محمّد علي التهانوي
المحقق: الدكتور علي دحروج
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون
الطبعة: ١
الصفحات: ١٠٥٢
الفرّاء : الثمن عند العرب ما يكون دينا في الذمّة والدراهم والدنانير لا تستحق بالعقد إلاّ دينا في الذّمة والعرض لا يستحق بالعقد إلاّ عينا فكانت مبيعة في كل حال ، والمكيل والموزون يستحق بالعقد تارة عينا وتارة دينا فإن كان معينا في العقد كان مبيعا وإن لم يكن معينا وصحبه الباء وقابله مبيع فهو ثمن. ونوع آخر وهو سلعة في الأصل كالفلوس فإن كانت رائجة كانت ثمنا وإن كانت كاسدة كانت سلعة. والثمن إذا أطلق يراد به الدراهم والدنانير.
الثّناء : [في الانكليزية] Praise ـ [في الفرنسية] Louange ، eloge
بالمدّ هو ذكر ما يشعر بالتعظيم. وقد يطلق على الإتيان بما يشعر بالتعظيم. فقيل إنه حقيقة فيهما. وقيل في الأول فقط وأما في الثاني فمجاز مشهور كذا ذكر عبد العلي البرجندي في حاشية الچغمني. والمعنى الثاني أعم لاختصاص الأول باللسان بخلاف الثاني.
والمعتبر عند البلغاء في الثناء أن يذكر في النظم كما في جامع الصنائع. فالثناء بالمعنى الأول أعم مطلقا من الحمد لأنّه عبارة عن ذكر ما ينبئ عن تعظيم المنعم على قصد التعظيم ، والثّناء مطلق عن قصد التعظيم. وكذا بالمعنى الثاني لأنّه أعمّ من الأول والأعم من الأعم من الشيء أعمّ من ذلك الشيء والثناء بالمعنى الأول أعمّ من وجه من الشكر لأنه عبارة عن فعل ما ينبئ عن تعظيم المنعم بإزاء النعمة ، سواء كان باللسان أو الجنان أو الأركان والثّناء مختصّ باللسان ، لكنه عام من حيث أنه بإزاء النعمة أو غيرها مثل نسبة الحمد إلى الشكر.
فالثناء بالمعنى الأول وكذلك الحمد أعمّ من الشكر باعتبار المتعلق وأخص باعتبار المورد والشكر بالعكس. والثناء بالمعنى الثاني أعمّ مطلقا من الشكر لأنّه غير مختصّ بالنعمة ، هكذا يفهم من المطول وحواشيه.
الثّنائية : [في الانكليزية] Duality ، dualism ـ [في الفرنسية] Dualite ، dualisme
بالضم عند المنطقيين قسم من القضية الحملية.
الثّنوية : [في الانكليزية] Manicheanism ـ [في الفرنسية] Manicheisme
فرقة من الكفرة يقولون باثنينية الإله ، قالوا نجد في العالم خيرا كثيرا وشرا كثيرا ، وإنّ الواحد لا يكون خيّرا شريرا بالضرورة ، فلكل منهما فاعل على حدة وتبطله دلائل الوحدانية. ومنع قولهم الواحد لا يكون خيّرا شريرا بمعنى أنه يوجد خيرا كثيرا وشرا كثيرا. ثم المانوية (١) والديصانية (٢) من الثنوية (٣) قالوا فاعل الخير هو النور وفاعل الشرّ هو الظلمة وفساده ظاهر لأنهما عرضان ، فيلزم قدم الجسم وكون الإله محتاجا إليه وكأنهم أرادوا معنى آخر سوى المتعارف ، فإنهم قالوا النور حيّ عالم قادر
__________________
(١) المانوية : فرقة من الثنوية أتباع ماني بن فاتك الحكيم ، الذي ظهر زمن سابور بن أردشير (الثالث ميلادي). قتله بهرام بن هرمز بن سابور. أحدث دينا لفّقه من المجوسية والنصرانية. قال بأن العالم مكوّن من أصلين قديمين : النور والظلمة. وهما أزليان ، وله أباطيل أخرى. الملل والنحل ٢٤٥.
(٢) الديصانية : فرقة من الثنوية أتباع ديصان. أثبتوا أصلين للعالم : النور والظلمة. فالنور يفعل الخير قصدا واختيارا. والظلام يفعل الشر طبعا واضطرارا. ولهم بدع. الملل والنحل ٢٥١.
(٣) الثنوية : أصحاب الاثنين الأزليين. زعموا أن النور والظلمة أزليان قديمان ، عكس المجوس الذين نادوا بحدوث الظلام وذكروا سبب حدوثه. أما الثنوية فقالت بتساوي الاثنين في القدم واختلافهما في الجوهر والطبع والفعل والحيّز المكان والأجناس والأبدان والأرواح. انقسموا إلى فرق عدة منها : المانوية ، المزدكية ، الديصانية ، المرقونية ، الكينونية ، الصيامية ، التناسخية. الملل والنحل ٢٤٥ ، التبصير ١٤٩.
سميع بصير. والمجوس منهم ذهبوا إلى أنّ فاعل الخير هو يزدان (١) وفاعل الشر هو أهرمن (٢) ويعنون به الشيطان كذا في شرح المواقف في مبحث التوحيد.
وفي الإنسان الكامل في باب سرّ الأديان ذهب طائفة إلى عبادة النور والظلمة لأنهم قالوا إنّ اختصاص الأنوار بالعبادة لهؤلاء أولى فعبدوا النّور المطلق حيث كان فسمّوا النور يزدان والظلمة أهرمن ، وهؤلاء هم الثنوية ، فهم عبدوا الله سبحانه من حيث نفسه تعالى لأنه سبحانه جمع الأضداد بنفسه فشمل المراتب الحقيّة والخلقية ، وظهر في الوصفين بالحكمين وفي الدارين بالنعتين ، فما كان منه منسوبا إلى الحقيقة الإلهية فهو الظاهر في الأنوار ، وما كان منه منسوبا إلى الحقيقة الخلقية فهو عبارة من الظلمة فعبدت النور لهذا السرّ الإلهي الجامع للوصفين والضدين. ثم ذهب طائفة إلى عبادة النار لأنهم قالوا مبنى الحياة على الحرارة الغريزية وهي معنيّ وصورتها الوجودية هي النار فهي أصل الوجود وحدها فعبدوها ، وهؤلاء هم المجوس ، فهم عبدوا الله سبحانه من حيث الأحدية ، فكما أنّ الأحدية معبّية (٣) بجميع المراتب والأسماء والصفات كذلك النار فإنها أقوى الأسطقسات وأرفعها ، لا يقاربها طبيعة إلاّ وقد تستحيل إلى النار لغلبة قوتها ، فلهذه اللطيفة عبدت النار.
