موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم - ج ١

محمّد علي التهانوي

موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم - ج ١

المؤلف:

محمّد علي التهانوي


المحقق: الدكتور علي دحروج
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون
الطبعة: ١
الصفحات: ١٠٥٢
الجزء ١ الجزء ٢

الأول ما يتعلّق بالمحمول وهو أربعة. الأول المحمول الذي يمتنع انفكاكه عن الشيء ويندرج فيه الذّاتيات ولوازم الماهيّة بيّنة كانت أو غير بيّنة ، ولوازم الوجود كالسّواد للحبشي. والثاني الذي يمتنع انفكاكه عن ماهيّة الشّيء ويندرج فيه الثلاثة الأول فقط ، فهو أخصّ من الأول. والثالث ما يمتنع رفعه عن الماهيّة بالمعنى المذكور سابقا في خواصّ الذّاتيّات فهو يختصّ بالذّاتيّات واللوازم البيّنة بالمعنى الأعمّ فهو أخصّ من الثاني. فإنّ من المعلوم أنّ ما يمتنع رفعه عن الماهيّة في الذهن بل يجب إثباته لها عند تصوّرهما كان الحكم بينهما من قبيل الأوّليّات ، فلا بد أن يمتنع انفكاكه عنها في نفس الأمر ، وإلاّ ارتفع الوثوق عن البديهيّات ، وليس كلّما يمتنع انفكاكه عن ماهيّة الشيء يجب أن يمتنع رفعه عنها في الذهن ، لجواز أن لا يكون ذلك الامتناع معلوما لنا ، كما في تساوي الزوايا الثّلاث لقائمتين في المثلّث ، والرابع ما يجب إثباته للماهيّة. وقد عرفت معناه أيضا فهو يختصّ بالذّاتيات واللوازم البيّنة بالمعنى الأخصّ ، فكلّ من هذه الثلاثة الأخيرة أخصّ مما قبله.

والثاني ما يتعلّق بالحمل وهو ثمانية. الأول أن يكون الموضوع مستحقا للموضوعية ، كقولنا الإنسان كاتب فيقال له حمل ذاتي ، ولمقابله حمل عرضي. والثاني أن يكون المحمول أعمّ من الموضوع وبإزائه الحمل العرضي ، فالمحمول في مثل قولنا : الكاتب بالفعل الإنسان ذاتي بهذا المعنى عرضي بالمعنى الأول ، لأنّ الوصف وإن كان أخصّ ليس مستحقّا أن يكون موضوعا للذاتي. والثالث أن يكون المحمول حاصلا بالحقيقة أي محمولا عليه بالمواطأة والاشتقاق حمل عرضي. ومنهم من فسّر الحاصل للموضوع بالحقيقة بما يكون قائما به حقيقة سواء كان حاصلا له بمقتضى طبعه أو لقاسر ، كقولنا : الحجر متحرّك إلى تحت أو إلى فوق ، وما ليس كذلك فحمله عرضي ، كقولنا جالس السفينة متحرّك ، فإنّ الحركة ليست قائمة به حقيقة بل بالسفينة وهذا أشهر استعمالا حيث يقال للسّاكن في السفينة المتحرّكة إنّه متحرّك بالعرض لا بالذات. والرابع أن يحصل لموضوعه باقتضاء طبعه كقولنا الحجر متحرّك إلى أسفل ، وما ليس باقتضاء طبع الموضوع عرضي. والخامس أن يكون دائم الثبوت للموضوع وما لا يدوم عرضي. السادس أن يحصل لموضوعه بلا واسطة وفي مقابله العرضي. والسابع أن يكون مقوّما لموضوعه وعكسه عرضي. والثامن أن يلحق لا لأمر أعمّ أو أخصّ ، ويسمّى في كتاب البرهان عرضا ذاتيا سواء كان لاحقا بلا واسطة أو بواسطة أمر مساو ، وما يلحق بالأمر الأخصّ أو الأعمّ عرضي ، وقد سبق في المقدّمة في مبحث الموضوع.

اعلم أنّ حمل الواحد قد يكون ذاتيا باعتبار وعرضيا باعتبار آخر فتأمّل في الأقسام الثمانية وكيفية اجتماعها وافتراقها.

والثالث ما يتعلّق بالسبب فيقال لإيجاب السبب للمسبب أنّه ذاتي إذا ترتّب عليه دائما كالذبح للموت أو أكثريا كشرب السقمونيا للإسهال ، وعرضي إن كان الترتّب أقليا كلمعان البرق للعثور على المطر.

والرابع ما يتعلّق بالوجود ، فالموجود إن كان قائما بذاته يقال إنّه موجود بذاته كالجوهر ، وإن كان قائما بغيره يقال إنّه موجود بالعرض كالعرض (١).

__________________

(١) كالعرض (ـ م).

٨٢١

الذّبحة : [في الانكليزية] Angina (pectoris) ـ [في الفرنسية] Angine

بالضم وفتح الموحدة والعامّة يسكّنها هي ورم حارّ في العضلات من جانب الحلقوم التي بها يكون البلع. قال العلاّمة. وقد تطلق الذّبحة على الاختناق أيضا. والشيخ لا يفرّق بينهما.

وقيل هي ورم اللوزتين كذا في بحر الجواهر.

الذّبول : [في الانكليزية] Etiolation ، fading ـ [في الفرنسية] Etiolement ، fletriure

بالضمّ وضمّ الموحدة المخفّفة في اللغة پر مردن كما في الصراح. قال الحكماء هو ضد النموّ وهما من أنواع الحركة الكميّة ، ويفسّر بانتقاص حجم أجزاء الجسم الأصلية بسبب ما ينفصل عنه في جميع الأقطار على نسبة طبيعية. فبقيد الانتقاص خرج النموّ والسّمن والتخلخل والورم والازدياد الصّناعي لأنّها ازدياد حجم الأجزاء ، والأصلية صفة الأجزاء. وخرج بها الهزال لأنّه انتقاص في الأجزاء الزائدة ، وتفسير الأجزاء الأصلية والزائدة يجيء في لفظ النموّ. وبقيد بسبب ما ينفصل عنه يخرج التّكاثف الحقيقي لأنّه بلا انفصال ، والمراد الانتقاص الدّائمي لأنّه المتبادر بناء على كونه الفرد الكامل ، فلا ينتقض التعريف برفع الورم إذا كان عن الأجزاء الأصلية في جميع الأقطار ، لأنّه لا يكون دائما في الأجزاء الأصلية ، ولا يظهر فائدة قيد على نسبة طبيعية ويجري في هذا التفسير بظاهره ما يجيء في تعريف النموّ ، كذا يستفاد من العلمي في بحث الحركة. ويطلق الذّبول أيضا على بعض أقسام البحران ، ويسمّى بالذّوبان ، وقد مرّ في فصل الراء من باب الباء الموحدة ويطلق أيضا على أقسام حمّى الدق ، وقد مرّ في لفظ الحمّى.

الذّبيحة : [في الانكليزية] Sheep with a cut throat ، offertory ، sacrifice ـ [في الفرنسية] Bete egorgee ، offrande ، sacrifice

بالفتح كالعقيدة لغة ما سيذبح من النّعم فإنّه منتقل من الوصفية إلى الاسمية إذ الذبيح ما ذبح كما في الرّضي وغيره فليس الذبيحة المزكاة كما ظنّ وشريعة قطع الحلقوم من باطن عند المفصّل (١) ، وهو مفصل ما بين العنق والرأس وهو مختار المطرزي (٢). والمشهور أنّه قطع الأوداج وهو شامل لقطع المريء أيضا. ولذا قالوا زكاة الاختيار ذبح أي قطع الأوداج بين الحلق واللّبة ، أي المنخر وعروقه المريء أي مجرى الطعام والشراب ؛ والودجان وهما عرقان عظيمان في جانبي قدّام العنق بينهما الحلقوم والمريء. فالذبح شرعا على قسمين اختياري وهو ما مرّ واضطراري وهو قطع عضو أيّما كان بحيث يسيل منه الدّم المسفوح ، وذلك في الاصطياد وهكذا في جامع الرموز.

ذخائر الله : [في الانكليزية] Relic ، the chosen ones (by God) ، saints ، ـ [في الفرنسية] Relique ، les elus de Dieu ، les saints

قوم من أوليائه تعالى يدفع بهم البلاء عن عباده كما يدفع بالذخيرة بلاء الفاقة ، كذا في الاصطلاحات الصوفية.

الذّراع : [في الانكليزية] Arm ، elbow ، ٥٠ cm ـ [في الفرنسية] Bras ، coudee ، ٥٠ cm

بالكسر والراء المهملة المخففة بمعنى العضد ومن أوّل الكتف إلى نهاية أصابع اليد ، وفي الحيوانات ما فوق القدم ، ومقياس به

__________________

(١) الفصيل (م).

(٢) هو ناصر بن عبد السيد أبي المكارم ابن علي ، أبو الفتح ، برهان الدين الخوارزمي المطرّزي. ولد بخوارزم عام (٥٧٨ هـ / ١١٤٤ م) وتوفي فيها عام (٦١٠ هـ / ١٢١٣ م) أديب وعالم باللغة ، فقيه حنفي من علماء الاعتزال. له العديد من المؤلفات. الأعلام ٧ / ٣٤٨ ، بغية الوعاة ٤٠٢ ، وفيات الأعيان ٢ / ١٥١ ، إرشاد الأريب ٧ / ٢٠٢ ، الفوائد البهية ٢١٨ ، الجواهر المضيئة ٢ / ١٩٠.

٨٢٢

يقيسون طول المسافات والأشياء. وفخذ الجمل وأصل الرّمح واسم قبيلة واسم منزلة من منازل القمر. وهي عدّة نجوم تقع على ذراع برج الأسد. ويقال : رجل واسع الذّراع : يعني جيد الخلق. كذا في المنتخب. والذّراع : هو مقياس عند الفقهاء ، وبالفارسية يقال له : گز وطوله أربعة وعشرون إصبعا مضمومة سوى الإبهام بعدد حروف (١) لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله ، وكلّ إصبع ستّ شعيرات مضمومة بطون بعضها إلى بعض. ويسمّى بذراع الكرباس ، وهو المعتبر في تقدير العشر في العشر. واعتبره أهل الهيئة في مساحة قطر الأرض والكواكب وأبعادها وثخن الأفلاك ، وهذا هو الذراع الجديد. وأمّا الذراع القديم فإثنان وثلاثون إصبعا. وقيل هو الهاشمي والقديم هو سبعة وعشرون إصبعا. وقيل ذراع الكرباس سبع قبضات وثلاث أصابع. وقيل سبع قبضات بإصبع قائمة في المرّة السّابعة. وذراع المساحة ويسمّى بذراع الملك أيضا سبع قبضات فوق كلّ قبضة إصبع قائمة. وقيل ذراع المساحة سبع قبضات وذراع الكرباس أنقص منه بإصبع. وقيل ذراع المساحة سبع قبضات مع إصبع قائمة في القبضة السابعة ، وذراع العامّة ويسمّى الذراع المكسّر ستّ قبضات سمّيت بذلك لأنّها نقصت من ذراع الملك أي ملك الأكاسرة بقبضة ، ذكره في المغرب. ثم إنّ هذه الأذرع هي الطولية وتسمّى بالخطّية. وأمّا الذراع السّطحي فهو ما يحصل من ضرب الطّولي في نفسه ويسمّى بالذّراع الجسمي هو ما يحصل من ضرب الطولي في مربّعه ، هكذا يستفاد من البرجندي وجامع الرموز وبعض كتب الحساب.

