نزهة الطرف في علم الصرف

السيّد محمّد تقي الحسيني الجلالي

نزهة الطرف في علم الصرف

المؤلف:

السيّد محمّد تقي الحسيني الجلالي


المحقق: السيّد قاسم الجلالي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات سلسال
المطبعة: بهار
الطبعة: ١
ISBN: 964-7759-11-8
الصفحات: ٣٠٢

ويفرّق فيها بالتاء عند عدم المعرفة نحو : (جاء العطوف والعطوفة).

٦ ـ صيغة (فعول) إذا كانت بمعنى المفعول يؤتى فيها بعلامة التأنيث للمؤنّث سواء علم بالموصوف أم لم يعلم به.

نحو : (زيد رسول) و (هند رسولة) و (جاء رسول ورسولة).

١٨١
١٨٢

الباب الرّابع والعشرون

في فعل التعجّب (١)

صيغة فعل التعجّب

للتعجّب صيغتان جامدتان لا تتحوّلان ابدا عن صيغة الإفراد ، وهما : (ما أفعله) و (أفعل به). (٢)

المثال : (ما أكرمه) و (أكرم به).

وللفعل الذي تصاغ منه صيغة التعجّب شروط ، هي :

١ ـ كونه ثلاثيّا مجرّدا ، فلا تصاغ من مثل : (أكرم) و (دحرج) و (احرنجم).

٢ ـ كونه متصرّفا ، فلا تصاغ من الفعل الجامد ، مثل : (نعم) و (بئس) و

__________________

(١) والتعجّب هو : شعور نفسيّ يطرأ على النفس حين تستعظم امرا نادرا ، أو مجهول الحقيقة ، أو خفيّ السبب.

(٢) للتعجّب صيغ كثيرة منها : قوله تعالى : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً.)

وقوله : (سبحان الله إنّ المؤمن لا يبخس).

وقوله : واها لليلى ... وغير ذلك ، لكن المبوّب في النحو : الصيغتان فقط.

١٨٣

(عسى) و (ليس).

٣ ـ كونه قابلا للمفاضلة ليتحقّق معنى «التعجّب» فلا تصاغ من نحو : (مات) و (فني) و (غرق) و (عمي) ممّا لا تفاوت فيه.

٤ ـ كونه تامّا ، فلا تصاغ من الأفعال الناقصة ، مثل : (كان) فلا تقول : (ما أكون زيدا قائما).

٥ ـ كونه مثبتا ، فلا تصاغ من الفعل المنفي ، مثل : (ما درس).

٦ ـ أن لا يكون الوصف منه على وزن : (أفعل).

فلا تصاغ من (حمر يحمر) ؛ لأنّ الوصف منه ورد على وزن : (أفعل) نحو:(أحمر).

٧ ـ أن لا يكون مبنيّا للمفعول ، فلا تصاغ من : (قتل).

وعند فقد الشروط يتوصّل بـ (أشدّ) أو بـ (أشدد به) ثمّ يؤتى بمصدر ذلك الفعل المقصود بناء التعجّب منه ، مثل : (ما أشدّ تصريفه) و (ما أشدّ اجتهاده) و (ما أشدّ كونه فاضلا) (ما أشدّ عدم درسه) و (ما أشدّ احمراره) و (ما أشدّ ورعه) و (أشدد بتصريفه) و (أشدد باجتهاده) و (أشدد بكونه فاضلا) و (أشدد بعدم درسه) و (أشدد باحمراره) و (أشدد بورعه).

١٨٤

الباب الخامس والعشرون

في الأفعال الناقصة (١)

وهي :

(كان ، أصبح ، أمسى ، أضحى ، ظلّ ، بات ، ليس ، مازال ، ما برح ، ما فتيء ، ما انفكّ ، مادام ، صار) (٢) وملحقاتها.

__________________

(١) واعلم أن (كان وأخواتها) كلّها أفعال اتفاقا ، إلّا أنّه قد اختلفوا في (ليس) فذهب الجمهور إلى أنها فعل ، وبعضهم ـ كابن السّراج ومن تبعه ـ جعلها حرفا.

