خصائص الوحى المبين

شمس الدين يحيى بن الحسن الأسدي الربعي الحلّي [ الحافظ ابن البطريق ]

خصائص الوحى المبين

المؤلف:

شمس الدين يحيى بن الحسن الأسدي الربعي الحلّي [ الحافظ ابن البطريق ]


المحقق: الشيخ مالك المحمودي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار القرآن الكريم
المطبعة: نگين
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٨٦

العقائد الحديث وعلومه

٣٤ ـ وبالاسناد ايضا قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال : حدثني ابي قال : حدثنا عفان قال : حدثنا حماد بن سلمة قال : حدثنا علي بن زيد عن شهر بن حوشب ، عن ام سلمة : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لفاطمة : ائتيني بزوجك وابنيك ، فجاءت بهم ، فألقى عليهم كساء فدكيا ، قالت : ثم وضع يده عليهم وقال : اللهم ان هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد انك حميد مجيد.

قالت أم سلمة : فرفعت الكساء لا دخل معهم ، فجذبه من يدي وقال : انك على خير (١).

٣٥ ـ ومن صحيح البخاري ومن صحيح مسلم أيضا بالاسناد المقدم من صحيح البخاري في الجزء الرابع منه ، ومن صحيح مسلم في الجزاء الرابع منه أيضا على حد كراسين من آخر الجزء ، وأجزاء البخاري من ثمانية ، واجزاء مسلم من ستة ، وهذا من المتفق عليه منهما.

بالاسناد المقدم قال : حدثنا أبو بكر بن ابي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير ـ واللفظ لابي بكر ـ قال : حدثنا محمد بن بشر ، عن زكريا ، عن مصعب بن شيبة ، عن صفية بنت شيبة قالت : قالت عائشة : خرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غداة وعليه مرط مرجل (٢) من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فادخله ثم قال : (إنما يريد الله

__________________

١ ـ يراجع مسند احمد ٦ / ٣٢٣.

٢ ـ المرط ـ بالكسر ـ واحد المروط وهي أكيسة من صوف أو خز ، والمرجل ـ هو الذي فيه خطط اسود وابيض.

١٠١

ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (١).

٣٦ ـ ومن طريق الحافظ أبي نعيم بالاسناد المقدم قال الحافظ أبو نعيم : حدثنا أحمد بن علي بن الحارث المرهبي وزيد بن علي المقرئ قالا : حدثنا القاسم بن محمد بن حماد الدلال قال : حدتنا مخول بن ابراهيم قال : حدثنا عبد الجبار بن العباس الشبامي عن عمار الدهني عن عمرة بنت أفعى عن أم سلمه رضى الله عنها قالت : نزلت هذه الآية في بيتي : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وفي البيت سبعة : جبرئيل وميكائيل عليه‌السلام ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلي والحسن والحسين وفاطمة عليه‌السلام وأنا على باب البيت فقلت : يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال : أنت على خير ، انك من أزواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وما قال : انك من أهل البيت (٢).

٣٧ ـ وبالاسناد ايضا قال أبو نعيم : حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : حدثنا الحسين بن اسحاق ، وقال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا جرير ، عن الاعمش ، عن جعفر بن عبد الرحمن ، عن حكيم بن سعد ، عن ام سلمه رضي الله عنه قالت : نزلت هذه الآية : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) في رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلى الله عليهم أجمعين (٣) حدثنا [ه] في المعجم الكبير.

٣٨ ـ وبالاسناد المقدم قال أبو نعيم : حدثنا سليمان بن أحمد قال : حدثنا ابن زهير التستري قال : حدثنا عبد الرحمان بن محمد بن منصور بن أبي الاسود ،

__________________

١ ـ صحيح مسلم ٧ / ١٣٠.

٢ ـ يراجع تفسير الدر المنثور ٥ / ١٩٨.

٣ ـ ينظر مناقب ابن المغازلى / ٣٠١.

