جامع المقدّمات

جمع من العلماء

جامع المقدّمات

المؤلف:

جمع من العلماء


المحقق: الشيخ جليل الجراثيمي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ٤
ISBN: 978-964-470-030-9
الصفحات: ٦٣٢
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

وللتوقيت ، نحو : «أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ» (١). وبمعنى عَنْ مع القول ، نحو : «قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا» (٢). وبمعنى إلىٰ ، نحو : «سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ» (٣) ، وتكون زائدة ، نحو قوله [ تعالى ] : «رَدِفَ لَكُم» (٤) أي رَدِفَكُمْ. وتكون فعلا ، نحو : لِ زيداً. وفيها معنى النفع كما أنّ في عَلى ، معنى الضرر ، نحو : دَعا لي ودعا عَلَيْه. ويفتح في الاستغاثة والتعجب والتهديد ، نحو : يا لَزَيد ويا لَلْماءِ ، ويا لَعَمْرو لأَقْتُلَنَّكَ. وفي كلّ مضمر إلّا الياء ويكسر في غيرها.

وعَن : للمجاوزة ، نحو : رَمَيْتُ السَّهْمَ عَنْ القَوْسِ ، وللبدل ، نَحو : «لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا» (٥). وبمعنى بَعد ، نحو : «لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ» (٦) ، أي حالاً بعد حال. وبمعنى على ، نحو :

لاهِ (٧) ابْنَ عمِّكَ لا أفْضَلتَ في حَسَبٍ (٨)

عَنّي ولا أنْتَ دَيّاني فَتُخزوني

____________________________

همه چيز فانى مى شود حتى گوسفند كوهى كه عمر آن طولانى است. شاهد در بودن لام جارّه است در لله از براى قسم و تعجب با هم و داخل نمى شود چنين لام بر اسمى مگر بر لفظ الله. جامع الشواهد.

(١) الإسراء : ٧٨.

(٢) الإحقاف : ١١.

(٣) الاعراف : ٥٧.

(٤) النمل : ٧٢.

(٥) البقرة : ١٢٣.

(٦) الانشقاق : ١٩.

(٧) بكسر الهاء ، اصله لله ، حذفت منه اللامين شذوذاً. جامع الشواهد.

(٨) شاهد درآمدن عن در عنى است بمعنى على ، اى لا افضلت فى حسب علىّ. جامع الشواهد.

٣٤١

ولاهِ مُخَفَّفُ لِلّٰهِ. وتكون اسماً مع مِنْ لا غير ، نحو : جَلَسْتُ مِنْ عَنْ يَمينِكَ.

وحتّى : للانتهاء ، ومدخولها إمّا جزء ما قبلها ، نحو : أكَلْتُ السَّمَكَة حتّى رَأسِها ، أو متّصِل به ، نحو : نُمْتُ البارحة حتّى الصباحِ. وتفيد لمدخولها قوّة ، نحو : مات الناس حتّى الأنْبياء ، أو ضعفاً ، نحو : قَدِمَ الحاجُّ حتّى المشاة ، وتكون للاستئناف فما بَعده مبتدأ ولِلْعَطف ، فكالمعطوف عليه وأوّل الأمثلة يحتمل هذين أيضاً وشذّ دخولها على الضمير ، نحو :

فَلا وَاللهِ لا يَبْقى اُناسٌ

فتىً حَتّاكَ يابْنَ أبي زِيادٍ (١)

ورُبَّ : للتّقليل ، نحو : رُبَّ رَجُلٍ كَريمٍ لَقِيْتهُ ، ورُبَّ رَجُلٍ صالحٍ عِنْدي. وتكون لِلتكثير ، نحو : رُبَّ رَجلٍ فَقيرٍ أغْنَيْتُهُ. ولها صدر الكلام ، وتختصّ بنكرة موصوفة وفعلها ماضٍ محذوف غالباً ، نحو : رُبَّ عصاً كَسَرتُهُ ، وتدخل على مضمر مبهم مُميّز بنكرة منصوبة على طبق ما قصد إفراداً وتثنية وجمعاً ، وتذكيراً وتأنيثاً. والمضمر مفرد مذكّر لا غير ، نحو : رُبّه رَجُلاً ورَجُلين ورجالاً وَامْرأة وامرأتين ونساء ، وتلحقها ما فتكفّها عن العمل غالباً وتدخل على قبيلتين ، نحو : ربّما قام زيد ، وربّما زيد قائم ، وقد تخفّف ، نحو قوله تعالى : «رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ» (٢).

____________________________

(١) لم يسمّ قائله. كلمة لا زائدة قبل القسم. توطئة نفى جواب القسم. قوله : يبقى مضارع من البقاء ضد الفناء وروى مكانه يلفى بالفاء وهو مجهول بمعنى يوجد. يعنى پس قسم بخدا كه باقى نمى مانند مردمان جوان حتّى تو اى پسر ابى زياد. شاهد در دخول حتى است بر ضمير مخاطب شذوذاً و مجرور بودن آن ضمير به حتّى ، مختصر جامع الشواهد.

(٢) الحجر : ٢.

٣٤٢

والواو : تكون بمعنى ربّ ، فتدخل على النّكرة الموصوفة وفعلها كفعلها ، نحو :

وَبَلْدَةٍ لَيْسَ لَها أنيسٌ

إلَّا الْيَعافيرُ وَإلَّا الْعيسُ (١)

وللقسم ، نحو : وَاللهِ ما فَعَلْتُ كَذا ، ويختصّ بالظاهر و يحذف فعله ويجاب بغير الطلب فلا يقال : وَكَ ، وَلا اُقْسِمُ وَاللهِ ، ولا والله أخبرني ، أو لا تخبرني.

