موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم - ج ١

محمّد علي التهانوي

موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم - ج ١

المؤلف:

محمّد علي التهانوي


المحقق: الدكتور علي دحروج
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون
الطبعة: ١
الصفحات: ١٠٥٢
الجزء ١ الجزء ٢

تسمية اللاحق للقوافي المطلقة والمقيدة تنوينا مجاز وإنّما هو نون أخرى زائدة ، ولهذا لا يختص بالاسم ويجامع الألف واللام ويثبت في الوقف. وزاد بعضهم سابعا وهو تنوين الضرورة وهو اللاحق لما لا ينصرف والمنادى المضموم. وثامنا هو التنوين الشاذ وفائدته مجرد تكثير اللفظ. وذكر ابن الخبّاز (١) في شرح الجزولية (٢) أن أقسام التنوين عشرة وجعل كلا من تنوين المنادي وتنوين صرف ما لا ينصرف قسما برأسه. والعاشر تنوين الحكاية مثل ان تسمّي رجلا لعاقلة لبيبة انتهى.

والنون عند الصوفية عبارة عن انتقاش صور المخلوقات بأحوالها وأوصافها كما هي عليه جملة واحدة. وذلك الانتقاش هو عبارة عن كلمة الله لها كن ، فهي تكون على حسب ما جرى به القدر في اللوح المحفوظ الذي هو مظهر لكلمة الحضرة ، لأنّ كل ما يصدر من لفظ كن فهو تحت حيطة اللوح المحفوظ ، فلذا قلنا إنّ النون مظهر لكلام الله تعالى وكناية عن اللوح المحفوظ ، فهو كتاب الله أيضا ، والتوضيح في الإنسان الكامل في باب الصفة. ويقول في لطائف اللغات : النون في اصطلاح الصوفية عبارة عن العلم الإجمالي للحضرة الأحديّة. وهي عند بعضهم كناية عن العقل الكلّي ، وعند صاحب الفتوحات المكية (ابن عربي) فهي عبارة عن العرش العظيم ، وعند فريق آخر كناية عن بحر النور. ومرجع الجميع واحد. ويقول في كشف اللغات : النون في اصطلاح المتصوفة اسم من أسماء الله تعالى وهو تجلّي الحقّ بالاسم الظاهر في كلّ مجمع الأكوان (٣).

التّهبّج : [في الانكليزية] Swelling ـ [في الفرنسية] Gonflement

بالموحدة مصدر من باب التفعل وهو عند الأطباء الورم الريحي اللّيّن عند الحسّ المخالط بالعضو ، فإن لم يكن لينا مخالطا بل متميزا مجتمعا مقاوما للحس يسمّى نفخة ، كذا في المؤجز.

التّهكّم : [في الانكليزية] Mocking ، irony ـ [في الفرنسية] Moquerie ، ironie

هو الاستهزاء. والاستعارة التهكمية قد سبقت.

التّواتر : [في الانكليزية] Succeion ، hadith attributed to a companion of the ProphE ـ [في الفرنسية] Succeion ، hadith attribue a un compagnon du Prophete

هو في اللغة تتابع أمور واحدا بعد واحد بغيره من الوتر. ومنه (ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا) (٤). وفي اصطلاح الأصوليين خبر جماعة مفيد بنفسه العلم بصدقه ويسمّى متواترا أيضا.

فبقيد الجماعة خرج خبر الواحد ، وبقيد المفيد خرج خبر جماعة لا يفيده ، وبقيد بنفسه خرج الخبر

__________________

(١) هو أحمد بن الحسين بن أحمد الاربلي الموصلي ، أبو عبد الله ، شمس الدين ابن الخبّاز. توفي عام ٦٣٩ هـ / ١٢٤١ م. نحوي ضرير. له تصانيف هامة في اللغة والنحو. الاعلام ١ / ١١٧ ، نكت الهميان ٩٦ ، دار الكتب ٧ / ٥٠.

(٢) لأحمد بن الحسين بن أحمد بن معالي بن منصور بن علي الاربلي الموصلي المعروف بابن الخبّاز (ـ ٦٣٩ هـ). والمقدمة الجزولية في النحو لأبي موسى عيسى بن عبد العزيز الجزولي البربري (ـ ٦٧٧ هـ) وتعرف بالقانون أيضا وعليها شروح كثيرة. كشف الظنون ٢ / ١٨٠٠ ـ ١٨٠١. هدية العارفين ٥ / ٩٥ ، معجم المؤلفين ١ / ٢٠٠.

(٣) ودر لطائف اللغات ميگويد نون در اصطلاح صوفيه عبارت است از علم اجمالي در حضرت احديت ونزد بعضى كنايت از عقل كل است ونزد صاحب فتوحات مكيه عبارت است از عرش عظيم ونزد بعضى كنايت از بحر نور است ومرجع كل يكيست انتهى. ودر كشف اللغات ميگويد نون در اصطلاح متصوفه اسمى است از اسماء الله تعالى وآن تجلي حق است باسم ظاهر در هر مجمع اكوان.

(٤) المؤمنون / ٤٤.

٥٢١

الذي علم صدق القائلين فيه بالقرائن الزائدة كموافقة دليل عقلي أو غير ذلك.

اعلم أنّهم اختلفوا في إفادته العلم اليقيني فذهب السّمنية (١) والبراهمة إلى أنّ الخبر لا يكون حجة أصلا ولا يقع به العلم ، لا علم اليقين ولا علم طمأنينة ، بل يوجب ظنا. وذهب قوم منهم النظّام من المعتزلة وأبو عبد الله الثلجي (٢) من الفقهاء إلى أنه يوجب علم طمأنينة ، فإنّ جانب الصدق يترجّح فيه بحيث يطمئن إليه القلوب فوق ما يطمئن بالظنّ ، ولكن لا ينتفي عنه توهم الكذب والغلط. واتفق جمهور العقلاء على أنه يوجب علم اليقين واختلفوا في أنه يوجب علم اليقين علما ضروريا أو نظريا ، فذهب عامتهم إلى أنه يوجب علما ضروريا وذهب أبو القاسم الكعبي وأبو الحسين البصري من المعتزلة وأبو بكر الدقاق من أصحاب الشافعي إلى أنه يوجب علما استدلاليا.

فائدة :

ذكر للتواتر شروط صحيحة وفاسدة. فالصحيحة ثلاثة كلّها في المخبرين. الأول تعددهم تعددا يبلغ في الكثرة إلى أن يمنع اتفاقهم وتواطئهم على الكذب عادة. فما اشترطه البعض من تعيين العدد فاسد. فقيل خمسة لا ما دونها. وقيل اثنا عشر. وقيل عشرون. وقيل أربعون. وقيل خمسون. وقيل سبعون. وفي شرح النخبة وقيل أربع وقيل سبعة وقيل عشرة. وفي خلاصة الخلاصة أقل عدد يورث العلم غير معلوم على الأصح ، لكنّا نستدل بحصول العلم الضروري على كماله. ثم قال : أقول وظني أنّه يختلف بحسب المخبر والمخبر له ، بل المخبر عنه ، ولا يشترط فيه الكثرة إذ يجوز أن يحصل من خبر واحد علم يقيني كما في إخبار النبي عليه الصلاة والسلام عن الله تعالى كالقرآن ، بل إخبار شيخ عما رواه أو يراه لمريده ما لا يحصل من خبر عشرة آلاف ، كما إذا أخبروا عن الله تعالى من غير وساطة نبي بالوحي أو ولي بالإلهام. ولذا عرّفه المحققون بما روي عمّن يمتنع في العادة كذبه سواء كان واحدا أو أكثر ، ويؤيد ذلك ما روي في الأصل عن البزدوي (٣) أنه جعل كالمتواتر ما كان مرويّا عن آحاد الصحابة ثم انتشر ، فنقله قوم لا يتصور اتفاقهم على الكذب. وقال هو حجة من حجج الله تعالى ، حتى قال الجصّاص (٤) إنه أحد قسمي المتواتر ، ويمتاز عنه بأنه يوجب علم يقين ، وهذا علم طمأنينة. ولا يخفى أنه يمكن أن يحصل منه اليقين أيضا والله أعلم انتهى. الثاني كونهم مستندين لذلك الخبر إلى الحسّ فإن خبر جماعة كثيرة في مثل حدوث العالم لا يفيد قطعا. الثالث استواء الطرفين والوسط أعني بلوغ جميع طبقات المخبرين في الأول والآخر والوسط بالغا ما بلغ

__________________

(١) السّمنية : هم قوم كانوا قبل الإسلام ، ينفون النظر والاستدلال ويقولون بقدم العالم. الأسفرايني في التبصير ١٤٩.

(٢) هو محمد بن شجاع ابن الثلجي البغدادي ، أبو عبد الله. ولد عام ١٨١ هـ / ٧٩٧ م. وتوفي عام ٢٦٦ هـ / ٨٨٠ م. فقيه العراق في وقته. من أصحاب أبي حنيفة كان يميل إلى الاعتزال. له عدة كتب هامة. الاعلام ٦ / ١٥٧ ، تذكرة الحفاظ ٢ / ١٨٤ ، التهذيب ٩ / ٢٢٠ ، الجواهر المضية ٢ / ٦٠ ، ميزان الاعتدال ٣ / ٧١ ، تاريخ بغداد ٥ / ٣٥٠ ، الوافي بالوفيات ٣ / ١٤٨.

(٣) هو علي بن محمد الحسين بن عبد الكريم ، أبو الحسن ، فخر الاسلام البزدوي. ولد عام ٤٠٠ هـ / ١٠١٠ م. وتوفي عام ٤٨٢ هـ / ١٠٨٩ م. فقيه أصولي. من أكابر الحنفية في عصره. له تصانيف كثيرة وهامة. الاعلام ٤ / ٣٢٨ ، الفوائد البهية ١٢٤ ، مفتاح السعادة ٢ / ٥٤ ، الجواهر المضية ١ / ٣٧٢.

(٤) هو أحمد بن علي الرازي ، أبو بكر الجصاص. ولد بالريّ عام ٣٠٥ هـ / ٩١٧ م. وتوفي ببغداد عام ٣٧٠ هـ / ٩٨٠ م. فقيه الحنفية في عصره. امتنع عن ولاية القضاء له عدة مؤلفات هامة. الاعلام ١ / ١٧١ ، الجواهر المضية ١ / ٨٤.

٥٢٢

عدد التواتر. وقد شرط فيه كونهم عالمين بالمخبر عنه ولا حاجة إليه ، لأنه إن أريد به وجوب علم الكل فباطل لأنه يجوز أن يكون بعضهم مقلّدا فيه أو ظانّا أو مجازفا ، وإن أريد وجوب علم البعض فهو لازم مما ذكرنا من الشروط الثلاثة. وأما أنه كيف يعلم حصول هذه الشرائط ، فمن زعم أنه نظري يشترط تقدم العلم بذلك كله. ومن قال إنه ضروري فالضابطة عنده حصول العلم بصدقه. وإذا علم ذلك عادة علم وجود الشرائط ، لا أنّ الضابطة في حصول العلم سبق العلم بها.