١٠٢

قال : حدثنا الاعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت عن شهر بن حوشب ، عن ام سلمة ـ رضي الله عنها ـ : ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اخذ ثوبا فجلله على علي وفاطمة والحسن والحسين عليه‌السلام ثم قرأ هذه الآية : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (١).

٣٩ ـ وبالاسناد المقدم قال أبو نعيم : حدثنا أبو بكر بن خلاد ، قال : حدثنا محمد بن عثمان ، قال : حدثنا ابراهيم بن محمد بن ميمون ، قال : حدثنا علي بن عابس [عن] أبي الجحاف [داود بن ابي عوف] عن عطية ، عن أبي سعيد و [عن] الاعمش عن عطية : عن ابي سعيد قال : نزلت هذه الآية : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) في خمسة : في رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلى الله عليهم (٢).

٤٠ ـ وبالاسناد المقدم قال الحافظآ أبو نعيم : حدثنا صالح بن يوسف الانباري قال : حدثنا ابراهيم بن محمد بن عرفة قال : حدثنا عبد الملك قال : حدثنا عبد الرحيم بن هارون ، قال : حدثنا هارون بن سعيد ، قال : حدثنا عطية قال : سألت أبو سعيد عن اهل البيت الذين قال الله عز وجل فيهم : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) الآية. فذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعليا وفاطمة والحسن والحسين عليه‌السلام (٣).

__________________

١ ـ يراجع مناقب ابن المغازلي / ٣٠٦ مع اختلاف.

٢ ـ ينظر اسباب النزول / ٣٧٣ ، تفسير الثعلبي المخطوط / ١٣٩ الصواعق المحرقة ، فصل الآيات ، الآية الاولى وفيه : ثم هذه الآية منبع فضائل أهل البيت النبوي لاشتمالها على غرر من مآثرهم والاعتناء بشأنهم حيث ابتدأت بإنما المفيدة لحصر ارادته تعالى في أمرهم على اذهاب الرجس الذي هو الاثم أو الشك فيما يجب الايمان به عنهم وتطهيرهم من سائر الاخلاق والاحوال المذمومة.

٣ ـ يراجع شواهد التنزيل ٢ / ٢٦.

١٠٣

٤١ ـ وبالاسناد المقدم قال أبو نعيم : حدثنا صباح بن محمد بن علي وأبو ذر بن محمد بن الحسين بن رومي قالا : حدثنا محمد بن الحسين بن حفص ، قال : حدثنا عباد بن يعقوب ، قال : حدثنا أبو عبد الرحمان المسعودي عن كثير النوا : عن عطية عن أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ قال : نزلت هذه الآية ـ في خمسة فقرأها وسماهم ـ : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) في رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلى الله عليهم (١).

٤٢ ـ ومن الجمع بين الصحيحين لمحمد بن أبي نصر الحميدي بالاسناد المقدم قال : الحديث الرابع والستون من المتفق عليه في الصحيحين من البخاري ومسلم من مسند عائشة ، عن مصعب بن شيبة ، عن صفية بنت شيبة ، عن عائشة قالت : خرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذات غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين ، فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (٢).

٤٣ ـ ومن الجمع بين الصحاح الستة ـ لرزين بن معاوية العبدري ـ امام الحرمين ـ السرقصطي الاندلسي ـ وهي : موطأ مالك بن أنس الاصبحي وصحيحي مسلم والبخاري وسنن أبي داود السجستاني وصحيح الترمذي والنسخة الكبيرة من صحيح النسائي.

بالاسناد المقدم في الجزء الثاني من أجزاء ثلاثة في تفسير سورة «الاحزاب» من صحيح أبي داود السجستاني وهو كتاب السنن في تفسير قوله تعالى : (إنما

__________________

١ ـ ينظر شواهد التنزيل ٢ / ٢٤.

٢ ـ يراجع صحيح مسلم ٧ / ١٣٠.

١٠٤

يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) قال عن عايشة قالت : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعليه مرط من شعر أسود ، فجاء الحسن فأدخله ، ثم جاء الحسين فأدخله ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ثم قال : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (١).

