موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم - ج ١

محمّد علي التهانوي

موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم - ج ١

المؤلف:

محمّد علي التهانوي


المحقق: الدكتور علي دحروج
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون
الطبعة: ١
الصفحات: ١٠٥٢
الجزء ١ الجزء ٢

بالضمّ وسكون العين المهملة ضد القرب. وهو عند الصوفية عبارة عن بعد العبد عن المكاشفة والمشاهدة ويجيء في لفظ القرب. وفي عرف العلماء هو امتداد بين الشيئين لا أقصر منه ، أي لا يوجد بينهما أقصر من ذلك الامتداد ، سواء وجد مساويا لذلك الامتداد كما في بعد المركز من المحيط أو زائدا عليه كما في غيره. وهذا التفسير أولى مما قيل هو الامتداد الأقصر من الامتدادات المفروضة بين الشيئين لأنه لا يشتمل بعد المركز من المحيط فإنّه بقدر نصف القطر مع أنه ليس أقصر الخطوط الواصلة بينهما. ثم البعد عند المتكلّمين امتداد موهوم ولا شيء محض فهو عندهم امتداد موهوم مفروض في الجسم أو في نفسه صالح لأن يشغله الجسم وينطبق عليه بعده الموهوم ويسمّى خلاء أيضا. وعند الحكماء امتداد موجود ، فعند القائلين منهم بالخلاء له نوعان : فإنهم قالوا إذا حلّ الامتداد الموجود في مادة فجسم تعليمي ، وإن لم يحلّ فخلاء أي امتداد مجرّد عن المادة قائم بنفسه ، ويسمّى بالبعد المفطور والفراغ المفطور. وبالجملة البعد عندهم إمّا قائم بجسم وهو عرض ، وإمّا بنفسه وهو جوهر مجرد.

قال السيّد السّند في حاشية شرح حكمة العين : إنهم قد صرّحوا بجوهرية البعد المجرّد حتى قالوا إن أقسام الجوهر ستة لا خمسة. وعند النافين للخلاء المنكرين لوجود الامتداد المجرّد فله نوع واحد أعني الامتداد القائم بالجسم ، هذا كله خلاصة ما في حواشي الخيالي ويجيء أيضا في لفظ الخلاء ولفظ المكان. وأما أهل الهيئة فقد خصّوا البعد في اصطلاحهم ببعد الكوكب عن معدل النهار ولا يطلقونه على بعد أجزاء منطقة البروج عن معدل النهار. فالبعد عندهم قوس من دائرة الميل بين معدل النهار وبين الكوكب من الجانب الأقرب سواء كان للكوكب عرض أو لا ، وقد يسمّى أيضا بميل الكوكب مجازا على سبيل التشبيه. والبعض على أنّ الكوكب إن كان له عرض فبعده عن المعدل يسمّى بعدا وإن لم يكن له عرض فبعده عنه يسمّى ميلا أولا لذلك الكوكب ، بخلاف العرض فإنه كما يطلق على بعد مركز الكوكب عن منطقة البروج كذلك يطلق على بعد أجزاء المعدل عن منطقة البروج الذي يسمّى بالميل الثاني. هذا كله خلاصة ما حققه الفاضل عبد العلي البرجندي في تصانيفه كشرح التذكرة وحاشية الچغميني وما حققه المولوي عبد الحكيم في حاشية الخيالي. ويقول في رسالة الاستخراج ، وهي رسالة في استخراج التقويم من زيج «الغ بيك». البعد : جزء أو ساعة من مكان معيّن مثلا من البرج أو نصف النّهار ، وهو نوعان : ماض ومستقبل ، فالماضي هو دور مضى من نصف النهار. وبعد المستقبل فهو دور من نصف النّهار الآتي. انتهى (١).

البعد الأبعد : [في الانكليزية] Zenith ، apogee ـ [في الفرنسية] Zenith ، apogee

والبعد الأقرب والبعدان الأوسطان جميعها مذكورة مشروحا في لفظ النطاق. والبعد الأقرب الوسط هو الحضيض الأوسط ، والبعد الأبعد الوسط هو الذروة الوسطى ، والبعد الأقرب المقوّم هو الحضيض المرئي ، والبعد الأبعد المقوّم هو الذروة المرئية ، كذا ذكره عبد العلي البرجندي في شرح التذكرة في بيان الاختلاف الثالث للقمر.

__________________

(١) ودر سراج الاستخراج كه رساله ايست در استخراج تقويم از زيج الغ بيك ميگويد بعد دوري جزو است يا ساعت از جاي معين مثلا از برج ويا از نصف النهار وآن بر دو نوع است ماضي ومستقبل. اما بعد ماضي آنست كه دوري از نصف النهار گذشته باشد. وبعد مستقبل آنكه دوري از نصف النهار آينده باشد انتهى.

٣٤١

بعد الاتصال : [في الانكليزية] Communication interval ـ [في الفرنسية] Intervalle de communication

وقد ذكر سابقا في لفظ الاتصال.

البعد السواء : [في الانكليزية] The distance between the astronomical statement of the sun and the mo E [في الفرنسية] La distance entre le releve astronomique du soleil et de la E

عند أهل العمل من المنجّمين هو البعد بين تقويم الشمس والقمر.

البعد المضعّف : [في الانكليزية] The astronomical statement of the moon ـ [في الفرنسية] Le releve astronomique de la lune

هو حركة مركز القمر ومركز القمر أيضا كذا في شرح التذكرة.

البعد المعدّل : [في الانكليزية] Azimuth ـ [في الفرنسية] Azimut

عندهم هو بعد القمر عن الأفق بدرجات المعدل ، كذا يستفاد من توضيح التقويم (١).

البعد المفطور : [في الانكليزية] Natural distance ـ [في الفرنسية] La distance naturelle

بالفاء وقيل بالقاف هو البعد المجرّد الموجود ويجيء في لفظ المكان.

البقاء : [في الانكليزية] Survival ـ [في الفرنسية] Survie

بالقاف في اصطلاح الصوفية : هو عبارة عن أن يرى نفسه باقيا بعد فنائه عن ذاته بالحقّ بسبب دعوة لاسم كلّي يقتضي جمع الفرق ، فيأتي لجانب الخلق ويرشدهم من الأسماء المتفرّقة التي توجب التفرقة والكثرة. ووجه البقاء وطريق البقاء هو وجه المرشد والشيخ الذي هو إنسان كامل. وهو دائم البقاء بالعشق ، كذا في كشف اللغات ويجيء أيضا في لفظ الفناء (٢).

البقرة : [في الانكليزية] The cow ، pious soul ـ [في الفرنسية] La vache ، l\'ame pieuse

كناية عن النفس إذا استعدّت للرياضة وبدت فيها صلاحية قمع الهوى الذي هو حياتها ، كما يكنى عنها بالكبش قبل ذلك وبالبدنة بعد الأخذ في السلوك ، كذا في اصطلاحات الصوفية.

البكر : [في الانكليزية] Virgin ـ [في الفرنسية] Vierge

بكسر الموحدة وسكون الكاف لغة امرأة لم تلد ، ثم سمّيت التي لم تفتضّ اعتبارا بالثّيب لتقدّمها عليها كما في المفردات (٣). وشرعا اسم لامرأة لم توطأ بالنكاح كما في المبسوط. وقيل لم تجامع بنكاح ولا غيره وهذا قولهما ، والأول قوله. والصحيح أنّ الأول قول الكل كما في الظهيرية (٤). وذكر في المغرب أنه يقع على الذي لم يدخل بامرأة كذا في جامع الرموز في فصل نفذ نكاح حرة. كذا في الأصل.

البلادة : [في الانكليزية] Debility ـ [في الفرنسية] Debilite

يجيء في لفظ الحمق.

البلاغة : [في الانكليزية] Eloquence ، rhetoric ـ [في الفرنسية] Eloquence ، rhetorique

عند أهل المعاني يطلق على معنيين :

أحدهما بلاغة الكلام ، وتسمّى بالبراعة والبيان والفصاحة أيضا ، وهي مطابقة الكلام لمقتضى

__________________

(١) هو سراج الاستخراج. انظر ص ٣٤٢.

(٢) در اصطلاح صوفيان عبارتست از آنكه بعد از فنا از خود خود را باقي بحق ديده از حق بجهت دعوت از اسماى متفرقة كه موجب تفرقه وكثرات است باسم كلي كه مقتضي جمع الفرق است بجانب خلق بيايد ورهنمائى كند. وروي بقا وراه بقا روي پير ومرشد كه انسان كامل است وهميشه باقي بعشق است.

(٣) مفردات ألفاظ القرآن لأبي القاسم حسين بن محمد بن المفضل المعروف بالراغب الاصبهاني (ـ ٥٠٢ هـ).

(٤) الفتاوي الظهرية لظهير الدين أبي بكر محمد بن أحمد القاضي الحنفي (ـ ٦١٩ هـ). كشف الظنون ٢ / ١٢٢٦.

٣٤٢

الحال مع فصاحته أي مع فصاحة ذلك الكلام ، كذا ذكر الخطيب في التلخيص. قيل لو قال إلاّ إذا اقتضى الحال خلاف ذلك لكان أحسن ، لأنّ الحال قد يقتضي ما ينافي الفصاحة كالتعقيد في المعمّيات ، فحينئذ رعاية التطابق أولى من رعاية الفصاحة إذ ارتفاع شأن الكلام بالطباق لمقتضى الحال ، لكن بني الكلام على الكثير الشائع ولم يعتد بالقليل النادر. وقيل نمنع بلاغة الكلام المذكور. ومعنى مطابقة الكلام لمقتضى الحال يذكر في لفظ الحال.

قيل خالف الخطيب السكاكي في اشتراط فصاحة الكلام. فقيل إنه لا يشترط شيء من فصاحة الكلام في البلاغة ، وليس رجوع البلاغة إلى البيان لاشتراطها بالخلوّ عن التعقيد المعنوي ، بل لمعرفة أنواع المجاز والكناية وعلاقتها لئلاّ يخرج فيها عن اعتبارات اللغة. وقيل إنه لا يشترط في البلاغة من الفصاحة سوى الخلوص عن التعقيد المعنوي. ثم قال الخطيب : ولبلاغة الكلام طرفان : أحدهما أعلى إليه تنتهي البلاغة وهو الإعجاز وما يقرب منه أي من حدّ الإعجاز انتهى. أي الطرف الأعلى نوع تحته صنفان : كلام يعجز البشر عن الإتيان بمثله وهو حدّ الإعجاز وقريب من حدّ الإعجاز بأن لا يعجز البشر لكن يعجز مقدار أقصر سورة عن الإتيان بمثله ، وكلاهما مندرج تحت حدّ الإعجاز لأنّ حدّ الإعجاز هو حد الاعجاز عن الإتيان بأقصر سورة ، وبهذا اندفع ما أورده المحقق التفتازاني من أنه لا معنى لجعل حدّ الإعجاز وما يقرب منه طرفا أعلى إذ المناسب أن يؤخذ حقيقيا كالنهاية أو نوعيا كالإعجاز انتهى. إذ قد يؤخذ نوعيا هو حدّ الإعجاز المعتبر شرعا وهو حدّ إعجاز أقصر سورة ، إلاّ أنّه نبّه على أنه صنفان : كلام يعجز نفسه وكلام يعجز مقدار سورة من جنسه.

