خصائص الوحى المبين

شمس الدين يحيى بن الحسن الأسدي الربعي الحلّي [ الحافظ ابن البطريق ]

خصائص الوحى المبين

المؤلف:

شمس الدين يحيى بن الحسن الأسدي الربعي الحلّي [ الحافظ ابن البطريق ]


المحقق: الشيخ مالك المحمودي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار القرآن الكريم
المطبعة: نگين
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٨٦

العقائد الحديث وعلومه

١٦ ـ ومن مناقب الفقيه أبي الحسن علي بن المغازلي الواسطي الشافعي بالاسناد المقدم قال :

اخبرنا محمد بن احمد بن عثمان ، قال : اخبرنا أبو بكر احمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزاز ، ـ إذنا ـ قال : حدثنا الحسن بن علي العدوي ، قال : حدثنا سلمة بن شيب ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا مجاهد ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ في قوله تعالى : (إنما وليكم الله ورسولهه والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون) قال : نزلت في علي عليه‌السلام (٢).

١٧ ـ وبالاسناد المقدم قال : اخبرنا أبو نصر احمد بن موسى الطحان ـ إجازة ـ عن القاضي أبي الفرج الخيوطي ، حدثنا عبد الحميد بن موسى القناد ، حدثنا محمد بن اسحاق الخزاز ، حدثنا عبد الله بن بكار ، حدثنا عبيد بن [أبي] الفضل ، عن محمد بن الحسن ، عن أبيه عن جده ، عن علي عليه‌السلام في قوله تعالى : (إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون) قال : «الذين ءامنوا» : علي بن ابي طالب عليه‌السلام (٣).

١٨ ـ وبالاسناد المقدم قال : اخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان ـ إذنا ـ أن أبا أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب حدثهم ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا إبراهيم بن عبد السلام ، قال : حدثنا محمد بن عمر بن بسر العسقلاني قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا مطلب بن زياد ، عن السدي ، عن أبي عيسى ، عن ابن

__________________

(١) لم نعثر عليهه في صحيح النسائي ويراجع تفسير الدر المنثور ٢ / ٢٩٣.

(٢) مناقب ابن المغازلى / ٣١١ ، ينظر تفسير الطبري ٦ / ١٦٥ ويراجع تفسير ابن كثير ٢ / ٧١.

(٣) مناقب ابن المغازلى / ٣١٢.

٨١

عباس ـ رضي الله عنه ـ قال : مر سائل بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفي يده خاتم ، فقال : من أعطاك هذا الخاتم؟ قال : ذاك الراكع. وكان علي عليه‌السلام يصلي ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الحمد لله الذي جعلها في وفي أهل بيتي : (إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا) الاية.

وكان على خاتمه الذي تصدق به «سبحان من فخري بأني له عبد» (١).

١٩ ـ وبالاسناد المقدم قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان ، قال : أخبرنا أبو احمد عمر بن عبد الله بن شوذب ، قال : حدثنا محمد بن احمد العسكري الدقاق ، قال : حدثنا محمد بن عثمان ابن أبي شيبة ، قال : حدثنا عبادة ، قال : حدثنا عمربن ثابت ، عن محمد بن السائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال : كان علي راكعا ، فجاءه مسكين ، فأعطاه خاتمه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أعطاك هذا؟ فقال : أعطاني هذا الراكع ، فأنزل الله تعالى هذه الاية : (إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا) إلى آخر الاية (٢).

٢٠ ـ وبالاسناد المقدم قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان ـ إذنا ـ ان ابا أحمد عمربن عبد الله بن شوذب أخبرهم ، قال : حدثنا محمد بن جعفر بن محمد العسكري قال : حدثنا محمد بن عثمان ، قال : حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون ، قال : حدثنا علي بن عابس قال : دخلت أنا وأبو مريم على عبد الله بن عطاء ، قال : أبو مريم : حدث عليا بالحديث الذي حدثتني عن أبي جعفر.

قال : كنت عند ابي جعفر جالسا إذ مر عليه ابن عبد الله بن سلام ، قلت : جعلني الله فداك هذا ابن الذي عنده علم الكتاب؟ قال : لا ولكنه صاحبكم علي بن أبي طالب الذي نزلت فيه آيات من كتاب الله عز وجل [هو] الذي (عنده

__________________

(١) مناقب ابن المغازلى / ٣١٢.

