أحكام القرآن - ج ١

أبي بكر أحمد بن علي الرازي الجصّاص

أحكام القرآن - ج ١

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الرازي الجصّاص


المحقق: محمّد الصادق قمحاوي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
المطبعة: دار إحياء التراث العربي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٠٤

إليه نحو قوله تعالى (وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً) وقوله (وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ) فإن كان كذلك فإنما هو أمر بقتال على وصف وهو أن نقاتل المشركين إذا قاتلونا فيكون حينئذ كلاما مبنيا على معهود قد علم حكمه مكرر ذكره تأكيدا وإن لم يكن راجعا إلى معهود فهو لا محالة مجمل مفتقر إلى البيان وذلك أنه معلوم عند وروده أنه لم يأمرنا بقتال الناس كلهم فلا يصح اعتقاد العموم فيه وما لا يصح اعتقاد العموم فيه فهو مجمل مفتقر إلى البيان وسنبين اختلاف أهل العلم في فرض الجهاد وكيفيته عند مصيرنا إلى قوله (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) إن شاء الله تعالى* وقوله (وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ) معناه مكروه لكم أقيم فيه المصدر مقام المفعول كقولك فلان رضى أى مرضى وقوله تعالى (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ) قد تضمنت هذه الآية تحريم القتال في الشهر الحرام ونظيره في الدلالة على مثله قوله (الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ) وقوله (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) وحدثنا جعفر بن محمد الواسطي قال حدثنا جعفر بن محمد بن اليمان قال حدثنا أبو عبيد قال حدثنا حجاج عن الليث بن سعد قال حدثني أبو الزبير عن جابر بن عبد الله قال لم يكن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يغزو في الشهر الحرام إلا أن يغزى فإذا حضر ذلك أقام حتى ينسلخ وقد اختلف في نسخ ذلك فقالت طائفة حكمه باق لم ينسخ وممن قال ذلك عطاء بن أبى رباح حدثنا جعفر بن محمد قال حدثنا أبو عبيد قال حدثنا حجاج عن ابن جريج قال قلت لعطاء ما لهم أن ذلك لم يكن يحل لهم أن يغزوا في الشهر الحرام ثم غزوهم بعد فيه قال فحلف لي ما يحل للناس أن يغزوا في الحرم ولا في الشهر الحرام إلا أن يقاتلوا قال وما نسخت* وروى سليمان بن يسار وسعيد بن المسيب أن القتال جائز في الشهر الحرام وهو قول فقهاء الأمصار والأول منسوخ بقوله (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) وقوله (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ) الآية لأنها نزلت بعد حظر القتال في الشهر الحرام وقد اختلف في السائلين عن ذلك من هم فقال الحسن وغيره إن الكفار سألوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن ذلك على جهة العيب للمسلمين باستحلالهم القتال في الشهر الحرام وقال آخرون المسلمون سألوا

٤٠١

عن ذلك ليعلموا كيف الحكم فيه وقيل أنها نزلت على سبب وهو قتل واقد بن عبد الله عمرو بن الحضرمي مشركا فقال المشركون قد استحل محمد القتال في الشهر الحرام وقد كان أهل الجاهلية يعتقدون تحريم القتال في هذه الأشهر فأعلمهم الله تعالى بقاء حظر القتال في الشهر الحرام وأرى المشركين مناقصة بإقامتهم على الكفر مع استعظامهم القتل في الشهر الحرام مع أن الكفر أعظم الإجرام ومع إخراج أهل المسجد الحرام منه وهم المؤمنون لأنهم أولى بالمسجد الحرام من الكفار لقوله (إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) فأعلمهم الله أن الكفر بالله وبالمسجد الحرام وهو أن الله جعل المسجد للمؤمنين ولعبادتهم إياه فيه فجعلوه لأوثانهم ومنعوا المسلمين منه فكان ذلك كفرا بالمسجد الحرام وأخرجوا أهله منه وهم المؤمنون لأنهم أولى به من الكفار فأعلمهم الله أن الكفار مع هذه الإجرام أولى بالعيب من قتل رجل من المشركين في الشهر الحرام والله سبحانه وتعالى أعلم.

(تم الجزء الأول ويليه الجزء الثاني وأوله باب تحريم الخمر)

٤٠٢

فهرست الجزء الأول من أحكام القرآن للجصاص

صفحة

صفحة

٣

تعريف بالإمام الجصاص.

١٣١

باب إباحة ركوب البحر

٥

باب القول في بسم الله الرحمن الرحيم.

١٣٢

باب التحريم الميتة

٧

باب القول في أن البسملة من القرآن

١٣٥

بابا أكل الجراد

٨

باب القول في أن البسملة من فاتحة الكتاب.

١٣٧

باب ذكاة الجنين

٨

القول في البسملة هل هى من أوائل السور.

١٤٢

باب الجلود الميتة

١٢

فصل وأما القول في أنها آية.

١٤٥

باب تحريم الانتفاع بدهن الميتة.