فإن قيل : ليست البلاغة سوى المطابقة لمقتضى الحال مع الفصاحة ، وعلم البلاغة كافل بإتمام هذين الأمرين فمن أتقنه وأحاط به لم لا يجوز أن يراعيهما حقّ الرعاية فيأتي بكلام هو في الطرف الأعلى ولو بمقدار أقصر سورة؟ قلت إنّ العلم لا يتكفل إلاّ بيان الأحوال وأما الاطّلاع على كميات الأحوال وكيفياتها ورعاية الاعتبارات بحسب المقامات فأمر آخر. ثم قال وثانيهما أسفل وهو ما إذا غيّر عنه إلى ما دونه التحق بأصوات الحيوانات عند البلغاء ، وبينهما مراتب كثيرة انتهى. فإن قلت يلتحق ما يشتمل على الدقائق البيانية بأصوات الحيوانات؟ قلت اعتبار الوضوح والخفاء في الدلالة بالنسبة إلى المعاني [المجازية ،] (١) وتلك المعاني أزيد من الدلالات الوضعية ومما يتعلق بعلم المعاني ، فرعاية البيان لا ينفك عن رعاية المعاني. وثانيهما بلاغة المتكلم وهي ملكة يقتدر بها على تأليف كلام بليغ أي لا يعجز بها عن تأليف كلام بليغ فالبلاغة بمعنييها أخصّ مطلقا من الفصاحة ، فكلّ بليغ كلاما كان أو متكلما فصيح ولا عكس ، هذا خلاصة ما في الأطول والمطول والچلپي. وفي الإتقان في النوع الرابع والستين مراتب الكلام المحمود متفاوتة. فمنها البليغ الرصين الجزل. ومنها الفصيح القريب السهل. ومنها الجائز الطّلق الرّسل. فالأول أعلاها والثاني أوسطها والثالث أدناها ، فحازت بلاغة القرآن من كل قسم من هذه الأقسام حصّة ، فانتظم لها بانتظام هذه الصفات نمط من الكلام يجمع بين صفتي الفخامة والعذوبة ، وهما على الانفراد في نعوتهما متضادان ، لأن العذوبة نتاج السهولة ، والجزالة والمتانة يعالجان نوعا من

__________________

(١) المجازية (+ م).

٣٤٣

الزعورة ، فكان اجتماع الأمرين في نظمه مع نبوّ كلّ واحد منهما عن الآخر فضيلة خصّ بها القرآن ليكون آية بيّنة لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

البلّة : [في الانكليزية] Humidity ـ [في الفرنسية] Humidite

بحركات الموحدة وباللام المشددة هي الرطوبة على ما في الصراح. واختلفت عبارات العلماء في تفسيرها. فقال شارح الإشارات : إنه ذكر الشيخ في الشّفاء (١) أنّ البلّة هي الرطوبة الغريبة الجارية على ظاهر الجسم ، كما أنّ الانتفاع هي الغريبة النافذة إلى باطنه ، والجفاف عدم البلّة عمّا من شأنه أن يبتل. وقال في شرح حكمة العين ما حاصله إنّ الجسم إمّا أن يقتضي طبيعته النوعية كيفية الرطوبة أو لا ، فالأول الرّطب ، والثاني إمّا أن يلتصق به جسم رطب أو لا يلتصق به جسم رطب ، والأوّل هو المبتلّ إن التصق بظاهره فقط غير غائص فيه كالحجر في الماء ، والمنتقع إن كان غائصا فيه كالخشب في الماء. والثاني أي الذي لا تقتضي طبيعته الرطوبة ولم يلتصق به جسم رطب هو الجاف ، ومثاله ظاهر ، وقيل مثاله الزيبق ، فالجفاف على هذا هو عدم مقارنة جسم متكيف بالرطوبة إلى جسم لا تقتضي طبيعته الرطوبة فهو على هذا التفسير غير محسوس ، وبينه وبين البلّة تقابل العدم والملكة انتهى.

وقال السيّد السّند في حاشية شرح الطوالع : في الأجسام ما هو رطب الجوهر كالماء فإن صورته النوعية تقتضي كيفية الرطوبة في مادته ، ومبتلّ وهو الذي جرى على ظاهر ذلك الجوهر والتصق به أو نفذ في جوفه أيضا ولم يفده لينا ، وذلك الجوهر حينئذ يسمّى بلّة ، ومنتقع وهو الذي نفذ في أعماق ذلك الجواهر وأفاده لينا. والرطوبة تطلق على البلّة الجارية على سطوح الأجسام ، وهي بهذا المعنى جوهر لا من الكيفيات الملموسة. وتطلق أيضا على الكيفية الثابتة لجوهر الماء. وقال في شرح المواقف : الرّطب هو الذي تكون صورته النوعية مقتضية لكيفية الرطوبة ، والمبتلّ هو الذي التصق بظاهر ذلك الجسم الرطب ، والمنتقع هو الذي نفذ ذلك الرطب في عمقه وأفاده لينا. فالبلّة هو الجسم الرطب الجوهر إذا جرى على ظاهر جسم آخر. والجفاف عدم البلّة عن شيء هي من شأنه. وقد تطلق كلّ من البلّة والرطوبة بمعنى الآخر انتهى. فظاهر هذه العبارة وكذا عبارة شرح الإشارات تدلّ على أنّ المبتلّ أعم من المنتقع ، وما في شرح حكمة العين وحاشية الطوالع يدل على أنهما متباينان.

البلغم : [في الانكليزية] Phlegm ـ [في الفرنسية] Glaire

هو عند الأطباء نوع من الأخلاط وهو قسمان : إمّا طبيعي وهو الذي يصلح لأن يصير دما وكأنّه دم قاصر عن تمام النضج ، وإمّا غير طبيعي وهو خمسة أصناف : الحلو والمالح والعفص والتفه والحرفة. وفي بحر الجواهر البلغم الطبيعي هو خلط بارد رطب أبيض اللون مائل إلى الحلاوة ، والبلغم المائي هو الرقيق المستوي القوام ، والبلغم الزجاجي هو الثخين الذي يشبه الزجاج الذائب ، والبلغم المخاطي هو الغليظ الذي يختلف قوامه ، والبلغم الخام هو الرقيق الذي يختلف قوامه.

البناء : [في الانكليزية] Construction ـ [في الفرنسية] Construction

بالكسر والمد يعني العمارة ، وإحضار الزوجة للمنزل ، وعدم إعراب اللفظ. كما في كنز اللغات (٢). وعند الفقهاء عدم تجديد التحريمة الأخرى وإتمام ما بقي من الصلاة التي

__________________

(١) الشفاء (منطق) لأبي علي حسين بن عبد الله المعروف بابن سينا (ـ ٤٢٨ هـ) وعليه شروح. كشف الظنون ٢ / ١٠٥٥.

(٢) بناء كردن چيزي وزن به خانه آوردن وبى اعراب كردن لفظ را كما في كنز اللغات.

٣٤٤

سبق للمصلي الحدث فيها بالتحريمة الأولى ، ويقابله الاستئناف. هكذا يستفاد من جامع الرموز في فصل مصلّ سبقه الحدث. وعند الصرفيين والنحاة يطلق على عدم اختلاف آخر الكلمة باختلاف العوامل ويجيء تحقيقه في لفظ المعرب. ويطلق أيضا على الهيئة الحاصلة للّفظ باعتبار ترتيب الحروف وحركاتها وسكناتها ، وقد سبق تحقيقه في بيان علم الصرف في المقدمة ، ويسمّى بالصيغة والوزن أيضا. وقد يقال الصيغة والبناء والوزن لمجموع المادّة والهيئة أيضا صرّح بذلك المولوي عبد الحكيم في حاشية الفوائد الضيائية ، وستعرف في لفظ الوزن تحقيق هذا المقام.

التقسيم

ينقسم البناء عندهم إلى ثلاثي ورباعي وخماسي لأنّه إن كانت في الكلمة ثلاثة أحرف أصول فثلاثي ، وإن كانت في الكلمة أربعة أحرف أصول فرباعي ، وإن كانت خمسة فخماسي. قال الرّضي في شرح الشافية لم يتعرّض النّحاة لأبنية الحروف لندور تصرّفها ، وكذا الأسماء العريقة البناء كمن وما. ولا يكون الفعل خماسيا لأنه إذا يصير ثقيلا بما يلحقه مطّردا من حروف المضارعة ، وعلامة اسم الفاعل واسم المفعول والضّمائر المرفوعة التي هي كالجزء منه. ثمّ إنّ مذهب سيبويه وجمهور النحاة أنّ الرباعي والخماسي صنفان غير الثلاثي. وقال الفراء والكسائي (١) بل أصلهما الثلاثي. وقال الفرّاء : الزائد في الرباعي حرفه الأخير ، وفي الخماسي الحرفان الأخيران. وقال الكسائي الزائد في الرباعي الحرف الذي قبل آخره ، ولا دليل على ما قالا ، وقد ناقضا قولهما باتفاقهما على وزن جعفر فعلل ، ووزن سفرجل فعللل ، مع اتفاق الجميع على أنّ الزائد إذا لم يكن تكريرا يوزن بلفظة انتهى. وكلّ منهما مجرّد ومزيد ، فالمجرّد ما لا يكون فيه حرف زائد والمزيد ما يكون فيه حرف زائد.

ولا يجوز الاسم سبعة أحرف ولا يجوز زيادته أربعة أحرف ، ولا يجوز الفعل ستة أحرف ولا يجوز زيادته ثلاثة أحرف ، فنهاية الزيادة في الثلاثي من الاسم أربعة أحرف ، وفي الرباعي منه ثلاثة ، وفي الخماسي منه اثنان ، وفي الثلاثي من الفعل ثلاثة ، وفي الرباعي منه اثنان ، كذا في الأصول الأكبري وحواشيه. وفي بعض الكتب لا يكون الفعل المضارع مجرّدا أبدا بل مزيدا ثلاثيا أو رباعيا ، وكذا الأمر واسم الفاعل والمفعول ونحوها.