الثّني : [في الانكليزية] One who looses his foreteeth ، camel in its ٦ th year ـ [في الفرنسية] Qui perd ses dents de devant ، chameau dans sa ٦ e annee
كالكريم هو ما ألقى ثنيّته أي الأضراس الأربع التي في مقدم الفم الاثنان منها من فوق والاثنان من تحت. وقد اختلفت الدوابّ في ذلك. وفي المهذّب : الثني هو الحصان والبقرة والكبش الذي له من العمر ثلاث سنوات ، والجمل الذي له من العمر خمس سنوات ، ويجمع على الأثناء والثنيات : وفي كنز اللغات : الثني هو البقرة والغنم الذي له من العمر سنتان وطعن في الثالثة. والجمل الذي أتمّ الخامسة وطعن في السادسة ، والغزال له ستّ سنوات من العمر (٤). وفي البرجندي في كتاب الأضحية الثّني من الضأن والمعز ما استكمل الثانية ودخل في الثالثة. وعند أكثر الفقهاء الثّني من الضأن والمعز ما مضى عليه الحول ودخل في الثانية. وفي النهاية الجزرية أنّ الثني من الغنم ما دخل في السنة الثالثة. وعلى مذهب أحمد بن حنبل ما دخل في السنة الثانية. والثّني من البقر ما أتى عليه حولان ودخل في الثالثة كما في الهداية. وفي الخلاصة هو ما أتى عليه ثلاث سنين ، ويمكن التوفيق بينهما بأدنى تجوّز. والثّني من الإبل ما أتى عليه خمس سنين ودخل في السادسة. وفي الخزانة ما أتى عليه أربع سنين وطعن في الخامسة انتهى كلام البرجندي. وفي جامع الرموز قيل الثنايا ابن حول وابن ضعفه وابن خمس من ذوي ظلف وخفّ. لكن في كتب اللغة هو من ذي ظلف ما دخل في السنة الثالثة ومن ذي خفّ في السادسة. وهكذا
__________________
(١) يزدان : إله الخير أو النور عند المجوس وفرقهم. الملل والنحل ٢٣٤ ، التبصير ١٤٩.
(٢) آهرمن : إله الشر أو الظلمة عند المجوس وفرقهم. الملل والنحل ٢٣٤ ، التبصير ١٤٩.
(٣) مغنية (م).
(٤) وفي المهذب الثني اسپ وگاو وگوسپند سه ساله واشتر پنج ساله الاثناء والثنيّات الجمع. وفي كنز اللغات ثني گاو وگوسفند دوساله كه پا در سيوم نهاده باشد وشتر پنج ساله كه پا در ششم نهاده باشد وآهوى شش ساله.
في المحيط لكنه قال هو من الغنم ما دخل في الثانية. ثم قال هذا كله قول الفقهاء فهم يوافقون أهل اللغة في الأكثر.
الثّواب : [في الانكليزية] Reward ، award ـ [في الفرنسية] Recompense
ما يستحق به الرحمة والمغفرة من الله تعالى والشفاعة عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم. وقيل الثواب هو إعطاء ما يلائم الطبع كذا في اصطلاحات السيّد الجرجاني.
الثّوبانية : [في الانكليزية] Al ـ Thaubaniyya (sect) ـ [في الفرنسية] Al ـ Thaubaniyya (secte)
فرقة من المرجئة (١) أصحاب ثوبان المرجئ (٢) ، قالوا الإيمان هو المعرفة والإقرار بالله وبرسوله وبكل ما لا يجوز في العقل أن يعقله. وأما ما جاز في العقل أن يعقله فليس الاعتقاد به من الإيمان ، وهؤلاء كلهم على أنّه تعالى لو عفا في القيامة عن عاص لعفا عن كل من هو مثله ، وكذا لو أخرج واحدا من النار لأخرج كل من هو مثله ، ولم يجزموا بخروج المؤمنين من النار. وقد جمع ابن غيلان منهم بين الإرجاء والقدر أي إسناد أفعال العباد إلى العباد ، وقال بالخروج حيث زعم جواز أن لا يكون الإمام قرشيا ، كذا في شرح المواقف.
الثّؤلول : [في الانكليزية] Wart ، verruca ـ [في الفرنسية] Verrue
بالضم وسكون الهمزة مفرد الثّئاليل ، وهي بثور صغار في الجلد شديدة الصلابة مستديرة كالحمص فما دونه. وقال بعض أهل اللغة الثّؤلول بالواو مكان الهمزة ، ومنها القرون والمسمارية كذا في بحر الجواهر.
الثّومنية : [في الانكليزية] Al ـ Thumaniyya (sect) ـ [في الفرنسية] Al ـ Thumaniyya (secte)
فرقة من المرجئة (٣) أصحاب أبي معاذ الثومن (٤) ، قالوا الإيمان هو المعرفة والتصديق والمحبة والإخلاص والإقرار بما جاء به الرسول وترك كله أو بعضه كفر وليس بعضه إيمانا ولا بعض إيمان. وكل معصية لم يجمع على أنها كفر فصاحبه يقال فيه إنه فسق وعصى ولا يقال إنه فاسق. ومن ترك الصلاة مستحلا كفر ومن تركها بنية القضاء لا يكفر. ومن قتل نبيا أو لطمه كفر لأنه دليل لتكذيبه وبغضه ، وبه قال ابن الراوندي وبشر المريسي. وقال السجود للصنم ليس كفرا بل علامة الكفر ، كذا في شرح المواقف.
__________________
(١) الثوبانية فرقة من المرجئة ، أتباع أبي ثوبان المرجئ ، وكانوا يقولون بأن الإيمان إقرار ومعرفة بالله ورسله وكل شيء يقدّر وجوده في العقل ، وقالوا في الواجبات العقلية. مقالات الإسلاميين ١ / ١٩٩ ، الملل والنحل ١٤٢ ، التبصير ٩٨ ، الفرق بين الفرق ٢٠٤.