الذّرة : [في الانكليزية] Atom ـ [في الفرنسية] Atome

بالفتح هي نصف سدس القطمير وسيأتي في لفظ المثقال. وقيل الذرة ليس لها وزن كما في بحر الجواهر.

الذّروة : [في الانكليزية] Apogee ـ [في الفرنسية] Apogee

بالضمّ والكسر وهو المشهور وبسكون الراء في اللغة العلوّ. وعند أهل الهيئة تطلق بالاشتراك على معنيين : أحدهما ما يسمّى بالذّروة المرئية المسمّاة أيضا بالبعد الأبعد المقوّم. وهي موقع الخطّ الخارج من مركز العالم المارّ بمركز التّدوير على أعلى التدوير ، ويقابلها الحضيض المرئي المسمّى بالبعد الأقرب المقوّم أيضا. وتوضيحه أنا إذا أخرجنا خطا من مركز العالم إلى مركز التدوير منتهيا إلى السطح المحدّب من الحامل فلا محالة يقطع ذلك الخطّ الحامل على نقطتين مشتركتين بين التّدوير والحامل ، إحداهما وهي النقطة المشتركة بين السطح المحدّب للحامل وبين سطح التّدوير ، وهي التي هي مبدأ النّطاق الأول تسمّى بالذروة المرئية ، وهي نقطة على أعلى التدوير بالقياس إلى مركز العالم. وثانيتهما وهي النقطة المشتركة بين السّطح المقعّر من الحال وبين سطح التّدوير ، وهي التي هي مبدأ النّطاق الثالث ، تسمّى بالحضيض المرئي وهي أقرب نقطة على أسفل التدوير بالقياس إلى مركز العالم. وثانيهما ما يسمّى بالذروة الوسطية وقد تسمّى أيضا بالذروة المستوية والبعد الأبعد الوسط وهي موقع الخطّ الخارج من مركز معدّل المسير أو من نقطة المحاذات على أعلى التدوير وبإزائها الحضيض الأوسط والوسطي والمستوي والبعد الأقرب الوسط ، فإنّا إذا أخرجنا خطا من

__________________

(١) بازو واز آرنج تا انگشتان ودر حيوانات از پاچه بالاتر را ذراع گويند وگزى گه بأو چيزها پيمايند وران شتر وبن نيزه وقبيله است ونام منزلست از منازل قمر وآن ستاره چند است كه بر ذراع برج اسد واقع شده اند ويقال رجل واسع الذراع خوش خلق كذا في المنتخب. والذّراع بمعنى گز عند الفقهاء أربعة وعشرون إصبعا مضمومة سوى الإبهام.

٨٢٣

مركز معدّل المسير في المتحيّرة أو من نقطة المحاذاة في القمر ، فتقاطعه مع أعلى التدوير هو الذّروة الوسطي ومع أسفله هو الحضيض الوسطي. ثم اعلم أنّ الذروتين وكذا الحضيضين ينطبق أحدهما على الآخر إذا كان مركز التدوير في أوج الحامل أو حضيضه ، وفي غير هذين الموضعين يفترقان. هذا كلّه خلاصة ما في شرح الملخّص للسّيد السّند ، وما ذكر الفاضل عبد العلي في شرح التذكرة حاشية شرح الملخص للقاضي.

الذّفر : [في الانكليزية] High smell ، stink ـ [في الفرنسية] Odeur forte ، puanteur

بفتح الذال والفاء هو شدّة الرّيح طيبة كانت أو خبيثة. ومراد الفقهاء في قولهم الذّفر عيب نتن الإبط ، فمن الظّنّ الفاسد أنّ في المغرب مرادهم (١) منه حدة الرائحة منتنة أو طيبة لأنّه قال : أراد منه الصّنان بضم المهملة وهو نتن الإبط ، على أنّ عدّ الرائحة الطيّبة من العيوب عيب لا يخفى على عاقل. كذا في جامع الرموز في كتاب البيع في بيان خيار العيب.

الذّفري : [في الانكليزية] Apophysis mastoid ـ [في الفرنسية] Apophyse mastoide

بالگسر يقول بعضهم : خلف الأذن حيث تصل إليه الأذن ، والجمع الذفاري. وقال في الخلاص : إن الذفريان هما طرفا الأذن. ويقول العلامة التفتازاني بأنّ الذفري هي أصل الأذن وموضع العرق خلف الأذن ، كذا في بحر الجواهر (٢). وفي الصراح يقال هذه ذفرى بلا تنوين لأنّ ألفها للتأنيث. وبعضهم ينوّنه في النكرة ويجعل ألفها للإلحاق بدرهم.

الذّكاء : [في الانكليزية] Intelligence ، sagacity ـ [في الفرنسية] Intelligence ، sagacite

بالفتح كالسّواء سرعة الفطنة كذا في القاموس. وعرف بشدة قوة للنفس معدّة لاكتساب الآراء أي العلوم التصوّرية والتصديقية ، وهذه القوة تسمّى بالذهن. وجودة تهيؤها لتصوّر ما يرد عليها من الغير تسمّى بالفطنة. والغباوة عدم الفطنة عمّا من شأنه الفطنة ، فمقابل الغبي الفطن كذا في المطول في بحث البلاغة. قال الچلپي ما حاصله إنّه على هذا الذكاء أعمّ من الفطنة انتهى. أقول بيانه أنّ الذّهن قوة للنفس تهيّؤ بها (٣) لاكتساب العلوم أي لتحصيلها بالنظر وغيره ، فإنّ الاكتساب أعمّ من النظر والاستدلال كما يجيء في موضعه ، والعلم أعمّ من أن يكون تصوّر مراد (٤) المتكلّم من كلامه ، أي فهم معناه وإدراكه المعبّر عنه بقوله لتصوّر ما يرد عليه من الغير ، وأن يكون غير ذلك ، فشدّة هذه القوة وجودتها هي الذكاء ثم شدّة هذه القوة وجودتها لتصوّر ما يرد عليه من الغير أي شدّتها لتهيؤ النفس بهذا العلم الخاص أي العلم بمراد (٥) المتكلّم هي الفطنة فهي أخصّ من الذكاء لأنّها قسم منها. قيل هذا بحسب اللغة وأمّا بحسب الاصطلاح فقد تستعمل الذكاء في الفطانة ، يقال رجل ذكي ويريدون به المبالغة في فطانته ، فعلى هذا مقابل الغبي يكون الذّكي انتهى. فمعنى رجل ذكي رجل شديد الفطانة قد بلغ في الفطانة النهاية.

__________________

(١) مقصودهم (م ، ع).

(٢) بالكسر بعضى گويند آنجا كه گوش بوي رسد از گردن الذفاري الجمع .. ودر خلاص گفته كه ذفريان هر دو كنار گوش است. وعلامه تفتازاني گفته كه ذفري بيخ گوش است وموضعى كه عرق كند در پس گوش كذا في بحر الجواهر.

(٣) تتهيأ (م ، ع).

(٤) مقصود (م ، ع).

(٥) بمقصود (م ، ع).

٨٢٤

وفي الأطول هاهنا سؤال مشهور وهو أنّ الذّكاء يجامع اكتساب الرأي فكيف يكون معدّا له؟ وأجيب بأنّ المعدّ بمعنى المهيّئ لا بمعنى المعدّ الاصطلاحي. قال ونحن نقول يجوز أن يكون بمعنى المعدّ اصطلاحا ، ولا نسلم أنّ شدة القوة تجامع اكتساب الرأي ، بل حين حصول الاكتساب تفتر القوة. وقد يفسّر الذّكاء بملكة سرعة انتاج القضايا وسهولة إخراج (١) النتائج بواسطة كثرة مزاولة المقدّمات المنتجة كالبرق اللامع ، فلا يشتمل ملكة اكتساب الآراء التصوّرية وسرعة الإنتاج وسهولة الاستخراج النظريّتين ، فيكون أخصّ من التفسير الأول بمرتبتين. انتهى كلام الأطول في بحث التشبيه.

الذّكر : [في الانكليزية] Remembrance ، reputation ـ [في الفرنسية] Souvenir ، renommee

بالكسر وسكون الكاف في اللغة على ضربين. ذكر هو خلاف النّسيان كقوله تعالى : (وَما أَنْسانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ) (٢) وذكر هو قول وهو على ضربين : قول لا عيب فيه للمذكور وهو كثير في الكلام ، وقول فيه عيب للمذكور كقوله تعالى حكاية عن إبراهيم (قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ) (٣) أي يعيبهم ، كذا في بعض كتب اللغة. اعلم أنّ الذكر يجيء لمعان كثيرة الأول التلفّظ بالشيء. والثاني إحضاره في الذهن بحيث لا يغيب عنه وهو ضدّ النسيان. والثالث الحاصل بالمصدر ويجمع على أذكار وهي الألفاظ التي ورد الترغيب فيها. والرابع المواظبة على العمل سواء كان واجبا أو ندبا.

والخامس ذكر اللسان نحو قوله تعالى (فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً) (٤) والسادس ذكر القلب نحو قوله تعالى (ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ) (٥). والسابع الحفظ نحو قوله تعالى (وَاذْكُرُوا ما فِيهِ) (٦) والثامن الطاعة والجزاء نحو قوله تعالى (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) (٧) والتاسع الصلوات الخمس نحو قوله تعالى (فَإِذا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ) (٨) والعاشر البيان نحو قوله تعالى (أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ) (٩) والحادي عشر الحديث نحو قوله تعالى (اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ) (١٠) والثاني عشر القرآن نحو قوله تعالى (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي) (١١) والثالث عشر العلم بالشرائع نحو قوله تعالى (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (١٢) والرابع عشر الشرف نحو قوله تعالى : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ) (١٣) والخامس عشر العيب نحو قوله تعالى : (أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ) (١٤) والسادس عشر الشكر نحو قوله تعالى (وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً) (١٥) والسابع عشر صلاة الجمعة نحو (فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ) (١٦) والثامن عشر صلاة العصر نحو قوله تعالى (عَنْ ذِكْرِ رَبِّي) (١٧) وذكرى مصدر بمعنى الذكر ولم يجيء مصدر على فعلى غير هذا نحو قوله تعالى (وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) (١٨) (وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ) (١٩) (وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى) (٢٠) والذّكر ضدّ الأنثى وجمعه الذّكور

__________________

(١) استخراج (م ، ع).

