موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم - ج ١

محمّد علي التهانوي

موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم - ج ١

المؤلف:

محمّد علي التهانوي


المحقق: الدكتور علي دحروج
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون
الطبعة: ١
الصفحات: ١٠٥٢
الجزء ١ الجزء ٢

الكوكب بحسب موضعه. وكلّ كوكب تمر دائرة نصف النهار بمركز جرمه سواء فوق الأرض أو تحت الأرض ، فإنّ أفق ذلك الكوكب هو دائرة نصف النهار بحسب موضعه. ولمّا كانت دائرة نصف النهار واحدة من آفاق خط الإستواء فإنّ أفق ذلك الكوكب لا عرض له. وكلّ كوكب يقع بين وتدين فيجب تصوّر دائرة بمركز جرم ذلك الكوكب ، وبه نقطتان : شمالية وجنوبية ، يعني نقطتان هما تقاطع نصف النهار والأفق في كلا الجهتين ، وتلك هي دائرة أفق ذلك الكوكب بحسب موضعه.

إذا ، إذا كان الكوكب في النصف الصاعد ، يعني ما بين العاشر والطالع أو ما بين الرابع والطالع ، يكون عرض أفقه أقلّ من عرض أفق ولادته في جانب الشمال. وإن يكن في النصف الهابط يعني في واحد من ربعين آخرين فعرض أفقه أقلّ من عرض أفق ولادته ولكن من جهة الجنوب (١).

الأفق المبين : [في الانكليزية] Final horizon ، unveiling of the divine presence ـ [في الفرنسية] Horizon final devoilement de la presence diE

هو نهاية مقام القلب. والأفق الأعلى هو نهاية مقام الروح ، وهي الحضرة الواحدية والحضرة الألوهية ، كذا في اصطلاحات الصوفية لكمال الدين أبي الغنائم.

الإقالة : [في الانكليزية] Caation ، annihilation ، cancelling ـ [في الفرنسية] Caation ، annulation

لغة الإسقاط والرفع ، وشرعا رفع البيع السابق. وقد يقال إنها من القول والهمزة للإزالة كأشكيت ومعناها إزالة القول السابق ، وهي تثبت بلفظين : أحدهما يعبّر به عن الماضي والآخر عن المستقبل ، كما إذا قال أقلني ، فقال أقلت. وقال محمد رحمه‌الله تعالى لا يصحّ إلاّ بلفظي ماض ، كذا في البرجندي شرح مختصر الوقاية.

الإقامة : [في الانكليزية] Accomplishing the prayer ، installation ـ [في الفرنسية] Accompliement de la priere ، installation

عند أهل الشرع هي الإعلام بالشروع في الصلاة بألفاظ عيّنها الشارع ، وامتازت عن الأذان بلفظ الشروع ، كذا في الكرماني شرح صحيح البخاري. وفي البرجندي الإقامة في الأصل مصدر سمّي بها في الشرع الأذان الثاني لما أنها سبب لقيام الناس إلى الصلاة ، وألفاظه هي ألفاظ الأذان بعينها إلاّ أنه يزاد فيها : قد قامت الصلاة مرتين بعد الحيعلتين. وعند أهل الهيئة عبارة عن كون الكوكب في موضع من فلك البروج واقفا غير متحرّك. قالوا مما يعرض للكواكب المتحيّرة الرجوع وهو حركتها إلى خلاف التوالي ، والاستقامة وهي حركتها إلى التوالي ، والإقامة وهي كونها أياما في موضع

