موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم - ج ١

محمّد علي التهانوي

موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم - ج ١

المؤلف:

محمّد علي التهانوي


المحقق: الدكتور علي دحروج
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون
الطبعة: ١
الصفحات: ١٠٥٢
الجزء ١ الجزء ٢

التّداخل : [في الانكليزية] Interference ، coincidence ـ [في الفرنسية] Interference ، coincidence

يطلق على معان. الأول كون الشيئين بحيث يصدق أحدهما على بعض ما يصدق عليه الآخر سواء كان بينهما عموم وخصوص مطلقا أو من وجه وقد سبق في لفظ التخالف. ويجيء أيضا في لفظ الماهية. والثاني كون العددين بحيث يعدّ أحدهما الآخر كعشرة وعشرين فإنّ العشرة تعدّ العشرين أي تفنيه (١) إذا ألقيت منه مرتين ، فبينهما تداخل ، وهذان العددان متداخلان ، وهذا المعنى من مصطلحات المحاسبين. والثالث أن ينفذ أحد الشيئين في الآخر ويلاقيه بأسره بحيث يصير جوهرهما واحدا ويسمّى بالمداخلة أيضا. والشيء أعمّ من المادي والمجرّد فيدخل تداخل المجرّدات.

وذكر الشيئين لبيان أقل ما يوجد فيه التداخل لا للاحتراز عن الأكثر. وقيل هو أن ينفذ أحد الشيئين في الآخر ويلاقيه بأسره بحيث يصير حجمهما واحدا ، وحينئذ خرج تداخل المجرّدات. وبعضهم ذكر لفظ الجزء مكان لفظ الشيء ولا ضير في ذلك إذ المراد بالجزء هو الشيء. ويرد على التعريفين حلول الهيولى في الصورة. وأجيب بأن اتحاد جوهر الشيئين وحجمهما يستلزم اتحاد الوضع ، ولا وضع للهيولى. ولذا عرّفه البعض بدخول الجواهر بعضها في بعض بحيث يتّحدان في الوضع والحجم. ويخرج من هذا التعريف أيضا تداخل المجردات إذ لا حجم للمجردات. إن قلت يخرج من جميع هذه التعريفات تداخل الأعراض قلت لا ضير في ذلك إذ هذه تعريفات للتداخل المستحيل وهو تداخل الجواهر بخلاف تداخل الأعراض فإنّه غير مستحيل. وقيل هو أن يكون أحد الجزءين داخلا في الآخر بحيث تكون الإشارة إلى أحدهما عين الإشارة إلى الآخر والتداخل بالمعنى الاصطلاحي والدخول بالمعنى اللغوي ، فلا دور (٢). والمراد بالإشارة الإشارة العقلية فدخل تداخل المجرّدات وخرج تداخل الأعراض لعدم كون العرض جزأ. نعم إذا أريد بالجزءين الشيئان وبالإشارة الحسّية لخرج تداخل المجرّدات ودخل تداخل الأعراض وحلول الصورة في الهيولى وحلول نحو الجسم التعليمي في الجسم الطبيعي. وقيل هو ملاقاة أحد الشيئين بكليته كلية الآخر بحيث يكون حيزهما ومقدارهما واحدا. وفيه أنّه لا يشتمل تداخل الجواهر الفردة إذ لا كلية فيها إذ لا تقبل القسمة أصلا. ويدفعه أنّه أراد بتمامه بتمام الآخر ولو بدل بقوله بعينه عين الآخر لكان أسلم وأخصر. هذا كله خلاصة ما ذكره العلمي في حاشية شرح هداية الحكمة في فصل إبطال الجزء الذي لا يتجزأ.

التدارك : [في الانكليزية] Retraction ـ [في الفرنسية] Retraction

عند البلغاء هو الاستدراك كما عرفت عن قريب ، وقد مرّ.

التدبيج : [في الانكليزية] Metaphor ـ [في الفرنسية] Metaphore

بالموحدة مصدر من باب التفعيل مأخوذ من الديباج بمعنى جعل الشيء ذا ديباج أي ذا حسن وزينة ، كما في حواشي المطوّل. وهو عند أهل البديع أن يذكر المتكلم ألوانا يقصد بها التورية والكناية كقوله تعالى (وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ) (٣) : قال ابن أبي الإصبع : المراد بذلك والله أعلم الكناية عن المشتبه والواضح من الطرق لأن الجادة البيضاء وهي الطريقة التي كثر

__________________

(١) تنفيه (م).

(٢) والمقصود (م ، ع).

(٣) فاطر / ٢٧.

٤٠١

السلوك عليها جدا وهي أوضح الطرق وأبينها ، ودونها الحمراء ودون الحمراء السوداء ، كأنها في الخفاء والالتباس ضدّ البياض والطرف الأدنى في الخفاء السوداء والأحمر بينهما على وضع الألوان في التركيب ، وكانت ألوان الجبال لا تخرج عن هذه الثلاثة. والهداية وكل علم نصب للهداية منقسمة إلى هذه القسمة. فالآية الكريمة منقسمة كذلك فحصل فيها التدبيج كذا في الاتقان. وهذا مثال تدبيج الكناية. وأما مثال تدبيج التورية على ما في المطول فقول الحريري : فمذ اغبرّ العيش الأخضر وازورّ المحبوب الأصفر اسودّ يومي الأبيض وابيضّ فودي الأسود ، فالمعنى القريب للمحبوب الأصفر هو الإنسان الذي له صفرة والبعيد هو الذهب وهو المراد (١) هاهنا فيكون تورية. هذا وقد اعتبر صاحب الاتقان التدبيج صنعة على حدة واعتبره صاحب التلخيص من أنواع الطباق. قال صاحب المطول : لما كان هذا داخلا في تفسير الطباق لما بين اللونين من التقابل صرّح المصنف بأنه من أقسام الطباق وليس قسما من المحسّنات المعنوية برأسه.

وقال : وتفسيره بأن يذكر المتكلم في معنى من المدح أو غيره ألوانا لقصد الكناية أو التورية ، والمراد (٢) بالألوان ما فوق الواحد ومآل التفسيرين واحد.

التدبير : [في الانكليزية] Lucidity ، conduct ، freeing ، art of direction ـ [في الفرنسية] Lucidite ، regime ، affranchiement ، art de la direction

بالموحدة لغة التصرف أو التفكّر في عاقبة الأمور. وعند الأطباء التصرف في الأسباب باختيار ما يجب أن يستعمل نوعا ومقدارا ووقتا في الستة الضرورية. وكثيرا ما أراد به بقراط التصرف في الغذاء خاصّة من جهة اللطافة والغلظة والقلة والكثرة وغيرها. وقد يطلق على الحقنة مأخوذا من الدبر. وتدبير الروح هو إصلاح جوهره الذي لا يحصل إلاّ بفعلين :أحدهما ترويح حاصل بالانبساط وثانيهما تنقية حاصلة بالانقباض ، كذا في بحر الجواهر.

والتدبير عند أهل الشرع إعتاق المملوك بعد الموت بلا فصل. وقيل عتقه بعد الموت وتعليق العتق بالموت فالمملوك مدبّر بالفتح والمالك مدبّر بالكسر. والمدبّر بالفتح نوعان : مطلق وهو من علّق عتقه بمطلق موت المولى ، ومقيّد وهو من علّق عتقه إلى مدة غلب موته قبلها ، كما تقول أنت حرّ إن مت إلى مائتي سنة كذا في جامع الرموز. وفي فتاوى عالمكير نقلا عن البدائع : المقيّد هو أن يعلّق عتق عبده بموته موصوفا بصفة أو مشروطا بشرط نحو أن يقول إن متّ من مرضي هذا أو من سفري هذا فأنت حرّ ، ونحو ذلك مما يحتمل أن يكون موته على تلك الصفة ويحتمل أن لا يكون كذلك ، وكذا إذا ذكر مع موته شرطا آخر يحتمل الوجود والعدم فهو مدبّر مقيد.

تدبير المنزل : [في الانكليزية] Home conduct ـ [في الفرنسية] Art menager

من أنواع الحكمة العملية وقد سبق في المقدّمة وتسمى أيضا بعلم تدبير المنزل والحكمة المنزلية.

التدقيق : [في الانكليزية] Verification of proofs ـ [في الفرنسية] Verification des preuves

هو إثبات الدليل بالدليل كما أنّ التحقيق إثبات المسألة بالدليل ، كذا ذكر الصادق الحلوائي في حاشية بديع الميزان ، فالمدقّق أعلى مرتبة من المحقق. والمدقّق في اصطلاح

__________________

(١) المقصود (م).

(٢) المقصود (م).

٤٠٢

الصوفية هو الكامل الذي ظهرت له الأشياء على حقيقتها. وهذا المعنى إنّما يتيسر لمن تجاوز مرحلة الاستدلال بالحجّة والبرهان ووصل إلى مرتبة الكشف الإلهي وأصبح من أهل المشاهدة عيانا ، بأنّ حقيقة كلّ الأشياء هي الحقّ. وأنّه لا وجود إلاّ للواحد المطلق. وأمّا الموجودات الأخرى فهي مضافة له ليس إلاّ. كذا في لطائف اللغات (١).

التدليس : [في الانكليزية] Cheating ، smuggling ، swindle ، disguise ـ [في الفرنسية] Fraude ، escroquerie ، deguisement ، dol

باللام في اللغة عيب كالا پوشيدن واختلاط واشتداد ظلام ـ إخفاء العيب في السلعة ، واختلاط الظلام وشدّته ـ. وعند السبعية هو دعوى موافقة أكابر الدين والدنيا ويجيء في لفظ السبعية. وعند المحدّثين هو إسقاط الراوي من إسناد الحديث بحيث يكون السقط من الإسناد خفيا أي غير واضح ، فلا يدركه إلاّ الأئمة الحذّاق المطّلعون على طريق الحديث وعلل الإسناد ، وذلك الحديث يسمّى مدلسا بفتح اللام وفاعل هذا الفعل يسمّى مدلّسا بكسر اللام. والمدلّس ثلاثة أقسام : الأول أن يسقط اسم شيخه الذي سمع ذلك الحديث منه ويرتقي إلى شيخ شيخه (٢) أو من فوقه فيسند ذلك بلفظ لا يقتضي الاتصال بل بلفظ موهم له ، فلا يقول أخبرنا أو ما في معناه ، بل يقول عن فلان أو قال فلان أو أنّ فلانا قال موهما بذلك أنّه سمعه ممن رواه عنه ، وإنّما يكون تدليسا إذا كان المدلّس قد عاصر الذي روى عنه أو لقيه ولم يسمع منه أو سمعه لكن من غيره. مثال ذلك ما روي عن علي بن حشرم (٣) قال عن ابن عيينة قال الزهري فقيل له أحدّثك الزهري؟ فسكت ثم قال : قال الزهري ، فقيل له أسمعت من الزهري؟ فقال لم أسمعه من الزهري ولا ممن سمعه من الزهري. حدّثني عبد (٤) الرزاق (٥) عن معمر (٦) عن الزهري ، وهذا مكروه جدّا ، فلا يقبل ممن عرف بذلك إلاّ ما صرّح فيه باتّصال كسمعت ، والثاني تدليس التسوية بأن يسقط الضعيف من الإسناد ، وصورته أن يروي حديثا عن شيخ ثقة وذلك الثقة يرويه عن ضعيف عن ثقة فيسقط المدلّس الضعيف من السند ويجعل الحديث عن شيخه الثقة عن الثقة الثاني فيستوى الإسناد كله ثقات ، وهذا أشرف أقسام التدليس لأن الثقة الأول قد لا يكون معروفا بالتدليس ويجده الواقف على السند كذلك بعد التسوية ، فقد روى به عن ثقة آخر فيحكم له

__________________

(١) ومدقق در اصطلاح صوفيه كاملى است كه حقيقت اشيا كما ينبغي برو ظاهر گشته باشد واين معني كسى را ميسر است كه از حجت وبرهان گذشته بود وبه مرتبه كشف إلهي رسيده باشد وبعين العيان مشاهدة نموده كه حقيقت همه اشيا حق است وبغير از وجود واحد مطلق موجودي ديگر نيست وموجود باشياي ديگر مجرد اضافت بيش نه كذا في لطائف اللغات.

