السيّد محمّد تقي الحسيني الجلالي
المحقق: السيّد قاسم الجلالي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات سلسال
المطبعة: بهار
الطبعة: ١
ISBN: 964-7759-11-8
الصفحات: ٣٠٢
المهموز : (١)
ما كانت الهمزة جزءا من حروفه الأصليّة ، إمّا في الأوّل أو الوسط ، أو الآخر.
فإن كانت في أوّله سمّي : مهموز الفاء ، مثل : أمر.
وإن كانت في وسطه سمّي : مهموز العين ، مثل : زأر.
وإن كانت في آخره سمّي : مهموز اللام ، مثل : هنأ.
ولذلك أقسام اخرى تراها في الجدول الآتي في الباب الحادي عشر.
المضاعف : (٢)
الفعل المضاعف : ما كان فيه الحرف الثاني والثالث من جنس واحد ، ويسمّى : (الأصمّ). مثل : (مدّ) ، وأصله : (مدد).
الصحيح :
الفعل الصحيح : ما لم يكن فيه حرف العلّة ، ولا الهمزة ، ولا التضعيف (٣)، مثل:درس. (٤)
__________________
(١) انظر : الباب الحادي عشر.
(٢) انظر : انواع المضاعف في الباب الثاني عشر.
(٣) وإنّما اشترط المصنّف رحمهالله خلوّ الصحيح من : (الهمزة ، والتضعيف) ؛ لترتيب أحكام حرف العلّة ـ من الإبدال والحذف ـ عليهما.
(٤) وتعريف الصحيح بهذا النحو إنما هو في اصطلاح الصرفيين ـ كما تقدّم ـ وأمّا في
التقسيم الرّابع
لمعلوم والمجهول :
وينقسم الفعل ـ أيضا ـ إلى قسمين : معلوم ، ومجهول.
الفعل المعلوم : فعل بني على الفاعل ، مثل : (درس الطالب).
ويسمّى : المبنيّ للفاعل.
الفعل المجهول : فعل بني على المفعول ، مثل : (قتل الحسين عليهالسلام) ويسمّى :
المبنيّ للمفعول.
التقسيم الخامس :
اللازم والمتعدّي :
وينقسم الفعل ـ أيضا ـ إلى قسمين : لازم ، ومتعدّ.
الفعل اللّازم : ما لا يحتاج إلى المفعول به ؛ بل يكتفي بالفاعل فقط.
مثل : ضحك زيد.
الفعل المتعدّي : ما يحتاج إلى المفعول به ، مثل : صبغ الصبّاغ الثوب.
__________________
اصطلاح النحاة فالصحيح هو ما لم يكن فيه حرف علّة فحسب وإن كان مهموزا أو مضاعفا. وبناء على هذا التعريف الذي ذكره المصنّف رحمهالله ـ والذي عليه الصرفيّون ـ لا فرق بين الصحيح والسالم.
وأمّا عند النّحاة : فالصحيح : ما خلت اصوله من حروف العلّة. والسّالم : ما خلت اصوله من الهمزة ، والتضعيف.
فعليه : يكون بينهما عموم وخصوص مطلقا ، فكلّ سالم صرفي صحيح نحوىّ ، وليس العكس.
الباب الثّالث
في أصل الفعل وو مشتقّاته
الفعل (١) يشتقّ من المصدر (٢) ، مثل : درس ، المشتقّ من الدرس.
١ ـ ويشتقّ من المصدر مباشرة : الفعل الماضي (٣) ، مثل : درس.
٢ ـ ويشتقّ من الماضي : الفعل المضارع (٤) ، مثل : يدرس.
٣ ـ ويشتقّ من المضارع فعل الأمر (٥) مثل : ادرس.
٤ ـ ويشتقّ من المضارع ـ أيضا ـ اسم الفاعل (٦) ، مثل : دارس.
٥ ـ ويشتقّ من المضارع ـ أيضا ـ اسم المفعول (٧) ، مثل : مدروس.
٦ ـ ويشتقّ من المضارع ـ أيضا ـ الصفة المشبّهة (٨) ، مثل : (رضيع). وغير ذلك ... (٩)
__________________
(١) الفعل في اللغة : (العمل) وفي الاصطلاح (الفعل ما يصدر من الفاعل).