(٢) مناقب ابن المغازلى / ٣١٣ ، ينظر اسباب النزول / ١٩٢ ويراجع كفاية الطالب / ٢٥٠.

٨٢

علم الكتاب) (١) [مثل قوله] : (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) (٢) [ومثل قوله] (إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا) الآية (٣).

قال يحيى بن الحسن المصنف : اعلم ان الله سبحانه وتعالى ، قد ذكر في هذه الآية فرض طاعته تعالى على خلقه ، وثنى بذكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وثلث من غير فاصلة بذكر أمير المؤمنين عليه‌السلام.

فلما ذكر أنه سبحانه وتعالى ولينا ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولينا كذلك ، ثم ذكر أمير المؤمنين عليه‌السلام في ثالث الذكر من غير فاصلة علم انه قد وجب له من ولاء الامة ما وجب لله تعالى ولرسوله على حد واحد من حيث حصل الاخبار بوجوب ولا يتهم جميعا في آية واحدة ولا تخصيص ، وإنما ذكر القديم تعالى رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد ذكر فرض طاعته تعالى ليعلم الامة بأن لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من فرض الطاعة ما لله تعالى وكذلك ذكر سبحانه وتعالى في ثالث الوجوب فرض ولاية مولانا امير المؤمنين صلى الله عليه وآله ليعلم الامة اله من وجوب الطاعة ما لله سبحانه وتعالى ولرسوله.

وإذا كان هذا هو المراد ثبت له ولاء الامة بعد رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالوحي العزيز الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) (٤).

وزاده تعالى تأكيدا ووجوبا بقوله تعالى : (إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا) ولفظة «انما» للتحقيق والاثبات ، ومعنى ذلك انها محققة لما ثبت نافية لما

__________________

١ ـ اقتباس من الآية (٤٣) من سورة الرعد.

٢ ـ سورة هود : ١١ / ١٧.

٣ ـ مناقب ابن المغازلى / ٣١٤ ، وينظر تفسير القرطبى ٩ / ٣٣٦.

٤ ـ سورة فصلت : ٤١ / ٤٢.

٨٣

لم يثبت بدليل قوله تعالى : (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) (١) فاثبت له صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الانذار بلفظة «انما» لانها للتحقيق والاثبات وهو المنذر صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلي عليه‌السلام الهاد ، وسيجئ ذكر ذلك بطريقه ، وثبت له في هذه الآية بلفظه «إنما» إنه هوالهاد بعد الرسول صلى الله عليهما.

فإن قيل : إن هذه اللفظة أتت على سبيل العموم دون الخصوص بذكر (الذين آمنوا) لان كلا من الذين آمنوا يقيم الصلاة ويؤت الزكاة فأي تخصيص حصل لامير المؤمنين دونهم؟

قيل : الجواب عن ذلك : انه ليس كل مؤمن أقام الصلاة ادى الزكاة في ركوعه ، ولم يعلم من لدن آدم إلى يومنا هذا احدا تصدق بالخاتم في ركوعه (٢) ونزلت في حقه آية غير أمير المؤمنين علي بن ابي طالب صلى الله عليه ، فقد أبان الله تعالى الفرق بينه وبين غيره من المؤمنين ، وخصص ما كان بلفظ العموم غاية التخصيص بقوله تعالى : (ويؤتون الزكاة وهم راكعون).

وذكره تعالى بلفظ الجمع كما ذكره سبحانه وتعالى وتقدس في آية المباهلة بلفظ الجمع بقوله تعالى : (وأنفسنا) (٣) وهو نفس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في هذه الآية ، وكما ذكر سبحانه وتعالى الزهراء صلى الله عليها بلفظ الجمع وهي واحدة في آية المباهلة ايضا [بقوله :] (ونساءنا ونساءكم) (٤) وهي واحدة وكل ذلك للتعظيم ،

__________________

١ ـ سورة الرعد : ١٣ / ٧.

٢ ـ في اصل المطبوع : الركعة. ٣ و

٤ ـ سورة آل عمران : ٣ / ٦١.

٨٤

ولله المنة والحمد (١).