٤٤ ـ قال : وعن ام سلمه زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن هذه الآية نزلت في بيتها : (إنم يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) قالت : وأنا جالسة عند الباب فقلت : يا رسول الله الست من أهل البيت؟ فقال : إنك إلى خير ، انك من أزواج النبي (٢).

٤٥ ـ وبالاسناد المقدم ايضا من الجزء من الكتاب أيضا جمع رزين في باب مناقب الحسن والحسين عليه‌السلام من صحيح أبي داود السجستاني أيضا بالاسناد المقدم قال : عن صفية بنت شيبة قالت : قالت عائشة : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علي عليه‌السلام فأدخله ، ثم جاء الحسين فأدخله ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ثم قال : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (٣).

٤٦ ـ ومن تفسير الثعلبي في تفسير قوله تعالى : (طه) قال : قال جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام : «طه» طهارة اهل بيت محمد عليه‌السلام ثم قرأ : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (٤).

__________________

١ ـ تفسير الطبري ٢٢ / ٥ ، مستدرك الصحيحين ٣ / ١٤٧.

٢ ـ ينظر شواهد التنزيل ٢ / ٥٥ ـ ٨٨.

٣ ـ صحيح ابي داود ٤ / ٤٤ ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ٢ / ٣٢.

٤ ـ تفسير الثعلبي المخطوط / ٤١.

١٠٥

٤٧ ـ ومن تفسير الثعلبي أيضا بالاسناد المقدم قال : أخبرني عقيل بن محمد الجرجاني أخبرنا معافا بن زكريا البغدادي ، أخبرنا محمد بن جرير ، حدثني [محمد] بن المثنى ، حدثني بكر بن يحيى بن ريان العنزي (١) حدثنا مندل عن الاعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : نزلت هذه الآية في خمسة : في وفي علي وفي حسن وحسين وفاطمة عليهم‌السلام : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (٢).

٤٨ ـ ومن تفسير الثعلبي أيضا وبالاسناد المقدم قال : وأخبرني الحسين بن محمد بن الحسين بن عبد الله الثقفي ، حدثنا عمر بن الخطاب ، حدثنا عبد الله بن الفضل ، حدثنا الحسين بن علي ، حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا العوام بن حوشب ، [قال :] حدثني ابن عم لي من [بني الحارث] بن تيم الله ـ يقال له مجمع ـ قال : دخلت مع أمي على عائشة فسألتها أمي قالت : رأيت خروجك يوم الجمل؟ قالت : انه كان قدرا من الله تعالى فسألتها عن علي عليه‌السلام فقالت : سألتني عن أحب الناس كان إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لقد رأيت عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وقد جمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يعوف عليهم ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت : قلت : يا رسول الله أنا من أهلك؟ فقال تنحي إنك إلى خير (٣).

__________________

١ ـ في كتاب «العمدة» : الغنوى.

٢ ـ تفسير الثعلبي المخطوط / ١٣٩ ، تفسير الطبري ٢٢ / ٥.

٣ ـ رواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ٢ / ٣٨ مع اختلاف يسير في المتن و «يعوف» اي يدور.

١٠٦

في قوله تعالى : (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ...) (١).

٤٩ ـ ومن تفسير الثعلبي ايضا بالاسناد المقدم قال : حدثنا المنذر بن محمد القابوسي ، حدثني الحسين بن سعيد ، حدثني أبي عن أبان بن تغلب ، عن نفيع بن الحارث عن أنس بن مالك وعن بريدة قالا : قرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذه الآية : (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) إلى قوله : (والابصار) فقام رجل فقال اي بيوت اذن الله هذه يا رسول الله فقال بيوت الانبياء قال فقام إليه أبو بكر فقال : يا رسول الله هذا البيت منها ـ لبيت علي عليه‌السلام وفاطمة؟ ـ فقال : نعم من أفاضلها (٢).

قال يحيى بن الحسن : قد ثبتت عصمة أهل البيت عليه‌السلام بالوحي العزيز والمتفق على رواية من الخاص والعام ، وما كان كذلك صح التمسك به والاستدلال.