(٢) وهي أفعال ناقصة ناسخة ، وتنقسم الأفعال الناقصة من حيث الجمود والاشتقاق إلى ثلاثة أقسام :

القسم الأوّل : يتصرّف تصرّفا تامّا إلى الماضي والمضارع والأمر والمصدر واسم الفاعل وهو سبعة : (كان ، وأمسى ، وأصبح ، وأضحى ، وظلّ ، وبات ، وصار).

القسم الثاني : يتصرّف أصلا وهو : (ليس ومادام).

القسم الثالث : يتصرّف تصرّفا ناقصا وهو أربعة : (مازال ، وما فتىء ، وما برح ، وما انفك) فانها لا يرد منها غير الماضي فقط.

١٨٥

وجه تسميتها بالأفعال الناقصة :

سمّيت ناقصة : لأنّها لا تتمّ بالمرفوع ، أي : بالاسم فقط ؛ بل لا بدّ لها من الخبر. (١)

معنى الأفعال الناقصة :

معناها : تقرير الفاعل على صفة ـ هذا إذا كانت بالمعنى الناقص ـ وقد تكون تامّة (٢) ، أي : لا تحتاج إلى خبر ، وحينئذ لا تكون من الأفعال الناقصة ، ونشرح كلّ واحد منها بإيجاز.

كان

معناها ثبوت الخبر للاسم ، قال تعالى : (وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً.)(٣) وتأتي بمعنى صار ، كقوله تعالى : (فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً.)(٤) وكقول الشاعر :

بتيهاء قفر والمطيّ كأنّها

قطا الحزن قد كانت فراخا بيوضها (٥)

__________________

(١) وقد نسب ابن هشام الأنصاري إلى أكثر البصريّين أنّ وجه تسميتها بالناقصة هو : (سلب الدلالة على الحدث وتجرّدها للدلالة على الزمان) لكنه لم يرتضه ، بل اختار ما ذكره المصنف رحمه‌الله.

(٢) وجواز استعمالها تامّة مختصّ بغير (فتىء ، وزال ، وليس) فهذه الثلاثة لا تستعمل تامة.

(٣) الفرقان : ٥٤.

(٤) الواقعة : ٧.

(٥) هذا البيت لم يسمّ قائله.

(التيهاء) الصحراء التي لا يهتدى فيها. (القفر) : المكان الخالي. (المطيّ) الدابة السريعة. (القطا): طائر معروف. (الحزن) : ما غلظ من الأرض.

١٨٦

وتأتي تامّة ، كقوله تعالى : (وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ.)(١)

فائدة :

تختصّ كان بأمور :

١ ـ مجيئها زائدة ، كقوله تعالى : (كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا.)(٢)

٢ ـ جواز حذفها وحدها والتعويض عنها بـ (ما) كقول الشاعر :

أبا خراشة إمّا أنت ذا نفر

[فإنّ قومي لم تأكلهم الضّبع].(٣)

أي : لأن كنت ذا نفر.

٣ ـ جواز حذفها مع اسمها ، وذلك بعد (إن) وبعد (لو) كقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (النّاس مجزيّون بأعمالهم إن خيرا فخير وإن شرّا فشر). (٤)

__________________

ـ ـ المعنى : يصف الشاعر ناقته بسرعة السير حيث شبّهها بقطا تركت بيوضا صارت فراخا فهي تسير بسرعة الى فراخها. انظر : جامع الشواهد ، ج ١ ، ص ٣٠٠ ، انتشارات فيروزآبادي ـ قم.

(١) البقرة : ٢٨٠.

(٢) مريم : ٢٩.

(٣) وهذا البيت للعبّاس بن مرداس ، وهو من شواهد سيبويه (ج ١ ص ١٤٨) وقد أنشده الأشموني (رقم ٢٠٧) وابن عقيل (١ : ٢٩٧ / ٧٤).

(أبا خراشة) كنية خفاف بن ندبة ، شاعر مشهور ، و «ذانفر» أي : كثير الأهل والأتباع ، و «الضبع» أصله الحيوان المعروف ، ثم استعمل في السنة الكثيرة القحط.