وأمّا الفاسدة فمنها ما عرفت. ومنها ما قيل إنه يشترط الإسلام والعدالة. ومنها ما قيل يشترط أن لا يحويهم بلد ليمتنع التواطؤ. ومنها ما قيل يشترط اختلاف النسب والدين والوطن. وقال الشيعة يشترط أن يكون فيهم المعصوم وإلاّ لم يمتنع الكذب. وقال اليهود يشترط أن يكون أهل الذلة فإنهم يمتنع تواطؤهم على الكذب عادة للخوف ، وأما أهل العزة فإنهم لا يخافون ، والكل فاسد لحصول العلم بدون ذلك.

اعلم إذا كثرت الأخبار في الوقائع واختلفت فيها لكن كلّ واحد منها يشتمل على معنى مشترك بينها بجهة التضمن أو الالتزام حصل العلم بالقدر المشترك ويسمّى المتواتر من جهة المعنى وتواترا معنويا ، كوقائع علي رضي‌الله‌عنه في حروبه من أنه هزم في خيبر (١) كذا ، وفعل في أحد (٢) كذا ، فإنه يدل بالالتزام على شجاعته ، وقد تواتر عنه ذلك ، وإن كان شيء من تلك الجزئيات لم يبلغ درجة القطع. هذا كله خلاصة ما في العضدي والتحقيق شرح الحسامي.

التّواري : [في الانكليزية] Divine kidnapping ـ [في الفرنسية] Enlevement divin ، raviement

هو ما يقال له عند الصوفية الإحاطة والاستيلاء الإلهي. كما في بعض الرّسائل (٣)

التّواضع : [في الانكليزية] Humility ـ [في الفرنسية] Humilite

عند الفقهاء هو الوضيعة وعند السالكين هو الافتقار بالقلّة وتحمل أثقال أهل الملة.

وقال أهل الاشارات : التواضع تصغير النفس جدا مع معرفتها وتعظيم النفس بحرمة التوحيد.

قال عليه الصلاة والسلام : «ما بعث الله نبيا إلا كان متواضعا». قيل غاية التواضع أن تخرج من البيت فلا رأيت أحدا من الناس إلا رأيت أنه خير منك ، كذا في خلاصة السلوك.

التّواطؤ : [في الانكليزية] Common noun ، synonymy ـ [في الفرنسية] Nom commun ، synonymie

بالطاء هو كون اللفظ موضوعا لأمر عام مشترك بين الأفراد على السويّة ، وذلك اللفظ يسمّى متواطئا كالإنسان ، ويقابله التشكيك ، وقد سبق.

التّوالي : [في الانكليزية] Arrangement of the zodiac ـ [في الفرنسية] Arrangement des signes du zodiaque

عند أهل الهيئة هو ترتيب البروج من الحمل إلى الحوت ، وهو من المغرب إلى

__________________

(١) مدينة قريبة من المدينة المنوّرة ، فيها حصون كثيرة. كانت فيها قبائل اليهود من بني قريظة. نزلها الرسول ثم فتحها المسلمون بعد الهجرة. الروض المعطار ٢٨٨ ، معجم ما استعجم ٢ / ٥٢١ ، السيرة النبوية لابن هشام ٢ / ٣٢٩.

(٢) أحد ، جبل بظاهر المدينة المنورة إلى الشمال منها ، على بعد ستة اميال ، يطل على مزارع وضياع كثيرة. وحوله كانت المعركة الشهيرة بين المشركين والمسلمين عام ٣ ه‍. الروض المعطار / ٣ ـ ١٤ ، معجم ما استعجم ١ / ١١٧.

(٣) نزد صوفيه احاطه واستيلاى إلهي را گويند كما في بعض الرسائل.

٥٢٣

المشرق. وعكس ذلك الترتيب يسمّى خلاف التوالي وقد سبق أيضا في لفظ البروج.

التّوأم : [في الانكليزية] Twin ، twinning ـ [في الفرنسية] Jumeau ، jumelage

بفتح التاء والهمزة وبالواو الساكنة بينهما اسم ولد إذا كان معه آخر في بطن واحد ، أي يكون بينهما أقل من ستة أشهر كما في الزاهدي (١) وغيره. لكن في المحيط لو ولدت أولادا بين كل ولدين ستة أشهر وبين الأول والثالث أكثر ، جعل بعضهم من بطن واحد منهم أبو علي الدقاق (٢) ، كذا في جامع الرموز ، في فصل الحيض. وعند البلغاء هو اسم التشريع ويسمّى بالتوشيح أيضا وبذي القافيتين أيضا.

توانائي : [في الانكليزية] Power ، strength ـ [في الفرنسية] Pouvoir ، puiance

معناها بالفارسية مقدرة ، وعند الصوفية صفة فاعل مختار ، مقوّ للروح ، يعني : ممدّ للحياة مثل ماء الحياة (٣).

التّوبة : [في الانكليزية] Repentance ـ [في الفرنسية] Repentir

بالفتح وسكون الواو في اللغة الرجوع. وفي الشرع الندم على معصية من حيث هي معصية ، مع عزم أن لا يعود إليها إذا قدر عليها. فقولهم على معصية لأنّ الندم على المباح أو الطاعة لا يسمّى توبة. وقولهم من حيث هي معصية لأنّ من ندم على شرب الخمر لما فيه من الصداع أو خفة العقل أو الإخلال بالمال والعرض لم يكن تائبا شرعا. وقولهم مع عزم أن لا يعود إليها زيادة تقرير لأنّ النادم على الأمر لا يكون إلاّ كذلك. ولذلك ورد في الحديث «الندم توبة» (٤). وقولهم إذا قدر عليها لأنّ من سلب القدرة منه على الزنا مثلا وانقطع طمعه عن عود القدرة إليه إذا عزم على تركه لم يكن ذلك توبة منه. وفيه أنّ إذا ظرف لترك الفعل المستفاد من قولهم لا يعود فيعكس الأمر. قال الآمدي : إجماع السلف على أنّ الزاني المجبوب إذا ندم على الزنا وعزم أن لا يعود إليها على تقدير القدرة فإن ذلك الندم توبة. وكذا الحال في المشرف على الموت لأنه يكفي تقدير القدرة. ومنع هذا أبو هاشم وقال : مثل هذا الندم ليس توبة. ثم المعتزلة اشترطوا في التوبة أمورا ثلاثة : ردّ المظالم وأن لا يعاود ذلك الذنب وأن يستديم الندم. وهي عند أهل السنة غير واجبة في صحة التوبة. أما ردّ المظالم فواجب برأسه لا مدخل له في الندم على ذنب آخر. وأمّا أن لا يعاود فلأنّ الشخص قد يندم على الأمر زمانا ثم يبدو له ، والله تعالى مقلّب القلوب من حال إلى حال. وغايته أنه إذا ارتكب ذلك الذنب مرّة أخرى وجب عليه توبة أخرى. وأما استدامة الندم فلأن فيه من الحرج المنفي عنه في الدين. وأيضا المعتزلة أوجبوا

__________________

(١) يعتقد أنه فرائض الزاهدية لنجم الدين أبي الرجا مختار بن محمد الزاهدي الغزميني المعروف بالزاهدي (ـ ٦٨٥ هـ). كشف الظنون ٢ / ١٢٤٧ ، هدية العارفين ٦ / ٤٢٣.

(٢) هو الحسن بن علي الدقاق النيسابوري. توفي عام ٤٠٦ هـ ، زاهد ، عارف شيخ الصوفيّة في عصره. فقيه شافعي ، له كرامات ومكاشفات. شذرات الذهب ٣ / ١٨٠.

(٣) نزد صوفيه صفت فاعل مختاري بود جان افزا يعنى ممد حيات بود مثل آب حيات.

(٤) اخرجه ابن ماجه في سننه ، ٢ / ١٤٢٠ ، عن ابن معقل ، كتاب الزهد (٣٧) ، باب ذكر التوبة (٣٠) ، الحديث رقم ٤٢٥٢ ، وأخرجه أحمد بن حنبل في المسند ، ١ / ٣٧٦ ، عن عبد الله بن مسعود ، ٤٣٣ ؛ وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد ، ١٠ / ١٩٩ ، عن وائل بن حجر ، باب الندامة على الذنب ، وقال عقبه : رواه الطبراني وفيه اسماعيل بن عمر الجبلي ، وثقه ابن حبان ، وضعفه غير واحد ، وبقية رجاله وثقوا ، وعن أبي هريرة ، قال عقبه : رواه الطبراني في الصغير ، ورجاله وثقوا وفيهم خلاف ؛ واخرجه الهيثمي أيضا عن أبي سعيد عن أبيه ، ١٠ / ٢٠٠ ، باب التائب من الذنب ... ، وقال عقبه : رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.

٥٢٤

قبول التوبة على الله بناء على أصلهم الفاسد.

اعلم أنهم اختلفوا في التوبة المؤقّتة مثل أن لا يذنب سنة وفي التوبة المفصّلة نحو أن يتوب عن الزنا دون شرب الخمر ، بناء على أنّ الندم إذا كان لكونه ذنبا عم الأوقات والذنوب جميعا أو لا يجب عمومه لهما. فقيل يجب العموم. وقيل لا يجب ذلك كما في الواجبات ، فإنه قد يأتي المأمور ببعضها دون بعض ، وفي بعض الأوقات دون بعض ، ويكون المأتي بها صحيحا في نفسه بلا توقّف على غيره مع أنّ العلّة للإتيان بالواجب هو كونه حسنا واجبا. ثم الظاهر أنّ التوبة طاعة واجبة فيثاب عليها لأنها مأمور بها قال الله تعالى : (وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ) (١) وإن شئت التوضيح فارجع إلى شرح المواقف في موقف السمعيات.

وقال في مجمع السلوك التوبة شرعا هي الرجوع إلى الله تعالى مع دوام الندم وكثرة الاستغفار. وما قيل إنّ التوبة هي الندم فمعناه أنّ الندم من معظم أركان التوبة. قال أهل السنة : شروط التوبة ثلاثة ترك المعصية في الحال وقصد تركها في الاستقبال والندم على فعلها في الماضي. وقال السري السقطي : التوبة أن لا تنسى ذنبك. وقال الجنيد : التوبة أن تنسى ذنبك ، ولا تناقض بين العبارتين ، فإنها بالمعنى الأول في حق المبتدئ وبالمعنى الثاني في حق المنتهي الكامل ، فإنّ العبد إذا بلغ النهاية ينبغي له أن ينسى الذنوب لأن ذكر الجفاء في حالة الوفاء جفاء. وقال الثّوري (٢) : التوبة أن تتوب عن كل شيء سوى الله تعالى. وقال رويم : معنى التوبة أن تتوب من التوبة. وقيل معناه قول رابعة (٣) : استغفر الله من قلّة صدقي في قولي استغفر الله. والحاصل هو أن الاستغفار ينبغي أن يكون مقرونا بصدق المعاملة ، وإلاّ فليس ذلك بتوبة بل ذنب فوق ذنب (٤). وقيل التوبة على نوعين : توبة الإنابة وتوبة الاستجابة. فتوبة الإنابة أن تخاف من الله من أجل قدرته عليك بحيث لو أراد في وقت ارتكاب المعصية أن يعذّبك ، فبسبب خوفك من عذابه ترجع عن الذنب (٥). وتوبة الاستجابة أن تستحيي من الله بقربه منك يعنى : قال الله تعالى : (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) إذن : فما دام يعتبر نفسه قريبا فاللائق إذن أن لا يخطر الذنب ببالك. ويقول بعضهم : التائبون ثلاثة أقسام : عوام ، وخواص ، وخواصّ الخواص.