وينقسم البناء أيضا إلى صحيح وغير صحيح ، وغير الصحيح إلى معتلّ ومهموز ومضاعف ، لأن البناء لا يخلو إمّا أن لا يكون أحد من حروفه الأصول حرف علّة ولا همزة ولا تضعيفا ، أو يكون ، والأول هو الصحيح ، والثاني ثلاثة أقسام لأنّه إن كان أحد حروفه الأصول حرف علّة يسمّى معتلا ، وإن كان أحدها همزة يسمّى مهموزا ، وإن كان أحدها مكررا يسمّى مضاعفا. ففي الثلاثي ما يكون عينه ولامه أو فاؤه وعينه متماثلين ، وفي الرباعي ما يكون فاؤه ولامه الأولى متماثلين مع تماثل عينه ولامه الثانية كزلزل ، وهذا هو التقسيم المشهور بين الجمهور. وعند البعض الصحيح ما لا يكون معتلا ، فالمهموز والمضاعف حينئذ من أقسام الصحيح. قال الرّضي في شرح الشافية : تنقسم الأبنية إلى صحيح ومعتلّ ، فالمعتلّ ما فيه حرف علّة أي في حروفه

__________________

(١) الكسائي : هو علي بن حمزة بن عبد الله الأسدي الكوفي ، أبو الحسن الكسائي. ولد بالقرب من الكوفة وتوفي بالريّ عام ١٨٩ هـ / ٨٠٥ م. إمام في اللغة والنحو والقراءات. له العديد من المصنفات الهامة. الأعلام ٤ / ٢٨٣ ، غاية النهاية ١ / ٥٣٥ ، وفيات الأعيان ١ / ٣٣٠ ، تاريخ بغداد ١١ / ٤٠٣ ، طبقات النحويين ١٣٨ ، إنباه الرواة ٢ / ٢٥٦.

٣٤٥

الأصول حرف علّة ، والصحيح بخلافه. وتنقسم الأبنية أيضا إلى مهموز وغير مهموز ، فالمهموز ما أحد حروفه الأصلية همزة ، وغير المهموز بخلافه. فالمهموز قد يكون صحيحا كأمر وسأل وقرأ وقد يكون معتلا نحو آل ووال وكذا غير المهموز. وتنقسم قسمة أخرى إلى مضاعف وغير مضاعف. فالمضاعف في الثلاثي ما يكون عينه ولامه متماثلين ، وهو أكثر. وأمّا ما يكون فاؤه وعينه متماثلين كددن فهو في غاية القلّة. والمضاعف في الرباعي ما كرّر فيه حرفان أصليان بعد حرفين أصليين نحو زلزل ، وأمّا ما فاؤه ولامه متماثلان كقلق فلا يسمّى مضاعفا. فالمضاعف إمّا صحيح كمدّ أو معتلّ كودّ وحيّ ، وكذا غير المضاعف كضرب ووعد ؛ وكذا المضاعف إمّا مهموز كأزّ أو غيره كمدّ انتهى. فعلى هذا النسبة بين الصحيح والمعتلّ تباين ، وبينه وبين كلّ من المهموز والمضاعف هي العموم من وجه ، وكذا النسبة بين كلّ من المعتلّ والمضاعف والمهموز.

فائدة :

لا يكون الرباعي اسما كان أو فعلا معتلا ولا مهموز الفاء ولا مضاعفا إلاّ بشرط فصل حرف أصلي بين المثلين كزلزل (١) ، ولا يكون الخماسي مضاعفا ، وقد يكون معتلّ الفاء ومهموزها نحو ورنتل وإصطبل ، كذا ذكر الرضي.

بناگوش : [في الانكليزية] Mastoid ، Wittcism ـ [في الفرنسية] Mastoide ، trait d\'esprit

بالفارسية هو ما خلف الأذن. وعند الصوفية ، نكتة المحبوب الدقيقة (٢).

البنانية (٣) : [في الانكليزية] Al ـ Bananiyya (sect) ـ [في الفرنسية] Al ـ Bananiyya (secte)

بالنون فرقة من غلاة الشيعة أتباع بنان بن سمعان (٤). قال بنان (٥) خذله الرحمن إنّ الله على صورة إنسان ويهلك كلّه إلاّ وجهه لقوله تعالى (وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) (٦) ، وروح الله حلّت في عليّ ثم في ابنه محمد بن الحنفية (٧) ثم في ابنه أبي هاشم (٨) ثم في بنان (٩) لعنة الله على هذا الشيطان ، كذا في شرح المواقف (١٠).

__________________

(١) زلزال (م).

(٢) بناگوش : نزد صوفيه دقيقه محبوب را گويند.

(٣) البيانية (م).

(٤) بيان بن سمعان التميمي النهدي اليمني ، ظهر بالعراق في اوائل القرن الثاني الهجري وادّعى أن جزءا إليها حلّ في الامام علي بن ابي طالب ثم في ابنه محمد بن الحنفية ثم في ابنه أبي هاشم ثم انتقل إليه هو نفسه. وقد تزايدت المخارق عنده حتى ادّعى النبوة. مات قتلا على يد خالد القسري. مقالات الاسلاميين ١ / ٦٦ ، الملل والنحل ١ / ١٥٢ ، شرح المواقف ٨ / ٣٥٨ ، اعتقادات فرق المسلمين ٥٧ ، الكامل لابن الأثير ٥ / ٨٢ ، التبصير ١٢٥ ، الفرق بين الفرق ٢٣٦.

(٥) بيان (م).

(٦) الرحمن / ٢٧.

(٧) محمد بن الحنفية : هو محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي ، أبو القاسم المعروف بابن الحنفية. ولد بالمدينة عام ٢١ هـ / ٦٤٢ م. وتوفي فيها عام ٨١ هـ / ٧٠٠ م. واسع العلم ، ورع ، تقي. الاعلام ٦ / ٢٧٠ ، طبقات ابن سعد ٥ / ٦٦ ، وفيات الاعيان ١ / ٤٤٩ ، صفة الصفوة ٢ / ٤٢ ، حلية الأولياء ٣ / ١٧٤ ، نزهة الجليس ٢ / ٢٥٤.

(٨) أبو هاشم ابن محمد الحنفية : هو عبد الله بن محمد (ابن الحنفية) بن علي أبي طالب ، أبو هاشم. توفي عام ٩٩ هـ / ٧١٧ م. أحمد زعماء العلويين في عهد بني مروان ، ومن مؤسسي الدولة العباسية ، راو للحديث. الاعلام ٤ / ١٦ ، التهذيب ٦ / ١٦ ، شذرات الذهب ١ / ١١٣.

(٩) بيان (م).

(١٠) البيانية : ويقال لها البنانية فرقة من غلاة الشيعة أتباع بيان بن سمعان التميمي. قالوا بانتقال الامامة من أبي هاشم إليه. ألّهوا الإمام علي ، ثم ادعى بيان أن الجزء الإلهي قد حلّ فيه بنوع من التناسخ ، وزعم أن معبوده على صورة انسان. وقد مات

٣٤٦

البنت : [في الانكليزية] Girl ، daughter ـ [في الفرنسية] Fille

بالكسر وسكون النون مؤنّث الابن والبنات الجمع. والبنات عند أهل الرّمل أربعة أشكال من الأشكال الستّة عشر الواقعة في الزائجة في البيت الخامس والسادس والسابع والثامن.

بنت اللّبون : [في الانكليزية] Two years old ـ [في الفرنسية] Qui a deux ans

شريعة التي أتى عليها حولان. والحقّة التي أتى عليها ثلاث سنين ، والجذعة التي أتى عليها أربع سنين ويجيء ذكر كلها في محالها.

بنت المخاض : [في الانكليزية] One year old she ـ camel ـ [في الفرنسية] Chemelle d\'un an

شريعة فصيلة إبل أتى عليها حول واحد.

البندقة : [في الانكليزية] Ducat ـ [في الفرنسية] Ducat

هو اسم ما يتحمل في المقعدة كالشياف ويطلق أيضا على درهم واحد. وبعض الأطباء يجعلها مثقالا وبعضها أربعة دوانق ويقال أيضا على شيء أكبر في هيئة البندقة ، وقد يطلق على البراز الذي يشتد جفافه وصلابته حتى صار بعرا ، وعلى طينة مدوّرة يرمى بها كذا في بحر الجواهر.

بندگى : [في الانكليزية] Slavery ، obligation ـ [في الفرنسية] Esclavage ، devoir

بالفارسية هي العبودية. وعند الصوفية هي التكليف (١).

بنطاسيا : [في الانكليزية] Imagination ـ [في الفرنسية] Imagination

هو اسم الحس المشترك (٢).

البنية : [في الانكليزية] Framework of the body ـ [في الفرنسية] Charpente du corps

بالكسر الفطرة كما في الصّراح. وعند الحكماء هي الجسم المركّب على وجه يحصل من تركيبها مزاج وهي شرط للحياة عندهم. وعند المتكلّمين فردة لا يمكن الحيوان من أقل منها ، كذا في شرح الطوالع في مبحث الحياة.

بهت : [في الانكليزية] Very much ، Velocity ـ [في الفرنسية] Beaucoup ، Velocite

بضم الباء وسكون الهاء لفظة هندية بمعنى كثير. وعند المنجّمين حركة كوكب ما في زمان معيّن مثل عشرة أيام أو خمسة أيام أو أقل أو أكثر. وإذا أطلقت فالمراد مقدار حركة الكوكب في اليوم الواحد. كما في سراج الاستخراج (٣).

البهر : [في الانكليزية] Shortne of breath ـ [في الفرنسية] Eouflement ، respiration difficile

بالضم كقفل عند الأطباء هو الرّبو وضيق النفس ويجيء بيانه في لفظ الربو.

البهشمية : [في الانكليزية] Al ـ Bahchamiyya (sect) ـ [في الفرنسية] Al ـ Bahchamiyya (secte)

هي فرقة من المعتزلة من أصحاب أبي هاشم. انفرد أبو هاشم عن أبيه بإمكان استحقاق الذمّ والعقاب بلا معصية مع كونه مخالفا للإجماع والحكمة ، وبأنه لا توبة عن كبيرة مع الإصرار على غيرها عالما بقبحه ، ولا توبة مع عدم القدرة. ولا يتعلّق علم واحد بمعلومين على التفصيل. ولله تعالى أحوال لا معلومة ولا مجهولة ولا قديمة ولا حادثة كذا

__________________

ـ بيان قتلا على يد الوالي خالد بن عبد الله القسري. الملل ١٥٢ ، التبصير ١٢٤ ، الفرق ٢٣٦ ، شرح المواقف ٨ / ٣٥٨ ، اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ٥٧ ، المقالات ١ / ٦٦ ، الكامل لابن الأثير ٥ / ٨٢.

(١) بندگي : نزد صوفيه تكليف را گويند.

(٢) بنطاسيا : بالنون هو اسم الحس المشترك.

(٣) بهت : بضم با وسكون ها لفظ هنديست بمعنى بسيار ونزد منجمان حركت كوكبي بود در زمان معين مثل ده روز يا پنج روز يا كمتر يا بيشتر وچون مطلق گويند مراد مقدار حركت او بود در يك شبانه روز كما في سراج الاستخراج.

