خصائص الوحى المبين

شمس الدين يحيى بن الحسن الأسدي الربعي الحلّي [ الحافظ ابن البطريق ]

خصائص الوحى المبين

المؤلف:

شمس الدين يحيى بن الحسن الأسدي الربعي الحلّي [ الحافظ ابن البطريق ]


المحقق: الشيخ مالك المحمودي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار القرآن الكريم
المطبعة: نگين
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٨٦

العقائد الحديث وعلومه

الاسدي ، قال : سمعت علي بن أبي طالب عليه‌السلام وهو يقول : ما أحد من قريش إلا وقد نزلت فيه آية أو آيتان.

فقال له رجل : وما نزل فيك يا أمير المؤمنين؟ قال : فغضب ثم قال : أما والله (١) لو لم تسألني على رؤوس القوم ما حدثتك.

ثم قال : هل تقرأ سورة «هود» و «يونس»؟ ثم قرأ : (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على بينة من ربه ، وأنا الشاهد (٢).

٨٣ ـ وبالاسناد ايضا قال : ورواه عيسى بن موسى غنجار ، عن أبي مريم مثله.

٨٤ ـ قال : ورواه المصباح بن يحيى وعبد الله بن عبد القدوس ، عن الاعمش عن المنهال بن عمرو (٣).

٨٥ ـ ومن طريق الفقيه ابن المغازلي الشافعي الواسطي بالاسناد المقدم قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان ـ إذنا ـ : أن ابا أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب أخبره ، قال : حدثنا محمد بن جعفر بن محمد العسكري ، قال : حدثني محمد بن عثمان ، قال : حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون ، قال : حدثنا علي بن عابس ، قال : دخلت أنا وأبو مريم على عبد الله بن عطاء ، قال أبو مريم : حدث عليا بالحديث الذي حدثتني عن ابي جعفر.

قال : كنت عند ابي جعفر عليه‌السلام جالسا إذ مر عليه ابن عبد الله بن سلام ، قلت : جعلني الله فداك هذا بن الذي عنده علم الكتاب؟ قال : لا ولكنه صاحبكم

__________________

١ ـ في معرفة الصحابة ١ / ٣٠٧ : أم والله.

٢ ـ ينظر معرفة الصحابة ١ / ٣٠٧ مناقب ابن المغازلي / ٢٧٠ مع اختلاف يسير ، شواهد التنزيل / ٢٧٦ ـ تفسير الدر المنثور ٣ / ٣٢٤.

٣ ـ شواهد التنزيل ١ / ٢٧٥.

١٤١

علي بن ابي طالب عليه‌السلام الذي نزلت فيه آيات من كتاب الله تعالى (ومن عنده علم الكتاب) (١) (افمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) (٢) (إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا) (٣) الآية (٤).

في قوله تعالى : (وقفوهم إنهم مسئولون) (٥).

٨٦ ـ ومن طريق الحافظ ابي نعيم بالاسناد المقدم قال أبو نعيم : حدثنا محمد بن المظفر ، قال : حدثنا أبو الطيب محمد بن القاسم البزاز ، قال : حدثني الحسين بن الحكم ، قال : حدثنا الحسين بن نصر بن مزاحم ، قال : حدثنا القاسم بن عبد الغفار ، عن أبي الاحوص ، عن مغيرة ، عن الشعبي ، عن ابن عباس في قوله عز وجل : (وقفوهم إنهم مسئولون) قال : عن ولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٦).

٨٧ ـ وبالاسناد المقدم ايضا قال أبو نعيم : حدثنا محمد بن عبد الله بن سعيد قال : حدثنا الحسين بن أبي صالح ، قال : حدثنا احمد بن هارون البردعي ، قال : حدثنا الحسين بن الحكم مثله (٧).

__________________

١ ـ سورة الرعد : ١٣ / ٤٣.

٢ ـ سورة هود : ١١ / ١٧.

٣ ـ سورة المائدة : ٥ / ٥٥.

٤ ـ مناقب ابن المغازلي / ٣١٣ ، ينظر تفسير القرطبي ٩ / ٣٣ ٦.

٥ ـ سورة الصافات : ٣٧ / ٢٤. ٦ و

٧ ـ شواهد التنزيل ٢ / ١٠٨ ، يراجع الصواعق المحرقة فصل الآيات ، الآية الرابعة ، وفيه : وكأن هذا هو مراد الواحدي بقوله روي في قوله (وقفوهم إنهم مسؤلون) أي علي واهل البيت ، لان الله أمر نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يعرف الخلق أنه لا يسألهم على تبليغ الرسالة أجرا إلا المودة في القربى.

