شمس الدين يحيى بن الحسن الأسدي الربعي الحلّي [ الحافظ ابن البطريق ]
المحقق: الشيخ مالك المحمودي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار القرآن الكريم
المطبعة: نگين
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٨٦
العقائد الحديث وعلومه
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام والوليد بن عقبة بن أبي معيط ـ أخي عثمان لامه ـ ، وذلك إنه كان بينهما تنازع وكلام في شئ ، فقال الوليد لعلي عليهالسلام : اسكت فإنك صبي ، وأنا والله أبسط منك لسانا وأحد منك سنانا وأشجع جنانا وأملا منك حشوا في الكتيبة.
فقال له علي صلى الله عليه وآله : اسكت فإنك فاسق ، فأنزل الله تبارك وتعالى : (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) (١).
قال يحيى بن الحسن : واعلم أن هذا الفصل قد جمع أشياء في فقد النظير لمولانا أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله.
منها كونه من الابرار وولديه وزوجته صلى الله عليهم ، وجزاؤهم الجنة والحرير ، وجميع ما ذكر من أنواع النعيم.
وهذا في حقهم عليهمالسلام بالوحي الصادق في جواب ليسير الصدقة ، ولو أن غيرهم أنفق مالا له القيم الوافية ، لما نزل في حقه آية واحدة فثبت أن المحل للمتصدق لا للصدقة ، وفي ذلك فقد النظير.
ومنها قوله للوليد بن عقبة بن أبي معيط : اسكت فإنك فاسق ، فأنزل الله سبحانه وتعالى القرآن العزيز على مقتضى لفظه صلى الله عليه وآله.
وفي ذلك دليل على علمه بباطن أمره الوليد بن عقبة ، وهذا من أبهر الاعجاز ، ويدل على أنه كان عالما بدخيله أمره ورود الوحي الصادق بمقتضى لفظه من غير عدول عنه.
ويزيد ما قلناه إيضاحا وبيانا : أن غيره لو قال للوليد بن عقبة إنك فاسق
__________________
١ ـ ينظر انساب الاشراف ١ / ١٤٨ وفيه : اربط جنانا ، شواهد التنزيل ١ / ٤٥٢.
لوجب عليه حد الفرية ، من حيث انه قذف من ظاهره الاسلام ، فلما أنزل الله تعالى الوحي العزيز بفسق الوليد عقبة وتزكية مولانا أمير المؤمنين صلى الله عليه ، علم أن الله تعالى راض بقوله ومثيب له على ما قال. وفي هذا فقد النظير له عليهالسلام.
في هل أتى لك مدحة معلومة |
|
تعنولها مدح الانام خضوعا |
إطعامك المسكين ثم يتيمة |
|
ثم الاسير وقد تضورجوعا (١) |
__________________
١ ـ التضور : التلوي والصياح من وجع الضرب.
الفصل الثالث عشر
في قوله سبحانه وتعالى : (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون) (١).
وفي قوله تعالى : (وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض) الآية (٢).
١٢٩ ـ من طريق الحافظ ابي نعيم وبالاسناد المقدم قال الحافظ أبو نعيم : حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : حدثنا يحيى بن عبد الله بن سالم السلولي ، عن جده قال : حدثنا يحيى بن يعلى وحدثنا أبو محمد بن حيان ، قال : حدثنا ابراهيم بن محمد بن علي الرازي قال : حدثنا ابن أبي الثلج قال : حدثنا الحسن بن حماد قال : حدثنا يحيى بن يعلي ، عن صباح المزني ، عن الحارث بن حصيرة ، عن أبي صادق قال : حدثنا ربيعه بن ناجد ، قال سمعت عليا عليهالسلام يقول : في نزلت هذه الآية : (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون) (٣).
١٣٠ ـ ومن طريق أحمد بن حنبل في قوله تعالى : (ولما ضرب ابن مريم
__________________
١ ـ سورة الزخرف : ٤٣ / ٥٧.
٢ ـ سورة النور : ٢٤ / ٥٥.