٣٤٧

في شرح المواقف (١).

بهمن ماه : [في الانكليزية] Bahmanmah (Persian month) ـ [في الفرنسية] Bahmanmah (mois perse)

اسم شهر من أشهر التقويم الإيراني ، وهو أول شهور الشتاء (٢).

البهيمة : [في الانكليزية] Quadruped ، beast ـ [في الفرنسية] Quadrupede ، bete

في اللغة ما له أربع قوائم والجمع البهائم. وفي جامع الرموز في كتاب الشرب البهيمة ما لا نطق له ، وذلك لما في صورته من الإبهام ؛ لكن خصّ التعارف بما عدا السباع والطّير كما في المضمرات.

البوّاب : [في الانكليزية] The pylorus ـ [في الفرنسية] Le pylore

بفتح الموحدة وتشديد الواو في اللغة دربان كما في الصّراح. وفي بحر الجواهر هو فم الاثنا عشري ، سمّي به لأنه ينضم عند امتلاء المعدة لإتمام النضج ثم ينفتح إلى تمام الدفع.

البواده : [في الانكليزية] Fainting (diastole and systole) ـ [في الفرنسية] Syncope (diastole et systole)

جمع بادهة وهي ما يفجأ القلب من الغيب فيوجب بسطا أو قبضا ، كذا في اصطلاحات الصوفية لكمال الدين أبي الغنائم.

البواسير : [في الانكليزية] Haemorrhoids ـ [في الفرنسية] Hemorroides

عند الأطباء هي زيادة تنبت على أفواه العروق التي في المقعدة من دم سوداوي غليظ ، وينقسم إلى ثؤلولية يشبه الثؤلول الصغير ، وعينية وهي عريضة مدوّرة لونها أرجوانية ، وإلى ناتئة أي ظاهرة وإلى غائرة أي كامنة. والبواسير في الأنف هي لحوم زائدة تنبت فربما كانت رخوة بيضاء لا وجع معها ، وهذا أسهل علاجا ، وربما كانت حمراء شديدة الوجع وهذا أصعب علاجا. ومفردها باسور. ولذلك يقال للدواء المستعمل فيه باسوري. وقد يعرض في الشّفة السفلى غلظ وشقاق في وسطها ويقال له بواسير الشفة كذا في بحر الجواهر والأقسرائي.

البوال : [في الانكليزية] Polyurine ـ [في الفرنسية] Polyurie

بالضم علة توجب كثرة البول ، يقال أخذه البوال.

بوسه : [في الانكليزية] Emanation ، pleasure ـ [في الفرنسية] Emanation ، plaisir

هي عند الصوفية بمعنى الفيض والجذب الباطني الذي هو واقع بالنسبة للسالك. وأيضا اللذة البشرية (٣).

البولتان : [في الانكليزية] Lachrimatory ـ [في الفرنسية] Lacrimatoire

هي أن تقطر من العينين في كل قليل من الزمان قطرات من الماء ثم تنقطع ، كذا في بحر الجواهر.

البياض : [في الانكليزية] Whitne ـ [في الفرنسية] Blancheur

بالفتح والياء المثناة التحتانية في اللغة سپيدي. وعند أهل الرمل اسم شكل من الأشكال الستة عشر وصورته هكذا وتوضيحه يطلب من كتب الرمل.

البيان : [في الانكليزية] Eloquence ، rhetoric ـ [في الفرنسية] Eloquence ، rhetorique

بالياء المثناة التحتانية لغة الفصاحة ، يقال : فلان ذو بيان أي فصيح وهذا أبين من فلان أي

__________________

(١) البهشمية : فرقة من المعتزلة أتباع ابي هاشم عبد السلام بن محمد بن عبد الوهاب الجبائي المتوفى عام ٣٢١ ه‍. وأكثر معتزلة البصرة على مذهبه لأن ابن عبّاد كان يدعو له. وسمي اصحابه كذلك بالذمية. وكانت لهم ضلالات كثيرة. وقد ذكرها العلماء بشيء من التفصيل. الملل والنحل ٧٨ ، الفرق بين الفرق ١٨٤ ، التبصير في الدين ٨٦.

(٢) بهمن ماه نام ماهيست در تاريخ فرس.

(٣) بوسه : نزد صوفيه بمعني فيض وجذبه باطن كه بنسبت سالك واقع شود ونيز لذت بشري را گويند.

٣٤٨

أفصح منه وأوضح كلاما. قال صاحب الكشاف : البيان هو المنطق الفصيح المعبّر عمّا في الضمير ، كذا ذكر السيّد السّند في حاشية خطبة شرح الشمسية. وقال الچلپي في حاشية المطول : البيان مصدر بان أي ظهر جعل اسما للمنطق الفصيح المعبّر عمّا في الضمير ، والتبيان (١) مصدر بيّن على الشذوذ. وقد يفرّق بينهما بأنّ التبيان يحتوي على كدّ الخاطر وإعمال القلب ، وقريب منه ما قيل التبيان بيان مع دليل وبرهان ، فكأنّه مبني على أنّ زيادة البيان لزيادة المعنى. وقال المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح المواقف : البيان الكشف والتوضيح ، وقد يستعمل بمعنى الإثبات بالدليل انتهى. وبالجملة فهو إمّا مصدر بان وهو لازم ومعناه الظهور ، أو مصدر بيّن وهو قد يكون لازما كقولهم في المثل قد بيّن الصبح لذي عينين ، أي بان ، وقد يكون متعدّيا بمعنى الإظهار ، قال الله تعالى (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ) (٢) أي إظهار معانيه وشرائعه على ما وقع في بعض الكتب.

وفي بعض شروح الحسامي ثم إنّ البيان عبارة عن أمر يتعلّق بالتعريف والإعلام ، وإنما يحصل الإعلام بدليل ، والدليل محصّل للعلم ، فههنا أمور ثلاثة : إعلام وتبيين ودليل يحصل به الإعلام أو علم يحصل من الدليل. ولفظ البيان يطلق على كلّ واحد من تلك المعاني الثلاثة. وبالنظر إلى هذا اختلف تفسير العلماء له. فمن نظر إلى إطلاقه على الإعلام الذي هو فعل المبين كأبي بكر الصيرفي (٣) ، قال هو إخراج الشيء من حيّز الأشكال إلى حيّز التّجلّي والظهور ، وأورد عليه أنّ ما يدلّ على الحكم ابتداء من غير سابقية إجمال وأشكال بيان بالاتفاق ، ولا يدخل في التعريف. وكذا بيان التقرير والتغيير والتبديل لم يدخل فيه أيضا. وأيضا لفظ الحيّز مجاز والتجوّز في الحدّ لا يجوز. وأيضا الظهور هو التّجلّي فيكون تكرارا. فالأولى أن يقال البيان هو إظهار المراد كما في التوضيح. ومن نظر إلى إطلاقه على العلم الحاصل من الدليل كأبي بكر الدقّاق (٤) وأبي عبد الله البصري ، قال هو العلم الذي يتبيّن به المعلوم. وبعبارة أخرى هو العلم عن الدليل ، فكأنّ البيان والتبين عنده بمعنى واحد. ومن نظر ، إلى إطلاقه على ما يحصل به البيان كأكثر الفقهاء والمتكلّمين قال هو الدليل الموصل بصحيح النظر إلى اكتساب العلم بما هو دليل عليه. وعبارة بعضهم هو الأدلة التي بها تتبين الأحكام ، قالوا والدليل على صحّته أنّ من ذكر دليلا لغيره وأوضحه غاية الإيضاح يصحّ لغة وعرفا أن يقال تمّ بيانه ، وهذا بيان حسن إشارة إلى الدليل المذكور. وعلى هذا بيان الشيء قد يكون بالكلام والفعل والإشارة والرمز ، إذ الكل دليل ومبيّن ، ولكنّ أكثر استعماله في الدلالة بالقول ، فكلّ مفيد من كلام الشارع ، وفعله وسكوته واستبشاره بأمر وتنبيهه بفحوى الكلام

__________________

(١) التباين (م).

(٢) القيامة / ١٩.

(٣) ابو بكر الصيرفي : هو محمد بن عبد الله الصيرفي ، أبو بكر. توفي عام ٣٣٠ هـ / ٩٤٢ م. فقيه شافعي ، متكلم ، عالم بالأصول ، له عدة مؤلفات. الأعلام ٦ / ٢٢٤ ، وفيات الاعيان ١ / ٤٥٨ ، الوافي بالوفيات ٣ / ٣٤٦ ، طبقات الشافعية ٢ / ١٦٩ ، مفتاح السعادة ٢ / ١٧٨.

(٤) ابو بكر محمد بن أحمد بن عبد الباقي بن منصور البغدادي الدقاق ، المعروف بابن الخاضبة. ولد عام نيف وثلاثين وأربعمائة للهجرة ، وتوفي عام ٤٨٩ ه‍. إمام محدث حافظ ثقة ، له عدة كتب وتصانيف. سير أعلام النبلاء ١٩ / ١٠٩ ، المنتظم ٩ / ١٠١ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٦٠ ، العبر ٣ / ٣٢٥ ، ميزان الاعتدال ٣ / ٤٦٥ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٥٣ ، لسان الميزان ٥ / ٥٧ ، طبقات الحفاظ ٤٤٨.

٣٤٩

على علّة بيان لأنّ جميع ذلك دليل ، وإن كان بعضها يفيد غلبة الظنّ فهو من حيث أنه يفيد العلم بوجوب العمل دليل وبيان.

التقسيم

البيان بالاستقراء عند الأصوليين على خمسة أوجه : بيان تقرير وبيان تفسير وبيان تغيير وبيان تبديل وبيان ضرورة. والإضافة في الأربعة الأول إضافة الجنس إلى نوعه كعلم الطب ، أي بيان هو تقرير ، والإضافة في الأخير إضافة الشيء إلى سببه اي بيان يحصل بالضرورة. وقد يقال بيان مقرّر ومفسّر ومغيّر ومبدّل ، وذلك لأنّ البيان إمّا بالمنطوق أو غيره ، الثاني بيان ضرورة وبالعقل أيضا ، والأوّل إمّا أن يكون بيانا لمعنى الكلام أو اللازم له كالمدة ، الثاني بيان تبديل ويسمّى بالنسخ أيضا ، والأوّل إمّا أن يكون بلا تغيير أو مع تغيير ، الثاني بيان تغيير كالاستثناء والشرط والصفة والغاية والتخصيص ، والأول إمّا أن يكون معنى الكلام معلوما ، لكن الثاني أكّده بما يقطع الاحتمال أو مجهولا كالمشترك والمجمل ، الثاني بيان تفسير والأول بيان تقرير.