(٢) شيخ (ـ م ، ع)

(٣) هو ابن عبد الرحمن بن عطاء بن هلال ، أبو الحسن المروزي ، ابن أخت بشر الحافي. ولد عام ١٦٠ هـ ، وتوفي عام ٢٥٧ ه‍. إمام ، حافظ ثقة. سير أعلام النبلاء ١١ / ٥٥٢ ، الجرح والتعديل ٦ / ١٨٤ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٦١ ، خلاصة الكمال ٢٧٣

(٤) عبد الرازق (م).

(٥) هو عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري ، أبو بكر الصنعاني. ولد عام ١٢٦ هـ / ٧٤٤ م. وتوفي عام ٢١١ هـ / ٨٢٧ م. من حفاظ الحديث. له عدة مؤلفات هامة في الحديث. الاعلام ٣ / ٣٥٣ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٣١٠ ، وفيات الاعيان ١ / ٣٠٣ ، طبقات الحنابلة ١٥٢ ، ميزان الاعتدال ٢ / ١٢٦

(٦) هو معمر بن المثنّى التيمي بالولاء ، البصري ، أبو عبيدة النحوي. ولد في البصرة عام ١١٠ هـ / ٧٢٨ م. وفيها توفي عام ٢٠٩ هـ / ٨٢٤ م. من أئمة العلم بالأدب واللغة. حافظ الحديث ، إباضي. وكان يبغض العرب. له العديد من المؤلفات الهامة. الاعلام ٧ / ٢٧٢ ، وفيات الاعيان ٢ / ١٠٥ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٣٣٨ ، بغية الوعاة ٣٩٥ ، ميزان الاعتدال ٣ / ١٨٩.

٤٠٣

بالصحة ، وفي هذا غرور شديد. والثالث تدليس الشيوخ بأن يسمّي المدلّس شيخه الذي سمع منه بغير اسمه المعروف أو بنسبه أو بصفته (١) بما لم يشتهر به كيلا يعرف وهو جائز لقصد تيقظ الطالب واختباره ليبحث عن الرواة.

فائدة :

الفرق بين المدلّس والمرسل الخفي هو أنّ التدليس يختص بمن روى عمّن عرف لقاؤه إياه ، فأمّا إن عاصره ولم يعرف أنه لقيه فهو المرسل الخفي. ومن أدخل في تعريف التدليس المعاصرة ولو بغير لقي لزمه دخول المرسل الخفي في تعريفه. والصواب التفرقة بينهما. ويدلّ على ذلك إطباق المحدّثين على أنّ رواية المخضرمين كأبي عثمان (٢) وقيس بن أبي حازم (٣) عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من قبيل الإرسال لا من قبيل التدليس ، ولو كان المعاصرة تكفي في التدليس لكان هؤلاء مدلّسين لأنهم عاصروا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولكن لم يعرف هل لقوه أم لا. وليس معنى المخضرمين إلاّ جماعة تكون في عصره صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم يعرف هل لقوه أم لا. وممن قال باشتراط اللقي في التدليس الإمام الشافعي وأبو بكر الرازي وكلام الخطيب في الكفاية يعضده وهو المعتمد ، هكذا يستفاد من شرح النخبة وشرحه والإرشاد الساري.

التدوير : [في الانكليزية] Recitation ، meridian ، zodiac ـ [في الفرنسية] Recitation ، zodiaque ، meridien

عند القرّاء هو التوسّط بين الترتيل والحدر وسبق في لفظ التجويد. وعند أهل الهيئة عبارة عن كرة سوى الكواكب غير شاملة للأرض مركوز في ثخن فلك خارج المركز بحيث تماس محدّبه بنقطة ومقعّره بنقطة أخرى ، وحينئذ يكون قطره بقدر ثخن ذلك الفلك الخارج المركز ، ولا يتصوّر لفلك التدوير مقعّر لعدم الاحتياج إلى مقعره فهو كرة مصمتة ، ويتحرك مركزه بحركة الفلك الحامل له. ويطلق التدوير أيضا على منطقة التدوير مجازا من قبيل إطلاق المحلّ على الحال ، وشكله يجيء في لفظ الفلك.

التذكية : [في الانكليزية] Slitting ، purification ، purge ـ [في الفرنسية] Egorgement ، epuration ، purification

في اللغة الذبح والاسم الذكاة. وفي الشريعة تسييل الدم النّجس كما في صيد المبسوط فيخرج المتردّية والنطيحة. وما قيل إنّ التذكية قطع الأوداج فلا معنى له مع أنه يخرج منه ذكاة الضرورة وهي المسمّى بذكوة الاضطرار وهي جرح أين كان من بدن الذبيحة عند الاصطياد ، كما أن ذكاة الاختيار هي قطع الأوداج كذا في جامع الرموز.

التذنيب : [في الانكليزية] Exhortation ، addition of a letter ـ [في الفرنسية] Exhortation ، addition d\'une lettre

على وزن تفعيل ، وهو قريب من التنبيه ، وبينهما فرق سيأتي بيانه. وهو عند الشعراء أن يزاد حرف في كلمة كي يستقيم وزن الشعر.

ومثاله حرف الواو في كلمة «سخن» ومعناها كلام في هذا البيت :

الكون موجود فهات الخمر الآن

واملأ كأسا (سعته رطل) ولا تتحدث أمامه

ومن هذا القبيل بشيء ، زيادة حرف الألف

__________________

(١) يصفه (م ،)

(٢) هو سعيد بن سلام المغربي القيرواني. توفي عام ٣٧٣ ه‍. إمام ، صوفي ، أو حد عصره في طريقته ، وله أحوال وكرامات. سير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٢٠ ، طبقات الصوفية ٤٧٩ ، تاريخ بغداد ٩ / ١١٢ ، الرسالة القشيرية ٢٩ ، العبر ٢ / ٣٦٥ ، البداية والنهاية ١١ / ٣٠٢ ، شذرات الذهب ٣ / ٨١

(٣) هو قيس بن عبد عوف بن الحارث الأحمسي البجلي. توفي عام ٨٤ هـ / ٧٠٣ م. تابعي جليل. أدرك الجاهلية وأسلم وروى عنه الصحابة ، جيد الاسناد. الاعلام ٥ / ٢٠٧ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٣٨٦

٤٠٤

للإشباع من أواخر بعض الكلمات مثل كاخ في هذا البيت : ما أكثر القصور التي بناها (السلطان محمود الغزنوي) والتي بسبب ارتفاعها ألّفت هذه الرسالة (١)

التذييل : [في الانكليزية] Pleonasm ، digreion ، prolixity ـ [في الفرنسية] Pleonasme ، digreion ، prolixite

عند أهل العروض هو الإذالة كما عرفت ، وعند أهل المعاني نوع من أنواع إطناب الزيادة وهو أن تؤتى بجملة عقيب جملة والثانية تشتمل على معنى الأولى لتأكيد منطوقه أو مفهومه ليظهر المعنى لمن لم يفهمه ، ويتقرّر عند من فهمه. ولا يخفى أنّ هذا يشتمل الجملة المؤكدة نحو إنّ زيدا قائم إنّ زيدا قائم ، وجاء زيد جاء زيد. فبينه وبين التكرار عموم من وجه ، وهو ضربان : ضرب أخرج مخرج المثل بأن تكون الجملة الثانية حكما كليا منفصلا عما قبلها جاريا مجرى الأمثال في الاستقلال وفشو الاستعمال كقوله تعالى (وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) (٢) فقوله (إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) تذييل لقوله (وَزَهَقَ الْباطِلُ) وتأكيد لمنطوقه وهو زهوق الباطل. وضرب لم يخرّج مخرج المثل بأن لم يستقل بإفادة المراد بل توقّف على ما قبله أو كان حكما جزئيا أو كليا لكنه لم يفش استعماله نحو قوله تعالى (ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلاَّ الْكَفُورَ) (٣) على وجه وهو أن يكون المعنى وهل نجازي ذلك الجزاء المخصوص فيكون متعلّقا بما قبله. في الإيضاح وقد اجتمع الضربان في قوله تعالى (وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ ، كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) (٤) وقوله (أفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ) تذييل من الضرب الأول وقوله (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) من الضرب الثاني ، فكلّ منهما تذييل على ما قبله انتهى. والمتبادر من هذا أنّ قوله (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) تأكيد لتأكيد وتذييل لتذييل. ويحتمل أن يقدّر كلاهما تذييلا لقوله (وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ). ثم في جميع هذه الأمثلة تأكيد المنطوق. وأمّا تأكيد المفهوم فكما في قول النابغة :

ولست بمستبق أخا لا تلمه

على شعث أيّ الرجال المهذّب

يعني لا تقدر على استبقاء مودة أخ حال كونك ممن لا تلمه ، ولا تصلحه على شعث أي تفرق حال وذميم خصال أي الرجال المهذّب أي منقح الفعال مرضي الخصال. فصدر البيت دلّ بمفهومه على نفي الكامل من الرجال وعجزه تأكيد كذلك تقرير لأن الاستفهام فيه للإنكار أي لا مهذّب في الرجال.

اعلم أنّ التذييل أعمّ من الإيغال من جهة أنّه يكون في ختم الكلام وغيره ، وأخصّ منه من جهة أن الإيغال قد يكون بغير الجملة وبغير التأكيد ، ومن جهة أنّ التذييل يجب أن لا يكون لها محل من الإعراب. هكذا يستفاد من الأطول والمطول وحواشيه والاتقان.