يوضح ذلك ويزيده ايضاحا وبيانا ما ذكره أحمد بن فارس اللغوي في كتاب «المجمل في اللغة» قال : الطهر : خلاف الدنس ، والتطهير هوالتنزه عن الاثم وعن كل قبيح.

وهذا معنى العصمة لان المعصوم هو الذي لا يواقع إثما ولاقبيحا ، وليس ذلك الا مع تطهير الله ـ عز وجل ـ له وإذهاب الرجس عنه بإرادته تعالى لا بإرادة غيره جل وعلا.

ومن ثبت تطهيره بالوحي العزيز ـ (الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) (٣) وبالصحاح من قول الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على

__________________

١ ـ سورة النور : ٢٤ / ٣٦.

٢ ـ يراجع شواهد التنزيل ١ / ٤١٠.

٣ ـ سورة فصلت : ٤١ / ٤٢.

١٠٧

إجماع من الشيعة والسنة ثبتت عصمته ، ومن كانت هذه حاله امنا وقوع الخطأ منه عاجلا وآجلا.

ومن يؤمن منه وقوع الخطأ عاجلا وآجلا وجب الاقتداء به ـ دون من لم يؤمن منه وقوع الخطاء وتطرق الرجس عليه وترك التطهير له بارادة الله تعالى.

ومن كانت هذه حاله ثبت انه يهدي إلى الحق لموضع الا من منه أن يواقع ما يكره من غيره وقوعه بدليل قوله سبحانه وتعالى : (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون) (١) فأوجب سبحانه وتعالى الاقتداء بمن كانت هذه حاله وجعل ذلك حكمه ، ووبخ من لم يحكم بذلك ومن لم يحكم به فهو من أهل هذه الآية : (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) (٢).

وبيت يقصر الاوهام عنه

سما فوق الفراقد والنسور

غدا للوحي والشرف المعلى

نديا بالرواح وبالبكور

__________________

١ ـ سورة يونس : ١٠ / ٣٥.

٢ ـ سورة المائدة : ٥ / ٤٤.

١٠٨

الفصل الخامس

في قوله تعالى قال : (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) (١).

[وفي قوله تعالى : (ان الله اصطفئ ادم ونوحا وءال ونوحا وءال إبراهيم وءال عمران على العالمين)] (٢).

٥٠ ـ من مسند ابن حنبل وبالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه قال : وفيما كتب إلينا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي يذكر أن الحرب بن الحسن الطحان حدثه ، قال : حدثنا حسين الاشقر ، عن قيس ، عن الاعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال : لما نزل : (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) قالوا : يا رسول الله من قرابتك [هؤلاء] الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال : علي وفاطمة وابناهما عليهم‌السلام (٣).

٥١ ـ ومن صحيح البخاري : بالاسناد المتقدم من الجزء السادس من صحيح البخاري من اجزاء ثمانية على حد كراسين ونصف من أوله في تفسير قوله تعالى : (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) بالاسناد المقدم

__________________

١ ـ سورة الشورى : ٤٢ / ٢٣.

٢ ـ سورة آل عمران : ٣ / ٣٣.

٣ ـ فضائل الصحابة ٢ / ٦٦٩ ح / ٤١ : ١.

١٠٩

قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن عبد الملك بن ميسرة [قال] : سمعت طاووسا [يحدث] عن ابن عباس ـ رضى الله عنه ـ انه سئل عن قوله تعال : (إلا المودة في القربى) قال سعيد بن جبير : «قربى» آل محمد صلوات الله عليهم (١).

٥٢ ـ ومن صحيح مسلم : بالاسناد المقدم من الجزء الخامس من اجزاء ستة في أوله على حد كراسين في تفسير قوله تعالى : (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) قال : وسئل ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ عن هذه الآية :

فقال ابن جبير : هي [في] قربى آل محمد عليهم‌السلام (٢).