(٢) الكهف / ٦٣.

(٣) الأنبياء / ٦٠.

(٤) البقرة / ٢٠٠.

(٥) آل عمران / ١٣٥.

(٦) البقرة / ٦٣.

(٧) البقرة / ١٥٢.

(٨) البقرة / ٢٣٩.

(٩) الأعراف / ٦٣.

(١٠) يوسف / ٤٢.

(١١) طه / ١٢٤.

(١٢) النحل / ٤٣.

(١٣) الزخرف / ٤٤.

(١٤) الأنبياء / ٣٦.

(١٥) الأنفال / ٤٥.

(١٦) الجمعة / ٩.

(١٧) ص / ٣٢.

(١٨) هود / ١٢٠.

(١٩) ص / ٤٣.

(٢٠) الفجر / ٢٣.

٨٢٥

وبمعنى العضو المخصوص وجمعه مذاكير وهذا الجمع على خلاف القياس. وعند السالكين هو الخروج من ميدان الغفلة إلى فضاء المشاهدة على غلبة الخوف أو لكثرة الحبّ. وقيل الذكر بساط العارفين ونصاب المحبّين وشراب العاشقين. وقيل الذكر الجلوس على بساط الاستقبال بعد اختيار مفارقة الناس ، والذكر أفضل الأعمال : (قيل يا رسول الله : أيّ الأعمال أفضل؟ قال أن تموت ولسانك رطب بذكر الله تعالى) (١) ، وقال أيضا : (من أكثر ذكر الله برئ من النفاق) (٢) كذا في خلاصة السلوك.

الذّمّ : [في الانكليزية] Blame ، rebuke ، denigration ـ [في الفرنسية] Blame ، reprimande ، denigrement

بالفتح ضد المدح وهو قول أو فعل أو ترك قول أو فعل ينبئ عن اتّضاح حال الغير وانحطاط شأنه كما في شرح المواقف في تعريف الحسن والقبح.

الذّمّة : [في الانكليزية] Obligation ، guarantee ، debt ـ [في الفرنسية] Obligation ، garantie ، caution ، dette

بالكسر قال بعض الفقهاء إنّ الذّمة أمر لا معنى له ، بل هي من مخترعات الفقهاء يعبّرون عن وجوب الحكم على المكلّف بثبوته في ذمّته ، وهذا القول ليس بصحيح إذ في المغرب أنّ الذمّة في اللغة العهد ويعبّر بالأمان والضّمان ، ويسمّى محلّ التزام الذمّة بها في قولهم ثبت في ذمتي كذا أي على نفسي. فالذمة في قول الفقهاء يراد به نفس المكلف. وذكر القاضي الإمام أبو زيد أنّ الذمّة شرعا وصف يصير به الإنسان أهلا لما له ولما عليه ، فإنّ الله تعالى لمّا خلق الإنسان محلا للأمانة أكرمه بالعقل والذمة حتى صار أهلا لوجوب الحقوق له وعليه ، وثبت له حقوق العصمة والحرّية والمالكية ، كما إذا عاهدنا الكفار وأعطيناهم الذّمّة ثبت لهم وعليهم حقوق المسلمين في الدنيا ، وهذا هو العهد الذي جرى بين الله تعالى وعباده يوم الميثاق. ثم هذا الوصف غير العقل ، إذ العقل لمجرّد فهم الخطاب فإنّ الله تعالى عند إخراج الذّرية يوم الميثاق جعلهم عقلاء ، وإلاّ لم يجز الخطاب والسؤال ولا الإشهاد عليهم بالجواب ، ولو كان العقل كافيا للإيجاب لم يحتج إلى الإشهاد والسؤال والجواب ، فعلم أنّ الإيجاب لأمر ثبت بالسؤال والجواب والإشهاد وهو العهد المعبّر عنه بالذّمّة. فلو فرض ثبوت العقل بدون الذّمّة لم يثبت الوجوب له وعليه. والحاصل أنّ هذا الوصف بمنزلة السّبب لكون الإنسان أهلا للوجوب له وعليه ، والعقل بمنزلة الشّرط. ومعنى قولهم وجب ذلك في ذمّته الوجوب على نفسه باعتبار ذلك الوصف ، فلما كان الوجوب متعلقا به جعلوه بمنزلة ظرف يستقر فيه الوجوب دلالة على كمال التعلّق وإشارة إلى أنّ هذا الوجوب إنّما هو باعتبار العهد والميثاق الماضي ، كما يقال وجب في العهد والمروءة أن يكون كذا وكذا. وأمّا على ما ذكره فخر الإسلام من أنّ المراد (٣) بالذّمة في الشرع نفس ورقبة لها ذمّة وعهد ، فمعنى هذا القول أنّه وجب على نفسه باعتبار كونها محلا لذلك العهد. فالرّقبة تفسير للنفس ، والعهد تفسير للذّمة ، وهذا في التحقيق من تسمية المحل باسم الحال ، والمقصود واضح. هذا كله خلاصة ما في التلويح وحاشيته للفاضل الچلپي والبرجندي في باب الكفالة.

__________________

(١) عزاه المتقي الهندي في كنز العمال ، إلى ابن شاهين وابن النجار. بلفظ «من ذكر الله». كنز العمال ، كتاب الأذكار ، باب الذكر ، حديث ٣٩٣٩. ج ٣ ، ص ٢٤٧.

(٢) رواه الديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب ، حديث ٥٧٦٨. ج ٣ ، ص ٥٦٤.

(٣) المقصود (م ، ع).

٨٢٦

الذمّية : [في الانكليزية] Al ـ Dhammiyya (sect) ـ [في الفرنسية] Al ـ Dhammiyya (secte)

بالفتح وبياء النسبة فرقة من غلاة الشيعة لقبوا بذلك لأنّهم ذمّوا محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأنّ عليا هو الإله ، وقد بعثه ليدعو الناس إليه فدعا إلى نفسه. وقال بعضهم بإلهية محمد وعلي ولهم في التقديم خلاف. فبعضهم يقدّم عليا في أحكام الإلهية. وبعضهم يقدّم محمدا. وقال بعضهم بإلهية خمسة أشخاص يسمّون أصحاب العباء محمد وعلي وفاطمة والحسنان عليه وعليهم الصلاة والسلام ، وزعموا أنّ هذه الخمسة شيء واحد وأنّ الروح حالّة فيهم بالسّوية لا مزيّة لواحد منهم على آخر ولا يقولون بفاطمة تحاشيا عن وسمة (١) التأنيث كذا في شرح المواقف ، فهؤلاء كفار مشركون بلا ريب.

الذّنب : [في الانكليزية] Guilt ، mistake ، sin ـ [في الفرنسية] Culpabilite ، faute ، peche

بالفتح وسكون النون عند أهل الشرع ارتكاب المكلّف أمرا غير مشروع والأنبياء معصومون عن الذّنب دون الزلّة. والزلّة عبارة عن وقوع المكلّف في أمر غير مشروع في ضمن ارتكاب أمر مشروع ، كذا في مجمع السلوك في الخطبة في تفسير الصلاة. ثم الذّنوب على قسمين كبائر وصغائر. ومن الناس من قال جميع الذنوب والمعاصي كبائر كما يروي سعيد بن جبير (٢) عن ابن عباس أنّه قال : كلّ شيء عصي الله فيه فهو كبيرة ، فمن عمل شيئا فليستغفر الله ، فإنّ الله لا يخلّد في النار من هذه الأمة إلاّ راجعا عن الإسلام أو جاحد فريضة أو مكذّبا بقدر ، وهذا القول ضعيف لقوله تعالى (وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ) (٣) ولقوله (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ) (٤) إذ الذنوب لو كانت بأسرها كبائر لم يصح الفصل بين ما يكفّر باجتناب الكبائر وبين الكبائر ، ولقوله عليه‌السلام (الكبائر الإشراك بالله واليمين الغموس وعقوق الوالدين وقتل النفس) (٥) ولقوله تعالى : (وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ) (٦) فلا بدّ من فرق بين الفسوق والعصيان ليصحّ العطف ، لأنّ العطف يقتضي المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه. فالكبائر هي الفسوق والصّغائر هي العصيان ، فثبت أنّ الذنوب على قسمين : صغائر وكبائر. والقائلون بذلك فريقان. منهم من قال الكبيرة تتميّز عن الصغيرة في نفسها وذاتها ، ومنهم من قال هذا الامتياز إنّما يحصل لا في ذواتها بل بحسب حال فاعلها. أمّا القول الأوّل فالقائلون به اختلفوا اختلافا شديدا. فالاول قال ابن عباس : كلّ ما جاء في القرآن مقرونا بذكر الوعيد كبيرة نحو قتل النفس وقذف المحصنة والزّنى والربا وأكل مال اليتيم والفرار من الزّحف ، وهو ضعيف لأنّ كلّ ذنب فلا بد وأن يكون متعلّق الذّم في العاجل والعقاب في الآجل. فالقول بأنّ كلّ ما جاء في القرآن مقرونا الخ يقتضي أن يكون كلّ ذنب

__________________

(١) وصمة (م).

(٢) هو سعيد بن جبير الأسدي الكوفي ، أبو عبد الله. ولد عام ٤٥ هـ / ٦٦٥ م وتوفي بواسط عام ٩٥ هـ / ٧١٤ م. تابعي ، من كبار العلماء ، فقيه محدث. خرج على الأمويين حتى قبض عليه وقتله الحجاج. الأعلام ٣ / ٩٣ ، وفيات الأعيان ١ / ٢٠٤ ، طبقات ابن سعد ٦ / ١٧٨ ، تهذيب التهذيب ٤ / ١١ ، حلية الأولياء ٤ / ٢٧٢.

(٣) القمر / ٥٣.

(٤) النساء / ٣١.

(٥) رواه الترمذي في الجامع ، كتاب تحريم الدم ، باب الكبائر ، حديث (٤٠١٠) ، ج ٧ ، ص ٨٩.

(٦) الحجرات / ٧.

٨٢٧

كبيرا وقد أبطلناه. الثاني قال ابن مسعود : افتحوا سورة النّساء ، فكلّ شيء نهى الله عنه حتى ثلاثة وثلاثين آية فهو كبيرة. ثم قال مصداق ذلك إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه ، الآية. هو ضعيف أيضا لأنّه ذكر كثيرا من الكبائر في سائر السّور ، فلا معنى لتخصيصها بهذه السورة. الثالث قال قوم كلّ عمد فهو كبيرة وهو ضعيف أيضا لأنّه إن أراد بالعمد أنّه ليس بساه عن فعله فما ذا حال الذي نهى الله عنه فيجب ، على هذا أن يكون كلّ ذنب كبيرا وقد أبطلناه. وإن أراد بالعمد أن يفعل المعصية مع العلم بأنّها معصية فمعلوم أنّ اليهود والنصارى يكفرون بنبوّة محمد عليه‌السلام وهم لا يعلمون أنّه معصية ومع ذلك كفر.