(٢) المصدر : في اللغة : (الموضع الذي ترجع منه الإبل ، والبقر ، والغنم) وفي الاصطلاح : المصدر : ما يصدر عنه الفعل ، وهذا عند البصريين ، وهو خلاف ما ذهب إليه الفرّاء وجميع الكوفيّين حيث يرون أنّ المصدر مأخوذ من الفعل ، والفعل سابق له (الإيضاح ، ص ٥٦).
(٣) والماضي : في اللغة : (السابق) وفي الاصطلاح : (الماضي : ما مضى وقته ، ولزم أجله).
(٤) والمستقبل في اللغة : (اللاحق) وفي الاصطلاح : (المستقبل : ما ينتظر وقوعه ، ولم يقع).
(٥) الأمر في اللغة : (الطلب) وفي الاصطلاح : (الأمر طلب الفعل ممّن هو دونه على سبيل الاستعلاء).
(٦) الفاعل في اللغة (العامل) وفي الاصطلاح : (الفاعل : هو الصادر عنه الفعل).
(٧) المفعول في اللغة : (المعمول) وفي الاصطلاح : (المفعول : ما شمله الفعل).
(٨) الصفة المشبّهة هي تشتقّ من الفعل اللازم للدلالة على الثبوت ، نحو : (حسن) و (كريم).
(٩) كاسم الآلة ، مثل : (مطرق) المشتق من (يطرق) ، وكاسم الزمان ، مثل : (موعد) المشتقّ من (يوعد)، وكاسم المكان ، مثل : (مدرس) المشتق من (يدرس).
وللفعل المضارع فروع :
١ ـ الاستفهام (١) ، كقوله تعالى : (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ).(٢)
٢ ـ النهي (٣) ، كقوله تعالى : (لا تُشْرِكْ بِاللهِ). (٤)
٣ ـ النفي (٥) ، كقوله تعالى : (لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ). (٦)
٤ ـ الجحد (٧) ، كقوله تعالى : (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ). (٨)
٥ ـ التعجّب كقوله تعالى : (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ). (٩)
وغير ذلك.
__________________
(١) الاستفهام في اللغة : (طلب الفهم) وفي الاصطلاح (الاستفهام : طلب المتكلّم من المخاطب ، فهم الفعل).
(٢) الزمر : ٩.
(٣) النهي في اللغة : (المنع) وفي الاصطلاح : (النهي هو طلب ترك الفعل ممن هو دونه على سبيل الاستعلاء).
(٤) لقمان : ١٢.
(٥) النفي في اللغة : (الإفناء) وفي الاصطلاح : (النفي : هو الإخبار بعدم وقوع الفعل ، في الزمان المستقبل ، بلفظ المستقبل).
(٦) المائدة : ١٠٠.
(٧) الجحد في اللغة : (الإنكار) وفي الاصطلاح : (الجحد : هو الإخبار ، بعدم وقوع الفعل ، في الزمان الماضي ، بلفظ المستقبل).
(٨) الإخلاص : ٣.
(٩) القيامة : ٣.
الجدول الثالث
في اشتقاق الافعال
تمارين :
١ ـ ما الدليل على انحصار أقسام الكلمة في ثلاثة؟
٢ ـ ذكرنا أنّ للفعل خمسة تقاسيم ، اذكر أربعة منها.
٣ ـ كم هو مجموع أبواب الفعل من الثلاثيّ والرّباعيّ ـ المجرّد والمزيد فيه ـ وما هي؟.
٤ ـ مثّل للفعل الرّباعيّ المجرّد بمثالين.
٥ ـ عرّف الفعل المعتلّ ، والصحيح ، والمهموز ، والمضاعف ، والمثال.
٦ ـ عرّف : الأجوف ، والناقص ، واللّفيف المفروق ، واللّفيف المقرون.
٧ ـ بم يعبّر عن (زأر) ، (قال) ، (درس) ، (وعد) ، (رمى) ، (مدّ) من الأسامي المذكورة في التقسيم الثالث؟.
٨ ـ عرّف الفعل المعلوم ، والفعل المجهول.
