موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم - ج ١

محمّد علي التهانوي

موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم - ج ١

المؤلف:

محمّد علي التهانوي


المحقق: الدكتور علي دحروج
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون
الطبعة: ١
الصفحات: ١٠٥٢
الجزء ١ الجزء ٢

قال حكم السّنّة هو الإتباع فقد ثبت بالدليل أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم متّبع فيما سلك من طريق اليدين ، وكذا الصحابة بعده. وهذا الاتباع الثابت لمطلق السنة خال عن صفة الفرضية والوجوب إلاّ أن يكون من أعلام الدين ، نحو صلاة العيد والآذان والإقامة والصلاة بالجماعة فإنّ ذلك بمنزلة الواجب. وذكر أبو اليسر (١). وأما السّنّة فكلّ نفل واظب عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مثل التشهد في الصلاة والسنن الرواتب وحكمها أنّه يندب إلى تحصيلها ويلام على تركها مع لحوق اثم يسير. وكلّ نفل لم يواظب عليه بل تركه في حالة كالطهارة لكل صلاة وتكرار الغسل في أعضاء الوضوء والترتيب في الوضوء فإنه يندب إلى تحصيله ولكن لا يلام على تركه ولا يلحق بتركه وزر. وأمّا التراويح فسنّة الصحابة فإنّهم واظبوا عليها ، وهذا مما يندب إلى تحصيله ويلام على تركه ولكنه دون ما واظب عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإنّ سنة النبي أقوى من سنة الصحابة. وهذا عندنا معاشر الحنفية وأصحاب الشافعي يقولون السّنّة نفل واظب عليه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وأمّا الفعل الذي واظب عليه الصحابة فليس بسنّة ، وهو على أصلهم مستقيم لأنّهم لا يرون أقوال الصحابة حجّة فلا يجعلون أفعالهم سنة أيضا. وعندنا أقوالهم حجة فيكون أفعالهم سنة ، انتهى ما ذكر صاحب الكشف. فالتراويح عند أصحاب الشافعي نفل لا سنة كما صرّح به في معدن الغرائب ، وهذا الكلام مبني على أن يراد بالنفل ما يقابل الواجب ، ولا محذور فيه كما عرفت سابقا ، لكنه يخالف ما سبق من اشتراط المواظبة في السّنن الزوائد بدليل قوله وحكمها أنّه يندب إلى تحصيلها ويلام على تركها الخ. وقد صرّح باشتراط عدم المواظبة في السّنن الزوائد في معدن الغرائب حيث قال : إنّ سنة الهدى هي الطريقة المسلوكة في الدين لا على وجه الفرض والوجوب. فخرج الواجب والفرض. وأما السنن الزوائد والنوافل فخرجت بقولنا الطريقة المسلوكة لأنّ المسلوكة منبئة عن المواظبة. يقال طريق مسلوك أي واظب عليه الناس انتهى. وقال صدر الشريعة في شرح الوقاية ، السنة ما واظب عليه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مع الترك أحيانا. فإن كانت المواظبة المذكورة على سبيل العبادة فسنن الهدى ، وإن كانت على سبيل العادة فسنن الزوائد كلبس الثياب باليمين والأكل باليمين وتقديم الرجل اليمنى في الدخول ونحو ذلك انتهى. وقال صاحب جامع الرموز تقسيم صدر الشريعة السنة إلى العبادة والعادة لم يشتهر في كتب (٢) الفروع والأصول ، وصرح في التوضيح بخلافه. وفي بعض الحواشي المتعلقة على شرح الوقاية مواظبة النبي عليه‌السلام على ثلاثة أنواع. واجب وهو الذي يكون على سبيل العبادة ، ولا يترك أحيانا. وسنة وهو الذي يكون على سبيل العبادة مع الترك أحيانا. ومستحب وهو الذي يكون على سبيل العادة سواء ترك أحيانا أو لا انتهى. ويؤيده ما في شرح أبي المكارم لمختصر الوقاية من أنّ المواظبة إن كانت بطريق العادة في العبادة فلا تقتضي الوجوب كالتيامن في الوضوء فإنّه مستحبّ مع مواظبة النبي عليه‌السلام عليه وعدم تركه أحيانا انتهى. فعلم من هذا أنّ سنن الزوائد والمستحبّات واحدة. وفي نور الأنوار شرح المنار السّنن الزوائد في معنى المستحب ، إلاّ أنّ المستحب ما أحبه العلماء ، وهذه ما اعتاد به النبي عليه‌السلام.

وفي كليات ابي البقاء السّنّة بالضم

__________________

(١) هو محمد بن عبد الله بن علاثة الكلابي. ويكنّى أبا اليسر. كان ثقة. وكان على قضاء المهدي. طبقات ابن سعد ٧ / ٤٨٣.

(٢) كتب (ـ م).

٩٨١

والتشديد لغة الطريقة مطلقة ولو غير مرضية. وشرعا اسم للطريقة المرضية المسلوكة في الدين من غير افتراض ولا وجوب. والمراد بالمسلوكة في الدين ما سلكها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أو غيره ممّن هو علم في الدين كالصحابة رضي‌الله‌عنهم لقوله عليه الصلاة والسلام : «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي» (١) ، أو ما أجمع عليه جمهور الأمة لقوله عليه الصلاة والسلام «اتبعوا السواد الأعظم فإنه من شذّ شذّ في النار» (٢). وعرفا بلا خلاف هي ما واظب عليه مقتدى نبيّا كان أو وليّا وهي أعمّ من الحديث لتناولها للفعل والقول والتقرير ، والحديث لا يتناول إلاّ القول ، والقول أقوى في الدلالة على التشريع من الفعل لاحتمال الفعل اختصاصه به عليه‌السلام ، والفعل أقوى من التقرير لأنّ التقرير يطرقه من الاحتمال ما لا يطرق الفعل. ولذلك كان في دلالة التقرير على التشريع خلاف العلماء الذين لا يخالفون في تشريع الفعل. ومطلق السنة قال بعضهم تصرف إلى سنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وقال الأكثرون إنّها لا تقتضي الاختصاص بسنة النبي عليه الصلاة والسلام لأنّ المراد (٣) في عرف الشرعية طريقة الدين إمّا للرسول بقوله أو فعله أو للصحابة. وعند الشافعي مختصّة بسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وهذا بناء على أنّه لا يرى تقليد الصحابة رضي‌الله‌عنهم لما روي عن الشافعي أنّه قال : ما روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فعلى الرأس والعين ، وما روي عن الصحابة فهم أناس ونحن أناس. وعندنا لمّا وجب تقليد الصحابة كانت طريقتهم متّبعة بطريق الرسول فلم يدل إطلاق السنة على أنّه طريقة النبي عليه‌السلام. والسّنة المطلقة على نوعين : سنة الهدى وتقال لها السنة المؤكّدة أيضا كالآذان والإقامة والسنن الرواتب ، وحكمها حكم الواجب. وفي التلويح ترك السنّة المؤكّدة قريب من الحرام ، فيستحق حرمان الشفاعة ، إذ معنى القرب إلى الحرمة أنّه يتعلّق به محذور دون استحقاق العقوبة بالنار. والسنة الزائدة كالسّواك والنوافل المعينة وهي ندب وتطوع. وسنة الكفاية كسلام واحد من جماعة والاعتكاف أيضا سنة الكفاية كما في البحر الرائق وسنة عادة كالتيامن من الترجّل والتنعّل. والسّنّي منسوب إلى السّنّة انتهى من الكليات.

وحجة الإمام الأعظم على وجوب تقليد الصحابة وأقوالهم وأحوالهم قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعليهم أجمعين في المشكاة وتيسير الوصول (٤) في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة «من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، تمسّكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ ، وإيّاكم ومحدثات الأمور ، فإنّ كلّ محدثة بدعة ، وكلّ بدعة ضلالة. أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه. وأيضا في المشكاة والتيسير في الكتاب

__________________

(١) سنن الترمذي ، كتاب العلم ، باب ما جاء في الأخذ بالسنة ، ح (٢٦٧٦) ، ٥ / ٤٤. دون لفظ : «من بعدي».

(٢) الحاكم ، المستدرك ، كتاب العلم ، باب من شذ شذ في النار ، ١ / ١١٥.

(٣) المقصود (م ، ع).

(٤) تيسير الوصول (فقه ، اصول). تيسير الوصول إلى جامع الاصول. هو مختصر لكتاب جامع الاصول لاحاديث الرسول لابي السعادات مبارك بن محمد المعروف بابن الاثير الجزري الشافعي (ـ ٦٠٦ هـ). وهو للشيخ عبد الرحمن بن علي الشهير بابن الديبع الشيباني اليمني المتوفى سنه ٩٥٠ هـ وقيل ٩٤٤ ه‍. حاجي خليفة : كشف الظنون ، ١ / ٥٣٧. البغدادي ، هدية العارفين ، ١ / ٥٤٥. سركيس ، معجم المطبوعات ، ص ١٠٦٠.

٩٨٢

المذكور عن ابن مسعود رضي‌الله‌عنه قال : من كان مستنّا فليستن بمن قد مات ، فإنّ الحيّ لا يؤمن عليه الفتنة أولئك أصحاب محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم كانوا أفضل هذه الأمة أبرّها قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلّفا ، اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولإقامة دينه ، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم على أثرهم وتمسّكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم ، فإنّهم كانوا على الهدى المستقيم ، رواه رزين. وقد قال الشيخ عبد الحق الدهلوي في شرح هذا الحديث يقول : يا سبحان الله ، ما أشدّ تواضع ابن مسعود الذي مدحه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بقوله : رضيت لأمتي ما رضي به ابن أمّ عبد (وابن أم عبد هو عبد الله بن مسعود رضي‌الله‌عنه). أنظر إليه كيف يعظّم أصحاب رسول الله بحيث لا يزاد عليه شيء. انتهى (١). أيضا في تيسير الوصول في الباب السادس في حدّ الخمر وعن علي رضي‌الله‌عنه قال : جلد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أربعين وأبو بكر أربعين وعمر ثمانين ، وكل سنة أخرجه مسلم وأبو داود. وفي البحر الرائق في بحث سنن الوضوء : اعلم أنّ السنة ما واظب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليه ، لكن إن كانت لا مع الترك فهي دليل السّنّة المؤكّدة ، وإن كانت مع الترك أحيانا فهي دليل غير المؤكدة ، وإن اقترنت بالإنكار على من لم يفعله فهي دليل الوجوب. وأيضا فيه في بحث رفع اليدين للتحريمة ، والذي يظهر من كلام أهل المذهب أنّ الإثم منوط بترك الواجب أو السّنة على الصحيح. ولا شكّ أنّ الإثم مقول بالتشكيك بعضه أشدّ من بعض ، فالإثم لتارك السّنّة المؤكّدة أخف من الإثم لتارك الواجب. وأيضا فيه في أواخر باب ما يفسد الصلاة ويكره فيها : والحاصل أنّ السنة إن كانت مؤكدة قوية يكون تركها مكروها كراهة تحريم كترك الواجب ، وإذا كانت غير مؤكّدة فتركها مكروه كراهة تنزيه. وإذا كان الشيء مستحبّا أو مندوبا وليس سنة فلا يكون تركه مكروها أصلا. وفي الدّرّ المختار في باب الآذان هو سنّة مؤكّدة هي كالواجب في لحوق الإثم. وأيضا فيه في باب صفة الصلاة : ترك السنة لا يوجب فسادا ولا سهوا بل إساءة لو كان عامدا غير مستخفّ. وقالوا الإساءة أدون من الكراهة. وترك الأدب والمستحب لا يوجب إساءة ولا عتابا كترك سنة الزوائد ، لكن فعله أفضل. وأيضا فيه في كتاب الحظر والإباحة المكروه تحريما نسبته إلى الحرام كنسبة الواجب إلى الفرض ، ويثبت بما يثبت به الواجب ، يعني بظني الثبوت ويأثم بارتكابه كما يأثم بترك الواجب ومثله السّنّة المؤكّدة وفي العالمكيرية في باب النوافل : رجل ترك سنن الصلاة فإن لم ير السّنن حقّا فقد كفر ، لأنه تركها استخفافا ، وإن رآها حقا فالصحيح أنّه يأثم لأنّه جاء الوعيد بالترك. وفي الزيلعي (٢) القريب من الحرام ما يتعلّق به محذور دون استحقاق العذاب بالنار كترك السّنّة المؤكّدة فإنّه لا تتعلّق به عقوبة النار لكن يتعلّق به الحرمان عن شفاعة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لحديث : «من ترك سنتي لم ينل شفاعتي». فترك السّنّة المؤكّدة قريب من الحرام وليس بحرام انتهى.