والمعنى أنهم يسئلون هل والوهم حق الموالاة كما أوصاهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أم أضاعوها وأهملوها فتكون عليهم المطالبة والتبعة.

١٤٢

٨٨ ـ ومن كتاب الفردوس لابن شيرويه الديلمي في الجزء الثاني في قافية الواو بالاسناد المقدم قال : عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (وقفوهم إنهم مسئولون) عن ولاية علي بن أبي طالب صلى الله عليه (١).

في قوله تعالى : (ولتعرفنهم في لحن القول) (٢).

٨٩ ـ من طريق الحافظ أبي نعيم : بالاسناد المقدم قال أبو نعيم : حدثنا الحسين بن علان قال : حدثنا هيثم بن خلف ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم مولى بني هاشم قال : حدثنا االحسين بن الاشقر قال : حدثني علي بن القاسم الكندي عن أبي الحسن المدائني عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري في قوله عز وجل (ولتعرفنهم في لحن القول) قال : ببغضهم عليا عليه‌السلام (٣).

قال يحيى بن الحسن : واعلم أن هذا الفصل قد جمع أشئ من الوحي العزيز كل واحد منها يوجب لمولانا أمير المؤمنين علي بن ابي طالب صلوات الله عليه وسلامه ولاء الامة بعد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

منها قوله سبحانه وتعالى : (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) (٤) فاثبت تعالى للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الانذار بلفظة «إنما» وهي للتحقيق والاثبات بلا خلاف.

ثم عطف عليه تعالى بغير فاصلة فقال : (ولكل قوم هاد) فأثبت لعلي عليه‌السلام الامامة بطريق ثبوت النبوة للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لان العطف يوجب للمعطوف حكم ما عطف عليه.

__________________

١ ـ ينظر شواهد التنزيل ٢ / ١٠٦.

٢ ـ سورة محمد : ٤٧ / ٣٠.

٣ ـ ينظر تفسير الدر المنثور ٦ / ٦٦ ـ شواهد التنزيل ٢ / ١٧٨.

٤ ـ سورة الرعد : ١٣ / ٧.

١٤٣

يزيده بيانا قوله تعالى : (ولكل قوم هاد) وهذا عام في كافة الناس ، فثبت له الانذار بالوحي العزيز ولذريته أيضا إلى آخر انقطاع التكليف بدليل قوله تعالى : (ولكل قوم هاد).

ومنها قوله تعالى : (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) (١) فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على بينة من ربه ، وعلي عليه‌السلام الشاهد.

فلو كان لفظ «الشاهد» في الذكر العزيز مطلقا على سبيل العموم لشرك عليا عليه‌السلام غيره في كونه شاهدا ، فلما اراد تعالى إفراد أمير المؤمنين عليه‌السلام بالامامة ، خصص ذلك العموم بقوله تعالى : (شاهد منه) فهذا التخصيص أوجب له الامامة.

وأبان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان هذه الآية إنما اتت لتخصيصه بالامامة بما قد نطق [به] الخبر الصحيح.

فمن ذلك ما ذكره البخاري في الجزء الرابع من صحيحه من أجزاء الثمانية قريبا من آخره في باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام بالاسناد المقدم قال البخاري وقال عمر : توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو عنهه هراض (٢) وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنت مني وأناا منك (٣).

وقد ذكر ايضا ذلك أحمد بن حنبل في مسنده من رواية ابن آدم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي (٤).

__________________

١ ـ سورة هود : ١١ / ١٧.

٢ و ٣ ـ يراجع صحيح البخاري ٥ / ١٨ باب مناقب علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

٤ ـ ينظر فضائل لصحابة ٢ / ٥٩٤ ، مسند احمد ٤ / ١٦٥ ، صحيح الترمذي ٥ / ٦٣٦ ، مناقب ابن المغازلي / ٢٢١ ، مناقب الخوارزمي / ١٣٤.

١٤٤

وذكره رزين بن معاوية العبدري في الجمع بين الصحاح الستة من سنن أبي داود السجستاني ومن صحيح الترمذي قال عن ابي جنادة : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : علي مني وانا من علي ، ولا يؤدي عني الا انا (١) أو علي.