__________________

(١) ير وزن تفعيل قريب است به تنبيه ليكن ميان هر دو فرقست به بيان آن خواهد آمد ونزد شعراء آنست كه در لفظى حرفي زيادة كنند تا وزن شعر درست گردد چون حرف واو در لفظ سخن درين بيت. بودني بود مى بيار كنون. رطل پر كن مگو به پيش سخون. واين أز قبيل الف اشباع است كه در آخر بعض كلمات زيادة كنند چون لفظ كاخا درين بيت

بسا كاخا كه محمودش بنا كرده

كه از رفعت همين نامه مرا كرد

كذا في مجمع الصنائع.

(٢) الاسراء / ٨١.

(٣) سبأ / ١٧.

(٤) الأنبياء / ٣٤ ـ ٣٥.

٤٠٥

تر : [في الانكليزية] Easy ، light ـ [في الفرنسية] Facile ، leger

كلمة فارسية ومعناها رطب ، وفي فن البلاغة : هي الشعر السلس الذي لا تعقيد فيه ، ويقابله الجاف ، الذي ينافي الفصاحة والسلاسة.

وهو طراز يسمّى بالفارسية : باحفصانه أي الوحشي. كذا في جامع الصنائع (١).

التّراخي : [في الانكليزية] Removal ، postponement ـ [في الفرنسية] Eloignement ، ajournement

بالخاء المعجمة لغة التباعد. وشرعا جواز تأخير الفعل عن وقته الأول إلى ظنّ الفوت فيشتمل تمام العمر. والتراخي ضد الفور وهو لغة الغليان ، ثم استعير للسرعة ثم سمّي به الساعة التي لا لبث فيها ، كما في قولهم يمين الفور. والمراد (٢) من الفور في الحجّ أن يعيّن أشهر الحج من العام الأول للأداء عند تحقّق شرائط الوجوب. والمراد (٣) من التّراخ في الحجّ أن لا يعين هذه الأشهر من العام الأول للأداء عند تحققها ، كذا في جامع الرموز في كتاب الحج.

الترادف : [في الانكليزية] Succeion ، synonymy ـ [في الفرنسية] Succeion ، synonymie

لغة ركوب أحد خلف آخر. وعند أهل العربية والأصول والميزان هو توارد لفظين مفردين أو ألفاظ كذلك في الدلالة على الانفراد بحسب أصل الوضع على معنى واحد من جهة واحدة ، وتلك الألفاظ تسمّى مترادفة. فبقيد اللفظين خرج التأكيد اللفظي لعدم كون المؤكّد منه والمؤكّد لفظين مختلفين. وبقيد الانفراد التابع والمتبوع نحو عطشان بطشان وإن قال البعض بترادفهما. وبقيد أصل الوضع خرج الألفاظ الدالة على معنى واحد مجازا ، والتي يدلّ بعضها مجازا وبعضها حقيقة. وبوحدة المعنى خرج التأكيد المعنوي والمؤكد وبوحدة الجهة الحدّ والمحدود. قيل فلا حاجة إلى تقييد الألفاظ بالمفردة احترازا عن الحدّ والمحدود. وقد يقال إنّ مثل قولنا الإنسان قاعد والبشر جالس قد تواردا في الدلالة على معنى واحد من جهة واحدة بحسب أصل الوضع استقلالا ، فإن سمّيا مترادفين فذلك وإلاّ احتيج إلى قيد الإفراد وهو الظاهر. ويقابل الترادف التباين. واللفظان اللذان يكون معناهما اثنين واتفقا فيه مترادفان من وجه ومتباينان ومتخالفان من وجه ، ففيهما اجتماع القسمين.

فائدة :

من الناس من ظنّ أنّ المتساويين صدقا مترادفان وهو فاسد ، لأنّ الترادف هو الاتحاد في المفهوم لا في الذات ، وإن كان مستلزما له. وأبعد منه توهّم الترادف في شيئين بينهما عموم من وجه كالحيوان والأبيض. ومنهم من زعم أنّ الحدّ الحقيقي والمحدود مترادفان وليس بمستقيم إذ الحدّ يدل على المفردات مفصلة بأوضاع متعددة بخلاف المحدود فإنه يدلّ عليها مجملة بوضع واحد فقد خرجا بوحدة الجهة. نعم الحدّ اللفظي والمحدود مترادفان ودعوى الترادف في الرسمي بعيد جدا.

فائدة :

زعم البعض أنّ المرادف (٤) ليس بواقع في اللغة. وما يظنّ منه فهو من باب اختلاف الذات والصفة ، كالإنسان والناطق ، أو اختلاف

__________________

(١) تر لفظ فارسي است بمعنى رطب ودر فن بلاغت شعر سليس را گويند كه در وى تعقيد نباشد ومقابل اوست خشك كه منافى فصاحت وسلاست بود وان طرز باحفصانه.

(٢) والمقصود (م ، ع).

(٣) والمقصود (م ، ع).

(٤) الترادف (م).

٤٠٦

الصفات كالمنشئ والكاتب ، أو الصفة وصفة الصفة كالمتكلّم والفصيح ، أو الذات وصفة الصفة كالإنسان والفصيح ، أو الجزء والصفة كالناطق والكاتب ، أو الجزء وصفة الصفة وأمثال ذلك. وقال لو وقع المترادف لعرى الوضع عن الفائدة لأن الغرض من وضع الألفاظ ليس إلاّ إفادة التفهيم في حق المتكلّم واستفادة التفهّم في حق السامع ، فأحد اللفظين يكون غير مفيد لأنّ الواحد كاف للإفهام ، والمقصود حاصل من أحدهما ، فلا فائدة في الآخر ، فصار وضعه عبثا ، فلا يقع عن الواضع الحكيم ، هكذا في حواشي السلم. والحق وقوعه بدليل الاستقراء نحو قعود وجلوس للهيئة المخصوصة وأسد وليث للحيوان المخصوص وغيرها. ولا نسلّم التعري عن الفائدة بل فوائده كثيرة كالتوسّع في التعبير وتيسّر النظم والنثر إذ قد يصلح أحدهما للروي والقافية دون الآخر. ومنها تيسير أنواع البديع كالتجنيس والتقابل وغيرها. مثال السجع قولك ما أبعد ما فات وما أقرب ما [هو] (١) آت. فإنّه لو قيل بمرادف ما فات وهو ما مضى أو بمرادف ما [هو] (٢) آت وهو جاء أو يجيء أو غيرهما لفات السجع. ومثال المجانسة قولك اشتر بالبر (٣) وأنفقه في البر الأول بالضم والثاني بالكسر ، فإنّه لو أتي بمرادف الأول وهو الحنطة أو بمرادف الثاني وهو الخير أو الحسنة لفاتت المجانسة. وكالقلب نحو قوله تعالى (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) (٤) فإنه لو أورد بمرادف كبّر وهو عظّم مثلا لفات صنعة القلب وغيرها من الفوائد ، هكذا في الحاشية المنهية على السلم (٥).

فائدة :

قد اختلف في وجوب صحة وقوع كلّ واحد من المترادفين مكان الآخر والأصح وجوبها. وقيل لا يجب وإلاّ لصح خداى أكبر كما يصح الله أكبر. والجواب بالفرق بأنّ المنع ثمة لأجل اختلاط اللغتين ، ولا نسلّم المنع في المترادفين من اللغة الواحدة. قيل والحق أنّ المجوّز إن أراد أنّه يصح في القرآن فباطل قطعا ، وإن أراد في الحديث فهو على الاختلاف ، وإن أراد في الأذكار والأدعية فهو إمّا على الاختلاف أو المنع رعاية لخصوصية الألفاظ فيها ، وإن أراد في غيرها فهو صواب سواء كانا من لغة واحدة أو أكثر. وأكثر ما ذكرنا مستفاد مما ذكره المحقق الشريف في حاشية العضدي وبعضها من كتب المنطق.

اعلم انّ الاختلاف ليس في صحة قيام

__________________

(١) هو (+ م).

(٢) هو (+ م).

(٣) البر (م).

(٤) المدّثر / ٣.

(٥) سلم العلوم. كتاب في المنطق للشيخ محب الله البهاري الهندي الحنفي (ـ ١١١٩ هـ). وعلى هذا الكتاب عدة شروح منها : شرح سلم العلوم لمحمد فيروز بن محبت ، لعبد العلي محمد بن نظام الدين بحر العلوم ، لمحمد بن أشرف بن أبي محمد العباس الردواني ، لأحمد علي بن فتح الله الحسيني السنديلي. وهناك تعليقات على شرح سلم العلوم لعبد العلي محمد بن نظام الدين اللكهنوي. وعلى شرح السلم هناك حواشي منها : حاشية لملا عماد الدين العثماني اللبكني ، حاشية لشريف خان بن أكمل خان بن محمد بن واصل خان (ـ ١٢٣١ هـ) ، حاشية القاضي محمد بن مبارك بن محمد دائم الفاروقي الجوفاسوى لأحسن بن محمد صديق بن محمد أشرف بيشاوري المعروف بحافظ دراز (ـ ١٢٦٣ هـ). كشف الظنون ، ج ٤ ، ص ٢٣. سلسلة فهارس المكتبات الخطية النادرة ، فهرس المخطوطات العربية بمكتبة بوهار ، الهند كلكتا ، تصنيف هدايت حسين ، ١٩٢٣ م ، ج ٢ ، ص ٣٢٨ ـ ٣٣٣. فهرست وصفي للمخطوطات الاسلامية بالمكتبة الحكومية للمخطوطات الشرقية في مدراس الهند ، ساستري ، ١٩٣٩ م ، ج ١ ، ص ١٠٥.

٤٠٧

أحدهما مقام الآخر في صورة التعدّد من غير تركيب فإنّ كلهم متفقون على صحته ، بل إنّما لاختلاف في حال التركيب. فقال البعض وهو ابن الحاجب وأتباعه إنّه يصح ، واستدلّ بأنّ امتناع القيام إن كان لمانع فالمانع إمّا المعنى وإمّا التركيب ، والمعنى واحد ، فلا يكون مانعا أصلا. والتركيب أيضا مفيد للمقصود ولا حجر فيه إذا صحّ فإذا لم يوجد المانع عن القيام صحّ القيام. وقيل يصح إذا كان من لغة واحدة وإلاّ لا ، فلا يصح مكان الله أكبر خداى بزرگ ـ بمعنى الله كبير ـ لكونهما من لغتين بخلاف الله أعظم فإنّه يصح. وقيل لا يجب في كلّ لفظ بل يصح في بعضها ولا يصح في البعض الآخر لعارض وإن كان من لغة واحدة ، وهذا مذهب الإمام الرازي لأن صحّة التركيب من العوارض ، ولا شك أنّ بعض العوارض يكون مختصا بالمعروض ، ولا يوجد في غيره فيجوز أن يكون تركيب أحد المترادفين مع شيء صحيحا ومفيدا للمقصود ومختصا به بخلاف المرادف الآخر ، لجواز أن يكون غير مفيد لذلك المقصود لأجل الاختصاص ، كما يقال صلى الله عليه ولا يقال دعا عليه فضمّ صلى مع عليه يفيد المقصود وهو دعاء الخير ، بخلاف ضمّ دعا مع عليه. فلفظ دعا وإن كان متحد المعنى مع صلى لكن ضمه مع عليه لا يفيد المقصود بل عكس المقصود ، وهو دعاء الشر. وملخص الدليل أنّ نفس المعنى واللفظ في المرادف لا يمنع صحة إقامة أحدهما مقام الآخر ، لكن صحة الضمّ والتركيب بحسب متعارف أهل اللغة والاستعمال هي من عوارضها التي تصح في بعض الألفاظ دون الآخر ، فهذه العوارض هي المانعة في بعض الألفاظ وفي بعض المقام (١) كما مرّ في لفظ صلى ودعا ، هكذا في شرح السلم للمولوي مبين.