٥٣ ـ من تفسير الثعلبي في قوله تعالى : (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) بالاسناد المقدم قال : اختلفوا في قرابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذين أمر الله تعالى بمودتهم؟

فأخبرني الحسين بن محمد الثقفي العدل ، حدثنا برهان بن علي الصوفي ، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليم الحضرمي ، حدثنا حرب بن الحسن الطحان ، حدثنا حسين الاشقر ، عن قيس ، عن الاعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال : لما نزلت : (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى).

__________________

١ ـ صحيح البخاري ٦ / ١٢٩ وما بين المعقوفتين من كتاب «العمدة» ويبدو ان السؤال طرح في مجلس عام فسبق ابن جبير للجواب ، ولهذا اعترض عليه ابن عباس قائلا : عجلت ـ ينظر صحيح البخاري كتاب التفسير.

٢ ـ لم نعثر عليه في صحيح مسلم ولكن وجدناه في صحيح البخاري ٦ / ١٢٩ ونظيره في شواهد التنزيل ٢ / ١٣٠ ورواه مصنف غاية المرام / ٣٠٦ نقلا عن جزء الخامس من صحيح مسلم.

١١٠

قالوا يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم قال : علي وفاطمة وابناهما صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين (١).

٥٤ ـ قال [الثعلبي] : ودليل هذا التأويل : ما حدثنا به أبو منصور الحمشادي ، حدثني أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو بكر بن مالك ، حدثنا محمد بن يونس ، حدثنا عبيد الله بن عائشة ، حدثنا إسماعيل بن عمرو ، عن عمر بن موسى ، عن زيد بن علي بن الحسين ، عن ابيه ، عن جده ، عن علي بن ابي طالب صلوات الله عليه قال : شكوت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حسد الناس لي ، فقال : أما ترضى أن تكون رابع أربعة أول من يدخل الجنة : أنا وانت والحسن والحسين ، وازواجنا عن أيماننا وشمائلنا وذريتنا خلف ازواجنا وشيعتنا من خلف ذريتنا (٢).

٥٥ ـ ومن تفسير الثعلبي أيضا وبالاسناد المقدم [روى الثعلبي في تفسير] قوله سبحانه وتعالى من سورة آل عمران : (إن الله اصطفئ ادم ونوحا وءال إبراهيم وءال عمران على العالمين) (٣).

[حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد القاضي] (٤) : قال : حدثنا محمد بن عثمان بن الحسن النصيبي ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ، حدثنا أحمد بن ميثم بن نعيم قال : حدثنا أبو عبادة السلولي ، عن الاعمش ، عن أبي وائل قال : قرأت في

__________________

١ ـ رواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ٢ / ١٣٤ ، ينظر كفاية الطالب / ٩١ ـ تفسير الكشاف ٢ / ٣٣٩ ـ مجمع الزوائد ٧ / ١٠٣.

٢ ـ ينظر تفسير الكشاف ٣ / ٨١ ، فضائل الصحابة ٢ / ٦٢٤ ح / ١٠٦٨.

٣ ـ سورة آل عمران : ٣ / ٣٣.

٤ ـ ما بين المعقوفتين من كتاب «العمدة».

١١١

مصحف عبد الله بن مسعود : (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم (وآل محمد) على العالمين) (١).

٥٦ ـ ومن الجمع بين الصحاح الستة لابي الحسن رزين بن معاوية العبدري السرقصطي الاندلسي وبالاسناد المقدم من الجزء الثاني من أجزاء أربعة في تفسير سورة «حم» (٢) في قوله تعالى : (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) قال : [قال] ابن جبير : قربى آل محمد صلى الله عليهم (٣).

٥٧ ـ ومن طريق أبي نعيم المحدث : في قوله تعالى : (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) قال أبو نعيم : حدثنا أبو محمد بن حيان ، قال : حدثنا أبو الجارود ، قال : حدثنا إسماعيل بن عبد الله ، قال : حدثنا يحيى قال : حدثني حسين بن الحسن ، عن قيس ، عن الاعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : لما انزلت : (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) قالوا : يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله بمودتهم؟ قال : علي وفاطمة وابناهما (٤).