فأمّا توبة العوام : العودة عن الذنب ، بمعنى الاستغفار باللسان والندم بالقلب. وتوبة الخواص : مراجعة الطّاعات بمعنى رؤية التقصير فيها بحيث لا يرون عبادتهم لائقة بمقام الربوبية ، فيعتذرون عن تقصرهم فيها كما لو كانوا مذنبين. وأمّا توبة خاصّة الخاصّة فهي الالتفات من الخلق إلى الحق ، أي بعبارة أخرى : عدم رؤية أيّ منفعة أو مضرّة من الخلق وعدم الركون إليهم. إذن فالتوبة في الحقيقة هي

__________________

(١) النور / ٣١.

(٢) هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري ، أبو عبد الله. ولد بالكوفة عام ٩٧ هـ / ٧١٦ م. وتوفي بالبصرة عام ١٦١ هـ / ٧٧٨ مولى. أمير المؤمنين في الحديث. عالم بالدين ، تقي ورع. له عدة مؤلفات هامة في الحديث. الاعلام ٣ / ١٠٤ ، وفيات الاعيان ١ / ٢١٠ ، الجواهر المضية ١ / ٢٥٠ ، طبقات ابن سعد ٦ / ٢٥٧ ، حلية الأولياء ٦ / ٣٥٦ ، تهذيب التهذيب ٤ / ١١١.

(٣) هي رابعة بنت اسماعيل العدوية ، أم الخير ، مولاة آل عتيك البصرية. ولدت بالبصرة وتوفيت بالقدس عام ١٣٥ هـ / ٧٥٢ م. زاهدة صالحة مشهورة. لها أشعار كثيرة في الزهد والتصوف. الاعلام ٣ / ١٠ ، وفيات الاعيان ١ / ١٨٢.

(٤) حاصل آنكه استغفار مقرون بصدق معامله بايد والا توبه نباشد بل گناه بر گناه.

(٥) يعني توبه انابت آنست كه بترسي از هر قدرت خداى بر تو كه اگر بخواهد ترا در وقت ارتكاب گناه معذب سازد تا از بيم تعذيب او از گناه بازماني.

٥٢٥

الرجوع ، ولكن صفة الرجوع تختلف باختلاف المقامات والأحوال.

ويقول بعضهم : التوبة ثلاثة أقسام : صحيحة وأصحّ وفاسدة.

فالصحيحة تلك التي يتوب فيها العبد من ذنبه فورا بكل صدق ، وإن عاد فيما بعد إلى الوقوع فيها. والتوبة الأصح : هي التوبة النصوح.

والتوبة الفاسدة : هي التي يتوب فيها باللسان بينما بقيت في خاطره لذّة المعصية.

والتوبة النّصوح : هي من أعمال القلب ، وهو تنزيه القلب عن الذنوب ، وعلامة ذلك أن يظنّ المعصية صعبة وكريهة ، وأن لا يعود إليها ، وألاّ يدع المعصية تخطر بباله أصلا.

وقال ذو النون : توبة العوام من الذنوب وتوبة الخواصّ من الغفلة ، فإنّ الغفلة عن الله أكبر الكبائر. وتوبة الأنبياء من رؤية عجزهم عن بلوغ ما ناله غيرهم حيث أنّ الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان أراد أن لا يدعه الحق أن لا يفعل ما يريد بحسب طاقته. ثم حين نظر في أعماله ظنّ أنّ أحدا من الأنبياء لم يقم بمثل ما قام به. فلا جرم أنّه لم ير من اللائق أن يعتذر عن عجزه وتقصيره. وقال : (١) «اني لاستغفر الله كل يوم مائة مرة». وقال أبو دقاق : التوبة ثلاثة أقسام الأول التوبة والثاني الإنابة والثالث الأوبة. فمن يتوب لخوف العقاب فهو صاحب توبة. ومن يتوب بطمع الثواب فهو صاحب إنابة. ومن يتوب لمحض مراعاة أمر الله من غير خوف العقاب ولا طمع الثواب فهو صاحب أوبة.

وقيل التوبة صفة عامة المؤمنين. قال الله تعالى (وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ) (٢). والإنابة صفة الأولياء والمقرّبين. قال الله تعالى (وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ) (٣). والأوبة صفة الأنبياء والمرسلين قال الله تعالى (نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (٤). وإن شئت الزيادة على هذا فارجع إلى مجمع السلوك.

التّوتة : [في الانكليزية] Pustule ، tumour ـ [في الفرنسية] Pustule ، tumeur

قال الشيخ نجيب الدين : هي بثرة متقرحة تأخذ في عمق الخد والوجنة. قال العلامة هي غدد كثيرة مفروشة في أجزاء العليا من العنق كذا في بحر الجواهر.

__________________

(١) توبه استجابت آنست كه شرم دارى از خداى بسبب نزديك بودن او از تو قال الله تعالى «ونحن اقرب إليه من حبل الوريد» پس چون وى را قريب خويش داند سزاوار آن بود كه گناه را بخاطر هم نينديشد. وبعضي گويند تائبان سه قسم اند عوام خاص وخاص الخاص. توبه عوام بازگشتن است از گناه بمعني استغفار بر زبان وندامت بقلب. وتوبه خواص بازگشتن از طاعات خويش بمعني تقصير ديدن وبمنت خداى تعالى نظاره كردن كه هر فعلي كه آرد لائق حضرت متعال نبيند از ان طاعت عذر چنان خواهد كه عاصي از گناه خواهد. وتوبه خاص الخواص بازگشتن است از خلق بحق بمعنى ناديدن منفعت ومضرت از خلق وبه ايشان آرام واعتماد ناكردن پس توبه بحقيقت رجوع آمد ليكن صفت رجوع مختلف آمد بمقدار اختلاف احوال ومقامات. وبعضي گويند توبه سه قسم است صحيح واصح وفاسد صحيح آنكه اگر گناه كند في الحال توبه كند بصدق اگرچه باز در گناه افتد واصح توبه نصوح است وفاسد آنكه بزبان توبه كند ولذت معصيت در خاطر او باشد. وتوبه نصوح از اعمال دل است وهو تنزيه القلب عن الذنوب وعلامت او آنست كه معصيت را دشوار وكريه پندارد وبه سوى وى بازنگردد ولذت معصيت اصلا در خاطر نگذرد. وقال ذو النون توبة العوام من الذنوب وتوبة الخواص من الغفلة فان الغفلة عن الله اكبر الكبائر وتوبة الأنبياء من رؤية عجزهم عن بلوغ ما ناله غيرهم چون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خواستي كه حق خداوند نگذارد بمقدار طاقت بجا آوردى باز چون در معامله خويش نگاه كردي گمان بردي كه احدي از انبيا مثل اين نياورده اند لا جرم سزاوار نديدى از عجز وتقصير خويش عذر خواستي وفرمودى.

(٢) النور / ٣١.

(٣) ق / ٣٣.

(٤) ص / ٣٠.

٥٢٦

توث : [في الانكليزية] Touth (Egyptian month) ـ [في الفرنسية] Touth (mois egyptien)

بالضم وسكون الواو والثاء المثلثة اسم شهر في تقويم القبط القديم (١)

التّوجيه : [في الانكليزية] Ambiguity in the speach ، syllepsis ـ [في الفرنسية] Equivoque dans le discours ، syllepse

هو عند أهل النظر أن يوجّه المناظر كلامه منعا أو نقضا أو معارضة إلى كلام خصمه ، كذا في الرشيدية. وعند أهل القوافي هو حركة ما قبل الروي في القافية المقيّدة كما في عنوان الشرف. ويقول في منتخب تكميل الصناعة : التوجيه عبارة عن سكون ما قبل حركة الروي ، وتكرار التوجيه تجب مراعاته في القوافي. وقال في «معيار الأشعار» : متى كان الروي متحركا فلا يكون ذلك من التوجيه. ولهذا الاختلاف في هذا الوقت جائز بالاتفاق انتهى. ومآل العبارتين واحد كما مرّ في لفظ الإشباع. وقد بيّن في جامع الصنائع التوجيه بمعنى آخر وقال : إنّه من عيوب القافية وذلك عند ما تكون القافية بالواو مع الباء العربية أو الپاء الفارسية ، فمن أجل تصحيح القافية يتمّ استبدال الباء الفارسية بالباء العربية أو يغير الحركة من ضم إلى فتح أو غيره. (٢) والتوجيه عند أهل البديع إيراد الكلام محتملا لوجهين مختلفين أي احتمالا على السواء ، فلا يتناول الإيهام ، ويسمّى محتمل الضدين أيضا ، كقول من قال لأعور يسمّى بعمرو :

خاط لي عمرو قباء

ليت عينيه سواء

فإنه يحتمل تمني أن يصير العين العوراء صحيحة فيكون مدحا وتمني خير ، وبالعكس فيكون ذما. قال السكاكي ومنه أي من التوجيه متشابهات القرآن باعتبار احتمالها للوجهين المختلفين. وأمّا باعتبار أنّه يجب في التوجيه استواء الاحتمالين فليست منه ، ولذا قال السكاكي : أكثر متشابهات القرآن من قبيل التورية والإيهام ، كذا في المطول. ثم المراد من قيد الوجهين بيان أقل ما يطلق عليه التوجيه لا الاحتراز عن الأكثر. قال السيّد السّند في حاشية العضدي ، في بيان مسئلة إذا دار اللفظ بين أن يكون مشتركا أو مجازا : إنّ التوجيه إيراد كلام محتمل لوجهين مختلفين على السواء ويأتي بالمشترك دون المجاز. وأما الإيهام فيأتي بالمشترك إذا اشتهر بعض معانيه في الاستعمال دون بعض ، وفي المجاز أيضا انتهى. وقال المحقق التفتازاني في حاشية العضدي هناك : التوجيه والإيهام بالمجاز إنما يكون إذا بلغ من الشهرة بحيث يلتحق بالحقيقة.

توجيه سخن (توجيه الكلام) : [في الانكليزية] Rule of convenience (in rhetoric) ـ [في الفرنسية] Regle de la convenance (enrhetorique)

هو عند البلغاء أن تنسب الأفعال والأقوال والحركات والسكنات وغير ذلك لكلّ ذات موافقة لذلك إمّا بناء على حكم الخلقة أو بناء على حكم الاصطلاح أو العادة ، كما ينسب للإنسان القول والأكل والشرب ، وللبلبل والببغاء الكلام والطيران ، وللحجر الكسر والوقوع وللشجرة النمو ، وللقلم الكتابة والجريان. وما

__________________

(١) بالضم وسكون الواو وبالتاء المثلثة نام ماهيست در تاريخ قبط قديم.

(٢) ودر منتخب تكميل الصناعة گويد توجيه عبارتست از حركت ما قبل روى ساكن ورعايت تكرار توجيه در قوافي واجب است ودر معيار الأشعار گفته كه هرگاه كه روى متحرك شود آن حركت توجيه نيست ولهذا اختلاف درين وقت جائز است بالاتفاق انتهى ومآل العبارتين واحد كما مرّ في لفظ الاشباع ودر جامع الصنائع توجيه را بمعنى ديگر نيز بيان ساخته وگفته از عيوب قافيه است توجيه وان چنانست كه در قوافي واو با باى عربي يا پارسى بود ان را براى تصحيح قافيه باى پارسى يا عربي گرداند يا حركت را براى تصحيح بگرداند.