إن قيل الغاية أيضا بيان لمدّة فكيف يصح جعلها بيانا لمعنى الكلام لا للازمه؟. قلنا النسخ بيان لمدّة بقاء الحكم لا لشيء هو من مدلول الكلام ومراد به بخلاف الغاية ، فإنّها لمدّة معنى هو مدلول الكلام حتى لا يتمّ بدون اعتباره مثل (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ) (١) ، فلذا جعلت بيانا لمعنى الكلام دون مدّة بقاء الحكم المستفاد من الكلام. وبعضهم جعل الاستثناء بيان تغيير والتعليق بالشرط بيان تبديل ولم يجعل النسخ من أقسام البيان لأنّه رفع للحكم لا إظهار للحكم الحادث. قيل ولا يخفى أنه إن أريد بالبيان مجرّد إظهار المقصود فالنسخ بيان وكذا غيره من النصوص الواردة لبيان الأحكام ابتداء وإن أريد إظهار ما هو المراد من كلام سابق فليس ببيان. وينبغي أن يراد إظهار المراد بعد سبق كلام له تعلّق به في الجملة ليشتمل النسخ دون النصوص الواردة لبيان الأحكام ابتداء.

وبعضهم زاد قسما سادسا وقال البيان إمّا بلفظي أو غيره ، وغير اللفظي كالفعل ، واللفظي إمّا بمنطوقه أو لا إلخ. وبالجملة فبيان التقرير هو توكيد الكلام بما يقطع احتمال المجاز أو الخصوص كما في قوله تعالى (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ) (٢). وحرف في هاهنا بمعنى على كما في قوله تعالى (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ) (٣). فالدّابّة لا تكون إلاّ على الأرض لأنها مفسّرة بما يدبّ على الأرض ، لكن يحتمل المجاز بالتخصيص بنوع منها لأنها نقلت أولا في ذوات أربع قوائم ، ثم نقلت ثانيا فيما يركب عليه من الفرس والإبل والحمار والفيل ، ثم نقلت ثالثا في الفرس خاصة. فلقطع هذا الاحتمال قال الله تعالى في الأرض ليفيد شمول جميع أجناسها وأنواعها وأصنافها وأفرادها. وكذلك جملة يطير بجناحيه فإنّ حقيقة الطّير أن لا يكون إلاّ بالجناح ، لكن يحتمل غيره كما يقال : المرء يطير بهمته ، فزاد قوله يطير بجناحيه ليقطع احتمال التجوّز وليفيد العموم. وكما في قوله تعالى (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ) (٤) وبيان التفسير هو بيان ما فيه خفاء من المشترك والمجمل والمشكل والخفي ، وكلاهما يصحّ

__________________

(١) البقرة / ١٨٧.

(٢) الانعام / ٣٨.

(٣) النمل / ٦٩ ، العنكبوت / ٢٠ ، الروم / ٤٢.

(٤) الحجر / ٣٠.

٣٥٠

موصولا ومفصولا. وبيان التغيير هو البيان لمعنى الكلام مع تغييره كالتعليق والاستثناء ، ولا يصحّ إلاّ موصولا. وبيان التبديل هو النسخ.

وبيان الضرورة هو بيان يقع بغير ما وضع للبيان إذ الموضوع له النطق ، وهذا يقع بالسكوت الذي هو ضدّه. فمنه ما هو في حكم المنطوق به أي النطق يدلّ على حكم المسكوت عنه فكان بمنزلة المنطوق. ألا ترى أنّ ما ثبت بدلالة النّصّ له حكم المنطوق ، وإن كان النصّ ساكتا عنه صورة لدلالته معنى ، فكذا هاهنا كقوله تعالى (وَوَرِثَهُ أَبَواهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ) (١). فقوله (وَوَرِثَهُ أَبَواهُ) يوجب الشركة مطلقا. وقوله (فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ) يدلّ على أنّ الباقي للأب ضرورة ثبوت الشركة في الاستحقاق ، فصار بيانا لنصيب الأب بصدر الكلام الموجب للشركة لا بمحض السكوت إذ لو بيّن نصيب الأم من غير إثبات الشركة لم يعرف نصيب الأب بالسكوت بوجه ، فصار بدلالة صدر الكلام ، كأنّه قيل فلأمه الثلث ولأبيه ما بقي ، فحصل بالسكوت بيان المقدار. ومنه ما يثبت بدلالة حال المتكلم الذي من شأنه التكلّم في الحادثة كالشّارع والمجتهد وصاحب الحادثة ، فالمعنى ما ثبت بدلالة حال السّاكت كسكوت صاحب الشرع من تغيير أمر يعاينه يدلّ على حقيقته ، وكذا السكوت في موضع الحاجة. ومنه ما ثبت ضرورة دفع الغرور كالمولى يسكت حين رأى عبده يبيع ويشتري يكون إذنا دفعا للغرور عن الناس. قيل والأظهر أنّ هذا القسم مندرج في القسم الثاني ، أعني ما ثبت بدلالة حال المتكلّم. ومنه ما ثبت بضرورة طول الكلام أو كثرته كقول الحنفية فيمن قال : له عليّ مائة ودرهم أو مائة وقفيز حنطة ، أنّ العطف جعل بيانا للأول أي المائة بأنها دراهم أو قفيز حنطة. وإن شئت الزيادة على ما ذكرنا فارجع إلى كتب الأصول كالتوضيح والتلويح وشروح الحسامي.

والبيان عند الصرفيين يطلق على الإظهار أي فكّ الإدغام. وعند النّحاة يطلق على عطف البيان.

وعند أهل البيان اسم علم على ما سبق في بيان أقسام العلوم العربية في المقدّمة وصاحب هذا العلم يسمّى بيانيا ، وكثير من الناس يسمّي علم المعاني والبيان والبديع علم البيان ، والبعض يسمّي الأخيرين أي البيان والبديع فقط بعلم البيان كما في المطول.

البيت : [في الانكليزية] House ، family ـ [في الفرنسية] Maison ، famille ، un vers de poesie

بالفتح وسكون الياء المثناة التحتانية : عيال الرجل ، وبيت الشّعر والمنزل. كما في كنز اللّغات وفي الصّراح. بيت بالفارسية : خانة وبيوت وأبيات وأبابيت ، جمع ومصراعين من الشعر. وجمعه أبيات انتهى (٢). وفي جامع الرموز البيت مأوى الإنسان سواء كان من حجر أو مدر أو صوف أو وبر كما في المفردات. وفي بيع النهاية أنه اسم لمسقّف واحد له دهليز بخلاف خانه فإنه اسم لكلّ مسكن صغيرا كان أو كبيرا كما في بيع الكفاية ، فهو أعمّ من الدار الذي يدار عليه الحائط ويشتمل على جميع ما يحتاج إليه من مساكن الإنسان والدواب والمطبخ والكنيف وغيرها ، ومن المنزل الذي يشتمل على صحن مسقف وبيتين أو ثلاثة. والحجرة نظير البيت فإنها اسم لما حجر بالبناء. والصفّة اسم لبيت صيفي يسمّى في ديارنا كاشانه. وقيل هي غير البيت ذات ثلاث حوائط

__________________

(١) النساء / ١١.

(٢) عيال مرد وبيت شعر وخانه كما في كنز اللغات. وفي الصراح بيت خانه بيوت ابيات ابابيت جماعة ودو مصراع از شعر ابيات جماعة انتهى.

٣٥١

والصحيح الأول انتهى. ثم البيت بمعنى المصراعين إن استوفى نصفه نصف الدائرة يسمّى بيتا تامّا ، وإن استوفى كلّه كلّ الدائرة يسمّى بيتا معتدلا ، والبيت الوافي ما كان تامّ الأجزاء. والبيت إن لم يكن في عروضه قافية فهو مصمّت ، وإن كانت فهو مقفى إن كانت العروض في أصل الاستعمال مثل الضرب وإلاّ فهو المصرّع ، كذا في بعض رسائل عروض أهل العرب. والبيت عند أهل الجفر اسم للباب ويسمّى بالسهم أيضا وقد سبق قبيل هذا. وعند المنجّمين قسم من منطقة البروج المنقسمة إلى اثنى عشر قسما بطريق من الطرق الآتية. اعلم أنّ الفاضل عبد العلي البرجندي في كتابه شرح العشرين باب (بيست باب) قد كتب : إنّ تسوية البيوت عندهم هو تقسيم فلك البروج إلى اثني عشر قسما في ستة دوائر عظيمة ، واحدها هو الأفق ، والثاني هو نصف النهار ، والبقيّة هي دوائر هيولى ، كل واحد نصف شرقي قوس النهار جزء من طالع ، ونصف شرقي قوس الليل جزء من طالع ، وهي مقسّمة إلى ثلاثة أقسام متساوية. وكلّ قسم منها يعادل ساعتين من الزمن. وهذه الطريقة مشهورة. وأما أبو الريحان البيروني فإنّه يقسم البيت إلى دوائر عظيمة تمرّ ما بين الشمال والجنوب وكلّ واحد من أرباع الدائرة الأولى للسماوات التي ما بين نصف النهار والأفق تقسّم إلى ثلاثة أقسام متساوية. وهي من اختراعه وتسمّى تلك المراكز المحقّقة. وثمة طريقة أخرى تنسب لأحمد بن عبد الله المعروف بجيش الحاسب وخلاصتها : أنّ دوائر الارتفاع التي هي عبارة عن قوسين من الأفق الواقع بين جزء الطالع ونقطة الشمال والجنوب تقسّم إلى ثلاثة أقسام متساوية. وأنّ طريقة المغاربة : فهي دوائر عظيمة تتألف كلّ واحدة منها من قوسين من منطقة البروج التي تقع بين جزء الطّالع وكلّ من الجزءين الرابع والعاشر ، وهي تقسّم إلى ثلاثة أقسام متساوية. وبما أنّ منطقة البروج تنقسم بهذا الطريق إلى اثني عشر قسما فيقال لكل قسم منها بيت. ويقال لابتداء الأقسام مراكز البيوت. ويبتدئون من الطالع ثمّ يعدون البروج على التوالي. واعلم أنّ البيوت ذات الرقم الأول والرابع والسابع والعاشر يقال لها أوتاد وبيوت الإقبال أيضا. ثم البيوت ذات الرقم الثاني والخامس والثامن والحادي عشر يقال لها : البيوت المائلة. وأمّا الأربعة المقدمة على الأوتاد أي : الثاني عشر والثاني والسادس والثالث فإنّه يقال لها : البيوت الزائلة. وهكذا البيوت الأربعة التي تكون طالعة على التسديس والتثليث فيقال لها بيوت ناظرة ، وهي البيوت الحادي عشر والثالث والخامس والتاسع والرابع ، والبيوت الساقطة هي الثاني عشر والثاني والسادس والثامن انتهى (١).