(٢) ثوبان المرجئ : زعيم فرقة الثوبانية من المرجئة ، له بدع وآراء باطلة كثيرة. الملل والنحل ١٤٢ ، مقالات الإسلاميين ١ / ١٩٩ ، التبصير ٩٨ ، الفرق بين الفرق ٢٠٤.
(٣) الثومنية من المرجئة : وتلفظ بالتاء أحيانا التومنية. فرقة من المرجئة أتباع أبي معاذ التومني ، رأوا أن الإيمان ما وقاك عن الكفر ، والإيمان يقع على خصال كثيرة من ترك خصلة منها كفر ، ولهم بدع كثيرة. مقالات الإسلاميين ١ / ٢٠٤ ، الملل والنحل ١٤٤ ، التبصير ٩٨ ، الفرق ٢٠٣.
(٤) أبو معاذ الثومن : أو التومني ، زعيم فرقة من المرجئة المبتدعة عرفت باسمه. مقالات الإسلاميين ١ / ٢٠٤ ، الملل والنحل ١٤٤ ، التبصير ٩٨ ، الفرق ٢٠٣ ، معجم البلدان ٢ / ٤٣٢.
حرف الجيم
(ج)
الجاحظية : [في الانكليزية] Al ـ Jaheziyya (sect) ـ [في الفرنسية] Al ـ Jaheziyya (secte)
بالحاء المهملة هي فرقة من المعتزلة أصحاب عمرو بن بحر الجاحظ ، قالوا : المعارف كلّها ضرورية ولا إرادة في الشاهد أي في الواحد منّا ، إنّما هي إرادته لفعله عدم السهو ، أي كونه عالما به غير ساه عنه ، وإرادته لفعل الغير هي ميل النفس إليه. وقالوا إنّ الأجسام ذوات طبائع مختلفة لها آثار مخصوصة ، كما هو مذهب الطبعيين (١) من الفلاسفة ويمتنع انعدام الجواهر ، إنّما تتبدّل الأعراض والجواهر باقية على حالها ، كما قيل في الهيولى ، والنار تجذب إلى نفسها أهلها لا أنّ الله يدخلهم فيها. والخير والشّرّ من فعل العبد ، والقرآن جسد ينقلب تارة رجلا وتارة امرأة (٢) ، كذا في شرح المواقف.
الجاذب : [في الانكليزية] Attractive drug which draws the liquid of the body toward the surE ـ [في الفرنسية] Medicament attractif qui attire le liquide du corps vers la surE
عند الأطباء دواء يحرّك الخلط نحو السطح الذي يماسّه إمّا بخاصية أو بتسخين. والجاذبة هي القوّة التي تجذب الغذاء. والجذوبات هي الأدوية الجاذبة ، كذا في بحر الجواهر.
الجار : [في الانكليزية] Neighbour ـ [في الفرنسية] Voisin
بتخفيف الراء في اللغة بمعنى همسايه. وقال أبو حنيفة رحمهالله : جار الشخص من لصق داره بداره بحيث يستحقّ بها الشّفعة لو كان مالكا ، لأنّ الجار من المجاورة وهي الملاصقة حقيقة. فالجار عند الإطلاق إنّما يتناول الجار الملاصق والملازق. وقال محمد وأبو يوسف رحمهماالله : الملاصق وغيره ممن يسكن محلته ويجمعهم مسجد المحلّة جار ، إذ يسمّى كلّ هؤلاء جيرانا عرفا. وفائدة الخلاف تظهر فيما إذا أوصى أحد بشيء من ماله لجاره. هكذا في البرجندي وغيره في كتاب الوصية.
الجارودية : [في الانكليزية] Al ـ Jarudiyya (sect) ـ [في الفرنسية] Al ـ Jarudiyya (secte)
فرقة من الزيدية أصحاب [أبي] (٣) الجارود (٤).
__________________
(١) الطبيعيين (م).
(٢) من فرق المعتزلة أتباع عمرو بن بحر الجاحظ. كانت له آراء كثيرة وكان يقول إن المعارف كلها طباع ، وأن العباد لا يفعلون إلا الإرادة فقط. وإن المعارف ضرورية وغير ذلك كثير. التبصير ٨١ ، الملل والنحل ٧٥ ، الفرق ١٧٥.
(٣) [أبي] (+ م).
(٤) هو زياد بن المنذر الهمذاني الخرساني ، أبو الجارود. توفي بعد العام ١٥٠ هـ / بعد ٧٦٧ م. من غلاة الشيعة ، رأس الفرقة الجارودية من الزيدية وافترق عنه أصحابه فرقا. وكفّر الصحابة لعدم مبايعتهم عليّ بعد النبي. له عدة كتب. الأعلام ٣ / ٥٥ ، الفرق بين الفرق ٢٢ ، المقريزي ٢ / ٣٥٢ ، اللباب ١ / ٢٠٣.
الجارودية : [في الانكليزية] Al ـ Jarudiyya (sect) ـ [في الفرنسية] Al ـ Jarudiyya (secte)
[أصحاب أبي الجارود (١)] قالوا بالنصّ عن النبي صلىاللهعليهوسلم في الإمامة على علي رضياللهعنه وصفا لا تسمية ، وكفّروا الصحابة بمخالفته وتركهم الاقتداء بعلي بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢). كذا في السيّد الجرجاني.
الجالي : [في الانكليزية] Dehydrating medecine ـ [في الفرنسية] Medicament deshydratant
هو عند الأطباء دواء يجرّد الرطوبة اللزجة عن مسام العضو كالعسل ، كذا في الموجز.
جام : [في الانكليزية] Cup ـ [في الفرنسية] Coupe
معناها عند الصوفية الأحوال. وبالفارسية الكأس (٣).
الجامد : [في الانكليزية] Solid ، inflexible ، defective ـ [في الفرنسية] Solide ، inflexible ، defectif
في اللغة نقيض الذائب والجوامد الجمع.
وعند الصرفيين والنحاة هو الاسم الغير المشتق سواء كان مصدرا أو غير مصدر. وفي العباب ومن حقّ الحال الاشتقاق ، وقد تقع جامدة.