المعنى : يقول : لا تفتخر عليّ بكثرة أهلك وأتباعك ، فليس ذلك سببا للفخر لأنّ قومي لم تأكلهم السنون ، ولم يستأصلهم الجدب والجوع ، وإنّما نقصهم الدفاع عن الحرم ، وإغاثة الملهوف ، وإجابة الصريخ. انظر : جامع الشواهد ، ج ١ ، ص ١٧.

(٤) ورد هذا الحديث بهذا النص في الغدير : ٥ : ٤٥٢ ، ولم أقف عليه في كتبنا الروائية ، نعم فيها ما يشابهه

١٨٧

أي : إن كان عملهم خيرا فجزائهم خير ، وإن كان عملهم شرّا فجزائهم شرّ وكقول الشاعر :

لا تأمن الدّهر ذو بغي ولو ملكا

[جنوده ضاق عنها السّهل والجبل](١)

أي : ولو كان الباغي ملكا.

٤ ـ حذف نون مضارعها المجزوم بالسكون (بشروط خمسة ذكرت في المطوّلات).(٢)

كقوله تعالى : (لَمْ أَكُ بَغِيًّا،)(٣) وأصله : أكون.

حذفت الضمّة ؛ للجازم ، والواو ؛ لالتقاء الساكنين ، والنون ؛ للتخفيف.

__________________

ـ كقوله عليه‌السلام : (إنّ الله عند ظنّ عبده به إن خيرا فخير وإن شرا فشر) البحار ٧ : ٣١١.

(١) هذا البيت لم يسمّ قائله وقد أنشده الأشموني (رقم ٢٠٥) وابن هشام في أوضحه (رقم ٩٥).

واستشهد به ابن هشام في قطر الندى ، ص ١٤١ / ٤٩.

(٢) والشروط الخمسة كالتالي :

١ ـ أن تأتي «كان» بلفظ المضارع. نحو : (يكون).

٢ ـ أن تكون مجزومة.

٣ ـ أن لا تكون موقوفا عليها : نحو : (عه) فتقول : (لم يعه) ولا يقال : (لم يع).

٤ ـ أن لا تكون متّصلة بضمير نصب ، نحو : (إن يكنه فلن تسلّط عليه) فلم تحذف النون لاتّصال الضمير المنصوب بها ، والضمائر تردّ الأشياء إلى اصولها.

٥ ـ أن لا تكون متّصلة بالساكن ، فلا يجوز الحذف في قوله تعالى : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) (البيّنة : ١) ، لأجل اتّصال الساكن بها.

(٣) مريم : ٢٠.

١٨٨

أصبح ، أمسى ، أضحى

بمعنى إقتران مضمون الجملة بوقت الصباح ، والمساء ، والضحى.

كما في الدعاء : (أصبحت في أمان الله) (١) (أمسيت في جوار الله).

وكقولك : (أضحى الإمام خطيبا يوم العيد).

وتأتي بمعنى : (صار) ، كقوله تعالى : (فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً)(٢)

وقول الشاعر :

أمست خلاء وأمسى أهلها احتملوا

[أخنى عليها الّذي أخنى على لبد](٣)

وقول الشاعر :

أضحى يمزّق أثوابي ، ويضربني

[أبعد شيبي يبغي عندي الأدبا](٤)

وتكون تامة ، بمعنى الدخول في الصباح ، والمساء ، والضحى.

__________________

(١) بحار الانوار ٩٠ : ١٣٥.

(٢) آل عمران : ١٠٣.

(٣) هذا البيت للنابغة الذبياني.

(الخلاء) : الخالي من الأهل (احتملوا) : بمعنى ارتحلوا. (أخنى) : أي أهلك. (اللبد) : المال الكثير وقيل:هو اسم نشر كان طويل العمر.

المعنى : يصف الشاعر منزلا صار خاليا عن أهله حيث ارتحلوا عنه. انظر : جامع الشواهد ، ج ١ ، ص ٢١٧.

(٤) هذا البيت لم يسمّ قائله. انظر : جامع الشواهد ، ج ١ ، ص ١٢٢.

١٨٩

كقوله تعالى : (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ)(١) أي :تدخلون فيهما.