٩ ـ مثّل للعناوين التالية :
(الصفة المشبّهة) ، (اسم المفعول) ، (اسم الفاعل) ، (الجحد) ، (النفي) ، (الأمر) ، (النهي) ، (الاستفهام) ، (المضارع) ، (الماضي) ، (المصدر).
١٠ ـ ممّ يشتقّ الفعل الماضي؟
١١ ـ ممّ يشتقّ الفعل المضارع؟
١٢ ـ ممّ يشتقّ فعل الأمر؟
١٣ ـ مثّل لمهموز اللّام بغير ما مثّلنا.
١٤ ـ مثّل لمعتلّ العين بغير ما مثّلنا.
١٥ ـ مثّل لمعتلّ اللّام بغير ما مثّلنا.
١٦ ـ مثّل للمضاعف بغير ما مثّلنا.
١٧ ـ من هو واضع علم الصرف؟
١٨ ـ ما هي فائدة علم الصرف؟
١٩ ـ ما هو موضوع علم الصرف؟
٢٠ ـ ممّ يشتقّ اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبّهة؟
الباب الرّابع
في الفعل الماضي
تعريفه :
الفعل الماضي : فعل يدلّ على زمان (١) تقدّم ، مثل : درس. وله أربع عشرة صيغة ، كما في الجدول الرابع.
__________________
(١) إنّ للفعل الماضي أربع حالات في دلالته الزمانية.
١ ـ تعيّن معناه في زمن انقضى ، وهذا هو الماضي لفظا ومعنى.
٢ ـ تعيّن معناه في زمن التكلّم ، فيكون ماضي اللفظ لا المعنى ، وذلك إذا قصد به الإنشاء ، نحو : (بعت) و (اشتريت) وغير ذلك من صيغ العقود التي يراد بها إحداث معنى في الحال ، أو كان من أفعال الشروع، نحو:(طفق) أو (شرع) أو (بدأ).
٣ ـ تعيّن معناه في زمن مستقبل ، أي بعد الكلام ، فيكون ماضي اللفظ دون المعنى ، وذلك إذا اقتضى طلبا ، نحو (وفّقك الله) أو تضمن وعدا ، نحو قوله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ،) أو رجاء ، كقوله تعالى:(فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ).
٤ ـ صلاح معناه لزمن يحتمل الماضي والاستقبال ، بشرط ألّا توجد قرينة تخصّصه بأحدهما ويكون ذلك إذا وقع بعد همزة التسوية : نحو : (سواء عليّ أهاجرت أم أقمت) أو بعد : (هلّا) أو (ألّا) أو (لو لا) نحو : (هلّا قرأت القرآن) أو بعد (كلّما) أو (حيث) أو غير ذلك.
الجدول الرابع
في صيغ الفعل الماضي
حكم الفعل الماضي
الفعل الماضي مبنيّ دائما ، وهو مبنيّ الأصل.
كيفيّة بناء الفعل الماضي :
١ ـ البناء على السكون ، وذلك لو كان معه ضمير رفع متحرّك ومورده تسع صيغ ، وهي : (درسن) و (درست) و (درستما) و (درستم) و (درست) و (درستما) و (درستنّ) و (درست) و (درسنا).
٢ ـ البناء على الضمّ ، وذلك لو كان مع الواو ، نحو : درسوا.
٣ ـ البناء على الفتح ، وذلك في غير موردي السكون والضمّ وهو أربع صيغ : (درس) و (درسا) و (درست) و (درستا).
أصل الفعل الماضي :
الفعل الماضي المجرّد ، مشتق من المصدر.
مثلا : (درس) ، أصله : (الدرس) أجريت فيه العمليّة التالية :
١ ـ حذف الألف واللام ، فصار : (درس) على وزن (فلس).
٢ ـ تحريك عين ولام الفعل (١) وهما في مثالنا (ر ، س) بالفتح فصار : (درس).
وأمّا باقي الصيغ فالمثنّى والجمع مشتقّان من مفردهما ، والمفردات
__________________
(١) سنشرح المراد من (عين الفعل) و (لام الفعل) في الباب ٨.
والمتكلّم (وهي الصيغ رقم ٤ و ٧ و ١٠ و ١٣ و ١٤) مشتقّة من المفرد المذكّر الغائب أي:الصيغة رقم (١).