ومن الحال الجامدة المصدر المأوّل بالمشتق نحو أتيته ركضا أي راكضا. وقد تقع الحال الجامدة اسما غير مصدر على ضرب من التأويل انتهى. لكن في الأصول الأكبري : إنّ الجامد هو الاسم الذي ليس مصدرا ولا مشتقّا. ويطلق الجامد أيضا عندهم على غير (٤) المتصرّف من الأفعال. قال في المغني في بيان نون الوقاية : وهي تلحق قبل ياء المتكلّم المتقية بواحد من ثلاثة ، الفعل متصرّفا كان نحو أكرمني ، أو جامدا نحو عساني وقاموا ما خلاني وما عداني وحاشاني إن قدّرت فعلا الخ. وعند الأطبّاء هو الدواء الذي من شأنه أن يسيل عند فعل الحرارة الغريزية فيه وهو مجتمع في الحال كالشمع. والجوامد الجمع. وقد تطلق (٥) الجوامد على الأشياء الصّلبة المنعقدة في البدن كالعظام والغضاريف ، كذا في بحر الجواهر.
الجامع : [في الانكليزية] Universal ، unifying ، general book ، concision ، gathering ، collector ـ [في الفرنسية] Universel ، unificateur ، livre general ، concision ، raembleur ، collecteur
يطلق على معان. منها ما مرّ وهو العلّة والتعريف المنعكس. ومنها ما هو مصطلح المحدّثين وهو كتاب جمع فيه الأحاديث على ترتيب الأبواب الفقهية أو غيرها كالحروف ، فيجعل حديث إنما الأعمال بالنيات في باب الهمزة على هذا القياس. والأولى أن تقتصر على صحيح أو حسن ، فإن جمع الجميع فليبيّن علّة الضعيف وجمع الجامع الجوامع هكذا يستفاد من شرح النخبة وشرحه. ومنها نوع من الحسن لغيره وهو ما يكون حسنا لحسن في شرطه بعد ما كان حسنا لمعنى في نفسه. ومنها ما هو مصطلح أهل البيان فإنّ الجامع عندهم
__________________
(١) [الجاروزية أصحاب أبي الجاروز] (ك ، ع) الجارودية ... الجارود (م).
(٢) فرقة من الزيدية الشيعة نسبت إلى أبي الجارود زياد بن أبي زياد ؛ كانت تقول بأن النبي صلىاللهعليهوسلم نصّ على إمامة عليّ بن أبي طالب بالصفة لا بالاسم. لذا فقد كفّروا الصحابة لتركهم ذلك. وزعموا أن الامامة انتقلت بعد عليّ إلى ابنه الحسن ثم الحسين ثم تكون شورى في أولادهما. وزعموا أن الإمام المنتظر هو محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي ، وأنه لم يمت ولم يقتل. ووقع الخلاف بين هذه الفرقة. التبصير ٢٧ ، تاج العروس ٢ / ٢١٨ ، الملل والنحل ١٥٧ ، الفهرست ٢٦٧ ، مروج الذهب ٣ / ٢٢٠ ، الفرق بين الفرق ٢٩ ، مقالات الإسلاميين ١ / ١٣٣.
(٣) جام : نزد صوفية احوال را گويند.
(٤) غير (ـ م).
(٥) تعلق (م).
يطلق على معان ، أحدها ما قصد اشتراك طرفي الاستعارة فيه أي المشبّه والمشبّه به ، وهو الذي يسمّى في التشبيه وجها على ما في المطوّل في تقسيم الاستعارة. وثانيها نوع من الإيجاز كما مرّ في لفظ الإيجاز. وثالثها ما يجمع بين شيئين سواء كانا جملتين أو لا عند القوة المفكّرة جمعا من جهة العقل أو الوهم أو الخيال ، وبهذا المعنى يستعمل في باب الوصل والفصل. فالجامع بهذا المعنى ثلاثة أنواع : العقلي والوهمي والخيالي. وتوضيحه أنّ العقل قوّة للنفس الناطقة بها تدرك الكليات ، والخيال قوة لها خزانة تصور (١) المحسوسات ، والوهم قوة بها تدرك المعاني الجزئية المنتزعة عن المحسوسات. وللنفس قوة أخرى تسمّى مفكرة ومتخيلة كما ستعرف في مواضعها.
فالمراد بالجامع العقلي اجتماع ما هو سبب لاقتضاء العقل اجتماع الجملتين عند المفكرة كأن يكون بينهما تماثل أي الاتحاد في النوع ، أو تضايف كما بين العلّة والمعلول والأقل والأكثر ، وبالجامع الوهمي ما لا يكون سببا إلاّ باحتيال الوهم وإبرازه له في نظر العقل في صورة ما هو سبب لاقتضاء العقل وذلك بأن يكون بينهما شبه تماثل كلوني بياض وصفرة ، فإنّ الوهم يبرزهما في معرض المثلين ، أو تضاد كالسواد والبياض والإيمان والكفر أو شبه تضاد كالسماء والأرض ، فإنّ الوهم ينزلهما منزلة التضايف. ولذلك تجد الضدّ أقرب خطورا بالبال مع الضدّ ، وبالجامع الخيالي ما يكون سببا بسبب تقارن أمور في الخيال حتى لو خلي العقل ونفسه غافلا عن هذا التقارن لم يستحسن جمع الجملتين ، وأسباب التقارن مختلفة متكثّرة جدا. ولذلك اختلف الثابتة ترتبا ووضوحا ، فكم من صور لا انفكاك بينها أصلا في خيال وفي خيال مما لا يجتمع أصلا ، وكم من صور لا تغيب عن خيال وهي في خيال آخر مما لا تقع قط هذا. لكن بقي هاهنا الجمع بين أمرين سببه التقارن في الحافظة التي هي خزانة الوهم والتقارن في خزانة العقل وهي المبدأ الفيّاض على ما زعم الحكماء [لألف وعادة ،] (٢) فإنّ الإلف والعادة كما يكون سببا للجمع في الخيالات يكون سببا للجمع بين الصور العقلية والوهمية ، فاحتال السيّد السّند بحمل الخيال على مطلق الخزانة وقال : لما كان الخيال أصلا في الاجتماع إذ يجتمع فيه الصور التي منها تنزع المعاني الجزئية والكليات أطلق الخيال على الخزانة مطلقا. والأقرب أن يجعل التقارن في غير الخيال ملحقا بالخيال متروكا بالمقايسة ، إذ جلّ ما يستعمله البلغاء مبنيا على التقارن هو الخيالي فاقتصروا على بيانه. وإن أردت القصر فالجامع إمّا التقارن في الخزانة مطلقا فهو الخيالي والملحق به أو لا ، وهو إمّا أن يكون بسبب أمر يناسب الجمع ويقتضيه بحسب نفس الأمر فهو العقلي وإلاّ فهو الوهمي. هذا كله خلاصة ما في الأطول في بحث الوصل والفصل.