وأمّا القول الثاني فالقائلون به هم الذين يقولون : إنّ لكلّ طاعة قدرا من الثواب ولكلّ معصية قدرا من العقاب ، فإذا أتى الإنسان بطاعة واستحقّ بها ثوابا ثم أتى بمعصية واستحقّ بها عقابا فههنا الحال بين ثواب الطاعة وعقاب المعصية بحسب القسمة العقلية على ثلاثة أوجه. أحدها أن يتعادلا ، وهذا وإن كان محتملا بحسب التقسيم العقلي إلاّ أنّه دلّ الدليل السمعي على أنّه لا يوجد لأنّه قال تعالى : (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) (١) ولو وجد مثل هذا المكلف وجب أن لا يكون في الجنة ولا في السعير. وثانيها أن يكون ثواب طاعة أزيد من عقاب معصية وحينئذ ينحبط ذلك العقاب بما يساويه من الثواب ويفضل من الثواب شيء ، ومثل هذه المعصية هي الصغيرة وهذا الانحباط هو المسمّى بالتكفير. وثالثها أن يكون عقاب معصية أزيد من ثواب طاعة ، وحينئذ ينحبط ذلك الثواب بما يساويه من العقاب ويفضل من العقاب شيء ، وهذا الانحباط هو المسمّى بالانحباط ومثل هذه المعصية هي الكبيرة ، وهذا قول جمهور المعتزلة. وهذا مبني على أنّ الطاعة توجب ثوابا والمعصية توجب عقابا ، وعلى القول بالإحباط وكلاهما باطلان عندنا معاشر أهل السّنة.

ثم اعلم أنّه اختلف الناس في أنّ الله تعالى هل ميّز جملة الكبائر عن جملة الصغائر أم لا؟ والأكثرون قالوا إنّه تعالى لم يميّز ذلك لأنّه تعالى لمّا بيّن أنّ الاجتناب عن الكبائر يوجب التكفير عن الصغائر ، فإذا عرف العبد أنّ الكبائر ليست إلاّ هذه الأصناف (٢) المخصوصة عرف أنّه متى احترز عنها صارت صغائره مكفّرة ، فكان ذلك إغراء له بالإقدام على تلك الصغائر ، فلم يعرف الله في شيء من الذنوب أنّه صغيرة فلا ذنب يقدم عليه إلاّ ويجوز كونه كبيرة ، فيكون ذلك زاجرا له عن الإقدام. قالوا ونظيره في الشريعة إخفاء ليلة القدر في ليالي رمضان وساعة الإجابة في ساعات الجمعة ووقت الموت في جملة الأوقات. والحاصل أنّ هذه القاعدة تقتضي أن لا يبيّن الله تعالى في شيء من الذنوب أنّه صغيرة وأن لا يبيّن أنّ الكبائر ليست إلاّ كذا وكذا ، لأنّه لو بيّن ذلك لصارت الصغيرة معلومة ، لكن يجوز في بعض الذنوب أن يبيّن أنّه كبيرة. روي أنه عليه‌السلام قال : (ما تعدون الكبائر. فقالوا الله ورسوله أعلم. فقال : الإشراك بالله وقتل النفس المحرّمة وعقوق الوالدين والفرار من الزّحف والسّحر وأكل مال اليتيم وقول الزور وأكل الربو وقذف الغافلات المحصنات) (٣). وعن عبد الله بن عمر

__________________

(١) الشورى / ٧.

(٢) الأوصاف (م ، ع).

(٣) روى مسلم نحوه دون قوله : «ما تعدون الكبائر». في الصحيح ، كتاب الإيمان ، باب الكبائر ، حديث ١٤٥ ـ (٨٩) ج ١ ، ص ٩٢.

٨٢٨

رضي‌الله‌عنهما أنّه ذكرها وزاد فيها استحلال بيت الحرام وشرب الخمر. وعن ابن مسعود رضي‌الله‌عنه أنه زاد فيه القنوط من رحمة الله واليأس من رحمة الله والأمن من مكر الله. وذكر عبد الله بن عباس أنّها سبعة وقال هي إلى التسعين أقرب ، وفي رواية إلى سبعمائة أقرب كذا في التفسير الكبير في تفسير قوله تعالى (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ) (١) الخ في سورة النساء. وفي معالم التنزيل (٢) قال ضحاك : ما وعد الله عليه حدا في الدنيا وعذابا في الآخرة فهو كبيرة. وقال بعضهم ما سمّاه الله تعالى في القرآن كبيرة أو عظيما فهو كبيرة. وقال سفيان الثوري الكبائر ما كان من المظالم بينك وبين العباد ، والصغائر ما كان بينك وبين الله تعالى ، لأنّ الله تعالى كريم يعفو. وقيل الكبيرة ما قبح في العقل والطبع مثل القتل والظّلم والزّنى والكذب والنّميمة ونحوها. وقال بعضهم الكبائر ما يستحقره العبد والصغائر ما يستعظمه ويخاف منه انتهى. وفي البيضاوي اختلف في الكبائر والأقرب أنّ الكبيرة كلّ ذنب رتّب الشارع عليه حدّا وصرّح بالوعيد فيه. ما علم حرمته بقاطع. وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (أنها سبع : الإشراك بالله وقتل النفس التي حرّم الله وقذف المحصنة وأكل مال اليتيم والربو والفرار عن الزحف وعقوق الوالدين) (٣). وعن ابن عباس الكبائر إلى سبعمائة أقرب منها إلى سبع. وقيل صغر الذنوب وكبرها بالإضافة إلى ما فوقها وما تحتها ، فأكبر الكبائر الشرك وأصغر الصغائر حديث النفس ، وبينهما وسائط يصدق عليها الأمران. فمن ظهر له أمران منها ودعت نفسه إليهما بحيث لا يتمالك فكفّها عن أكبرهما كفّر عنه ما ارتكبه لما استحق من الثّواب على اجتناب الأكبر. ولعل هذا يتفاوت باعتبار الأشخاص والأحوال. ألا يرى أنّه تعالى عاتب نبيه في كثير من خطراته التي لم تعدّ على غيره خطيئة فضلا عن أنّ يؤاخذ عليها انتهى.

الذّنب : [في الانكليزية] Tail ـ [في الفرنسية] Queue

بفتحتين عند أهل الهيئة نقطة مقابلة لنقطة مسمّاة بالرأس. قالوا مناطق الافلاك المائلة تقاطع مناطق الافلاك الممثلة ومنطقة البروج أيضا على نقطتين متقابلتين فيصير النصف من الأفلاك المائلة شماليا عن منطقة البروج والنصف الآخر جنوبيا عنها ، وإحدى هاتين النقطتين وهي مجاز مركز تدوير الكوكب عن دائرة البروج على التوالي إلى الشمال يسمّى بالرأس ، والأخرى وهي مجاز مركز تدوير الكوكب عن دائرة البروج على التوالي إلى الجنوب يسمّى بالذّنب. ويسمّيان أيضا بالعقدتين والجوزهرين. أمّا تسميتهما بالعقدتين فظاهر إذ العقدة في اللغة محلّ العقد. وأمّا بالرأس والذّنب فلأنّ الشكل الحادث بين نصفي المنطقتين من الجانب الأقرب شبيه بالتنين وهو نوع من الحيات العظيمة ، والعقدتان أي هاتان النقطتان بمنزلة رأسه وذنبه. وأمّا بالجوزهرين فلأنّ الجوزهر معرب گوزهر وهو طرفا الحية. وقيل لأنّ الجوزهر معرب جوزچهر أي صورة الجوز وهذا كما يسمّى بعض العقد بالفارسية جوزكره وإنّما قلنا مجاز تدوير الكوكب ولم نقل مجاز الكوكب كما قال صاحب الملخّص لأنّ

__________________

(١) النساء / ٣١.

(٢) معالم التنزيل : في التفسير للإمام محي السنة أبي محمد حسين بن مسعود الفراء البغوي الشافعي (ـ ٥١٦ هـ). كشف الظنون ، ٢ / ١٧٢٦.

(٣) عزاه للطبراني في الأوسط. الهيثمي في مجمع الزوائد ، كتاب الإيمان ، باب الكبائر ، ١ / ١٠٤. بلفظ : الكبائر سبع : الإشراك بالله وقتل النفس التي حرّم الله إلاّ بالحق وقذف المحصنة والفرار من الزحف وأكل الربا وأكل مال اليتيم». وهو في الصحيحين مختصرا من حديث أبي بكر رضي‌الله‌عنه.

٨٢٩

ما ذكره لا يصحّ إلا في القمر ، فإنّه يصل مع مركز تدويره إلى منطقة الممثل. وأمّا المتحيّرة فقد تصل إلى منطقة الممثل مع مراكز تداويرها وقد لا تصل إليها معها. ثم اعلم أنّ ما ذكر مختصّ بالكواكب العلوية والقمر فإنّ الرأس والذّنب في السفليين لو أفسرا بهذا لكان كلتا عقدتي الزهرة رأسا ، وعقدتي عطارد ذنبا ، فالرأس في الزهرة العقدة التي يأخذ منها مركز تدويرها نحو الحضيض وفي عطارد بعكس ذلك. وقيل الرأس موضع من منطقة الممثّل يكون القياس أن يجوز الكوكب عليه ويمرّ إلى جانب الشمال والذّنب موضع منها يكون القياس أن يجوز عليه الكوكب ويمرّ إلى جانب الجنوب. ففي الزهرة وإن كانت النقطتان بحيث يقع عليهما الكوكب ويمر إلى جانب الشمال ، لكن إحداهما على القياس والأخرى على غير القياس ؛ وعلى هذا القياس في عطارد ويخدشه أنّه لا يتعيّن حينئذ أنّ أيّتهما على القياس والأخرى على غير القياس ، والمقصود أن يجعل (١) التميّز بينهما ، هكذا يستفاد من الچغميني وحاشيته لعبد العلي البرجندي وشرح التذكرة له.