مثلا : (درسا) ، أصله : (درس) ، زيدت في آخره علامة التثنية وهو الألف.
تمرين :
عدّد أربع عشرة صيغة من : ضرب ، نصر ، منع ، علم ، حسب ، شرف.
الباب الخامس
في الفعل المضارع
تعريفه :
الفعل المضارع : فعل يدلّ على الحال أو الاستقبال (١) ، نحو ، يدرس.
__________________
(١) إنّ للفعل المضارع أربع حالات من ناحية دلالته الزمنية :
الحالة الاولى : صلاحه للحال والاستقبال ، وذلك إذا لم توجد قرينة تقيّده بأحدهما.
الحالة الثانية : تعيّنه للحال ، وذلك بوجود قرينة تفيد ذلك ، كأن يقترن بكلمة (الآن) أو (الساعة) أو (حالا) نحو (المعلّم يدرّس الآن أو الساعة أو حالا) أو إذا وقع خبرا من أفعال الشروع ، نحو : (شرع المعلّم يدرّس الدرس) أو إذا نفي بـ (ليس) أو إحدى اخواتها ، نحو :(ليس يدرّس المعلّم) أو دخلت عليه لام الابتداء ، نحو (إنّ المعلّم ليدرّس طلّابه).
الحالة الثالثة : تعيّنه للاستقبال ، وذلك إذا اقترن بظرف يدلّ على المستقبل ، نحو : (أكافئك إذا نجحت) أو إذا كان مسندا إلى شيء متوقّع حصوله في المستقبل ، نحو (يزفّ الشهداء إلى الجنّة) أو سبقته أداة شرط أو جزاء ، كقوله تعالى (إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ) (محمّد :٧) أو السين كقوله تعالى : (سَيَصْلى ناراً) (المسد : ٣) أو سوف ، كقوله تعالى : (سَوْفَ يُرى) (النجم : ٤٠) أو غير ذلك.
وإذا دخلت عليه اللّام ، اختص بالحال ، نحو : ليدرس. (١)
أو السين أو سوف اختصّ (٢) بالاستقبال (٣) ، كقوله تعالى : (سَنَكْتُبُ)(٤) وقوله تعالى : (سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ.)(٥)
وله أربع عشرة صيغة ، كما في الجدول الخامس.
__________________
ـ الحالة الرابعة : تعيّنه للماضي ، وذلك إذا سبقته (لم) أو (لمّا) الجازمتين ، كقوله تعالى (لَمْ يَلِدْ ، وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) (الإخلاص : ٣ ، ٤) أو إذا وقع مع مرفوعه خبرا لـ (كان) وأخواتها ، دون وجود قرينة تصرف زمنه عن الماضي إلى زمن آخر ، نحو : (كان الله يحبّ المحسنين).
(١) وقد ذكرنا موارد اختصاصه بالحال وذلك في الحالة الثانية في الهامش رقم (١) في ص ٥١.
(٢) وقد ذكرنا موارد اختصاصه بالاستقبال وذلك في الحالة الثالثة في الهامش رقم (١) ، ص ٥١
(٣) لتفصيل وتعداد حروف الاستقبال راجع كتاب المصنف قدس سرّه (البداءة) ط ٢ ، ص ٢٤١.
(٤) آل عمران : ١٨١ ؛ مريم : ٧٩.
(٥) يوسف : ٩٨.
الجدول الخامس
في صيغ الفعل المضارع
علامة الفعل المضارع
علامته : دخول أحد حروف (أتين) على أوّله ، وهي (الهمزة ، التاء ، الياء ، النّون) وتسمّى : حروف المضارعة.
حكم الفعل المضارع
الفعل المضارع معرب في اثنتي عشرة صيغة ، ومبنيّ على السّكون إذا اتّصلت به نون النّسوة في صيغتين (١) :
١ ـ المضارع الغائب : كقوله تعالى : (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ). (٢)
٢ ـ المضارع المخاطب : كقوله تعالى : (وَلا تَبَرَّجْنَ.)(٣)
ويبنى المضارع على الفتح إذا اتّصلت بآخره اتّصالا مباشرا نون التوكيد الخفيفة أو الثقيلة ، نحو قول الشاعر :
لا تأخذنّ من الامور بظاهر |
|
إنّ الظواهر تخدع الرّائينا |
__________________
(١) وهما : رقم (٦ و ١٢) من الجدول الخامس.