جامع الحروف : [في الانكليزية] Gathering the letters of the alphabet in one verse or two ـ [في الفرنسية] Raembleur des lettres de l\'alphabet en un vers ouE
وهو عند البلغاء : أن يجمع في بيت جميع حروف الهجاء بدون تكرار لبعضها في كلمة واحدة. أمّا إذا كان ذلك في كلمتين فلا بأس به كما في هذا البيت :
أثر وصف غم عشق خطت |
|
ندهد حظ كسي جز بضلال |
__________________
(١) لصور (ع).
(٢) [لألف وعادة] (+ م ، ع).
أنظر تكرار حرفي الدال واللام في كلمتين : ندهد وضلال. كذا في مجمع الصنائع (١).
جامع الكلام : [في الانكليزية] Lament ، precision and concision ـ [في الفرنسية] Complainte ، precision et concision
هو عند الشعراء أن يذكر الشاعر في شعره الموعظة والحكمة والشكوى من الزمان. كذا في مجمع الصنائع. ويأتي أيضا بمعنى : الكلام الموجز الذي ألفاظه قليلة ومعانيه كثيرة (٢).
كما وقع في فتح المبين شرح الأربعين في الخطبة ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أوتيت جوامع الكلم» (٣) أي أوتيت الكلم الجوامع لقلة ألفاظها وكثرة معانيها. ومنه حديث «إنّما الأعمال بالنيات» (٤) فإنّ تحته كنوزا من العلم ، ومنه : «البيّنة على المدّعي واليمين على من أنكر» (٥) ، ومنه : «الخراج بالضمان» (٦) ومنه : «الغرم بالغنم» (٧).
جانان : [في الانكليزية] Beloved ـ [في الفرنسية] Bien aime
معناها بالفارسية المحبوب. وعند الصوفية هي صفة القيومية التي تقوم بها جملة الموجودات (٨).
جان افزا : [في الانكليزية] Reinforcement of the spirit ـ [في الفرنسية] Renforcement de l\'esprit
بالفارسية ما يزيد الروح ، يقوّي الروح. وعند الصوفية مقام البقاء. وهو إذا اتصف به السالك يكتسب صفة البقاء ولا يعتريه الفناء (٩).
الجانب : [في الانكليزية] Side ـ [في الفرنسية] Cote
بكسر النون عند المهندسين يطلق في الأكثر على إحدى أضلاع المستطيل ، كذا في شرح خلاصة الحساب. وهو في اللغة الطرف ووجه التسمية ظاهر.
الجاهلية : [في الانكليزية] Preislamic period or state ـ [في الفرنسية] Epoque preislamique ، anteislam
هو الزمان الذي قبل البعثة. وقيل ما قبل فتح مكة كذا في شرح شرح النخبة في تعريف المخضرمين في بيان الحديث المرفوع والموقوف والمقطوع.
__________________
(١) نزد بلغاء كلاميست مركب از جميع حروف تهجي بي تكرار در يك لفظ واگر در دو لفظ بود جائز است چنانچه درين بيت.
اثر وصف غم عشق خطت |
|
ندهد حظ كسي جز بضلال |
چرا كه در لفظ ندهد وضلال دال ولام مكرر است كذا في مجمع الصنائع.
(٢) نزد شعراء عبارتست از آنكه شاعر در أبيات خويش از موعظت وحكمت وشكايت روزگار درج كند كذا في مجمع الصنائع ونيز بمعنى كلام موجز آيد كه ألفاظ أو قليل باشند ومعاني كثير.
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه ، ١ / ٣٧٢ ، عن أبي هريرة ، كتاب المساجد (٥) ، باب كتاب المساجد ، الحديث رقم ، ٢٨٢٧ أوله : «نصرت بالرعب على العدو وأوتيت ...».
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه ، ١ / ٢ عن عمر بن الخطاب ، كتاب بدء الوحي ، باب كيف كان بدء الوحي ، الحديث رقم ١ ، ٨ / ٢٥٢ ، عن عمر كتاب الأيمان والنذور ، باب النية في الإيمان ، الحديث رقم ٦٣ ، بلفظ النية ، ٩ / ٤٠ ، عن عمر ، كتاب الحيل ، باب ترك الحيل ، الحديث رقم ١ ، بلفظ النية ، وأخرجه مسلم في صحيحه ، ٣ / ١٥١٥ ، عن عمر بن الخطاب ، كتاب الإمارة (٣٣) باب قوله صلىاللهعليهوسلم : إنما الأعمال ... ، (٤٥) ، حديث رقم ١٥٥ / ١٩٠٧.
(٥) أخرجه الترمذي في سننه ، ٣ / ٦٢٦ ، عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، كتاب الأحكام (١٣) ، باب ما جاء في أن البيّنة على المدعي .. (١٢) ، الحديث رقم ١٣٤١ ، وقال عقبة : في أسناده مقال ، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى ، ٨ / ٢٧٩ ، عن الشافعي ، كتاب السرقة ، باب ما يستدل به على ترك ...
(٦) أخرجه أحمد في مسنده ، ٦ / ٢٠٨ ، عن عائشة ، بلفظ : «خراج العبد بضمانه».
(٧) قاعدة فقهية ، أخرجها أحمد الزرقاء في كتابه شرح القواعد الفقهية ، ٤٣٧ ، القاعدة السادسة والثمانون ، المادة (٨٧).
(٨) جانان نزد صوفيه صفت قيومى را گويند كه قيام جمله موجودات به اوست.
(٩) جان افزا نزد صوفيه بقا را گويند كه سالك از ان صفت باقي ابدى گردد وفنا را بدو راه نبود.
الجاورشية (١) : [في الانكليزية] Pustule ، spot ، pimple ـ [في الفرنسية] Pustule ، bouton
هي بثور صغار متقرحة حمر الأصول.
وربّما كان معها لدغ شديد وورم وسيلان صديد ، وهو من أصناف النملة ، كذا في بحر الجواهر.