الذّهن : [في الانكليزية] Spirit ، intelligence ، understanding ـ [في الفرنسية] Esprit ، intelligence ، entendement

بالكسر وسكون الهاء وبفتحتين أيضا : الذكاء ، والتذكّر وحدّة الخاطر وقوّته كما في كشف اللغات (٢). الأذهان الجمع. وفي عرف العلماء يطلق على معان. منها قوّة للنفس معدّة لاكتساب الآراء أنّ العلوم التصوّرية والتصديقية والمعدّة على صيغة اسم المفعول ، أي قوة مهيّئة هيّأها الله تعالى للاكتساب. ويجوز أن يكون على صيغة اسم الفاعل أي قوة مهيئة تهيئ النفس للاكتساب ، هكذا يستفاد من الأطول والمطول. وأما ما وقع في شرح هداية النحو من أنّ الذّهن قوة نفسانية يحصل بها التمييز بين الأمور الحسنة والقبيحة والصواب والخطاء. وقيل هي القوة المعدة لاكتساب التصوّرات والتصديقات. وقيل هي قوّة مهيئة لاكتساب العلوم انتهى. فمرجع هذه الأقوال إلى هذا المعنى كما لا يخفى. ومنها النفس. ومنها العقل أي المقابل للنفس وهو الجوهر المجرّد الغير المتعلّق بالبدن تعلّق التدبير والتصرف وقد صرّح بهذه المعاني الثلاثة السيّد السّند في حاشية خطبة شرح الشمسية حيث قال : الذّهن قوة معدّة لاكتساب الآراء والحدود ، وقد يعبّر عنه بالعقل تارة وبالنفس أخرى انتهى. والمراد (٣) بالآراء التصديقات وبالحدود التصوّرات. وقيد الاكتساب احتراز عن القوى العالية فإنّ علومها حضورية وليست بمكتسبة. ومنها المدارك من العقل وقواها والمبادئ العالية جميعا لأنّ الوجود الذهني هو الحصول في واحد واحد منها ، كذا في شرح هداية النحو. والمراد بالعقل النفس وإطلاق العقل على النفس جائز كما يجيء في لفظ العقل. ويؤيّد هذا المعنى ما وقع في بعض حواشي شرح التجريد من أنّ الوجود الظلّي لا يتصوّر إلا في القوى الدراكة ولذلك يسمّى وجودا ذهنيا ، والوجود الأصلي لا يكون إلاّ خارجا عن القوى الدراكة فالخارج يقابل الذهن انتهى. والقوى الدراكة هي القوة العالية والسافلة صرّح بذلك المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح الشمسية في بيان القضية الخارجية حيث قال : المراد (٤) بالخارج

__________________

(١) يحصل (م ، ع).

(٢) زيرك بودن وياد داشتن وقوت وتيزي خاطر.

(٣) المقصود (م ، ع).

(٤) المقصود (م ، ع).

٨٣٠

في قولهم قد تعتبر القضية المحصورة بحسب الخارج هو الخارج عن المشاعر ، والمشاعر هي القوى الدراكة أي النفس وآلاتها ، بل جميع القوى العالية والسافلة انتهى. وأما ما وقع في شرح هداية النحو من أنّه قيل الذهن قوة دراكة تنتقش فيها صور المحسوسات والمعقولات انتهى ، فيراد بهذه القوة النفس عند من ذهب إلى أنّ صور المحسوسات والمعقولات جميعها ترتسم في النفس. وأمّا عند من ذهب إلى أنّ صور الكليّات والجزئيّات المجرّدة ترتسم في النفس وصور الجزئيات المادية ترتسم في آلاتها فيراد بهذه القوة النفس وقواها أي القوى السافلة. وقد يفهم مما ذكر العلمي في حاشية شرح الهداية في مبحث الوجود أنّ الذهن قد يراد به القوى السافلة تارة والقوى العالية أخرى ، والأعم منهما اي العالية والسافلة جميعا مرة أخرى.

الذّهنية : [في الانكليزية] Abstract proposition ـ [في الفرنسية] Proposition abstraite

بياء النسبة وتاء التأنيث عند المنطقيين قضية يكون الحكم فيها على الأفراد الذهنية فقط وقد سبق ذكرها في لفظ الحقيقية (١). وهي أقسام. منها ما يكون أفرادها موجودة في الذهن متصفا بمحمولاتها في الذهن اتصافا مطابقا للواقع ، كجميع المسائل المنطقية ، فإنّ محمولاتها عوارض تعرض للمعقولات الأولى في الذهن ، ويكون لموضوعاتها وجودان ذهنيّان ، أحدهما : مناط الحكم وهو الوجود الظّلّي الذي به يتغاير الموضوع والمحمول. وثانيهما : الوجود الأصلي الذي به اتّحاد المحمول بالموضوع ، وهو مناط الصدق والكذب الفارق بين الموجبة والسالبة. ومنها ما يكون محمولاتها منافية للوجود نحو شريك الباري ممتنع ، واجتماع النقيضين محال ، والمجهول المطلق يمتنع عليه الحكم ، والمعدوم المطلق مقابل للموجود المطلق. فالمفهوم من كلام البعض أنّ في هذا القسم أيضا للموضوع وجودان أحدهما مناط الحكم والآخر مناط الصدق. والتحقيق أنّ مناط الحكم هو تصوّرها بعنوان الموضوع ومناط الصدق هو الوجود الفرضي الذي باعتباره فرديتها للموضوع كأنّه قال : ما يتصوّر بعنوان شريك الباري ويفرض صدقه عليه ممتنع في نفس الأمر ، وقس على ذلك ، وقال المحقّق التفتازاني إنّ هذه الذّهنيات وإن كانت موجبة لا تقتضي إلاّ تصوّر الموضوع حال الحكم كما في السوالب من غير فرق ، وفيه أنّه يهدم المقدّمة البديهية التي يبتني عليها كثير من المسائل من أنّ ثبوت شيء لشيء فرع لثبوت المثبت له إذ التخصيص لا يجري في القواعد العقلية. وقال العلاّمة في شرح الشمسية إنّها سوالب ، وفيه أنّ الحكم فيها إنّما هو بوقوع النّسبة والإرجاع إلى السّلب تعسّف. ومنها ما يكون محمولاتها متقدّمة على الوجود أو نفس الوجود ، نحو زيد ممكن أو واجب بالغير أو موجود ، فلموضوعاتها وجود في الذّهن حال الحكم كسائر القضايا ، أو لكون الاتصاف بها ذهنيّا انتزاعيا لا بدّ أن يكون لموضوعاتها وجود آخر في الذهن يكون مبدءا لانتزاع هذه الأمور ومناط صدق القضية واتحاد المحمولات معها. ثم إذا توجّه العقل إليها ولاحظها من حيث إنّها موجودة بهذا الصدق انتزع عنها وجودا أو إمكانا ووجوبا آخر ، وباعتبار الاتّصاف بهذا الوجود تستدعي تقدّم وجود يكون مصداقا لهذه الأحكام ، وليست هذه الملاحظة لازمة للذهن دائما ، فينقطع بحسب انقطاع الملاحظة. كذا حقق المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح الشمسية في بحث العدول والتحصيل.

__________________

(١) الحقيقة (م).

٨٣١

الذّهول : [في الانكليزية] Stupor ، distraction ـ [في الفرنسية] Stupeur ، distraction

بالضمّ وبالهاء يجيء تفسيره في لفظ النّسيان.

ذو أربعة أضلاع : [في الانكليزية] Quadrilateral ـ [في الفرنسية] Quadrilatere

عندهم شكل أحاطت به أربعة خطوط مستقيمة ، وهو إمّا مربع أو مستطيل أو معين أو شبيه معين أو منحرف ، وتوضيح كلّ في موضعه.

الذوبان : [في الانكليزية] Diolution ، fading ـ [في الفرنسية] Diolution ، fanure

بالفتح وسكون الواو من أقسام البحران ، ويقال له الذبول أيضا وقد سبق.

ذو الاسمين : [في الانكليزية] Composed quantity ـ [في الفرنسية] Quantite composee

هو المقدار المركّب وهو ما يعبّر عنه باسمين كخمسة وجذر ثمانية ، والخطوط المركّبة على ستة أقسام ، لأنّ كلا من قسميها إمّا أصمّ أو أحدهما ، والآخر المنطق سواء كان المنطق أكبر من الأصمّ أو أصغر ، إذ لا يجوز تساويهما وإلاّ لما وقع التركيب وكلّ واحد من هذه الأقسام الثلاثة على وجهين لأنّه إمّا أن يكون مربّع الخط الأطول زائدا على مربّع الخطّ الأصغر بمربع يكون ضلعه أي جذره مشاركا في الطول للقسم الأطول ، أو مباينا له ، والمشاركة أفضل من المبانية والمنطق من الأصمّ ، والمنطق الأطول من المنطق الأصغر. فالقسم الأول وهو الجامع لجميع وجوه الفضل يسمّى ذا الاسمين الأول وهو كلّ خط مركّب من منطق أطول وأصمّ أصغر ويزيد مربّع الأطول على مربّع الأصغر بمربّع يشارك ضلعه الأطول مثل ثلاثة وجذر خمسة وأربعة وجذر اثني عشر. والقسم الثاني وهو الذي يليه في القوة بأن يكون المنطق أصغر والأصمّ أطول والمشاركة على ما ذكرنا يسمّى ذا الاسمين الثاني مثل ست وجذر ثمانية وأربعين. والقسم الثالث وهو الذي يلي هذا في القوة بأن يكون الخطان جميعا أصمّين والمشاركة باقية يسمّى ذا الاسمين الثالث مثل جذر ستة وجذر ثمانية. والقسم الرابع وهو ما كان منطقه أطول من الأصمّ مع عدم بقاء المشاركة المذكورة بأن يكون مربّع الأطول يزيد على مربّع الأصغر بمربّع يباين ضلعه الخط الأطول مثل ثلاثة وجذر سبعة يسمّى بذي الاسمين الرابع. والقسم الخامس وهو ما كان أصمّه أطول من المنطق مع عدم المشاركة المذكورة مثل ثلاثة وجذر عشرة يسمّى بذي الاسمين الخامس. والقسم السادس وهو ما كان القسمان فيه أصمّين مع عدم بقاء المشاركة المذكورة يسمّى بذي الاسمين السادس مثل جذر خمسة وجذر ستة. اعلم أنّ جذر ذي الاسمين الأول يسمّى ذي الاسمين المرسل ، وجذر ذي الاسمين الثاني يسمّى ذي المتوسطين الاول وجذر ذي الاسمين الثالث يسمّى ذي المتوسطين الثاني ، وجذر ذي الاسمين الرابع يسمّى بالأعظم وجذر ذي الاسمين الخامس يسمّى بالقوي على منطق ومتوسط وجذر ذي الاسمين السادس يسمّى بالقوي على المتوسطين. اعلم أيضا أنّ كلا من ذوات الاسمين الستّة متى ضرب في مثله كان الحاصل ذا الاسمين الأول ، وإذا ضرب من عدد صحيح أو كسر أو مختلط فإنّ الحاصل في ذلك هو ذو الاسمين في جذر الأول ، ومرتبته كمرتبته ، أعني إن كان في المرتبة الأولى فالحاصل كذلك ، وإن كان فيما بعدها من المراتب فكذلك الحاصل ، وإنّما كان كذلك لأنّه يصير مشاركا له ، والمشارك للشيء في حدّه ومرتبته. هذا كله خلاصة ما في حواشي تحرير اقليدس وطريق تحصيل الأقسام الستّ وجذورها مذكورة فيها.