٣ ـ نظيره في شواهد التنزيل ٢ / ١٦٢ ، ينظر مناقب الخوارزمي / ٣٢٥.
مثلا إذا قومك منه يصدون) الآية بالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني يحيى بن آدم ، قال : حدثنا مالك بن مغول ، عن أكيل ، عن الشعبي قال : لقيت علقمة قال : أتدري ما مثل علي في هذه الامة؟ قال : قلت وما مثله؟ قال : مثل عيسى بن مريم ، أحبه قوم حتى هلكوا في حبه وأبغضه قوم حتى هلكوا في بغضه (١).
١٣١ ـ وبالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن ، حنبل ، قال : حدثنا سريج بن يونس والحسين بن عرفه ، قالا : حدثنا أبو حفص الابار (٢) ، عن الحكم بن عبد المالك ، عن الحارث بن حصيرة ، عن أبي صادق ، عن ربيعة بن ناجد ، عن علي عليهالسلام قال : قال لي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا علي ان فيك مثلا من عيسى ، أبغضته اليهود حتى بهتوا (٣) أمه ، وأحبته النصارى حتى أنزلوه المنزل الذي ليس له (٤).
١٣٢ ـ [و] من طريق أبي نعيم : في قوله تعالى : (وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض) الآية.
بالاسناد المقدم قال الحافظ أبو نعيم : حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، قال : حدثنا محمد بن مرزوق ، قال : حدثنا حسين بن حسن الاشقر ، قال : حدثنا صباح بن يحيى المزني ، عن الحارث بن حصيرة ،
__________________
١ ـ فضائل الصحابة ٢ / ٥٧٥ ح / ٩٧٤ وإذا سبرنا الناس وجدنا فيهم القالي والغالي والنمط الاوسط ، الاول : الخوارج الكفرة. والثاني : الغلاة القائلون بالوهية علي بن ابي طالب عليهالسلام. والثالث : الشيعة المتمسكون به وبأولاده الاحد عشر المعصومين ، الخلفاء بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
٢ ـ الابار : بفتح الالف وتشديد الباء الموحدة : نسبة إلى عمل الابر جمع الابرة التي يخاط بها الثياب ـ اللباب ١ / ٢٣.
٣ ـ بهته بهتا وبهتانا : افترى عليه الكذب.
٤ ـ فضائل الصحابة ٢ / ٦٣٩ ح / ١٠٨٧ ، مسند احمد ١ / ١٦٠.
عن أبي صادق ، عن حنش : أن عليا عليهالسلام قال : من أراد أن يسأل عن أمرنا وأمر القوم ، فإنا منذ خلق الله السماوات والارض على سنة موسى عليهالسلام وأشياعه ، وإن عدونا منذ خلق الله السماوات والارض على سنة فرعون وأشياعه ، وإني أقسم بالذي فلق الحبة وبرئ النسمة وأنزل الكتاب على محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم صدقا وعدلا لتعطفن عليكم هذه الآية : (وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات) (١).
قال يحيى بن الحسن : واعلم أن هذا الفصل قد جمع أشياء كلها توجب لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلى الله عليه الولاء بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
منها قوله سبحانه وتعالى : (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون) (٢) لانه لما قال صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي عليهالسلام : «إن فيك مثلا من عيسى» عظم ذلك على قوم من أصحابه وأقاربه ، فقالوا : عيسى خير منه لان عيسى بالامس كنا نتخذه إلها.
فلما سمع الله تعالى مقالة القوم أكبرها سبحانه وتعالى وأنكرها بدليل قوله تعالى : (اذاقومك منه يصدون. وقالوا ءآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون) (٣) فجعل قولهم جدلا وجعلهم خصمين أدل دليل على انكار مقالتهم.
ثم أوضح تعالى عن حقيقة إنكار قولهم بقوله تعالى : (إن هو الا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل) (٤).
__________________
١ ـ ينظر شواهد التنزيل ١ / ٤١٢.
٢ ـ سورة الزخرف : ٤٣ / ٥٧.
٣ ـ سورة الزخرف : ٤٣ / ٥٧ ـ ٥٨.
