشكورة قبل الفراق

أحاذر البين من أجل النوى

طورا وأهواه لأجل العناق

إن دمشقا أصبحت جنة

مخضرة الروض غداة البراق

هواؤها الفضفاض عمر الندى

وماؤها السلسال عذب المذاق

٤٣ ـ قال ـ رضي الله عنه ـ : أنشدني أبو علي الحسن بن منصور الوزير الدمشقي من لفظه بمرو لنفسه :

١٤٥

ذكرتني حمامة المروين حين

ناحت ليالي النيربين

ورماني صرف الزمان ببين

فرق الله بين بيني وبيني

نجز الكتاب وتم بحمد الله تعالى

وهو حسبنا ونعم الوكيل

والصلاة والسلام على سيدنا

ومولانا محمد النبي وآله

نقلت عن نسخة مكتوبة في حادي عشر ذي القعدة من سنة تسع وأربعين وستمائة.

بلغ العراض بالأصل المنتسخ منه ، وكتب الملتجئ إلى حرم الله تعالى الحسن بن محمد بن الحسن الصغاني ، جعله الله ناهضا بجسيم الأعمال ، مستقلا بمضلع الأثقال في ذي الحجة من شهور سنة تسع وأربعين وستمائة حامدا ومصليا.

١٤٦

فهارس جزء السمعاني

الحديث

 الراوي

 الرقم

الأبدال بالشام بهم يرحم الله جميع

 علي بن أبي طالب

 ٢١

إذا فسد أهل الشام فلا خير

 قرة

 ٤ ـ ١٨

إذا هلك أهل الشام فلا خير

 قرة

 ٣

أربع مدائن من مدائن الجنة

 أبو هريرة

 ١٩

إن الله استقبل بي الشام وولى

 أبو أمامة

 ١٧

أن البركة تضعف فيها مرتين

 أبو سلام

 ٢٧

أن الجارود لما قدم على عمر

 محمد بن سيرين

 ٢٥

أنزلت عليّ النبوة في ثلاثة أمكنة

 أبو أمامة

 ١١

إنكم ستحشرون رجالا وركبانا

 معاوية بن حيدة

 ٥

إنكم ستجندون أجنادا فجندا

 عبد الله بن حوالة

 ١

إني رأيت أن عمود الكتاب انتزع

 عبد الله بن عمرو

 ١٥

إنها ستكون أجنادا مجندة

 عبد الله بن حوالة

 ٢

حرف الباء

بينا أنا نائم رأيت عمود الإسلام

 أبو الدرداء

 ١٢

حرف الجيم

جنان الدنيا ثلاث وحشوشها

 الأصمعي

 ٣٢

حرف الحاء

حسن الدنيا ثلاثة نهر الأبلة وغوطة دمشق

 أبو عمرو بن العلاء

 ٣٣

حرف الخاء

الخير عشرة أعشار ، تسعة بالشام

 عبد الله بن عمرو

 ٧

١٤٧

حرف الدال

دخل إبليس العراق فقضى

 عبد الله بن عمر

 ١٠

دير مران بنواحي الشام

 علي بن الحسين الأصبهاني

 ٣٩

حرف السين

ستخرج نار في آخر الزمان

 عبد الله بن عمر

 ١٤

ستفتح عليكم الشام وإن بها مكانا

 رجل من أصحاب النبي

 ٢٢

حرف الشين

الشام (الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها)