٩٠ ـ ومن كتاب خصائص أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه‌السلام تصنيف النسائي قال : أخبرنا واصل بن عبد الاعلى الكوفي ، عن ابن فضيل ، عن الاجلح ، عن عبد الله بن بريده ، عن أبيه قال ، بعثنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى اليمن مع خالد بن الوليد ، وبعث عليا على جيش آخر وقال : ان التقيتما فعلي على الناس وإن تفرقتما ، فكل واحد منكما على جنده ، فلقينا بني زبيد من أهل اليمن فظهر المسلمون على المشركين ، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرية ، فاصطفى على جارية لنفسه من السبي ، فكتب بذلك خالد بن الوليد إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمرني أن أنال منه ، قال : فدفعت الكتاب إليه ونلت من علي ، فتغير وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقلت : هذا مكان العائذ بك ، بعثتني مع رجل وأمرتني بطاعته فبلغت ما أرسلت به ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لي : لا تقع يا بريدة في علي فإن عليا مني وأنا منه وهو وليكم بعدي (٢).

ومما يؤيد ذلك ويزيده بيانا وان الذي أردناه هو الوجه المقصود قوله سبحانه وتعالى : (وقفوهم إنهم مسئولون) (٣) ومن يوقف الامة يوم القيامة وتسئل عن ولايته وجب له استحقاق ولائهم من حيث انه لا يسئل العبد بعد موته إلا عن معرفة ربه ونبيه وإمامه الذي جعله الله تعالى وليا للامة.

يدل على صحة ما قلناه قوله تعالى : (إنما وليكم الله ورسوله والذين

__________________

١ ـ صحيح الترمذي ٥ / ٦٣٢ ، يراجع مسند احمد ٤ / ١٦٥.

٢ ـ ينظر مسند احمد ٥ / ٣٥٦. ٣ ـ سورة الصافات : ٣٧ / ٢٤.

١٤٥

ءامنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون) (١) وقد تقدم ذكر اختصاصها به صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

ومنها قوله تعالى : (ولتعرفنههم في لحن القول) وأراد تعالى من [قوله] : (في لحن القول) بغضهم عليا عليه‌السلام.

فلذلك قال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ما يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق» (٢) ، لان الله تعالى قال : (ولو نشاء لاريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول) (٣) وذلك وقع منه جل وعلا خطابا لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في تعيين المنافقين ، ومن كان بغضه علامة للنفاق وحبهه علامة للايمان ، كانت حاجة الامة إليه أدعى ، وعنايتها بولايته أرعى ، وشاهد الحال أبين من شاهد الاستدلال (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) (٤).

يا من أذاع االدين بعد كمونه

ومن النبي به غدا مستنصرا

يا من بقائم سيفهقام الهدى

وغدا الولي بنوره مستبصرا

__________________

١ ـ سورة المائدة : ٥ / ٥٥.

٢ ـ ينظر فضائل الصحابة ٢ / ٦١٩ ح / ١٠٥٩ ، مسند احمد ٦ / ٢٩٢ وهذا صحيح ثابت عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مخرج في الصحاح والسنن والمسانيد بطرق كثيرة بألفاظ مختلفة منها ما في المتن. وروي بألفاظ اخر اشهرها قوله عليه‌السلام : «لقد عهد الي النبي الامي انه لا يحبني الا مؤمن ولا يبغضني الا منافق» ينظر تاريخ بغداد ٤ / ٤١ ، مستدرك الصحيحين ٣ / ١٢٧ ـ فضائل الصحابة ٢ / ٦٤٢ ـ مناقب ابن المغازلي / ١٠٣ و ٣٨٢.

٣ ـ سورة محمد : ٤٧ / ٣٠.

٤ ـ سورة الحجر : ١٥ / ٧٥.

١٤٦

الفصل التاسع

في قوله سبحانه تعالى : (والسابقون السابقون) (١).

وفي قوله تعالى : (والسابقون الاولون) (٢).

وفي قوله [تعالى] : (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام) (٣).

وفي قوله تعالى : (كمشكوة فيها مصباح المصباح في زجاجة) (٤).

٩١ ـ من طريق الحافظ أبي نعيم بالاسناد المقدم قال أبو نعيم : حدثنا مسلم بن أحمد بن مسلم الدهان ، قال : حدثنا [إبراهيم بن الحكم بن] ظهير ، قال : حدثني أبي عن السدي ، عن أبي مالك ، عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى : (والسابقون السابقون) إلى آخر القصة قال : سابق هذه الامة علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٥).