١٣

فصل في قرأءة البسملة فى الصلاة.

١٤٥

باب الفأرة تموت في السمن

١٦

فصل وأما الجهر بها.

١٤٧

باب القدر يقع فيها الطير فيموت

١٩

فصل أحكام البسملة.

١٤٧

باب النفحة الميتة ولبنها

٢٠

باب القراءة الفاتحة في الصلاة

١٤٩

باب الشعر الميتة وصوفها والفراء وجلود السباع

٢٨

احكام سورة البقرة.

١٥١

باب التحريم الدم

٣٧

باب االسجود لغير الله

١٥٢

باب التحريم الخنزير

٥٠

باب السجود وحكم الساحر.

١٥٤

باب التحريم ما اهل به لغير الله تعالى

٦١

اختلاف الفقهاء في حكم الساحر وقول سلف فيهز

١٥٦

باب الدكر الضرورة المبيحة لا كل الميتة

٧٢

باب في نسخ القرآن بالسنة وذكر وجوه نسخ

١٥٩

باب المظفر إلى شرب الخمر

٩٦

باب ذكر صفة الطواف.

١٦٠

باب مقدار ما ياأكل المظفر

١٠٠

باب الميراث الجلد.

١٦١

باب هل فى المال حق الواحجب سوى الزكاة

١٠٨

باب القول في صحة الجماع

١٦٤

باب القصاص

١١١

باب الاستقبال القبلة

١٦٩

باب القتل الالمولى لعبدة

١١٤

باب وجوب ذكر الله تعالي

١٧٨

باب القتل الوالد بلدة

١١٨

باب السعي بين الصفا والمراوة

١٨٠

باب الراجلين يشتركان فى قتل الرجال

١٢٢

با الطواف الراكب

١٨٥

باب ما يجيب لولى قتيل العمد

١٢٣

باب في النهي عن كتمان العلمم.

١٩٥

باب العاقلة هل تعقل العمد

١٢٥

باب العن الكفار

١٩٨

باب الكيفية القصاص

٢٠٢

باب القول في وجوب الوصية

٤٠٣

صفحة

صفحة

٢٠٧

باب الوصية للوارث إذا أجارتها. الوارثة

٣٢٨

باب العمرة هل هي فرضأم تطوع

٢٠٩

باب التبديل الوصية

٣٣٩

باب المحصر أين يذبح هدى

٢١١

باب الشاهد والوصى أذا علما الجور فى الوصية

٣٤٢

باب وقت الذبح هدى الإحصار

٢١٤

باب الفرض الصيام.

٣٤٥

باب ما يجب على المحصر بعد أحلاله من الحج باالهدى

٢٢١

ذكر الاختلاف الفقهاء فى شيخ الفانى

٣٤٩

باب المحصر لا يجد هدياً

٢٢٣

باب الحامل المرضع

٣٤٩

باب إحصار اهل المكة

٢٢٨

باب الذكر اختلاف الفقها فيمن جن رمضان كله أو بعضه

٣٤٩

باب المحرم يصيبه أذى من رأسة أو مرض

٢٣١

باب الغلام يبلغ والكافر يسلم ببغض رمضان

٣٥٣

باب التمتع با المرة ألى الحج

٢٤٩

باب كيفية شهود الشهر

٣٦٠

باب الذكر الاختلاف اهل العلم فى حاضري المسجد الحرام

٢٥٨

باب القضا رمضان

٣٦٥

باب الصوم تمتع

٢٦٠

باب في جواز تاخير القضا الرمضان

٣٦٨

باب التمتع إذلم يصم قبل يوم النحر

٢٦٥

باب الصيام في السفر

٣٧٠

باب الذكر الاختلاف الفقها فيمن دخل فى صوم المتعة ثم وجد الهدى

٢٦٨

باب من الصام فى السفر ثم أفطر

٣٧٤

باب الاحرام بالحج قبل أشهر الحج

٢٧٠

باب فى المسافر يصوم رمضان عن غيره

٣٨٢

باب التجارة فى الحج

٢٧٣

باب فى عدد قضاء رمضان

٣٨٢

باب الوقف بعرفة

٢٨١

باالأكل والشرب والجماع ليلة الصيام

٣٩٠

باب الوقف بجمع

٢٩٠

باب الزوم صوم التطوع باالدخول فيه

٣٩٢

باب الايامنى والنفر فيها

٣٠١

باب الإعتكاف

٣٩٦

قوله تعالى ومن الناس من يعجبك

٣٠٥

باب الإعتكاف هل يجوز بغير صوم

٣٩٦

قولة فى الحياة الدنيا الآبه.

٣٠٦

باب ما يجوز للمتعكف أن بفعله

٣٩٩

باب من يبدأ به فى النفقة عليه

٣١١

باب ما يحله حكم الحاكم وما لايحله

٤٠٠

قوله تعالي : كتب عليكم القتال وهو كره لكم الآبه

٣١٦

باب الإهلال

(تم فهرست)

٣١٩

باب الفرض الجهاد

٤٠٤