 الحسن

 ٢٤

الشام سوط الله في أرضه

 خريم بن فاتك

 ١٦

حرف العين

عليكم بالشام فمن أبى

 عبد الله بن حوالة

 ١ ـ ٢

عليكم بالشام

 معاوية بن حيدة

 ١٣

عليكم بالشام

 عبد الله بن عمر

 ١٤

حرف الفاء

فيهم الأبدال

 عوف بن مالك

 ٢٠

حرف القاف

قرى دمشق

 طاوس

 ٢٩

حرف اللام

لعلك من الجند الذين يعرفون في الجنة

 كعب الأحبار

 ٢٦

لما عزم المتوكل على الخروج إلى دمشق

 عبد العزيز بن بدر

 ٣٧

اللهم أقبل بقلوبهم على طاعتك

 أنس

 ٩

لا تزال طائفة من أمتي

 قرة

 ٣ ـ ٤

لا تزال طائفة من أمتي

 أنس

 ٦

لا ولكني اسمع وأطع ولو لعبد

 معاوية بن حيدة

 ٨

١٤٨

حرف الميم

ما أحسنك غوطة لو دمت

 معاوية بن أبي سفيان

 ٣٨

ما ينبغي لأحد أن يكون أشوق إلى الجنة من

 عبد الرحن بن ثابت

 ٣٠

من عجائب الدنيا ثلاث جامع دمشق و

 إبراهيم بن محمد الجرجاني الصوفي

 ٣١

حرف الهاء

هي دمشق

 سعيد بن المسيب

 ٣٤ ـ ٣٥

حرف الواو

والله ما سألني عنها عربي قبلك

 أبو سلام

 ٢٧

والذي نفسي بيده ليبلغن هذا الدين

 أبو أمامة

 ١٧

حرف الياء

يا أهل العراق لا تسبوا أهل الشام

 علي بن أبي طالب

 ٢٣

يا أهل مصر أنا عوف بن مالك لا تسبوا أهل الشام

 شهر بن حوشب

 ٢٠

يا أبا ذر إذا رأيت البناء

 معاوية بن حيدة

 ٨

يا محمد إني جعلت ما وراءك

 أبو أمامة

 ١٧

١٤٩
١٥٠

١٥١
١٥٢

ترجمة المؤلف

هو الشيخ الإمام الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن ابن محمد بن مسعود البغدادي الدمشقي الحنبلي المشهور : بابن رجب الحنبلي.

ولد ـ رحمه الله ـ سنة ست وثلاثين وسبعمائة ببغداد وقدم مع والده إلى دمشق وهو صغير فسمع من محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن الخباز وغيره ، ثم خرج إلى مصر فسمع عن علمائها.

وكان رحمه الله بارعا في علوم الفقه والأصول والحديث طرقا ونقدا ودراية حتى قال صاحب معجم المؤلفين : إنه محدث حافظ فقيه أصولي مؤرخ فهو ـ رحمه الله ـ كان موسوعة في العلوم والمعارف ولا سيما في علم الفقه والحديث ، وكان طويل النفس في الشرح والإيضاح وسرد الأخبار أمينا في النقل والبحث ، سهل الأسلوب ، وصنف ـ رحمه الله ـ المصنفات الكثيرة النافعة منها :

١ ـ فتح الباري شرح لصحيح البخاري ولكنه لم يتمه ـ رحمه الله ـ وهو مطبوع وقد انتهى فيه إلى كتاب الجنائز.

٢ ـ شرح جامع الترمذي وقد ذكره الأئمة منهم الحافظ ابن حجر فقال : صنف شرح الترمذي فأجاد فيه نحو عشرة أسفار. ولكنه احترق كما أشار أكثر من واحد ولم يبق منه إلا شرحه لكتاب العلل وقطعة من كتاب اللباس.

٣ ـ جامع العلوم والحكم المعروف بشرح الخمسين حديثا.

٤ ـ القواعد الفقهية.

٥ ـ لطائف المعارف.

وله الكثير غير ما ذكرت ولكني أبغي الاختصار فمن أراد المزيد فليرجع

١٥٣

إلى مصادر الترجمة.

وتوفي ـ رحمه الله ـ ليلة الاثنين في الرابع من شهر رمضان المعظم سنة خمس وتسعين وسبعمائة ودفن بالباب الصغير (١).

__________________

(١) انظر ترجمته في" شذرات الذهب" (٦ / ٣٣٩) ، " الدرر الكامنة" (٢ / ٣٢١) ، " الذيل على طبقات ابن رجب" (٥٧) ، " معجم المؤلفين" (٥ / ١١٨) وغيرهم.

١٥٤

عملي في الكتاب

١ ـ قمت بنسخ المخطوط ومقابلته مقابلة دقيقة.