__________________

(١) ودر زيج ايلخاني ميگويد معرفت آفاق حادثه كواكب ضروريست در دو مطلوب يكى مطارح شعاعات كواكب وديگر در تسيرات كواكب پس گويم هر كوكب كه در صورت طالع نصف شرقي افق بمركز جرم آن كواكب بگذرد افق ولادت افق آن كوكب باشد بحسب موضع او وهر كوكب كه نصف غربي نظير افق بمركز جرم او بگذرد افق ولادت يعني افق كه در جانب جنوب عرض آن افق مساوي عرض افق ولادت باشد افق ولادت افق آن كوكب باشد بحسب موضع او وهر كوكب كه دائرة نصف النهار بمركز جرم او بگذرد چه فوق الارض وچه تحت الارض دائره نصف النهار افق آن كوكب باشد بحسب موضع او وچون دائره نصف النهار يكى از آفاق خط استوا باشد افق آن كوكب را هيچ عرض نبود وهر كوكب كه ميان دو وتد افتد دائره تصور بايد كرد كه بمركز جرم آن كوكب وبدو دو نقطه شمال جنوب يعني دو نقطه كه موضع تقاطع نصف النهار وافق باشد در هر دو جهت وآن دائره افق آن كوكب باشد بحسب موضع او پس اگر كوكب در نصف صاعد باشد يعني ما بين عاشر وطالع يا ما بين رابع وطالع عرض افق او كمتر باشد از عرض افق ولادت در جانب شمال واگر در نصف هابط باشد يعني در يكى از دو ربع ديگر عرض افق او كمتر از عرض افق ولادت باشد ليكن در جانب جنوب.

٢٤١

واحد من فلك البروج. وفي كفاية التعليم إذا رجع كوكب لآخر أو وصل إلى الاستقامة فإنّه يقع في حدّ الإقامة. ويقال لحدّ الإقامة رباط الكوكب (١) انتهى كلامه.

بيان ذلك أن الكوكب إذا كان في أعلى التدوير أي فوق البعدين الأوسطين بحسب المسير لا بحسب المسافة كانت حركة مركزه موافقة في الجهة لحركة مركز تدويره ، فيرى الكوكب مستقيما سريع الحركة إلى التوالي لأن مركز الكوكب يتحرك حينئذ إلى التوالي بمجموع حركتي الحامل والتدوير ، فإذا قرب الكوكب من أسفل التدوير أي من الحضيض وما يقرب منه جعل يميل إلى خلاف التوالي لما تقرر أن حركة التدوير على مركزه ، وأن حركة أسفله تخالف في الجهة حركة أعلاه قطعا لعدم شموله للأرض ، لكنه ما دام حركة مركز الكوكب على أسفل محيط التدوير إلى خلاف التوالي يكون أقل من حركة التدوير إلى التوالي يرى الكوكب مستقيما لكن بطيء السير في الاستقامة ، فإذا تساوت الحركتان يرى الكوكب مقيما في موضع معيّن إذ بمقدار ما يحركه الحامل إلى التوالي يرده التدوير إلى خلافه فيرى في مقامه واقفا ولا يحسّ بحركته ، فإذا زادت حركة مركز الكوكب على حركة مركز التدوير يرى الكوكب راجعا متحركا إلى خلاف التوالي بمقدار فضل حركة التدوير على حركة الحامل ثم الكوكب بعد الرجعة يقيم ثانيا في الجانب الآخر من التدوير إذا تساوت الحركتان ، ويستقيم بعد الوقوف إذا اتفقت الحركتان في الجهة. فالكوكب في أعلى التدوير مستقيم وفي غاية سرعة الحركة إلى التوالي ، ثم يبطئ في الاستقامة حتى يقيم ، ثم يرجع متدرجا من البطء في الرجوع إلى السرعة فيه ؛ وغاية سرعته في الرجوع في حضيض التدوير ، ومن هناك يتدرج من السرعة إلى البطء فيه حتى يقيم ثانيا ثم يستقيم متدرجا من البطء في الاستقامة إلى السرعة فيها ، وغاية السرعة في الاستقامة في ذروة التدوير التي فرضناها مبدأ في حركة مركز الكوكب على محيط التدوير ، فظهر أنّ الكوكب يتم دورة في فلكه من غير إختلاف يقع له بالنسبة إلى فلكه فليس له في الحركة إسراع ولا إبطاء ولا رجوع ولا وقوف في نفس الأمر ، بل كل ذلك بحسب رؤيتنا لتركّب في الحركات وإختلاف الأوضاع.