٥٨ ـ ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين بن معاوية عن عمار العبدرى من الجزء الثاني أيضا في ثاني كراس منه في تفسير قوله تعالى : (إن الله اصطفى ءادم ونوحا وءال إبراهيم وءال عمران على العالمين) بالاسناد المقدم قال عن علي عليه‌السلام قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : خير نسائها مريم بنت عمران وخير

__________________

١ ـ ينظر شواهد التنزيل ١ / ١١٨.

٢ ـ أي سورة الشورى.

٣ ـ يراجع صحيح البخاري ٦ / ١٢٩. ٤ ـ ينظر شواهد التنزيل ٢ / ١٣٤.

١١٢

نسائها خديجة بنت خويلد (١).

٥٩ ـ قال : وعن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : نساء قريش خير نساء ، ركبن الابل أحناها على طفل في صغره وأرعاها على زوج في ذات يده (٢).

و [كان] أبو هريرة على اثر ذلك يقول : ولم تركب بنت عمران بعيرا قط (٣) ولو علمت أنها ركبت بعيرا ما فضلت عليها أحدا.

قال وقال ابن عباس رضي الله عنه : «آل ابراهيم» و «آل عمران» : المؤمنون من آل إبراهيم وآل عمران ، وآل يس وآل محمد عليه‌السلام ، بقول الله تعالى : (إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه (وهم المؤمنون) وهذا النبي والذين آمنوا [معه] والله ولي المؤمنين) (٤).

وقال رزين : قال البخاري : ويقال : آل يعقوب إذا صغروا «آل» [ثم] ردوه إلى الاصل وقالوا : اهيل (٥).

قال يحيى بن الحسن : فقد ثبت مودتهم عليهم‌السلام إذ هي بأمر الله تعالى ولكونها أجر التبليغ ، وإذا أمر الله تعالى رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يطلب من الامة عوض بذله لنفسه

__________________

١ ـ صحيح مسلم ٧ / ١٣٢.

٢ ـ معرفة الصحابة ١ / ٣١٢ وجاء في شرح صحيح مسلم للنووي (١٥ ـ ١٦ / ٣١٣) : فيه فضيلة نساء قريش وفضل هذه الخصال وهي الحنوة على الاولاد والشفقة عليهم وحسن تربيتهم ... ونحو ذلك مراعاة حق الزوج في ماله وحفظه والامانة فيه وحسن تدبيره في النفقة وغيرها وصيانته ونحو ذلك ومعنى ركبن الابل نساء العرب و....

٣ ـ صحيح مسلم ٧ / ١٨٢ باب فضائل قريش ـ صحيح البخاري ٤ / ١٦٤.

٤ ـ سورة آل عمران : ٣ / ٦٨.

٥ ـ صحيح البخاري ٤ / ١٦٤.

١١٣

وتعزيره مهجته وأجر السفارة بينه تعالى وبين أمته المودة في أولى القربى.

وفسر «أولى القربى» من هم بقوله : «علي وفاطمة والحسن والحسين» فوجبت مودتهم كوجوب مودة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقامت مقام مودة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإذا وجبت كوجوب مودته وجب لهم من فرض الطاعة ما يجب له صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وإذا وجب لهم من فرض الطاعة ما وجب [له ، وجب] الاقتداء بهم ، ولم يجب ذلك لهم الا من حيث كانت النفس واحدة بدليل قوله تعالى : (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) (١) ونفسه : علي صلى الله عليهما وآلهما ، ونساؤه : فاطمة ، وابناه : الحسن والحسين صلى الله عليهما وسيجئ فيما بعد ذكر ذلك بطرقه إن شاء الله تعالى.

ويدل أيضا على وجوب الطاعة لهم قوله تعالى (من يطع الرسول فقد أطاع الله) (٢) وإذا كانت مودتهم كمودة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجب أن تكون طاعتهم كطاعة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم [و] صارت كطاعة الله تعالى لموضع قوله تعالى : (من يطع الرسول فقد أطاع الله).