الجبّ : [في الانكليزية] Retrenchment ، subtracting ، prosodic modification ـ [في الفرنسية] Retranchement ، coupure ، modification prosodique
بالفتح بريدن ـ أي القطع ـ على ما في الصّراح. وعند أهل العروض حذف السببين من مفاعيلن فيبقى مفا ولكونه مهملا يوضع موضعه فعل بسكون اللام. والركن الذي فيه الجبّ يسمى مجبوبا كذا في عروض سيفي.
الجبّائية : [في الانكليزية] Al ـ Jubaiyya (sect) ـ [في الفرنسية] Al ـ Jubaiyya (secte)
بالضم وفتح الموحّدة المشدّدة كما في الصراح فرقة من المعتزلة أصحاب أبي علي الجبائي قالوا : إرادة الربّ لا في محل. والله متكلّم بكلام يخلقه الله في جسم. وهو غير مرئي في الآخرة. والعبد خالق لفعله. ومرتكب الكبيرة لا مؤمن ولا كافر يخلّد في النار إذا مات بلا توبة. ولا كرامة للأولياء. ويجب على الله لمن تكلّف (٢) إكمال عقله واللطف. والأنبياء معصومون ، كذا في شرح المواقف.
الجبر : [في الانكليزية] Reaembly ، recasting ، bonesetting ، algebra ، power ، predestination ـ [في الفرنسية] Remboitement ، reboutage ، algebre ، puiance ، predestination
بالفتح وسكون الموحدة وبالفارسية : شكسته را بستن ، أي تجبير المكسور ، وإصلاح حال شخص ما على ما في الصّراح. وهو أيضا بمعنى نسبة الخير والشّر إلى الله وبمعنى الإجبار : أي إكراه شخص ما على عمل ما. ومن معانيه : الملك والعبد الشجاع والفقير (٣). على ما في المنتخب. وعند الصوفية هو الجبروت. وعند المحاسبين حذف المستثنى من أحد المتعادلين أي المتساويين وزيادة مثله أي مثل ذلك المستثنى على المتعادل (٤) الآخر. مثاله مال إلاّ خمسة أشياء يعدل ستة فحذف خمسة أشياء من المتعادل (٥) الأوّل وهو مال إلاّ خمسة أشياء وزيادته على المتعادل (٦) الآخر يسمّى جبرا ، والحاصل بعد الجبر مال يعدل ستة وخمسة أشياء. وقيل حذف المستثنى من أحد المتعادلين جبر وزيادة مثله على الآخر تعديل ، كذا في بعض الرسائل. وقد يطلق الجبر عندهم ويراد به علم الجبر. والمقابلة وهو علم يعرف به المجهولات العددية من معلوماتها المخصوصة حال كون تلك المجهولات على وجه مخصوص من فرض المجهول شيئا ، وحذف المستثنى من أحد المتعادلين وزيادته على الآخر ، وإسقاط المشترك بين المتعادلين ، على ما بيّن في كتب الحساب ، كذا في شرح خلاصة الحساب.
__________________
(١) الجاورشية (م). وهامش (ك) الجاروشية (هامش ك أيضا).
(٢) يكلف (م).
(٣) ونيكو كردن حال كسي على ما في الصراح. وبدي ونيكى كار از حق دانستن. وبزور بر كاري داشتن كسي را. وپادشاه وبنده شجاع وفقير.
(٤) المعادل (م ، ع).
(٥) المعادل (م ، ع).
(٦) عن (م).
ثم الجبر عند أهل الكلام يستعمل كثيرا بمعنى إسناد فعل العبد إلى الله سبحانه ، وهو خلاف القدر. وهو إسناد فعل العبد إليه لا إلى الله تعالى. فالجبر إفراط في تفويض الأمر إلى الله تعالى بحيث يصير العبد بمنزلة الجماد لا إرادة له ولا اختيار. والقدر تفريط في ذلك بحيث يصير العبد خالقا لأفعاله بالاستقلال ، وكلاهما باطلان عند أهل الحق وهم أهل السّنة والجماعة. والحق الوسط بين الإفراط والتفريط المسمّى بالكسب هكذا في شرح المواقف والتلويح. وفي الصّراح الجبر بمعنى خلاف القدر على ما قال أبو عبيدة كلام مولد.
الجبروت : [في الانكليزية] The all ـ mighty ، constraint ـ [في الفرنسية] La Toute ـ puiance ، contrainte
عند الصوفية عبارة عن الذات القديمة وهي صيغة المبالغة بمعنى الجبر. والجبر إمّا بمعنى الإجبار من قولهم جبرته على الأمر جبرا أو أجبرته أكرهته عليه ، أو بمعنى الاستعلاء من قولهم نخلة جبارة إذا فاتتها الأيدي. والجبّار الملك تعالى كبرياؤه متفرّد بالجبروت لأنه يجري الأمور مجاري أحكامه ، ويجبر الخلق على مقتضيات إلزامه ، أو لأنّه يستعلي عن درك العقول كذا في شرح القصيدة الفارضية. والصفات القديمة تسمّى بالملكوت كما وقع في هذا الشرح أيضا ، ويجئ في محله. وفي مجمع السلوك الملكوت عندهم عبارة من (١) فوق العرش إلى تحت الثرى وما بين ذلك من الأجسام والمعاني والأعراض. والجبروت ما عدا الملكوت كذا قال الديلمي (١).
وقال بعض الكبار وأمّا عالم الملكوت فالعبد له فيه اختيار ما دام في هذا العالم ، فإذا دخل في عالم الملكوت صار مجبورا على أن يختار ما يختار الحق وأن يريد ما يريد ، لا يمكنه مخالفته أصلا انتهى.