٨٣٢

ذو الرّحم : [في الانكليزية] Relative ـ [في الفرنسية] Parent

بفتح الراء وكسر الحاء أو سكونها لغة ذو القرابة. وعند أهل الفرائض وهو القريب الذي ليس بذي سهم مقدّر ولا عصبة ذكرا كان أو أنثى كذا في الشريفية.

ذو الرؤيتين : [في الانكليزية] Bilingualism ـ [في الفرنسية] Bilinguisme

هو مضمون اللغتين ويجيء.

ذو الزّنقة : [في الانكليزية] Parallelepiped ـ [في الفرنسية] Parallelepipede

عند المهندسين شكل من الأشكال المنحرفة وهو ما يكون فيه ضلعان متوازيان وآخران غير متوازيين ، يكون أحدهما عمودا على المتوازيين هكذا. ذو الزنقتين عندهم شكل منحرف لا يكون أحد الضلعين الغير المتوازيين عمودا على المتوازيين هكذا ، كذا ذكر المولوي سيد عصمة الله في شرح خلاصة الحساب. وقال : الزنقة الانحراف ولم يبيّن أنّه بالفاء أو القاف ، وإنّي لم أجد بالفاء في كتب اللغة التي عندي وإنّما وجدته في الصراح بالقاف ، لكنّه لم يذكره بمعنى الانحراف ، بل بمعنى كونچه تنگ ـ ضيق المخرج ـ والله أعلم بحقيقة الحال والظاهر أنّه بالقاف.

ذو العقل : [في الانكليزية] Intelligent ، lucid ـ [في الفرنسية] Intelligent ، lucide ، visionnaire

هو عند الصوفية من يرى الخلق في الظاهر والحقّ في الباطن ، والحقّ عنده هو مرآة للخلق. والمرآة محتجبة بصورة تظهر في المرآة. وهذا احتجاب مطلق بمقيّد. والخلاصة في ترجمة البيت :

يرى الخلق ظاهرين والحقّ مستورا

هكذا يرون أي العقلاء.

فذو العين وذو العقل فهو الذي يرى الخلق والحقّ معا. وأما ذو العين فهو الذي يرى الحقّ ظاهرا. والخلق مرآة للحقّ. كذا في كشف اللغات (١). وفي الاصطلاحات ذو العين هو الذي يرى الحق ظاهرا والخلق باطنا فيكون الخلق عنده مرآة الحقّ لظهور الحقّ عنده واختفاء الخلق فيه اختفاء المرآة بالصورة. وذو العقل والعين هو الذي يرى الحقّ في الخلق والخلق في الحقّ ولا يحتجب بأحدهما عن الآخر ، بل يرى الوجود الواحد بعينه حقا من وجه خلقا من وجه ، فلا يحتجب بالكثرة عن شهود الوجه الواحد الأحد بذاته ، ولا تزاحم في شهوده كثرة الظاهر أحدية الذات ، التي تتجلّى انتهى.

الذّوق : [في الانكليزية] Taste ـ [في الفرنسية] Gout

بالفتح وسكون الواو في اللغة مصدر ذاق يذوق. وعند الحكماء وهو قوة منبثّة أي منتشرة في العصب المفروش على جرم اللسان تدرك بها الطعوم بواسطة الرطوبة اللعابية ، بأن تخالطها أجزاء لطيفة من ذي الطعم ثم تغوص هذه الرطوبة معها في جرم اللسان إلى الذائقة. فالمحسوس حينئذ كيفية ذي الطعم وتكون الرطوبة واسطة لتسهيل وصول الجوهر المحسوس الحامل للكيفية إلى الحاسة ، أو بأنّ تتكيّف نفس الرطوبة بالطعم بسبب المجاورة

__________________

(١) نزد صوفيه آنكه خلق را ظاهر بيند وحق را باطن وحق نزد او آئينه خلق باشد آئينه پنهان گردد به صورتى كه ظاهر بود در آئينه واين احتجاب مطلق بمقيد است.

خلق پيدا بيند وحق را نهان

اين چنين بينند يعني عاقلان

ذو العين وذو العقل آنكه خلق را وحق را با يكديگر مى بيند وذو العين آنكه حق را ظاهر بيند وخلق را آئينه حق داند كذا في كشف اللغات.

٨٣٣

فتغوص وحدها ، فتكون المحسوس كيفيتها. ثم هذه الرطوبة عديم (١) الطعم فإذا خالطها طعم فإمّا بأن (٢) تتكيّف به أو تخالطها أجزاء من حامله لم ترد الطعوم إلى الذائقة كما هي ، بل مخلوطة بذلك الطعم كما للمرضى ، ولذا يجد الذي غلب عليه مرة الصفراء الماء التفه (٣) والسكر الحلو مرا. ومن ثمّ قال البعض : الطعوم لا وجود لها في ذي الطعم ، وإنّما توجد الطعوم في القوة الذائقة والآلة الحاملة ، كذا في شرح المواقف. والذّوق عند البلغاء هو محرّك القلوب والباعث على الوجد الذي لا تراعى فيه الشّاعرية. وهي من خصائص العزلة والعشق الخالص وهو أمر وجداني. وثمّة إجماع على ذلك بحيث لا يستطيع وصفه كما لا توصف حلاوة السّكر وما يشابهها من الأمور الوجدانية ، ولكنّ الاتفاق حاصل على تلك الحلاوة ، وكذا في جامع الصنائع. (٤) ، قال الچلپي في حاشية المطول في شرح خطبة التلخيص : الذوق قوة إدراكية لها اختصاص بإدراك لطائف الكلام ومحاسنه الخفية. والذوق عند الصّوفية عبارة عن السّكر من تذوّق شراب العشق للعاشق ، كذلك الشوق الذي يحصل من استماع كلام المحبوب. ومن مشاهدته ورؤيته ، ولذلك يصير العاشق مسكينا واقعا في الوجد ، فيغيب عن الشعور ويصير في مقام المحو المطلق. ويقولون لمثل هذا الحال : الذّوق. وجاء في اصطلاح عبد الرزاق الكاشي (شارح فصوص الحكم) الذّوق أوّل درجات شهود الحق بأقلّ وقت كالبرق ، وإذا بقي ساعة وصل لمقام الشّهود ، كذا في كشف اللغات. (٥) وفي الاصطلاحات الصوفية لكمال الدين : الذوق هو أول درجات شهود الحقّ بالحقّ في أثناء البوارق المتوالية عند أدنى لبث من التّجلّي البرقي ، فإذا زاد وبلغ أوسط مقام الشهود يسمّى شربا ، فإذا بلغ النهاية يسمّى ربا وذلك بحسب صفاء السّر عن لحوظ الغير.

ذو القافيتين : [في الانكليزية] Line with double rhyme ـ [في الفرنسية] Vers a double rime

عند البلغاء هو التشريع وهو أن يبني الشاعر بيته ذا قافيتين على بحرين أو ضربين من بحر واحد. ولكن ورد في مجمع الصنائع وجامع الصنائع أنّ ذا القافيتين هو أن يراعي الشّاعر في بيت قافيتين وأن يأتي بهما كلّ واحدة منهما إلى جانب الأخرى ومثاله ما ترجمته :

لقد علقت قلبي برأس سالف الحبيب

ومن نرجس ذلك الجميل نجوت

فالقافية الأولى يار ونكار (والمعنى : الحبيب ، الجميل). والقافية الثانية بستم ورستم :أي ربطت ونجوت. وإذا روعي في الشعر أكثر من قافية فذاك ذو القوافي ويقال له أيضا المعطّل ، ومثاله على ثلاث قوافي : وترجمة البيتين هي :

__________________

(١) عديمة (م).

(٢) أن (م).

(٣) النقي نتنا (م).

(٤) وذوق نزد بلغا آنست كه محرك قلوب وموجد وجد بود كه درو شاعري مرعي نبود واين خاصه عزلت وعاشقى صرف بود واين وجداني است وليكن اتفاق واجماع بر آن شرط است چنانكه شكر كه شرح شيريني او در بيان نيابد واز قبيل وجد اينست وليكن همه باتفاق آن را شيرين گويند كذا في جامع الصنائع.

(٥) وذوق نزد صوفيه عبارت است از مستى كه از چشيدن شراب مر عاشق را شود وشوقى كه از استماع كلام محبوب واز مشاهده وديدارش روي آرد واز آن عاشق بيچاره در وجد آيد واز آن وجد بى خود وبى شعور گردد ومحو مطلق شود اين چنين حال را ذوق گويند. ودر اصطلاح عبد الرزاق كاشي ذوق اوّل درجات شهود حق است بحق به اندك زمانى همچون برق واگر ساعتى موقوف ماند بوسط مقام شهود رسد كذا في كشف اللغات.

٨٣٤

إذا كان طالع نجمك طالع السّعد

فدار المملوء بالذهب يكون تابعا لك

وإذا لم يكن طالعك مثل طالع «عطاء»

فعملك أبتر وتعبك ضائع

فالقافية الأولى هي العين والثانية هي الراء والثالثة هي التاء. وأما مثال الشّعر المبني على أربع قوافي ما ترجمته : جاء الربيع الجديد فبدّل صورة الدنيا وإنّ نسيم الربيع قد خلع على البستان خلعة من الديباج إنّك لم تر زينتها فانظر إلى الصحراء هذا العجيب في الصحراء من رأى مثل صورته. فالقافية الأولى هي النون والثانية هي التاء والثالثة هي الألف والرابعة هي الدال. وإذن : إذا كانت القوافي متتابعة فيسمّى ذلك مقرون القوافي وأمّا إذا توسّط بينها كلمة فذلك هو المتوسّط كما في المثال التالي وترجمته : وجه معشوقي كحمرة على القمر وعلى معشوقي كالحرير على الحمر وإذا ما تبسّم بشفتيه العذبتين تماما كأنّك تقول : شجرة «الناروان» معلقة عليها الجواهر فكلمة بر بين قافيتين أرغوان والقمر هي واسطة وقد تكرّرت حتى النهاية ، وذو القافيتين هكذا هو في الفارسية كما ذكرنا. وأمّا في العربية فبصورة أخرى التي تسمّى التشريع. انتهى.

فإنّ اختلاف المعنيين بسبب اختلاف الاصطلاحين (١).