ظلّ ، بات

ظل : بمعنى اقتران مضمون الجملة بوقت النهار ، نحو : (ظل الصائم متعبدا) بات:بمعنى اقتران مضمون الجملة بوقت اللّيل ، كقوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً)(٢) وتأتيان بمعنى صار ، كقوله تعالى : (ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا.)(٣) وكقول الشاعر:

إذا بكيت قبّلتني أربعا

إذا ظللت الدهر أبكي أجمعا (٤)

وتكونان تامّتين ـ على قلّة ـ ، بمعنى البقاء في النّهار واللّيل ، نحو : (ظلّ البرد) و (بات عليّ عليه‌السلام في فراش النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم).

ليس

لنفي مضمون الجملة ، كقوله تعالى : (وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ.)(٥) وهو فعل جامد.

وذهب ابن هشام والجمهور إلى أنّها فعل لا يتصرّف ، ووزنه «فعل» بالكسر ، ثمّ التزم تخفيفه بتسكين عينه وهي الياء ، واستدلّوا على أنّها فعل ـ وإن لم

__________________

(١) الروم : ١٧.

(٢) الفرقان : ٦٤.

(٣) النحل : ٣٥.

(٤) وهو من شواهد ابن عقيل : ١ / ٢١٠.

(٥) الأنفال : ٥١.

١٩٠

تتصرّف ـ بقولهم : لست ، لستما ، لستم ، لستنّ ، ليسا ، ليسوا ، ليست ، لسن.

وذهب ابن السرّاج ـ ومن تابعه كالفارسيّ وجماعة ـ إلى أنّها حرف بمنزلة «ما».(١)

__________________

(١) مغني اللبيب ، ج ١ ، ص ٢٩٣.

١٩١

واختلفوا في معناها على أقوال :

١ ـ إنّها للنفي مطلقا.

٢ ـ وقال الزمخشريّ : لا يصح نفيها للمستقبل.

٣ ـ وقيل : لا يصح نفيها للماضي ولا للمستقبل الكائن مع «قد» فلا يقال:(ليس زيد قد ذهب) ولا : (ليس زيد قد يذهب).

٤ ـ قال أبو عليّ : إنّها لنفي الحال في الجملة التي لا تقيّد بزمان ، وأمّا المقيدة فإنّه لنفي ما دلّ عليه القيد.

مازال

المشتقّة من : (زال ، يزال) ومعناها : استمرار خبرها لاسمها.

ويلزمها النفي ؛ وذلك لأنّها بمعنى النفي ، فإذا دخل عليها النفي صار إثباتا ، كما في الحديث : (ما زال الله عالما). (١)

هذا بالنسبة إلى (زال) المشتقّة من : (زال ، يزال ـ من باب منع ـ) بمعنى انفصل.

وفي الحديث : (خالطوا النّاس وزايلوهم). (٢) أي : فارقوهم في أفعالهم التي لا ترضي الله تعالى.

أمّا المشتقّة من : (زال ، يزول) فتامّة ، ومعناها : الانتقال ، كقوله تعالى :

__________________

(١) البحار ٤ : ٨٦.

(٢) مجمع البحرين ٥ : ٣٨٩.

١٩٢

(أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ ما لَكُمْ مِنْ زَوالٍ.)(١) أي : حلفتم أنّكم إذا متّم لا تزولون عن تلك الحالة وفي الحديث : (إذا زالت الشمس صلّ الفريضة). (٢)

وكذا المشتقّة من : (زال ، يزيل) تامّة ، ومعناها التمييز ، كقوله تعالى : (فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ)(٣) ، أي : فميّزنا وفرّقنا بينهم ، (٤) وكقولهم : (زل الضأن عن المعز) أي :ميّز.

ما برح ، ما فتئ ، ما انفكّ

وهذه الثلاثة بمعنى ما زال ، أي : استمرار خبرها لاسمها وملازمته له ، وهو المخبر عنه.

نحو : (ما برح الفتى شجاعا) ، ونحو : (ما فتئ الفقيه ورعا).

ونحو : (ما انفكّ الطبيب ماهرا).