٢ ـ قمت بتخريج الأحاديث تخريجا تفصيليا بحسب المتوفر لنا من مراجع مع مراعاة عدم التطويل فإذا كان الحديث موجودا في عدة مصادر من نفس الطريق اكتفيت بأعلى هذه المصادر رتبة إلا إن كانت الضرورة تقتضي غير ذلك فأفعله.

٣ ـ قمت بالحكم على الأحاديث مسترشدا بأقوال أهل العلم في ذلك ولم أنفرد بحكم على الإطلاق ، وعزو الأحاديث التي سبقت في الأجزاء السابقة إلى مواضعها فيها إتماما للفائدة.

٤ ـ عزوت الآيات القرآنية.

٥ ـ رقمت الأحاديث وعملت لها بعض الفهارس العلمية المهمة.

وأسأل الله التوفيق

١٥٥

وصف النسخة الخطية

وقد اعتمدت على المخطوط المصور من جامعة الدولة العربية معهد إحياء المخطوطات المحفوظة تحت رقم (١٣٥١).

وتقع في (٥٥) ورقة وقد أثرت عليها الرطوبة وكتبت بخط جيد وكانت مسطرتها (١٧) سطر وكثر فيها التحريف.

وكتب في آخره : علقه لنفسه العبد الفقير إلى ربه اللطيف علي بن محمد ابن إبراهيم العفيف الحنبلي الجوزي عفا الله عنه وغفر لوالديه ولمشايخه وإخوانه بمنه وكرمه وذلك في رابع عشر من صفر سنة ثمانمائة والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وحسبنا الله ونعم الوكيل.

١٥٦

١٥٧

١٥٨

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله منجي من شاء من عباده المؤمنين من الهلكة ، ومصطفى ما شاء من بلاده بمزيد الإيمان والبركة ، وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له ، فطوبى لمن وحّده وتبّا لمن أشركه ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، المخصوص بالفضل الذي ما بلغه سواه ولا أدركه ، مولده بمكة ومهاجره طيبة ، وملكه بالشام فهي لأمّته خير مملكة ، ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اقتفى طريقه وسلكه ـ ، وبعد :

فإن الله تعالى جعل البلدة الحرام مبدأ لخلقه وأمره ، فأوّل ما خلق من الأرض مكان البيت ، ومنه دحيت الأرض ، وهو أول مسجد وضع على وجه الأرض لعبادة الله تعالى وتوحيده ، وفيه ابتدئت رسالة خاتم النبيين ، وأنزل الكتاب المبين ، وجعل الشام منتهى الخلق والأمر ، ففي آخر الزمان يستقر الإيمان وأهله بالشام ، وهي أرض المحشر والنشر للأنام.

وقد جمعت في هذا الكتاب ما ورد في حماية الشام وصيانتها بما فيها من الإيمان والإسلام تطييبا لقلوب المؤمنين (١ / أ) وتسكينا لها مما حدث بالشام من الحوادث المزعجة في سنة إحدى واثنين وتسعين بعد سبع مئين من هجرة إمام المتقين ، وخاتم النبيين ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ـ.

والله المسئول أن يحسن لنا وللمسلمين العاقبة ، وأن يجعلنا من الطائفة القائمة بالحق الغالبة ، وقد قسمته إلى عشرة أبواب ، والله الموفق للصواب :

الباب الأول : فيما ورد في الأمر بسكنى الشام.

الباب الثاني : فيما ورد في استقرار العلم والإيمان بالشام.

الباب الثالث : فيما ورد في حفظ الشام من الفتن.

الباب الرابع : فيما ورد في استقرار خيار أهل الأرض في آخر الزمان

١٥٩

بالشام ، وأن الخير فيها أكثر منه في سائر بلاد الإسلام.

الباب الخامس : فيما ورد في أن الطائفة المنصورة بالشام.

الباب السادس : فيما ورد في أن الأبدال بالشام.

الباب السابع : فيما ورد في بركة الشام.

الباب الثامن : في حفظ الله الشام بالملائكة الكرام.

الباب التاسع : فيما ورد في بقاء الشام بعد خراب غيرها من الأمصار.

الباب العاشر : فيما ورد في فضل دمشق بخصوصها (١ / ب).

وبالله المستعان وعليه التكلان

ولا حول ولا قوة إلا بالله

١٦٠