ولما كانت حركة مركز القمر على منطقة التدوير أقل من حركة مركز تدويره على منطقة الحامل لا يرى القمر راجعا ولا واقفا إذ لا تساوي حركة التدوير حركة الحامل في الرؤية حتى يرى القمر واقفا فضلا عن أن تزيد على حركة الحامل حتى يرى راجعا ، بل قد يرى بطيء السير إذا خالفت حركة مركز جرمه في الجهة حركة مركز تدويره ، وذلك إذا كان القمر في أعلى التدوير. وإذا توافقت الحركتان في الجهة يرى سريعا في الاستقامة وذلك إذا كان القمر في أسفل التدوير. هكذا في شروح الملخص وتصانيف عبد العلي البرجندي.

الإقبال : [في الانكليزية] Planet in the meridian or in the ecliptic ـ [في الفرنسية] Planete se trouvant au meridien ou a l\'ecleptE

مصدر من باب الإفعال وهو عند المنجّمين عبارة عن كون الكوكب في الوتد ويقابله الإدبار.

الاقتباس : [في الانكليزية] Quotation from the Koran and hadith ـ [في الفرنسية] Citation du Coran ou de hadith

بالباء الموحدة هو عند البلغاء أن يضمن الكلام نثرا كان أو نظما شيئا من القرآن أو

__________________

(١) چون كوكب بآخر رجعت ويا استقامت رسد در حد اقامت افتد وحد اقامت را رباط كوكب خوانند

٢٤٢

الحديث لا على أنه منه ، أي على وجه لا يكون فيه إشعار بأنه من القرآن أو الحديث وهذا احتراز عمّا يقال في أثناء الكلام قال الله تعالى كذا أو قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كذا ، وفي الحديث كذا. ونحو ذلك. وهو ضربان : أحدهما ما لم ينقل فيه المقتبس عن معناه الأصلي ، فمن المنثور قول الحريري (١) : فلم يكن إلاّ كلمح البصر وهو أقرب. ومن المنظوم قول الآخر :

إن كنت أزمعت على هجرنا

من غير ما جرم فصبر جميل

وإن تبدّلت بنا غيرنا

فحسبنا الله ونعم الوكيل

والثاني ما نقل فيه المقتبس عن معناه الأصلي كقول ابن الرومي (٢) :

لئن أخطأت في مدحك ما أخطأت في منعي

لقد أنزلت حاجاتي بواد غير ذي زرع

أراد بقوله (بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ) جنابا لا خير فيه ولا نفع ، وأريد في القرآن بذلك مكّة إذ لا ماء فيه ولا نبات ؛ ولا بأس في اللفظ المقتبس أن يقع تغيير يسير للوزن أو غيره كالتقفية كقول البعض :

قد كان ما خفت أن يكونا

إنا إلى الله راجعونا

وفي القرآن (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) (٣). كذا في المطول.

قال في الإتقان في نوع آداب تلاوة القرآن : قد اشتهر عن المالكية تحريم الاقتباس وتشديد النكير على فاعله. وأما أهل مذهبنا فلم يتعرض له المتقدمون ولا أكثر المتأخرين مع شيوع الاقتباس في أعصارهم واستعمال الشعراء له قديما وحديثا. وقد تعرض له جماعة من المتأخرين ، فسئل عنه الشيخ عز الدين بن عبد السلام (٤) فأجازه ، واستدل بما ورد عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من قوله في الصلاة وغيرها وجهت وجهي إلى آخره ، وقوله : «اللهم فالق الإصباح وجاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا اقض عني ديني وأغنني من الفقر» (٥). وهذا كله إنما يدل على جوازه في مقام المواعظ والثناء والدعاء وفي النثر ولا دلالة فيه على جوازه في الشعر وبينهما فرق لأن القاضي أبا بكر من المالكية صرح بأن تضمينه في الشعر مكروه وفي النثر جائز. وقال الشرف إسماعيل بن المقري اليمني (٦) صاحب مختصر الروضة في

__________________

(١) الحريري هو القاسم بن علي بن محمد بن عثمان ، أبو محمد الحريري البصري. ولد بالقرب من البصرة عام ٤٤٦ هـ / ١٠٥٤ م. وتوفي فيها عام ٥١٦ هـ / ١١٢٢ م. أديب لغوي ، صاحب المقامات الحريرية. له عدة مصنفات. الأعلام ٥ / ١٧٧ ، وفيات الأعيان ١ / ٤١٩ ، مفتاح السعادة ١ / ١٧٩ ، طبقات السبكي ٤ / ٢٩٥ ، خزانة البغدادي ٣ / ١١٧ ، آداب اللغة ٣ / ٣٨ ، نزهة الجليس ٢ / ٢.