٤ ـ سورة الزخرف : ٤٣ / ٥٩.
ثم أوضح تعالى القصة بأن المماثلة حقيقية وأن منكرها جدل خصيم بقوله تعالى : (ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الارض يخلفون) (١) لانه لما قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي عليهالسلام : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» (٢) لعلمه بأن عليا يعيش بعده صلىاللهعليهوآلهوسلم وأن هارون مات في حياة موسى.
ومتى لم يستثن النبوة في جملة المنازل تثبت له من منازل هارون من موسى ما لم يستثنه في اللفظ ، وما هو مستثنى في العرف وهو الاخوة من النسب ، ويثبت له الخلافة وفرض الطاعة.
وكذلك لفظ الكتاب العزيز لانه لما أراد القديم تعالى المماثلة وإمضاء ما نطق به رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلم القديم تعالى انه ربما توهمت النبوة من حيث المماثلة فقال تعالى مبينا حال الخلافة دون النبوة لينفي تعالى حال توهم النبوة وليثبت تعالى له الخلافة فقال تعالى : (ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الارض يخلفون) (٣) فحصصه تعالى بالخلافة دون النبوة إذ لا نبوة بعده.
وقوله تعالى : «ملائكة» تعظيما لامره لموضع توهم الامة أن الملائكة أفضل من بني آدم.
وفي قوله سبحانه وتعالى : (منكم) ادل دليل على اختصاصها بمولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه لان عليا عليهالسلام من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بدليل قوله : (ويتلوه شاهد منه) (٤).
__________________
١ ـ سورة الزخرف : ٤٣ / ٦٠.
٢ ـ يراجع مسند احمد ٣ / ٣٢ و ١ / ١٧٧ و ١٧٩ ـ ١٨٢ ـ ١٧٤.
٣ ـ سورة الزخرف : ٤٣ / ٦٠.
٤ ـ سورة هود : ١١ / ١٧.
وبدليل قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «علي مني وأنا من علي» (١) وقد تقدم بيان ذلك مستوفى.
ومنها قوله سبحانه وتعالى : (وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا) (٢) واختصاص هذه الآية بهم غير مختلف فيه.
ويدل على صحة ذلك قول أمير المؤمنين عليهالسلام وقسمه بالله تعالى على ذلك وقوله : «لتعطفن عليكم هذه الآية» بعد القسم.
يوضح ذلك ويزيده بيانا قوله عليهالسلام : «من أراد أن يسأل عن أمرناو أمر القوم فإنا منذ خلق السموات والارض على سنة موسى وأشياعه وإن عدونا منذ خلق الله السموات والارض على سنة فرعون وأشياعه».
وسنة موسى وأشياعه لم تكن منذ خلق الله السموات والارض ولا سنة فرعون وأشياعه ايضا ، وإنما هذا القول منه صلىاللهعليهوآلهوسلم على سبيل المبالغة مثل قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد قبل أن يخلق الله تعالى آدم بأربعة عشرة الف عام ، فلم يزل في شئ واحد ، يسبح الله ذلك النور ويقدسه ، فلما خلق الله تعالى آدم أسكن ذلك النور في صلبه إلى ان افترقنا في صلب عبد المطلب ، فجزء في صلب عبد الله وجزء في صلب أبي طالب (٣).
[هكذا] ذكره احمد بن حنبل.
__________________
١ ـ ينظر مسند احمد ٤ / ١٦٥ ، ٥ / ٣٥٦ ، ٤ / ٤٣٧ ، فضائل الصحابة ٢ / ٥٩٤ و ٦٥٦.
٢ ـ سورة النور : ٢٤ / ٥٥.
٣ ـ فضائل الصحابة ٢ / ٦٦٢ ونظيره في مناقب ابن المغازلي / ٨٧.
وذكره [أيضا] صاحب كتاب الفردوس وهو ابن شيرويه الديلمي فقال : «حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ، ففي النبوة وفي علي الخلافة» (١).