٥٢٧

هو مخالف لهذا السياق ومناف لهذا الوفاق فإنّه يجتنب. شعر :

في الحرب سيفك لعدوك

هكذا ضرب حتى كسر الصّدر

فكلمة لكدزن : وهي الضرب بقبضة اليد غير مناسبة للسيف (١).

التوجيه المحال : [في الانكليزية] Oxymoron ـ [في الفرنسية] Oxymoron

هو عند البلغاء : ازدواج الضّدّين وامتزاج النّقيضين ومثاله :

وجهه داخل كسوة العباسيين (السوداء)

هكذا ظهر في يوم عيد وليلة القدر! (٢)

توجيه الواقع : [في الانكليزية] Description reflecting a fact ـ [في الفرنسية] Description refletant un fait accompli

هو عند البلغاء أن يبرّر وصف شيء أو شرح حال صورة أمر واقع فمثلا : إذا شخص بعد تأخّر يأخذ عليه شخص طريق المجيء فيقع على قدميه ويتقلّب على الأرض ، ثم ينهض الآخر فيأخذه إلى جانبه. مثاله :

وصلت الخضرة للفرجة بعد سنة

في ساحة المرج وسارت مع النهر

فجرى الماء مسرعا فوقعت الخضرة تحت قدمه

ثم نهضت الخضرة وأخذت الماء إلى جانبها

هذا كله منقول من جامع الصنائع (٣)

التّوحيد : [في الانكليزية] Union ، monotheism ، unicity ـ [في الفرنسية] Union ، monotheisme ، unicite

هو لغة جعل شيء واحدا. وفي عبارة العلماء اعتقاد وحدانيته تعالى. وعند الصوفية معرفة وحدانيته الثابتة له في الأزل والأبد ، وذلك بأن لا يحضر في شهوده غير الواحد جلّ جلاله ، كذا في مجمع السلوك. قال في شرح القصيدة الفارضية : كلّ المقامات والأحوال بالنسبة إلى التوحيد كالطّرق والأسباب الموصلة إليه وهو المقصد الأقصى والمطلب الأعلى ، وليس وراءه للعباد قربة ، وحقيقته جلّت عن أن يحيط بها فهم أو يحوم حولها وهم. وتكلّم كل طائفة فيه بعضهم بلسان العلم والعبارة والبعض بلسان الذوق والإشارة ، وما قدّروه حق قدره وما زاد بيانهم غير ستره انتهى. ويؤيده ما قال الإمام الرازي في التفسير الكبير من أن هاهنا حالة عجيبة ، فإنّ العقل ما دام يلتفت إلى الوحدة فهو بعد لم يصل إلى عالم الوحدة ، فإذا ترك الوحدة فقد وصل الوحدة ، وهل يمكن التعبير عن ذلك. فالحق أنه لا يمكن لأنك متى عبّرت عنه فقد أخبرت عنه بأمر آخر ، والمخبر عنه غير المخبر به ، فليس هناك توحيد. ولو

__________________

(١) نزد بلغا آنست كه نسبت افعال واقوال وحركات وسكنات وجز ان بر هر ذاتي موافق كند يا بر حكم خلقت يا بر حكم اصطلاح واستعمال يا بر حكم اعتياد چنانچه آدمي را گفتن وخوردن وآشاميدن وبلبل وطوطي را سخن وپريدن وسنگ را شكستن وافتادن ودرخت را خاستن وقلم را نبشتن ورفتن وآنچه مخالف اين سياق است ومنافي اين وفاق از ان اجتناب گويند.

در وغا دشمن ترا تيغت

آن چنان زد لكد كه سينه شكست

لكد زن را بر تيغ اطلاق كردن سخن ناموجه است.

(٢) نزد بلغا آنست كه ازدواج ضدين وامتزاج نقيضين را صورت بندد مثاله.

در ميان كسوت عباسيان رخسار او

روز عيد اندر شب قدر است پيدا آمده

(٣) نزد بلغا آنست كه در وصف جيزي وشرح حالي صورت واقعه را توجيه كند مثلا واقع آنست كه چون كسى بعد از ديري بر كسى آمدن گيرد ان شخص كه برو آينده مى آيد برود ودر زير پاى او غلطد وآينده برخيزد واو را در كنار گيرد مثاله.

رسيد سبزه تماشا كنان پس از سالى

بعرصه چمن وراه جويبار گرفت

دويد آب بغلطيد سبزه را ته پاى

بخاست سبزه وان آب را كنار گرفت

اين همه از جامع الصنائع منقول است

٥٢٨

أخبرت عنه فهناك ذات مع السلب الخاص فلا يكون توحيد هناك. فأما إذا نظرت إليه من حيث أنه هو من غير أن يخبر عنه لا بالنفي ولا بالإثبات ، فهناك تحقّق الوصول إلى مبادي عالم التوحيد. ثم الالتفات المذكور لا يمكن التعبير عنه إلاّ بقوله هو ، فلذلك عظم وقع هذه الكلمة عند الخائضين في بحار التوحيد انتهى. ثم قال شارح القصيدة الفارضية : لكن أرباب الذوق لما كانت إشارتهم عن وجدان وبيانهم عن عيان الاحت إشارتهم لأسرار المحبين لوائح الكشف المبين ، كما قيل : التوحيد إسقاط الإضافات أي لا تضيف شيئا من الأشياء إلى غير الحق سبحانه ، وقيل تنزيه الله عن الحدث.

وقيل إسقاط الحدث وإثبات القدم. وحاصل الإشارات أنّ التوحيد إفراد القدم عن الحدث. وللتوحيد مراتب : علم وعين وحق ، كما لليقين علمه ما ظهر بالبرهان ، وعينه ما ثبت بالوجدان ، وحقه ما اختص بالرحمن. أما التوحيد العلمي فتصديقي إن كان دليله نقليا ، وهو التوحيد العام ، وتحقيقي إن كان عقليا ، وهو التوحيد الخاص. والمصدّق وإن علم أن للخلق إلها واحدا لا شريك له لكن قد يعتوره الشبه ، والمحقق يشاهده بعقله المقبل على الله تعالى بأنوار الهداية ، ويعلم يقينا بالدليل القاطع أنّ الموجود الحقيقي هو الله سبحانه ، وكل ما سواه معدوم الأصل ، وجوده ظلّ وجود الحق ، فيعتقد أن ليس في الوجود فعل وصفة وذات إلاّ لله حقيقة ، لكنه لا يجد بمجرد هذا العلم عين التوحيد لتعوقه عنه بالتشبّثات الجسمانية والتعلّقات النفسانيّة.

وأمّا التوحيد العيني الوجداني فهو أن يجد صاحبه بطريق الذوق والمشاهدة عين التوحيد ، وهو على ثلاث مراتب. الأولى توحيد الأفعال وهو إفراد فعل الحقّ عن فعل غيره بمعنى إثبات الفاعليّة لله تعالى مطلقا ونفيها عن غيره وذلك إذا تجلى الله بأفعاله. والثانية توحيد الصفات وهو إفراد صفته عن صفة غيره بمعنى إثبات الصفة لله تعالى مطلقا ونفيها عن غيره ، وذلك إذا تجلّى الله له بصفاته ، والثالثة توحيد الذات وهو إفراد الذات القديمة عن الذوات بمعنى إثبات الذات لله تعالى مطلقا ونفيها عن غيره ، وذلك إذا تجلّى الله بذاته ، فيرى صاحب هذا التوحيد كلّ الذوات والصفات والأفعال متلاشية في أشعة ذاته وصفاته وأفعاله ، ويجد نفسه مع جميع المخلوقات كأنها مدبّرة لها وهي أعضاؤها ، ولا يلمّ بواحد منها شيء إلاّ ويراه مسلّما به ، ويرى ذاته الذات الواحدة وصفته صفتها وفعله فعلها لاستهلاكه بالكلية في عين التوحيد ، وليس للإنسان وراء هذه الرتبة مقام في التوحيد وهو التوحيد الأخص. ويرشد فهم هذا المعنى إلى تنزيه عقيدة أهل التوحيد عن الحلول والتشبيه والتعطيل. كما طعن فيهم طائفة من الجامدين العاطلين عن المعرفة والذوق لأنهم إذا لم يثبتوا معه غيره فكيف يعتقدون حلوله فيه أو تشبيهه به ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

وأمّا التوحيد الرحماني فهو أن يشهد الحق سبحانه على توحيد نفسه بإظهار الوجود ، إذ كل موجود مختص بخاصية لا يشاركه فيها غيره ، وإلاّ لما تعيّن. وهذه الوحدة فيه دليل على وحدانية موجده كما قيل ، ففي كلّ شيء له آية تدلّ على أنّه واحد. فإظهار الموجودات على صفة الوحدة صورة شهادة الحق تعالى أنّه واحد لا شريك له ، شهادة أزلية أبدية غير مستندة إلى سبب يقلها أو منزّه يحلها ، وليس للإنسان في هذا المقام قدم إلاّ أن يلمع برق من جانب القدم أضاء به أرجاء سرّه وينطفئ سريعا ، وهو الذي اصطفاه الله لنفسه ، انتهى كلامه.

توحيد المطلب : [في الانكليزية] The choise of a master by the follower ـ [في الفرنسية] Le choix d\'un maitre par l\'adepte (chezles soufis)

هو عند الصوفية أن يتحقّق للطالب أنه لا

٥٢٩

يمكنه الوصول إلى مطلوبه إلاّ من يد هذا الشيخ المستجمع لشرائط الشيخية.

التّوراة : [في الانكليزية] The Bible of Moses ، divine manifestation ـ [في الفرنسية] la Bible de Moise ، manifestation divine

هي عند أهل الشرع كتاب أنزل على موسى على نبينا وعليه‌السلام في تسعة ألواح ، وأمره أن يبلغ سبعة منها ويترك لوحين. قال في الإنسان الكامل : اعلم أنّ التوراة عند الصوفية عبارة عن تجلّيات الأسماء الصفاتية وذلك ظهور الحق سبحانه تعالى في المظاهر الخلقية ، فإنّ الحق تعالى نصب الأسماء أدلة على صفاته ، وجعل الصفات دلائل على ذاته ، فهي مظاهره وظهوره على خلقه بواسطة الأسماء والصفات ، ولا سبيل إلى غير ذلك لأنّ الخلق فطروا على السذاجة فهو خال عن جميع المعاني الإلهية ، لكنه كالثوب الأبيض ينتقش فيه ما يقابله فيسمّى الحق بهذه الأسماء لتكون أدلة للخلق على صفاته ، فعرف الخلق بها صفات الحق ، ثم اهتدى إليه أهل الحق فكانوا لتلك الأسماء والصفات كالمرآة وظهرت الأسماء فيهم والصفات فشاهدوا أنفسهم بما انتقش فيهم من الأسماء الذاتية والصفات الإلهية ، فإذ ذكر الله كانوا هم المذكورين ، وبهذا الاسم فهذا المعنى توراة. والتوراة في اللغة حمل المعنى على أبعد المفهومين ، فصريح الحق عند العامة الخيال الاعتقادي ليس لهم غير ذلك ، والحق عند العارفين حقيقة ذواتهم فهم المراد به هذا لسان الإشارة في التوراة ، انتهى والتوضيح يطلب منه.