وَالتاء : للقسم ويختصّ بلفظ الله ويحذف فعله وشذَّ مع السؤال ، نحو :

تالله يا ظَبَيات القاعِ قُلْنَ لَنا

لَيْلايَ مِنْكُنَّ اَمْ لَيْلىٰ مِنَ الْبَشَرِ (٢)

وباء القَسَم ، أعمّ منهما نحو : «لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ» (٣) وَبِكَ أخْبِرْني ، ولا بدّ لِجَواب القَسَم في غير السؤال ، من إحدى الأربعة : اللام وإنْ وما ولا ، ولو تقديراً ، نحو : «تَاللَّـهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ» (٤) أي لا تفتؤ.  ويحذف الجواب إذا توسّط القَسَم بين أجزاء ما يدلّ عليه أو تأخّر عنها ،

____________________________

(١) يعافير جمع يعفور وبه معناى گوساله وحشى است ، و عيس جمع عَيْساء و به معناى شتر سفيد مايل به سرخى است ، ترجمه شعر : چه بسا و چه بسيار شهرى كه براى آن انيس و ساكنى باقى نمانده مگر گوساله هاى وحشى و شترهاى سفيد مايل به سرخى ، و شاهد در واو و بلده است كه به جاى رُبَّ بكار رفته و بلدة را جرّ داده است ، جامع الشواهد.

(٢) وبعض النسخ بالله بالموحدة مكان المثناة وهو متعلق بمحذوف ، اى انشد كنّ بالله. اى اسئلكن بالله. يعنى مى پرسم يا قسم مى دهم شما را به خداوند ، اى آهوان بيابان هموار و صاف كه بگوييد به ما كه ليلاى من از جنس شما آهوهاست يا اينكه ليلى از جنس آدميان است ، جامع الشواهد.

(٣) القيامة : ١.

(٤) يوسف : ٨٥.

٣٤٣

نحو : زيد والله قائم وزيد قائم والله.

والكاف : للتشبيه ، نحو : زيد كالأسَدِ. وللتعليل ، نحو : قوله تعالى : «وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ» (١) ، وتلحقها ما الكافّة ، نحو :

أخٌ ماجِدٌ لَم يُخْزِني يَوْمَ مَشْهَدٍ

كما سَيْفُ عمروٍ لَمْ تَخُنْهُ مضارِبُهُ (٢)

والمصدريّة ، نحو :

فَلَمّا أصْبَحَ الشَّرَ وأمْسىٰ وهُوَ عُرْيانٌ

فَلَمْ يَبْقَ سِوىَ العُدْوانِ دِنّاهُمْ كَما دانُ (٣)

والزائدة ، نحو : زَيْدٌ أخي كما أنَّ عَمْراً أخُوكَ. وقد تكون زائدة ، نحو قوله تعالى : «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ» (٤). وتدخل الضمير على قلّة ، نحو : ما أنت إلّا كَأنَا.

____________________________

(١) البقرة : ١٩٨.

(٢) هو من قصيده لنهشل بن حرس النهشلي يرثي بها اخاه مالكاً وقد قتل بصفّين بحضرت عليّ بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام. يعنى آن مالك برادرى است كه اين صفت دارد كه بزرگوار است و اين صفت دارد كه ذليل و رسوا نكرد مرا در روز جنگ صفين در نزد امير المؤمنين عليه الصلوة والسلام ، بلكه كشته شد در حضور آن حضرت ، همچنانكه شمشير عمرو بن معدى كرب خيانت و كندى نكرد تيزهاى دم او در وقتى كه زد به كمر شتر و او را دو حصه كرد با بار او. شاهد در كاف كما سيف است كه به اعتبار ملحق شدن ماء كافه به او ملغى شده است از عمل جرّ. اما اين بنابر روايت رفع سيف است بنابر آنكه بوده باشد ولم تخنه خبر او ، و لكن سيف ، به جرّ هم روايت شده است ، فتأمّل. مختصر جامع الشواهد.

(٣) سپس چونكه ظاهر شد شرّ و بدى از جانب قبيله بنى ذُهَيْل ، و يا در صبح و شام به كمال وضوح و ظهور رسيد ، و جُز دشمنى چيزى باقى نماند ، جزا داديم آنان را همانگونه كه آنان جزا دادند ، يعنى جزيناهم كَجَزائهمْ ، جامع الشواهد.

(٤) الشورى : ١١.

٣٤٤

ومُذْ ومُنْذُ : لابتداء الغاية في الماضي ، نحو : ما رَأَيته مُذْ ومُنْذُ يَوْم الجمعة. وللظرفية ، في الحاضر ، نحو : مُذْ يَومِنا ومُنْذُ شهرنا. ويختصّ بالظاهر ويكونان اسمين بمعنى أوّل المدّة فيليهما المفرد ، نحو : ما رَأَيته مذْ يومِ الجمعة أو جميعها فيليهما ما قصد ، نحو : ما رَأَيتهُ مُذْ يَوْمان أو أيّام فهما مبتدءان وما بعدهما الخبر.

وحاشا وعَدا وخَلا : للاستثناء أي إخراج الشيء عن حكم ما قبلها ، نحو : ساءَ القوم حاشا وعَدا وخَلا زيدٍ. وتكون فعلاً فتنصب ما بعدها على المفعوليّة ، والفاعل يستتر فيها وجوباً والجملة منصُوب المحلّ على الحاليّة ، نحو : جاءني القوم حاشا زيداً أي حال كونهم خالياً مجيئهم من زيد وتدخل على الأخيرتين ما المصدريّة فالجملة في تأويل المصدر منصوب على الظرفيّة بتقدير الوقت ، نحو : جاءني القوم ما عدا زيداً أو ما خلا عمراً أي وقت عُدُوّهم عن زيد ووقت خلوّهم عن عمروٍ.

ومَنْ جرّ الاسم بهما جعلها زائدة ولا بدّ لحروف الجرّ من متعلّق إلّا الحُروف الزائدة ، نحو : «كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا» (١) وكذا رُبَّ والكاف وحاشا وعدا وخلا.

النوع الثاني : حروف مشبّهة بالأفعال وهي ستّة أحرف : إنَّ وأنَّ وكَأنَّ ولكِنَّ ولَيْتَ ولَعَلَّ ، وتدخل على المبتدأ والخبر فتنصب الأوّل اسماً ، وترفع الثاني خبراً ولما سوى أنَّ المفتوحة صدر الكلام ، ولها التوسّط (٢).

____________________________

(١) النساء : ٧٩.