وإنما معنى كلام أمير المؤمنين عليهالسلام ومراده أن موسى على سنة ابراهيم. وكل نبي وكل إمام على سنة إبراهيم عليهالسلام ويدل على قوله تعالى : (ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل) (٢) والمراد بذلك قوله تعالى لابراهيم (إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي) (٣).
فقال تعالى مجيبا له : (لا ينال عهدي الظالمين) (٤).
واراد بالظلم هنا عبادة الاصنام وأن من عبد الاصنام لا يكون إماما «إن في ذلك لبلاغا لقوم يعقلون» (٥).
ضرب ابن مريم للوصي مماثلا |
|
صدت لذلك قوم خير رسول |
حسدا لما خص الاله وصيه |
|
ووليه في محكم التنزيل |
__________________
١ ـ فردوس الاخبار ٢ / ٣٠٥.
٢ ـ سورة الحج : ٢٢ / ٧٨.
٣ و ٤ ـ سورة البقرة : ٢ / ١٢٤.
٥ ـ اقتباس من الآية ١٠٦ من سورة الانبياء : ٢١.
الفصل الرابع عشر
في قوله سبحانه وتعالى : (والذي جاء بالصدق وصدق به) (١).
وفي قوله تعالى : (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين) (٢).
وفي قوله تعالى : (يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين) (٣).
١٣٣ ـ من طريق الحافظ أبي نعيم : في قوله تعالى : (والذي جاء بالصدق وصدق به) بالاسناد المقدم ، قال الحافظ أبو نعيم : أخبرنا إبراهيم بن محمد ـ إجازة ـ قال : حدثنا الحسين بن علي بن الحسين السلولي [قال : حدثنا محمد بن الحسن السلولي] قال : حدثنا عمر بن سعد ، عن ليث ، عن مجاهد في قوله تعالى : (والذي جاء بالصدق وصدق به) قال : [هو] علي بن أبي طالب عليهالسلام (٤).
١٣٤ ـ ومن طريق الفقيه أبي الحسن علي بن المغازلي الشافعي الواسطي في تفسير قوله تعالى : (والذي جاء بالصدق وصدق به).
بالاسناد المقدم قال أخبرنا علي بن الحسين ـ اذنا ـ قال : حدثنا عبد الله بن محمد الحافظ قال : حدثنا الحسين بن علي قال : حدثنا محمد بن الحسن قال :
__________________
١ ـ سورة الزمر : ٣٩ / ٣٣.
٢ ـ سورة الانفال : ٨ / ٦٢.
٣ ـ سورة الانفال : ٨ / ٦٤.
٤ ـ شواهد التنزيل ٢ / ١٢١.
حدثنا عمر بن سعد ، عن ليث ، عن مجاهد في قوله تعالى : (والذي جاء بالصدق وصدّق به) قال : جاء به : محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، (وصدّق به) : علي عليهالسلام (١).
في قوله تعالى : (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين) (٢).
١٣٥ ـ من طريق الحافظ أبي نعيم بالاسناد المقدم قال : أبو نعيم : حدثنا أبو بكر بن خلاد ، قال : حدثنا الحسين بن إسماعيل المهري ، قال : حدثنا عباس بن بكار ، قال : حدثنا خالد بن أبي عمرو الاسدي ، عن محمد بن السائب الكلبي ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : مكتوب على العرش : لا إله الا الله وحده لا شريك له ، محمد عبدي ورسولي ، أيدته بعلي بن أبي طالب ، وذلك قوله في كتابه : (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين) يعني علي بن أبي طالب عليهالسلام (٣).
في قوله سبحانه وتعالى : (يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين) (٤).
١٣٦ ـ من طريق الحافظ أبي نعيم بالاسناد المقدم : قال الحافظ أبو نعيم : حدثنا محمد بن عمر بن سالم قال : حدثنا علي بن الوليد بن جابر ، قال : حدثنا علي بن حفص بن عمر العبسي قال : حدثني محمد بن الحسين بن زيد ، عن أبيه : عن جعفر بن محمد قال : [في قوله تعالى :] (يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين) قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليهالسلام (٥).
__________________
١ ـ مناقب ابن المغازلي / ٢٦٩ ـ وفيه : عمر بن سعيد.