(٢) هود : ١١٤.
(٣) الأحزاب : ٣٣.
أصل الفعل المضارع
الفعل المضارع مشتق من الفعل الماضي ، بزيادة حرف من حروف المضارعة مثلا : يدرس ، أصله : درس ، اجريت فيه العمليّة التالية :
١ ـ وضع أحد حروف المضارعة في أوّله ، وهو هنا : (ي) فصار : (يدرس).
٢ ـ تسكين الحرف الأوّل ـ فاء الفعل ـ ، فصار : (يدرس).
٣ ـ ضمّ الحرفين الثاني والثالث ـ عين الفعل ولام الفعل ـ (١) فصار: (يدرس).
و (يدرسان) ، مشتقّ من (يدرس) بزيادة علامة التثنية ، وهي : (الألف ، والنون) في آخره.
وهكذا باقي صيغ المضارع ، فالمثنّى والجمع مشتقّان من المفرد.
والمفرد والمتكلّم مشتقّان من الفعل الماضي المفرد المذكّر الغائب.
__________________
(١) يأتي شرح فاء وعين ولام الفعل في الباب الثامن.
الباب السادس
في إعراب الفعل المضارع وأصنافه
إعرابه ثلاثة أنواع : الرفع ، النصب ، الجزم ، على التفصيل الآتي :
الرفع
الرفع : إعراب للفعل المضارع ، إذا لم يدخل عليه ناصب أو جازم ، مثل : يدرس.
ملحوظة : علامة رفع المضارع ، هي : الضمّة ، أو ثبوت النون.
النصب
النصب : إعراب للفعل المضارع إذا دخل عليه حرف ناصب.
والحرف الناصب نوعان : ظاهر ، ومقدّر.
الحرف الناصب الظاهر ، هو : (أن ، لن ، كي ، إذن).
الحرف الناصب المقدّر ، هو : (أن) في سبعة عشر موردا ، وذلك إذا وقع الفعل المضارع بعد أحد الأمور التالية :
١ ـ بعد (حتّى) كقوله تعالى : (فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ.)(١)
٢ ـ بعد (أو) التي بمعنى (إلى أن) نحو قول الشاعر :
لأستسهلنّ الصعب أو أدرك المنى |
|
فما انقادت الآمال إلّا لصابر |
٣ ـ بعد (اللّام) التي بمعنى الجحود ، كقوله تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ.)(٢)
٤ ـ بعد (اللّام) التي بمعنى كي ، نحو : (تجنّدت لأحمي الوطن).
٥ ـ بعد (واو العطف) إذا عطف الفعل المضارع على اسم صريح كقول الشّاعر(٣)
ولبس عباءة وتقرّ عيني |
|
أحبّ إليّ من لبس الشّفوف (٤) |
٦ ـ إذا وقع بعد الفاء في جواب الأمر ، نحو : (اجلس فتأمن). (٥)
__________________
(١) الحجرات : ٩.
(٢) الانفال : ٣٣.
(٣) هذا البيت لميسون بنت بجدل الكلبيّة زوجة معاوية بن أبي سفيان ، قالتها حين نقلها من البدو الى الحضر ، فضاقت نفسها فأنشدت الأبيات ، وأولها :
لبيت تخفق الأرواح فيه |
|
أحبّ إليّ من قصر منيف |
وخرق من بني عمّي ضعيف |
|
أحبّ إليّ من علج عنيف |
(٤) وهذا البيت من شواهد ابن مالك ٢ : ٣٥٨ / ٣٣٠ ، وهو من شواهد سيبويه (ج ١ ، ص ٤٢٦) وشواهد ابن هشام في قطر الندى ، ص ٦٥.
اللغة : (عباءة) جبّة من الصوف ونحوه ، (تقرّ عيني) : كناية عن سكون النفس (الشفوف) :جمع شف وهو ثوب رقيق يستشف ما وراءه.