وفي بعض حواشي شرح العقائد النسفية في الخطبة في اصطلاح المشايخ عالم الجبروت عالم الكروبيين (٣) وهو عالم المقربين من الملائكة وتحته عالم الأجساد وهو عالم الملك. والمراد من الجبروت الجبارية وهي عبارة من قهر الغير على وفق إرادته. والجبروت والعظمة بمعنى واحد لغة غير أنّ فيه معنى المبالغة لزيادة اللفظ. وفي اصطلاح أهل الكلام عبارة عن الصفات كما أنّ اللاهوت عبارة عن الذات ، فالإضافة في نعوت الجبروت على هذا الاصطلاح إضافة المسمّى إلى اسمه انتهى كلامه. ويقول في كشف اللغات : الجبروت هو مرتبة الوحدة باصطلاح السّالكين ، التي هي الحقيقة المحمديّة ، ولها علاقة بمرتبة الصّفات. انتهى. ويقول في موضع آخر : وتدعى مرتبة الصّفات الجبروت ، ومرتبة الأسماء الملكوت. وفي مرآة الأسرار يقول : اعلم بأنّ لأهل الفردانيّة مقام اللاّهوت ، يعني تجلّي الذات. ولاهوت في الأصل تعني : لا هو إلاّ هو. وحرف التاء زائد على قانون العربية ، ومن عادة هؤلاء القوم (الصوفية) إذا تكلّموا بكلام مخالط أن يضيفوا إليه شيئا أو يحذفوا منه شيئا ، لكي لا يصل إلى فهم مقصودهم من ليسوا بأهل لذلك. إذن لا هي نفي ، أي لا يكون تجلّي الصفات لهؤلاء
__________________
(١) هو أبو محمد روزبهان بن أبي نصر الشيرازي الديلمي الفسوي الكازروني ، صدر الدين ولد عام ٥٢٢ هـ / ١١٢٨ م. وتوفي عام ٦٠٦ هـ / ١٢٠٩ م. صوفي ، له عدة كتب في التصوف والتفسير. الأعلام ٣ / ٣٥ ، كشف الظنون ١١٣١ ، بروكلمان ، الملحق ١ / ٧٢٤ ، السلاجقة في التاريخ والحضارة ٣٨١.
(٣) خصّ الفلاسفة اسم الكروبيين فيما لا يكون له علاقة مع الأجسام ولو بالتأثير ، كالملائكة لأنهم العقول المجردة والنفوس الفلكية. شرح المقاصد ٢ / ٥٤ ، شرح العقائد النسفية ١ / ٦.
الأفراد. وهو اسم ذات يعني إلاّ هو ما عدا تجلّي الذات. ولاهوت نفسها يعني أنّه ليس للفردانيّة مقام خارج عن الحدود السّتّة ، وإذا أضيف لفظ مقام إليه أي حين يقال مقام اللاهوت فهو مجازي. ولا مقام له. وأسفل من هذا المقام الجبروت يعني : مقام جبر الخلائق وكسرهم ، وهذا مقام هو مقام قطب العالم الذي يتصرّف من العرش إلى الفرش (الثرى) ، ويتضمّن الجبر والكسر في الجهات السّتّ. ولقطب العالم فيض من العرش المجيد وله تعلّق بالعزل والتعيين. ومن هنا يقال بأنّ لهذا المقام التصرّف بالجبر والكسر ، فإنّ كرامات الأولياء ومعجزات الأنبياء هي من هذا العالم. ومتى حصل الترقّي من مقام الجبر والكسر فإلى مقام الفردانيّة الذي هو اللاّهوت يكون الوصول. وفي عالم الفردانيّة يعتبر الاشتغال بعالم الجبروت من جبر وكسر كفرا. والأفراد القادرون فوق عالم الجبروت إذا تشاغلوا بالجبر والكسر فإنّهم يخطّون عن مقام الفردانية أي مقام تجلّي الذات ، ولهذا السبب يبقون أفرادا مستورين. انتهى. ويقرب من هذا ما ورد نظما في مجمع السلوك في أحد المواضع : بأنّ منازل الخلائق أربعة :
__________________ (١) ودر كشف اللغات ميگويد كه جبروت در اصطلاح سالكان مرتبه وحدت را گويند كه حقيقت محمديست وتعلّق به مرتبه صفات دارد انتهى. ودر موضع ديگر گويد ونيز مرتبه صفات را جبروت خوانند ومرتبه اسماء را ملكوت. ودر مرآة الاسرار ميگويد بدان كه اهل فردانيت را دوام مقام لاهوت است يعني تجلي ذات ولاهوت در اصل لا هو الا هو است حرف تا زياده از قانون عرب است وعادت اين قوم است كه چون كلامي مخالط گويند چيزي زياده كنند وچيزي حذف تا نامحرمان از حقيقت محروم مانند پس لا نفي است يعني نيست تجلي صفات مر طائفه افراد را وهو اسم ذات است يعني الا هو مگر تجلي ذات ولاهوت خود يعني فردانيت را مقام نيست كه خارج از شش حدود است ولفظ مقام كه اضافت بآن ميكنند وگويند مقام لاهوت باسناد مجاز است اما مقام ندارد. واسفل اين مقام جبروتست يعني مقام جبر وكسر خلائق واين مقام قطب عالم است كه متصرفست از عرش تا ثرى وجبر وكسر هم در شش جهت كنجد وقطب عالم را فيض از عرش مجيد است كه تعلق بعزلت ونصب دارد. واين مقام را جبر وكسر از ان گويند كه كرامات اوليا ومعجزات انبيا هم ازين عالم |
يكى منزل كه آن ناسوت نام است |
|
بر ان اوصاف حيواني تمام است |
ز راه تربيت پيران بشارت |
|
بداده چار منزل با عبارت |
از ان منزل اگر خود بگذرد كس |
|
رسد در دويمى منزل ملك پس |
در ان عالم چو او معروف گردد |
|
ملائك آسمان مكشوف گردد |
چو برگيرد قدم را او ز ملكوت |
|
رسد در سيومى منزل بجبروت |
مقام روح بر من حيرت آمد |
|
نشان از وى بگفتن غيرت آمد |
در ان منزل بود كشف وكرامات |
|
ولي بايد گذشتن ز آن مقامات |
اگر دنيا وعقبى پيش آيد |
|
نظر كردن برو هرگز نشايد |
بنور ذكر بايد در گذشتن |
|
بآب توبه بايد دل بشستن |
در ان حالت مقام نور باشد |
|
ز جاي آب وگل او دور باشد |
چو گردد جان ودل از غير او پاك |
|
رسد در عالم لاهوت بى باك |
در ان منزل چهارم جست وجوئى |
|
نباشد با خدا جز گفت وگوئي |
مقام قرب منزل بى نشانست |
|
جز آن كون ومكان ديگر جهانست |
بعون حق رسد آنجا چو سالك |
|
شود بر جمله اشياء مالك |
(١) فرقة جبرية مبتدعة أتباع الجهم بن صفوان الذي قال بالجبر والاضطرار وأنكر الاستطاعات كلها. وزعم أن الجنة والنار تفنيان ، وأن الإيمان هو المعرفة بالله فقط وأن الكفر هو الجهل ، ولا فعل ولا عمل لأحد غير الله. وقد أجمع المسلمون وجميع الفرق على تكفير الجهمية. التبصير ١٠٧ ، الفرق ٢١١ ، الملل والنحل ٨٦.