__________________

(١) بدان كه فاضل عبد العلي برجندي در شرح بيست باب نوشته است كه تسوية البيوت نزدشان تقسيم فلك البروج است به دوازده قسم به شش دائره عظيمة كه يكى از افق باشد وديگرى نصف النهار وباقي يا دوائر هيولى كه هريك از نصف شرقي قوس النهار جزء طالع ونصف شرقي قوس الليل جزء طالع را بسه قسم متساوي كنند وهر قسم مقدار دو ساعت زماني باشد واين طريقه مشهور است ويا دوائر عظيمه كه به نقطه شمال وجنوب گذرد وهريك از ارباع دائرة اوّل سماوات را كه در ما بين نصف النهار وافق بود بسه قسم متساوي كنند واين طريقه اختراع ابي ريحان بيروني است وآن را مراكز محققه خوانند ويا دوائر ارتفاع كه هريك از دو قوس را از افق كه واقع شود ميان جزء طالع ونقطه شمال وجنوب بسه قسم متساوي كنند واين طريقه منسوب باحمد بن عبد الله المعروف بجيش الحاسب است ويا دوائر عظيمه كه هريك از دو قوس را از منطقة البروج كه واقع شود ميان جزء طالع وهريك از دو جزء رابع وعاشر بسه قسم متساوي كنند اين را طريقه مغربيان گويند وچون منطقة البروج بيكي ازين طرق منقسم به دوازده قسم شود هر قسمي را بيت گويند وابتداء اقسام را مراكز بيوت خوانند وابتدا از طالع گيرند وبر توالي بروج بشمرند. بدان كه ازين بيوت اوّل ورابع وسابع وعاشر را اوتاد گويند وبيوت اقبال نيز وبعد اينها كه دوم وپنجم وهشتم ويازدهم اند اينها را بيوت مائله گويند وچهار كه مقدم بر اوتاداند يعني دوازدهم ونهم وششم وسيوم اينها را

٣٥٢

اعلم أنّ إطلاق البيت على محلّ الشيء مطلقا شائع كثير في استعمال أهل العلوم تشبيها له بمسكن الإنسان ، وبهذا المعنى يقال بيوت الشبكة والمربّع والمخمّس والمسدّس ونحو ذلك ، كما يقال بيوت الرمل كما لا يخفى. وبيوت الرمل ستة عشر ، وفي سير النقطة في بيوت الرمل تشكّل اثني عشر اعتبارا ، وسيأتي بيان ذلك في لفظ الطالع (١).

بيت الحرام : [في الانكليزية] The holy house (the pure heart) ، Al Ka\'ba ـ [في الفرنسية] La maison sacree (le coeur pur) Al Ka\'ba

قلب الإنسان الكامل الذي حرّم على غير الحق كذا أيضا فيه (٢).

بيت الحكمة : [في الانكليزية] House of wisdom (faithful heart) ـ [في الفرنسية] La maison de la sagee (le coeur loyal)

هو القلب الغالب عليه الإخلاص كذا في الاصطلاحات الصوفية لكمال الدين.

بيت العزة : [في الانكليزية] Mystical union ـ [في الفرنسية] Fusion mystique

هو القلب الواصل إلى مقام الجمع حال الفناء في الحق كذا أيضا فيه.

بيت المقدس : [في الانكليزية] The holy city (Jerusalem) ـ [في الفرنسية] La ville sainte (Jerusalem)

هو قبلة الأمم السّابقة ، وفي اصطلاح الصوفية : هو القلب الصافي عن القلوب بالغير.

كذا في كشف اللّغات (٣).

بيداري : [في الانكليزية] Awaking ، state of conscionsne ـ [في الفرنسية] Eveil ، etat de conscience

ومعناها الصحو واليقظة. وهي عند الصوفية عالم الصحو ، كما يقولون من حيث العبودية (٤).

بيشنج آي : [في الانكليزية] Bishty ـ Ay (Turkich month) ـ [في الفرنسية] Bichty ـ Ay (mois turc)

بالكسر وسكون الياء وفتح الشين المعجمة والنون بعدها جيم. اسم شهر من أشهر الترك (٥).

البيضاء : [في الانكليزية] The first intellect or intelligence ـ [في الفرنسية] L\'intellect premier

العقل الأوّل فإنّه مركز العماء (٦) ، وأوّل منفصل من سواد الغيب ، وهو أعظم نيّرات فلكه. فلذلك وصف بالبياض ليقابل سواد الغيب ، فيتبين بضده كمال التبين ولأنه هو أوّل موجود ، ويرجّح وجوده على عدمه ، والوجود بياض والعدم سواد. ولذلك قال بعض العارفين في الفقر إنّه بياض يتبيّن فيه كل معدوم وسواد ينعدم فيه كلّ موجود ، فإنّه أراد بالفقر فقر الإمكان ، كذا في تعريفات السّيّد الجرجاني.

البيضة : [في الانكليزية] Egg ، headaches ـ [في الفرنسية] Euf ، migraine ، mal de tete

بالفتح هي بيضة الدّجاج وجمعه بيض ،

__________________

ـ بيوت زائله گويند وهمچنين چهار خانه كه بر تسديس وتثليث طالع اند آن را بيوت ناظره وآن يازدهم وسيوم وپنجم ونهم است وچهار را بيوت ساقطه گويند وآن دوازدهم ودوم وششم وهشتم است انتهى.

(١) وبيوت رمل شانزده اند ودر سير نقطه در بيوت رمل دوازده اعتبار نمايند وبيانش در لفظ طالع خواهد آمد.

(٢) يعني كذا في الاصطلاحات الصوفية لكمال الدين.

(٣) قبله امتهاي پيشينيان ودر اصطلاح صوفيه دلي را گويند كه پاك باشد از لوث غيري كذا في كشف اللغات.

(٤) بيداري : نزد صوفيه عالم صحو را گويند جهت عبوديت.

(٥) بيشنج آي : بالكسر وسكون الياء وفتح الشين المعجمة والنون بعدها جيم نام ماهيست در تاريخ ترك.

(٦) العلماء (هامش ك ، ع).

٣٥٣

وورم يصيب يد الفرس ، وباضت الدجاجة وشدة الحرّ ، والخصية ، ووسط البيت والخوذة (١). كذا في الصّراح. وفي الآقسرائي البيضة ويسمّى بالخوذة أيضا قسم من الصداع. واختلف الأطبّاء فيه مع اتفاقهم على إحاطته جميع الرأس ، ولذا سمي بيضة وخوذة. فقيل ومنهم صاحب الموجز هو صداع مزمن يهيج كلّ ساعة لأدنى سبب من حركة وشرب خمر وكل مبخر ، ويهيّجه الصوت الشديد والضوء والمخالطة من النّاس حتى أنّ صاحبه يكره الصوت والضوء والكلام مع الناس ويحبّ الوحدة والظلمة والراحة والاستلقاء ، ويحسّ كلّ ساعة كأنّ رأسه يطرق بمطرقة أو يجذب جذبا أو يشقّ شقّا ، وسببه خلط رديء أو ورم مع ضعف الدماغ وقوة حسّه ، فإن كان السبب في الحجاب الداخل في القحف أحسّ الوجع ممتدا إلى أصول العينين ، وإن كان في الحجاب الخارج أحسّ الوجع خارج الدماغ وأوجع بمسّ جلد الرأس ، ويكون في الغالب من برد كالورم السوداوي ونحوه لأنه يكون مزمنا ، والحار لا يزمن على أنّه إن كان عن سبب حارّ استحال إلى البرد لضعف القوّة بسبب كونه مزمنا ، واجتماع الفضلات الباردة فتكسر الحرارة. وقيل لا تشترط الشروط المذكورة في هذا المرض ، فهو عندهم كلّ صداع مشتمل على الرأس كله خارج القحف أو داخله وهذا الاختلاف لا يرجع إلى المعنى. والعلاج بحسب الرأي الأول علاج الصداع ، وعلى الرأي الثاني ما يقتضيه حال المرض من الحارّ أو البارد انتهى.

البيضي : [في الانكليزية] Oval ـ [في الفرنسية] Ovale

عند المهندسين سطح مستو يحيط به قوسان متساويتان مختلفتان تحديبا وكلّ منهما أصغر من نصف دائرة ويسمّى بالإهليلجي أيضا ، والخطّ الواصل بين زاويتيه قطره الأطول والخطّ الآخر المنصف للقوسين قطره الأصغر والأقصر ، ولا بدّ أن يكون عمودا على الأطول ، وإذا أدير السطح البيضي على قطره الأطول نصف دورة يحصل مجسّم بيضي هذا هو المشهور. وذكر البعض أنّ السطح البيضي يشترط فيه كون إحدى القوسين نصف دائرة والأخرى أصغر ، وهو الذي يسمّى في المشهور بالشبيه بالبيضي والشبيه بالإهليلجي ، ولم يشترط البعض تساوي القوسين ، ولا مشاحة في الاصطلاح. وقيل السطح البيضي سطح يحيط به خطّ واحد مستدير بحيث لا يكون دائرة ، ويكون طول هذا السطح أكثر من عرضه ، وإذا أدير هذا السطح على قطره الأطول نصف دورة يحصل المجسّم البيضي ، ولا يخفى أنّ مشابهة المجسّم البيضي بهذا المعنى للبيضة أكثر منه بالمعنى الأول ، هذا خلاصة ما في شرح (٢) خلاصة الحساب وحاشية الچغمني للفاضل عبد العلي البرجندي.

البيع : [في الانكليزية] Sale ـ [في الفرنسية] Vente

بسكون المثناة التحتانية هو من لغات الأضداد فهو كالمبيع لغة يطلق غالبا على إخراج المبيع عن الملك بعوض مالي قصدا ، أي إعطاء المثمّن وأخذ الثّمن ، ويعدّى إلى المفعول الثاني بنفسه وبحرف الجر ، تقول : باعه الشيء (٣) وباعه منه. ويقال أيضا على الشراء ، أي إخراج الثّمن عن الملك بعوض مالي قصدا ، أي إعطاء الثّمن وأخذ المثمّن. والشراء أيضا من الأضداد لأنه يقال على البيع أيضا قال الله تعالى (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ) (٤) أي باعوه وقوله تعالى

__________________

(١) تخم مرغ بيض جماعة وأيضا آماسيدن دست اسپ وخايه گردن مرغ وسخت شدن گرما وخصيه وميان سراى وخود.

(٢) ما في شرح (ـ م).

(٣) باعه الشيء (ـ م).

(٤) يوسف / ٢٠.

٣٥٤

(وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ) (١) الآية. ويقالان أيضا على ما إذا أعطي سلعة بسلعة (٢) كما في المفردات. وقال الإمام التقي (٣) البيع والشراء يقع في الغالب على الإيجاب والابتياع والاشتراء على القبول لأن الثلاثي أصل والمزيد فرع عليه ، والإيجاب أصل والقبول بناء عليه.