اعلم أنّ الترادف عند البلغاء نوعان :أحدهما جيّد وهو أن يؤتى بكلمتين لهما معنى واحد ، ولكن ثمة فرق بينهما في الاستعمال ، أو أن يكون للكلمة الثانية معنى ثان خاص أو أن توصف بصفة خاصة ، مثل أرجو وآمل في اللغة العربية وهما مترادفتان وجيدتان أيضا لأنّ كلمة آمل وإن كانت بمعنى الرجاء ، إلاّ أنّها مخصوصة بكونها لا تستعمل إلاّ في مكان محمود. والنوع الثاني : معيب وهو الإتيان بلفظتين لهما معنى واحد دون أن يكون لأحدهما أيّ فرق عن الأخرى ، ويسمّى بعضهم هذا النوع : الحشو القبيح ، كذا في جامع الصنائع. ويعدّ عند بعضهم من باب الإطالة (٢) ، كما في المطول في بحث الإطناب. واحترز بقوله لفائدة عن التطويل وهو أن يكون اللفظ زائدا على أصل المراد لا لفائدة ، ولا يكون اللفظ الزائد متعينا نحو قول عدي بن الأبرش (٣) يذكر غدر الزّبّاء (٤) التي كانت ملكة غدرت بجذيمة بن

__________________

(١) المقامات (م).

(٢) بدان كه ترادف نزد بلغاء دو نوع است يكى هنر وآن آنست كه دو لفظ بيك معنى بيارد وليكن ميان هر دو در استعمالات فرقى باشد ويا معني دوم خاص باشد ويا بصفتى مخصوص موصوف شده باشد چنانچه در ارجو وآمل ترادف است وهنر است چرا كه امل اگرچه بمعني رجا است ليكن مخصوص بر جاي محمود است دوم عيب وآن آنست كه هر دو لفظ بيك معنى بي فرقى آرد وبعضي اين را حشو قبيح نامند كذا في جامع الصنائع وبعض آن را از قسم تطويل مى شمارند.

(٣) هو عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة اللخمي ، ابن أخت جذيمة الأبرش. من ملوك الحيرة بالعراق. تولى الحكم بعد مقتل خاله جذيمة وانتقم له من الزباء التي قتلته. وإليه ينسب ملوك الحيرة من بعده مثل النعمان بن المنذر. الاعلام ٥ / ٨٢ ، اليعقوبي ١ / ١٦٩ البغدادي ٣ / ٢٧١ ، طرفة الأصحاب ٣٣ ، الكامل لابن الاثير ١ / ١٢٢ ، العرب قبل الاسلام ٢٠١.

(٤) هي الزّباء بنت عمرو بن الظرب بن حسان بن أذينة بن السميدع. توفيت عام ٢٨٥ م. ملكة مشهورة في العصر الجاهلي صاحبة تدمر وملكة الشام والجزيرة وتعرف باسم زنوبيا. وهناك اختلاف بين المؤرخين في اسمها ، وقيل إن الزباء هذه غير زنوبيا. وتاريخها مشهور. الاعلام ٣ / ٤١.

٤٠٨

الأبرش (١) فقال أخوه عدي المذكور :

وقدّدت الأديم لراهشيه

وألفى قولها كذبا ومينا

فالكذب والمين بمعنى واحد ولا فائدة في الجمع بينهما ، والتقديد التقطيع والراهشان العرقان في باطن الذراعين والضمير في راهشيه وفي ألفى لجذيمة ، والضمير في قددت وقولها للزّباء انتهى. وهو عند أهل الإلغاز والتعمية : أن يؤتى بلفظ ولكن يراد مرادفه ، ويجيء في لفظ المعمّى (٢).

الترافق : [في الانكليزية] Interchangeabili ty of the hemistiches of a E ـ [في الفرنسية] Interchangeabili te des hemistiches d\'un pE

عند الشعراء هو عبارة عن الإتيان بأبيات من الشعر بحيث يمكن ضمّ أي مصراع منها إلى مصراع بيت آخر ، دون أن يظهر أيّ خلل بالتركيب والمعنى والقافية ، ومثاله في المصاريع الآتية :

تخلّى عن سالفك لو كنت أطيق ذلك

على الشفة لا تضع ولو صرت

كالخمر الصافية بدون ماء

وفي العين لا تظهر إن أنا ذهبت في النوم

ألقنى من يدك إن صرت ماء

كذا في مجمع الصنائع (٣).

ترانه : [في الانكليزية] Quatrain ـ [في الفرنسية] Quatrain

ومعناها عند الشعراء الشعر المؤلف من بيتين أو الرباعي أي ذي المصاريع الأربعة. وأما عند الصوفية فنظام المحبة كما يقولون. (٤)

التراويح : [في الانكليزية] Rest after four genuflexions ، twenty genuflexions. ـ [في الفرنسية] Repos apres quatre genuflexion ، vingt genuflexions

جمع ترويحة وهي في الأصل اسم للجلسة مطلقة. وسميت الجلسة التي بعد أربع ركعات في ليالي رمضان بالترويحة لاستراحة الناس بها ، ثمّ سمّيت كلّ أربع ركعات ترويحة مجازا لما في آخرها من الترويحة كذا في الدرر. وفي البرجندي التراويح جمع ترويحة وهي في الأصل إيصال الراحة مرة واحدة. وفي الشرع اسم لأربع ركعات مخصوصة في ليالي رمضان وهي سنّة مؤكدة. والتراويح بالجمع اسم لمجموع عشرين ركعة فيها.

التربل : [في الانكليزية] Swelling fleshy ـ [في الفرنسية] Gonflement ، charnu

بالباء الموحدة عند الأطباء انتفاخ يعرض للأطراف وغيرها لانصباب بلغم رقيق بسبب ضعف الهضم كما يحصل في الاستسقاء. يقال تربّلت المرأة إذا كثر لحمها كذا في بحر الجواهر.

التربيع : [في الانكليزية] Quadrature ، square ـ [في الفرنسية] Quadrature ، carre

على وزن التفعيل بالفارسية چهار گوشه كردن چيزى را ـ أن تجعل للشيء أربع زوايا ـ.

__________________

(١) هو جذيمة بن مالك بن فهم بن غنم التنوخي القضاعي. توفي حوالي عام ٣٦٦ ق هـ / ٢٦٨ م. ثالث ملوك الدولة التنوخية في العراق. شاعر جاهلي لقب بالوضاح وبالأبرش. مات قتلا على يد الزباء ثأرا لأبيها عمرو بن الظرب. الاعلام ٢ / ١١٤ ، ابن الأثير ١ / ١١٩ ، تاريخ اليعقوبي ١ / ١٦٩ ، معجم البلدان ٣ / ٣٧٩ ، خزانة الأدب للبغدادي ٤ / ٥٦٩.

(٢) ونزد أهل تعميه عبارت است از ذكر كردن لفظى واراده كردن از ان لفظ مرادف آن ويجيء في لفظ المعمى.

(٣) نزد شعراء عبارت است از انشاى شعرى بر وجهى كه اگر هر مصراع اوّل را با مصراع ديگر ضم كنند بيتى مستقيم باشد از همان شعر ودر لفظ ومعنى وقافيه ووزن هيج خلل نيفتد مثاله. شعر. از زلف برون كني اگر تاب شوم. بر لب ننهي اگر مى ناب شوم. در چشم نياورى اگر خواب شوم. از دست بريزى أم اگر آب شوم. كذا في مجمع الصنائع.

(٤) ترانه : نزد شعرا رباعي را گويند ونزد صوفيه آئين محبت را گويند.

٤٠٩

وعند المنجمين يطلق على قسم من أقسام النظر. والتربيع الطبيعي يجيء في لفظ الاتصال. وعند المهندسين يطلق على كون الشكل مسطحا متساوي الأضلاع الأربع المستقيمة القائمة الزوايا ، وذلك الشكل يسمّى مربعا بفتح الموحدة المشددة. وعرف المربع أيضا بأنّه شكل مسطّح يتوهّم حدوثه من توهّم خط قائم على طرف خط يساويه إلى أن يقوم على طرفه الآخر هكذا ، وهو قسم من ذي أربعة أضلاع. وقد يطلق المربع على المستطيل أيضا. وفي حاشية تحرير أقليدس المربّع يطلق على مربع العدد ويراد به الحاصل من ضرب ذلك العدد في نفسه ، ويكون الحاصل من جنسه ويطلق على مربع الخطّ بالاشتراك ويراد به السطح الذي ذلك الخط ضلعه. فالحاصل من تربيع الخطّ هو السطح لا الخط. ولا يطلق المربع على الخط الحاصل من ضرب الخط في نفسه. وإذا قيل مربع الخط في خط يراد به السطح الذي هما ضلعاه ، وفيها أيضا السطوح على قسمين : مربع على الحقيقة ومربع مطلقا. فالحقيقي هو الذي يحيط به خطان متساويان بضرب أحدهما في الآخر مثل سطح تسعة أذرع إذا أحاط به خطان كل منهما ثلاثة أذرع.

وقيل سطح يحيط بطرفيه خطان مجموعهما نحو سبعة أجزاء مفروضة ، ثم يحيط بطرفيه الآخرين خطان آخران مجموعهما نحو خمسة أجزاء هكذا ، والمربع المطلق هو الذي يحيط به خطان مختلفان نحو ستة إذا أحاط به خطان أحدهما ثلاثة والآخر اثنان انتهى. وقد يطلق المربع على ذي أربعة أضلاع أيضا وعلى هذا وقع في شرح أشكال التأسيس (١). وقد يقال لما عدا هذه الأربعة الأشكال الأربعة من المربعات إن كان ضلعان من أضلاعه الأربعة متوازيين منحرفا. وقد يطلق على الحاصل من ضرب العدد في نفسه ، فإنهم قالوا كل عدد يضرب في نفسه يسمّى جذرا في المحاسبات وضلعا في المساحة وشيئا في الجبر والمقابلة ، والحاصل يسمّى مجذورا ومربعا ومآلا. وقد يطلق على عمل من أعمال الضرب. والمربع عند أهل التكسير يطلق على وفق يكون مشتملا على ستة عشر مربعا صغارا ويسمّى وفقا رباعيّا أيضا ، وعلى كل وفق لأنّه مشتمل على أربعة أضلاع ، سواء كان مشتملا على ستة عشر مربعا صغارا أو على أزيد منها أو على أنقص منها. ولهذا يقولون هذا مربع ثلاثة في ثلاثة ، وذاك مربع أربعة في أربعة أو خمسة في خمسة إلى غير ذلك.