التّورية : [في الانكليزية] Syllepsis ، paronomasia ـ [في الفرنسية] Syllepse ، paronomase

بالراء المهملة هي الإيهام أي استعمال لفظ له معنيان قريب وبعيد ويراد البعيد كما سبق.

التّوسّط : [في الانكليزية] Intermediate stage ـ [في الفرنسية] Phase intermediaire

عند الصوفية هو البرزخ الثاني من برازخ الإنسان ، وهو فك الرقائق الإنسانية بالحقائق الرحمانية ، وقد سبق في لفظ الإنسان.

التوسّط بين الإقبال والإدبار : [في الانكليزية] Intermidiate position between ascension and decE ـ [في الفرنسية] Position intermediaire entre l\'ascension et le decl E

عند المنجمين قد سبق في لفظ الإدبار.

التّوشيح : [في الانكليزية] Jurisprudence ، art of disjunction ، a prosodic game ـ [في الفرنسية] Jurisprudence ، art de la disjonction ، jeu prosodique

بالشين المعجمة مصدر من باب التفعيل عند البلغاء قد يطلق على التشريع وقد سبق. وقد يطلق على معنى آخر. قال في الاتقان في نوع الفواصل : أما التوشيح فهو أن يكون في أول الكلام ما يستلزم القافية ، والفرق بينه وبين التصدير المسمّى بردّ العجز على الصدر أنّ التوشيح دلالة معنوية والتصدير دلالة لفظية ، كقوله تعالى (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ) (١) الآية. فإن اصطفى يدلّ على أن الفاصلة العالمين لا باللفظ لأنّ لفظ العالمين غير لفظ اصطفى ولكن بالمعنى لأنه يعلم أن من لوازم اصطفى شيء يكون مختارا على جنسه ، وجنس هؤلاء المصطفين العالمون. وكقوله (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ) (٢) الآية. قال ابن أبي الإصبع : فإنّ من كان حافظا لهذه السورة متفطّنا إلى أن مقاطع

__________________

(١) آل عمران / ٣٣.

(٢) يس / ٣٧.

٥٣٠

أيها النون المردفة وسمع في صدر الآية انسلاخ النهار من الليل ، علم أنّ الفاصلة «مظلمون» لأنّ من انسلخ النهار عن ليله أظلم أي دخل في الظلمة. ولذلك سمّي توشيحا لأنّ الكلام لمّا دلّ أوله على آخره نزّل المعنى منزلة الوشاح ، ونزّل أول الكلام وآخره منزلة العاتق والكشح الذين يحوّل عليهما الوشاح انتهى. وقد يطلق على معنى آخر أيضا. ويقول في مجمع الصنائع : التوشيح إنشاء شعر بحيث لو جمعت حروف مصاريع أو أبيات أو بعض الحروف والكلمات الوسطى فنحصل على اسم أو بيت.

ويقال لهذا النوع من الشعر موشّحا. انتهى.

وهذه الصناعة جارية أيضا في النثر. ولذا ألّف صاحب عنوان الشرف كتابه في صنعة التوشيح.

ومنه يخرج أو يستنبط خمسة علوم : الفقه والنحو والتاريخ والعروض والقافية (١).

التّوشيع : [في الانكليزية] Pleonasm ـ [في الفرنسية] Pleonasme

بالشين المعجمة على وزن التفعيل نوع من الإطناب بالإيضاح بعد الإيهام وهو أن يؤتى في عجز الكلام بمثنى مفسّر باسمين ثانيهما معطوف على الأول ، نحو يشيب ابن آدم وتشبّ فيه خصلتان الحرص وطول الأمل. ولو أريد الإيجاز لقيل وتشبّ فيه الحرص وطول الأمل. قال في الأطول لا يظهر فرق بين المثنى المفسّر باسمين وبين الجمع المفسّر بأسماء. ولعلهم ذكروا أقل ما يكون. وكذا لا يظهر فرق بين المثنى في عجز الكلام وفي أثنائه ؛ ويخرج عن التوشيع بقولهم ثانيهما معطوف على الأول مثل قولنا : ويشيب ابن آدم وتشبّ فيه خصلتان أحدهما الحرص والآخر طول الأمل ، مع أن اللائق جعله منه فتأمّل. ووجه التسمية أنّ التوشيع لفّ القطن بعد النّدف ، والمثنى أشبه باللّف والتفسير بالنّدف ، فهذا من قبيل التسمية بالضدّ انتهى.

التّوضيح : [في الانكليزية] Clarification ـ [في الفرنسية] Clarification ، elucidation

هو عند النحاة رفع الاحتمال الحاصل في المعرفة نحو زيد التاجر أو الرجل التاجر فإنه كان يحتمل التاجر وغيره ، فلما وصفته به رفعت احتمال غيره. إن قيل تعريفهم لعطف البيان أنه تابع غير صفة يوضح متبوعه غير مطرد إذ لا يلزم تعريف المتبوع في عطف البيان ، أجيب بأنّ الإيضاح أعمّ من التوضيح لأنه رفع الاحتمال ، سواء كان في المعرفة أو النكرة ، فلا يلزم كون المتبوع معرفة. وسواء كان الاحتمال محقّقا أو مقدّرا ، إذ قد يكون متبوع عطف البيان مما لا إبهام فيه أصلا. وإنّما يؤتى بعطف البيان لتقدير الاحتمال بتقدير الاشتراك أو اتفاق الإطلاق على غيره مجازا. ولذا جعل قوم هود في قوله تعالى (أَلا بُعْداً لِعادٍ قَوْمِ هُودٍ) (٢) عطف بيان لعاد مع كون عاد علما مختصا بهم لا إبهام له. قال السّيد السّند : عطف البيان هاهنا لدفع الإبهام التقديري ، إمّا من تقدير اشتراك الاسم بينهم وبين غيرهم وإمّا من جواز إطلاق اسمهم على غيرهم لمشاركتهم إياهم فيما اشتهروا به من العتوّ والعناد كثمود ، ولذا قيل عادا الأولى. فالفائدة التي لا يخلو عنها عطف بيان هو الإيضاح التحقيقي أو التقديري ، فلذا صحّ جعل النحاة إيضاح المتبوع مثلا لتعريفه لكنه قد لا يكون الإيضاح مقصودا لذاته بل يجعل وسيلة

__________________

(١) ودر مجمع الصنائع گويد توشيح انشاى شعريست كه چون حروف مصارع يا ابيات ويا بعضي حروف وكلمات ميانه قطعه وقصيده جمع كنند اسمى يا بيتى بيرون آيد وان شعر را موشح خوانند انتهى واين صنعت در نثر هم جاريست ولهذا صاحب عنوان الشرف كتاب خود را يعني عنوان الشرف را در صنعت توشيح تاليف كرده وپنج علم از ان مى بر آيد فقه ونحو وتاريخ وعروض وقافيه.

(٢) هود / ٦٠.

٥٣١

إلى غيره كالمدح ونحوه على ما ذكر صاحب الكشاف في قوله تعالى (جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ) (١) أنّ البيت الحرام عطف بيان جيء به للمدح لا للإيضاح ، كما يجيء الصفة لذلك ، أراد لا لمجرد الإيضاح أو لا للإيضاح التحقيقي ، فلا ينافي جعل النحاة كل عطف بيان للإيضاح كذا في الأطول وقد مرّ في لفظ التخصيص ما يوضّح هذا المقام.

توفّر الدّواعي : [في الانكليزية] Enough cause or motive ـ [في الفرنسية] Raison suffisante

هو عند الشّعراء أن يذكر شيئا يؤدّي إلى تحصيل باقي الأسباب ، ومثاله في البيت التالي :

وصل سكران ليقتلني

ذلك الكافر التركيّ والسيف في يده (٢)

كذا في جامع الصنائع.

التّوفيق : [في الانكليزية] Agreement ـ [في الفرنسية] Accord ، concordance

بالفاء لغة جعل الأسباب متوافقة للمطلوب أي متوافقة الحصول والتأدي إلى المسبّب ، وحاصله توجيه الأسباب بأسرها نحو المسبّبات.

وأما في عرف العلماء فعند المعتزلة الدعوة إلى الطاعة. وقيل اللطف لتحصيل الواجب. وعند الأشعري وأكثر أصحابه خلق القدرة على الطاعة ، وهو مناسب للوضع اللغوي ، إذ خلق القدرة على الطاعة سبب للطاعة. وقال إمام الحرمين خلق الطاعة لا خلق القدرة إذ لا تأثير للقدرة. ولهذا لا يستعمل في العرف والشرع إلاّ في الخير. وقيل تسهيل طريق الخير وسدّ طريق الشرّ والخذلان عكسه. وقيل هو درك الأسباب موافقة للصواب. وقيل هو الوقوع على الخير من غير استعداد له. قال الغزالي هو عبارة عن التأليف والتلفيق بين إرادة العبد وقضاء الله وقدره ، وهذا يشتمل الخير والشر ، لكن جرت العادة بتخصيصه بما يوافق السعادة من جملة قضاء الله تعالى وقدره. ويقرب من هذا ما قيل هو جعل التدبير موافقا للتقدير ، هكذا يستفاد من شرح المواقف والعلمي ، ومما ذكر أبو الفتح في حاشية الحاشية الجلالية في الخطبة. وعند أهل البديع هو التناسب وقد مرّ.

التّوقيع : [في الانكليزية] Arguments of a trial ـ [في الفرنسية] Preuves d\'un proces

سيأتي في لفظ السّجل.

التّوقّف : [في الانكليزية] Dependence ، interdependence ـ [في الفرنسية] Dependance ، interdependance

في عرف العلماء يطلق على معنيين.

الأول توقف المعيّة وهو أن لا يوجد أحد الشيئين إلاّ مع الآخر وهو جائز بل واقع كما في المتضايفين ، ففسد ما ظنّ بعض العلماء من أنه لا يتصوّر توقف المعيّة ، واحتج بأنّ كل واحد منهما إن استغنى عن الآخر فيصحّ وجوده دونه وإن كان لكلّ واحد منهما مدخل في وجود الآخر فيتوقف كل منهما على الآخر ، وإن كان لأحدهما مدخل في وجود الآخر فيتقدم عليه فلا معية. وردّ احتجاجه بأنه لا نسلم أنّه لا معية على التقدير الثاني لأنّ توقف كل منهما على الآخر لا ينافي المعيّة لأنّ الشيئين إذا كانا لهما علّة خارجة يجوز أن يقوم كلّ واحد منهما مع الآخر ضرورة كلبنتين منحتتين مثلا قد يقع أن يقام كل منهما مع الآخر ضرورة ، ولا يقوم إحداهما إلاّ مع قيام الأخرى. الثاني توقّف

__________________

(١) المائدة / ٩٧.

(٢) نزد شعراء آنست كه چيزي را ذكر كند كه براى تحصيل ان جميع اسباب بود مثاله.

بر كشتن من رسيده مست

آن كافر ترك تيغ در دست

كذا في جامع الصنائع.

٥٣٢

التقدّم وهو أن لا يوجد أحدهما إلاّ بالآخر ، وهذا التوقّف من الطرفين ممتنع إذ يلزم حينئذ تقدّم كلّ واحد منهما على نفسه وعلى المتقدّم عليه ، كذا في شرح إشراق الحكمة في بحث المغالطة.