(٢) قوله : ولها التوسط أي لأنّ المفتوحة ان تقع وسط الكلام وذلك لانها مع صلتها تؤوّل بالمصدر فلا يتمّ بها الكلام فيحتاج الى جزء آخر حتى يتمّ الكلام قال ابن هشام : الاصح انّها موصول حرفي مؤوّل مع معموليه بالمصدر فتقدير بلغني انك منطلق أو انك تنطلق بلغني

٣٤٥

فالأوّلان : لتأكيد مضمون الجملة ، لكنّ المكسورة لا تغيّرها والمفتوحة مع جملتها في حكم المفرد ، نحو : إنَّ زَيْداً قائمٌ ، وبَلَغَني أنَّ زَيْداً راكِبٌ ، وقد تخفّفان ، فإنّ المكسورة قد تعمل ، نحو : «وَإِنَّ كُلًّا لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ» (١) ، وقد تلغى فيلزمها اللام ، نحو : إنْ زيد لقائم ، فرقاً بينها وبين إن النافية. والمفتوحة تعمل وجوباً في ضمير الشأن مقدّراً ، نحو : «أَنِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» (٢) ، ويلزمها مع الفعل المتصرّف ، السين ، أو سَوْف ، أو قد ، أو حرف النفي لئلّا يلتبس بالمصدريّة أو ليكون كالعوض ، نحو : عَلِمْتُ أنْ سَيَقُومُ ، أو سَوْفَ يَقُومُ ، أو قَدْ قُمْتَ ، أو لا يَقُومُ. وأمّا مع غير المتصرّف فلا ، نحو : بَلَغَنِي أنْ لَيْسَ زَيْدٌ قائماً ، «وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ» (٣) ، وتكونان فعلين ، نحو : أنَّ زيد وإنّ يا زيد وتكون المكسورة اسماً ، نحو : سَمِعْتُ إنَّ زَيْدٍ ، وتكون حرف إيجاب ، نحو : «إِنْ هَـٰذَانِ لَسَاحِرَانِ» (٤).

وكَأنَّ : للتشبيه ، نحو : كَأنَّ زيداً الأسَدُ ، وقد تخفّف فتلغى عن العمل ، نحو قول الشاعر :

ونَحْرٍ مُشْرِقِ اللَّوْنِ

كَأنْ ثَدْياهُ حُقّان (٥)

____________________________

انطلاقك ولنعم ما قال الشاعر الفارسى :

اگر خواهى بدانى اى برادر

كه چون اَنّ رود تاويل مصدر

بدقت سوى اخبارش نظر كن

پس آنكه حذف آنَّ با خبر كن

ز جنس آن خبر مصدر بياور

اضافه كن سوى اسمش سراسر

(١) هود : ١١١.

(٢) يونس : ١٠.

(٣) النجم : ٣٩.

(٤) طه : ٦٣.

(٥) لم يسمّ قائله الواو بمعنى ربّ والنحر بالنون والحاء والراء المهملتين كفلس موضع القلادة

٣٤٦

ولكنَّ : للاستدراك ، ويقع بين الكلامين المتغايرين ، نحو : جاءني زيد لكِنَّ عَمراً لَمْ يجئ. وتخفّف فتلغى عن العَمل ، ويجوز معها مطلقاً الواو للعطف ، أو الاعتراض على خلاف فيها ، نحو : «وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا» (١).

وليتَ : للتمنّي ، ويعمّ للممكن والمحال ، نحو : لَيْتَ زَيْداً فاضِلٌ ، ونحو :

فَيالَيْتَ الشبابَ لَنا يَعُودُ

فَاُخبِرَهُ بِما فَعَلَ الْمَشيبُ (٢)

ولَعَلَّ : للترجّي ، ويختصّ بالممكن ، نحو : لعلّ زيداً فاضِلٌ ، وقوله تعالى : «فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ» (٣) ، وفيها لغات كثيرة منها عَلَّ ، ومنه قول الشاعر :

لا تُهينَ الْفَقيرَ عَلَّكَ اَنْ تَركع

يَوْماً وَالدَّهْرُ قَدْ رَفَعَهُ (٤)

____________________________

من الصدر والمشرق اسم فاعل من اشرق بمعنى اضاء وثدياه تثنية ثدي وهي بالمثلثة والدال المهملة والياء معروفة وحقّان تثنية حقّه وهي بضمّ الحاء المهملة وتشديد القاف والهاء معروفة أي مثلها في الاستدارة والصغر. يعني : بسا بالاى سينه و گودى زير گلويى كه اين صفت دارد كه درخشنده رنگ بُوَد كه گويا دو پستان آن سينه مثل دو حُقّه بُوَد در گِردى و كوچكى. شاهد در كَاَنْ است كه چون مخفّف شده است ملغى شده است از عمل و اگر عمل كرده بودى بايست «ثديَيْه» به نصب بگويد و بعضى قائل شده اند به اعمال او و گفته اند كه اسم او ضمير شأن مستتر است ، جامع الشواهد.

(١) البقرة : ١٠٢.

(٢) پس اى كاش جوانى ما بر مى‌گشت و در آن صورت خبر مى دادم آن را از آنچه كه پيرى بر سر ما آورده است ، جامع الشواهد.

(٣) هود : ١٢.

(٤) هو من ابيات للأضبط بن قريع السعدي. قوله : تُهين بضمّ المضارعة من الاهانة بمعنى لإذلال. يعنى خوارى مرسان و پست مشمار البته فقير را ، شايد كه تو پست شوى بحسب رتبه و قَدْر ، در روزى و حال آنكه روزگار بتحقيق كه بلند سازد او را. شاهد در حذف

٣٤٧

ويلحق الكلّ ما ، فتكفّها عن العمل على الأفصح ، نحو : إنَّما قامَ زَيْدٌ ، وإنَّما زَيْدٌ قائمٌ.

تَنْبيهٌ : وجه مشابهة تلك الحروف بالأفعال أنّها مثلها لفظاً ومعنىً ، أمّا لفظاً فلكونها ثلاثيّة ورباعيّة وخماسيّة ومبنيّة على الفتح وموازنة لها مدغمة ، وأمّا معنى فلكونها بمعنى حَقَّقْتُ وشَبَّهْتُ وَاستدركت وتَمَنَّيْتُ وتَرَجَّيْتُ.