__________________

(١) وشيخ عبد الحق دهلوي در شرح اين حديث فرموده اند كه سبحان الله ابن مسعود با آن بزرگى وعلوشأن در دين كه پيغمبر صلى‌الله‌عليه‌وسلم در حق وى فرموده رضيت لا متى ما رضي به ابن أمّ عبد ومراد بآن ابن مسعود است اين چنين تفضيل وتعظيم صحابه كند چه جاي سخن ديگر است انتهى.

(٢) هو عثمان بن علي بن محجن ، فخر الدين الزيلعي. توفي بالقاهرة عام ٧٤٣ هـ / ١٣٤٣ م. فقيه حنفي ، مدرّس ، له عدة مؤلفات هامة. الاعلام ٤ / ٢١٠ ، الفوائد البهية ١١٥ ، الدرر الكامنة ٢ / ٤٤٦ ، مفتاح السعادة ٢ / ١٤٣.

٩٨٣

السّند : [في الانكليزية] Foundation ، base ، argumentation ، support ، introduction ـ [في الفرنسية] Fondement ، base ، argumentation ، appui ، introduction

بفتح السين والنون عند أصحاب المناظرة هو ما يذكر لتقوية المنع سواء كان مفيدا في الواقع أو لم يكن ، ويسمّى إسنادا ومستندا أيضا ، ويندرج فيه الصحيح والفاسد. والأول أي السّند الصحيح إمّا أن يكون أخص من نقيض المقدمة الممنوعة أو مساويا له. والثاني أي السّند الفاسد إنّما هو الأعم منه مطلقا أو من وجه. وقيل إنّ الأعمّ ليس بسند مصطلح ، ولذا يقولون فيه إنّ هذا لا يصلح للسّندية. وفيه أنّ معنى قولهم ما ذكرت للتقوية ليس مفيدا لها لا أنّه ليس بسند. وبالجملة فالسّند الأخص عندهم هو أن يتحقّق المنع مع انتفاء السّند أيضا من غير عكس وهو أن يتحقّق السّند مع انتفاء المنع ، فإنّ هذا هو السّند الأعم مطلقا أو من وجه. والسّند المساوي أن لا ينفكّ أحدهما عن الآخر في صورتي التحقّق والانتفاء هكذا في الرشيدية. وفي الجرجاني السّند ما يكون المنع مبنيا عليه أي ما يكون مصحّحا لورود المنع إمّا في نفس الأمر أو في زعم السائل. وللسّند صيغ ثلاث : الأولى أي يقال لا نسلّم هذا لم لا يجوز أن يكون كذا؟ والثانية لا نسلّم لزوم ذلك ، وإنّما يلزم لو كان كذا. والثالثة لا نسلّم هذا كيف يكون هذا والحال أنه كذا.

وعند المحدّثين هو الطريق الموصل إلى متن الحديث ؛ والمراد بالطريق رواة الحديث وبمتن الحديث ألفاظ الحديث. وأمّا الإسناد فهو الحكاية عن طريق متن الحديث فهما متغايران. وقال السخاوي (١) في شرح الألفية (٢) هذا أي التغاير بينهما هو الحقّ انتهى. ومعنى الحكاية عن الطريق الإخبار عنه وذكره. ولذا قال صاحب التوضيح الإسناد أن يقول حدثنا فلان عن فلان عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ ويقابل الإسناد الإرسال وهو عدم الإسناد انتهى. وقد يستعمل الإسناد بمعنى السّند. قال في شرح مقدمة المشكاة : السّند يقال لرجال الحديث الذين رووه. ويأتي الإسناد بمعنى السّند ، وحينا بمعنى ذكر رجال السّند وإظهار ذلك أيضا. (٣)

وقال الطيبي : السّند إخبار عن طريق المتن والإسناد رفع الحديث وإيصاله إلى قائله. قيل لعل الاختلاف وقع بينهم في الاصطلاح في السّند والإسناد ففسّر بناء على ذلك الاختلاف.

اعلم أنّ أصل السّند خصيصة فاضلة من خصائص هذه الأمة وسنّة بالغة من السّنن المؤكّدة. قال ابن المبارك (٤) [الإسناد] (٥) من الدين ما لولاه لقال من شاء ما شاء. وطلب

__________________

(١) هو محمد بن عبد الرحمن بن محمد ، شمس الدين السخاوي. ولد في القاهرة عام ٨٣١ هـ / ١٤٢٧ م. وتوفي بالمدينة عام ٩٠٢ هـ / ١٤٩٧ م. مؤرخ حجة ، عالم بالحديث والتفسير والأدب. له الكثير من المصنفات الهامة. الاعلام ٦ / ١٩٤ ، الضوء اللامع ٨ / ٢ ـ ٣٢ ، الكواكب السائرة ١ / ٥٣ ، شذرات الذهب ٨ / ١٥ ، آداب اللغة ٣ / ١٦٩.

(٢) ألفية العراقي في اصول الحديث للإمام الحافظ زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي (ـ ٨٠٦ هـ). حاجي خليفة ، كشف الظنون ، ١ / ١٥٦ ، البغدادي ، هدية العارفين ، ١ / ٥٦٢ ، سركيس ، معجم المطبوعات العربية والمعربة ، ص ١٣١٨.

(٣) سند رجال حديث را گويند كه روايت كرده اند واسناد نيز بمعنى سند آيد وگاهى بمعني ذكر سند واظهار آن نيز آيد.

(٤) هو عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي المروزي ، أبو عبد الرحمن. ولد عام ١١٨ هـ / ٧٣٦ م. وتوفي عام ١٨١ هـ / ٧٩٧ م. من حفاظ الحديث ، لقّب بشيخ الاسلام ، تاجر ، مجاهد تنقل كثيرا في البلاد. له عدة كتب. الاعلام ٤ / ١١٥ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٢٥٣ ، مفتاح السعادة ٢ / ١١٢ ، حلية الأولياء ٨ / ١٦٢ ، شذرات الذهب ١ / ٢٩٥ ، تاريخ بغداد ١٠ / ١٥٢.

(٥) الإسناد (+ م ، ع).

٩٨٤

العلو فيه سنّة ، فهو قسمان : عال ونازل ، إمّا مطلقا أو بالنسبة ويجيء في محله أي في لفظ العلو. واعلم أيضا أنّهم قد يقولون هذا حديث صحيح بإسناد جيد ويريدون بذلك أنّ هذا الحديث كما أنّه صحيح باعتبار المتن كذلك صحيح باعتبار الإسناد كذا يستفاد من فتح المبين شرح الأربعين للنووي في الحديث السابع والعشرين ، وعلى هذا القياس قولهم حديث صحيح بإسناد صحيح أو بإسناد حسن. ومعنى السّند الصحيح والحسن قد سبق في لفظ الحسن. وسند القرآن عبارة عن رواة القرآن كما يستفاد من الإتقان.

السّنون : [في الانكليزية] Toothpick ، toothpaste ـ Cure ـ [في الفرنسية] dent ، dentifrice

بالفتح واحد السّنونات وهي الأدوية اليابسة المسحوقة التي يدلك بها الأسنان لتستحكم ، كذا في بحر الجواهر.

السّهر : [في الانكليزية] Wakefullne ، watchfulne ـ [في الفرنسية] Veille ، vigilance

بفتح السين والهاء في اللغة اليقظة. وعند الأطباء هو اليقظة المفرطة أي المتجاوزة عن الحدّ الطبيعي. والسّهر السباتي والسّبات السّهري قد سبق ذكرهما.

السّهل : [في الانكليزية] Easy ، light ـ [في الفرنسية] Facile ، leger

بالفتح وسكون الهاء في اللغة الفارسية بمعنى نرم (طري) وآسان يعني السّهل. وأمّا في اصطلاح البلغاء : فالسّهل المشكل هو أن يأتي الشاعر بكلمات يصعب على سامعها أن يربط بينها ، وحين يتأمّل الألفاظ يظنّها سهلة ويعتقد أنّ بإمكانه أن يكتب في لحظة بيتين ، ثم يتبين له بعد إمعان النظر أنّ هذه الألفاظ قد جمعت بغير واسطة ، وحينئذ يتحقّق أنّ ما ظنّه سهلا هو في الحقيقة صعب ، ومثاله البيت التالي ومعناه :

دخل صاحيا وخرج سكران

ونهض ممسكا بالسرور وجلس وأعطى الغم

أمّا السّهل الممتنع عندهم فهو أن يبدو ارتباط الكلام وسياقه سهلا ، ولكن لا يستطيعه أي كان بسبب سلاسة الكلام وجزالته في آن وتضمّنه لمعان كثيرة في ألفاظ قليلة ، واستعمال الألفاظ المعروفة واللّطائف والأمثال ، وليس برعاية اللفظ مع التكلّف أو المعنى بتكلّف. كذا في جامع الصنائع. (١)

السّهم : [في الانكليزية] Arrow ، portion ، cosine ، Sagittarius ـ [في الفرنسية] Fleche ، portion ، cosinus ، Sagittaire

بالفتح وسكون الهاء وبالفارسية : تير والسّهام الجمع ، وبهره السهمان بالضم الجماعة. وعند أهل الجفر هو الباب ويسمّى بالبيت أيضا وقد سبق. وقد يطلق على مقام الشمس في البرج ثلاثين يوما كما في بعض الرسائل. وعند المهندسين يطلق على خطّ يخرج من وسط القوس إلى وسط القاعدة ، وعلى الجيب المعكوس ، وهو القطر الواقع بين طرف

__________________

(١) بالفتح وسكون الهاء در لغت بمعني نرم وآسان است. ودر اصطلاح بلغاء سهل مشكل آنست كه شاعر در نظم ربط الفاظ متداوله آورد وآن ربط دشوار بود سامع را وچون نظر در الفاظ كند سهل پندارد وداند كه مثل اين در يكدم دو بيت خواهم نوشت وچون بنظر غامض بيند پندارد كه الفاظ مستفاد بغير واسطه را جمع كرده است آنگاه داند آنكه سهل مى نمود مشكل بود مثاله.