٩٢ ـ ومن تفسير الثعلبي في قوله تعالى : (والسابقون الاولون) في سورة «براءة» بالاسناد المقدم قال : اختلف أهل العلم في أول من آمن برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

__________________

١ ـ سورة الواقعة : ٥٦ / ١٠.

٢ ـ سورة التوبة : ٩ / ١٠٠.

٣ ـ سورة التوبة : ٩ / ١٩.

٤ ـ سورة النور : ٢٤ / ٣٥.

٥ ـ ينظر مناقب الخوارزمي / ٥٥ ونظيره في تاريخ بغداد ١٤ / ١٥٥.

١٤٧

بعد امراته خديجة بنت خويلد مع اتفاقهم على أنها أول من آمن بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وصدقه.

فقال بعضهم : أول ذكر آمن بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وصدقه علي بن أبي طالب وهو قول ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ وجابر وزيد بن ارقم ومحمد بن المنكدر وربيعة الرأي وأبي جبار والمزني (١).

٩٣ ـ [ثم] قال [الثعلبي] وقال ابن إسحاق : حدثني عبد الله بن أبي نجيح ، عن مجاهد قال : كان من نعم الله على علي بن أبي طالب عليه‌السلام وما صنع الله له وأراده من الخير : أن قريشا أصابتهم أزمة (٢) شديدة وكان أبو طالب ذا عيال كثيرة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للعباس عمه ـ وكان من أيسر بني هاشم ـ : يا عباس أخوك أبو طالب كثير العيال وقد اصاب الناس ما ترى من هذه الازمة : قال : فانطلق بنا فلنخفف عليه من عياله ، آخذ من بيته رجلا وتأخذ من بيته رجلا ، فنكفهما عنه فقال العباس رضي الله عنه : نعم ، فانطلقا حتى أتيا ابا طالب فقالا : إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه ، فقال لهما أبو طالب : إن تركتما لي عقيلا فاصنعا ما شئتما ، فأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليا فضمه إليه ، وأخذ العباس جعفرا فضمه إليه ، فلم يزل مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى بعثه نبيا ، فأتبعه علي عليه‌السلام فآمن به وصدقه ولم يزل جعفر عند العباس حتى اسلم واستغنى عنه (٣).

٩٤ ـ ومن مناقب الفقيه أبي الحسن علي بن المغازلي الشافعي الواسطي في قوله تعالى : (والسابقون السابقون) بالاسناد المقدم قال : أخبرنا أحمد بن محمد

__________________

١ ـ ينظر فضائل الصحابة ٢ / ٥٨٩ ، ٥٩٠ ، ٥٩١ وج ٢ / ٦٨٢ و....

٢ ـ الازمة : القحط.

٣ ـ تفسير الثعلبي المخطوط / ٢١٠.

١٤٨

بن عبد الوهاب ـ اجازة ـ أخبرنا عمر بن عبد الله بن شوذب ، قال : حدثنا محمد بن احمد بن منصور ، قال : حدثنا أحمد بن الحسين ، قال : حدثنا زكريا ، قال : حدثنا أبو صالح عن الضحاك ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ في قوله تعالى : (والسابقون السابقون) قال : سبق يوشع بن نون إلى موسى ، وسبق صاحب يس إلى عيسى (١) وسبق علي إلى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢).

٩٥ ـ ومن طريق الحافظ أبي نعيم في قوله تعالى : (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام) الآية. قال الحافظ أبو نعيم : حدثنا سليمان بن أحمد قال : حدثنا عبد الرحمن بن مسلم الرازي قال : حدثنا سهل بن عثمان ، قال : حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن اسماعيل بن أبي خالد عن عامر [الشعبي] قال نزلت : (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن ءامن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله) في علي عليه‌السلام والعباس ـ رضي الله عنه ـ وطلحة بن شيبة (٣).

٩٦ ـ قال أبو نعيم الحافظ : حدثنا سليمان بن أحمد قال : حدثنا بكر بن سهل قال : حدثان عبد الغني بن سعيد قال : حدثنا موسى بن عبد الرحمان عن ابن جريج عن عطاعن ابن عباس.

__________________

١ ـ سمي هذا الرجل «صاحب يس» لان قصته مذكورة في هذه السورة ، قال تعالى : «واضرب لهم مثلا اصحاب القرية ...» ـ سورة يس / ١٣ ـ واسمه كما في التفاسير «شمعون الصفا» فكان رأس الحواريين وكان صاحب الكرامات.

٢ ـ مناقب ابن المغازلي / ٣٢٠.