يا من به وله الاما

مة أصبحت فرعا واصلا

يا من به وله ال‍

ـفخار بدا محلّى

يا من له فصل الخطا

ب ومن له الشرف المعلّى

يا من غدا الذكر الحكي‍

ـم بفضله يتلى ويملى

* * *

__________________

١ ـ نود الاشارة في نهاية هذا الفصل إلى ما قاله الفخر الرازي في تفسيره «الكبير» ١٢ / ٢٨ قوله تعالى : (انما وليكم الله ...) قال : ... فلو كانت هذه الآية دالة على امامته لاحتج بها في محفل من المحافل .... ويلاحظ عليه : اولا : لقد وردت بعض الروايات في هذا الفصل تتحدث عن الآية وقد رويت عن على عليه‌السلام وهذا بنفسه شاهد على ان امير المؤمنين وظف الآية في اثبات حقه. ثانيا : ليس الامر كما يقول الفخر الرازي ، فان أمير المؤمنين قد احتج بها في المحافل ينظر مسند ابن مردويه ، كنز العمال ، خصال الصدوق ، الاحتجاج ، تفسير الصافي و....

٨٥
٨٦

الفصل الثاني

في قوله تعالى : (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) (١).

٢١ ـ من طريق الحافظ أبي نعيم بالاسناد المقدم قال أبو نعيم : حدثنا أبو بكر بن خلاد ، قال : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا ابراهيم بن محمد بن ميمون ، قال : حدثنا علي بن عابس ، عن أبي الحجاف ، عن الاعمش ، عن عطية ، [عن أبي سعيد الخدري] قال : نزلت هذه الآية على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في علي بن أبي طالب عليه‌السلام (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) (٢).

٢٢ ـ وفي تفسير الثعلبي بالاسناد المقدم في تفسير قوله تعالى : (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك).

قال بالاسناد المقدم : قال الثعلبي : قال أبو جعفر محمد بن علي عليه‌السلام معناه : بلغ ما أنزل إليك من فضل علي بن أبي طالب صلى الله عليه (٣).

وفي نسخة أخرى قال : انه عليه‌السلام قال : (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من

__________________

١ ـ سورة المائدة ٥ / ٦٧.

٢ ـ تفسير الدر المنثور ٢ / ٢٩٨ ، اسباب النزول / ١٩٥ وفيه : من ابي الحجاب بدلا عن ابي الجحاف.

٣ ـ تفسير الثعلبي المخطوط / ٧٨.

٨٧

ربك) في علي. وقال : هكذا أنزلت.

فلما نزلت هذه الآية أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيد علي وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه (١).

٢٣ ـ وبالاسناد المقدم قال : أخبرني أبو محمد عبد الله بن محمد القاضي ، حدثنا أبو الحسين محمد بن عثمان النصيبي ، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين [والحسين بن ابراهيم الجصاص ، حدثنا حسين بن الحكم ، حدثنا حسن بن الحسين] ، عن حبان عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ في قوله تعالى : (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) الآية نزلت في علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، امر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأن يبلغ فيه ، فأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيد علي عليه‌السلام ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (٢).

٢٤ ـ ومن تفسير الثعلبي ايضا في تفسير قوله تعالى : (سأل سائل بعذاب واقع) (٣) بالاسناد المقدم قال الثعلبي : سئل سفيان بن عيينة عن قول الله عز وجل : (سأل سائل بعذاب واقع) في من نزلت؟

فقال : لقد سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك ، حدثنى جعفر بن محمد ، عن آبائه عليه‌السلام قال : لما كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا ، فأخذ بيد علي عليه‌السلام فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه.

فشاع ذلك وطار في البلاد فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري فأتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على ناقته حتى أتى الابطح ، فنزل عن ناقته فأناخها (٤) وعقلها ، ثم

__________________

١ و ٢ ـ تفسير الثعلبي المخطوط / ٧٨.

٣ ـ سورة المعارج : ٧٠ / ١.

٤ ـ اناخ الابل : ابركه.

٨٨

أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وهو في ملا من أصحابه ـ فقال : يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله فقبلنا منك.

وأمرتنا أن نصلي خمسا فقبلناه منك ، وامرتنا أن نصوم شهرا فقبلناه منك ، وأمرتنا أن نحج البيت ، فقبلناه ، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي (١) ابن عمك ففضلته علينا وقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه.

فهذا شئ منك أم من الله؟ فقال : والذي لا إلا إلا هو إنه من أمر الله فولى الحرث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول : (أللهم إن كان ...) ما يقول محمد حقا (فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم) (٢).

فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله ، وأنزل الله سبحانه وتعالى : (سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج) (٣). وهذه الرواية بعينها ذكرها النقاش في تفسيره.