التّوكّل : [في الانكليزية] Confidence in God ، handing in everything to God ـ [في الفرنسية] Remise a Dieu ، confiance en Dieu

قال في خلاصة السلوك : قال بعض أهل المعرفة : التوكّل أن يصبر على الجوع اسبوعا من غير تشويش خاطر. وقيل التوكل أن لا تقضى الله من أجل رزقك باشتغال الأسباب ورؤية الرزق من الله تعالى فريضة. ومن ترك الكسب وطمع في المخلوقين فهو متأكل وليس بمتوكّل. وقال في مجمع السلوك : قال الصوفيّة في بيان حدود التوكّل كلاما كثيرا ، وكلّ شخص تكلّم بما يناسب مقامه ، ولذا اختلفت عباراتهم. فقال بعضهم : التوكّل هو الثقة بالله في العهود يعني : أن تؤمن بأنّ ما كان مقدّرا لك فهو واصل إليك ولو عارضك العالم. وكلّ ما لم يقسم لك فلن تحصل عليه بجدّك واجتهادك. وقال بعضهم : التوكّل هو أن يتساوى عندك الكثير والقليل والموجود والمفقود. وقال بعضهم : الاسترسال بين يدي الله تعالى استرسالا بحيث تمضي حيث يريد. وقال بعضهم : التوكّل هو أن لا ترجو غير الله ، وألاّ تخاف سواه. فالمتوكل هو ذلك الواثق بحقّ بأنّ الحقّ كل ما يفعله ترضى به ولا تتشكّى. وبعبارة أخرى : التسليم ظاهرا وباطنا. يقول أبو موسى :إذا أحاطت بك الوحوش والأفاعي من يسار ويمين فلا تحرّك رأسك خوفا منها. ولهذا قيل : التوكّل الاعتماد على الله تعالى في الوعد والوعيد بإزالة الطّمع عمّن سواه. ويقول ذو النون المصري : التوكّل خلع الأرباب وقطع الأسباب.

فائدة :

المتوكّل يترك التداوي من باب العزيمة ، وأخذ الدواء الذي يصفه الأطبّاء رخصة وهو لا ينافي العزيمة لقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «تداووا عباد الله» ، وقال : (ما من داء إلاّ وله دواء عرفه من عرفه وجهله من جهله إلاّ السام ـ وهو الموت ـ).

اعلم أنّ أسباب إزالة الضّرر ثلاثة أقسام ؛ قطعي ووهمي وظنّي.

أما القطعي فكالماء لدفع العطش والخبز لسدّ الجوع. وترك مثلهما ليس من التوكّل بالكليّة. بل إنّ تركهما في وقت يخشى فيه الموت حرام.

والوهمي كالكي والرّقى ، ومن شروط التوكّل ترك ذلك. لأنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين وصف المتوكلين قال : «ولا يكتوون ولا يسترقون».

وأمّا الظنيّ فكالفصد والحجامة والأدوية المسهّلة وبقية أبواب الطبّ المعروفة لدى الأطباء. والأخذ بذلك ليس مناقضا للتوكّل.

وقد قال في «قوت القلوب» : فالتداوي رخصة وسعة وتركه ضيق وعزيمة ، والله يحب أن يؤخذ برخصته كما يحب أن يؤتى عزائمه. لكن كمال التوكّل أن لا يدور حول الدواء. وهذا أمر ميسّر فقط لأهل المكاشفة أو أهل الصّبر على المرض لينال بصبره الثواب الجزيل أو الخائف من ذنوبه فينسى وجعه ومرضه. انتهى ما في مجمع السلوك (١).

__________________

(١) ودر مجمع السلوك گويد صوفيه در بيان حد توكل سخنها بسيار گفته اند هركسى از مقام خويش سخنى گفته وعبارات ايشان هم از ان مختلف گشته بعضى گفته اند توكل آنست كه خداى را استوار دارى در عهدها كه كرده است يعنى اعتقاد دارى كه هرچه قسمت تو كرده است به تو رسد اگرچه جهان بدفع ان مشغول شوند وهرچه بقسمت تو نكرده است بجد وجهدت اگرچه در جهانست به تو نرسد وبعضى گفته اند كه توكل آنست كه برابر گردد نزد تو بسيار واندك وموجود ومعدوم وبعضى گفته اند

٥٣٣

التّولية : [في الانكليزية] Acceding to the rank of ruler ـ [في الفرنسية] Acces au pouvoir ، avenement

لغة جعل الشخص واليا. وشريعة أن يشترط البائع في بيع العرض أنّه بما شرى به أي بما قام على البائع من الثمن أو غيره.

وقولنا في بيع العرض احتراز عن الصرف فإنّ التولية ليست في بيع الدراهم والدنانير كما في الكفاية. وقولنا بما شرى به احتراز عن المرابحة والوضيعة. وبالجملة إذا اشترى شخص شيئا بثمن معيّن ثم أراد أن يبيعه بشخص آخر فإن قال بعته منك بما اشتريته من الثمن فهو تولية ، هكذا في جامع الرموز والبرجندي وقد سبق في لفظ البيع أيضا.

التّوليد : [في الانكليزية] Generation ، begetting ـ [في الفرنسية] Generation ، engendrement

هو عند المعتزلة الفعل الصادر من الفاعل بوسط ، ويقابله المباشرة.

توليد التوأمين : [في الانكليزية] Using words formed by doubling the same syllE ـ [في الفرنسية] Emploi des mots formes par le doublement de la meme sylE

هو عند البلغاء أن يستخدم لفظة يمكن الظنّ بأنّها مركّبة من كلمتين. ومثاله : متى يصل البلبل والصلصل إلى المرج المملوء بالزهور فزقزقة كلّ واحد منهما نشيد بذكره؟؟

كذا في جامع الصنائع (١).

توانگرى : [في الانكليزية] Capacity ، richne ـ [في الفرنسية] Capacite ، richee

معناها بالفارسية الاستطاعة ، الغنى. وهي عند الصوفية جمع صفات الكمال مع وجود القدرة على إظهار كل صفة. وسترد في لفظة غنى. (٢)

التّوهّم : [في الانكليزية] Illusion ، imagination ـ [في الفرنسية] Illusion ، imagination

هو عند الحكماء قسم من الإدراك وهو

__________________

التوكل الاسترسال بين يدى الله تعالى استرسال ان باشد كه هركجا كشد رود بعضى گفته كه توكل آنست كه بغير حق اميد ندارد واز غير او نترسد متوكل ان باشد كه واثق بود بحق كه حق را در هرچه كند متهم ندارد وشكايت نكند يعنى در ظاهر وباطن تسليم باشد ابو موسى گويد اگر ددگان وماران بر چپ وراست تو باشند سر تو براى ان نجنبد ولهذا قيل التوكل الاعتماد على الله تعالى في الوعد والوعيد بازالة الطمع عمن سواه ذو النون مصري گويد توكل خلع ارباب است وقطع اسباب. فائدة : متوكل را ترك دوا عزيمت است وكردن دارو كه طبيبان گويند رخصت است نقض توكل نكند قال عليه الصلاة والسلام تداووا عباد الله وقال ما من داء الا وله دواء عرفه من عرفه وجهله من جهله الا السام بدان كه اسباب مزيله ضرر سه قسم است قطعي ووهمي وظني قطعي چون آب دفع تشنگى را ونان براى دفع گرسنگى ترك ان بكلي از توكل نيست بلكه ترك ان در وقت بيم مرگ حرام است ووهمى چون داغ وافسون ترك ان از شرط توكل است زيرا چه پيغامبر عليه الصلاة والسلام متوكلان را بر ان صفت كرده وظني چون فصد وحجامت وداروى مسهل وديگر ابواب طب كه نزد طبيبان ظاهر است كردن ان ناقض توكل نباشد ودر قوت القلوب گفته فالتداوي رخصة وسعة وتركه ضيق وعزيمة والله يحب ان يؤخذ برخصته كما يحب ان يؤتى عزائمه ليكن كمال توكل آنست كه گرد دارو نگردد واين كسي را ميسر شود كه او از يكى مكاشفان باشد يا صابر باشد بر مرض تا او را ثواب جزيل باشد ويا خائف از گناهان باشد درد وبيمارى را فراموش نمايد انتهى ما في مجمع السلوك.

(١) نزد بلغاء آنست كه لفظى بكار بسته شود كه بصورت پنداشته ايد كه از دو لفظ. مركب است مثاله.

بلبل وصلصل چو بگلشن رسيد

زمزمه هريك بذكر ان كشيد

كذا في جامع الصنائع.

(٢) نزد صوفيه جمع صفات كمال بود با وجود قدرت بر اظهار هر صفتى ودر لفظ غنى نيز گذشته است.

٥٣٤

إدراك المعاني الغير المحسوسة من الكيفيات والإضافات المخصوصة بالشيء الجزئي الموجودة في المادة لا يشاركه فيها غيره ، فيشترط فيه كون المدرك جزئيا كما في الإحساس والتّخييل ، ولا يشترط حضور المادّة بخلاف الإحساس ، ولا اكتناف الهيئات بخلاف التّخييل ، كذا في شرح الإشارات وقد سبق في لفظ الإحساس أيضا.

التّياسر : [في الانكليزية] Star being at left (in bad position) ill om E ـ [في الفرنسية]Astre a gauche (en mauvaise position) mauvais auE

بالسين المهملة مصدر من باب التفاعل. وعند المنجّمين هو متى كان كوكب له قبول في الوتد الرابع فمطرح الشعاع تسديس وتربيع معا تحت الأرض. وهذا دليل على الضعف والنحس القوي. ويقال لهذا الكوكب «ذو اليسارين» كذا في كفاية التعليم (١)

التّيامن : [في الانكليزية] Star being at right (in good position) good om E [في الفرنسية] Astre a droite (en bonne position) bon augure ٢ E

مصدر من باب التفاعل وهو عند المنجّمين : إذا كان كوكب في الوتد العاشر فمطرح شعاعه التسديس والتربيع معا تحت الأرض أي فوق الأرض. وهذا دليل قوة السّعد والعظمة. ويقال لهذا الكوكب : ذو اليمينين. كذا في كفاية التعليم (٢).

تيره ماه : [في الانكليزية] Tir mah (Persian month) ـ [في الفرنسية] Tir mah (mois persan)

اسم شهر من أشهر التقويم الفارسي ، وهو الشهر الثاني من شهور فصل الصيف. ويسمى اليوم تير ماه (٣)

التّيمّم : [في الانكليزية] Direction ، ablutionS ـ [في الفرنسية] Direction ، ablution pulverale

بالميم لغة القصد مطلقا. وشرعا القصد إلى الصعيد للتطهير أي لإزالة الحدث الحكمي.

والحق أنه اسم لمسح الوجه واليدين عن الصعيد الطاهر بشروط مخصوصة ، والقصد شرط كما في فتح القدير وجامع الرموز. وعند السبعية هو الأخذ من المأذون عند غيبة الإمام الذي هو الحجة كما سيأتي.

__________________

(١) ونزد منجمان آنست كه چون كوكب را قبول در وتد رابع بود مطرح شعاع هر دو تسديس وتربيع تحت الارض باشد واين دليل ضعف ونحوست قويست وان كوكب را ذو اليسارين خوانند كذا في كفاية التعليم.

(٢) نزد منجمين آنست كه چون كوكبي در وتد عاشر باشد مطرح شعاع هر دو تسديس وهر دو تربيع وى زبر زمين بود اي بالاى زمين وان دليل قوت سعادت وبزرگيست وان كوكب را ذو اليمينين گويند كذا في كفاية التعليم.