والمربّع عند أهل العروض : هو البحر الذي يشتمل على أربعة أركان بلا زيادة ولا نقصان وقد سبق. والمربّع عند الشعراء قسم من المسمّط كما سيأتي ، وهو أن يمكن قراءة أربعة مصاريع أو أبيات بالطول والعرض مع استقامة الوزن والمعنى. ومثاله فيما يلي. النموذج الأوّل : من فراق ذلك المحبوب أنا دائما مريض ذلك المحبوب بسبب عشقه موجوع ويقظان أنا دائما موجوع بلا أنيس وبلا حبيب أنا مريض ويقظان وبلا حبيب ومغموم.

النموذج الثاني :

من الغالية مائة سلسلة عنده الحبيب مائة سلسلة فوق العارض الوجه المنير مثل القمر عنده الوجه المنير كالياسمين والشفة كالسكر الحبيب كالقمر له شفة كالسكر وقلب كالحجر. كذا في مجمع الصنائع.

ورباعيات الغزل عند الشعراء هو أن يؤتى بقطعة من الغزل بحيث لو حذف منه الرديف من

__________________

(١) لعلي بن محمد الجرجاني (ـ ٨١٦ هـ) وأشكال التأسيس لشمس الدين محمد بن أشرف الحسيني السمرقندي (حوالي ٦٩٠ هـ). البدر الطالع ١ / ٤٨٨ ؛ الضوء اللامع ٢ / ٣٢٨ ؛ GAL ,I , ٤٦٨.

٤١٠

المصراع الأوّل ، وكذلك بقية الرديف في المصراعين الباقيين أو الثلاثة ، وكذلك يحذف من المصراع الثالث ما يوازيه من الرديف فعندئذ نحصل على الرباعي. ومثاله فيما يلي :

حتى متى تجعل القلب المهموم مجنونا بك كلّ لحظة

وفي ذلك الحين تجعل مني أنا المسكين مجنونا في كلّ لحظة

لقد جذبنا سحر شفتك من ناحيتنا

إذن هذا المسكين أنت تجعله مجنونا كلّ لحظة.

وهذا الغزل طويل ، وقد اقتصرنا على بيتين منه كانموذج. إذن ؛ متى حذفنا كلمة «هردم» ومعناها : كلّ لحظة ، وبموازاتها حذفنا كلمة «مارا» «ايانا» من المصراع الثالث حينئذ يبقى الرباعي. كذا في مجمع الصنائع. وهنا يشرح كلمة شومن الواردة في المصراع الثالث بأنّها من اللغة الإيرانية القديمة ومعناها في اللغة الحديثة :پيشاني أي ناصية بالعربي ، كما في قاموس البرهان القاطع ثم يقول : والمراد هو شعر الناصية بقرينة لفظ كشيدن ومعناه سحب كما جاء ذلك في القرآن الكريم. (١) (فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ.) (٢).

التّرتيب : [في الانكليزية] Hierarchy ، arrangement ، order ـ [في الفرنسية] Hierarchie ، arrangement ، ordre

بالمثناة الفوقانية في اللغة جعل كلّ شيء في مرتبته. وبعبارة أخرى وضع كل شيء في مرتبته. والمعنى أنّ الترتيب بين الأشياء وضع كل شيء منها في مرتبة له عند المرتّب ، فيشتمل الفكر الفاسد ، وفيه إشارة إلى أنّه لا بدّ في الترتيب من اعتبار المرتّب تلك المرتبة فلو وضع شيئا منها في مرتبته ولم يلاحظها لا يكون ترتيبا.

__________________

(١) ومربع نزد اهل عروض بحرير گويند كه درو چهار اركان باشند نه زيادة نه كم وقد سبق. ومربع نزد شعراء قسيست از مسمط چنانچه در فصل طا از باب سين خواهد آمد ونيز عبارتست از چهار بيت يا چهار مصراع كه به روشى باشند كه هم از عرض توان خواند وهم از طول مثاله.

كذا في مجمع الصنائع. رباعيات الغزل نزد شعراء آنست كه غزلى بنويسد چنانكه اگر رديف غزل حذف كنند واز دو رديف يا سه بعضى حذف كنند واز مصراع اوّل مطابق محذوف حذف كنند رباعيها خيزد مثاله. شعر. تا چند دل غمگين ديوانه كني هر دم. وآنكه من مسكين را ديوانه كني هر دم. ز افسون لب جادو بكشيده شو من ما را. پس حالت مسكين را ديوانه كني هر دم. واين غزل طويل است بر دو بيت او اختصار نموده شد پس اگر لفظ هر دم را دور كنند ومطابق او لفظ ما را از مصراع سيوم نيز دور كنند باقي رباعي ماند كذا في مجمع الصنائع وشو من بر وزن سوزن بزبان ژند وپا ژند بمعني پيشاني باشد وبعربي ناصيه خوانند كذا في البرهان ومراد درين جا موى پيشاني است مجازا بقرينه لفظ كشيدن چنانچه در قرآن واقع است.

(٢) الرحمن / ٤١.

٤١١

قيل الضمير إما أن يرجع إلى كل أو إلى شيء ، وعلى التقديرين يفسد المعنى إذ الترتيب ليس وضع كلّ شيء في مرتبة كلّ شيء ولا في مرتبة شيء ما ، وقد تحيّر الناظرون في حلّه. والجواب أنّه ذكر الرضي في بحث المعرفة أنّ الضمير الراجع إلى النكرة المذكورة التي لا يحكم سابقا عليها معرفة لصيرورته معهودا به فيختار أنّ الضمير راجع إلى كل شيء ، والمعنى وضع كل شيء من الأشياء في مرتبة كلّ شيء يتعلق به الوضع. ولا شكّ أنّ الأوضاع متعدّدة بحسب تعدّد الأشياء ، ولكل واحد منها مرتبة مختصّة به عند الوضع ليس لغيره ، فاندفع المحذور ، وصار مآل المعنى ما في التاج (١) : الترتيب نهادن جيزيراپس جيزي ديكر. والأظهر أن يقال وضع شيء بعد شيء إلاّ أنّه زاد لفظ كلّ إشارة إلى أنّ الترتيب اللغوي إنّما يتحقّق إذا وضع كل شيء منها في موضعه ، حتى لو انتفى في شيء منها انتفى الترتيب. فاندفع ما قيل إنّ هذا التعريف يقتضي الترتيب بحسب تعدد الأشياء الموضوعة ، كذا ذكر المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح الشمسية في تعريف الفكر في مبحث ليس الكل من كلّ من التصوّر والتصديق بديهيّا ولا نظريّا.

وفي الاصطلاح كما وقع في شرح الشمسية جعل الأشياء الكثيرة بحيث يطلق عليها اسم الواحد ويكون لبعضها نسبة إلى بعض بالتقديم والتأخير. وذكر أحمد جند (٢) في حاشيته (٣) أنّ هذا المعنى عرفي إذ في كونه من مصطلحات العلوم تردّد انتهى. وفي التعريف إشارة إلى بقاء تعدّدها حال الترتيب ، فإذا جعل الماء الذي في الإنائين في إناء واحد لا يكون ذلك ترتيبا ، ولذلك لا يكون التركيب من الأجزاء المحمولة عند من قال بوجود الكلّي في الخارج ترتيبا. وقولهم بحيث يطلق عليها اسم الواحد أي يطلق عليها هذا الاسم بوجه ما لا من كلّ وجه ، إذ لا يتصوّر ذلك في الأشياء الكثيرة إذ لا تعرض لها الوحدة باعتبار ذواتها ، لأنها بهذا الاعتبار معروضة للكثرة وإنّما تعرض لها الوحدة باعتبار عروض الهيئة الوحدانية لها ، والوحدة من كل وجه إنّما تعرض للبسيط من كل وجه. ولئن تصوّر ذلك فليس بواجب في الترتيب ، سواء كان ذلك المجموع واحدا حقيقيّا بأن يصير بحيث لا يبقى بين الأجزاء تمايز في الوجود أو غير حقيقي بل اعتباريّا بأن لا تصير هذه الحيثية. وقولهم ويكون لبعضها إلخ أي بحيث يمكن الإشارة حسّا أو عقلا إلى كلّ واحد من الأجزاء بأنّه أين هو من صاحبه ، يخرج الواحد الحقيقي من التعريف ، إذ الظاهر أنّ الضمير في بعضها راجع إلى الأشياء المجعولة بالحيثية المذكورة ، والأشياء المجعولة بحيث يطلق عليها الواحد الحقيقي لا تكون لبعضها نسبة إلى البعض بالتقديم والتأخير بعد

__________________

(١) تاج المصادر في اللغة لأبي جعفر أحمد بن علي المعروف بجعفر البيهقي (ـ ٤٤٠ هـ). كشف الظنون! / ٢٦٩.

(٢) وقيل أحمد جندي ، ولم نعثر على هذا الاسم في الفهارس والكشافات ، إنما عثرنا على ما ورد في الفقرة التالية والمتعلّق بالحاشية.

(٣) الشمسية : متن مختصر في المنطق لنجم الدين عمر بن علي القزويني المعروف بالكاتبي (ـ ٦٩٣ هـ او ٦٧٥ هـ) ألفها لخواجه شمس الدين محمد وسمّاه بالنسبة إليه. شرحها قطب الدين محمد بن محمد التمتاني (ـ ٧٦٦ هـ) وعلى هذا الشرح حاشية لعلي بن محمد الجرجاني (ـ ٨١٦ هـ) وهي التي يقال لها حاشية كوجك وعلى هذه الحاشية حواشي كثيرة ، إلا ان منها اثنتان لمؤلف يدعى احمد وهما : حاشية لقرجه أحمد (ـ ٨٥٤ هـ). حاشية لأحمد بن عثمان التركماني الجوزجاني (ـ ٨٤٤ هـ) كشف الظنون ، ٤ / ١٠٦٣ ـ ١٠٦٤.

٤١٢

الجعل كذلك ، وهو ظاهر. وإلى هذا ذهب السيّد الشريف وقال واحترز به عن مثل ترتيب الأدوية.

ثم الترتيب أخصّ مفهوما من التأليف إذ لم يعتبر في التأليف نسبة بعض الأجزاء إلى بعض بالتقديم والتأخير ، بل أكتفي فيه بالجزء الأوّل من مفهوم الترتيب ، والعقل إذا لاحظه جوّز تحقّقه في شيء بدون المقيّد من غير عكس ، وكذا أخصّ منه صدقا إذ قد يوجد التأليف بين أشياء لا وضع لها أصلا لا حسّا ولا عقلا بأن لا تكون هي قابلة للإشارة الحسّية ولا العقلية ، كما إذا لوحظت دفعة مفهومات اعتبارية على هيئة وحدانية هذا.