٣ ـ ينظر اسباب النزول / ٢٤١ ـ شواهد التنزيل ١ / ٢٤٤.

١٤٩

وعن مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ في قوله تعالى : (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله) نزلت في علي بن ابي طالب عليه‌السلام والعباس ـ رضي الله عنه ـ وطلحة ابن ابي شيبة.

٩٧ ـ ومن تفسير الثعلبي بالاسناد المقدم : قال الثعلبي : قال الحسن والشعبي ومحمد بن كعب القرضي : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب عليه‌السلام وعباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ وطلحة بن ابي شيبة ، وذلك انهم افتخروا.

فقال طلحة : أنا صاحب البيت وبيدي مفتاحه ، ولو أشاء بت في المسجد.

وقال العباس رضي الله عنه : أنا صاحب السقاية والقائم علهيا ، ولو أشاء بت في المسجد.

وقال علي عليه‌السلام : ما أدري ما تقولان ، لقد صليت ستة أشهر قبل الناس. وأنا صاحب الجهاد ، فأنزل الله تعالى هذه الآية : (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن ءامن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين) (١).

٩٨ ـ ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين بن معاوية العبدري في الجزء الثاني من أجزاء ثلاثة ، من صحيح النسائي بالاسناد المقدم قال : حدثنا محمد بن كعب القرضي قال : افتخر طلحة بن شيبة ـ من بني عبد الدار ـ وعباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ وعلي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فقال طلحة بن شيبة : معي

__________________

١ ـ رواه الحاكم الحسكافي شواهد التنزيل ١ / ٢٤٤ ـ ٢٥١ ، ونظيره في تفسير الطبري ١٠ / ٩٦.

١٥٠

مفتاح البيت ولو أشاء بت فيه.

وقال عباس ـ رضي الله عنه ـ : أنا صاحب السقاية والقائم عليها ، ولو أشاء بت في المسجد. وقال علي عليه‌السلام : ما أدري ما تقولان لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس ، وأنا صاحب الجهاد ، فأنزل الله تعالى (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن ءامن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين) (١).

في قوله سبحانه وتعالى : (كمشكوة فيها مصباح) (٢).

٩٩ ـ من مناقب الفقيه أبي الحسن علي بن المغازلي الشافعي الواسطي بالاسناد المقدم قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب ـ إجازة ـ أن أبا أحمد عمربن عبد الله بن شوذب أخبره (٣) قال : حدثنا محمد بن الحسن بن زياد ، حدثنا أحمد بن الخليل ببلخ ، حدثني محمد بن أبي محمود ، قال : حدثنا يحيى بن أبي معروف قال : حدثنا محمد بن سهل البغدادي ، عن موسى بن القاسم ، عن علي بن جعفر قال : سألت [ابا] (٤) الحسن عن قول الله عز وجل : (كمشكوة فيها مصباح) قال : «المشكوة» فاطمة عليها‌السلام و «المصباح» الحسن والحسين ، (والزجاجة كأنها كوكب دري) قال : كانت فاطمة صلى الله عليها كوكبا دريا بين نساء العالمين (توقد من شجرة مباركة) «الشجرة المباركة» : إبراهيم

__________________

١ ـ ينظر تفسير الدر المنثور ٣ / ٢١٨ ، اسباب النزول / ٢٤١.

٢ ـ سورة النور : ٢٤ / ٣٥.

٣ ـ في كتاب «العمدة» : اخبرهم.

٤ ـ ما بين المعقوفتين من كتاب العمدة.

١٥١

(لا شرقية ولا غربية) لا يهودية ولا نصرانية (يكاد زيتها يضئ) قال : يكاد العلم أن ينطق منها (ولو لم تمسه نار نور على نور) قال : فيها إمام بعد إمام (يهدي الله لنوره من يشاء) قال : يهدي الله عز وجل لولايتنا من يشاء (١).

قال يحيى بن الحسن : واعلم ان هذا الفصل قد جمع أشياء من الوحي العزيز ، كل شئ منها يوجب لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام عدم المثل والنظير.

منها : قوله سبحانهه وتعالى : (والسابقون السابقون) * (والسابقون الاولون) (٢).

وإذا كان سابق هذه الامة إلى الايمان بالله هو برسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عدم نظيره وإذا عدم نظيره في طاعة الله وطاعة رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجب الاقتداء به والاتباع له.

وفي لفظ الذكر العزيز من الاشارة والتنبيه ما يدل على وجوب الاقتداء به دون غيره بدليل قوله سبحانه وتعالى : (والسابقون السابقون أولئك المقربون).