٢٥ ـ وبالاسناد المقدم قال : أخبرنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد بن السري أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد ، حدثنا [أبو] مسلم الكجي حدثنا ابن منهال ، حدثنا حماد ، عن علي بن زيد ، عن عدي بن ثابت ، عن البراء بن عازب قال : لما أقبلنا مع [رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجة] الوداع بغدير خم فنادى [منادي رسول الله] ان الصلاة جامعة ، وكسح (٤) للنبي تحت شجرة ، فأخذ بيد علي فقال :

__________________

١ ـ الضبع : ما بين الابط إلى نصف العضد.

٢ ـ سورة الانفال : ٨ / ٣٢.

٣ ـ ينظر تفسير شواهد التنزيل ٢ / ٢٨٦. ٤ ـ كسح : كنس ـ قاموس اللغة.

٨٩

ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا بلى ، قال هذا مولى من أنا مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه.

قال : فلقيه عمر فقال : هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة (١).

في قوله تعالى : (وإني لغفار لمن تاب وءامن وعمل صالحا ثم اهتدى) (٢).

٢٦ ـ بالاسناد [المقدم] قال الحافظ أبو نعيم : حدثنا محمد بن عمر بن سالم ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن ناجية ، قال : حدثنا علي بن مروان ، قال : حدثنا إسماعيل بن مسافر ، عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه عن علي عليه‌السلام في قوله تعالى : (وإني لغفار لمن تاب وءامن وعمل صالحا ثم اهتدى) قال : إلى ولايتنا (٣). قال يحيى بن الحسن المصنف : اعلم ان الله سبحانه وتعالى قد أبان في هذه الآية عن فضل مولانا أمير المؤمنين صلى الله عليه ابانة تؤذن بأن ولايته أفضل من كل فرض افترضه الله تعالى ، وتؤذن أنه أفضل من رتب المتقدمين والمتأخرين من الانبياء والصديقين بعد النبي صلى الله عليهم أجمعين. فأما ما يدل على أن ولايته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أعظم من سائر الفروض وآكد من جميع الواجبات فهو بدليل قوله تعالى : (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) (٤) فولايته قامت مقام النبوة

__________________

١ ـ فضائل الصحابة ٢ / ٥٩٦ و ٦١٠ ح ١٠٤٢ ـ مسند احمد ٤ / ٢٨١.

٢ ـ سورة طه : ٢٠ / ٨٢.

٣ ـ ينظر الصواعق المحرقة فصل الآيات الآية الثامنة.

٤ ـ سورة المائدة : ٥ / ٦٧.

٩٠

لان بصحة تبليغها عن الله ينفع شهادة أن لا إله إلا الله ، وعدم تبليغها يبطل تبليغ الرسالة ، فإذا حصلت ، صح تبليغ الرسالة.

ومتى عدم التبليغ بهذا الامر لا يجدى تبليغ الرسالة ، وما كان شرطا في صحة وجودأمر من الامور ما صح وجوده الا بوجوده ووجب كوجوبه.

يوضح ذلك ويزيده بيانا ـ ان ولايته عليه‌السلام قامت مقام ولاية رسول الله صلى عليه واله وسلم ـ قوله سبحانه وتعالى : (إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون) (١) وقد تقدم اختصاصها به عليه‌السلام.

واما القسم الثاني وهو انه أفضل رتبة من المتقدمين والمتأخرين من الانبياء والصديقين هو : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أفضل الانبياء ورسالته افضل الرسالات ، وقد أمر القديم سبحانه وتعالى سيد رسله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بإبلاغ فرض ولاية أمير المؤمنين صلى الله عليه وجعل في نفس وجوب اداء تبليغ ولايته سبب صحة تبليغ رسالته ، وأنه لم يصح تبليغ هذه الرسالة التي هي أفضل الرسالات إلا بتبليغ ولايته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وعلى هذا حيث ثبتت الولاية كثبوت هذه الرسالة صارت شيئا واحدا.

وإذا كانت امامته كرسالته صار نفس هذه كنفس هذه ، وفضلها كفضلها إذ ليس يوجد من خلق الله تعالى من نفسه كنفس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سواه بدليل قوله تعالى في آية المباهلة : (وأنفسنا وأنفسكم) (٢) فجعله تعالى نفس رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فإذا كان نفس الرسول وولايته نفس ولايته كما قدمناه بطلت مما ثلته من كافة خلق الله تعالى.