وقيل الضمير في بعضها راجع إلى ذات الأشياء المتعددة من غير اعتبار وصف المجعولية المذكورة معها ، والمعنى ويكون لبعض تلك الأشياء نسبة إلى البعض بالتقديم والتأخير ، إمّا حين حدوث تعلّق المجعولية المذكورة لها فقط أو بعده أيضا. وظنّ هذا القائل أنّ الأشياء لتعددها متمايزة بالوجود لا محالة ، فيكون لها وضع حين حدوث تعلّق المجعولية لها البتة. فكلّ تأليف ترتيب وبالعكس ، فهما متساويان صدقا. وردّ بأنّه ليس من لوازم التمايز في الوجود بوجه ما حين حدوث تعلّق المجعولية لها قبول الإشارة الحسّية أو العقلية ، لتوقّف قبول الإشارة على ملاحظة تلك الأشياء تفصيلا لتمايز تلك الأشياء في الوجود العقلي تفصيلا ، إذ الإجمالي لا يكفي لقبولها ، فيجوز أن لا تكون الأشياء المتمايزة بالوجود الإجمالي متمايزة بالوجود التفصيلي حين حدوث تعلّق المجعولية بها ، فلا يكون لها وضع كالمفهومات الاعتبارية الملحوظة دفعة على هيئة وحدانية حين إطلاق الألفاظ الموضوعة بإزائها وهذه الملحوظية الدفعية هي المجعولية. وحين حدوث تعلّق هذه المجعولية بأجزاء تلك المفهومات وإن كانت تلك الأجزاء مجعولة في العقل لوجوب سبق العلم بالوضع ، إلاّ أنّ تحقّقها فيه كان بطريق الإجمال على وجه لا يمكن للعقل على هذا الوجه أن يشير إلى كلّ منها بأين هو من صاحبه هذا. نعم التأليف الواقع في أمور تعلّق بها نظر لا يمكن بدون الترتيب لأنّه تأليف المبادي بحسب حركة الذهن ، فلا بدّ أن يقع بعضها في أول الحركة والبعض في آخرها.

وبالجملة فالمراد (١) بقابلية الأشياء للإشارة الحسية أو العقلية هو الاستعداد القريب فقط كما هو الأظهر لا مطلق الاستعداد قريبا كان أو بعيدا كما ظنّ هذا البعض. هذا كله إذا أخذ الترتيب والتأليف مطلقين. وأمّا إذا أخذا معيّنين فالترتيب المعيّن يستلزم التأليف المعيّن من غير عكس ، لأن خصوص التأليف لخصوص المادة فقط ، وخصوص الترتيب باعتبار خصوص المادّة والصورة معا ، فالتأليف من أ ب ج مع تعيّنه يمكن أن يقع على هذا الترتيب المعيّن وأن يقع على ترتيبات السّتّ الممكنة فيها. فهذا التأليف أعمّ من كلّ واحد من تلك الترتيبات ، ولا يستلزم شيئا منها بل يستلزم واحدا منها لا بعينه ، إذا كان لتلك الأمور وضع حسّي أو عقلي. هذا كله خلاصة ما في حواشي شرح المطالع وشرح الشمسية. قال أحمد جند : هذا الذي ذكر هو معنى الترتيب المطلق. ومعنى ترتيب الكتاب لغة وضع أجزائه في مواقعها ، وعرفا جعل أجزائه بحيث يطلق عليها اسم الواحد على قياس ما عرفت في الترتيب المطلق.

ثم الترتيب في اصطلاح أهل البديع هو

__________________

(١) المقصود (م ، ع).

٤١٣

أن يورد أوصاف الموصوف بها على ترتيبها في الخلقة الطبيعية ، ولا يدخل فيها وصفا زائدا ، ومثّله عبد الباقي (١) اليميني (٢) بقوله تعالى (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً) (٣) وبقوله تعالى (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها) (٤) الآية كذا في الإتقان في نوع بديع القرآن.

التّرتيل : [في الانكليزية] Distinct reading recitation ، hymn ـ [في الفرنسية] Lecture distincte ، recitation ، chant sacre

بالتاء المثناة الفوقانية عند القرّاء هو التمهّل في القراءة كما في البرجندي. وفي الجرجاني التّرتيل رعاية مخارج الحروف وحفظ الوقوف والأوصال والآي والمدّ. وقيل هو خفض الصوت والتحزين بالقراءة وتحسين الصوت انتهى. وقد سبق مستوفى في لفظ التجويد.

التّرجمة : [في الانكليزية] Translation ـ [في الفرنسية] Traduction

بفتح التاء والجيم ملحق فعللة كما يستفاد من الصراح. وكنز اللغات وفي الفارسية بيان لغة ما بلغة أخرى ، واللسان المترجم به هو لسان آخر وفاعل ذلك يسمّى الترجمان كما في المنتخب. وفي اصطلاح البلغاء هو عبارة عن نظم بيت عربي باللسان الفارسي أو بالعكس ، أي ترجمة بيت شعر من الفارسية إلى العربية. مثاله

لو لم يكن نيّة الجوزاء خدمته

لما رأيت عليها عقدا منطّقا

وترجمته بالفارسية :

گر نبودى عزم جوزا خدمتش

كس نديدى بر ميان أو كمر

ويقال للشعر المترجم من لغة أخرى : مترجم كذا في مجمع الصنائع. واللغز المعمّى المترجم سيذكر في لفظ معمّى. مثال آخر عن الترجمة العربية إلى الفارسية : قال لي :

كيف أنت قلت : عليل

سهر دائم وحزن طويل.

وترجمته بالفارسية كما يلي

گفت : چوني؟ گفتمش : بيمار وزار

نه شبم خواب است نه روزم قرار.

مثال آخر.

تعاللت كي أشجى وما بك علّة

تريدين قتلي قد ظفرت بذلك

وترجمته :

مى نمائى خويش را بيمار تا غمگين شوم

قصد قتل بنده دارى فتح يابى اندران. (٥)

__________________

(١) اليمنى (م).

(٢) هو عبد الباقي بن عبد المجيد بن عبد الله اليمني المخزومي المكي ، تاج الدين. ولد بمكة عام ٦٨٠ هـ / ١٢٨١ م. وتوفي بالقاهرة عام ٧٤٣ هـ / ١٣٤٣ م. فاضل. له معرفة بالادب والتاريخ. له عدة مؤلفات. الاعلام ٣ / ٢٧٢ ، فوات الوفيات ١ / ٢٤٥ ، شذرات الذهب ٦ / ١٣٨ ، الدرر الكامنة ٢ / ٣١٥ ، البدر الطالع ١ / ٣١٧.

(٣) غافر / ٦٧.

(٤) الشمس / ١٤.

(٥) در لغت بيان كردن زباني به زبانى ديگر وزبانى كه بيان زبان ديگر شود وقائل را ترجمان گويند كما في المنتخب. ودر اصطلاح بلغاء عبارت است از آنكه معني بيت عربي را بفارسي نظم كند يا بالعكس يعني بيت فارسي را بعربي ترجمه كند مثاله. شعر. لو لم يكن نية الجوزاء خدمته. لما رايت عليها عقدا منطقا. ترجمه آن. بيت. گر نبودى عزم جواز خدمتش. كس نديدى بر ميان او كمر. وشعرى كه آن را ترجمه كند آن را مترجم خوانند كذا في مجمع الصنائع وجامع الصنائع ومعماى مترجم در لفظ معمى مذكور خواهد شد (مثال ديگر. شعر. قال لي كيف انت قلت عليل. سهر دائم وحزن طويل. ترجمة بفارسي اين است. بيت. كفت چوني گفتمش بيمار وزار نه شبم خواب است نه روزم قرار. مثال ديگر. شعر : تعاللت كي

٤١٤

التّرجّي : [في الانكليزية] Hope.expectation ـ [في الفرنسية] Esperance

ارتقاب شيء لا وثوق بحصوله ، فمن ثمّ لا يقال لعلّ الشمس تغرب. ويدخل في الارتقاب الطمع والإشفاق فالطمع ارتقاب المحبوب نحو لعلّك تعطينا. والإشفاق ارتقاب المكروه نحو لعلّي أموت الساعة. وبهذا ظهر أنّ التّرجي ليس بطلب لظهور أنّ العاقل لا يطلب ما يكرهه. والفرق بينه وبين التمني أنّ في التمني لا يشترط إمكان المتمنّى ، فهو قد يكون ممكنا كما تقول ليت زيدا يجيء وقد يكون محالا نحو ليت الشباب يعود ، بخلاف الترجّي ، فإنّه يشترط فيه إمكان المرجو ، كذا في المطول والچلبي في بحث الإنشاء. ومنهم من جعل التّرجّي داخلا في الطلب كما يجيء في الإتقان. ومن أقسام الإنشاء الترجّي ونقل القرافي (١) في الفروق (٢) الإجماع على أنّ الترجّي إنشاء ، وفرّق بينه وبين التمني في البعيد ، وبأنّ الترجي في المتوقّع والتمني في غيره ، وبأنّ التمني في المعشوق للنفس والترجي في غيره. وسمعت شيخنا العلاّمة الكافيجي (٣) يقول : الفرق بين التمني وبين العرض هو الفرق بينه وبين الترجّي. وحرف الترجي لعلّ وعسى انتهى. فظهر من هذا أنّ الترجي هو الكلام الدال على الارتقاب المذكور ، وإلاّ لم يصح جعلهم الترجّي من أقسام الإنشاء ، إذ الإنشاء من أقسام الكلام. فالظاهر أنّ تفسير الترجّي بالارتقاب مبني على المسامحة ، والمراد (٤) به الكلام الدالّ على الارتقاب ، أو يقال إنّه مشترك بين الارتقاب والكلام الدالّ عليه على قياس الطلب ، فإنه قد يطلق على المعنى المصدري وقد يطلق على الكلام الدال عليه كما يجيء.

التّرجيح : [في الانكليزية] Probability ، Preference ـ [في الفرنسية] Probabilite ، preference

بالجيم في اللغة جعل الشيء راجحا أي فاضلا غالبا زائدا. ويطلق مجازا على اعتقاد الرجحان. وفي اصطلاح الأصوليّين بيان الرجحان وإثباته ، والرجحان زيادة أحد المثلين المتعارضين على الآخر وصفا. ومعنى قولهم وصفا أنّ الترجيح يقع بما لا عبرة له في المعارضة ، فكان بمنزلة الوصف التابع للمزيد عليه لا بما يصلح أصلا أو تقوم به المعارضة من وجه ، كرجحان الميزان فإنه عبارة عن زيادة بعد ثبوت المعادلة بين كفتي الميزان ، وتلك الزيادة على وجه لا تقوم بها المماثلة ابتداء ، ولا تدخل تحت الوزن منفردة عن المزيد عليه قصدا في العادة كالدانق أو الحبة أو الشعيرة في مقابلة العشرة لا يعتبر وزنه عادة ولا يفرد لها الوزن في مقابلها ، بل يهدر ويجعل كأن لم يكن بخلاف الستة أو السبعة ونحوهما إذا قوبلت بالعشرة ، فإنّ ذلك لا يسمّى ترجيحا لأنّ الستة

__________________

ـ اشجى وما بك علة. تريدين قتلي قد ظفرت بذلك. ترجمه فارسى. بيت. مى نمائى خويش را بيمار تا غمگين شوم. قصد قتل بنده دارى فتح يابى اندران.