(٥) والفاء في (فتأمن) سببية ، لأن ما بعدها يكون سببا لما قبلها ، وبهذا المعنى تشبه (لام
٧ ـ إذا وقع بعد الفاء في جواب النهي ، كقوله تعالى : (وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي.)(١)
٨ ـ إذا وقع بعد الفاء في جواب النفي ، كقوله تعالى : (لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا.)(٢).
٩ ـ إذا وقع بعد الفاء في جواب العرض ، كقول الشاعر :
يابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما |
|
قد حدّثوك فما راء كمن سمعا |
١٠ ـ إذا وقع بعد الفاء في جواب التمنّي ، كقوله تعالى : (يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً.)(٣)
١١ ـ إذا وقع بعد الفاء في جواب الاستفهام ، كقوله تعالى : (فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا.)(٤).
١٢ ـ إذا وقع بعد الواو في جواب الأمر ، نحو : (اجلس وتأمن).
١٣ ـ إذا وقع بعد الواو في جواب النهي ، نحو : (لا تذنب وتعاقب).
١٤ ـ إذا وقع بعد الواو في جواب النفي ، نحو : (ما تدرس وأدرس).
١٥ ـ إذا وقع بعد الواو في جواب العرض ، نحو : (ألا تؤذّن فتسعد).
١٦ ـ إذا وقع بعد الواو في جواب التمنّي ، نحو : (ليت لي علما وأرشدك).
١٧ ـ إذا وقع بعد الواو في جواب الاستفهام ، نحو : (هل تأتينا وأكرمك).
__________________
ـ ـ التعليل) ويمكن وضع لام التعليل دائما مكانها فتقول : (اجلس لتأمن) والتعليل والسببية مصطلحان ـ هنا لمعنى واحد.
(١) طه : ٨١
(٢) فاطر : ٣٦.
(٣) النساء : ٧٣.
(٤) الاعراف : ٥٣.
ملحوظة :
علامة نصب المضارع ، هي : الفتحة ، أو حذف النون.
الجزم
الجزم : إعراب للفعل المضارع ، إذا دخل عليه الجازم.
والجازم نوعان : ظاهر ، ومقدّر.
الجازم الظاهر ، قسمان : حرف ، وإسم ، والجازم المقدّر : حرف فقط.
الجازم الظاهر الحرفيّ ، وهو :
١ ـ (إن) كقوله تعالى : (إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ.)(١)
٢ ـ (لم) كقوله تعالى : (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ.)(٢)
٣ ـ (لمّا) كقوله تعالى : (وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ.)(٣)
٤ ـ («لام» الأمر) كقوله تعالى : (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ.)(٤)
٥ ـ («لا» الناهية) كقوله تعالى : (وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي.)(٥)
__________________
(١) محمد : ٧.
(٢) المائدة : ٤٧.
(٣) البقرة : ٢١٤.
(٤) قريش : ٣.
(٥) طه : ٨١.
الجازم الظاهر الاسميّ ، وهو :
١ ـ (من) كقول الشاعر :
ومن يك دأبه تشييد بيت |
|
فها أنا مدح أهل البيت دأبي (١) |
٢ ـ (ما) كقوله تعالى : (وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ.)(٢)
٣ ـ (مهما) كقول الشاعر :
أغرّك منّي أنّ حبّك قاتلي |
|
وأنك مهما تأمري القلب يفعل (٣) |
٤ ـ (أي) كقوله تعالى : (أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى.)(٤)
٥ ـ (حيثما) نحو : (حيثما يجلس أجلس).
٦ ـ (متى) نحو : (متى تكن مجتهدا تحترم).
٧ ـ (أين) نحو : (أين تذهب تجد خيرا).
٨ ـ (أينما) نحو : (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ.)(٥)
٩ ـ (أنّى) نحو : (أنّى تجلس أجلس).
١٠ ـ (أيّان) نحو : (أيّان تزره تجده).
١١ ـ (إذ ما) نحو : (إذ ما تتعّلّم تتثقّف).
__________________
(١) هذا البيت للخطيب الخوارزمي.
(٢) البقرة : ١٩٧.
(٣) هذا البيت لامرىء القيس كما في ديوانه ص ٣٧.
(٤) الاسراء : ١١٠.
(٥) النساء : ٧٨.