هشيار درون رفت برون آمد مست

برخاست ستد شادي غم داد نشست

وسهل ممتنع نزد شان آنست كه ربط كلام وسياق آسان نمايد ومثل آن هركس نتواند گفت بسبب سلاست وجزالت وگنجانيدن معاني بسيار در اندك الفاظ وصرف الفاظ سخنان مصطلح ولطائف وامثال نه رعايت لفظ بتكلف ونه رعايت معني بتكلف كذا في جامع الصنائع.

٩٨٥

القوس وبين طرف جيب تلك القوس. وهذا هو المراد بسهم القوس في الأعمال النجومية صرّح بذلك في الزيج الإيلخاني ، ويؤيّده ما قال عبد العلي البرجندي في حاشية شرح الملخص من أنّ العمود الخارج من منتصف الوتر إلى منتصف القوس يسمّيه أهل الهندسة سهما فمنهم من يعتبره سهما لنصف تلك القوس وهو المشهور عند أهل العمل. ومنهم من يعتبره سهما للقوس بتمامها ، وهذا أنسب باسمه. وعلى خط يخرج من رأس المخروط إلى مركز القاعدة. وعلى خط يخرج من مركز إحدى قاعدتي الاسطوانة إلى مركز القاعدة الأخرى ، كذا في شرح خلاصة الحساب. والسّهم عند المنجمين هو عبارة عن جزء معيّن من فلك البروج. والسّهام عندهم كثيرة ، مثل سهم السّعادة الذي يقال له أيضا سهم القمر. وسهم الغيب ، وسهم الأيام ، وسهم الغلمان ، وسهم الجواري. وعلى هذا يقاس.

ثم إنّ سهم السّعادة يأخذونه من النهار من الشمس ، ويضيفون إليه درجة الطّالع أي ما بين درجات الشمس والقمر ويطرحون من الطالع «سى گان» والناتج هو درجة مكان سهم السّعادة. وفي الليل يأخذون من درجة القمر إلى درجة الشمس ، ثم يضيفون لذلك درجة الطالع مثاله : طالع الحمل عشر درجات ، والشمس في الأسد الدرجة العشرين ، والقمر في الميزان خمس عشرة درجة وذلك إلى برج الميزان أربعون درجة ، ثم أضفنا خمس عشرة درجة للقمر فصار لدينا خمس وخمسون درجة ، ثم أضفنا درجة الطالع فيصير المجموع خمسا وستين درجة فتعطي للحمل ثلاثين درجة وللثّور ثلاثين ، والباقي وهو خمسة للجوزاء ... إذن موضع سهم السّعادة الدرجة الخامسة من الجوزاء.

وأمّا سهم الغيب فيؤخذ نهارا من القمر وليلا من الشمس ، ويضاف إليها درجة الطالع ثمّ يسقطون من المجموع طالع (السي گان) على النحو السابق ، وما يتكوّن لدينا يكون هو سهم الغيب.

وأمّا سهم الأيام فنهارا من درجة الشمس إلى درجة زحل ، وليلا بالعكس. وأمّا سهم الغلمان والجواري فيؤخذ من عطارد إلى القمر نهارا ومن الشمس إلى الزّهرة ليلا. وأمّا التزوّج من النساء فيؤخذ من الزّهرة إلى الشمس. وهكذا بقية الأسهم تقاس على هذا مثل سهم المال والأصدقاء فإنّهم يأخذونه من صاحب الدرجة الثانية إلى البيت الثاني ثم يضيفون درجة الطالع.

وأمّا سهم زحل نهارا فيؤخذ من درجة زحل إلى درجة سهم السعادة ، وليلا من سهم السعادة إلى درجة زحل مضافا إليها درجة الطالع.

وأمّا سهم المشتري نهارا فمن سهم الغيب إلى المشتري ، وأمّا ليلا فبالعكس من ذلك. وأمّا سهم المرّيخ فنهارا : من المرّيخ إلى سهم السّعادة وليلا بالعكس.

وأمّا سهم الزهرة فنهارا : من سهم السّعادة إلى الزهرة وليلا بالعكس من ذلك.

وأمّا سهم عطارد في النهار : فمن سهم الغيب إلى عطارد ، وليلا بعكس هذا. كذا في بعض كتب النجوم. (١)

__________________

(١) وسهم نزد منجمين عبارت است از بخشى معين از فلك البروج. وسهمها نزد ايشان بسياراند مثل سهم السعادت كه آن را سهم القمر نيز گويند وسهم الغيب وسهم الايام وسهم غلامان وكنيزكان وعلى هذا القياس پس سهم السعادت در روز از شمس گيرند تا درجه قمر ودرجه طالع بر آن يعنى بر ما بين درجات شمس وقمر بيفزايند واز طالع مجموع را سى گان طرح كنند وآنچه بر آيد درجه مكان سهم السعادت است ودر شب از درجه قمر تا درجه شمس گيرند ودرجه طالع بر آن بيفزايند

٩٨٦

السّهو : [في الانكليزية] Distraction ، omiion ، forgetting ـ [في الفرنسية] Distraction ، omiion ، oubli

بالفتح وسكون الهاء كالنسيان في اللغة الغفلة وذهاب القلب إلى الغير كما في القاموس. وأمّا عرفا فالسّهو قسم من النسيان فإنّه فقدان صورة حاصلة عند العقل بحيث يتمكّن من ملاحظتها أيّ وقت شاء ، ويسمّى هذا ذهولا وسهوا ، أو بحيث لا يتمكن فيها إلاّ بعد تجشّم كسب جديد ويسمى نسيانا عند عبد الحكيم ، كذا في جامع الرموز في كتاب الإيمان ويجيء ذكره في لفظ النسيان أيضا. وفي كليات أبي البقاء السّهو هو غفلة القلب عن الشيء بحيث يتنبّه بأدنى تنبيه ، والنسيان غيبة الشيء عن القلب بحيث يحتاج إلى تحصيل جديد. وقال بعضهم السّهو زوال الصورة عن القوة المدركة بالحسّ المشترك مع بقائها (١) في القوة الحافظة ، والنسيان زوالها عنهما جميعا معا. وقيل غفلتك عما أنت عليه لتفقده سهو غفلتك عما أنت عليه لتفقد غيره نسيان. وقيل السّهو يكون لما علمه الإنسان وما لا يعلمه والنّسيان لما غاب بعد حضوره ، والمعتمد أنهما مترادفان. وأمّا الذهول فهو عدم استثبات الإدراك حيرة ودهشة ، والغفلة عدم إدراك الشيء مع وجود ما يقتضيه انتهى.

السّهولة : [في الانكليزية] Easine ، ease ـ [في الفرنسية] Facilite ، aisance

هي في البديع خلوّ اللفظ من التكليف والتعقيد والتعسّف في السبك ومن أحسن أمثلته قول قيس المجنون (٢) :

أليس وعدتني يا قلب أني

إذا ما تبت من ليلى تتوب.

فها أنا تائب من حبّ ليلى

فمالك كلما ذكرت تذوب.

كذا في كليات أبي البقاء وأيضا قوله :

إليك أتوب يا رحمن ممّا

جنوت وإن تكاثرت الذنوب

وأمّا عن هوى ليلى وشوقي

زيارتها فاني لا أتوب

سوء القنية : [في الانكليزية] Dropsy ـ [في الفرنسية] Hydropisie

بالقاف ثم النون عندهم هو مقدّمة (٣) الاستسقاء وسببه ضعف الكبد وسوء مزاجها فيصيّر (٤) اللون ويبيّض وينهج الأطراف والوجه والأجفان خاصة ، وربّما فشا في البدن كلّه حتى

__________________

ـ مثاله طالع حمل دهم درجه است وشمس در اسد بيستم درجه وقمر ودر ميزان پانزده درجه است تا برج ميزان چهل درجه مى شود وپانزده درجه قمر قطع كرده افزوديم شد پنجاه وپنج درجه ودرجه طالع هم افزوديم شد شصت وپنج درجه وسى درجه بحمل داديم وسى بثور باقي كه پنج ماند بجوزا پس موضع سهم السعادت پنجم درجه جوزا باشد واما سهم الغيب بروز از قمر گيرند وبشب از شمس ودرجه طالع بيفزايند واز طالع سى گان افگنند بطور سابق وآنچه بر آيد موضع سهم غيب بود. وسهم ايام از درجه شمس بروز تا درجه زحل ودر شب بر عكس وسهم غلامان وكنيزكان از عطارد تا قمر بروز وبشب از شمس تا زهره وتزويج زنان از زهرة تا بشمس وباقي سهمها هم برين قياس چنانچه سهم مال واصدقاء از صاحب دوم خانه تا بيت دوم بگيرند ودرجه طالع افزايند اما سهم زحل بروز از درجه زحل گيرند تا درجه سهم سعادت وبشب از سهم سعادت گيرند تا درجه زحل ودرجه طالع بر آن افزايند اما سهم مشتري را بروز از سهم غيب تا مشتري وبشب بر عكس اما سهم مريخ بروز از مريخ گيرند تا سهم سعادت وبشب بر عكس اما سهم زهره بروز از سهم سعادت گيرند تا زهره وبشب بخلاف اين واما سهم عطارد بروز از سهم غيب تا عطارد وبشب بر خلاف اين كذا في بعض كتب النجوم.

(١) بقائها (ـ م).

(٢) هو قيس بن الملوّح بن مزاحم العامري. توفي عام ٦٨ هـ / ٦٨٨ م. شاعر غزل ، لقب بالمجنون لهيامه بحب ليلى بنت سعد. وقد هام على وجهه إلى أن وجد ميتا ، طبع شعره في ديوان. الاعلام ٥ / ٢٠٨ ، فوات الوفيات ٢ / ١٣٦ ، النجوم الزاهرة ١ / ١٨٢ ، خزانة الادب ٢ / ١٧٠ ، الشعر والشعراء ٢٢٠.

(٣) مقدمة (ـ م).

(٤) فيصفر (م).

٩٨٧

صار كالعجين ، ويلزمه كثرة النفخ والقراقر ويخصّ هذا المرض باسم فساد المزاج ، كذا يستفاد من بحر الجواهر والأقسرائي. وسوء التأليف وسوء التركيب وسوء اعتبار الحمل عند المنطقيين يذكر جميعها في لفظ المغالطة.