(٢) التشبيه (م).
(٣) من فرق الجبرية أتباع ضرار بن عمرو الذي وافق أهل السنة في القول بخلق الأفعال وفي نفي التولّد. كما وافق القدرية في الاستطاعة قبل الفعل لكنه زاد عليهم بأنها مع الفعل وقبله وبعده ، وأنها بعض المطيع. كما وافق النجارية في أن الجسم أعراض مجتمعة. وأنكر أشياء ثابتة في القرآن وأجمع المسلمون عليها. وله ضلالات كثيرة. التبصير ١٠٥ ، المقالات ١ / ٣١٣ ، الملل والنحل ٩٠ ، الفرق ٢١٣.
(٤) الجبرية فرقة ظهرت أيام الحكم الأموي ، ادّعت أن العبد لا حول له ولا قوة ، فنفت عنه أي فعل ، وأضافت إلى الله كل شيء ، أي أن الإنسان في نظر الجبرية مجبور في كل ما يفعله وما يصدر عنه ، وهو كالريشة المعلّقة يتلاعب بها الهواء كيف يشاء. وقد ساعد هذا الاعتقاد على نشر الفساد والظلم ، بحيث صار الإنسان يتعلل بالمعصية وينسبها إلى الله تعالى ، لأنه مجبور على فعلها. وقد افترقت هذه الفرقة إلى مجموعات عديدة منها : الجهمية والضرارية وغيرها. الفرق ٢١١ ، الملل والنحل ٨٦ ، التبصير ١٠٥ ـ ١٠٩.
فعلاتن فعلاتن مفاعلن |
|
فعلاتن فعلاتن مفاعلن |
وهذا البحر من اختراع الفرس لذلك سمّي بالجديد. كذا في عروض سيفي (٩).
الجذام : [في الانكليزية] Leprosy ـ [في الفرنسية] Lepre
بالضم والذال المعجمة المخففة مشتق من الجذم وهو القطع ، وهي علة ردية تحدث من انتشار المرة السوداء في البدن كله ، فيفسد مزاج الأعضاء ويتغير هيئاتها ، وربما يتفرّق في آخرها اتصالها. قال القرشي (١٠) : السوداء إذا انتشرت في البدن كله فإن عفنت أوجبت حمّى الربع ، وإن اندفعت إلى الجلد أوجبت اليرقان الأسود ، وإن تراكمت أوجبت الجذام ، كذا في بحر الجواهر.
الجذب : [في الانكليزية] Attraction ـ [في الفرنسية] Attraction
بالفتح وسكون الذال المعجمة كشيدن كما في الصّراح. وعند أهل السلوك عبارة عن جذب الله تعالى عبدا إلى حضرته ويجئ في لفظ السلوك مع ذكر أقسام المجذوب.
جذب القلب : [في الانكليزية] Cardiac arrhythmia ، irregular heartbeating ـ [في الفرنسية] Battement irregulier du coeur
عند الأطباء علّة يحس صاحبها كأنّ قلبه يجذب إلى أسفل ، كذا في بحر الجواهر.
الجذر : [في الانكليزية] Square root ، mathematics ـ [في الفرنسية] Racine carree ، mathematique
بالفتح وسكون الذال المعجمة باللغة
__________________
(١) هو محمد بن محمد بن محمد ، أبو الفضل ، برهان الدين النسفي. ولد عام ٦٠٠ هـ / ١٢٠٣ م وتوفي ببغداد عام ٦٨٧ هـ / ١٢٨٩ م. عالم بالتفسير والأصول والكلام ، من فقهاء الحنفية ، له عدة تصانيف وكتب. الأعلام ٧ / ٣١ ، مفتاح السعادة ١ / ٣٠٥ ، الجواهر المضية ٢ / ١٢٧ ، شذرات الذهب ٥ / ٣٨٧ ، مرآة الجنان ٤ / ٢٠٠ ، الفوائد البهية ١٩٤.
(٢) لمحمود بن عبد الله الشافعي المراغي (ـ ٦٨١ هـ). كشف الظنون ١ / ٧٢٠ ، مفتاح السعادة ١ / ٣٠٥.
(٣) هو محمود بن عبد الله الشافعي ، توفي عام ٦٨١ هـ ، عالم باللغة. كشف الظنون ١ / ٧٢٠ ، مفتاح السعادة ١ / ٣٠٥.
(٤) النفائس (جدل) لأبي حامد محمد بن محمد بن محمد العميدي السمرقندي (ـ ٦١٥ هـ) وهو من الكتب المتوسطة في علم الجدل. كشف الظنون ٢ / ١٩٦٦ ؛ مفتاح السعادة ١ / ٣٠٥.
(٥) هو أبو حامد محمد بن محمود العميدي السمرقندي (المتوفى ٦١٥ هـ) وقد تقدمت ترجمته.
(٦) الوسائل ، جدل لسراج الدين محمود بن أبي بكر الأرموي (ـ ٦٨٢ هـ). كشف الظنون ١ / ٩٠٢.
(٧) هو محمود بن أبي بكر بن أحمد ، أبو الثناء ، سراج الدين الأرموي ، توفي بقونية عام ٦٨٢ هـ / ١٢٨٣ م. عالم بالأصول والمنطق من فقهاء الشافعية. له عدة كتب وشروحات. الأعلام ٧ / ١٦٦ ، طبقات السبكي ٥ / ١٥٥ ، معجم المطبوعات ١ / ٤٢٧ ، هدية العارفين ٢ / ٤٠٦.
(٨) تهذيب النكت لأثير الدين مفضّل الأبهري (ـ ٧٠٠ هـ). مفتاح السعادة ١ / ٣٠٥.
(٩) نزد أهل عروض اسم بحريست واصل ان بحر فاعلاتن فاعلاتن مستفعلن است دو بار ومخبون مستعمل ميگردد ومخبون وى فعلاتن مفاعلن است دو بار واين بحر از مخترعات فارسيان است ولهذا بجديد موسوم گشته كذا في عروض سيفي.
(١٠) هو علي بن أبي الحزم القرشي ، علاء الدين الملقب بابن النفيس. من علماء الطب. وقد سبقت ترجمته تحت اسم : ابن النفيس.