وهذا من أدل دليل على وجوب الاقتداء بهم عليهم‌السلام ومعنى «الا» في هذه الآية بمعنى «غير» ومعناه التفخيم لامرهم والتعظيم لهم ، وذلك مثل قول الشاعر :

ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم

بهن فلول من قراع الكتائب

اراد ب‍ «غير» المبالغة في المدح ، إليه ذهب عمرو بن الجاحظ في كتابه الذي صنف للمأمون في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

__________________

١ ـ سورة آل عمران : ٣ / ٦١.

٢ ـ سورة النساء : ٤ / ٨٠.

١١٤

إذا أوجب الرحمان في الوحي ودهم

فأين عن الوحي العزيز ذهاب

وأين عن الذكر العزيز مذاهب

وأين إلى غير الاله إياب

[ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم

بهن فلول من قراع الكتائب]

* * *

١١٥
١١٦

الفصل السادس

في قوله : (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) (١).

وفي قوله تعالى : (وأنذر عشيرتك الاقربين) (٢).

٦٠ ـ من مسند ابن حنبل بالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه ، قال : حدثنا يحيى بن حماد ، قال : حدثنا أبو عوانة ، قال حدثنا أبو بلج ، قال : حدثنا عمرو بن ميمون ، قال : اني لجالس إلى ابن عباس ـ رضى الله عنه ـ إذ أتاه تسعة رهط ، فقالوا : يا بن عباس اما أن تقوم معنا أو تخلو بنا عن هؤلاء.

قال ابن عباس : بل أنا أقوم معكم ـ وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ـ قال : فابتدوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا ، فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف (٣) وقعوا في رجل له عشرة خصال :

__________________

١ ـ سورة البقرة : ٢ / ٢٠٧.

٢ ـ سورة الشعراء : ٢٦ / ٢١٤.

٣ ـ اف وتف : معناه الاستقذار لما شم. وقيل : معناه الاحتقار والاستقلال وهو صوت إذا صوت به الانسان علم انه متضجر منكرة ـ النهاة لابن الاثير. وفي لسان العرب : اف وتف ، الاف : الوسخ الذي حول الظفر ، وتف : وسخ الاظفار ، وقيل : ما يجتمع تحت الظفر من الوسخ ، يقال ذلك عند كل شئ يتضجرمنه ويتأذى به.

١١٧

وقعوا في رجل قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لابعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا يحب الله ورسوله. قال : فاستشرف (١) لها من استشرف فقال : أين علي؟ قالواو : هو في الرحي يطحن. قال : وما كان أحدكم ليطحن؟ فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر ، قال : فنفث في عينه ثم هز الرايه ثلاثا فأعطاه إياها ، فجا بصفية بنت حيى.

قال : ثم بعث فلانا بسورة التوبة فبعث عليا [خلفه] فأخذها منه وقال : لا يذهب بها الا رجل مني وأنامنه.

قال : وقال لبني عمه : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ ـ قال : وعلي جالس معهم [فأبوا] ـ فقال علي عليه‌السلام : أنا أو اليك في الدنيا والآخرة. قال : فتركه ، ثم أقبل على رجل [رجل] (٢) منهم فقال : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة [فأبوا قال : فقال علي : أنا أواليك في الدنيا والآخرة فقال له : أنت وليي في الدنيا والآخرة].

قال : وكان أول من آمن من الناس [بعد خديجة].

وأخذ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة والحسن والحسين وقال : (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطيهرا) (٣).

قال : وشرى علي نفسه ، لبس ثوب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم نام مكانه.

قال : فكان المشركون يتوهمون (٤) انه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فجاء أبو بكر وعلي نائم ـ قال [و] أبو بكر يحسب أنه نبي الله [قال :] فقال : يا نبي الله ، قال : فقال له

__________________

١ ـ استشرف الشئ : رفع بصره لينظر إليه باسطا كله فوق حاجبه.

٢ ـ أي كل رجل منهم.

٣ ـ سورة الاحزاب : ٣٣ / ٣٣.