٢ ـ سورة الانفال : ٨ / ٦٢.
٣ ـ يراجع شواهد التنزيل ١ / ٢٢٣ ، تاريخ مدينة دمشق ترجمة الامام علي بن ابي طالب ٢ / ٤١٩.
٤ ـ سورة الانفال : ٨ / ٦٤.
٥ ـ شواهد التنزيل ١ / ٢٣٠.
١٣٧ ـ وبالاسناد المقدم قال الحافظ أبو نعيم : حدثنا محمد بن عمر قال : حدثنا القاسم وعبد الله ، ابنا الحسين بن زيد ، عن أبيهما ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه مثله (١).
قال يحيى بن الحسن : واعلم أن هذا الفصل قد جمع أشياء من الوحي العزيز كلها توجب لمولانا أمير المؤمنين عليهالسلام السيادة وعدم النظير.
منها قوله تعالى : (والذي جاء بالصدق وصدق به) (٢) وإذا كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم. هو الذي جاء بالصدق ، وعلي هو المصدق ، فقد استويا في درجة التصديق لان الذي جاء بالصدق هو مصدق بلا خلاف ، والذي صدق به بعد حجته فقد شاركه في منزلة التصديق.
فهما في التصديق على حد واحد والتفاضل بينهما بمنزلة الرسالة ، فلهذا فضيلة الارسال ولهذا ميزة الاتباع ، فوجب الاقتداء بهما على حد واحد كما قدمناه من أنه يجب للتابع ما وجب من امتثال الامر للمتبوع بدليل تخصيصهما في الوحي العزيز.
ومنها قوله تعالى : (هو الذي أيدك بنصره بالمؤمنين) (٣) وإذا كان القديم تعالى قد امتن على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بأن أيده بنصره ، واتبع امتنانه تعالى في نصره بمنة أخرى وهي تأييده له بمولانا أمير المؤمنين عليهالسلام.
ومن جعله الله تعالى نعمة من نعمه يمتن بها على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقد عدم نظيره ووجب تفرده بعلو المنزلة ، وفي هذا دليل على وجوب اتباعه.
__________________
١ ـ شواهد التنزيل ١ / ٢٣٠.
٢ ـ سورة الزمر : ٣٩ / ٣٣.
٣ ـ سورة الانفال : ٨ / ٦٢.
ومنها قوله تعالى : (يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين) (١) وإذا كان الله تعالى قد جعل كفاية مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام لنبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم ككفايته سبحانه وتعالى لنبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقد وجب اتباعه والاقتداء به بعد نبيه.
وهذا أعظم تميزا أن يأتي سبحانه وتعالى بكفايته ونصره لنبيه على ظاهر الامتنان ويقرن إلى ذلك نصر مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام وكفايته لنبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وفي هذا فقد النظارة والمماثلة له عليهالسلام :
مناقب منها للفخار مناقب |
|
ومنها لجيد المكرمات قلائد |
وفخر به للدين فخر ورفعة |
|
عليه من الذكر الحكيم شواهد |
__________________
١ ـ سورة الانفال : ٨ / ٦٤.
الفصل الخامس عشر
في قوله تعالى : (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) (١).
وفي قوله تعالى : (الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله) (٢).
١٣٨ ـ ومن تفسير الثعلبي : في تفسير قوله تعالى : (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) بالاسناد المقدم قال :
أخبرني عبد الله بن محمد بن عبد الله ، حدثنا عثمان بن الحسين (٣) حدثنا جعفر بن محمد بن أحمد ، حدثنا حسن بن حسين ، حدثنا يحيى بن علي الربعي ، عن أبان بن تغلب ، عن جعفر بن محمد عليهماالسلام قال : نحن حبل الله الذي قال الله تعالى : (واعتصموا بحبل الله جميعا) (٤).
١٣٩ ـ ومن طريق الحافظ أبي نعيم بالاسناد المقدم : قال أبو نعيم : حدثنا
__________________
١ ـ سورة آل عمران : ٣ / ١٠٣.