وفي هذا من الحث على اتباعه ما لا يخفى على ذي بصيرة من أن اتباع المقرب عند الله تعالى وعند رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الزم.

ومنها قوله : (أجعلتم سقاية الحاج) (٣) الآية ، وإذا كان الوحي العزيز قد نطق بتفضيله على عمه العباس ـ رضي الله عنه ـ والعباس له من القرب

__________________

١ ـ مناقب ابن المغازلي / ٣١٦.

٢ ـ سورة الواقعة : ٥٦ / ١٠.

٣ ـ سورة التوبة : ٩ / ١٩.

١٥٢

برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما لا يخفى بيانه ، وللنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم [فيه] من الاقوال ما لا يخفى مقامه ولو ذكر معه في قرينة الافتخار من ذكر فضل العباس عليه لقربه اللصيق ونسبه العريق (١) ولم يفضل مولانا أمير المؤمنين صلى الله عليه على العباس رضي الله عنه بنفس الايمان والجهاد فحسب ، وإن كان في الايمان أسبق وفي الجهاد أعظم.

وإنما فضل باضافة الايمان والجهاد إلى قوله تعالى : في حقه صلى الله عليه وسلم : (إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون) (٢) وكونها خاصة بمولانا أمير المؤمنين علي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد تقدم ذكر ذلك.

وبإضافة قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «من كنت مولاه فعلي مولاه» (٣) إلى ذلك.

ولقول عمر بن الخطاب عند ذلك : بخ بخ لك يا على ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة (٤).

فكل من كان مؤمنا فإن عليا مولاه ، فلذلك فضل عليه‌السلام ومن يقدر على مثل هذه المراتب السنية والمفاخر العلية غيره؟ وفي هذا كفاية لمتأمل اراد النجاة.

يا من به للمدح مفتخر

ومن به للولي معتصم

يا من علا حيث لا نظير له

وفوق هام العلى له قدم (٥)

يا من به الوحي ينتشي جذلا

إذا تلي مدحه ويبتسم (٦)

__________________

١ ـ العرق : اهل اشرف واهل السلامة في الدين ـ لسان العرب.

٢ ـ سورة المائدة : ٥ / ٥٥.

٣ ـ مسند احمد ١ / ١٥٢ ، فضائل الصحابة ٢ / ٥٩٧ و ٦٨٢.

٤ ـ ينظر مناقب ابن المغازلي / ١٨ ـ ١٩.

٥ ـ الهام أو الهامة : الرأس.

٦ ـ الجذلان : الفرحان.

١٥٣
١٥٤

الفصل العاشر

في قوله سبحانه وتعالى : (ويهديكم صراطا مستقيما) (١).

وفي قوله تعالى : (ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه) (٢).

وفي قوله تعالى : (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الاكبر) (٣).

وفي قوله تعالى : (يا أيها الذين ءامنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجويكم صدقة) (٤).

وفي قوله تعالى : (ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم) (٥).

وفي قوله تعالى : (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا) (٦).

١٠٠ ـ من تفسير الثعلبي بالاسناد المقدم في قوله تعالى : (ويهديكم صراطا مستقيما) قال : وذلك في فتح خيبر ، قال : حاصر رسول الله صلى الله عليه وله وسلم أهل خيبر ، فأصابتنا مخمصة شديدة ، وان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اعطى اللواء عمر بن الخطاب ونهض من نهض معه من الناس ، فقلوا أهل خيبر فانكشف عمر وأصحابه

__________________

١ ـ سورة الفتح : ٤٨ / ٢٠.

٢ ـ سورة آل عمران : ٣ / ١٤٣.

٣ ـ سورة التوبة : ٩ / ٣.

٤ ـ سورة المجادلة : ٥٨ / ١٢.

٥ ـ سورة التكاثر : ١٠٢ / ٨.

٦ ـ سورة الانعام : ٦ / ٦٥.

١٥٥

ورجعوا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يجبنه أصحابه ويجبنهم ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد أخذته الشقيقة (١) فلم يخرج إلى الناس ، فأخذ أبو بكر راية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم نهض يقاتل ثم رجع ، فأخذها عمر فقاتل ثم رجع ، فأخبر بذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

فقال : أما والله لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يأخذها عنوة وليس ثم علي.

فلما كان الغد تطاول لها أبو بكر وعمر ورجال من قريش ، رجا كل واحد أن يكون صاحب ذلك.

فأرسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ابن الاكوع إلى علي عليه‌السلام ، فدعاه فجاء على بعير له ، أناخ (٢) قريبا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو أرمد ، قد عصب بشقة برد قطري (٣) عينه.

قال سلمة : فجئت به أقوده إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مالك؟ [قال :] قد رمدت ، فقال : أدن مني ، فدنا منه فتفل في عينيه فما شكى وجعهما بعد حتى مضى لسبيله ، ثم أعطاه الراية وعليه حلة ارجوان حمراء (٤) قد أخرج كميها فأتى مدينة خيبر فخرج مرحب صاحب الحصن وعليه مغفر مصفر (٥) وحجر قد ثقبه مثل البيضة على رأسه ، وهو يرتجز ويقول :

قد علمت خيبر أني مرحب

شاكى السلاح بطل مجرب (٦)

__________________

١ ـ الشقيقة : نوع من صداع يعرض في مقدم الرأس والى أحد جانبيه ـ النهاية ٢ / ٤٩٣.

٢ ـ أناخ الجمل : ابركه. برك البعير : ناخ في موضع فلزمه ـ مجمع البحرين.

٣ ـ البرود القطرية : حمر لها اعلام فيها بعض الخشونة ـ لسان العرب وعصب فلانا بالسيف مثل عممه به.

٤ ـ ارجوان معرب ارغوان : شديد الحمرة.

٥ ـ اي صبغ بالعصفر ، والعصفر : نبات بأرض العرب ، منه ريفي ومنه بري.

٦ ـ الشاكي في الاصل : الاسد ، وفلان شاكي السلاح اي ذو شوكة وحدة في سلاحه.

١٥٦

أطعن أحيانا وحينا أصرب

إذا الحروف أقبلت ترهب (١)

كان حماي كالحمير لا يقرب (٢)

فبرز إليه علي صلوات الله عليه فقال :

أنا الذي سمتني أمي حيدرة

كليث غابات شديد القسورة

أكيلكم بالسيف كيل السندرة (٣)

فاختلفا ضربتين ، فبدره علي بضربة فقد الحجر والمغفر ، وفلق رأسه حتى أخذ السيف في الاضراس وأخذ المدينة وكان الفتح على يديه (٤).

١٠١ ـ ومن تفسير الثعلبي في قوله تعالى : (ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه) (٥) بالاسناد المقدم قال الثعلبي : نزلت في يوم أحد ، قال : فقتل علي بن أبي طالب عليه‌السلام طلحة وهو يحمل لواء قريش ، وأنزل الله تعالى نصره على المؤمنين.

فقال الزبير بن العوام : فرأيت هندا وصواحبها هاربات مصعدات في الجبل ، باديات خدادهن (٦) فكانوا يتمنون الموت من قبل أن يلقوا علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٧).

__________________

١ ـ في كتاب «العمدة» : تلهب.

٢ ـ في كتاب «العمدة» : كالحما لا يقرب.

٣ ـ في اصل المطبوع : اكيلهم ، والسندرة : مكيال واسع ، اي اقتلكم قتلا واسعا ذريعا.

٤ ـ ينظر غاية المرارم / ٣٠٠ نقلا عن تفسير الثعلبي.

٥ ـ سورة آل عمران : ٣ / ١٤٣.

٦ ـ وفي اصل المطبوع خدارهن ، والخداد ميسم في الحد.

٧ ـ رواه الواقدي في المغازي ١ / ٢٢٩ مع اختلاف يسير.

١٥٧

في قوله تعالى : (وأذان من الله ورسوله يوم الحج الاكبر) (١).

١٠٢ ـ من طريق الحافظ أبي نعيم بالاسناد المقدم قال أبو نعيم : حدثنا محمد بن المظفر ـ إملاء ـ قال : حدثنا جعفر بن الصقر ، قال : حدثنا حميد ابن داود بن إسحاق بن ابراهيم الرملي ، قلا : حدثنا عبد الله بن عثمان بن عطاء ، قال : حدثني الوليد بن محمد ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك قال : أرسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبا بكر ببراءة يقرؤها على أهل مكة ، فنزل جبرئيل عليه‌السلام على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا محمد لا يبلغ عن الله إلا أنت أو رجل منك ، فلحقه علي عليه‌السلام فأخذها منه (٢).