١١٨

علي : إن نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون (١) فأدركه قال : فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار.

قال : وجعل علي يرمى بالحجارة كما [كان] يرمى نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يتضور (٢) قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى اصبح ثم كشف [عن] رأسه فقالوا : لو كان صاحبك نرميه فلا يتضور [وأنت تتضور] وقد استنكرنا ذلك (٣).

قال : وخرج بالناس في غزوة تبوك فقال علي عليه‌السلام : اخرج معك؟ قال : فقال له نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا. فبكى علي عليه‌السلام فقال له : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي.

قال : وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنت ولي كل مؤمن بعدي ومؤمنة.

قال : وسد أبواب المسجد غير باب علي عليه‌السلام قال : فكان يدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره.

قال وقال : من كنت مولاهه فعلي مولاه (٤).

٦١ ـ وفي تفسير الثعلبي : في الجزء الاول في تفسير سورة البقرة قوله تعالى : (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) (٥).

__________________

١ ـ بئر ميمون : بمكة ، منسوبة إلى ميمون بن خالد بن عامر الحضرمي حفرها بأعلى مكة في الجاهلية ـ معجم البلدان.

٢ ـ يتضور : اي يتلوى ويضج وينقلب ظهر لبطن من شدة الحمى وقيل : يتضور اي يظهر الضور بمعنى الضر ـ النهاية وفي لسان العرب : التضور : التلوى والصياح من وجع الضرب.

٣ ـ معرفة الصحابة ١ / ٣٠٤. ٤ ـ فضائل الصحابة ٢ / ٦٨٢ ح / ١١٦٨ ، كفاية الطالب / ٢١.

٤ ـ مناقب الخوارزمي / ١٢٥ مسند احمد ١ / ٣٣١.

٥ ـ سورة البقرة : ٢ / ٢٠٧.

١١٩

بالاسناد المقدم قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم [لما] اراد الهجرة خلف علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بمكة لقضاء ديونه ورد الودائع التي كانت عنده وأمره ليلة خرج إلى الغار ـ وقد أحاط المشركون بالدار ـ أن ينام على فراشه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال له : يا علي اتشح (١) ببردي الحضرمي الاخضر ، ونم على فراشي فإنه لا يخلص (٢) إليك منهم مكروه إن شاء الله عز وجل ، ففعل ذلك فأوحى الله عز وجل إلى جبرئيل وميكائيل عليهما‌السلام اني قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر ، فأيكما يؤثر صاحبه الحياة؟ فاختار كلاهما الحياة.

فأوحى الله عز وجل إليهما : ألا كنتما مثل علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، آخيت بينه وبين محمد ، فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة ، اهبطا إلى الارض فاحفظاه من عدوه ، فنزلا ، فكان جبرئيل عليه‌السلام عند رأسه وميكائيل عليه‌السلام عند رجليه فقال جبرئيل : بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب؟ يباهي الله بك الملائكة ، فأنزل الله تعالى على رسوله وهو متوجه إلى المدينة في شأن علي بن ابي طالب صلى الله عليه : (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) الآية (٣).

٦٢ ـ [ثم] قال [الثعلبي :] ودليل ذلك ما رواه محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله القائني قال : حدثنا أبو الحسين محمد بن عثمان بن الحسن النصيبي ببغداد قال : حدثني أبو بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي بحلب ، حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثني محمد بن منصور ، قال : حدثني أحمد

__________________

١ ـ يتوشح بثوبه اي يتغش به ، والاصل فيه من الوشاح ـ لسان العرب.

٢ ـ خلص إليه وبه الشئ : وصل ـ اقرب الموارد.

٣ ـ أخرجه الجزري في اسد الغابة ٤ / ٢٥ وروى نظيره الحسكاني في شواهد التنزيل ١ / ٩٦ ـ مستدرك الحاكم ٣ / ١٣٢ التفسير الكبير ٥ / ٢٠٤ ، مسند احمد ١ / ٣٣١ ، تفسير الطبري ٩ / ١٤٠.

١٢٠