ويلزمها النفي ولو تقديرا ؛ لأنّها بمعنى النفي ، فإذا دخل عليها النفي صارت بمعنى الإثبات ، كما ذكرنا في (زال).

كقوله تعالى : (تَاللهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ.)(٥) أي : لا تفتؤ.

__________________

(١) ابراهيم : ٤٤.

(٢) بحار الأنوار ٨٩ : ١٧٠.

(٣) يونس : ٢٨.

(٤) مجمع البيان ، للعلامة الطبرسي ، ج ٥ ، ص ١٦٠.

(٥) يوسف : ٨٥.

١٩٣

قال الشاعر :

فقلت يمين الله أبرح قاعدا

[ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي](١)

مادام

لتوقيت أمر بمدّة ثبوت خبرها لاسمها وتلك المدّة ظرف زمان له.

كقوله تعالى : (وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا.)(٢)

وتقع تامّة : كقوله تعالى : (ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ.)(٣) أي : ما بقيت وهو فعل شبه جامد.

صار

بمعنى التحويل والانتقال ، نحو : (صار الخمر خلّا).

وتقع تامّة بمعنى الانتقال من مكان إلى آخر نحو : (صرت من النجف إلى القاسم).

ملحقات صار

الحقت بـ (صار) أفعال ، هي من الأفعال الناقصة ـ لو كانت بمعنى صار ـ

__________________

(١) هذا البيت لامرؤ القيس.

(٢) مريم : ٣١.

(٣) هود : ١٠٧.

١٩٤

وتدخل على المبتدأ والخبر ، وترفع الاسم ، وتنصب الخبر.

ولتلك الأفعال معان اخر ولا تكون ـ حينئذ ـ من الأفعال الناقصة.

وهي :

١ ـ «عاد» ، نحو : (عاد فلان شيخا) أي : صار.

وتامّة بمعنى الرجوع والعود ، كقوله تعالى : (حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ.)(١)

٢ ـ «رجع» : كقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (لا ترجعوا بعدي كفّارا) (٢) ، أي : لا تصيروا.

وتامّة بمعنى الرجوع والعود ، كقوله تعالى : (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ.)(٣)

٣ ـ «أض» ، نحو : (آض شعره أبيض) ، أي : صار.

وكقول الشاعر :

وآض نهدا كالحصان أجردا

كان جزائي بالعصا أن اجلدا (٤)

قال الليث : الأيض : صيرورة الشيء شيئا غيره. (٥) وتحوّله عن الحالة. (٦)

__________________

(١) يس : ٣٩.

(٢) البحار ١٨ : ١٣٢ ، ٩٠ : ١٣٥.

(٣) الاعراف : ١٥٠.

(٤) هذا البيت للعجاج ، انظر : شرح الشافية ٢ : ٣٣٦.

(٥) لسان العرب. ماده ـ آض ـ.

(٦) كتاب العين للخليل.

١٩٥

وتامّة بمعنى الرّجوع والعود ، نحو : (آض المسافر إلى أهله). (١)

٤ ـ «استحال» : كقوله عليه‌السلام : (استحال وجه يونس إلى البياض) (٢) أي:صار.

وكقوله : (إنّ العداوة تستحيل مودّة) أي : تصير مودة.

وتامّة بمعنى ، صار محالا ، نحو : (استحال الظلم في حكومة عليّ عليه‌السلام).

٥ ـ «تحوّل» ، نحو : (تحوّلت النطفة إنسانا) أي : صارت.

وتامّة بمعنى الانتقال من مكان إلى آخر ، كما في الحديث : (تحوّلت القبلة إلى الكعبة). (٣)

٦ ـ «ارتدّ» ، كقوله تعالى : (فَارْتَدَّ بَصِيراً)(٤) أي : صار.

وتامّة بمعنى الرجوع والعود ، نحو : (ارتدّ الرجل).

٧ ـ «غدا» ، نحو : (غدا الحبّ زرعا) أي : صار.

وتامّة بمعنى الفعل وقت الغداة ، كقوله تعالى : (وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ.)(٥)

٨ ـ «راح» ، نحو : (راح العبد حرّا) ، أي : صار.