سوء المزاج : [في الانكليزية] Sickne of humour ـ [في الفرنسية] Maladie de lhumeur

بالضم وسكون الواو عند الأطباء هو المرض المختصّ بعروضه للأعضاء المفردة أوّلا وما يعرض للأعضاء المركّبة يسمّى سوء التركيب. ثم سوء المزاج قد يكون ساذجا وقد يكون ماديا ويجيء في لفظ المرض ، وقد يكون مختلفا وقد يكون مستويا. واختلفوا في تفسيرهما. فقال جالينوس ، المختلف ما خصّ عضوا والمستوي ما عمّ جميع البدن. وقال الشيخ المستوي هو الذي استقرّ جوهر العضو وصار في حكم المزاج الأصلي ، والمختلف ما لا يكون كذلك ، ولذلك لا يؤلم المستوي لأنّه بطلت المقاومة بينه وبين الطبيعة ويؤلم المختلف لوجود المقاومة (١) ، وذلك أنّ المزاج العرضي إمّا أن يكون العضو معه قد بطل استعداده للرجوع إلى المزاج بسهولة أو لا يكون كذلك ، والأول هو المتّفق كالبرص والثاني هو المختلف كحمّى العفن. وعلى التفسير الأول يكون البرص من المختلف وحمّى العفن من المستوي. وبالجملة فالشيخ إنما سمّى المستقر مستويا لصيرورته كالمزاج الأصلي في عدم ظهور الألم وغير المستقر مختلفا لأنّه مخالف لمقتضى الأصلي في جانب الألم. وجالينوس إنّما سمّى العام مستويا لعمومه البدن كعموم المزاج الأصلي وغير العام مختلفا من حيث إنّه خلاف مقتضى الأصلي في عدم العموم. وقد يكون سوء المزاج خلقيا وهو ما يكون في أصل الخلقة غير معتدل ، ويسمّى مزاجا غير فاضل.

وقد يكون عارضيا وهو ما يكون في أصل الخلقة معتدلا لكن تغيّر عن الاعتدال بسبب سوء التدبير.

سوء الهضم : [في الانكليزية] Indigestion ـ [في الفرنسية] Indigestion

عندهم هو أن لا ينهضم الطعام انهضاما تاما ويتغيّر في المعدة إلى بعض الكيفيات الرديئة.

السّواء : [في الانكليزية] Justice ، equality ، intention ـ [في الفرنسية] Justice ، egalite ، intention

بطون الحقّ في الخلق فإنّ التعينات الخلقية ستائر الحق تعالى والحق ظاهر في نفسها بحسبها وبطون الخلق في الحق ، فإنّ الخلقية معقولة باقية على عدميتها في وجود الحقّ المشهود الظاهر بحسبها كذا في الجرجاني.

سواد أعظم : [في الانكليزية] Majority ، poorne ـ [في الفرنسية] Majorite ، pauvrete

في اصطلاح الصوفية عبارة عن الفقر ، لأنّ الفقر هو سواد الوجه في الدارين ، كلّ شيء بكامله مفصّل في هذه المرتبة على سبيل الإجمال ، كالشجر في النواة. كذا في كشف اللغات ، وسيرد أيضا ذكر هذا في لفظ الفقر. (٢)

السّوداء : [في الانكليزية] Melancholia ، black bile ـ [في الفرنسية] Melancolie ، atrabile ، bile noire

كحمراء عند الأطباء نوع من أنواع الأخلاط كما سبق وهي قسمان : طبيعيّة ويسمّيها جالينوس خلطا أسود ، وهي عكر الدم الطبيعي ، وغير طبيعيّة وهي كلّ خلط محترق حتى السوداء

__________________

(١) ويؤلم المختلف لوجود المقاومة (ـ م).

(٢) در اصطلاح صوفيه عبارت از فقر است كه الفقر سواد الوجه في الدارين وهرچه در تمامه موجودات مفصل است درين مرتبه بطريق اجمال است كالشجر في النواة كذا في كشف اللغات ودر لفظ فقر ذكر اين نيز خواهد آمد.

٩٨٨

المحترقة في نفسها ، ويسمّى بالمرّة السوداء والسوداء الاحتراقيّة والسوداء المحترقة كذا في شرح القانونچه والموجز.

السّور : [في الانكليزية] Quantifier ـ [في الفرنسية] Quantificatcur

بالضم وسكون الواو عند المنطقيين هو اللفظ الدّال على كمّيّة الأفراد في القضايا الحملية كلفظ كلّ وبعض. وعلى كمية الأوضاع في القضايا الشرطية كلفظ كلّما ومهما ومتى وليس كلما وليس مهما وليس متى. ولفظ مهما وإن كان بحسب اللغة موضوعا لعموم الأفراد لكنهم نقلوه إلى عموم الأوضاع فجعلوه سور الشرطية الكلّية المتّصلة ، صرّح به في بديع الميزان (١) والقضية المشتملة على السور تسمّى مسورة ومحصورة وهي إمّا كلّية أو جزئيّة وقد سبق في لفظ الحملية وسيأتي أيضا في لفظ المحصورة.

السّورة : [في الانكليزية] Chapter of the Koran ـ [في الفرنسية] Chapitre du Coran

بالضم في الشرع بعض قرآن يشتمل على آي ذو فاتحة وخاتمة وأقلها ثلاث آيات كذا قال الجعبري. والسّور بالضم وسكون الواو وفتحها الجمع. وقيل السورة الطائفة المترجمة توقيفا أي الطائفة من القرآن المسمّاة باسم خاص بتوقيف من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وقد ثبتت أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار. وقيل السورة بعض من كلام منزّل مبين أوله وآخره إعلاما من الشارع قرآنا كان أو غيره ، بدليل ما يقال سورة الزبور وسورة الإنجيل هكذا في التلويح. قال القتبي : (٢) السورة تهمز ولا تهمز. فمن همزها جعلها من أسارت أي أفضلت من السؤر وهو الباقي من الشراب في الإناء كأنّها قطعة من القرآن. ومن لم يهمزها وجعلها من المعنى المتقدّم سهّل همزتها. ومنهم من شبهها بسورة النبأ (٣) أي القطعة منه أي منزلة بعد منزلة. وقيل من سور المدينة لإحاطتها بآياتها واجتماعها كاجتماع البيوت بالسّور ، ومنه السّوار لإحاطته بالساعد. وقيل لارتفاعها لأنّها كلام الله والسورة المنزّلة الرفيعة. وقيل لتركيب بعضها على بعض من التسوّر بمعنى التصاعد والتركّب ومنه : (إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ) (٤) كذا في الإتقان ، وممن لم يهمزها صاحب الصراح حيث جعلها أجوف. والسورة (٥) عند الصوفية عبارة عن الصور الذاتية الكمالية وهي تجلّيات الكمال كذا في الإنسان الكامل في باب أم الكتاب.

فائدة :

قسم القرآن إلى أربعة أقسام وجعل لكلّ قسم منه اسم. أخرج أحمد وغيره من حديث واثلة بن الأسقع (٦) أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : (أعطيت مكان التوراة السّبع الطوال ، وأعطيت مكان الزبور المئين ، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني وفضّلت بالمفصّل). (٧) قالت جماعة : السبع الطوال أوّلها البقرة وآخرها براءة. لكن

__________________

(١) بديع الميزان (منطق). لعبد القادر بن حداد العثماني الطولنبي. وهو شرح على ميزان المنطق اختصار نجم الدين الكاتبي. تا بنور ١٨٧٧ م ٨٠ ص. سركيس معجم المطبوعات ، ص ١٣١٠.

(٢) هو عبد الله بن مسلم ، ابن قتيبة الدينوري ، توفي عام ٢٧٦ ه‍. وقد سبقت ترجمته.

(٣) البناء (م ، ع).

(٤) ص / ٢١.

(٥) والسور (م).

(٦) هو واثلة بن الأسقع بن عبد العزى بن عبد يا ليل الليثي الكناني. ولد عام ٢٢ ق. هـ / ٦٠١ م. وتوفي عام ٨٣ هـ / ٧٠٢ م. صحابي من أهل الصفة. خدم النبي فترة وشهد الفتح. روى بعض الأحاديث. الاعلام ٨ / ١٠٧ ، تهذيب ١١ / ١٠١ ، أسد الغابة ٥ / ٧٧ ، صفة الصفوة ١ / ٢٧٩ ، حلية الأولياء ٢ / ٢١ ، خزانة الأدب ٣ / ٣٤٣.

(٧) الهيثمي ، مجمع الزوائد ، ٧ / ٤٦.

٩٨٩

أخرج الحاكم والنّسائي وغيرهما عن ابن عباس قال : السبع الطوال البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ، قال الراوي وذكر السابعة فنسيتها. وفي رواية صحيحة عند أبي حاتم (١) وغيره عن مجاهد وسعيد بن جبير أنها يونس ، وفي رواية عند الحاكم أنها الكهف. والمئون ما وليها سمّيت بذلك لأنّ كلّ سورة منها تزيد على مائة آية أو تقاربها. والمثاني ما ولي المئين لأنّها تثنيها أي كانت بعدها فهي لها ثوان والمئون لها أوائل. وقال الفرّاء هي السّور التي آيها أقل من مائة آية لأنها تثنى أكثر مما تثنى الطوال والمئون. وقد تطلق المثاني على القرآن كلّه وعلى الفاتحة. والمفصّل ما ولي المثاني من قصار السّور سمّي بذلك لكثرة الفصول التي بين السّور بالبسملة. وقيل لقلّة المنسوخ منه ، ولهذا يسمّى بالمحكم أيضا وآخره سورة الناس بلا نزاع. واختلف في أوّله ، فقيل الحجرات ، وقيل القتال ، وقيل الجاثية ، وقيل الصّافات ، وقيل الصف ، وقيل تبارك ، وقيل الفتح ، وقيل الرحمن ، وقيل الإنسان ، وقيل سبّح ، وقيل الضّحى. وعبارة الراغب في مفرداته المفصّل من القرآن السبع الأخير.

اعلم أنّ للمفصّل طوالا وأوساطا وقصارا. قال ابن معن : (٢) وطواله إلى عمّ ، وأوساطه منها إلى الضحى ، وقصاره منها إلى آخر القرآن ، وهذا أقرب ما قيل فيه كذا في الإتقان. وفي جامع الرموز المفصّل السبع الأخير وطواله من الحجرات. وقيل من ق ، وقيل من النّجم ، وقيل من الفتح. وفي المنية (٣) قال الأكثرون من سورة محمد إلى البروج طوال ، ومن البروج إلى سورة لم يكن ، وقيل إلى البلد أوساط ، ومنها أي من لم يكن إلى الآخر ، وقيل من البلد إلى الآخر قصار. وفي النهاية من الحجرات إلى عبس ثم التكوير إلى والضحى ثم ألم نشرح إلى الآخر انتهى. قال في الإتقان : وفي جمال القراء قال بعض السلف في القرآن ميادين وبساتين ومقاصير وعرائش وديابيج ورياض. فميادينه ما افتتح بالم ، وبساتينه ما أفتتح بالر ، ومقاصيره الحامدات ، وعرائشه المسبّحات ، وديابيجه آل حم ، ورياضه المفصّل ، وقالوا والطواسين والطواسيم أو آل حم والحواميم. وأخرج الحاكم عن ابن مسعود قال : الحواميم ديباج القرآن. قال السخاوي : وقوارع القرآن الآيات التي يتعوّذ بها سمّيت بها لأنها تقرع للشيطان وتدفعه وتقمعه كآية الكرسي والمعوذتين ونحوهما. وفي مسند أحمد من حديث معاذ بن أنس (٤) مرفوعا : (آية العزّ الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا) : (٥) الآية.