(٣) تيره ماه نام ماهيست در تاريخ فرس.

٥٣٥

حرف الثاء

(ث)

الثّابت : [في الانكليزية] Stable ، permanent ، fixed stars ـ [في الفرنسية] Stable ، permanent ، etoiles fixes ، immuable

هو الموجود والذي لا يزول (١) بتشكيك المشكّك. وعند أهل الرّمل يجيء في لفظ الشكل. وجمعه الثّوابت ، وهي أي الثوابت تطلق على ما سوى السيارات من الكواكب ، وتسمّى بالبيانيات أيضا على ما في شرح التذكرة ، ويجيء في لفظ الكوكب.

الثّالثة : [في الانكليزية] The third (٦٠ / ١ of a second) ـ [في الفرنسية] La troisieme (٦٠ / ١ de la seconde)

عند أهل الهيئة والمنجّمين هي سدس عشر الثانية التي هي سدس عشر الدقيقة.

الثّامنة : [في الانكليزية] The eighth (٦٠ / ١ of the seventh) ـ [في الفرنسية] La huitieme (٦٠ / ١ de la septieme)

عند أهل الهيئة والمنجّمين هي سدس عشر السابعة سواء أخذت السابعة من الدرجات أو من الساعات.

الثّانية : [في الانكليزية] Second ـ [في الفرنسية] Seconde

عند أهل الهيئة والمنجّمين هي سدس عشر الدقيقة التي هي سدس عشر الدرجة أو الساعة.

الثّبات : [في الانكليزية] Stability ، permanence ـ [في الفرنسية] Stabilite ، permanence

هو عدم احتمال الزّوال بتشكيك المشكّك. وقيل هو الجزم المطابق الذي ليس بثابت ، وهو تقليد المصيب ، كذا في شرح العقائد وحواشيه في بيان خبر الرسول.

الثّبوت : [في الانكليزية] Constancy ، the being ، the existence ، verifacation ـ [في الفرنسية] Constance ، l\'etre ، affirmation ، l\'existence ، verification

بالفتح (٢) عند الأشاعرة مرادف الكون والوجود. وعند المعتزلة أعمّ منه ويجيء في لفظ الكون ولفظ المعلوم. ويطلق أيضا على وقوع النسبة وعلى إيقاعها أيضا ويجيء في لفظ النسبة.

الثّبوتي : [في الانكليزية] The affirmative ـ [في الفرنسية] L\'affirmatif

يطلق على ما لا يكون السلب جزءا من مفهومه ، وعلى ما من شأنه الوجود الخارجي ، وعلى الموجود الخارجي ، ويرادف الثبوتي الوجودي ويجيء في محله.

الثّخن : [في الانكليزية] Deepne ، depth ، thickne ـ [في الفرنسية] Profondeur ، epaieur

بالفارسية : سطبر شدن كما في بحر الجواهر. وفي كنز اللّغات ثخن سطبري ثخين سطبر. وعند الحكماء هو الجسم التعليمي وهو حشو يحصره سطح أو سطوح أي حشو يحيط به

__________________

(١) يزال (م ، ع).

(٢) الثبوت بالضم (م ، ع).

٥٣٦

سطح واحد كما في الكرة ، أو سطوح أي أكثر من سطح واحد ، سواء كان سطحان كما في المخروط المستدير أو سطوح كما في المكعب وبالجملة ففي السطح أو السطوح شيئان :أحدهما الجسم الطبعي المنتهي إلى السطوح ، وثانيهما البعد النافذ في أقطاره الثلاثة ، الساري فيها ، الواقع حشوها ، وهو الجسم التعليمي والثخن. فإن كان الثخن نازلا أي آخذا من فوق إلى أسفل يسمّى عمقا كما في الماء. وإن كان صاعدا أي آخذا من الأسفل إلى فوق يسمّى سمكا كما في النبت. وقد يطلق على الثخن مطلقا سواء كان نازلا أو صاعدا. والبعض عرف الثّخن بأنه حشو ما بين السطوح. وفيه أنه منقوض بالكرة إذ ليس له سطوح إلاّ أن يقال ببطلان الجمعية بدخول لام التعريف. وفي الطوالع : المقدار إن انقسم في الجهات الثلاث فهو الجسم التعليمي والثخين والثخن اسم لحشو ما بين السطوح ، فإن اعتبر نزولا فعمق ، وإن اعتبر صعودا فسمك انتهى. قال السيّد السّند في حاشيته : اعلم أنّ الجسم التعليمي أتمّ المقادير ويسمّى ثخنا لأنه حشو ما بين السطوح وعمقا إذ اعتبر النزول لأنّه ثخن نازل وسمكا إذا اعتبر الصعود فإنّه ثخن صاعد ، هكذا قال في شرح الملخّص ، فعلم أنّ الجسم التعليمي لا يسمّى بالثخين إذ معناه ذو الثخن ، وعرّفه بحشو ما بين السطوح وهو نفس الجسم التعليمي ، فلو أطلق عليه الثخين لكان الجسم التعليمي ذا جسم تعليمي. وتوجيه ما قال أن يحمل الحشو على المعنى المصدري أعني التوسّط ، فيكون الجسم التعليمي ذا توسّط انتهى. وفي شرح الإشارات وحاشية المحاكمات في بيان أنّ للجسم ثخنا متّصلا ما حاصله أنّ الثخن مقول بالاشتراك على حشو ما بين السطوح وعلى الأمر الذي يقابله رقّة القوام ، وهو غلظ القوام وهو أيضا حشو ما بين السطوح ، لكنه صعب الانفصال.

وكذا الثخين مقول بالاشتراك على ما هو ذو حشو بين السطوح وهو فصل الجسم التعليمي ، يفصله عن الخط والسطح وعلى ما يقابل الرقيق من الأجسام وهو الغليظ. فإن قلت الجسم التعليمي حشو ما بين السطوح وذو الحشو إنّما هو الجسم الطبعي. قلت المراد من الحشو المصدر أي التخلخل والتوسّط. فالمتخلخل والمتوسط هو الجسم الطبعي ، ولذا حمل أيضا على غلظ القوام لا على الغليظ.

الثّزم : [في الانكليزية] Prosodic modofication ـ [في الفرنسية] Changement prosodique

بالزاء المعجمة عند أهل العروض هو اجتماع الخرم والقبض ، كذا في عنوان الشرف.

وفي بعض رسائل عروض أهل العرب الخرم بعد القبض إن كان في فعولن فهو ثزم وفي مفاعيلن شتر انتهى. وعلى هذا تحمل عبارة عنوان الشرف بدليل أنّه عرّف الشّتر بهذا التعريف بعينه. فلو لم تحمل على هذا لزم تساوي الثزم والشتر. وفي تعريفات السيّد الجرجاني : الثّزم وهو حذف الفاء والنون من فعولن ليبقى عول فينقل إلى فعل ويسمّى اثزم.

الثّعالبة : [في الانكليزية] Al ـ Tha\'aliba (sect) ـ [في الفرنسية] Al ـ Tha\'aliba (secte)

بالعين المهملة فرقة من الخوارج أصحاب ثعلب بن عامر (١) قالوا بولاية الأطفال صغارا كانوا أو كبارا حتى يظهر منهم إنكار الحق بعد

__________________

(١) ثعلبة بن عامر : اختلف في اسمه بين كتاب المقالات وغيره ، فقيل هو ثعلبة بن عامر ، وقيل ثعلبة بن مشكان ، الذي خالف عبد الكريم عجرد زعيم فرقة العجاردة من الخوارج. تزعم ثعلب فرقة عرفت باسمه : الثعالبة ، ثم انقسمت فرقته إلى ست فرق. الفرق ١٠٠ ، مقالات الإسلاميين ١ / ١٦٧ ، الملل والنحل ١٣١ ، التبصير ٥٧.

٥٣٧

البلوغ. وقد نقل عنهم أنّ الأطفال لا حكم لهم بولاية أو عداوة إلى أن يدركوا ، ويرون أخذ الزكاة من العبيد إذا استغنوا وإعطاءها لهم إذا افتقروا. وتفرّقوا إلى أربع فرق الأخنسية والمعبدية (١) والشيبانية (٢) والمكرمية (٣).

الثّفل : [في الانكليزية] Residue ، dregs ، excrement ـ [في الفرنسية] Residu ، lie ، excrement

بالضم وسكون الفاء هو ما ثفل من كل شيء. وثفل الغذاء ما خرج من الدّبر. وثفل البول هو الذي يستفصله العروق عن الغذاء قبل الهضم الرابع ، مع ما يتخلّف عن الغذاء عند الهضم والنضج. وقد يستعمل الثّفل على عدم استعمال الطّيب ، وقد يستعمل على خشونة العين كذا في بحر الجواهر.

الثّقل : [في الانكليزية] Weight ، ma ، gravity ، heavine ـ [في الفرنسية] Poids ، mae ، pesanteur ، lourdeur

بالكسر وسكون القاف ضد الخفة ويسمّيهما أي الثقل والخفة المتكلمون اعتمادا ، ويسمّيهما الحكماء ميلا طبعيا (٤) على ما في شرح الطوالع. قال شارح حكمة العين وفي الحواشي القطبية الثّقل قوة طبعية يتحرّك بها الجسم إلى حيث ينطبق به مركز ثقله على مركز العالم لو لم يعقه عائق. وقد يقال على الطبيعة المقتضية له وعلى المدافعة الحاصلة بالاشتراك. وكذا الخفّة انتهى. فالخفّة قوة طبعية يتحرك بها الجسم إلى المحيط لو لم يعقه عائق. وقد يقال على الطبيعة المقتضية له ، وعلى المدافعة الحاصلة. فمن فسّر الميل بنفس المدافعة التي هي من الكيفيات الملموسة فسّرهما بنفس المدافعة. ومن لم يفسّره بها بل بمبدإ المدافعة فسّرهما بمبدإ المدافعة.

قال القائلون بأنّ الميل هو مبدأ المدافعة الحركة لها مراتب متفاوتة بالشّدّة والضعف ، ونسبة المحرّك الذي هو الطبيعة إلى تلك المراتب على السّويّة فيمتنع أن يصدر عن ذلك المحرّك شيء من تلك المراتب إلاّ بتوسّط أمر ذي مراتب متفاوتة في الشدّة والضعف ليتعيّن بكلّ واحدة من هذه المراتب صدور مرتبة معينة من الحركة ، وذلك الأمر هو الميل.

وأجاب عنه الإمام الرازي بأنّ الطبيعة قوّة سارية في الجسم منقسمة بانقسامه. فكلّما كان الجسم أكبر كانت طبيعته أقوى. وكلّما كان أصغر كانت طبيعته أضعف ، فلم يلزم أن يكون للمدافعة مبدأ مغاير للطبيعة حتى يسمّى بالميل والاعتماد. وأما تسمية الطبيعة بالميل والاعتماد فبعيد جدا فلا وجود للميل ، هكذا في شرح التجريد وشرح المواقف. ويفهم من هذا بعد تعمّق النظر أنّ القائلين بأنّ الميل مبدأ المدافعة بعضهم على أن الميل هو الطبيعة على ما يدلّ عليه كلام الإمام والحواشي القطبية ، وبعضهم على أنّه أمر آخر بواسطة تقتضي بها الطبيعة

__________________

(١) المعبدية : فرقة من الثعالبة الخوارج أتباع معبد ، قالوا بإمامته بعد ثعلب بن عامر لاختلافه معه. وقالوا يجوز أخذ الزكاة من العبيد ، ووقع التكفير فيما بينهم. مقالات الإسلاميين ١ / ١٦٧ ، الملل والنحل ١٣٢ ، التبصير ٥٧ ، الفرق بين الفرق ١٠١.