وفي الشرع مبادلة مال بمال بتراض أي إعطاء المثمّن وأخذ الثّمن على سبيل التراضي من الجانبين. فالفرق بين المعنى اللغوي والشرعي إنما هو بقيد التراضي على ما اختاره فخر الإسلام. وفيه أنّ التراضي لا بدّ له من لغة أيضا ، فإنّ الأخذ غصبا وإعطاء شيء من غير تراض لا يقول فيه أهل اللغة باعه. وأيضا يدخل في الحدّ الشرعي بيع باطل كبيع الخنزير ، ويخرج عنه بيع صحيح كبيع المكره هذا. وقيل المتبادر من المبادلة هي الواقعة ممن هو أهلها كما لا يخفى ، فخرج بيع المجنون والصبي والمحجور والسّكران والواقعة على وجه التملّك والتمليك ، فخرج الرّهن وعلى وجه الكمال والتأبيد فخرج الهبة بشرط العوض فإنه ليس بيعا ابتداء والإجارة لعدم التأبيد. والمراد بالمال ما يتناول المنفعة فدخل بيع حقّ المرور ، هذا كله خلاصة ما في فتح القدير والبرجندي والدرر وجامع الرموز.

التقسيم

في الدّرر أنواع البيع باعتبار المبيع أربعة ، لأنه إمّا بيع سلعة بسلعة ويسمّى مقايضة. أو بيعها بثمن ويسمّى بيعا لكونه أشهر الأنواع ، وقد يقال بيعا مطلقا. أو بيع ثمن بثمن ويسمّى صرفا. أو بيع دين بعين ويسمّى سلما. وباعتبار الثمن أيضا أربعة لأنّ الثّمن الأول إن لم يعتبر يسمّى مساومة. أو اعتبر مع زيادة ويسمّى مرابحة. أو بدونها ويسمّى تولية. أو مع النقص ويسمّى وضيعة انتهى كلامه. ومن البيوع ما يسمّى بيع الحصاة وهو أن يقول البائع بعتك من هذه الأثواب ما تقع هذه الحصاة عليه. ومنها بيع الملامسة وهو أن يلمس ثوبا مطويا في ظلمة ثم يشتريه على أن لا خيار له إذا رآه ، كذا في شرح المنهاج (٤) فتاوى الشافعية.

وفي الهداية بيوع كانت في الجاهلية وهو أن يتساوم الرجلان على سلعة فإذا لمسها المشتري أو نبذها إليه البائع أو وضع المشتري عليها حصاة لزم البيع ، فالأول بيع الملامسة والثاني المنابذة والثالث إلقاء الحجر. ومنها بيع المزابنة وهو بيع التّمر على النخيل بتمر مجذوذ مثل كيله خرصا. ومنها بيع المحاقلة وهو بيع الحنطة في سنبلها بحنطة مجذوذة مثل كيلها خرصا ، كذا في الهداية. ومنها بيع الوفاء هو وبيع المعاملة واحد ، وكذا بيع التلجئة كما في البزازية ، وهو أن يقول البائع للمشتري بعت بمالك عليّ من الدين على أني إن قضيت الدين فهو لي ، وأنه بيع فاسد يفيد الملك عند القبض. وقيل إنّ بيع الوفاء رهن حقيقة ولا يطلق الانتفاع للمشتري إلاّ بإذن البائع وهو ضامن لما أكل واستهلك ، وللبائع استرداده إذا

__________________

(١) البقرة / ١٠٢.

(٢) بسلعة (ـ م).

(٣) الإمام التقي : هو أبو بكر بن محمد بن عبد المؤمن بن حريز بن معلّى الحسيني الحصني ، تقي الدين. ولد بدمشق عام ٧٥٢ هـ / ١٣٥١ م. وتوفي فيها عام ٨٢٩ هـ / ١٤٢٦ م. فقيه ورع زاهد. له عدة مؤلفات. الاعلام ٢ / ٦٩. الضوء اللامع ١١ / ٨١ ، شذرات الذهب ٧ / ١٨٨ ، البدر الطالع ١ / ١٠٩.

(٤) من شروح منهاج الطالبين لمحي الدين أبي زكريا يحي بن شرف النووي (ـ ٦٧٦ هـ) الشرح المسمّى بالابتهاج لتقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي (ـ ٧٥٦ هـ) وشرح آخر لجلال الدين محمد بن أحمد المحلي (ـ ٨٦٤ هـ) سمّاه كنز الراغبين شرح منهاج الطالبين. كشف الظنون ٢ / ١٨٧٣ ـ ١٨٧٦.

٣٥٥

قضى دينه متى شاء. وقيل إنه بيع جائز ويوفى بالوعد كذا في السراجية وحواشيه.

وفي الخانية اختلفوا في البيع الذي يسميه الناس بيع الوفاء والبيع الجائز. قال عامة المشايخ : حكمه الرهن ، والصحيح أنّ العقد الذي جرى بينهما إن كان بلفظ البيع لا يكون رهنا ، ثم ينظر إن ذكرا شرط الفسخ في البيع فسد البيع وإن لم يذكراه وتلفظا بلفظ البيع بشرط الوفاء أو تلفظا بالبيع الجائز ، وعندهما هذا البيع عبارة عن بيع غير لازم أو إن ذكرا البيع من غير شرط ثم ذكرا الشرط على وجه المواعدة فحكمه أنه يجوز ويلزم الوفاء بالوعد. وإن شئت زيادة على ما ذكرناه فارجع إلى فتاوى إبراهيم شاهي (١).

ومنها بيع العينة وهو منهي ، واختلف المشايخ في تفسير العينة. قال بعضهم تفسيرها أن يأتي الرجل المحتاج إلى آخر ويستقرضه عشرة دراهم ولا يرغب المقرض على الإقراض طمعا في الفضل لا يناله في القرض فيقول : ليس يتيسّر عليّ الإقراض ولكن أبيعك هذا الثوب إن شئت باثني عشر درهما وقيمته في السوق عشرة لتبيع في السوق بعشرة فيرضى به المستقرض فيبيعه المقرض باثني عشر درهما ثم يبيعه المشتري في السوق بعشرة ليحصل ، لربّ الثوب ربح درهمين ويحصل للمستقرض قرض عشرة. وقال بعضهم تفسيرها أن يدخلا بينهما ثالثا فيبيع المقرض ثوبه من المستقرض باثني عشر درهما ويسلّم إليه ثم يبيع المستقرض من الثالث الذي أدخلاه بينهما بعشرة ويسلّم الثوب إليه ، ثم إنّ الثالث يبيع الثوب من صاحب الثوب وهو المقرض بعشرة ويسلم الثوب إليه ويأخذ منه العشرة ويدفعها إلى طالب القرض فيحصل لطالب القرض عشرة دراهم ويحصل لصاحب الثوب عليه اثنا عشر درهما ، كذا في المحيط (٢) هكذا في فتاوى عالمكيري (٣)

تقسيم آخر

البيع باعتبار الصحة وعدمها أربعة لأنه إمّا أن يكون مشروعا بأصله ووصفه ومجاوره وهو البيع الصحيح ، والمراد بأصل العقد ما هو من قوامه أعني أحد العوضين ، وبالوصف ما هو من لوازمه أعني شرائطه وبالمجاور ما هو من عوارضه أعني صفاته المفارقة. وإمّا أن لا يكون مشروعا بأصله أصلا بأن يكون قبح في أحد العوضين وهو البيع الباطل كبيع الميتة والخمر والحرّ ونحوها. وإمّا أن يكون مشروعا بأصله دون وصفه بأن يكون القبح في شرائطه ولوازمه وهو البيع الفاسد كالبيع بشرط لا يقتضيه العقد ، وفيه منفعة لأحد المتعاقدين أو للمبيع إذا كان عبدا أو أمة. وإمّا أن يكون مشروعا بأصله ووصفه دون مجاوره بأن يكون القبح في مقارناته وهو البيع المكروه ، كالبيع بعد أذان الجمعة بحيث يفوّت السعي إلى صلاة الجمعة هكذا في كتب الفقه.

بيكانكي : [في الانكليزية] Strangene ـ [في الفرنسية] Etrangete

الغربة. وهي عند الصوفية استغناء عالم الألوهية عن كل شيء كما يقولون ، وعدم

__________________

(١) ابراهيم عاده شاه ، حاكم مدينة بيغابور بالهند حكم بين ٩٤١ ـ ٩٦٥ ه‍. وقد ألّف شهاب الدين أحمد بن محمد نظام الجيلاني كتابا في الفقه والفتاوى وقدّمه إلى ابراهيم ، فنسبت إليه ، فقيل فتاوى ابراهيم شاهي. بروكلمان ، الملحق ٢ / ٦٠٤.

(٢) المحيط البرهاني في الفقه النعماني لبرهان الدين محمود بن أحمد بن الصدر الشهيد البرهاني (ـ ٦١٦ هـ). كشف الظنون ٢ / ١٦١٩ ـ ١٦٢٠ ، GALS ,I , ٦٤٢.

(٣) الفتاوى الهندية المسمّاة بالفتاوى العالمكيرية لأبي المظفر محي الدين محمد أورنگ زيب بهادر عالم عالمگير پادشاه غازي (ـ ١١١٨ هـ) ، بولاق المطبعة الاميرية ، ١٣١٠ هـ ، [١ ـ ٦].

٣٥٦

الافتقار بأي شكل ، وانعدام الشبه والمثيل (١).

البيّن : [في الانكليزية] Evident ، apodictic ـ [في الفرنسية] Evident ، apodictique

بتشديد الياء بمعنى پيدا وآشكارا على ما في الصّراح. وعند المنطقيين يطلق على قسم من اللازم وسيجيء تقسيمه أي البين بالمعنى الأعم والبين بالمعنى الأخص.

البيّنات : [في الانكليزية] Evident proofs ، testemony ـ [في الفرنسية] Preuves evidentes ، temoignage

جمع بينة وهي عند أهل الجفر يطلق على ما سوى أول الحروف من اسم حرفي وتسمّى بالغرائز أيضا وقد سبق في بيان البسط. وعند الفقهاء يطلق على الشهادة فإنهم قالوا إنّ الحجة في الشرع على ثلاثة أقسام البينة والإقرار والنكول كذا في الأشباه (٢).

بين بين : [في الانكليزية] Intermediate ـ [في الفرنسية] Intermediaire

بالياء المخففة الساكنة وهما اسمان جعلا اسما واحدا وبنيا على الفتح ، يقال هذا بين بين ، أي بين الجيّد والرديء ، والهمزة المخففة يسمّى همزة بين بين كذا في الصّراح. قال الصرفيون بين بين هو التسهيل. وقد يطلق على قسم من الإمالة أيضا ويقال له التقليل والتلطيف أيضا. وقد يطلق على النسبة الحكمية التي اخترعها المتأخرون التي هي مورد الإيقاع والانتزاع كما في السلّم وغيره.