النوع الثالثُ : ما ولا المُشبَّهتان بليس في النفي والدخول على المبتدأ والخبر [ ترفعان ] الاسم و [ تنصبان ] الخبر مثله ، وما ، أشبه بليس من لا ، لكونها لنفي الحال بخلاف لا ومن ثمّ يعمل ما مطلقاً ولا ، يختصّ بالنكرات ، نحو : ما زَيدٌ قائماً ، وما أحَدٌ خيراً مِنْك ، وَلا رَجُلٌ أفْضَلَ منْكَ ، وقَدْ تزاد التاء مَعَ لا في الأحيان للتأنيث ، أو المبالغة فيجب حذف أحد معموليها والأشهر الاسم ، قال الله تعالى : «وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ» (١) وكقول الشاعر :

نَدِمَ البُغاة وَلاتَ ساعَةَ منْدَمٍ

وَالْبَغْيُ مَرْتَعٌ مُبْتَغِيهِ وَخِيمٌ (٢)

أي ولات الساعة ساعة مندم.

____________________________

نون خفيفه است از تهين كه در اصل لا تهينن بوده است ، به جهت رفع التقاى ساكنين كه نون خفيفة ولام الفقير بوده باشد بعد از اسقاط همزه وصل قبل از لام در الف و لام او ، جامع الشواهد.

(١) ص : ٣.

(٢) ستمگران پشيمان شدند و هنگام ، هنگام پشيمانى نيست ، و ستمگرى چرا گاهى است سنگين و بد عاقبت ، جامع الشواهد.

٣٤٨

وإنْ ، تعمل قليلاً كقول الشاعر :

إنْ هُوَ مُسْتَوْلياً عَلى أحَدٍ

إلّا عَلى أضْعَفِ المَجانينِ (١)

وإذا انتقض النفي بإلّا ، أو تقدّم الخبر أو زيدَ إنْ ، بطل العمل ، نحو : ما زيدٌ إلّا قائمٌ ، وما قائمٌ زيدٌ وما إنْ زيدٌ قائمٌ ، وقد يكون لا ، لاستغراق النفي للجنس فينعكس العَمَل إنْ تليها نكرة مضافة أو مشبّهة بها ، نحو : لا غلامَ رَجلٍ أفضلَ منك ، ولا عِشْرينَ دِرْهماً لَكَ. ومَعَ الإفراد ، البناء على ما ينصب به ، نحو : لا مُسْلِمَ أو لا مُسْلِمَيْن أو لا مُسْلِماتٍ فيها. وفي التعريف أو الفصل بينه وبين لا ، وجب الرفع والتكرير ، نحو لا زَيْدٌ في الدار ولا عمروٌ ، ولا في الدارِ رجلٌ ولا امرأةٌ ، وكثيراً ما يحذف أحَدَ معمُوليها ويبقى الآخر ، نحو : لا عَلَيْكَ ، أي لا بأسَ عَلَيْكَ ، ومنه : «لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللَّـهُ».

النوع الرابعُ : حروف تنصب اسماً واحداً وهي سبعة أحرف ، يا وأيا وهَيا وأيْ والهمزة المفتوحة والواو وإلّا.

فالخمسة الأُوَل ، حروف النداء ومدخولها المنادى وهو ينصب بها إن كان نكرة كقول الأعمى ، يا رَجُلاً خُذْ بيدي ، أو مضافاً ، نحو : يا عبدَ اللهِ ، أو مضارعاً له ، نحو : يا طالعاً جَبَلاً إذ الأوّل عامل في الثاني ، والثاني مخصّص للأوّل كالأوّل ، ويبنى على ما يرفع به إن كان مفرداً معرفة ، نحو : يا زيدُ ويا زَيْدانِ ويا زَيْدونَ ، ويفتح بألف الاستغاثة ، نحو : يا زيداه ، ويخفض بلامها ، ولامَي التعجّب والتهديد ،

____________________________

(١) او جُز بر ضعيف ترين ديوانگان بر هيچ كسى تسلّط وقدرت ندارد ، و شاهد در إنْ نافيه است كه هُوَ اسم آن و مستولياً خبر آن است ، جامع الشواهد.

٣٤٩

نحو : ياَللهِ لِلْمَظلوم ، ويا للماءِ ويا لَعَمروٍ لأقْتُلَنَّكَ.

وأمّا موارد استعمالاتها ، فالهمزة للقريب ، وأيا ، وهيا للبعيد ، وأي للمتوسّط ، ويا أعمّ ويتعيّن في اسم الله تعالى والاستغاثة والندبة ، نحو : يا وَيْلَتا ، وقد يحذف حرف النداء ، نحو : اللّهُمَّ ، فإنّ أصله يا الله ، فحذفت ( يا ) وعوّضت عنها الميم.

فائدتان : الاُولى : لا يدخل حرف النداء على الألف واللام ، إلّا في يا الله فلا يقال ، يا الرجل بل يتوسّط إمّا بأيّ ، نحو يا أيّها الرجل ، فأيّ منادى مفرد معرفة ، والرجل صفة له مرفوع حملاً على لفظه ، أو باسم الإشارة ، نحو : يا هذا الرجُل ، كالأوّل أو باجتماعهما نحو : يا أيّ هذا الرجل ، فهذا مرفوع محلاً صفة لأيّ ، والرجل مرفوع على أنّه صفة لهذا ، أو بدل عنه ، أو عطف بيان له.

الثانية : قد يضاف المنادى الى الياء ، نحو : يا غلامي ، فيجوز قلبها ألفاً ، نحو : يا غلاماً ، أو تاء مع الألف ، نحو : يا أبَتا ، أو بدونه ، نحو : يا أبَتَِ فتحاً وكسراً ، ويجوز الحاق هاء السكت وقفاً ، نحو : ياغلاماه وياأبتاه.

تنبيهٌ : قد اختلف في نصب المنادىٰ فقيل بتلك الحروف وهو ما اخترناه ، وقيل بفعل محذوف من نحو : ادْعُو أو أطْلُبُ.

والواو ، بمعنى مَعَ ، نحو : اسْتَوَى الماء والخَشَبَة ، وكفاك وزَيْداً دِرْهمٌ ، ويُسمّى منصوبها مفعولاً معه.