(٢) هو علي بن العباس بن جريح ، أبو جورجيس الرومي ، أبو الحسن. ولد ببغداد عام ٢٢١ هـ / ٨٣٦ م. ومات فيها مسموما عام ٢٨٣ هـ / ٨٩٦ م. شاعر كبير من طبقة بشّار والمتنبي. أصله رومي ، كان يهجو الناس. وله ديوان شعر مطبوع. الأعلام ٤ / ٢٩٧ ، وفيات الأعيان ١ / ٣٥٠ ، تاريخ بغداد ١٢ / ٢٢ ، معاهد التنصيص ١ / ١٠٨ ، الذريعة ١ / ٣١٣ ، دائرة المعارف الإسلامية ١ / ١٨١.

(٣) البقرة / ١٥٦.

(٤) عز الدين بن عبد السلام هو عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن السلمي الدمشقي ، عز الدين الملقّب بسلطان العلماء. ولد بدمشق عام ٥٧٧ هـ / ١١٨١ م. وتوفي بالقاهرة عام ٦٦٠ هـ / ١٢٦٢ م. فقيه شافعي مجتهد. تولى الخطابة والتدريس ثم القضاء. له مؤلفات هامة. الأعلام ٤ / ٢١ ، فوات الوفيات ١ / ٢٨٧ ، طبقات السبكي ٥ / ٨٠ ، النجوم الزاهرة ٧ / ٢٠٨ ، علماء بغداد ١٠٤ ، مفتاح السعادة ٢ / ٢١٢.

(٥) حديث رواه ابن أبي شيبة في مصنف ، كتاب الدعاء ، باب من كان يدعو بالغنى ، ٧ / ٢٧.

(٦) هو إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن ابراهيم الشرجي الحسيني الشاوري اليمني. ولد باليمن عام ٧٥٥ هـ / ١٣٥٤ م.

٢٤٣

شرح بديعية (١) : ما كان منه في الخطب والمواعظ ومدحه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وصحبه ولو في النظم فهو مقبول وغيره مردود.

وفي شرح بديعية (٢) ابن حجة (٣) : الاقتباس ثلاثة أقسام : مقبول وهو ما كان في الخطب والمواعظ والعهود. ومباح وهو ما كان في الغزل والرسائل والقصص. ومردود وهو على ضربين : أحدهما ما نسبه الله تعالى إلى نفسه ونعوذ بالله ممن ينقله إلى نفسه ، كما نقل عن أحد بني مروان وأنه وقع على مطالعة فيها شكاية عماله إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم. والثاني تضمين آية في معنى هزل ونعوذ بالله من ذلك كقوله :

أوحى إلى عشاقه طرفه

هيهات هيهات لما توعدون

وردفه ينطق من خلفه

لمثل هذا فليعمل العاملون

انتهى.

قال قلت وهذا التقسيم حسن جدا. ويقرب من الاقتباس شيئان : أحدهما قراءة القرآن يراد بها الكلام. قال النووي : في هذا إختلاف ، فروي عن النخعي (٤) أنه كان يكره أن يتأوّل القرآن بشيء يعرض من أمر الدنيا. وأخرج عن عمر بن الخطاب أنه قرأ في صلاة المغرب بمكة والتين والزيتون وطور سينين ثم رفع صوته ، وقال : هذا البلد الأمين. وقال بعضهم : يكره ضرب الأمثال من القرآن صرّح به من أصحابنا العماد النتهي (٥) تلميذ البغوي. الثاني التوجيه بالألفاظ القرآنية في الشعر وغيره وهو جائز بلا شك. قال الزركشي في البرهان : لا يجوز تعدي أمثلة القرآن ولذلك أنكر على الحريري قوله فأدخلني بيتا أحرج من التابوت وأوهن من بيت العنكبوت انتهى.