__________________

١ ـ سورة المائدة : ٥ / ٥٥.

٢ ـ سورة آل عمران : ٣ / ٦١.

٩١

ويزيد ذلك ما ذكرناه بيانا وايضاحا وانها قامت مقام النبوة ما تقدم ذكره في تفسير قوله تعالى : (سأل سائل بعذاب واقع) (١) وان الحارث بن النعمان الفهري أنكر فضل هذه الآية ، فأرسل الله تعالى حجراسقط على هامته فخرج من دبره ، فهذه معجزة كمعجزة النبوة على السواء.

ولم يفعل الله تعالى ذلك إلا لموضع التنبيه على وجوب ولاية علي وان ولاءه من أمر الله تعالى لا من قبل الرسول على حدته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بل من قبل الله تعالى أولا ومن قبل الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثانيا.

ويزيده ايضاحا وبيانا قوله سبحانه وتعالى : (وإني لغفار لمن تاب وءامن وعمل صالحا ثم اهتدى) (٢) يريد تعالى اهتدى إلى ولاية علي صلى الله عليه ، فثبت بذلك أن ولاية علي صلى الله عليه أفضل من النبوة والايمان والعمل الصالح بدليل ان من أتى بذلك كله ولم يهتد إلى ولاية علي صلى الله عليه لا يحصل له الغفران ، فثبت بذلك انها افضل الاعمال الصالحة.

فانت أمير المؤمنين ومن غدا

وصي النبي المصطفى ووزيره

وأنت الذي رأس الانام بفضله

وراش من الاسلام قسر اكسيره (٣)

وأنت الذي ساد الانام بمجده

وساد من الاسلام خيرا كثيره (٤)

__________________

١ ـ سورة المعارج : ٧٠ / ١.

٢ ـ سورة طه : ٢٠ / ٨٢.

٣ ـ راش : ريش.

٤ ـ ساد : انتشر.

٩٢

الفصل الثالث

في قوله تعالى : (اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) (١). وفي قوله تعالى : (والنجم إذا هوى) (٢).

٢٧ ـ من طريق الحافظ ابي نعيم بالاسناد المقدم قال الحافظ أبو نعيم : حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ، قال : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثني يحيى الحماني ، قال حدثنا قيس بن الربيع ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ـ رضى الله عنه ـ : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دعا الناس إلى علي عليه‌السلام في غدير خم وأمر بما تحت الشجر من الشوك فقم (٣) وذلك يوم الخميس ، فدعا عليا فأخذ بضبعيه فرفعهما حتى نظر الناس إلى بياض ابطي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية : (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الله اكبر على إكمال الدين واتمام النعمة ورضاء الرب برسالتى وبالولاية لعلي عليه‌السلام من بعدي ثم قال :

__________________

١ ـ سورة المائدة : ٥ / ٣.

٢ ـ سورة النجم : ٥٣ / ١.

٣ ـ قم الشئ قما : كنسه ـ لسان العرب.

٩٣

من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله.

فقال حسان بن ثابت : إئذن لي يا رسول الله أن أقول في علي أبياتا تسمعهن فقال : قل على بركة الله. فقام حسان فقال : يا معشر مشيخة قريش اتبعها قولي بشهادة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الولاية ماضية.

ثم قال :

يناديهم يوم الغدير نبيهم

بخم وأسمع بالغدير المناديا

يقول : فمن مولاكم ووليّكم

فقالوا ولم يبدوا هناك التعاديا

الهك مولانا وانت ولينا

ولن تجدن منالك اليوم عاصيا

فقال له : قم يا علي فإنني

رضيتك من بعدي إماما وهاديا

هناك دعا اللهم وال وليه

وكن للذي عادى عليا معاديا (١)

__________________

١ ـ ينظر مناقب الخوارزمي / ١٣٥ ، ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ١ / ١٥٧ ح ٢١١ ورواه ايضا الجوين في فرائد السمطين ١ / ٧٢ ، تاريخ بغداد ٨ / ٢٩٠ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٤٩.

٩٤

في قوله : سبحانه وتعالى : (والنجم إذا هوى) (١).