ذو المتوسّطين : [في الانكليزية] Common ، figure with two intermediates ـ [في الفرنسية] Mitoyen ، figure a deux intermediaires

الأول هو جذر ذي الاسمين الثاني وذو المتوسطين الثاني هو جذر ذي الاسمين الثالث. وإنما سمّيا بذلك لأنّ كلّ واحد منهما مركّب من خطين ، كلّ واحد منهما متوسّط ، فمجموعهما ذو المتوسطين. وإنّما سمّي الثاني بالثاني لأنّه ثان بالنسبة إلى ذي المتوسطين الأول.

ذو مصّة : [في الانكليزية] Follower of a chief or a guide ـ [في الفرنسية] Adepte d ، un chef

سيأتي ذكره في لفظ السبعية.

ذو المعنيين : [في الانكليزية] Syllepsis ، polysemy ـ [في الفرنسية] Syllepse ، polysemie

هو عند البلغاء أن يكون لفظ مشترك بين معنيين تامّين وأن يكون المعنيان كلاهما أو أحدهما حقيقيا أو مجازيا ، وأن يقصدهما المتكلّم معا. وأمّا إذا كان اللفظ المشترك له أكثر من معنيين فهو حينئذ ذو المعاني. ومثال ذي المعنيين ما ترجمته :

لكم ألقيت الدّرّ من كل فكرة

حتى جعلت الآذان منها مملوءة

فكلمة گوشها لها معنيان : الآذان. أو الحادات مفردها : گوشه ، وكلا المعنيين صحيحان. ويمكن أن يكونا مرادين للشاعر. والناروان : شجرة جميلة الهيئة والمنظر والورق ولا ثمر لها. ومثال ذي المعاني ما ترجمته :

ما إن يمرّ البرق ضاحكا أمام عيوننا

فمن تلك النظرات تفيض أعيننا بالدمع

__________________

(١) ليكن در جامع الصنائع ومجمع الصنائع ميگويد كه ذو القافيتين آنست كه شاعر در بيتى رعايت دو قافيه كند وهر دو را در پهلوى يك ديگر بيارد مثاله.

دل در سر زلف يار بستم

وز نرگس آن نگار رستم

قافيه اوّل يار ونگار وقافيه دويم بستم ورستم واگر در شعري رعايت زياده از دو قافيه كنند آن را ذو القوافي گويند ومعطل نيز مثال آنچه بر سه قافيه باشد.

٨٣٥

فلفظة «چشم» لها ثلاث معان : الأوّل : البكاء والثاني الجدول والثالث : من الحيرة تذهب عيوننا. وهذه المعاني كلّها مرادة للشاعر. وأمّا ذو المعنيين الغامض التعريف فهو أن يكون للفظ معنى آخر بلغة أخرى كالعربية مثلا بالإضافة للفارسيّة كما في البيت التالي وترجمته. على رأس الجدول كنّا فوصل الملك فجأة على رأسنا. فلفظة «ما» بالفارسية تعني نحن الضمير لجماعة المتكلمين. وما بالعربية مخففة من «ماء» ، وكلاهما معنيان عناهما الشاعر. مثال آخر وترجمته :

إنّ ثباته من عظم صفاته

قد صفع العزّى واللات

فاللات بالعربية اسم لصنم جاهلي معروف وفي الهندي هي الركلة. وكلا المعنيين مستقيمان في هذا البيت. كذا في جامع الصنائع (١).

ذو الوجهين : [في الانكليزية] Syllepsis ، polysemy ـ [في الفرنسية] Syllepse ، polysemie

هو عند البلغاء أن يؤتي بلفظ مشترك المعاني بحيث يكون التركيب مفيدا لغرضين ، أو أن يكون التركيب من ألفاظ تحتمل معنيين مصطلحين أو مستعملين ، وأن يكون التركيب فوريا لأحد المعاني بشكل تام. وهذه الصفة هي عين الإيهام. والفرق بينهما هو أنه إنما يقع في لفظ واحد وذو الوجهين في ألفاظ وهو مستفاد من التركيب. وإذا تأيّد بمقدمة ممهّدة فيكون أجمل. ومثاله ما ترجمته : تأمّل في الميدان إلى ذلك الفرس الأحمر ذي البقع الذي يغلى. ولكن الشاعر ينظر إلى الميدان بمعنى

__________________

گر سعد بود طالع اختر يارت

دارا شودت تابع پرزر دارت

ورز آنكه ندارى چو عطائي طالع

رنج تو بود ضائع ابتر كارت

قافيه اوّل بر عين دوم بر را سيوم بر تا مثال آنچه مبني است بر قافيه.

نوبهار بهار آمد ز كيهان صورت خود را دميد

باد نوروزي به بستان طلعت ديبا كشيد

زينت خود را نديدستى بيابان را ببين

اين شگفت اندر بيابان صورت خود را كه ديد

قافيه اوّل بر نون دوم بر تا سوم بر الف چهارم بر دال پس قافيها اگر پيوسته بود آن را مقرون خوانند واگر كلمه در ميان قوافي واسطه شود آن را متوسط گويند چنانچه.

رخ نگارم چو ارغوان بر قمر است

بر نگارم چو پرنيان بر حمر است

بر آنگهى كه بخندد لبان شيرينش

درست گوئي چون ناروان بر گهر است

كلمه بر ميان دو قافيه كه ارغوان وقمر باشد واسطه شده تا آخر مكرر گرديده در پارسى اينست ذو القافيتين كه مذكور شد فاما در تازي به روش ديگر است كه مسمى است بتشريع انتهى پس تخالف معنيين بسبب تخالف اصطلاحين است.

(١) نزد بلغاء آنست كه لفظ مشترك مشتمل بر دو معنى تام باشد وآن معني هر دو يا حقيقي باشند يا مجازي ويا يكى حقيقي وديگرى مجازي وهر دو معنى مراد متكلم باشد واگر لفظ مشترك مشتملبر زياده از دو معنى باشد آن را ذو المعاني نامند مثال ذو المعنيين.

بهر انديشه چندان ريختم در

كه كرده عالمى را گوشها پر

گوشها دو معنى حقيقي دارد يكى جمع گوش دوم جمع گوشه وهر دو معنى تام ومراد متكلم است ومثال ذو المعاني.

چو برق ميگذرد پيش چشم ما خندان

بدان نظر كه ز ما چشمها روان گردد

لفظ چشمها سه معنى دارد يكى آنكه گريان گردد دوم آنكه جويها روان گردد سوم آنكه از حيرت چشمها رود وهر سه معنى مراد متكلم است وذو المعنيين غامض تعريف اين تعريف ذو المعنيين است الا آنكه اينجا يك معنى بلغت ديگر است مثاله.

بر سر آب بوده ايم كه شاه

ناگهان [در] رسيد بر سر ما

لفظ ما در پارسى جمع متكلم است ودر عربي بمعنى آب است وهر دو معنى مراد متكلم است مثال ديگر.

پايمردي او ز عظم صفات

زده اينك به روى عزى لات

لات در عربي نام بتى است ودر هندوى لكد را گويند وهر دو معنى مستقيمند كذا في جامع الصنائع.

٨٣٦

الكاس المملوء بالخمر الأحمر الذي علاه الحباب من شدة الغليان. وهذا هو الغرض الأول ، بينما المعنى المذكور أولا هو المعنى الثاني للبيت. ومثال الطريق الثاني حسب الاصطلاح : ما ترجمته :

إنّ الشيخ الوقور البهيّ الطّلعة كأنّه الفجر الصادق

وقد أضاء الآفاق بمحبته.

إنّ هذا البيت له معنيان : ويفيد أيضا غرضين : أما الغرض الذي يفهم من البيت فهو الشيخ النوراني الذي كالصبح الصادق قد أضاءت شمسه الدنيا. وأمّا الغرض الثاني فهو : أنّه الشيخ النوراني الذي صبحه صادق وقد عمّت شفقته الدنيا. وهذا الغرض مستفاد من الألفاظ : نوراني وصادق ومهر : (محبة) وروشن (ضياء) حيث إطلاق هذه الألفاظ يصحّ على الشيخ القدوة ، كما يصحّ إطلاقها على الصبح. كذا في جامع الصنائع (١).

__________________

(١) نزد بلغا آنست كه تركيبى كه از الفاظ مشترك بر حسب وضع باشد ان تركيب مفيد دو غرض تمام باشد ويا تركيب از الفاظى بود كه اطلاق هر لفظى در اصطلاح واستعمال بر دو چيز بود وبناى ان تركيب بر يك غرض تمام بود واين صنعت عين ايهام است الا فرق آنكه ايهام در يك لفظ است وذو الوجهين د الفاظ ومستفاد از تركيب واگر به تمهيد مقدمه مؤيد گردد زيباتر آيد مثاله بر حسب وضع.

بميدان نگر هست گنبذكنان

كميتى كه أو جوش بسيار دارد

غرضى كه بناى بيت بر آنست كه در ميدان نگر يعنى ساغر را نگر گنبذكنان يعنى حباب برمى آرد ان كميتي كه سخت ميجوشد وغرض دوم كه بناى بيت بر ان نيست كه در ميان ميدان كه جاى جولانگري اسپان است خاستها مى كند ان اسپ كميت كه جوش بسيار دارد مثال طريق دوم بر حسب اصطلاح.

پير نوراني صبح ان را كه گفتى صادق است

مهر خود را بر همه آفاق روشن مى كند

اين بيت دو معنى دارد ومفيد دو غرض است اما غرضى كه بناى بيت بر آنست اينكه پير نورانى صبح ان صبح كه او را صادق گفتى آفتاب خويش را بر همه جهان تابنده كند غرض دوم منافي آنست كه پير نورانى صبح ان پير كه او را صادق گفتى شفقت خود بر همه جهانيان پيدا مى كند واين غرض مستفاد از لفظ نوراني وصادق وشهر وروشن كه اطلاق اين الفاظ هم بر پيرى درست آيد وهم بر صبح كذا في جامع الصنائع.