الاقتدار : [في الانكليزية] The faculty of using many figures of speech ـ [في الفرنسية] La faculte d\'utiliser differentes figures de sE

هو عند البلغاء أن يبرز المتكلم المعنى الواحد في عدة صور اقتدارا منه على نظم الكلام وتركيبه وعلى صياغة قوالب المعاني والإعراض ، فتارة يأتي به في لفظ الاستعارة وتارة في صورة الإرداف وحينا في مخرج الإيجاز مرّة في قالب الحقيقة. قال ابن أبي الإصبع : وعلى هذا أتت جميع قصص القرآن ، فإنك ترى القضية الواحدة التي لا تختلف معانيها تأتي في صور مختلفة وقوالب من الألفاظ المتعددة حتى لا تكاد تشتبه في

__________________

ـ وتوفي فيها عام ٨٣٧ هـ / ١٤٣٣ م. باحث ، تولى إمارة بعض البلاد في دولة الأشرف. كما تولى التدريس. له عدة كتب. الأعلام ١ / ٣١٠ ، البدر الطالع ١ / ١٤٢ ، الضوء اللامع ٢ / ٢٩٢ ، بغية الوعاة ١٩٣ ، آداب اللغة ٣ / ٢٣٧.

(١) مختصر الروضة أو الفريدة الجامعة للمعاني الرائعة لاسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن ابراهيم الزبيدي شرف الدين المقري (ـ ٨٣٧ هـ) شرح فيها بديعيته. كشف الظنون ١ / ٢٣٤ ، هدية العارفين ٥ / ٢١٦.

(٢) البديعية لأبي بكر علي المعروف بابن حجة الحموي (ـ ٨٣٧ هـ) سمّاها تقديم أبي بكر ، وهي مؤلفة من ١٤٣ بيتا. كشف الظنون ١ / ٢٣٣.

(٣) الحموي (ابن حجة) هو أبو بكر بن علي بن عبد الله الحموي الأزراري ، تقي الدين ابن حجة. ولد في حماة بسورية عام ٧٦٧ هـ / ١٣٦٦ م. وتوفي فيها عام ٨٣٧ هـ / ١٤٣٣ م. إمام عصره في اللغة والأدب ، شاعر له مصنفات كثيرة هامة. الأعلام ٢ / ٦٧ ، الضوء اللامع ١١ / ٥٣ ، شذرات الذهب ٧ / ٢١٩ ، آداب اللغة ٣ / ١٢٥ ، كشف الظنون ١٣٦٦ ، دائرة المعارف الإسلامية ١ / ١٣٥.

(٤) النخعي هو حفص بن غياث بن طلق بن معاوية النخعي الأزدي الكوفي ، أبو عمر. ولد بالكوفة عام ١١٧ هـ / ٧٣٥ م. وتوفي فيها عام ١٩٤ هـ / ٨١٠ م. تولى القضاء في بغداد أيام هارون الرشيد ثم قضاء الكوفة. فقيه محدث ثقة. وله كتاب في الحديث. الأعلام ٢ / ٢٦٤ ، ميزان الاعتدال ١ / ٢٦٦.

(٥) هذا تصحيف. اسمه التيمي وليس النتهي. العماد التيمي تلميذ البغوي. ذكره طاش كبرى زاده في مفتاح السعادة : ٢ / ٤١٠

٢٤٤

موضعين منه. ولا بدّ أن تجد الفرق بين صورها ظاهرا ، كذا في الإتقان في نوع بدائع القرآن.

الاقتران : [في الانكليزية] Proof ، syllogism ـ [في الفرنسية] Preuve ، syllogisme d\'analogie

عند المنطقيين هو القرينة في الإشارات تأليف الصغرى والكبرى يسمّى اقترانا. والاقتراني عندهم قسم من القياس.

الاقتصار : [في الانكليزية] Concision ، briefne ـ [في الفرنسية] Concision ، Brievete

مرّ ذكره في لفظ الاختصار وسيأتي أيضا في لفظ الحذف.