٢٨ ـ من مناقب الفقيه أبي الحسن علي بن [محمد] المغازلي الشافعي الواسطي بالاسناد المقدم قال : أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي [رحمه الله قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن منصور الحلبي الاخباري] قال : أخبرنا علي بن محمد العدوي السميساطي (٢) قال : حدثنا الحسن بن علي بن زكريا قال : حدثنا أحمد بن المقدام العجلي قال : حدثنا الفضيل بن عياض ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن زاذان ، عن سلمان الفارسي قال : سمعت حبيبي محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله عز وجل ، يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق الله آدم بألف عام ، فلما خلق الله آدم ركب ذلك النور في صلبه ، فلم يزل في شئ واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ، ففي النبوة وفي علي الخلافة (٣).

٢٩ ـ وبالاسناد المقدم قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان ، قال : أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز ـ اذنا ـ ، قال : حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي الدهان ـ المعروف بأخي حماد ـ قال : حدثنا علي بن محمد بن الخليل بن هارون البصري ، قال : حدثنا محمد بن الخليل الجهني ، قال : حدثنا هشيم عن أبي بشر ، عن سعيد ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال : كنت جالسا مع فتية من بني هاشم عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ نقض (٤) كوكب ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من انقض هذا الكوكب في منزله فهو الوصي من بعدي.

__________________

١ ـ سورة النجم : ٥٣ / ١.

٢ ـ السميساط : مدينة على شاطئ الفرات ... على غربي الفرات.

٣ ـ مناقب ابن المغازلي / ٨٧.

٤ ـ نقض : سقط.

٩٥

فقام فتية من بني هاشم فنظروا ، فإذا الكوكب قد انقض في منزل علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قالوا يا رسول الله قد غويت في حب علي ، فأنزل الله تعالى : (والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى) إلى قوله تعالى : (بالافق الاعلى) (١).

قال يحيى بن الحسن : اعلم ان الله سبحانه وتعالى قد ابان فضل مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلى الله عليه في هذه الآية بقوله تعالى : (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) (٢) وهذا من طريق الحافظ الثقة وهكذا قد ورد من طرق الشيعة فقد حصل على ذلك إجماع الاسلام فتلقيه بالقبول من الفروض الواجبة والاوامر اللازمة ، إذ هو من نصوص الوحي المخترع وخصوص النبي المتبع.

وإذا كان دين الامة لم يكمل إلا بولايته ، ونعمة الله تعالى لا تتم على خلقه الا بها ، ولا يرضى الله تعالى الاسلام دينا لخلقه إلا بها ، فقد تضيق وجوبها على كافة أهل الاسلام تضييقا عليه اجماع الاسلام وقامت مقام كل طاعة لله تعالى أن لو كان المسلم عليها ولم يأت بولايته صلى الله عليه لم يرض الله تعالى إسلامه دينا ولم يكمل دينه عند الله تعالى.

ومع عدم كمال الانسان وعدم رضى إسلامه عند الله تعالى لم يتم الله تعالى نعمته عليه ، ومن لم يكن بهذه الامور فقد خسرت صفقته وظهرت خيبته.

يوضح ذلك ويزيده ثباتا وانه المعنى الذي اردنا قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عقيب ذلك :

__________________

١ ـ مناقب ابن المغازلى / ٣١٠.

٢ ـ سورة المائدة : ٥ / ٣.

٩٦

«من كنت مولاه فعلي مولاه» وإطلاق هذا اللفظ في سائر أهل الاسلام ولم يخصص النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذلك قوما دون قوم من الامة.

وكذلك قول عمر بن الخطاب على ما في الروايات عند ذلك : بخ بخ (١) لك يا علي ، اصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة (٢).

وفي رواية أخرى : «أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة» (٣).

واطلاق ذلك في سائر المؤمنين والمؤمنات ولم يخصص قوما من المؤمنين بذلك دون قوم بل كل من كان مؤمنا فعلي مولاه من نسيب أو صاحب لان لفظة «الايمان» قد شملت الكافة ، فمن كان مؤمنا منهم فعلي مولاه ، ومن لم يكن علي مولاه فليس بمؤمن.

وفي هذا غاية الايضاح ولم تجب له هذه المنزلة صلى الله عليه من الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلا بعد وجوبها له من الله تعالى أولا بدليل قوله سبحانه وتعالى : (إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون) (٤).

وقد تقدم اختصاصها به ، فوجبت له صلى الله عليه وآله هذه المنزلة من الله تعالى اولا وشركه تعالى فيما يجب له تعالى على الامة ووجب للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يشركه فيما يجب له على الامة ثانيا اقتداء بالوحي العزيز ، فوجب على الامة ثالثا اتباع أوامر الله سبحانه وتعالى وأوامر رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) (٥).