__________________

(١) ومنه قولك : (أفعل ذلك أيضا) وهو مصدر : (آض يئيض أيضا) أي رجع.

(٢) المناقب ، ج ٤ ، ص ٢٣٢.

(٣) المستدرك ٣ : ١٧١.

(٤) يوسف : ٩٦.

(٥) القلم : ٢٥.

١٩٦

وتامّة بمعنى الفعل وقت الرّواح ـ وهو ما بين الزوال إلى اللّيل (١) ـ كقوله تعالى:(وَرَواحُها شَهْرٌ)(٢).

٩ ـ «قعد» ، كقولهم : ((حدّد شفرته حتّى قعدت كأنّها حربة) : أي : صارت.

وتامّة بمعنى جلس ، كقوله تعالى : (فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)(٣).

١٠ ـ «جاء» ، نحو : (ما جاءت حاجتك؟) أي : كيف صارت حاجتك؟

وتامّة بمعنى الإتيان ، كقوله عليه‌السلام : (ردّوا الحجر من حيث جاء) (٤) أي:أتى.

١١ ـ «حار» ، نحو : (حار قلبي إليك) ، أي : صار قلبي نحوك. ونحو : (حار الحديد شباكا).

وتامّة بمعنى الرجوع والعود ، نحو : (حارت السيّارة) أي : رجعت. (٥)

__________________

(١) قاله ابن فارس ، خلافا للأزهري ، قال : الرّواح عند العرب يستعمل في المسير ايّ وقت كان من ليل أو نهار.

(٢) سبأ : ١٢ ، والمعنى : أنّ سليمان عليه‌السلام كان يقطع مسيرة شهر في وقت الرّواح ، وذلت بواسطة الريح المسخرة له.

(٣) الانعام : ٦٨.

(٤) وهو من كلام أمير المؤمنين عليه‌السلام : (ردوا الحجر من حيث جاء فان الشر لا يدفعه إلّا الشر) نهج البلاغة ، ط صبحي صالح ، كلام : ٣١٤.

(٥) ومن معانيها : (الحيرة) ، نحو : (حار الطالب في أمره) وبهذا المعنى سمّي الحائر الحسيني قال الشهيد الأوّل:(إن في هذا الموضع حار الماء لمّا أمر المتوكل باطلاقه على قبر الحسين عليه‌السلام ليعفيه ، فكان لا يبلغه. الذكرى:٢٥٦.

١٩٧

فوائد

١ ـ مشتقّات الأفعال الناقصة تعمل عملها ، كالأمثلة التالية :

(لَمْ أَكُ بَغِيًّا)(١) ، (قُلْ كُونُوا حِجارَةً)(٢) ، (كونك إيّاه) ، (كائنا أخاك).

(لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً)(٣) ، (لست زائلا أحبّك).

٢ ـ جواز تقديم خبرها على اسمها ، كقول الشاعر (٤) :

وكان في البيت العتيق مولده

[وامّه إذ دخلت لا تقصده]

٣ ـ يجوز تقديم خبرها على نفسها في : (صار وكان ـ إلى ـ بات).

كقول الشاعر (٥) :

إماما كان ينصف بالقضايا

[ويأخذ للضعيف من القويّ].

ولا يجوز فيما أوّله (ما) ، مثل : مازال ، وفي (ليس) خلاف.

__________________

(١) مريم : ٢٠.

(٢) الاسراء : ٥٠.

(٣) الانسان : ١.

(٤) وهو الامام المنصور بالله (من شعراء الغدير).

(٥) وهو ابن التعاويذي.

١٩٨

تمارين :

١ ـ أعرب أمثلة الفائدة الاولى.

٢ ـ عيّن صيغ أفعال الفائدة الأولى.

٣ ـ أعلل (أك) في : (لم أك بغيّا).

٤ ـ ما الفرق بين (زال) من باب (منع) و (زال) من باب (نصر) و (زال) من باب (ضرب).

٥ ـ مثّل لجملة فعليّة ناقصة ، وأخرى تامّة ، وثالثة تامّة لفعلها معنى ناقص.

١٩٩
٢٠٠