وإلّا للاستثناء ، ومنصوبها المستثنى وما اعتبر مغايرته له في الحكم ، المستثنى منه ، وشرط نصبه أن يكون المستثنى في كلام تامّ أي ما ذكر فيه المستثنى منه موجب ، نحو : جاءني الْقَوْمُ إلّا زَيداً ، أو مقدّماً

٣٥٠

على المستثنى منه ، نحو : ما جاءني إلّا زيداً أحد ، أو منقطعاً ، أي غير داخل في المستثنى منه قصداً ، نحو : ما جاءني أحَدٌ إلّا حِماراً ، ويجوز النصب ، ويختار البدل إذا كان الكلام تامّاً غير موجب ، نحو : «مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ» (١) وإلّا قليلاً ، ويعرب بحَسَب العوامل إذا كان مفرّغاً أي لم يذكر معه المستثنى منه ، نحو : ما ضَرَبَني إلّا زَيْدٌ ، ولَسْتُ إلّا قائماً ، وما مَرَرْتُ إلّا بزيدٍ.

تنبيهٌ : قيل انتصاب المستثنى ليس بإلّا بل بفعل مقدّر ، أي أسْتَثْنى ، وقيل بالمذكور لكن بتوسّطها.

تتميمٌ : قد يستثنى بغير وسوى وسواء ، والمستثنى بها مجرور بالإضافة ، وغير ، اُعرب كالمستثنى بإلّا على التفصيل ، وسوى وسواء ينصب على الظرفيّة. وبحاشا وعدا وخلا وما عدا وما خلا ، على ما مضى وبِلَيْسَ ولا يكون ، نحو : سيجيء أهلك ليس زيداً ولا يكون بِشْراً ، والمستثنى بهما نصب على الخبرية ، والاسم مستتر فيهما وجوباً ، والجملة منصوب المحلّ على الحاليّة.

وبلا سيَّما : نحو : اكْرِم الْقَوْمَ لا سِيَّما زيداً وسِيَّما زيداً ، بتقدير لا وفيما بعدها ثلاثة أوجه ، الرفع على الخبريّة لمبتدأ محذوف وما فيها موصولة أو موصُوفة أي لا سيّ الّذي ، أو شيء هو زيد موجود. والجرّ على إضافة سيّ إليه وما زائدة ، أي لا سيّ زَيْدٍ موجود والجملة حال في الحالين. والنصب على الاستثناء فيكون لا سيّما منقولة من أحد الأوّلين مبقاة على ما كانت عليه وكخصوصاً إعراباً ومعنىً.

____________________________

(١) النساء : ٦٦.

٣٥١

النّوع الخامسُ : حروف تنصب الفعل المضارع وهي أربعة أحرف : أنْ ولَنْ وكَيْ وإذَنْ.

فَأنْ : نحو : «أَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ» (١). ويجيء على وجوه اُخر غيرها كالمخفّفة عن المثقّلة ، نحو : «عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ» (٢). والزائدة ، نحو : «فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ» (٣). والمفسّرة لما هو بمعنى القول لا صريحه ، نحو : «وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ» (٤). والّتي بعد العلم هي المخفّفة لا الناصبة وفيما بعد الظنّ وجهان ، نحو : ظَنَنْتُ أن لا يَقُوم.

ولَنْ : لنفي الاستقبال وتنصب مطلقاً ، نحو : «فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّىٰ يَأْذَنَ لِي» (٥).

وَكَيْ : تفيد نوعاً من التّعليل وتنصب إذا كان ما قبلها سبباً لما بعدها ، نحو : أسْلَمْتُ كَيْ أدْخُلَ الجنّة.

وإذَنْ : جواب وجزاء وتنصب مستقبلاً إذا لم يعتمد على ما قبلها كقولك : إذَنْ تَدْخُلَ الجنَّةَ ، لِمَنْ قال أسْلَمْتُ ، وأمّا مَعَ الحال أو الاعتماد فلا ، كقولك لِمَنْ يحدّثك : إذاً أظنُّكَ كاذِباً ، أو إنْ أتَيْتني إذَنْ اُكْرِمُك ، وَمَعَ العطف وجهان ، نحو : آتيكَ فَإذَنْ اُكْرِمُك.

النّوع السادسُ : حروف تجزم الفعل المضارع وهي خمسة أحرف : لَمْ ولَمّا وَلام الأمر ولاء النهي وإن الشرطيّة.

فَلَمْ ولَمّا : لقلب المضارع ماضياً ونفيه ، نحو : لَمْ يَضْرِبْ ولَمّا

____________________________

(١) البقرة : ١٨٤.

(٢) المزّمل : ٢٠.

(٤) الصافات : ١٠٤.

(٣) يوسف : ٩٦.

(٥) يوسف : ٦٠.

٣٥٢

يَضْرِبْ ، ويختصّ لم بمصاحبة حرف الشرط ، نحو : إنْ لَمْ تَفْعَلْ أفْعَل ، وجواز انقطاع منفيّها ، نحو : لَمْ يَضْرِبْ ثمَّ ضَرَبَ ، ولَمّا بجواز حذف فعلها كَشارَفْتُ المَدينَةَ فَلَمّا ، أي لمّا أدخلها ، ويتوقّع ثبوته ، نحو : «لَّمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ» (١) وهي مَعَ المضارع جازمة ، ومَعَ الماضي ظرف ، نحو : لَمّا قُمْتَ قُمْتُ ولَمّا لَمْ تَقُمْ قُمْتُ ومَعَ غيرهما بمعنى إلّا ، نحو : «إِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ» (٢).

ولام الأمر : لطلب الفعل ، نحو : لِيَضْرِبْ زَيْدٌ ، ويدخل على الغائب والمتكلّم دون المخاطب إلّا أن يكون مجهولاً.

ولاء النهي : لطلب الترك وتدخل على الصيغ مطلقاً ، نحو : لا يَضْرِبْ ولا تَضْرِبْ ولا نَضْرِبْ.

وإنْ : يدخل على فعلين يسمّى الأوّل شرطاً ، والثاني جزاء فيجزم ما كان مضارعاً ، وفيما قبله ماضٍ وجهان ، نحو : إنْ تَقُمْ أقُمْ ، وإنْ قُمْتَ أقُمْ أو أقُومُ.