فائدة :

عدد سور القرآن مائة وأربعة عشر بإجماع من يعتدّ به. وقال في الإتقان وتعديد الآي من معضلات القرآن ، فإنّ من آياته طويلا وقصيرا ، ومنه ما ينقطع ومنه ما ينتهي إلى تمام الكلام ومنه ما يكون في أثنائه. وقيل سبب اختلاف

__________________

(١) علي بن أبي حاتم (م).

(٢) هو ابن محمد بن معن الغفاري ، ويكنّى أبا معن. كان ثقه ، قليل الحديث. طبقات ابن سعد ٥ / ٤٣٦.

(٣) المنية (علوم القرآن). لاحمد بن الحسين الكسار أبي نصر الدينوري المقري (ـ ٤٣٣ هـ) من تصانيفه المنية في القراءات. كشف الظنون ، ٢ / ١٨٨٦. هدية العارفين ، ١ / ٧٥.

(٤) هو معاذ بن أنس الجهني ، ابو سهل ، صحابي جليل ، صحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وغزا معه ، من أهل مصر ، كان ليّن الحديث ، روى عنه المصريون والشاميون. الاستيعاب ٣ / ١٤٠٢ ، طبقات ابن سعد ٧ / ٥٠٢ ، الإصابة ٦ / ١٠٦.

(٥) مسند ، أحمد ، ٣ / ٤٣٩.

٩٩٠

السّلف في عدد الآي أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقف على رءوس الآي للتوقيف فإذا علم محلها وصل للتمام فيحسب السامع حينئذ أنّها ليست فاصلة. وعن ابن عباس قال : جميع آي القرآن ستة آلاف آية وستمائة وست عشرة آية ، وجميع حروف القرآن ثلاثمائة ألف حرف وثلاثة وعشرون ألف حرف وستمائة حرف وأحد وسبعون حرفا. وقيل أجمعوا على أنّ عدد آيات القرآن ستة آلاف آية ثم اختلفوا فيما زاد على ذلك ، فمنهم من لم يزد ومنهم من قال ومائتا آية وأربع آيات. وقيل وأربع عشرة. وقيل وتسع عشرة. وقيل وخمس وعشرون. وقيل ست وثلاثون. وفي الشّعب للبيهقي عن عائشة رضي‌الله‌عنها مرفوعا : (عدد درج الجنة عدد آي القرآن فمن دخل الجنة من أهل القرآن فليس فوقه درجة) (١) انتهى من الإتقان. وأمّا المشهور بين الحفّاظ والقرّاء فهو المعروف في بيت الشعر الآتي وترجمته :

إنّ عدد آيات القرآن التي تجذب الروح ستة آلاف وستمائة وستة وستون. (٢)

واعلم أنّه قد يكون للسورة اسم واحد وهو كثير وقد يكون لها اسمان فأكثر. منها الفاتحة لها نيف وعشرون اسما. فاتحة الكتاب ، وفاتحة القرآن لأنه يفتتح بها في المصحف. وأم الكتاب ، وأم القرآن لتقدّمها وتأخّر ما سواها تبعا لها لأنّها أمّته أي تقدمته ، ولذا يقال لراية الحرب أم لتقدّمها ، والقرآن العظيم لاشتمالها على المعاني التي في القرآن ، والسبع المثاني لكونها سبع آيات بالاتّفاق ، إلاّ أنّ بعضهم من عدّ التسمية (٣) آية واحدة دون أنعمت عليهم ومنهم من عكس ، ولأنّها تثنّى في الصلاة أو لأنها أنزلت مرتين إن صحّ أنها نزلت بمكة حين فرضت الصلاة وبالمدينة لمّا حوّلت القبلة ، والأصحّ أنها مكية لقوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي) (٤) وهو مكي ولما فيها من الثناء على الله تعالى ، أو لأنها اشتملت على الوعد والوعيد بقوله : (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) (٥) أو لأنها اشتملت على حال المؤمنين والكافرين هكذا في البيضاوي وحواشيه ، والوافية لأنها وافية بما في القرآن من المعاني ، والكنز لما عرفت ، والكافية لأنها تكفي عن غيرها في الصلاة ولا يكفي غيرها عنها ، والأساس لأنها أصل القرآن ، والنور ، وسورة الحمد ، وسورة الشكر ، وسورة الحمد الأولى ، والرقية ، والشفاء ، والشافية لقول النبي عليه الصلاة والسلام : (فاتحة الكتاب شفاء لكل داء) ، (٦) وسورة الصلاة لتوقف الصلاة عليها. وقيل إنّ من أسمائها الصلاة أيضا وسورة الدّعاء لاشتمالها عليه في قوله (اهْدِنَا) ، وسورة السؤال لذلك ، وسورة تعليم المسألة ، وسورة المناجاة ، وسورة التفويض لاشتمالها عليه في قوله (إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ). ومنها سورة البقرة تسمّى سنام القرآن وسنام كلّ شيء أعلاه ، ومنها آل عمران تسمّى طيبة ، وفي صحيح مسلم تسميتها والبقرة الزهراوين. والمائدة تسمّى أيضا العقود والمنقذة لأنّها تنقذ صاحبها من ملائكة العذاب. والانفال تسمّى أيضا بسورة بدر. وبراءة تسمّى أيضا

__________________

(١) البيهقي ، شعب الإيمان ، باب في تعظيم القرآن ، فصل في ادمان تلاوته ، ح (١٩٩٨) ، ٢ / ٣٤٧.

(٢) اما مشهور در ميان حفاظ وقراء همان است كه در شعر مشهور است.

آيت قرآن كه جان را دلكش است

شش هزار وششصد وشصت وشش است

(٣) البسملة (م).

(٤) الحجر / ٨٧.

(٥) الفاتحة / ٤.

(٦) البيهقي ، شعب الإيمان ، باب في تعظيم القرآن ، ذكر فاتحة الكتاب ، ح (٢٣٧٠) ، ٢ / ٤٥٠.

٩٩١

التوبة لقوله تعالى فيها (لَقَدْ تابَ اللهُ) ، والفاضحة وسورة العذاب والمقشقشة أي المبرئة من النفاق والمنقرة لأنها نقرت عمّا في قلوب المشركين ، والبحوث بفتح الموحدة والمعبّرة لأنها تعبر عن أسرار المنافقين والمخزومة (١) والمتكلّمة والمشرّدة والمدمدمة. والنحل تسمّى أيضا سورة النعم والإسراء تسمّى أيضا سورة سبحان ، وسورة بني إسرائيل. والكهف تسمّى أيضا سورة أصحاب الكهف والحائلة لأنها تحول بين قارئها وبين النار. وطه تسمّى أيضا سورة الكليم ، والشعراء تسمّى أيضا سورة الجامعة والنمل تسمّى أيضا سورة سليمان. والسجدة تسمّى أيضا سورة المضاجع والفاطر تسمّى أيضا سورة الملائكة. ويس تسمّى أيضا قلب القرآن والمعمّة لأنها تعمّ صاحبه بخير الدنيا والآخرة والمدافعة القاضية لأنها تدفع عن صاحبها كلّ سوء وتقضي له كل حاجة. وسورة الزمر تسمّى أيضا سورة الغرف. وسورة الغافر تسمّى أيضا سورة الطويل (٢) والمؤمن. وسورة فصّلت تسمّى أيضا السجدة وسورة المصابيح. وسورة الجاثية تسمّى أيضا الشريعة. وسورة الدّهر وسورة محمد تسمّيان (٣) أيضا القتال. وسورة ق تسمّى أيضا سورة الباسقات. وسورة اقتربت تسمّى أيضا القمر والمبيّضة لأنها تبيّض وجه صاحبها يوم تسوّد الوجوه. وسورة الرحمن تسمّى أيضا عروس القرآن. وسورة المجادلة تسمّى في مصحف أبيّ (٤) الظهار. وسورة الحشر تسمّى أيضا سورة بنى النضير. والممتحنة بفتح الحاء وقد تكسر تسمّى أيضا الامتحان. وسورة الموؤدة (٥) وسورة الصف تسمّى أيضا سورة الحواريين. وسورة الطلاق تسمّى أيضا سورة النساء القصرى. وسورة التحريم تسمّى أيضا سورة التحرم (٦) وسورة لم تحرّم. وسورة تبارك تسمّى أيضا سورة الملك والمانعة والمنّاعة والوافية. وسورة سأل تسمّى المعارج. وسورة الواقع وعمّ تسمّى النبأ والتساؤل والمعصرات. وسورة لم يكن تسمّى سورة أهل الكتاب وسورة القيمة وسورة البينة وسورة البريّة وسورة الانفكاك. وسورة أرأيت تسمّى سورة الدين. وسورة الماعون والكافرون تسمّى المقشقشة وسورة العبادة. وسورة النصر تسمّى سورة التوديع. وسورة تبّت تسمّى سورة المسد. وسورة الإخلاص تسمّى سورة الأساس. وسورتا الفلق والناس تسمّيان المعوذتين بكسر الواو والمقشقشتين كذا في الاتقان. وفي الصراح المشقشقتان سورة الكافرون وسورة الإخلاص.

سوق المعلوم : [في الانكليزية] Apophasis ـ [في الفرنسية] Preterition

مساق غيره هو عبارة عن سؤال المتكلّم عما يعلمه سؤال من لا يعلمه ليوهم أنّ شدّة الشّبه الواقع بين المتناسبين أحدثت عنده التباس المشبّه به. وفائدته المبالغة في المعنى نحو قولك أوجهك هذا أم بدر ، فإن كان السؤال عن الشيء الذي يعرفه المتكلّم خاليا من التشبيه لم يكن من هذا الباب كقوله تعالى : (وَما تِلْكَ

__________________

(١) المخزية (م).

(٢) الطول (م).

(٣) تسميان (ـ م).

(٤) هو أبي بن كعب بن قيس بن عبيد ، النجاري الخزرجي ، أبو المنذر. توفي عام ٢١ هـ / ٦٤٢ م. شهد الفتوح وكان من كتاب الوحي ، روى بعض الاحاديث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كما كان مشهورا بقراءة القرآن الكريم. الاعلام ١ / ٨٢ ، طبقات ابن سعد ٣ / ٥٩ ، غاية النهاية ١ / ٣١ ، صفة الصفوة ١ / ١٨٨ ، حلية الأولياء ١ / ٢٥٠.