الاقتصاص : [في الانكليزية] To make somebody relate ـ [في الفرنسية] Emprunter ، se faire raconter

بالصاد المهملة عند البلغاء كما ذكره ابن فارس هو أن يكون كلام في سورة مقتصّا من كلام في سورة أخرى أو في تلك السورة كقوله تعالى : (وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) (١) والآخرة دار الثواب لا عمل فيها فهذا مقتصّ من قوله (وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى) (٢) ومنه : (وَلَوْ لا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ) (٣) مأخوذ من قوله (فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ) (٤) وقوله (وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ) (٥) مقتص من أربع آيات لأن الأشهاد أربعة : الملائكة في قوله (وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ) (٦) ، والأنبياء في قوله (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) (٧) ، وأمة محمد عليه الصلاة والسلام في قوله (لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) (٨) ، والأعضاء في قوله : (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ) (٩) الآية كذا في الإتقان في نوع بدائع القرآن.

الاقتضاب : [في الانكليزية] Shortening ، concision ـ [في الفرنسية] Ecourtement ، concision

بالضاد المعجمة كالاجتناب هو عند البلغاء الانتقال مما افتتح به الكلام إلى المقصود من غير مناسبة ، وهذا مذهب عرب الجاهلية ومن يليهم وهم الذين أدركوا الجاهلية والإسلام ، والشعراء الإسلاميون أيضا قد يتبعونهم في ذلك ويجرون على مذهبهم وإن كان الأكثر فيهم التخلّص. ومن الاقتضاب ما يقرب من التخلّص في أنه يشوبه شيء من الملائمة كقولك بعد حمد الله أمّا بعد فإني قد فعلت كذا وكذا ، فهو اقتضاب من جهة أنه قد انتقل من حمد الله والثناء على رسوله إلى كلام آخر من غير رعاية ملائمة بينهما ، لكنه يشبه التخلّص من جهة أنه لم يؤت الكلام الآخر فجاءه من غير قصد إلى ارتباطهما وتعليق بما قبله ، بل أتى بلفظ أمّا بعد قصدا إلى ربط هذا الكلام بما سبق. قيل قولهم بعد حمد الله أمّا بعد فصل الخطاب. قال ابن الأثير : والذي عليه المحققون من علماء البيان أن فصل الخطاب هو أما بعد لأن المتكلم يفتح كلامه في أمر ذي شأن بذكر الله وتحميده ، فإذا

__________________

(١) البقرة / ١٣٠.

(٢) طه / ٧٥.

(٣) الصافات / ٥٧.

(٤) الروم / ١٦.

(٥) غافر / ٥١.

(٦) ق / ٢١.

(٧) النساء / ٤١.

(٨) البقرة / ١٤٣.

(٩) النور / ٢٤.

٢٤٥

أراد أن يخرج منه إلى الغرض المسوق لأجله فصل بينه وبين ذكر الله تعالى بقوله أما بعد ، ومن الاقتضاب الذي يقرب من التخلّص ما يكون بلفظ هذا كقوله تعالى بعد ذكر الجنة : (هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ) (١) ومنه قول الكاتب عند إرادة الانتقال من حديث إلى حديث آخر : هذا باب ، فإن فيه نوع ارتباط حيث لم يبتدأ الحديث فجأة. ومن هذا القبيل لفظة أيضا في كلام المتأخرين من الكتّاب. وقد جعل البعض هذا النوع قريبا من حسن التخلّص ، كذا في المطول. ويقول في جامع الصنائع : إنّ تعريف الاقتضاب هو تعريف الاشتقاق ، إلاّ إذا كان هنا لا معنى للمقارنة ، وهذا يكون في الفارسية. ومثاله :

يا من إذا أخذ حصانك الأبيض في الجولان

فإنه يثير الغبار حتى يبلغ عنان السماء (٢)

الاقتطاع : [في الانكليزية] Omiion ، cut ـ [في الفرنسية] Omiion ، coupure

هو عند أهل المعاني حذف بعض الكلمة ، وأنكر وروده في القرآن ابن الأثير ، وردّ بعضهم وجعل منه فواتح السور على القول بأن كل حرف منها اسم من أسمائه تعالى. وادعى بعضهم أن الباء في قوله تعالى : (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ) (٣) أول كلمة بعض ثم حذف الباقي ، ومنه قراءة : (وَنادَوْا يا مالِكُ) (٤) بالترخيم ، ولمّا سمعها بعض السلف قال ما أغنى أهل النار عن الترخيم. وأجاب بعضهم بأنهم من شدّة ما هم فيه عجزوا عن إتمام الكلمة. ويدخل في هذا حذف همزة أنا في قوله : (لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي) (٥) إذ الأصل لكن أنا حذفت همزة أنا تخفيفا وأدغمت النون في النون ، كذا في الإتقان في فصل الحذف.