فوائد : الاُولى : فيما عطف على الجزاء المجزوم الجزم بالعطف والنصب بإضمار أنْ والرفع على الاستئناف ، نحو : إنْ تَأْتِني آتِكَ فَاُحدِّثكَ ، وفيما عطف على الشرط المجزوم الأوّلان.

الثانية : يجوز حذف شرطها مَعَ لا ، نحو : قُمْ وإلّا أقُمْ.

الثالثة : كثيراً ما يعطف جملتها على ما يحذف كلَوْ الشرطيّة ، نحو : تصدّق وإنْ كان درهماً ، أي إنْ كان زايداً وإن كان درهماً ، واكْرِم الضَّيْفَ وَلَوْ كانَ كافِراً ، أي لو كان مؤمناً ولو كان كافراً.

____________________________

(١) ص : ٨.

(٢) يس : ٣٢.

٣٥٣

الرابعة : الجزاء إن امتنع جعله شرطاً يجب فيه الفاء كالجملة الاسميّة والطلبيّة ، والفعل الجامد كعَسىٰ والمقرون بقَدْ ، أو السين ، أو سَوْفَ ، أو لَنْ ، أو ما ، أو لا ، وإن لم يمتنع فإن كان ماضياً لفظاً أو معنى بغير قد ، فيمتنع وإلّا فوجهان ، نحو : إنْ ضَرَبْتَني فَأضْرِبْكَ أو أضربُك.

النّوع السابعُ : أفعال تسمّى الأفعال الناقصة ، تدخل على المبتدأ والخبر فترفع الأوّل اسماً لها ، وتنصب الثاني خبراً لها ، وهي كثيرة منها : كانَ وصارَ وأصْبَحَ وأمْسىٰ وأضْحىٰ وظَلَّ وباتَ ومَا انْفَكَّ وما زال وما فتئ وَما بَرحَ وما دامَ ولَيْسَ.

فكان ، لثبوت الخبر للاسم ، نحو : كانَ زَيْدٌ قائماً ، وبمعنى صارَ ، نحو :

بِتَيْهاءَ قَفْرٍ وَالْمَطِيُّ كَأنَّها

قَطَا الحَزْن قَدْ كانَتْ فراخاً بُيُوضُها (١)

ويكون فيها ضمير الشأن ، نحو :

إذا مِتُّ كانَ الناسُ صِنْفانِ شامِتٌ

وآخَرُ مُثْنٍ بِالَّذِي كُنْتُ أصْنَعُ (٢)

____________________________

(١) در بيابان سرگردان و بى آب و گياه و شتر را هوار گويا آن شتر كبوترانى هستند در زمين سخت كه تخمهاى آنها جوجه گرديده باشد ، و شاهد در كانت است كه به جاى صارت بكار رفته است ، جامع الشواهد.

(٢) هو من ابيات لعجير بن عبد الله بن همام السلولي. قوله : «متّ» متكلّم من الموت خلاف الحياة ، وصنفان ، تثنية صنف وهو بالكسر ، القسم من الشيء ، والشامت بالشين المعجمة والمثنّاة ، فاعل من الشماتة ، وهو فرح العدو ببلية الشخص ، ومثن بالمثلثة والنون ، اسم فاعل من اثناه ، أي وصفه بمدح واصنع ، متكلم من الصنع بمعنى العمل. يعنى هرگاه

٣٥٤

وتامّة بمعنى ثَبَتَ ووَقَعَ ، نحو : «كُن فَيَكُونُ» (١). وكانَتِ الْكائِنَةُ.

وزائدة ، نحو : «كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا» (٢). وقد تحذف إمّا وَحْدها ، نحو : أمّا اَنْتَ مُنْطَلِقاً انْطَلَقْتُ ، أي لِأَنْ كُنْتَ مُنْطَلِقاً ، أو مع أحَد معمُوليها ، نحو : إنْ خيْراً فَخَيْراً ، منصوبين ، أو مرفوعين ، أو مختلفين ، أو معهما ، نحو : افْعَل هذا ، إمّا لا ، أي : إنْ كنت لا تفعل غيره ، زِيد ما عوضاً عن المحذوف ، وقد يحذف النون من مضارعها المجزوم إذا لم يتّصل به ضمير بارز ولم يسكن ما بعده ، نحو : «لَمْ أَكُ بَغِيًّا» (٣).

وصارَ ، للانتقال ، نحو : صار زيدٌ غَنِيّاً ، وتكون تامّة ، نحو : صار زيدٌ الى عَمرو أي انتقل إليه.

وأصْبَحَ وأمْسىٰ وأضْحىٰ لاقتران مضمون الجملة بأوقاتها ، وهي الصباح والمسىٰ والضُّحىٰ ، نحو : أصْبَحَ ، وأمْسىٰ ، وأضْحىٰ زيدٌ أميراً ، أي اقترن إمارته بتلك الأوقات. وتكون بمعنى صار ، نحو : أصْبَحَ ، أو أمْسىٰ ، أو اَضْحىٰ زيدٌ غَنيّاً ، وتامّة بمعنى الدخول في تلك الأوقات ، نحو : أصْبَحَ ، أو أمْسىٰ ، أو أضْحىٰ زيدٌ أي دخل فيها.

وظلَّ وباتَ ، لاقتران مضمون الجملة بوقتهما ، نحو : ظَلَّ أوْ باتَ زيدٌ قائماً ، أي قام في جميع نهاره أو ليله ، ويجيئان بمعنى صار ، نحو : ظلّ أو

____________________________

بميرم ، مى‌باشند مردم بر دو قسم نسبت به من : بعضى از ايشان شماتت كننده اند و خوشحال مى‌شوند از مردن من و بعضى ديگر ستايش كننده اند مرا بخوبى ، بسبب آنچنان نيكى كه بودم كه مى‌كردم در حقّ ايشان. شاهد در بودن اسم كان است ، ضمير شأن مستتر بعد از او ، و جمله الناس صنفان ، مبتدأ و خبر در محل نصب ، بنابر آنكه خبر بوده باشد از براى كان ، و مفسّر بوده باشد مر ضمير شأن مستتر را. جامع الشواهد.

(١) يٰس : ٨٢.

(٢) مريم : ٢٩.

