نزهة الطرف في علم الصرف

السيّد محمّد تقي الحسيني الجلالي

نزهة الطرف في علم الصرف

المؤلف:

السيّد محمّد تقي الحسيني الجلالي


المحقق: السيّد قاسم الجلالي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات سلسال
المطبعة: بهار
الطبعة: ١
ISBN: 964-7759-11-8
الصفحات: ٣٠٢
١٢١
١٢٢
١٢٣
١٢٤
١٢٥
١٢٦

١٢٧

حكم المهموز

الفعل المهموز ، في تصاريفه ، واشتقاقه ، وإعراب المضارع ، كمماثله من الأفعال الصحيحة.

فان كان فيه حرف العلّة ، فبحكم المعتلّ ـ على ما تقدّم من أحكام المعتلات ـ.

وإن لم يكن فيه حرف العلّة ، فبحكم الفعل الصحيح ؛ لأنّ الهمزة حرف صحيح لكنّها قد تخفّف بالقلب أو بالحذف أو بغيرهما ، وذلك في موارد

منها : إذا اجتمعت مع همزة أخرى.

الأمثلة :

(أومل) ـ المفرد المذكّر المخاطب من فعل الأمر وأصله : (أءمل)

(آمل) ـ المتكلّم وحده من الفعل المضارع ـ وأصله : (أءمل)

(إيمان) ـ مصدر باب الإفعال ـ وأصله : (إءمان).

خفّفت الهمزة الثانية في هذه الأمثلة بالقلب.

وسبب التخفيف : أنّ الهمزتين إذا اجتمعتا والتقتا في كلمة واحدة وثانيتهما ساكنة وجب قلب الثانية إلى مثل حركة الأولى.

فالهمزة في (اءمل) قلبت واوا ؛ لضمّ الهمزة الأولى.

والهمزة في (اءمل) قلبت ألفا ؛ لفتح الهمزة الأولى.

والهمزة في (إءمان) قلبت ياء ؛ لكسر الهمزة الأولى.

١٢٨

همزة الوصل والقطع

الهمزة (١) الواقعة في أوّل الكلمة نوعان : قطع ، ووصل.

همزة القطع :

وهي التي لا تحذف في درج الكلام حين الاتّصال بما قبلها.

وأهمّ مواضعها :

١ ـ همزة باب الإفعال ، في ماضي الفعل الرّباعيّ ، وأمره ، ومصدره ، نحو : (أكرم معلّمك إكراما حسنا كما أكرمك بعلمه) و (أعرب كلام الله تعالى إعرابا صحيحا ، كما أعربه النّحاة).

٢ ـ همزة المتكلّم في كلّ فعل مضارع ، نحو : (أنا أدرس دروسي وأستغفر ربّي في كلّ يوم).

٣ ـ الحروف المبدوءة بهمزة ، نحو : (إنّ ، أنّ ، إلّا ، أمّا ، إمّا ، إذا).

٤ ـ في كلّ اسم يبتدأ بهمزة ـ مفردا كان ، أو جمعا ـ نحو : (أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام) و (أبطال الامّة المجاهدون) ما لم يكن الاسم مصدرا لفعل خماسيّ أو سداسيّ ، أو من الأسماء التي وردت سماعيّة بهمزة وصل ، وسنذكرها. (٢)

__________________

(١) وترسم الهمزة رأس عين صغيرة «ع» ولم يكن للعرب ، في أوّل الأمر ، حرف يرمز إلى الهمزة ، إذ كانوا يرمزون إليها ، باعتبارها وحدة صوتيّة أساسيّة في الكلمة بنقطة كبيرة أو بنقطتين ، ولمّا جاء الخليل بن أحمد الفراهيديّ رحمه‌الله لا حظ قرب مخرج الهمزة في النطق من مخرج العين ، فرمز إليها برأس العين (ع).

(٢) انظر : همزة الاسم. ص ١٣١

١٢٩

٥ ـ إذا كانت الألف اليابسة من حروف الكلمة الأصليّة ، نحو : (أكل) و (أنملة).

همزة الوصل(١) :

وهي التي تحذف في درج الكلام ، وتكتب إذا وقعت في أوّله.

وأهمّ مواضعها :

١ ـ في أوّل فعل الأمر من الثلاثيّ المجرّد ، نحو : (ادرس العلم ، واكتب البحث ، واعمل الخير ، واترك الشرّ).

٢ ـ في «أل» التعريف ، نحو : (الشتاء ، الصيف ، الرّبيع ، الخريف) وقد شذّت همزة «أل» في «ألبتّة» حيث اعتبرت همزة قطع.