الإقرار : [في الانكليزية] Confeion ـ [في الفرنسية] Aveu

بالراء مأخوذ من القرار بمعنى الثبات ، وهو في الشرع إخبار بحق لآخر عليه. فقولنا إخبار أي إعلام بالقول ، فإذا أشار ولم يقل شيئا لم يكن إقرارا ، ويدخل فيه ما إذا كتب إلى الغائب. أمّا بعد فله عليّ كذا ، فإنه كالقول شرعا. وقولنا بحق أي بما يثبت من عين أو غيره ، لكن لا يستعمل إلاّ في حق المالية ، فيخرج عنه ما دخل من حق التعزير ونحوه. وقولنا لآخر عليه أي لغير المخبر على المخبر ، ويحترز به عن الإنكار والدعوى والشهادة ولا ينقض على ما ظن بإقرار الوكيل والولي ونحوهما لنيابتهم مناب المنويات شرعا هكذا في جامع الرموز.

الأقران : [في الانكليزية] Similar narrators and trustworthy ـ [في الفرنسية] Narrateurs semblables et dignes de foi

بفتح الهمزة عند المحدّثين هم الرواة المتشاركة أي الموافقة في السنّ واللّقي أي الإسناد والأخذ عن المشايخ في شرح النخبة ، وشرحه أن تشارك الراوي ومن روى عنه في أمر من الأمور المتعلقة بالرواية مثل السن واللقي فهو النوع الذي يقال له رواية الأقران لأنه حينئذ يكون راويا عن قرينه ، وهذا باعتبار الغالب وإلاّ

__________________

(١) ص / ٥٥.

(٢) ودر جامع الصنائع گويد تعريف اقتضاب تعريف اشتقاق است مگر آنكه اين اينجا مقارنت معنى نباشد واين در پارسى آيد مثاله. شعر. اى كه چون خنك تو جولان برگرفت گرد گردا گرد گردون گرد كرد.

(٣) المائدة / ٦.

(٤) الزخرف / ٧٧. يا مال للترخيم كما أشار المؤلف. والترخيم هو حذف الحرف الأخير من الاسم.

(٥) الكهف / ٣٨.

٢٤٦

فقد يكتفى باللقي. قال ابن الصّلاح : وربما يكتفى بالتقارب في الإسناد أي الأخذ عن المشايخ وإن لم يوجد التقارب في السّن ، والمراد بالمشاركة التقارب.

الإقليم : [في الانكليزية] Zone ، region ـ [في الفرنسية] Zone ، region

بكسر الهمزة كشور ، الأقاليم الجمع ـ وجمعه أقاليم ـ كما في المهذب (١). وفي كنز اللّغات : الإقليم هو قطعة من الأرض (٢). اعلم أن أهل الهيئة قسّموا الأرض إلى أربعة أقسام متساوية ، وسموا واحدا من تلك الأقسام بالربع المسكون والربع المعمور ، وذلك أنهم فرضوا على سطح الأرض دائرتين ، إحداهما هي المسمّاة بخط الإستواء وهي تقطع الأرض بنصفين شمالي وجنوبي. فالشمالي ما كان في جهة القطب الذي يلي بنات النعش ، والجنوبي ما يقابله. وثانيتهما هي التي تمر بقطبي خط الإستواء ، وهي تنصف كلّ واحد من نصفيه المذكورين ، فتصير كرة الأرض بتقاطعي الدائرتين المذكورتين أرباعا ، ربعان شماليان وربعان جنوبيان ، والمعمور منها أحد الربعين الشماليين وهو المسمّى بالربع المسكون ، والعمارة ليست واقعة في تمامه بل في بعضه وسائر الأرباع الثلاثة لا يعلم حالها في العمارة على التحقيق. قيل في تعين الربع المعمور تعذر أو تعسر لأنه لو قيل هو الفوقاني من الشماليين كما قيل لورد أن كلا منهما فوقاني بالنسبة إلى من هو عليه ، ولو قيل هو الربع الذي كثر فيه العمارات لكان دورا مع أن قلة العمارة في الربع الآخر مشكوك فيه. ثم إنّ عرض المعمور أي بعده عن خط الإستواء ست وستون درجة ، وطوله نصف الدور أي مائة وثمانون درجة ، وابتداء الطول عند اليونانيين من المغرب لأنه أقرب إليهم ، وعند أهل الهند من المشرق لذلك وسيأتي في لفظ الطول.