(٣) مريم : ٢٠.

٣٥٥

بات زيدٌ قائماً ، أي صار قائماً ، وتامّتين على قلّة ، نحو : ظِلْتُ أو بِتُّ بمكانِ كذا ، أي كنت بها نهاراً أو ليلاً.

وما زالَ وما بَرحَ وما فَتئ ومَا انْفَكّ ، لاستمرار ثبوت الخبر للاسم ، نحو : ما زال زيدٌ كريماً ، أي استمرّ كرَمه ، وكذا أخواته ويلزمها النفي ولو تقديراً ، نحو : «تَاللَّـهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ» (١).

وما دام للتوقيت ، وما فيها مصدريّة وما زال قبله كلام ، نحو : اجْلِسْ ما دامَ زيدٌ جالِساً.

ولَيْسَ ، لنفي مضمون الجملة حالاً ، نحو : لَيْسَ زَيْدٌ بَخيلاً ، ويجوز تقديم أخبارها كلّها على أسمائها ، نحو : كان قائماً زيدٌ ، وأمّا عليها فيمتنع في ما دام ، واختُلِف في ليس وما يلزمه النفي ويجوز في البواقي.

تنبيهُ : غير الماضي منها يعمل عمله وليس في ليس تصرّف.

فائدة : تسمّى تلك الأفعال ناقصة لأنّها لا تتمّ بالمرفوع كسائر الأفعال.

النّوعُ الثامِنُ : أفعال تسمّى أفعال المقاربة ، وهي كالأفعال الناقصة إلّا أنّه التزم في خبرها المضارع إلّا ما شذّ وهي عَسىٰ وحَرىٰ وَاخلَوْلَقَ وكادَ وكرَبَ وأوْشك وأنْشَأَ وطَفِقَ وجَعَلَ وأَخَذَ وعَلَقَ ، وهي لدنوّ الخبر للاسم رجاءً أو حصولاً أو أخذاً فيه.

والأوّل : عَسىٰ وحَرىٰ وَاخلَوْلَقَ وخبرها مع أن ، نحو : عَسىٰ زيدٌ أن يقوم ، ويجوز حذف أن في خبرها ، نحو : عَسىٰ زَيْدٌ يخرج ، أي عسىٰ زيدٌ خارجاً

____________________________

(١) يوسف : ٨٥.

٣٥٦

وإذا قدّم الفعل ، نحو : عَسىٰ أن يَقُوم زَيْدٌ فيحتمل التامّ والنقص ، نحو : حَرىٰ زَيْدٌ أن يَقُومَ ، واخْلَوْلَقَ السَّماءُ أنْ تَمْطَر.

الثاني : كادَ وكرَبَ وأوْشَك ، نحو : أوْشَك زيدٌ أن يَقُومَ وكثر أنْ في أوْشَك وقَلَّتْ في أخَويْه.

الثالثُ : البواقي ، نحو : «وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ» (١). وأنْشَاَ أو جعَلَ أو أخَذَ أو عَلَقَ السائقُ يَحْدو ، أي شرع فيه ، وليس معها أنْ ، لأنّها للحال وأن للاستقبال ، ولم يستعمل غير الماضي من تلك الأفعال إلّا يَكادُ ويوشك ومُوشِك اسم فاعل.

النّوع التاسِعُ : أفعال تسمّى أفعال المَدْح والذّم ، ويكون بعدها اسمان مرفوعان ، أحدهما الفاعل والآخر المخصوص بأحدهما ، وهي أربعة : نِعْمَ وحَبَّذا للمدح ، وبِئسَ وَساءَ للذّم ، وفاعلها إمّا معرّف باللام ، نحو : نِعْمَ الرجُلُ زَيْدٌ ، أو مضاف إليه ، نحو : نِعْمَ غلامُ الرجل زيد ، أو مضمر مُبهم مميّز بنكرة منصوبة ، نحو نِعْمَ رَجُلاً زَيْدٌ ، أو بما ، نحو : «فَنِعِمَّا هِيَ» (٢). ومخصُوصها إمّا مبتدأ وما قبله الخبر ، أو خبر لمبتدأ محذوف وهو ، هُوَ أو هِيَ. وإبهام الضمير إنّما هو على الثاني دون الأوّل ، وساءَ وبِئسَ مثلها ، وقد يحذف المخصوص ، نحو : «نِّعْمَ الْعَبْدُ» (٣) ، أي أيّوب ( عليه السلام ). وَحَبَّذا ، نحو : حَبَّذَا الرجُلُ زَيْدٌ ، فَحَبَّ فعل ماضٍ وذا فاعله والرجل صفة للفاعل ، وقد يحذف الصفة ويأتي بتمييز أو حال. قبل المخصوص أو بعده مطابقاً له في الافراد والتذكير ، وغيرهما ، نحو : حَبَّذا رَجُلاً أو راكِباً زَيْدٌ ،

____________________________

(١) طه : ١٢١.

(٢) البقرة : ٢٧١.

(٣) ص : ٤٤.

٣٥٧

وحَبَّذا زَيْدٌ رَجُلاً أو راكباً ، وحَبَّذا رَجُلَيْن أو راكِبين الزيدان ، وحَبَّذَا الزيدان رجلين أو راكبين ، وهكذا في البواقي.

النّوعُ العاشرُ : أفعال تسمّى أفعال القلوب ، وأفعال الشك واليقين ، تدخل على المبتدأ والخبر وتَنصبهما على المفعولية ، وهي عَلِمْتُ وَرَأَيْتُ ووَجَدْتُ لليقين ، وحَسِبْتُ وخِلْتُ وظَنَنتُ ، للشك ، وزَعَمْتُ ، لهذا تارة ولذاك اُخرىٰ ، نحو : عَلِمْتُ زيداً فاضِلاً ، وحَسِبْتُ بكراً كَريماً ، وزَعَمْتُ بِشْراً أخاك ، وهكذا سائر تصاريفها ، ولا يجوز الاختصار على أحَد معموليها ، ويجوز حذفهما معاً ، نحو : من يَسمَع يَخل ، أي يخل مسمُوعَه صادقاً.