(٥) المرأة (م).

(٦) المتحرم (م).

٩٩٢

بِيَمِينِكَ يا مُوسى) (١) فإنّ القصد الإيناس لموسى عليه‌السلام أو إظهار المعجزة التي لم يكن موسى يعلمها. وابن المعتز (٢) سمّى هذا الباب تجاهل العارف ، وقد مرّ. ومن الناس من يجعله تجاهل العارف مطلقا سواء كان على طريق التشبيه أو على غيره. ومن نكتة التجاهل المبالغة في المدح أو الذمّ أو التعظيم أو التحقير أو التوبيخ أو التقرير أو التولّه في الحبّ مثل :

بالله يا ظبيات القاع قلن لنا

ليلاي منكنّ أم ليلى من البشر.

انتهى من كليات أبي البقاء.

السّيارة : [في الانكليزية] Planets ـ P ـ [في الفرنسية] lanetes

هي الكواكب السبعة الزحل والمشتري والمريخ والشمس والزّهرة وعطارد والقمر ويسمّى بالسيّارات أيضا. وبعضهم جمعها في بيتين من الشعر وترجمتها :

سبعة كواكب هي للعالم

حينا هي مصدر النظام وحينا الخلل

القمر وعطارد والزّهرة

والشمس والمريخ والمشتري وزحل. (٣)

السّياسة : [في الانكليزية] Politics ، direction ـ [في الفرنسية] Politique ، direction

بالكسر والمثناة التحتانية مصدر ساس الوالي الرّعية أي أمرهم ونهاهم كما في القاموس وغيره. فالسياسة استصلاح الخلق بإرشادهم إلى الطريق المنجّي في الدنيا والآخرة ؛ فهي من الأنبياء على الخاصة والعامة في ظاهرهم وباطنهم ، ومن السلاطين والملوك على كلّ منهم في ظاهرهم ، ومن العلماء ورثة الأنبياء في باطنهم لا غير كما في المفردات وغيرها ، كذا في جامع الرموز في حدّ الزنا في كتاب الحدود. وفي البحر الرائق في آخر كتاب الحدود ورسمت السياسة بأنّها القانون الموضوع لرعاية الآداب والمصالح وانتظام الأموال (٤). وفي كليات أبي البقاء ما حاصله أنّ السياسة المطلقة هي إصلاح الخلق بإرشادهم إلى الطريق المنجّي في العاجل والآجل على الخاصة والعامة في ظواهرهم وبواطنهم ، وهي إنّما تكون من الأنبياء وتسمّى سياسة مطلقة لأنها في جميع الخلق وفي جميع الأحوال ، أو لأنها مطلقة أي كاملة من غير إفراط وتفريط. وأمّا من السلاطين وأمرائهم فإنّما تكون على كلّ منهم في ظواهرهم ، ولا تكون إلاّ منجية في العاجل لأنّها عبارة عن إصلاح معاملة عامة الناس فيما بينهم ونظمهم في أمور معاشهم وتسمّى سياسة مدنية. وأما من العلماء الذين هم ورثة الأنبياء حقا على الخاصّة في بواطنهم لا غير ، أي لا تكون على العامة لأنّ إصلاحهم مبني على الشوكة الظاهرة والسلطنة القاهرة وأيضا لا تكون على الخاصة في ظواهرهم لأنّها أيضا منوطة بالجبر والقهر وتسمّى سياسة نفسية. وتقال أيضا على تدبير المعاش بإصلاح أحوال جماعة مخصوصة على سنن العدل والاستقامة وتسمّى سياسة بدنية. والسياسة نوعان : النوع الأول سياسة

__________________

(١) طه / ١٧.

(٢) هو عبد الله بن محمد المعتز بالله ابن المتوكل بن المعتصم ابن الرشيد العباسي ، أبو العباس. ولد ببغداد عام ٢٤٧ هـ / ٨٦١ م. وتوفي عام ٢٩٦ هـ / ٩٠٩ م. شاعر مبدع ، تولى الخلافة ليوم وليلة فقط. له العديد من الكتب والدواوين. الاعلام ٤ / ١١٨ ، الاغاني ١٠ / ٣٧٤ ، وفيات الاعيان ١ / ٢٥٨ ، تاريخ الخميس ٢ / ٣٤٦ ، تاريخ بغداد ١٠ / ٩٥.

(٣)

هفت كوكب كه هست عالم را

گاه ز ايشان نظام وگاه خلل

قمر است وعطارد وزهره

شمس ومريخ ومشتري وزحل

(٤) الأحوال (م).

٩٩٣

عادلة تخرج الحقّ من الظالم الفاجر فهي من الشريعة ، علمها من علمها وجهلها من جهلها. وقد صنّف الناس في السياسة الشرعية كتبا متعددة. والنوع الآخر سياسة ظالمة ، فالشريعة تحرّمها انتهى (١). والسياسة المدنية من أقسام الحكمة العملية وتسمّى بالحكمة السياسة وعلم السياسة وسياسة الملك والحكمة المدنية. وهو علم تعلم منه أنواع الرئاسة والسياسات والاجتماعات المدنية وأحوالها ، وموضوعه المراتب المدنية وأحكامها والاجتماعات الفاضلة والرديئة ، ووجه استبقاء كلّ واحد منها وعلّة زواله ، ووجه انتقاله وما ينبغي أن يكون عليه الملك في نفسه ، وحال أعوانه (٢) وأمر الرعية وعمارة المدن. وهذا العلم وإن كان الملوك وأعوانهم أحوج إليه (٣) فلا يستغني عنه أحد من الناس لأنّ الإنسان مدني بالطبع ويجب عليه اختيار المدينة الفاضلة مسكنا والهجرة عن (٤) الرديئة ، وإن يعلم كيف ينفع أهل مدينته وينتفع بهم ، وإنّما يتمّ ذلك بهذا العلم. وكتاب السياسة (٥) لأرسطاطاليس إلى الإسكندر يشتمل على مهمات هذا العلم ، وكتاب آراء المدينة الفاضلة (٦) لأبي نصر الفارابي جامع لقوانينه ، كذا في إرشاد القاصد.

السّياق البعيد : [في الانكليزية] Conduct ، deduction ، conclusion ـ [في الفرنسية] Conduite ، deduction ، conclusion

بكسر السين عند المنطقيين هو الشكل الرابع كما يجيء. ووجه التسمية ظاهر. والسياق في اللغة بمعني راندن. ـ أي السّوق ـ

سياقة الأعداد : [في الانكليزية] Counting ـ [في الفرنسية] Denombrement

ويسمّى بالتعديد أيضا وهو إيقاع أسماء مفردة على سياق واحد ، وأكثره يوجد في الصفات كقوله تعالى (هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ) (٧) كذا في الإتقان. ويقول في جامع الصنائع : الأفضل هو مراعاة الترتيب ، وأمّا الأوثق أن يؤتى بالعكس. ومثال الأوّل البيت التالي وترجمته :

لو استطيع أن أتكلّم يوما مرتين

مع ثلاثة اشخاص أربع كلمات

أو خمسة وستة وسبعة. ومثال الثاني ما ترجمته :

__________________

(١) والنوع الآخر ... انتهى (ـ م ، ع).

(٢) وما ينبغي ... وحال أعوانه (ـ م ، ع).

(٣) وإن كان الملوك وأعوانهم أحوج إليه فلا (ـ م ، ع).

(٤) من (م ، ع).

(٥) كتاب السياسة في تدبير الرئاسة لارسطو طاليس (٣٨٤ ـ ٢٣٢ ق. م) والأرجح أنه لارسطو على الرغم من بعض الشكوك في صحة نسبته إليه. وعرف الكتاب «بسر الأسرار» أيضا. نقله إلى العربية يوحنا بن البطريق (القرن الثالث الهجري). ولم يجد العرب نسخة مخطوطة لهذا الكتاب قبل القرن الثامن الهجري لكن نقل الكتاب من العربية إلى اللاتينية والعبرية قبل ذلك عبر المغرب والاندلس. ولمزيد من التفصيل يرجع إلى نشرة عبد الرحمن بدوي لهذا الكتاب ودراسته عن كل ما أحاط به. ويتضمن الكتاب عشرة مقالات قدّمها ارسطو للإسكندر ، وفيها مزيج من السياسة والاجتماع وتدبير الحياة والادارة. كشف الظنون ، ٢ / ١٤٢٦ نشرة البدوي القاهرة ، دار الكتب المصرية ، ١٩٥٤ م.

(٦) آراء أهل المدينة الفاضلة لابي نصر الفارابي (٢٥٧ ـ ٣٣٩ هـ / ٨٧٢ ـ ٩٥٠ م) وقد طبع الكتاب في بيروت ، الكاثوليكية ، ١٩٥٩ م. وفي هذا الكتاب يحاكي الفارابي نظام الفيض الذي وضعه في اتصال الله عزوجل في العقل الانساني بواسطة العقل الفعّال على وضع من تراتب النفس الناطقة. وبالتالي مدبّر المدينة الفاضلة يشابه السبب الأول الذي به سائر الموجودات. فالسعادة الساعية لبناء المدينة الفاضلة تحاكي في نظامها وتراتبها وقواها نظام الكون ومراتبه.

(٧) الحشر / ٢٣.

٩٩٤

ما دام الثمانية على رأس السابع

مع الستة والخمسة من الأربعة ثلاثة

كلا الفرقتين ، ولكن دفعة واحدة

فلتكن بحكم القضاء مأمورة لك

والمثال التالي على التعداد المرتّب وترجمته : الوحيد الذي : يطيعه العالمان والأرواح الثلاثة والطباع الأربعة كالحواس الخمس والأركان الستة.

ولو اتجهت نحو الخلد من الأقطار السبعة

من تسع سماوات بعشرة أنواع يصلون إليه

مثال آخر على التعداد المعكوس هذا الرباعي وترجمته : عشرة من المحبين من تسعة أفلاك ، ومن الجنات الثمانية والكواكب السبعة ، من الجهات الست ، كتبوا هذه الرسالة. فإنه لم يعجن الخلاّق طينة آدميّ مثلك أيّها «الصنم» المحبوب. في خمس حواس وأربعة أركان وثلاثة أرواح. وأمّا في مجمع الصنائع فقد أورد : إن سياق الأعداد في هذه الصفة هو : أنّ الشاعر أو الكاتب يورد عدّة أشياء ، لكلّ منها معنى لطيف مستملح على نسق ونظم كما فعل الشاعر «رندى» ؛ وترجمة البيت المذكور : إنّه ينصب خيمته في مكان لا يصله شيطان ويسوق الجيش إلى حيث لا ترعى فيه الحيّة والأبيات التالية للشاعر أمير خسرو دهلوي ، في مصاريعها الثانية يوجد فيها مثل هذا الحال وهي نادرة جدا ولا جواب لها. أيها المطرب هيّا إلى الحديقة فهذا وقت الورد فأين أنغامك؟ فأين صوتك ، وعودك ، ونغمتك ، وحركة أناملك؟ أمام تلك (الشفة) الحمراء ما ذا تقول أيّها الياقوت عن الصّفاء؟ فأين رضابك ، وحرارتك ولمعانك ، ولونك؟ أيّها الفلك : إن كنت مع ذي الوجه الملائكي عندك كلام أو بحث؟ فأين مكرك وسحرك وحيلتك؟

حتى م تقول أنا ملك الكلام؟

فأين ملكك ووطنك وتاجك وعرشك؟

وإذا تلاقى مع هذه الصفة صفة أخرى من أقسام السّجع كاللّفّ والنّشر وغيرها فإنّه يصل إلى أعلى درجة من درجات الجمال والبلاغة كما في هذه القطعة :

ليعطك الله مرادك في الحال والمال والسنة

(العمر) والفأل والأصل والنسل والحظ والعرش ،

كل واحد من هذه الثمانية في حديقة النجاح. فالحال جيد والمال وافر والسنة مباركة والفأل مسعود والأصل ثابت ونسلك باق وعرشك عال والحظ رفيقك. انتهى من مجمع الصنائع (١).