٣ ـ في ماضي الفعل الخماسيّ ، والسداسيّ ، وأمرهما ، ومصدرهما ، نحو :

(انتفع المؤمن بعلمه انتفاعا صالحا ، واستغفر ربّه استغفارا حسنا ، فانتفع أنت مثله واستغفر ربّك) وشذّ عن هذه القاعدة همزة باب الإفعال فإنّها همزة قطع.

فائدة :

في حصر موارد همزتي الوصل ، والقطع :

الهمزة المبتدأ بها إمّا أن تكون في الاسم ، أو الفعل ، أو الحرف.

__________________

(١) وهي تكتب بصورة الألف الطويلة وحسب : «ا» ، أو بصورة الألف وفوقها صاد صغيرة :

«ا» وذلك للدلالة على الوصل ، فكأنّ هذا الرمز (الصاد الصغيرة) يدلّ دلالة فعل الأمر «صل».

١٣٠

همزة الاسم :

همزة الاسم همزة قطع ، إلّا في موردين :

١ ـ مصادر الثلاثيّ ، والرّباعيّ (غير مصدر باب الإفعال فإنّ همزته همزة قطع).

٢ ـ الأسماء التالية :

(ابنة ، امرؤ ، امرءان ، امرأة ، امرأتان ، اثنان ، اثنتان ، اثنين ، اثنتين ، أيم ، أيمن (١) ، اسم ، است ، ابن ، ابنان ، ابنم (٢) ، ابنمان). (٣)

همزة الفعل :

١ ـ الماضي المجرّد ، وباب الإفعال همزتهما همزة قطع ، وغيرهما همزته همزة وصل.

٢ ـ المضارع ، المتكلّم وحده همزته همزة قطع.

٣ ـ الأمر ، همزته همزة وصل (غير باب الإفعال فهمزته همزة قطع كما تقدّم).

همزة الحرف :

الهمزة في الحروف همزة قطع ، فلا تدخل عليها همزة الوصل ، واستثنوا من الحروف أداة التعريف «أل» فهمزتها همزة وصل ، نحو : الرّجل.

__________________

(١) ايم ، أو ايمن : إسمان وضعا للقسم نحو «(وايم الله) أو (وايمن الله)».

(٢) لغة في (ابن) ومثناه : إبنمان.

(٣) فهمزة هذه الأسماء تحذف في درج الكلام.

١٣١

تمارين

١ ـ مثّل (بغير الأمثلة المتقدّمة) لمهموز الفاء ، ومهموز العين ، ومهموز اللام.

٢ ـ ما الفرق بين همزة الوصل ، وهمزة القطع؟

٣ ـ همزة باب الإفعال من القطع أو الوصل؟

٤ ـ ما هو حكم الفعل المهموز؟

٥ ـ الهمزات في الأمثلة التالية قطع أو وصل؟

(الاستقبال) و (الرّجل) و (الانصراف) و (الأمير) و (إحسان).

(أكرم) و (أمر) و (استخرج) و (أحسن) و (ادرس).

١٣٢

الباب الثاني عشر

في المضاعف (١)(٢)

__________________

(١) المضاعف هو اسم مفعول من ضاعف يضاعف ـ من باب المفاعلة ـ وهو في اللّغة : المكرّر ، يقال :فلان يضاعف العطاء ، أي : يكرّره.

(٢) والمضاعف نوعان :

النوع الأوّل : المضاعف الثلاثيّ : وهو قسمان :

الأوّل : المضاعف الثلاثيّ : الذي عينه ولامه حرف واحد ، وهو الكثير الشائع ، نحو : (ردّ) و (شدّ)، وهو : (الأصمّ) الذي اقتصر المصنّف رحمه‌الله على ذكره.

أمّا نحو : (فرّح) و (عظّم) و (احمرّ) فليست مضاعفة ؛ لأنّ الراء في الأوّل والثالث زائدة ، والظاء في الثاني (عظّم) زائدة أيضا.

الثاني : المضاعف الثلاثيّ الذي فاؤه وعينه حرف واحد ، نحو : (ددن) والددن : بمعنى اللعب واللهو.

وهذا القسم من المضاعف الثلاثيّ في غاية الندرة ؛ لاستثقال اجتماع المثلين ، فإذا كان في أوّل الكلمة حين يبدأ المتكلّم كان أشدّ ثقلا بسبب تعذّر الإدغام حينئذ.

النوع الثاني : المضاعف الرباعيّ : وهو ما كرّر فيه حرفان أصليّان بعد حرفين أصليّين ، نحو : (زلزل) و (صرصر). ويسمّى : (المطابق) وذلك لمطابقة الفاء واللّام الاولى مع العين واللام الثانية.

وأمّا نحو : (اعشوشب) فليس ، بمضاعف ؛ لأنّ المجرّد منه : (عشب) ، وكذا ما كان فاؤه ولامه متماثلان نحو : (قلق) فلا يسمّى مضاعفا ، لعدم انطباق القاعدة عليه.