(٢) الشيبانية : فرقة من الثعالبة الخوارج أتباع شيبان بن سلمة الخارجي ، كانوا يعينون أبا مسلم الخراساني في حروبه ، نحوا منحى المشبّهة ، وقع الخلاف بينهم. مقالات الإسلاميين ١ / ١٦٧ ، الملل والنحل ١٣٢ ، التبصير ٥٧ ، الفرق بين الفرق ١٠٢.

(٣) المكرمية : فرقة من الثعالبة الخوارج أتباع أبي مكرم بن عبد الله العجلي الذي كان يقول بأن من ترك الصلاة فقد كفر لأنه جاهل بالله ، وأن المذنبين كلهم جاهلون بالله ، كما كان يقول في الموالاة والمعاداة بالموافاة. مقالات الإسلاميين ١ / ١٦٨ ، الملل والنحل ١٣٣ ، التبصير ٥٨ ، الفرق بين الفرق ١٠٣.

(٤) طبيعيا (م).

٥٣٨

الحركة المتفاوتة والمدافعة ، ففهم من هذا أنّ ما ذكر في الحواشي القطبية من المعاني الثلاثة للثقل والخفّة مبني على إختلاف المذاهب. فلو ترك قوله بالاشتراك لكان أولى إذ ليس لهما بالحقيقة إلاّ معنى واحد لكنه مختلف فيه.

التقسيم

كل من الثقل والخفة إمّا مطلقان أو إضافيان. فالثقل المطلق كيفية تقتضي حركة الجسم إلى حيث ينطبق مركز ثقله على مركز العالم كالأرض. والثقل الإضافي كيفية تقتضي حركه الجسم إلى جانب المركز في أكثر المسافة الممتدّة بين المركز والمحيط لكنه لا يبلغ المركز كالماء. والخفة المطلقة كيفية تقتضي حركة الجسم إلى حيث ينطبق سطحه على سطح مقعّر فلك القمر كالنار. والخفة الإضافية كيفية تقتضي حركته إلى جانب المحيط في أكثر المسافة الممتدّة بين المركز والمحيط لكنه لا يبلغ المحيط كالهواء. قيل هذا يقتضي أنّ الأرض لو فرض إخراجها عن مكانها لا يصل الماء إلى مركز العالم وفيه بعد. وفي حواشي شرح التذكرة أنّ الماء أيضا طالب للمركز على الإطلاق بحيث لو لم تكن الأرض لسال الماء إلى مركز العالم ، إلاّ أنّ الأرض قد سبقت الماء بالوصول إلى المركز لأنّ ذلك الطلب فيها أقوى فغلبت على الماء فصارت مانعة لوصول الماء إلى المركز.

وكذا الكلام في الهواء والنار من أنّ أحدهما طالب له على الإطلاق والآخر طالب له لا على الإطلاق ، أو أنّ كليهما طالب له على الإطلاق ، إلاّ أنّ ذلك الطلب في أحدهما أقوى ، كذا ذكر عبد العلي البرجندي في حاشية الچغمني. ويؤيّد هذا زيادة قيد لو لم يعقه عائق في تعريف الثقل المنقول من الحواشي القطبية.

ثم إنّه لا يخفى أنّ هذا التقسيم إنما هو للثقل والخفة بالتفسير الأول والثاني من التفاسير الثلاثة المذكورة. ويمكن أيضا اعتباره فيهما بالقياس إلى التفسير الأخير كما لا يخفى.

الثّلاثة المتناسبة : [في الانكليزية] Transitive law (two quantities equal to a third) ـ [في الفرنسية] Les deux quantites egales a une troisieme (loi transitive)

ما كان نسبة أولها إلى ثانيها كنسبة ثانيها إلى ثالثها ، ويسمّى متناسبة الفرد أيضا.

الثّلاثي : [في الانكليزية] Verb composed of three consonants ـ [في الفرنسية] Verbe compose de ٣ consonnes

بالضم عند الصرفيين عبارة عن اسم أو فعل يوجد فيه ثلاثة أحرف أصول بمعنى أنّه لا يوجد فيه زائد من هذه الثلاثة ويسمّى بالقطب الأعظم على ما في بعض شروح المراح في شرح قوله والرباعي فرع الثلاثي. ثم الثلاثي إن لم يوجد فيه سوى هذه الأحرف الثلاثة كزيد وضرب يسمّى ثلاثيا مجرّدا ، وإن وجد فيه سوى هذه الأحرف الثلاثة أيضا كإكرام واستنصر يسمّى ثلاثيا مزيدا فيه ومزيدا أيضا. وذو الثلاثة عندهم هو الأجوف أي معتل العين. والثلاثية عند المنطقين قسم من القضية الحملية.

الثّلم : [في الانكليزية] Cutting off the ­f ـ from fa\'ulun (in prosody) ـ [في الفرنسية] Retranchement de ­f ـ de fa\'ulun (enprosodie)

بالفتح رخنه كردن كما في الصّراح. وعند أهل العروض حذف فاء فعولن فيبقى عولن ويوضع موضعه فعلن ، والركن الذي فيه الثّلم يسمّى أثلم كذا في عنوان الشرف وعروض سيفي. وفي بعض رسائل عروض أهل العرب (١)

__________________

(١) الغرب (م ، ع).

٥٣٩

الخرم وهو إسقاط أوّل متحرّك من الوتد المجموع إذا كان الجزء صدر البيت ، فإن كان ذلك في فعولن سالما فهو الثّلم. وفي رسالة قطب الدين السرخسي الثّلم خرم السالم والخرم إسقاط أول الوتد المجموع والسالم الجزء الذي لا زحاف فيه. وفي جامع الصنائع يقول : الخرم والثّلم : هو حذف المتحرّك فتصبح مفاعيلن ، مفعولن وفعولن فعلن. انتهى ، ولا يخفى ما في هذه العبارات من التخالف (١).

الثّمامية : [في الانكليزية] Al ـ Thumamiyya (sect) ـ [في الفرنسية] Al ـ Thumamiyya (secte)

فرقة من المعتزلة (٢) أتباع ثمامة ابن أشرس النمري (٣) ، قالوا الأفعال المتولّدة لا فاعل لها والمعرفة متولّدة من النظر وأنها واجبة قبل الشرع. واليهود والنصارى والمجوس (٤) والزنادقة (٥) يصيرون في الآخرة ترابا لا يدخلون جنة ولا نارا وكذا البهائم والأطفال. والاستطاعة سلامة الآلة وهي قبل الفعل. ومن لا يعلم خالقه من الكفار معذورون. والمعارف كلها ضرورية. ولا فعل للإنسان غير الإرادة وما عداه حادث بلا محدث. والعالم فعل الله تعالى بطبعه أي صدر عنه بالإيجاب فلزمهم قدم العالم ، كذا في شرح المواقف.

الثّمن : [في الانكليزية] Price ، cost ، value ـ [في الفرنسية] Prix ، valeur ، cout

بفتحتين هو ما يلزم بالبيع وإن لم يقوّم به كذا في جامع الرموز. فالقيمة ما قوّم به مقوّم.

والثّمن قد يكون مساويا للقيمة وقد يكون زائدا منه (٦) وقد يكون ناقصا عنه ويجيء أيضا في لفظ المال. والحاصل أنّ ما يقدّره العاقدان بكونه عوضا للمبيع في عقد البيع يسمّى ثمنا وما قدّره أهل السوق وقرّروه فيما بينهم وروّجوه في معاملاتهم يسمّى قيمة ، ويقال له في الفارسية نرخ بازار. وفي البرجندي في فصل الصرف قال

__________________

(١) ودر جامع الصنائع گويد خرم وثلم افگندن متحرك اوّل باشد تا از مفاعيلن مفعولن واز فعولن فعلن گردد انتهى ولا يخفى ما في هذه العبارات من التخالف.

(٢) الثمامية من فرق المعتزلة أتباع أبي معن ثمامة بن أشرس النميري ، كان زعيم القدرية المعتزلة زمن المأمون والمعتصم والواثق. نادوا بأن المعارف ضرورية ، ومن لم يعرف الله ضرورة ليس عليه أمر ولا نهي. وقالوا إن الله خلق من لا يعرفه للسخرة والاعتبار وليس للتكليف ، وهؤلاء يصيرون ترابا يوم القيامة. واعتبروا الأفعال المتولدة لا فاعل لها ، ممّا يترتب عليه نفي الصانع ، وغير ذلك من الآراء. الملل والنحل ٧٠ ، التبصير ٧٩ ، الفرق بين الفرق ١٧٢.

(٣) ثمامة بن أشرس النمري : وقيل النميري ، أبو معن ، متوفّى ٢١٣ هـ / ٨٢٨ م. من كبار المعتزلة وزعيم الفرقة التي نسبت إليه : الثمامية. وبعض المؤرخين وكتاب المقالات يجعله من الزنادقة. الأعلام ٢ / ١٠٠ ، لسان الميزان ٢ / ٨٣ ، الاعتدال ١ / ١٧٣ ، خطط المقريزي ٢ / ٣٤٧ ، تاريخ بغداد ٧ / ١٤٥ ، طبقات المعتزلة ٦٢.

(٤) المجوس : قوم يدينون بأصلين : النور وعبّروا عنه بالإله يزدان أو أهورامزدا. والظلمة وعبّروا عنه بالإله أهرمن. عاشوا قبل الميلاد بقرون عدة ، وافترقوا إلى فرق أربع : الزروانية ، المسخية ، الخرم دينية ، والبه آفريدية. هذا ما ذكره صاحب التبصير. أما الشهرستاني فذكر منهم : الكيومرثية ، الزروانية ، الزرادشتية. الملل والنحل ٢٣٤ ـ ٢٤٥ ، التبصير ١٤٩ ـ ١٥٠.

(٥) قوم ينكرون الله الواحد ، اختلف في حقيقة مذهبهم ، نسبهم البعض إلى فرق من اليهود والنصارى ، ورأى البعض أنهم الجمهية من المعتزلة ، ومنهم من اعتبر المعتزلة زنادقة. رأى ابن النديم أن اللفظ يطلق على أصحاب ماني ومعتنقي مذهبه. لكن ابن خشيش الحنبلي (ـ ٢٥٣ هـ) رأى أن الزنادقة خمس فرق : ١ ـ الذين ينكرون الخلق والخالق. ٢ ـ المانوية. ٣ ـ المزدكية من الثنوية أصحاب مزدك. ٤ ـ العبدكية وهم زهاد لا يأكلون لحم الحيوان. ٥ ـ المعطّلة وهم ينكرون الخالق المدبّر. ورأى الغزالي وكثير من علماء المسلمين أن الزندقة تقال على كل ملحد ينكر وجود الله ويقول بقدم العالم وإنكار المعاد. مروج الذهب ١ / ٢٥٠ ، الملل والنحل ٢٣٠ ، المقدمة لابن خلدون ص ٤٣٩ ، دائرة المعارف الإسلامية (زندقة).

(٦) عنه (م).

٥٤٠