__________________

(١) ودر جامع الصنائع گويد بهتر آنست كه ترتيب را نكاهدارد ومحكم تر آنست كه بر عكس آرد مثال اوّل.

يك روز دو بار با سه كس چار سخن

يا پنج وشش است وهفت گر بكنم

مثال دوم. تا بود هشت بر سر هفتم. با شش وپنج شد ز چار سه تا. هر دو فرقه ولي به يكباره. باد مأمور تو بحكم قضا. [مثال ديگر در تعداد مرتب. قطعه. يگانه كه دو كون وسه روح وچار طباع. چو پنج حس وشش اركان متابع اند او را. ز هفت كشور اگر سوي هشت خلد آيد. ز نه سپهر بده نوع ميرسند او را. مثال ديگر در تعداد معكوس. رباعي. ده يار ز نه سپهر واز هشت بهشت. هفت اخترم از شش جهت اين نامه نوشت. كز پنج حواس وچار اركان وسه روح. ايزد بدو عالم چو تو يك بت نسرشت. ودر مجمع الصنائع آورده سياق العداد اين صنعت چنان است كه شاعر ويا منشي چند چيز را كه هريك از آنها معني خوش داشته باشد بر يك نسق ونظم بيارد چنانچه بيت رندى.

جائى زند او خيمه كانجا نرسد ديو

جايى برد او لشكر كانجا نچرد مار

وهر مصراع آخر اين غزل امير خسرو شامل اين حال است وبس نادر ولا جواب افتاده

مطربا سوي چمن وقت گل آهنگ تو كو

صوت تو بربط تو نغمه تو چنگ تو كو

پيش آن لعل چه لافى به صفا اي ياقوت

آب تو تاب تو رخشاني تو رنگ تو كو

٩٩٥

سيب زنخ : [في الانكليزية] Chin ـ [في الفرنسية] Menton

بالفارسية تفاحة الذقن. وعندهم هي المشاهدة التي تطلع من مطالع الجمال. (١)

السّير : [في الانكليزية] Itinerary ، path ، walk ، progreion ـ [في الفرنسية] Itineraire ، route ، marche ، cheminement

بالفتح وسكون الياء عند أهل التصوّف وأهل الوحدة يطلق بالاشتراك على معنيين : وأورد في مجمع السّلوك في بيان معنى السّلوك قال : السّير نوعان : سير إلى الله وسير في الله. فالسّير إلى الله له نهاية. وأهل التصوف يقولون : السّير إلى الله هو أن يسير السّالك حتى يعرف الله ، وإذ ذاك يتمّ السّير. ثم يبتدئ السّير في الله ، وعليه فالسّير إلى الله له غاية ونهاية. وأمّا السّير في الله فلا نهاية له. وأهل الوحدة يقولون : السّير إلى الله هو أن يسير السّالك إلى أن يدرك درجة اليقين بأنّ الوجود واحد ليس أكثر. وليس ثمّة وجود إلاّ لله ، وهذا لا يحصل إلاّ بعد الفناء وفناء الفناء. والسّير في الله عند أهل التصوف هو أنّ السّالك بعد معرفته لربه يسير مدّة حتى يدرك بأنّ جميع صفات الله وأسمائه وعلمه وحكمته كثيرة جدا ، بل هي بلا نهاية ، وما دام حيا فهو دائم في هذا العمل.

وأمّا لدى أهل الوحدة فهو أنّ السّالك بعد إتمام سيره إلى الله يستمرّ في سيره مدّة حتى يدرك جميع الحكم في جواهر الأشياء كما هي ويراها.

ويقول بعضهم : السّير في الله غير ممكن. ذلك لأنّ العمر قليل ، بينما علم الله وحكمته لا تحصى ، وبعضهم يقول : بل هو ممكن ، وذلك أنّ البشر متفاوتون من حيث استعدادهم ، فبعضهم لمّا كان قويا فيمكنه أن يدرك جميعها ، انتهى (٢).

وفي حاشية جدي على حاشية البيضاوي في تفسير سورة الفاتحة : اعلم أنّ المحققين قالوا إنّ السفر سفران : سفر إلى الله وهو متناه لأنّه عبارة عن العبور على ما سوى الله ، وإذا كان ما سوى الله متناهيا فالعبور عليه متناه. وسفر في الله وهو غير متناه لأنّ نعوت جماله وجلاله غير متناهية لا يزال العبد يترقّى من بعضها إلى بعض. وهذا أول مرتبة حقّ اليقين كذا قال الفاضل. وفي توضيح المذاهب يقول : ينتهي السّير إلى الله حينما يقطع السّالك بادية الوجود بقدم الصّدق مرّة واحدة ، وحينئذ يتحقّق السّير في الله حيث إنّ الله سبحانه يتفضّل على

__________________

اي فلك گر به پرى چهره من داري بحث

مكر تو سحر تو افسون تو نيرنگ تو كو

چند گوئى كه منم خسرو اقليم سخن

ملك تو كشور تو تاج تو اورنگ تو كو

واگر با اين صنعت صنعتى ديگر از قسم سجع ولف ونشر وغيره همراه گردد برترين پايه وبلند پايگاه گردد مانند اين. قطعه.

حال ومال وسال وفال واصل ونسل وبخت وتخت.

بر مرادت باد هر هشت آن حديقه كامكار.

حال نيكو مال وافر سال فرخ فال سعد.

اصل ثابت نسل باقي تخت عالي بخت يار.

(انتهى از مجمع الصنائع)

(١) نزدشان مشاهده را گويند كه از مطالع جمال خيزد.

(٢) در مجمع السلوك در بيان معني سلوك مى آرد سير دو نوع است سير إلى الله وسير في الله سير إلى الله نهايت دارد واهل تصرف گويند سير إلى الله آنست كه سالك چندان سير كند كه خداى را بشناسد وچون خداى را شناخت سير تمام شد وابتداي سير في الله حاصل شد پس سير إلى الله را غايت ونهايت است وسير في الله بى انتها. واهل وحدت گويند سير إلى الله آنست كه سالك چنداني سير كند كه يقين بداند كه وجود يكى است بيش نيست وجز وجود خداى تعالى وجودي ديگر نيست واين بجز حصول فنا وفناي فنا حاصل نشود وسير في الله نزد اهل تصوف آنست كه سالك بعد شناختن خداى چنداني ديگر سير كند كه تمام صفات واسامي وعلم وحكمت خداى كه بسياراند بلكه بى نهايت در يابد وتا زنده باشد هم درين كار باشد. ونزد اهل وحدت آنست كه سالك بعد حصول سير إلى الله ديگر چنداني سير كند كه تمام حكمتهاى جواهر اشيا كما هي بداند وببيند. وبعضى گويند سير في الله امكان ندارد چرا كه عمر اندك وعلم وحكمت خداى بيشمار وبعضى گويند امكان دارد چرا كه استعداد آدمي متفاوت است استعداد بعضى چون قوي باشد ممكن است كه همه دريابد.

٩٩٦

عبده به بعد ما فني فناء مطلقا عن ذاته ، وتطهّر من زخارف الدنيا ، حتى يترقّى بعد ذلك إلى عالم الاتصاف بالأوصاف الإلهية ، ويتخلّق بالأخلاق الرّبّانيّة (١).

وعند الأصوليين وأهل النظر هو من مسالك إثبات العلّة ويسمّى بالسير والتقسيم أيضا وبالتقسيم أيضا وبالترديد أيضا. فالتسمية بالسير فقط أو بالتقسيم فقط أو بالترديد فقط إمّا تسمية الكلّ باسم الجزء وإمّا اكتفاء عن التعبير عن الكلّ بذكر الجزء ، كما تقول قرأت ألم وتريد سورة مسماة بذلك ، ويفسّر بأنّه حصر الأوصاف الموجودة في الأصل الصالحة للعليّة في عدد ثم إبطال علّية بعضها لتثبت علّية الباقي. وعند التحقيق الحصر راجع إلى التقسيم والسّير إلى الإبطال. وحاصله أن تتفحّص أولا أوصاف الأصل أي المقيس عليه. ويردّد بأنّ علّة الحكم فيه هل هذه الصفة أو تلك أو غير ذلك ثم تبطل ثانيا علّة (٢) كلّ صفة من تلك الصفات حتى يبقى وصف واحد ، فيستقر ويتعيّن للعلّية. فيستفاد من تفحّص أوصاف الأصل وترديدها لعلّية الحكم وبطلان الكلّ دون واحد منها أنّ هذا الوصف علّة للحكم دون الأوصاف الباقية ، كما يقال علّة حرمة الخمر إمّا الاتخاذ من العنب ، أو الميعان ، أو اللون المخصوص ، أو الطعم المخصوص ، أو الريح المخصوص ، أو الإسكار. لكنّ الأول ليس بعلّة لوجوده في الدّبس بدون الحرمة ، وكذلك البواقي ما سوى الإسكار ، فتعيّن الإسكار لعلّية الحرمة في الخمر ، هكذا في شرح التهذيب لعبد الله اليزدي.