البيهشيّة : [في الانكليزية] Al ـ Bayhachiyya (sect) ـ [في الفرنسية] Al ـ Bayhachiyya (secte)

هي فرقة من الخوارج أصحاب بيهش بن الهيصم بن جابر (٣). قالوا الإيمان هو الإقرار والعلم بالله وبما جاء به الرسول ، فمن وقع فيما لا يعرف أحلال أم حرام فهو كافر ، لوجوب الفحص عليه حتى يعلم الحق. وقيل لا يكفر حتى يرفع أمره إلى الإمام فيحدّه ، وكلّ ما ليس فيه حدّ فهو مغفور. وقيل لا حرام إلا ما في قوله تعالى (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ) (٤) الآية. وقيل إذا كفر الإمام كفرت الرعية حاضرا أو غائبا. وقالوا الأطفال كآبائهم إيمانا وكفرا. وقيل السّكر من شراب حلال لا يؤاخذ صاحبه مما قال وفعل بخلاف السّكر من شراب حرام. وقيل السّكر مع الكبيرة كفر. ووافقوا القدرية (٥) في إسناد أفعال العباد إليهم ، كذا في شرح المواقف (٦).

__________________

(١) بيگانگى نزد صوفيه استغناي عالم الوهيت را گويند كه به هيچ چيز وبه هيچ وجه مفتقر نيست وبه هيچ چيز مماثلت ومشابهت ندارد.

(٢) الأشباه والنظائر في الفقه والفروع للشيخ صدر الدين محمد بن عمر المعروف بابن الوكيل الشافعي (٧١٦ هـ) وكذلك كتاب الأشباه والنظائر في الفروع للفقيه الفاضل زين الدين بن ابراهيم المعروف بابن نجيم المصري الحنفي (ـ ٩٧٠ هـ). كشف الظنون ١ / ٩٨ ـ ١٠٠.

(٣) بيهش بن الهيصم : هو هيصم بن جابر الضبعي ، أبو بيهش من بني سعد بن ضبيعة. مات قتلا بالمدينة عام ٩٤ هـ / ٧١٣ م. من زعماء الخوارج ، رأس الفرقة البيهسية ، فقيه متكلم على مذهب الأزارقة. الاعلام ٨ / ١٠٥ ، الملل والنحل ١ / ١٩٦ ، المقريزي ٢ / ٣٥٥ ، دائرة المعارف الاسلامية ١ / ٣١٦.

(٤) الأنعام / ١٤٥.

(٥) القدرية : هم المعتزلة لقبوا بالقدرية لقولهم بالقدر خيره وشره من العبد ونفوا ذلك عن الله تعالى. واستدلوا ببعض الأحاديث الواردة في هذا المجال وكانت لهم بدع وآراء كثيرة ، وقد انقسمت المعتزلة القدرية إلى عشرين فرقة ، وكل فرقة بدورها انقسمت إلى عدة فرق ، وقد ذكر أصحاب الفرق والمقالات أخبارهم بالتفصيل. الملل والنحل ٤٣ ، الفرق بين الفرق ١١٤ ، التبصير في الدين ٦٣.

(٦) البيهسية : من فرق الخوارج ، أصحاب أبي بيهس الهيصم بن جابر كان على مذهب الازارقة ثم انشق عنهم وكفرهم. لهم آراء مبتدعة. ثم انقسموا إلى عدة فرق متباينة. الملل والنحل ١٢٥ ، مقالات الاسلاميين ١ / ١١٤ ، التبصير في الدين ٦٠ ، الفرق بين الفرق ١٠٨ ، المعارف لابن قتيبة ٦٢٢.

٣٥٧

بيهوشي : [في الانكليزية] State of unconsciousne ـ [في الفرنسية] Inconscience

ومعناها فقدان الوعي. وهي عند الصوفية مقام الطمس حيث تصبح فيه الصفات محوا (١).

__________________

(١) بيهوشي نزد صوفيه مقام طمس را گويند كه در آن صفات محو شود.

٣٥٨

حرف الپ الفارسي (پ)

پارسائي : [في الانكليزية] Purety ، ascetism ـ [في الفرنسية] Purete ، ascetisme

ومعناها الطهارة والصفاء في العبادة. وفي اصطلاح السالكين عبارة عن الإعراض عن المقتضيات الطبعية والشهوانية. كذا في كشف اللّغات (١).

پاك بازي : [في الانكليزية] Pure play ، repentance ـ [في الفرنسية] jeu pur ، repentir

ومعناها لغة اللعبة الطاهرة. وهي عند الصوفية التوبة الخاصة (٢).

پياله : [في الانكليزية] Cup ـ [في الفرنسية] Coupe

هي الكأس التي يشرب بها الشراب الخمر. وفي اصطلاح السالكين كناية عن المحبوب. وقيل كل ذرة من الذرات الموجودة هي كأس يشرب بها العارف شراب المعرفة. كذا في كشف اللّغات (٣).

پيام : [في الانكليزية] Meage ، obligation ، duty ـ [في الفرنسية] Meage ، devoir ، obligation

ومعناها رسالة ، وعند الصوفية هي الأوامر والنواهي (٤).

پير : [في الانكليزية] Old man ـ [في الفرنسية] Vieil homme

هو الشيخ والمسنّ وسيجيء في لفظ الشيخ ، الشيوخ الأربع (٥).

پير خرابات : [في الانكليزية] Mortification ـ [في الفرنسية] Aneantiement ، mortifcation

وپير مغان : هما عند الصوفية الكاملان والمكملان. والبيت التالي : كل من يذهب للخرابات فليس عنده دين.

والخرابات الزوايا الصوفية. ولأن الخرابات هي أصول الدين! .. والمراد من الخرابات هو : خراب الصفات البشرية (المذمومة) ، والفناء في الوجود الجسماني والروحاني (٦).

پيمانه : [في الانكليزية] Bushel ـ [في الفرنسية] Boieau

وهي المكيال بالفارسية. وعند الصوفية هي الشيء الذي يشاهد به الأنوار الغيبية وتدرك به المعاني ، أي : قلب العارف (٧).

__________________

(١) بارسائى : پاكي وصافي در عبادات ودر اصطلاح سالكان عبارتست از اعراض از مقتضيات طبعي وشهواني كذا في كشف اللغات.

(٢) پاك بازي نزد صوفيه توبه خاص را گويند.

(٣) پياله : كاسه خورد كه بدان شراب خورند ودر اصطلاح سالكان كنايت از محبوب است وقيل هر ذرّه از ذرات موجودات پياله است كه از ان مرد عارف شراب معرفت مى خورد كذا في كشف اللغات.

(٤) پيام : نزد صوفيه اوامر ونواهي را گويند.

(٥) پير : شيخ را گويند وقد ذكر في كلمة شيخ أيضا مع بيان چهار پير.

(٦) پير خرابات : وپير مغان نزد صوفيه كاملان ومكملان را گويند. بيت. هر كو بخرابات نشد بي دين است. زيرا كه خرابات اصول دين است. ازين خرابات مراد خراب شدن صفات بشريه است وفاني شدن وجود جسماني وروحاني.

(٧) پيمانه نزد صوفيه چيزي را گويند كه در وى مشاهده انوار غيبى كند وادراك معاني نمايد يعني دل عارف.

٣٥٩

حرف التاء

(ت)

التّابع : [في الانكليزية] Appositive words ـ [في الفرنسية] Mots appositifs

وهو بالفارسية : پس رو. وعند النحاة هو الثاني بإعراب سابقه من جهة واحدة ، والسابق يسمّى متبوعا. فقولهم الثاني جنس يشمل التابع وغيره كخبر المبتدأ وخبر كان وإنّ ونحو ذلك.

وقولهم بإعراب سابقه أي متلبّس بإعراب سابقه يخرج ما يكون ثانيا ، لكن لا بإعراب سابقه كخبر كان ونحوه ، ولا يرد خروج التابع الثالث فصاعدا عن التعريف لأنّ المراد بالثاني المتأخّر ؛ ولذا لم يقل بإعراب أوّله أو المراد الثاني في الرتبة. والإعراب أعمّ من أن يكون لفظا أو تقديرا أو محلا حقيقة أو حكما ، فلا يخرج عن التعريف نحو جاءتني هؤلاء الرجال ، ويا زيد العاقل ولا رجل ظريفا. وقولهم من جهة واحدة يخرج ما يكون ثانيا معربا بإعراب سابقه لا من جهة واحدة كخبر المبتدأ ، وثاني مفاعيل أعلمت وثالثها ، وكذا الخبر بعد الخبر والحال بعد الحال ونحو ذلك ، وذلك لأنّ المراد بكون إعراب الثاني بجهة إعراب السابق أن يكون إعرابه بمقتضى إعراب السابق من غير فرق ، فلا يضر اختلافهما من جهة التّابعية والمتبوعيّة والإعراب والبناء ، فالعامل في خبر المبتدأ وإن كان هو الابتداء أعني التجرّد عن العوامل اللفظية للإسناد لكن هذا المعنى من حيث إنّه يقتضي مسندا إليه صار عاملا في المبتدأ ، ومن حيث إنه يقتضي مسندا صار عاملا في الخبر ، فليس ارتفاعهما من جهة واحدة ، وكذا ثاني مفعولي ظننت ، فإنّ طننت من حيث إنّه يقتضي مظنونا فيه ومظنونا عمل في مفعوليه ، فليس انتصابهما من جهة واحدة ، وكذا ثاني مفعولي أعطيت فإنّ أعطيت من حيث إنّه يقتضي آخذا ومأخوذا عمل في مفعوليه ، وكذا الحال بعد الحال والخبر بعد الخبر ونحو ذلك.

والحاصل أنّ المراد من جهة واحدة الانصباب المتعارف بين النحاة وهو أنّ يعرب الثاني لأجل إعراب الأول بأن ينصبّ عمل العامل المخصوص في القبيلتين (١) انصبابة واحدة ، فإنّ عمل العامل في الشيئين على ضربين : ضرب يتوقّف عقلية العامل عليهما معا على السواء كعلمت بالنسبة إلى مفعوليه وأعلمت بالنسبة إلى ثلاثة مفاعيل ، ولا يسمّى مثل هذا بالانسحاب عندهم لأنّه يقتضي الثاني كما يقتضي الأول ، وكذا الابتداء بالنسبة إلى المبتدأ والخبر ، وكذا الحال في الأحوال المتعدّدة لأنك إن أردت الحال الثانية بالنسبة إلى الأولى فهي مثل مفعولي علمت في أنّ العامل يقتضيهما معا ولا تكون الثانية ذيل الأولى ، وإن أردت بالنسبة إلى ذي الحال فحكمهما حكم الحال الأولى ، وكذا الحال في الأخبار المتعدّدة والمفاعيل المتعددة. وضرب يتوقف على واحد ولا يقتضي إلاّ ذلك الواحد وإنما يعمل الآخر لأنه ذيل

__________________

(١) القبيلين (م).

٣٦٠