١٣٣

تعريفه :

المضاعف : ما كان عينه ولامه من جنس واحد ، ويسمّى : (الأصمّ). (١)

مثاله : (مدّ ، يمدّ) ، كما في الجدول المكمّل للثلاثين.

__________________

(١) وقد ذكر وجهان لتسميته بالأصمّ :

الأوّل : إنّه إنّما سمّي : (اصمّ) لاشتقاقه من : (الصمم) وهو : (الشدّة) فسمّي بذلك لشدّة اتصال بعض حروفه بالبعض الآخر عند الإدغام. ومنه قولهم : (حجر أصمّ) أي : صلب.

الثاني : وقيل إنّما سمّي : (أصمّ) لأنّ المضاعف لا يتحقّق إلّا بتكرار الحرف الواحد ، كما في (الأصمّ) وهو الذي لا يسمع الصوت الخفيّ إلّا بالتكرار.

١٣٤

١٣٥

قاعدة :

إذا اجتمع في الكلمة حرفان أصليّان من جنس واحد ، سكّن الحرف الأوّل وأدغمه في الثاني ، مثل : (مدّ) وأصله : (مدد).

أمثلة اخرى للمضاعف :

(مرّ ، ودّ ، عدّ ، عضّ ، خفّ ، شدّ ، كدّ ، سدّ ، صدّ).

فائدة : في إعلال الأمر من الفعل المضاعف :

في خمس صيغ من فعل الأمر المضاعف ، تجوز ثلاثة وجوه.

وإذا كان الفعل من باب نصر أو شرف ، تجوز أربعة أوجه.

وأوضحنا ذلك بجلاء في الجدول الحادي والثلاثين.

١٣٦

الجدول الحادي والثلاثون

في الوجوه الأربعة لصيغ الأمر المضاعف

[١] هذا الوجه مختصّ بالمضاعف من باب نصر ، شرف.

[٢] هذه صيغة فعل الأمر (رقم ١) في الجدول الثامن.

[٣] هذه صيغة فعل الأمر (رقم ٤) في الجدول الثامن.

[٤] هذه صيغة فعل الأمر (رقم ٧) في الجدول الثامن.

[٥] هذه صيغة فعل الأمر (رقم ١٣) في الجدول الثامن.

[٦] هذه صيغة فعل الأمر (رقم ١٤) في الجدول الثامن.

١٣٧

كيفيّة إعلال الوجوه الأربعة في مثال : مدّ

إنّ (مدّ) (١) ، مشتق من : (تمدّ). (٢)

وبعد حذف حرف المضارعة وجزم الآخر ، صار : (مدّ).

فحصل التقاء الساكنين بين الدالين (لأنّ الاولى كانت ساكنة في المضارع وقد سكّنّا الدال الثانية لتكوين صيغة الأمر).

ولا بدّ من علاج التقاء الساكنين بأحد الوجوه التالية :

١ ـ فتح الدال ـ الثانية ـ لأجل خفّة الفتح ، فيرجع الإدغام ، وتقول : (مدّ).

٢ ـ كسر الدّال ـ الثانية ـ لقاعدة التقاء الساكنين ، فيرجع الإدغام ، وتقول : (مدّ).

٣ ـ ضمّ الدّال ـ الثانية ـ لمتابعة حركة ما قبلها فيرجع الإدغام ، وتقول :(مدّ).

وهذا الوجه مختصّ بالفعل المضاعف من باب : نصر وشرف.

٤ ـ فكّ الإدغام ، ولا بدّ ـ حينئذ ـ من نقل حركة فاء الفعل إلى عين الفعل.

وفي مثالنا ، تنقل حركة الميم إلى الدال ـ الاولى ـ فنحتاج إلى همزة الوصل في أوّل الكلمة فنقول : امدد.

__________________

(١) فعل الأمر المفرد المذكّر المخاطب.

(٢) فعل المضارع المفرد المذكّر المخاطب.

١٣٨

تنبيه :

إلى هنا تلونا عليك الأفعال المذكورة في هذا البيت :

صحيح ، ومثال ، ومضاعف

لفيف ، ناقص ، مهموز ، أجوف

تمارين :

١ ـ صرّف كلّا من (شدّ ، يشدّ ، شدّ) إلى أربع عشرة صيغة.

٢ ـ عرّف بإيجاز المواضيع التالية ومثّل لكلّ واحد منها :

(الصحيح ، المثال ، المضاعف ، اللّفيف ، الناقص ، المهموز ، الأجوف).

٣ ـ اشرح الوجوه الأربعة الجارية في (مدّ) ـ المفرد المذكّر المخاطب من فعل الأمر ـ.

١٣٩

الجدول الثاني والثلاثون

في مجهول الماضي والمضارع والأمر

١٤٠