(١) هو أحمد بن ادريس بن عبد الرحمن ، أبو العباس ، شهاب الدين الصنهاجي القرافي ولد بمصر وتوفي بالقاهرة عام ٦٨٤ هـ / ١٢٨٥ م. فقيه مالكي. له مصنفات جليلة في الفقه والأصول. الأعلام ١ / ٩٤ ، الديباج المذهب ٦٢ ، شجرة النور ١٨٨ ، التصوير عند العرب ٧٩.

(٢) انوار البروق في أنواع الفروق في القواعد الفقهية لاحمد بن ادريس بن عبد الرحمن بن عبد الله الصنهاجي القرافي (ـ ٦٨٤ هـ). هدية العارفين ٥ / ٩٩ ، معجم المؤلفين ١ / ١٨٥.

(٣) هو محمد بن سليمان بن سعد بن مسعود الرومي الحنفي محيي الدين ، أبو عبد الله الكافيجي. ولد عام ٧٨٨ هـ / ١٣٨٦ م. وتوفي عام ٨٧٩ هـ / ١٤٧٤ م. من كبار العلماء بالمعقولات. عالم بالنحو ، فقيه حنفي. له الكثير من المؤلفات الهامة. الاعلام ٦ / ١٥٠ ، الضوء اللامع ٧ / ٢٥٩ ، مفتاح السعادة ١ / ٤٥٤ ، بغية الوعاة ٤٨ ، شذرات الذهب ٧ / ٣٢٦.

(٤) والمقصود (م ، ع).

٤١٥

ونحوها يعتبر وزنها في مقابلة العشرة ولا تهدر ، وهذا مأخوذ من قوله عليه‌السلام للوزّان حين اشترى سراويلا بدرهمين (زن وارجح فإنّا معاشر الأنبياء هكذا نزن) (١). فمعنى أرجح زد عليه فضلا قليلا يكون تابعا بمنزلة الأوصاف كزيادة الجودة لا قدرا يقصد بالوزن عادة للزوم الرّبا في قضاء الديون ، إذ لا يجوز أن يكون هبة لبطلان هبة المشاع ، فخرج بهذا القيد الترجيح بكثرة الأدلة بأن يكون في أحد الجانبين حديث واحد وقياس واحد وفي الآخر حديثان أو قياسان ، وإن ذهب إليه البعض من أصحاب الشافعي ومن أصحاب أبي حنيفة. وبالجملة إذا دلّ دليل على ثبوت شيء والآخر على انتفائه فإما أن يتساويا في القوة أو لا ، وعلى الثاني إمّا أن تكون زيادة أحدهما بمنزلة التابع والوصف أو لا ، ففي الصورة الأولى معارضة حقيقة ولا ترجيح ، وفي الثانية معارضة مع ترجيح ، وفي الثالثة لا معارضة حقيقة فلا ترجيح لابتنائه على التعارض المنبئ عن التماثل ، فلا يقال النّصّ راجح على القياس. وما ذكرنا من معنى الترجيح هو معنى ما قيل : الترجيح اقتران الدليل الظني بأمر يقوى به على معارضة. هكذا في التلويح وبعض شروح الحسامي. وفي العضدي الترجيح في الاصطلاح اقتران الأمارة بما يقوى به على معارضها. وللفقهاء ترجيح خاص يحتاج إليه في استنباط الأحكام ، وذلك لا يتصوّر فيما ليس فيه دلالة على الحكم أصلا ، ولا فيما دلالته عليه قطعية ، إذ لا تعارض بين قطعيين ولا بين قطعي وظنّي ، بل لا بدّ من اقتران أمر بما يقوى به على معارضها. فهذا الاقتران الذي هو سبب الترجيح هو المسمّى بالترجيح في مصطلح القوم ، وطرق الترجيح كثيرة تطلب من التوضيح والعضدي وغيرهما.

التّرجيع : [في الانكليزية] Call to the prayer in a low voice then in a highE ، harmony of the stanzas of a poem ـ [في الفرنسية] L\'appel a la priere par voix bae et voix hE ، harmonie des strophes d\'un poeme.

عند الفقهاء هو أن يأتي المؤذن كلاّ من الشهادتين مرّتين خافضا بهما صوته ومرّتين رافعا بهما صوته ، كذا في البرجندي في باب الآذان. والترجيع عند الشعراء هو أن يقسم الشاعر قصيدته إلى عدة قطع متساوية في عدد الأبيات. فإن كان القسم الأول مؤلّفا من خمس أبيات ، فالقطع الباقية تكون خماسية أيضا. وإن كانت سبع أبيات فالباقي كذلك ، ولا تقلّ عدد الأبيات عن خمسة ولا تزيد عن أحد عشر ، وينبغي أن تتّفق أوزان الأبيات دون القافية ، بل يشترط اختلاف القافية. ولكلّ قطعة مطلع مستقلّ. وبعد تمام كلّ قطعة يؤتى ببيت جديد بقافية أو رديف آخر ، أو يكرّر بيت القطعة الأولى ، ويسمّى هذا البيت : العقدة. فإذا تكرّر بعينه سمع هذا النوع من النظم : ترجيع بند. أمّا إذا اختلف فيسمّى تركيب بند. وهذا النوع الأخير قسمان :

إمّا أن تكون أبيات البند كلّ واحد منها على حدة ، ولكنّها على قافية واحدة بحيث لو جمعت تلك الأبيات وحدها يمكن أن تصبح قطعة كاملة.

وإمّا أن تكون أبيات البند كلّ واحد منها على قافية خاصّة تختلف عن بعضها. وفي جميع

__________________

(١) أخرجه أبو داود في السنن ، ٣ / ٦٣١ ، عن سويد بن قيس ، كتاب البيوع والاجارات (١٧) ، باب في الرجحان في الوزن (٧) ، الحديث رقم ٣٣٣٦ ؛ وأخرجه ؛ الترمذي في سننه ، ٣ / ٥٩٨ عن سويد بن قيس ، كتاب البيوع (١٢) ، باب ما جاء في الرجحان (٦٦) ، الحديث رقم ١٣٠٥ ، وفي الباب عن جابر وأبي هريرة ، وقال عقبه : حديث سويد حسن صحيح ، وأهل العلم يستحبون الرجحان في الوزن.

٤١٦

الأقسام يجب أن يكون بيت العقدة مرتبطا معناها بحسب ما قبلها. هذا كلّه خلاصة ما في جامع الصنائع. وقد أورد مثالا على ذلك قطعة من شعر مولانا حافظ الشيرازى قدس‌سره. والمعنى لهذا الشعر :

يا من أضعت المحبة مع الريح

أ هكذا يكون الوفاء وحفظ العهد؟

وبالنتيجة فأنا جريح القلب ومتألّم

فإلى متى تسلمني إلى شبكة الغم؟

لم أحصل على نتيجة من زلفك

سوى اللوعة والاضطراب

أيّها العزيز حتى م تجفو وتذلّ

الضّعفاء؟

فما دام الأمل مفقودا بأنّك ذات يوم سترحم العاشق المدنف ، فالأفضل أن لا أصرف وجهي عن الصبر. فعسى أن ينال قلبي مراده.

أيّها الساقي من تلك الخمرة ليلا

صبّ لي اثنين أو ثلاثة كئوس من خمر الحبّ

فما دام في رأسي شيء من العقل باقيا

فلا تضيع الفرصة واعطني خمرا منسوبة.

إلى كهان المجوس.

لطالما نار القلب في صدري ارتفعت شعلتها.

فيا حافظ اشرب الخمر بالسرور

فحتى م تغتم لصروف الزمان

بما أنه لا يبدو بأي حال

ساحل لبحر الفراق.

فمن الأفضل أن لا أتخلّى عن الصبر.

فعسى القلب ينال مراده.

إن أمت في عشقك الصّعب

فلن يتراجع قلبي عن الاهتمام بك

فدائما حواجبه المقوّسة

ترميني بسهام لا نجاة منها.

لا يستطيع القلم بيان الشّوق إليه ، ولو صار الفلك القديم العهد كاتبي

لي رأس كما كان لسعدي

سأجلس وأصبر.

وبما أنّ الزمان الظالم جعلني

أسير غمّك وأنا بعيد عنك.

فمن الأفضل أن لا أتخلّى عن الصبر

فلعلّ القلب ينال مراده.

وإليك مثالا آخر من تركيب بند من القسم الأوّل حيث أبيات العقدة متوافقة في القوافي لخواجه سلمان السّاوجي :

لقد صارت مرآة جمال الروح لقاء وجهك

لم أر مرآة ذات صفاء كصفاء وجهك.

إنّ النّظر إلى وجهك يشبه النظر إلى الورد

وإن كان هو لا يبقى فليبق وجهك.

الناس في الدارين الدنيا والآخرة يشترون (يسعون) للحصول على روحك ، وأنا أبذل كلا الدارين من أجل نصف ثمن وجهك.

لقد رأت عيناي وجهك ومن ثمّ قلبي ذهب

إنّه ذنب عيني وليس جفاء وجهك.

إن كسرى وجمشيد بالنسبة إليه كلاهما ملكان كاذبان. وإنّ حاتم ومعن (بن زائدة) على بابه كلاهما سائلان في الواقع.

بخ بخ ما ذا يكون لو أقتل من أجل مثلك

إن مات مائة مثلي فلتبق أنت

إنّ «الجور» منك عزّ لا يصل إليه أيّ كان

فأنّى لمثلي أن يصل إليه جور وجفاء مثلك

في حارة العشق يستوي الملك والسائل

إنّ من يستجدي مثلك فهو الملك.

إن لم أبذل الروح في سبيل عشقك لأنّها لا تساوي حقّك ولأنّها ليست لائقة لمثلك.

إنّه لا يرى الجفاء جائزا خاصة ممّن هو

عبد للملك ويدعى موافقة هوى مثلك.

من ماء وجهك على ضفة نهر السلطان

٤١٧

منها سرو الجلال والجاه في الواقع

والآن إليك القسم الثاني من تركيب بند مختلف القوافي ، ولكلّ واحد منها مطلع مستقلّ ، وهي لمولانا حافظ الشيرازي والمعنى.