٢ ـ سورة الرعد : ١٣ / ٢٨. ٣ ـ في «العمدة» : عثمان بن الحسن.
٤ ـ شواهد التنزيل ١ / ١٣٠ ، الصواعق المحرقة ، فصل الآيات ، الآية الخامسة وفيه : وكن جده زين العابدين إذا تلا قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) يقول دعاء طويلا يشتمل على طلب اللحوق بدرجة الصادقين والدرجات العلية وعلى وصف الحن وما انتحلته المبتدعة المفارقون لائمة الدين والشجرة النبوية ، ثم يقول : وذهب آخرون إلى =
محمد بن عمر بن سالم ، قال : حدثنا أحمد بن زياد بن عجلان ، قال : حدثنا جعفر ابن علي بن نجيح ، قال : حدثنا حسن بن حسين العرني ، قال : حدثنا أبو حفص الصائغ ، قال : سمعت جعفر بن محمد يقول في قوله عز وجل : (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) قال : نحن حبل الله (١).
١٤٠ ـ ومن تفسير الثعلبي في الجزء الاول في تفسير [سورة] «آل عمران» في تفسير قوله تعالى : (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).
بالاسناد المقدم قال الثعلبي : حدثنا الحسن بن محمد بن حبيب وقال : وجت في كتاب جدي بخطه : حدثنا أحمد بن الاعجم القاضي المروزي ، حدثنا الفضل بن موسى السيناني (٢) أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : أيها الناس إني قد تركت فيكم الثقلين خليفتين ، إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي ، أحدهما اكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والارض ـ أو قال : بين السماء إلى الارض ـ.
__________________
التقصير في أمرنا واحتجوا بمتشابه القرآن فتأولوا بآرائهم واتهموا مأثور الخبر إلى أن قال : فالى من يفزع خلف هذه الامة وقد درست أعلام هذه الملة ، ودانت الامة بالفرقة والاختلاف يكفر بعضهم بعضا والله تعالى يقول (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعدما جاءهم البينات) فمن الموثوق به على إبلاغ الحجة وتأويل الحكم إلى أهل الكتاب وأبناء أئمة الهدى ومصابيح الدجى الذين احتج الله بهم على عباده ولم يدع الخلق سدى من غير حجة ، هل تعرفونهم أو تجدونهم إلا من فروع الشجرة المباركة وبقايا الصفوة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وبرأهم من الآفات وافترض مودتهم في الكتاب.
١ ـ ينظر شواهد التنزيل ١ / ١٣١.
٢ ـ في اصل المطبوع : الشيباني ، وصححناه على ما في العمدة.
وعترتي أهل بيتي ، ألا وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض (١).
١٤١ ـ ومن طريق الحافظ أبي نعيم في قوله تعالى : (الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) (٢).
بالاسناد المقدم : قال أبو نعيم : حدثنا محمد بن جعفر بن بشر بن زيد المنقري قال : حدثنا علي ابن العباس قال : حدثنا جعفر بن مسلم السراج قال : حدثنا محمد بن جبلة ، عن حفص بن عاص ، عن فضيل بن الزبير ، عن أبي داود ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) أتدري من هم يا ابن أم سليم؟ قلت : ومن هم يا رسول الله؟ قال نحن وشيعتنا (٣).
قال يحيى بن الحسن : اعلم ان هذا الفصل قد جمع [لعلي] صلى الله عليه وآله من السيادة وفقد النظير ما جمع الفصل الذي قبله.
فمن ذلك قوله تعالى : (واعتصموا بحبل الله جميعا) (٤) وهذا أمر بوجوب اتباعه وإذا أمر الله تعالى بالاعتصام به وجعله حبله ، فقد وجب الاقتداء به ووكد ذلك بقوله تعالى : (ولا تفرقوا) وامر الله تقضى الوجوب كما اقتضى امره تعالى وجوب اتباع رسوله (ص) في ذلك فقد النظير له عليهالسلام ووجوب الاقتداء به وهذا هو غاية الحث على اتباعه دون من عداه.
ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى : (الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر
__________________
١ ـ ينظر مسند احمد ٣ / ٢٦ ، فضائل الصحابة ٢ / ٥٨٥ ـ مسند أحمد ٥ / ١٨١.
٢ ـ سورة الرعد : ١٣ / ٢٨.
٣ ـ نظيره في الدر المنثور ٤ / ٥٨.
٤ ـ سورة آل عمران : ٣ / ١٠٣.
الله) وجعل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ذلك خاصة لشيعة أهل البيت عليهمالسلام.
وفي هذا أعظم ميزة لان من وصف الله تعالى ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم شيعته بالايمان فقد وجب اتباعه ، لان متبعه قد ثبت عنده أنه من أهل الايمان بالوحي الصادق الذي : (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) (١) وهذا أدل دليل لمن تأمله.
علوت عن المثابة والمداني |
|
إذا يتلى مديحكم في المثاني |
غد المختار منك وانت منه |
|
نظير في المناصب والمعاني |
__________________
١ ـ سورة فصلت : ٤١ / ٤٢.
الفصل السادس عشر
في قوله تعالى : (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) (١).
وفي قوله تعالى : (والذين ءامنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون) (٢).
١٤٢ ـ من تفسير الثعلبي : في قوله تعالى : (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه).
قال الثعلبي : قوله تعالى : (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) قال : نزلت في علي بن أبي طالب صلى الله عليه وسلم (٣).
في قوله تعالى : (والذين ءامنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون) (٤).
١٤٣ ـ من طريق الحافظ أبي نعيم بالاسناد المقدم : قال أبو نعيم : حدثنا محمد بن الحسن بن كوثر ، قال : حدثنا محمد بن سليمان ، قال حدثنا عبيد الله بن موسى ، قال : حدثنا العلاء بن صالح ، عن المنهال بن عمرو ، عن عباد بن عبد الله ، قال : سمعت عليا عليهالسلام يقول : أنا الصديق الاكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب ، ولقد صليت قبل الناس سبع سنين (٥).
__________________
١ ـ سورة المائدة : ٥ / ٥٤.
٢ ـ سورة الحديد : ١٩ / ٥٧.
٣ ـ ينظر التفسير الكبير ١٢ / ٢٠ ـ مستدرك الحاكم ٣ / ١٣٢.
٤ ـ سورة الحديد : ٥٧ / ١٩.
٥ ـ معرفة الصحابة ١ / ٣٠ فضائل الصحابة ٢ / ٥٨٦ ح / ٩٩٣.
١٤٤ ـ وبالاسناد المقدم قال أبو نعيم : حدثنا أبو بكر بن خلاد ، قال : حدثنا محمد بن يونس وحدثنا إبراهيم بن [أحمد بن] أبي حصين قالا : حدثنا عبيد بن غنام ، قال : حدثنا الحسن بن عبد الرحمان الانصاري ، قال : حدثنا عمرو بن جميع ، عن ابن أبي ليلى ، عن أخيه عيسى بن عبد الرحمان بن أبي ليلى ، عن أبيه [عبد الرحمان ، عن أبيه أبي ليلى داود بن بلال] قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : الصديقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل ياسين ، وحزبيل (١) مؤمن آل فرعون وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم (٢).
١٤٥ ـ ومن مسند أحمد بن حنبل بالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : وفيما كتب إلينا عبد الله بن غنام الكوفي : يذكر أن الحسن بن عبد الرحمان بن أبي ليلى المكفوف حدثهم ، قال : أخبرنا عمرو بن جميع البصري ، عن محمد بن أبي ليلى ، عن عيسى بن عبد الرحمان : عن عبد الرحمان بن أبي ليلى ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : الصديقون ثلاثة : حبيب بن موسى النجار مؤمن آل ياسين الذي قال : (يا قوم اتبعوا المرسلين) (٣).
وحزبيل مؤمن آل فرعون الذين قال : (أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله) (٤) وعلي بن أبي طالب الثالث وهو أفضلهم (٥).