١٠٣ ـ ومن الجزء الثاني من أجزاء اثنين من المغازي لابن إسحاق في وسط الجزء بالاسناد المقدم قال : حدثنا يونس ، عن ابن اسحاق قال : خرج علي بن أبي طالب عليه‌السلام على ناقة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم العضباء حتى أدرك ابا بكر بالطريق ، فلما رآه أبو بكر سلم «براءة» إليه ، فقام علي بن أبي طالب عليه‌السلام يوم النحر عند الجمرة ، فأذن في الناس بالذي أمره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا ايها الناس انه لا يدخل الجنة كافر ولا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان له عهد عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهو له إلى مدته ، وأجل الناس أربعة أشهر (٣).

__________________

١ ـ سورة التوبة : ٩ / ٣.

٢ ـ ينظر شواهد التنزيل ١ / ٢٣١ وما بعده.

٣ ـ كتاب المغازي لابن اسحاق لم يعثر عليه كاملا والكتاب الموجود فعلا والموسوم ب‍ «السيرة والمغازي» لابن اسحق هو جزء من الكتاب وليس كله ....

ولم نعثر على هذا الحديث في الكتاب المطبوع. والحديث رواه ابن هشام في سيرته ٤ / ١٨٨ نقلا عن ابن اسحاق وروى نظيره الزمخشري في تفسير الكشاف ٢ / ٢٦ ، ونظيره ايضا في شواهد التنزيل ١ / ٢٣٨.

١٥٨

١٠٤ ـ [و] من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل في أخذ براءة بالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثنا محمد بن سليمان لوين قال : حدثنا محمد بن جابر ، عن سماك ، عن حنش ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دعا النبي صلى الله عليه اله وسلم ابا بكر فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة ، ثم دعاني النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال ادرك أبا بكر ، فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه فاذهب به إلى أهل مكة واقرأها عليهم [قال :] فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه ، فرجع أبو بكر إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا رسول الله نزل في شئ؟ فقال : لا ولكن جبرئيل جائني فقال : لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك (١).

١٠٥ ـ ومن الجزء الخامس من صحيح البخاري من أجزاء ثماني في باب قوله سبحانه وتعالى : (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الاكبر إن الله برئ من المشركين ورسوله) (٢) في نصف الجزء سواء. بالاسناد المقدم قال : حدثنا عبد الله بن يوسف ، قال : حدثنا الليث ، قال : حدثنا عقيل ، قال : [قال] : ابن شهاب : فأخبرني حميد بن عبد الرحمان : أن أبا هريرة قال : بعثني أبو بكر في تلك الحجة في المؤذنين ، بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى : ألا تحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان (٣).

قال حميد : ثم أردف النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعلي عليه‌السلام وأمره أن يؤذن ببراءة.

قال أبو هريرة : فأذن علي في أهل منى يوم النحر ببراءة : أن لا يج بعد العام

__________________

١ ـ مسند احمد ١ / ١٥١.

٢ ـ سورة التوبة : ٩ / ٣.

٣ ـ صحيح البخاري ٦ / ٦٤.

١٥٩

مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان (١).

١٠٦ ـ ومن تفسير الثعلبي في تفسير سورة براءة [في تفسير] قوله تعالى : (براءة من الله ورسوله) (٢).

بالاسناد المقدم قال : حدثنا محمد بن إسحاق ومجاهد وغيرهما : [أنها] نزلت في أهل مكة ، وذلك ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عاهد قريشا يوم الحديبية على أن يضعوا الحرب عشر سنين ، يأمن فيها الناس ويكف بعضهم عن بعض ، فدخلت خزاعة في عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ودخلت بنو بكر في عهد قريش ، وكان مع ذلك عهود بين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبين قبائل من العرب خصائص.

فغدت بنو بكر على خزاعة فقتلت منها ورفدتهم قريش بالسلاح ، فلما تظاهرت بنو بكر وقريش على خزاعة ونقضا عهدهم خرج عمر بن سالم الخزاعي حتى وقف على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال :

يا رب إني ناشد محمّدا

حلف أبينا وأبيه الا تلدا (٣)

كنت لنا ربا وكنا ولدا

ثمة اسلمنا ولم ننزع يدا

فانصر هداك الله نصرا ايدا

وادع عباد الله ياتوا مددا (٤)

__________________

١ ـ صحيح البخاري ٦ / ٦٤.

٢ ـ سورة التوبة : ٩ / ١.

٣ ـ التلاد : الصاحب القديم.

٤ ـ ايدا : قويا ، وفي كتاب «العمدة» : اعتدا ـ والعتيد : الحاضر المهيا ـ مجمع البحرين.

١٦٠