__________________

١ ـ بخ : اسم فعل للمدح واظهار الرضي بالشئ ، ويكرر للمبالغة.

٢ ـ ينظر تاريخ مدينة دمشق ترجمة الامام علي عليه‌السلام ٢ / ٨٧.

٣ ـ يراجع مناقب ابن المغازلي / ١٨. ١٩.

٤ ـ سورة المائدة : ٥ / ٥٥.

٥ ـ سورة ق : ٥٠ / ٣٧.

٩٧

ويزيد أيضا بيانا وايضاحا قوله تعالى : (والنجم إذا هوى) وما ورد في تفسيرها ، ولك قد ورد بلفظ الخلافة والوصية بلا ارتياب فليتأمل ذلك ، ففيه كفاية لمن تأمله.

أنت الذي فرض الاله ولاءه

وولاؤه بعد النبي المرسل

أنت الذي ردت ببابل شمسه

وكذاك ردت في زمان المرسل

يا من به وله الولاء مع الهدى

امر الرسول به بأمر المرسل

٩٨

الفصل الرابع

في قوله تعالى : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (١).

وفي قوله تعالى : (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) (٢).

٣٠ ـ ومن مسند احمد بن حنبل بالاسناد المقدم قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثنا محمد بن مصعب ـ وهو القافلاءى ويروى القفلائي ـ قال : حدثنا الاوزاعي عن شداد بن [عبد الله أبي] عمار : عن واثلة بن الاسقع انه حدثه قال : طلبت عليا في منزله فقالت فاطمة : ذهب يأتي برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. قال : فجاء اجميعا فدخلا ودخلت معهما ، فأجلس عليا عن يساره وفاطمة عن يمينه والحسن والحسين بين يديه ثم التفع (٣) عليهم بثوبه وقال : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) اللهم أن هؤلاء أهلي [اللهم أهلي] احق (٤).

٣١ ـ وبالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل قال : حدثني

__________________

١ ـ سورة الاحزاب : ٣٣ / ٣٣.

٢ ـ سورة النور : ٢٤ / ٣٦.

٣ ـ الالتفاع : الالتحاف.

٤ ـ فضائل الصحابة ٢ / ٦٣٢ ح / ١٠٧٧.

٩٩

أبي قال حدثني ابن نمير قال : حدثنا عبد الملك قال : حدثنا عطاء بن أبي رباح قال : حدثني من سمع أم سلمة تذكر : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان في بيتها ، فاتته فاطمة صلى الله عليها ببرمة (١) فيها حريرة (٢) فدخلت بها عليه فقال لها : ادعي لي زوجك وابنيك.

قالت : فجاء علي وحسن وحسين عليه‌السلام فدخلوا فجلسوا يأكلون من تلك الحريرة وهو وهم على منام له على دكان تحته كساء خيبري ، قالت : وأنا في الحجرة أصلي ، فأنزل الله تعالى هذه الآية : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) قالت : فأخذ فضل الكساء وكساهم به ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء وقال : هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، اللهم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قالت : فأدخلت رأسي البيت وقلت : وأنا معكم يا رسول الله؟ قال : انك إلى خير إنك إلى خير (٣).

٣٢ ـ قال عبد الملك : وحدثني بها أبو ليلى عن أم سلمة مثل حديث عطاء سواء.

٣٣ ـ قال عبد الملك : وحدثني داود بن أبي عوف أبو الجحاف عن شهر بن حوشب عن ام سلمه بمثله [سواء] (٤).

__________________

١ ـ البرمة : القدر من الحجب.

٢ ـ الحريرة : الحسا من الدسم والدقيق ، وقيل : هو الدقيق الذي يطبخ بلبن ـ لسان العرب ـ وفي اسباب النزول : خزيرة وفي هامشه : والخريزة : طعام لحم ، كانوا يأخذون قطع اللحم الصغيرة ويضعونها في القدر مع الماء والملح ، فإذا ما نضجت ذروا عليها الدقيق وعصدوها به ثم وضعوا عليها الادام ولا يسمون ذلك خريزة الا إذا كان فيها لحم ، فإذا لم يكن فيها لحم سموها عصيدة ـ لسان العرب.

٣ ـ مسند احمد ٦ / ٢٩٢.

٤ ـ ينظر مسند احمد ٦ / ٢٩٢.

١٠٠