__________________
١ ـ في ضبط اسمه خلاف ، فقد جاء حربيل ، خربيل ، حزبيل ، حزقيل ، وذكر القرطبي في تفسيره ١٥ / ٣٠٦ : ان اسمه حبيب وقيل شمعون ، وفي تاريخ الطبري اسمه حبرك ، ويقال انه كان ابن عم فرعون. قاله السدى ، قال وهو الذي نجا موسى عليهالسلام.
٢ ـ شواهد التنزيل ٢ / ٢٢٣.
٣ ـ سورة يس : ٣٦ / ٢٠.
٤ ـ سوة غافر : ٤٠ / ٢٨.
٥ ـ فضائل الصحابة ٢ / ٦٥٥ ح / ١١١٧.
١٤٦ ـ من الجزء الثاني من أجزاء اثنين من كتاب «الفردوس» تصنيف ابن شيرويه الديلمي في باب «الصاد» بالاسناد المقدم قال : عن داود بن بلال ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : الصديقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل يس ، وحزبيل مؤمن آل فرعون ، وعلي بن أبي طالب عليهالسلام وهو أفضلهم (١).
١٤٧ ـ ومن طريق الفقيه وأبي الحسن علي بن المغازلي الشافعي الواسطي ـ رحمه الله تعالى ـ بالاسناد المقدم قال :
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الوهاب ـ إذنا ـ قال : أخبرنا عمر بن عبد الله بن شوذب ، قال : حدثنا محمد بن [سمعان] (٢) المعدل الواسطي الحافظ ، قال : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة وأحمد بن عمار بن خالد قالا : حدثنا الحسن بن عبد الرحمان بن أبي ليلى ، قال : حدثنا عمرو بن جميع البصري ، عن محمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلي [عن أخيه عيسى بن عبد الرحمان] (٣) عن أبي عيسى عبد الرحمان بن أبي ليلى ، عن أبيه [أبي ليلى] عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : الصديقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل يس الذي قال : (يا قوم اتبعوا المرسلين) (٤).
وحزبيل مؤمن آل فرعون الذي قال : (أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله) (٥) وعلي بن أبي طالب عليهالسلام وهوا فضلهم (٦).
قال يحيى بن الحسن : واعلم ان هذا الفصل قد جمع أشياء كلها توجب
__________________
١ ـ فردوس الاخبار ٢ / ٥٨١.
٢ و ٣ ـ ما بين المعقوفتين من «العمدة» وفيه ايضا : العدل الواسطي.
٤ ـ سورة يس : ٣٦ / ٢٠.
٥ ـ سورة غافر : ٤٠ / ٢٨.
٦ ـ مناقب ابن المغازلي / ٢٤٦.
لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ولاء الامة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
منها قوله سبحانه وتعالى : (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) (١) وإذا كان امير المؤمنين عليهالسلام هو الذي يحبه الله وتعالى وهو يجب الله تعالى فقد وجب الاقتداء به والولاء له زيادة على من لم ترد آية في حب الله تعالى له.
وفي ذلك غاية المدحة له ووجوب الاقتداء به وفقد النظيرله عليهالسلام. ومنها قوله سبحانه وتعالى : (والذين ءامنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون) (٢).
وإذا كان عليهالسلام صديقا بقول الله تعالى ، وبقول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقد وجب الاقتداء به والتميز له على ساير الخلق.
والصدق : خلاف الكذب ، والصديق : هو الملازم للصدق الدائم عليه ، والصديق : من صدق عمله قوله.
ذكر ذلك احمد بن فارس اللغوي في كتاب «المجمل في اللغة» وذكره [أيضا] أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري في كتاب «الصحاح في اللغة».
وإذا كان هذا هو معنى الصدق والصديق.
والصديق ينقسم ثلاثة أقسام : صديق يكون نبيا [وصديق يكون إماما وصديق يكون عبدا صالحا لا نبي ولا إمام] [ومما يدل على كون الصديق نبيا] هو قوله تعالى : (واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا) (٣) وقوله تعالى :
__________________
١ ـ سورة المائدة : ٥ / ٥٤.
٢ ـ سورة الحديد : ٥٧ / ١٩.
٣ ـ سورة مريم : ١٩ / ٥٦.