يا من أنت رحمة من الله

وبرعم من حديقة الملك

أنت لفلك الجمال شمس

وأيضا لبرج الجلال قمر

أنت على عرش السلطنة بدون تكلّف

وقدرتك شاهدة على ذلك

وإنّ الفلك قد صادق على توقيعاتك

ومنشوراتك بالأوامر والنواهي

إنّ من يذكر اسمك فحتما

تعلو شهرته حتى القمر

وإنّ الدهر الذي تصدر عنه اللطائف

لا يملك لؤلؤة مثلك في أي محارة

يا من تجمّلت بك خلقة الملك

ويا من صارت دولتك غراء بك

يا من حضرت عروس دولته الجديدة

فاتنة على شكلك وشمائلك

إنّ أنوار الملك وعظمته

قد ظهرت على وجهك المبارك

إنّ قامة سطوتك يقصر عنها

أديم السماء الأزرق

لقد تجاوز صيت عدلك وصوته

السماء التاسعة الخضراء

والفلك العالي قد احتواه قصرك

وزحل واقف على بابك يحرس

كان الله معينا لك ما حييت

ولا ينغّص عيشك شيء

ولتضع الأيام كلّ ما تتمنّاه

إلى جانبك

وليحالفك التوفيق من عينيك

وتأييد النديم في يسارك

وما دام الفلك فليحرسك

وما دام الدهر فليحقق لك ما تريد

الناس مثل حافظ عيشهم هنيء

تحت ظلّ عرشك الموفق.

وليكن عملك فقط حفظ الملك والدين

وهكذا ما دامت الريح جارية

«إلى ما شاء الله» (١)

__________________

(١) وترجيع نزد شعراء آنست كه شاعر شعر را به چند قسم منقسم كند وشرطست كه ابيات اقسام بشمار أبيات قسم اوّل بود اگر آن پنج بيت بود اين نيز پنج بيت بايد واگر آن هفت بيت است اين نيز هفت بيت شايد وكم از پنج روا نيست ولطافت تا يازده است وابيات هر قسمى موافق ابيات قسم اوّل باشد در وزن نه در قافيه بلكه قافيه هر قسم مخالف قافيه قسم ديگر باشد وهركدام را مطلع على حده بود وبعد تمام هر قسم بيتى اجنبي به قافيه يا رديف ديگر بيارد ويا همان را كه التزام نموده است بيارد واين بيت را عقده نامند پس اگر آن عقده همان يك بيت بعينه مكرر شود آن را ترجيع بند نامند واگر ابيات مختلف باشند تركيب بند گويند واين دو قسم است يا آنكه بيتهاى بند هركدام على حده است جملگى بر يك قافيه باشد چنانكه اگر آن ابيات يكانه يكانه را جمع كنند يك قسم گردد يا آنكه ابيات بند هركدام بر قافيه خاص باشد مخالف ديگرى ودر همه اقسام بايد كه عقدة مرتبط باشد بحسب معنى بما قبل خود هذا كله خلاصة ما في جامع الصنائع ومجمع الصنائع مثال ترجيع بند از حضرت خواجه حافظ شيرازي قدس‌سره شعر.

اي داده بباد دوستدارى

اين بود وفا وعهد يارى

آخر دل ريش ودردمندم

تا چند به دام غم سپارى

از زلف تو حاصلى نديدم

جز شيفتگى وبى قرارى

اي جان عزيز بر ضعيفان

تا چند كني جفا وخواري

چون نيست اميد آنكه روزى

بر عاشق خسته رحمت آرى

آن به كه ز صبر رخ نتابم

باشد كه مراد دل بيابم

٤١٨

الترخيم : [في الانكليزية] Elision ـ [في الفرنسية] Elision

بالخاء المعجمة لغة قطع الذنب. وعند النحاة هو حذف آخر الاسم تخفيفا أي من غير علّة توجبه سوى التخفيف ، وهو جائز في غير المنادى عند الضرورة ، وفي المنادى بشروط وهي أن لا يكون المنادى مضافا ولا مضارعا له

__________________

اي ساقي از ان مى شبانه

در ده دو سه جام عاشقانه

تا در سر من ز عقل باقي است

از دست مده مى مغانه

ديرى است كه آتش غم دل

در سينه همي كشد زبانه

مى نوش تو حافظا به شادى

تا چند خوري غم زمانه

چون نيست به هيچ گونه پيدا

درياى فراق را كرانه

آن به كه ز صبر رخ نتابم

باشد كه مراد دل بيابم

در سختى عشق اگر بميرم

من دل ز غم تو بر نگيرم

پيوسته كمان ابروانش

از غمزه همي زند به تيرم

نتوان قلم نوشت شوقش

گر پير فلك شود دبيرم

دارم سر آنكه همچو سعدي

بنشينم وصبر پيش گيرم

چون كرد زمانه ستمكار

دور از تو به بند غم اسيرم

آن به كه ز صبر رخ نتابم

باشد كه مراد دل بيابم

مثال تركيب بند از قسم اوّل كه ابيات بند موافق باشند در قوافي خواجه سلمان ساوجي گفته.

آئينه جمال جان گشت لقاي روى تو

آئينه نديده ام من به صفاى روى تو

برك گل است در نظر كو برخ تو اندكى

ماند وگر نماند او باد بقاي روى تو

در دو جهان بجان ترا خلق همي خرند ومن

هر دو جهان نهاده ام نيم بهاي روى تو

روى تو ديده چشم من در پى ديده رفت دل

هست گناه چشم من نيست جفاي روى تو

چون بربيع روي ابر از كف پادشاه ما

در عرق است دم به دم گل ز حياي روى تو

كسرى وجم بجنب او هر دو شه دروغى اند

حاتم ومعن بر درش هر دو گداى راستين

وه چه شود اگر شوم كشته براى چون توُئى

صد چو من ار فنا شود باد بقاى چون توئى

جور تو هست دولتى كان نرسد بهر كسى

كي به چو من رسد گهى جور وجفاي چون توئى

بر سر كوي عاشقى شاه وگدا يكى بود

پادشهى كند كسى كوست گداى چون توئى

گر ندهم بعشق تو جان نه ز قدر جان بود

زان ندهم كه دامنش نيست سراى چون توئى

خود نبود جفا روا خاصه بر ان كه او بود

بنده شاه ومى زند لاف هواي چون توئى

هست ز آبروي او بر لب جوي سلطنت

سرو جلال وجاه را نشو ونماى راستين

مثال قسم دوم تركيب بند كه ابيات بند مختلف القوافي باشد وهركدام مطلعى بود حضرت خواجه حافظ فرموده.

اي سايه رحمت إلهي

وى غنچه باغ پادشاهي

هم چرخ جمال را تو مهري

هم برج جلال را تو ماهى

بر سلطنت تو بى تكلف

تمكين تو ميدهد گواهى

بر نام تو مهر كرده گردون

منشور اوامر ونواهي

نام تو يقين كه مى برآرد

آوازه ز ماه تا بما هي

گردون كه لطيفها برآرد

درى چو تو در صدف ندارد

اي خلعت ملك بر تو زيبا

وى غره دولت از تو غرا

اي آمده نوعروس دولت

بر شكل وشمائل تو شيدا

انوار شكوه شهريارى

از روي مباركت هويدا

٤١٩

ولا مستغاثا ولا مندوبا ولا جملة ويكون علما زائدا على ثلاثة أحرف أو يكون بتاء التأنيث نحو يا حار في يا حارث ويا مرو في يا مروان.

وتصغير التّرخيم هو أن يحذف الزوائد من الحروف ثم يصغّر كحميد في تصغير أحمد كذا في الضوء والعباب وغيرهما.

التّرديد : [في الانكليزية] Counting ، anaphora ـ [في الفرنسية] Denombrement ، repetition

عند الأصوليّين والمنطقيّين هو إيراد أوصاف الأصل وحصرها وإبقاء البعض وإبطال البعض الآخر لتثبت علية الباقي ويسمّى بالسّير والتقسيم وبالسبر أيضا. وعند أهل البديع هو أن تعلّق الكلمة في المصراع أو الفقرة بمعنى ثم تعلّق هي بعينها بمعنى آخر كقوله تعالى (حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللهِ اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ) (١) الآية فلفظ الله علّق بالرسل ثم هو بعينه علّق بأعلم كذا في المطول قبيل الخاتمة. وجعله صاحب الإتقان من أنواع إطناب الزيادة بالتكرير. وقد يطلق الترديد بمعنى قريب من معنى التقسيم ، والفرق بينهما إنما هو بوجود القدر المشترك في التقسيم دون الترديد.

ترسا : [في الانكليزية] Monk ، christian ـ [في الفرنسية] Moine ، chretien

معناها بالفارسية راهب ، (وتطلق على المسيحيّ في أيامنا). وعند الصوفية هو رجل الدين الذي تبدّلت صفاته النفسية المذمومة وصار موصوفا بالصفات الحميدة. وترسابچه : ومعناها ابن المسيحي. وعند الصوفي هي الوارد الغيبي الذي يهبط على قلب السالك. وترسا تأتي أيضا بمعنى الخالق أي الإنسان الموحد. (٢)

التّرشيح : [في الانكليزية] Metaphor ، metonymy ، simile ـ [في الفرنسية] Metophore ، metonymie ، comparaison

عند أهل البيان من أهل الفرس يطلق على قسم من الاستعارة كما مرّ. ومن أهل العرب يطلق على معان منها ترشيح التشبيه وهو ذكر ما يلائم المشبّه به كذكر الإنشاب في قولهم أظفار المنية الشبيهة بالسبع أنشبت فلانا. والتخييل وهو إثبات ما يلازم المشبّه به للمشبه كإثبات الأظفار اللازمة للسبع للمنية المشبّه. ومنها ترشيح المجاز اللغوي وهو ذكر ما يلائم المعنى الحقيقي نحو أطولكنّ في قوله عليه‌السلام (أسرعكن لحوقا بي أطولكن يدا) (٣) فإنّه ترشيح

__________________

بر قامت حشمت تو كوتاه

اين اطلس نيلگون خضرا

بگذشت صداي صيت عدلت

از سقف نهم رواق خضرا

در قصر تو چرخ آستانى

كيوان بدر تو پاسبانى

تا باد خداى باد يارت

جز عيش مباد هيچ كارت

هر آرزوي كه در دل آيد

ايام نهاده در كنارت

توفيق رفيق در يمينت

تاييد نديم در يسارت

تا چرخ بپاست دور دورت

تا دهر بجاست كار كارت

آسوده چو حافظند خلقان

در سايه تخت كامكارت

كارت همه حفظ ملك ودين باد

با باد هميشه همچنين باد

(١) الأنعام / ١٢٤.

(٢) ترسا نزد صوفيه مرد روحاني را گويند كه صفات ذميمه نفس اماره او متبدل شده باشد وبصفات حميده موصوف شده باشد وترسابچه نزدشان وارد غيبي را گويند كه بر دل سالك فرود آيد ونيز ترسا بمعنى مرد موحد آيد.

(٣) أخرجه مسلم في الصحيح ، ٤ / ١٩٠٧ ، عن عائشة ، كتاب فضائل الصحابة (٤٤) ، باب من فضائل زينب ... (١٧).

٤٢٠