تنبيهُ : واُلْحِق بها أفعال اُخر كأعْطى ، وكسىٰ ، وسَمّى ، نحو : أعْطَيْتُ زيداً درهماً ، وكَسوتُه جُبَّةً ، وسَمَّيْتُهُ خَليلاً ، وأفعال التصيير ، كصَيَّر وجَعَلَ ورَدَّ وتَرَك واتَّخَذَ وما يتصرّف منها ، نحو : «وَاتَّخَذَ اللَّـهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا» (١) ، وكذا أحوال البواقي.

النّوعُ الحادي عشر : أسماء تسمّى أسماء الأفعال ، وهي أنواع : منها ما يرفع على الفاعليّة فقط ، ومنها ما ينصب على المفعوليّة أيضاً ، ومنها ما يستعمل على الوجهين.

أمّا الأوّل : فعلى ضربين ، أحدهما : ما يعمل في الضمير ومنه آمين ، بمعنى اسْتَجِبْ. وهَيْتَ ، بمعنى أسْرِع ، وفي التنزيل «هَيْتَ لَكَ» (٢). وقطّ ، بمعنى انته ، مثل : أعطيته درهماً فقط ، وفاؤه جزائيّة والشرط محذوف أي إذاً

____________________________

(١) النساء : ١٢٥.

(٢) يوسف : ٢٣.

٣٥٨

أعطيته درهماً فقط. واُفٍّ ، بمعنى أتضجّر ، نحو : «فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ» (١). ووَيْ وواهاً وآهاً ، بمعنى أتعجّب ، نحو : «وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ» (٢). وَواهاً لك ثُمَّ آهاً.

وثانيهما : ما يعمل فى المظهر.

ومنه هَيْهاتَ ، نحو : هَيْهاتَ الأمْر أى بَعُدَ.

وشتّانَ ، نحو : شَتّانَ زَيْدٌ وعَمْروٌ ، أي افترقا ، تقول : شتّانَ ما بَيْنَ زَيْدٍ وعَمْروٍ ، وشتّان ما بينهما.

وسَرْعانَ ، نحو : سَرْعانَ زيدٌ أى سَرع ، وفي المثل سَرْعانَ ذا إهالة.

وأمّا الثاني : فكلمات ، منها رُوَيْدَ ، نحو : رُوَيْدَ زيداً أي أمْهِلْهُ ، ورُوَيْداً في «أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا» (٣) ، مصدر ، وفي قولهم : ساروا رُوَيداً ، إمّا حال ، أي ساروا مُرودينَ ، أو نعت لمصدر تقديراً كما في ساروُا سيراً رويداً لفظاً.

وعَلَيْك نحو : عَلَيْكَ زيداً أي الزمه ، وفي الحديث : عليك بصلاة الليل.

وبَلْهَ ، نحو : بَلْهَ زيداً أي دَعْهُ ، وفي قولهم : بَلْهَ زيدٍ مصدر مضاف.

ودُونَك ، نحو : دونك زيداً أي خذه.

وأمامَك ، نحو : أمامَكَ زيداً أي تقدّمه.

وَحيَّهَل ، نحو : حَيّهَل الثرثيد أي ايته.

وها ، نحو : ها زيداً أي خذه ، وفي التنزيل : «هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ» (٤).

وأمّا الثالث : فنحو : هَلُمَّ جَرّاً أي تعال تجرّجَرّا ، و «هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ» (٥) أي هاتوهم ، ومنها فعالِ كنزال بمعنى انزل ، وتراك الأمر أي اتركه. وهذه الأسماء إمّا لازم التعريف كنزال وبله وآمين ، أو التنكير ، نحو : آهاً وواهاً ،

____________________________

(١) الاسراء : ٢٣.

(٢) القصص : ٨٢.

(٤) الحاقه : ١٩.

(٣) الطارق : ١٧.

(٥) الانعام : ١٥٠.

٣٥٩

أو جائز الأمرين كصَهٍ وصَهْ ومَهٍ ومَهْ واُفٍّ واُفْ فما نوّن نكرة وما عرى معرفة.

النّوعُ الثاني عشر : أسماء تجزم الفعل المضارع على معنى إنْ الشرط. وتسمّى كلم المجازات ، وهي : مَتىٰ وإذْ ما وحَيْثما وأيْنما وأنّىٰ ومَهْمٰا وما ومَنْ وأيّ وكَيْفَما وإذا. ولا جزم في إذ وحَيْث ، إلّا مع ما.

فمتى وإذ ما للزمان ، نحو : مَتىٰ تَقُمْ أقُمْ ، وإذ ما تقمْ أقُمْ.

وأيْنَما وحيْثما للمكان ، نحو : أيْنَما تكُنْ أكُنْ ، وحَيْثُما تَخْرج أخْرُجْ.

وأنّى كَأيْنَما ومَتىٰ ، نحو : أنَّى تَقْعُدْ أقْعُد ، وأنّى تَصمْ أصمْ.

ومَهْمٰا كَمتى ، نحو : مَهْما تُسافِرْ اُسافِرْ ، قيل : هي بسيطة ، وقيل : مركّبة أمّا من ما الشرطيّة ، والزائدة ، فقلبت الألف الاُولى هاءً تحرّزاً عن التكرار ، أو من مه وما الشرطية كأنّه قيل لك أنتَ لا تفعل ما أفعل فقلت مهما تفعل أفعل.

ومَنْ لذوي العقول ، نحو : مَنْ تُكْرِم أكْرِمْ وما لِغَيْرهم ، نحو : ما تَصْنَعْ أصْنَع ، ومنه : «مَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّـهُ» (١).

وأيّ أعم ، نحو : أيّاً تَضْرِبُ أضْرِب ، وأيّاً ما تَصْنَعْ أصْنَعْ. ولهذه الكلمات معان اُخر لا تجزم بها.

فمتى للاستفهام ، نحو : متى تقوم ، ومتى القتال فَيعمّ القبيلتين.

وأيْنَ كذلك ، نحو : أين تكون وأين زيد ؟

وأنّى للاستفهام في المكان والحال ، نحو : أنّى زيد ؟ بمعنى أين هو ؟ وكيف هو ؟ وبمعنى متى الاستفهاميّة ، نحو : أنّى القتال ؟

____________________________

(١) البقرة : ١٩٧.

٣٦٠