٨٣٧

حرف الراء

(ر)

الرّابطة : [في الانكليزية] Copula ، link ، relation ـ [في الفرنسية] Copule ، lien ، relation

بالموحّدة في اللّغة كلّ ما يربط به الشّيء. وفي اصطلاح الشّطّارين : الرابطة هو المرشد الكامل الذي يربط المسترشد بالحقّ تعالى. كذا في كشف اللغات (١). والرّابطة عند المنطقيّين هي الشيء الدّالّ على النّسبة. والشيء يشتمل اللفظ وغيره ، فيشتمل التعريف الحركات الإعرابية والهيئة التركيبية حيث قيل إنّ الرّوابط في [لغة] (٢) العرب إمّا الحركات الإعرابية وما يجري مجراها من الحروف أو الهيئة التركيبية. وأمّا ما هو المشهور من أنّ لفظ هو وكان من روابط العرب فغير صحيح ، إذ لفظ هو عندهم ضمير من أقسام الاسم ولا دلالة لها على نسبة أصلا ، وكذا لفظ كان إذ هو عندهم من الأفعال الناقصة ، وعند المنطقيين من الكلمات الوجودية. وبالجملة فلفظ هو وكان ليسا من الروابط إذ الرابطة إنّما تكون أداة ، وهما ليسا بأداة. والمراد بالدّلالة الدّلالة صريحة سواء كانت وضعية أو مجازية لئلاّ تتناول الكلمات الحقيقية وهيآتها ، ولتتناول لما هو استعارة في النسبة. والمراد (٣) بالنسبة الوقوع واللاّوقوع المتّفق عليه في القضية. اعلم أنّهم قالوا الرابطة أداة لدلالتها على النّسبة وهي غير مستقلّة ، لكنها قد تكون في صورة الكلمة مثل كان وأمثاله ، وتسمّى رابطة زمانية. وقد تكون في صورة الاسم مثل هو في زيد هو قائم ، وتسمّى رابطة غير زمانية. واللغات مختلفة في استعمال الرابطة وجوبا وامتناعا وجوازا. والأقسام عند التفصيل تسعة لأنّ استعمال الرابطتين معا ، أو الزمانية فقط ، أو غير الزمانية فقط ، في المواد الثلاث وعدم الشعور (٤) على بعض الأمثلة لا يضرّ بالفرض. قال الشيخ : لغة اليونان توجب ذكر الزمانية فقط كاستن بمعنى است ـ يكون ـ. ولغة العجم لا تستعمل القضية خالية عنهما إمّا بلفظ هست وبود ـ يكون وكان ـ وإمّا بحركة نحو زيد دبير ـ كاتب ـ بكسر الراء. والعرب قد يحذف وقد يذكر ، فغير الزمانية كلفظ هو في زيد هو حيّ ، والزمانية ككان في زيد كان. واعلم أنّ التعريف لا يصدق على الرابطة الزمانية ككان على القول المشهور ، لعدم دلالتها على النسبة صراحة بل ضمنا ، كأنّ القول المشهور مبنيّ على أخذ الدلالة أعمّ من الصريحية والضّمنية ، والتزام كون الكلمات الحقيقية وهيآتها روابط بناء على أنّ قولهم

__________________

(١) در لغت آنچه بآن چيزى را بازبندند. ودر اصطلاح شطاريان مرشد كامل را گويند كه مسترشد را با حق تعالى رابطه دهد كذا في كشف اللغات.

(٢) [لغة] (+ م).

(٣) والمقصود (م ، ع).

(٤) العثور (م).

٨٣٨

الرابطة أداة مهملة لا كلّية فتأمّل. وقد بقي هاهنا أبحاث فمن أراد الاطّلاع عليها فليرجع إلى شرح المطالع ، وما حقّق أبو الفتح في حاشية الحاشية الجلالية وغيرهما.

الرابعة : [في الانكليزية] The fourth (house in astrrology) ـ [في الفرنسية] La quatrieme (maison en astrologie)

عند المنجّمين هي سدس عشر الثالثة.

الراجع : [في الانكليزية] Renegade ، withdrawer ـ [في الفرنسية] Renegat ، desistant

عند المنجّمين ما عرفت. وعند أهل السلوك يجيء بيانه في لفظ السلوك.

الرادع : [في الانكليزية] Repulsive medecine ـ [في الفرنسية] Medicament repulsif

بالدال المهملة عند الأطباء ضدّ الجاذب وهو الدّواء الذي من شأنه لبرده أن يحدث في العضو بردا فيكثفه ويضيّق مسامّه ويكثر حرارته الحادثة ويجمّد السائل إليه ، فيمنعه من السّيلان إلى العضو ، ويمنع العضو عن قبوله وخصوصا إذا كان غليظ القوام كدهن الورد ، كذا في بحر الجواهر والأقسرائي.

الرّأس : [في الانكليزية] Head ، capital ، top ـ [في الفرنسية] Tete ، capital ، sommet

وبالفارسية : سر. وقد يطلق ويراد به ما فوق الرّقبة. ويطلق ويراد به القحف والجدران الأربعة والقاعدة وما في داخلها من المخّ والحجب والجرم الشّبكي والعروق والشرايين وما على القحف والجدران من السّمحاق واللّحم والجلد كذا في بحر الجواهر. وعند أهل الهيئة يطلق على نقطة مقابلة للذّنب. وقد يطلق ويراد به ذات الإنسان وسيأتي في الرّقبة. وقد يضاف إلى ذوات القوائم الأربع ، فيقال رأس الشاة ورأس الغنم ورأس الفرس ، ويراد به ذاتها ، وهذا يستعمل كثيرا في الفارسي. ورأس المخروط سيأتي في لفظ المخروط ، ورأس المثلث هو الزاوية التي بين الساقين ، ورأس المال عند الفقهاء هو الثّمن في السّلم. وأيضا يطلق على أصل المال في عقد المضاربة وفي عقد الشّركة ، والرءوس الثمانية سبقت في المقدمة.

الرّاعي : [في الانكليزية] Governor ، administrator ، guide ـ [في الفرنسية] Gouverneur ، administrateur ، guide

هو المتحقّق بمعرفة العلوم السياسية المتعلّقة بالمدينة ، المتمكّن على تدبير النّظام الموجب لصلاح العالم ، كذا في الاصطلاحات الصوفية.

الرّان : [في الانكليزية] Thick blanket ، veil ، stain ـ [في الفرنسية] Couverture epaie ، voile ، souillure

هو الحجاب الحائل بين القلب وبين عالم القدس باستيلاء الهيئات النفسانية عليه ورسوخ الظلمات الجسمانية فيه ، بحيث يحتجب عين (١) انوار الربوبية بالكلية كذا في الاصطلاحات الصوفية.

الرّاهب : [في الانكليزية] Monk ـ [في الفرنسية] Moine

هو العالم في الدّين المسيحي ، العامل بالرّياضة الشّاقّة وترك المأكولات اللذيذة والملبوسات الليّنة والانقطاع من الخلق والتّوجّه إلى الحقّ. والرهبانية ممنوعة في الإسلام. قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (لا رهبانية في الإسلام) (٢) هكذا في الجرجاني وغيره.

__________________

(١) عن (م).

(٢) كشف الخفاء للعجلوني ٢ : ٥٢٨ ، تذكرة الموضوعات لابن القيسراني ٩٨٩ ، قال الحافظ في الفتح ٩ / ٩٦ : لم أره بهذا اللفظ ، ذكره السيوطي في الجامع الصغير بلفظ «لا ترهب في الإسلام».

٨٣٩

رئيس العلوم : [في الانكليزية] The logic ـ [في الفرنسية] La logique

هو المنطق ، وقد سبق في المقدّمة. وهو لقب لعلم المنطق (١) ، ويلقّب بآلة العلوم وبميزان العلوم أيضا.

الرّبّ : [في الانكليزية] Juice ، condensed ، concentrated ، sap ـ [في الفرنسية] Jus ، concentre ، condence ، suc

بالضم واحد الربوب وهي عند الأطباء أن يؤخذ ماء الشيء من النباتات والثمرات بأن يغلى بالماء أو بأن يدقّ ويعصر ، ثم يصفّى ويغلظ بالطبخ أو بالشمس ، كذا في بحر الجواهر.

الرّبّ : [في الانكليزية] God ، the Lord ـ [في الفرنسية] Dieu ، Seigneur

بالفتح اسم من أسماء الله تعالى. والربوبية عند الصوفية اسم للمرتبة المقتضية للأسماء التي تطلب الموجودات ، فدخل تحتها العليم والسّميع والبصير والقيّوم والمريد والملك ونحو ذلك. فإنّ العليم يقتضي المعلوم ، والمريد يطلب المراد والقادر المقدور.

اعلم أنّ الأسماء التي تحت اسمه الرب هي الأسماء المشتركة بينه وبن خلقه كالعليم ، تقول يعلم نفسه وخلقه ، وكذا الأسماء المختصّة بالخلق كالقادر ، تقول خلق الموجودات ولا تقول خلق نفسه. وهذه الأسماء أي المختصّة بالخلق تسمّى أسماء فعلية. والفرق بين اسمه الملك والرّبّ أنّ الملك اسم لمرتبة تحتها الأسماء الفعلية ، والرّب اسم لمرتبة تحتها الأسماء المختصّة والمشتركة. والفرق بينه وبين الرّحمن أنّ الرّحمن اسم لمرتبة اختصّت بجميع الأوصاف العليّة الإلهية ، سواء انفردت الذّات به كالعظيم والفرد ، أو حصل الاشتراك كالعليم ، أو اختصّت بالمخلوقات كالخالق والرازق. والفرق بينه وبين الله أنّ الله اسم لمرتبة ذاتية جامعة لحقائق الموجودات علويها وسفليها فدخل الرّحمن تحت حيطة اسم الله والرّب تحت الرّحمن والملك تحت الرّبّ ، فكانت الربوبية عرشا أي مظهرا ظهر فيها وبها الرّحمن إلى الموجودات.

ثم للربوبية تجليان : معنوي وصوري. فالمعنوي ظهوره في أسمائه وصفاته على ما اقتضاه القانون التّنزيهي من أنواع الكمالات ، والصّوري ظهوره في مخلوقاته على ما اقتضاه القانون الخلقي التشبيهي وما حواه المخلوق من أنواع النقص ، فإذا ظهر سبحانه في خلق من مخلوقاته على ما استحقّه ذلك المظهر من التشبيه فإنّه على ما هو له من التّنزيه ، كذا في الإنسان الكامل.

وفي الاصطلاحات الصوفية الرّب اسم للحقّ عزّ اسمه باعتبار نسبة الذّات إلى الموجودات العينية أرواحا كانت أو أجسادا ، فإنّ نسبة الذات إلى الأعيان الثابتة هي منشأ الأسماء الإلهية كالقادر والمريد ، ونسبتها إلى الأكوان الخارجية هي منشأ الأسماء الرّبوبية كالرزاق والحفيظ. فالرّب اسم خاصّ يقتضي وجوب المربوب وتحقّقه ، والإله يقتضي ثبوت المألوه وتعيّنه ، وكلّ ما ظهر من الأكوان فهو صورة اسم ربّاني يرى به الحقّ وبه يأخذ وبه يفعل ما يفعل وإليه يرجع فيما يحتاج إليه وهو المعطي إيّاه ما يطلبه منه. ربّ الأرباب هو الحقّ باعتبار الاسم الأعظم والتعيّن الأول الذي هو منشأ جميع الأسماء وغاية الغايات ، إليه تتوجّه الرغبات كلها ، وهو الحاوي لجميع المطالب النّسبية ، وإليه الإشارة بقوله (وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى) (٢)

__________________

(١) وقد لقب بعلم (م ، ع).

(٢) النجم / ٤٢.

٨٤٠