فإن قيل المفروض أنّ الأوصاف كلّها صالحة لعلّية ذلك الحكم والإبطال نفي لذلك ، لأنّ معناه بيان عدم صلوح البعض فتناقض. قلنا المراد (٣) بصلوح الكلّ صلوحه في بادئ الرأي وبعدم صلوح البعض عدمه بعد التأمّل والتفكّر فلا تناقض. وبالجملة فالسير والتقسيم هو حصر الأوصاف الصالحة للعلّية في بادئ الرأي ثم إبطال بعضها بعد النظر والتأمّل ، كما تقول في قياس الذرة على البرّ في الربوية بحثت عن أوصاف البرّ فما وجدت ثمة علّة للربوية في بادئ الرأي إلاّ الطّعم أو القوت أو الكيل ، لكن الطّعم أو القوت لا يصلح لذلك عند التأمّل فتعيّن الكيل ، لأنّ الأشياء التي يوجد فيها الطعم والتي يحصل منها القوت من أعظم وجوه المنافع لأنها أسباب بقاء الحيوان ووسائل حياة النفوس ، فالسبيل في أمثالها الإطلاق بأبلغ الوجوه والإباحة بأوسع طرائق التحصيل لشدة الاحتياج إليها وكثرة المعاملات فيها دون التضييق فيها ، لقوله تعالى (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) (٤) وقوله تعالى (وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) (٥) وقوله عليه‌السلام لعليّ ومعاذ حين أرسلهما إلى اليمن : «يسّرا ولا تعسّرا» (٦) ، والقول المجتهدين والمشقّة تجلب التيسير ، هكذا في الهداية وحواشيه. وهناك مقامان أحدهما بيان الحصر ويكفي في ذلك أن يقول بحثت فلم أجد سوى

__________________

(١) ودر توضيح المذاهب آرد سير إلى الله وقتى منتهي شود كه باديه وجود بقدم صدق يكبارگى قطع كند وسير في الله آنگاه متحقق شود كه او سبحانه تعالى بنده را بعد از فناي مطلق ذاتي مطهر از آلايش حدثان ارزاني فرمايد تا بدان در عالم اتصاف باوصاف إلهي وتخلق باخلاق رباني ترقي كند.

(٢) علية (م).

(٣) المقصود (م ، ع).

(٤) البقرة / ١٨٥.

(٥) الحج / ٧٨.

(٦) صحيح البخاري ، كتاب الأدب ، باب قول النبي يسّروا ولا تعسروا ، ح (١٤٨) ، ٨ / ٥٥.

٩٩٧

هذه الأوصاف ويصدّق لأنّ عدالته وتدينه مما يغلب ظنّ عدم غيره ، إذ لو وجد لما خفي عليه ، أو لأصن الأصل عدم الغير ، وحينئذ للمعترض أن يبين وصفا آخر ، وعلى المستدل أن يبطل علّيته ، وإلاّ لما ثبت الحصر الذي ادّعاه ، وثانيهما إبطال علية بعض الأوصاف ويكفي في ذلك أيضا الظنّ وذلك بوجوه : الأول الإلغاء وهو بيان أنّ الحكم بدون هذا الوصف موجود في الصورة الفلانية فلو استقلّ بالعلّية لانتفى الحكم بانتفائه. والثاني كون الوصف طرديا أي من جنس ما علم إلغاؤه مطلقا في الشرع كالاختلاف الطول والقصر ، أو بالنسبة إلى الحكم المبحوث عنه كالاختلاف بالمذكورة والأنوثة في العتق. والثالث عدم ظهور المناسبة فيكفي للمستدلّ أن يقول بحثت فلم أجد له مناسبة ويصدّق في ذلك لعدالته. والحنفية لا يتمسّكون بهذا المسلك ويقولون الترديد إن لم يكن حاصرا لا يقبل وإن كان حاصرا بأن يثبت عدم علّية غير هذه الأشياء التي ورد فيها بالإجماع مثلا بعد ما ثبت تعليل هذا النص يقبل كإجماعهم عل أنّ العلّة للولاية إمّا الصّغر أو البكارة ، فهذا إجماع على نفي ما عداهما. هذا كله خلاصة ما في التلويح والعضدي وحواشيهما.

السّير : [في الانكليزية] Biographies ، conducts ، manner of dealing with others ، life of the prophet Mohammed ـ [في الفرنسية] Biograplies ، conduites ، maniere de traiter les autres ، vie du prophete Mahomet

بكسر الأول وفتح الثاني جمع سيرة. والسيرة هي اسم من السير ثم نقلت إلى الطريقة ثم غلبت في الشرع على طريقة المسلمين في المعاملة مع الكافرين والباغين وغيرهما من المستأمنين والمرتدّين وأهل الذّمة كذا في البرجندي وجامع الرموز. وفي فتح القدير السّير غلب في عرف الشرع على الطريق المأمور به في غزو الكفار. وفي الكفاية السّير جمع سيرة وهي الطريقة في الأمور ، في الشرع يختصّ بسير النبي عليه‌السلام في المغازي. وفي المنشور (١) السير جمع سيرة. وقد يراد بها قطع الطريق ، وقد يراد بها السّنّة في المعاملات. يقال سار أبو بكر رضي‌الله‌عنها بسيرة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وسمّيت المغازي سيرا لأنّ أول أمورها السّير إلى الغزو ، وأنّ المراد (٢) بها في قولنا كتاب السّير سير الإمام ومعاملاته مع الغزاة والأنصار والكفار. وذكر في المغرب أنّها غلبت في الشرع على أمور المغازي وما يتعلّق بها كالمناسك على أمور الحج انتهى.

السّيلان : [في الانكليزية] Flow ، casting ، liquid ـ [في الفرنسية] Ecoulement ، coulage ، liquide

عبارة عن تدافع الأجزاء سواء كانت متفاصلة في الحقيقة ومتواصلة في الحسّ ، أو كانت متواصلة في الحقيقة أيضا. وقد يوجد السّيلان بهذا التفسير فيما ليس برطب كالرمل السيّال مع كونه يابسا بالطبع ، ويوجد أيضا فيما هو رطب كالماء السّائل ، وتوجد الرطوبة بدون السّيلان في الماء الراكد في إناء أو بركة ، فبينهما عموم من وجه. وفي الملخص السّيلان عبارة عن حركات توجد في أجسام متفاصلة في الحقيقة متواصلة في الحسّ لدفع بعضها بعضا حتى لو وجد ذلك في التراب والرمل كان سيّالا. وفيه أنّه على هذا يلزم أن لا يكون الماء سيّالا لكونه متصلا في الحقيقة كما هو عند

__________________

(١) المنشور في فروع الحنفية. للإمام السيد ناصر الدين أبي القاسم بن يوسف السمرقندي الحنفي (ـ ٥٥٦ هـ). كشف الظنون ، ٢ / ١٨٦١.

(٢) المقصود (م ، ع).

٩٩٨

الحسّ ، لكنه سيّال على ما اشتهر في لسان القوم ، إلاّ أنّ سيلانه قسري على ما نصّ عليه الشيخ. ثم السّيلان من أنواع الكيفيات الملموسة فماهيته بديهية. وما ذكر فهو رسم له. هكذا يستفاد من شرح المواقف وشرح حكمة العين.

سيم : [في الانكليزية] Silver ـ [في الفرنسية] Argent

بالفارسية الفضة. وعندهم هي تصفية الظاهر والباطن (١).

سيميا : [في الانكليزية] Witchcraft ، magic ـ [في الفرنسية] Sorcellerie ، magie

هو علم يكون به تسخير الجن. كذا في بحر الجواهر (٢).

سيون : [في الانكليزية] Siun (a month of the Hebrew calender) ـ [في الفرنسية] Siun (mois du calandrier juif)

اسم شهر من أشهر التقويم اليهودي (٣).

__________________

(١) نزدشان تصفيه ظاهر وباطن را گويند.

(٢) علميست كه بدان تسخير جن مى شود كذا في بحر الجوهر.

(٣) نام ماهى است در تاريخ يهود.

٩٩٩

حرف (الشين)

(ش)

الشّاب : [في الانكليزية] Young ـ [في الفرنسية] Jeune

بتشديد الموحدة لغة من يكون سنه ما بين الثلاثين إلى أربعين ، والشيخ هو المسنّ بعد الكهل وهو الذي انتهى شبابه. والشّاب شرعا من خمس عشرة سنة أي من حدّ البلوغ إلى ثلاثين ما لم يبلغ عليه الشيب ، والكهول من ثلاثين إلى خمسين. والشيخ شرعا ما زاد على خمسين ، كذا فيّ البرجندي ناقلا من المغرب. وفي جامع الرموز في بيان الصلاة بالجماعة : الشّابّة بالتشديد لغة الزائدة من تسع عشرة سنة إلى ثلاث وثلاثين سنة ؛ وشرعا من خمس عشرة سنة إلى تسع وعشرين سنة. وفيه في كتاب الإيمان الشّاب لغة من تسع عشرة سنة ، والكهل من أربع وثلاثين ، والشيخ من أحد وخمسين إلى آخر العمر كما في التتمة (١). وذكر في القاموس أنّ الكهل من إحدى وثلاثين والشيخ من خمسين إلى آخر العمر.

الشّاذ : [في الانكليزية] Singular ، strange ، abnormal.irregular ـ [في الفرنسية] Singulier ، etrange ، anormal.irregulier

بتشديد الذال لغة المتفرّد. وعند أهل العربية كالصرفيين والنحاة ما يكون مخالف القياس من غير أن ينظر إلى قلّة وجوده وكثرته في الاستعمال نحو قوله : وأمّا ما قلّ وجوده فيسمّى وجوده نادرا سواء خالف القياس أو لا ، كخزعال. وما يكون في ثبوته كلام يسمّى ضعيفا كقرطاس بالضم ، فإنّ الفصيح بكسر القاف كذا في الجاربردي شرح الشافية في بحث تعبير الزائد بلفظه. وفي بحر المواج (٢) في تفسير قوله تعالى : (كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ) (٣) الكلام الوارد قبل وضع القواعد النحوية إن خالف قاعدة الكلّ أو الجمهور يسمّى شاذا على الصحيح ، بخلاف ما ورد بعده فإنّه إن خالف الكلّ يسمّى ممنوعا ، وإن خالف الجمهور يسمّى شاذا انتهى. وعند المحدّثين حديث رواه المقبول مخالفا لمن هو أولى منه ، وهذا هو المعتمد ، ويقابله المحفوظ وهو ما رواه أولى من ذلك الراوي المقبول ، ويقرب منه ما قيل الشّاذ ما خالف الراوي الثقة فيه جماعة الثقات بزيادة أو نقص. وبالجملة فراوي الشّاذ قوي وراوي المحفوظ أقوى منه بمزيد ضبط أو كثرة عدد ، لأنّ العدد الكثير أولى بالحفظ من الواحد ، أو غير ذلك من وجوه الترجيحات ، وبهذا عرّفه الشافعي وجماعة من العلماء. وقال

__________________

(١) التتمة (فقه حنفي) تتمة الفتاوي الخيرية لنفع البرية ، للشيخ ابراهيم بن سليمان بن محمد بن عبد العزيز الحنفي الجغميني (ـ ١١٠٨ هـ). البغدادي ، هدية العارفين ، ١ / ٣٦. سركيس ، معجم المطبوعات العربية والمعربة ، ص ٧٢٩.

(٢) بحر المواج (تفسير وبلاغة). البحر المواج والسراج الوهاج في تفسير القرآن للقاضي شهاب الدين أحمد بن شمس الدين بن عمر الزاولي الدولت آبادي الهندي الحنفي (ـ ٨٤٨ هـ). البغدادي ، إيضاح المكنون ، ١ / ١٦٦.

(٣) البقرة / ٢١٩.

١٠٠٠