ثم إنهم قسموا المعمور سبع قطاع دقيقة مستطيلة على موازاة خط الإستواء ليكون كل قسم منها تحت مدار واحد حكما ، فيتشابه أحوال البقاع الواقعة في ذلك القسم ، وسمّوا تلك الأقسام بالأقاليم. فابتداء الإقليم الأول من خط الإستواء لأنه متعيّن لذلك طبعا والنهار هناك أبدا اثنتا عشرة ساعة ولا عرض هناك. وعند بعضهم ابتداء الإقليم الأول من حيث يكون النهار الأطول من السنة اثنتي عشرة ساعة وخمسا وأربعين دقيقة من دقائق الساعات ، ويكون العرض هناك اثنتي عشرة درجة وأربعين دقيقة. وإنما جعلوه مبدأ إذ من هنا إلى خط الإستواء عمارات متفرقة لا اعتبار لها ووسط الإقليم الأول باتفاق الطائفتين حيث يكون النهار الأطول من السنة ثلاث عشرة ساعة ويكون العرض ست عشرة درجة ونصف درجة وثمنها.

وابتداء الإقليم الثاني وهو آخر الإقليم الأول حيث يكون النهار الأطول ثلاث عشرة وربع ساعة ويكون العرض عشرين درجة وسبعا وعشرين دقيقة ، ووسط الإقليم الثاني حيث يكون النهار الأطول ثلاث عشرة ساعة ونصف ساعة ويكون العرض أربعا وعشرين درجة وأربعين دقيقة. وابتداء الإقليم الثالث حيث يكون النهار الأطول ثلاث عشرة ساعة وثلاثة أرباع ساعة ، ويكون العرض سبعا وعشرين درجة ونصف درجة ، ووسطه حيث يكون النهار الأطول أربع عشرة ساعة والعرض ثلاثين درجة وأربعين دقيقة ، ومبدأ الرابع حيث يكون النهار الأطول أربع عشرة ساعة وربعا والعرض ثلاثة

__________________

(١) المهذب الأسماء في مرتب الحروف والأشياء لمحمود بن عمر القاضي الزنجي السميزي ، ويشتمل على أسماء من لغة العرب وأسمائها الفارسية. تاريخ أدبيات در ايران ، جمع د. ذبيح الله صفا ، طهران ١٣٣٩ ، ٢ / ٣١٩.

(٢) ودر كنز اللغات ميگويد : إقليم بخشى از زمين.

٢٤٧

وثلاثين درجة وسبعا وثلاثين دقيقة ، ووسطه حيث يكون النهار الأطول أربع عشرة ساعة ونصفا ، والعرض ستا وثلاثين درجة واثنتين وعشرين دقيقة. ومبدأ الخامس حيث يكون النهار الأطول أربع عشرة ساعة وثلاثة أرباع ساعة ، والعرض ثمانيا وثلاثين درجة وأربعا وخمسين دقيقة ، ووسطه حيث يكون النهار الأطول خمس عشرة ساعة والعرض إحدى وأربعين درجة وخمس عشرة دقيقة. ومبدأ السادس حيث يكون النهار الأطول خمس عشرة ساعة وربعا والعرض ثلاثا وأربعين درجة وثلاثا وعشرين دقيقة ، ووسطه حيث يكون النهار الأطول خمس عشرة ساعة ونصفا والعرض خمسا وأربعين درجة وإحدى وعشرين دقيقة. ومبدأ السابع حيث يكون النهار الأطول خمس عشرة ساعة وثلاثة أرباع ، والعرض سبعا وأربعين درجة واثنتي عشرة دقيقة ، ووسطه حيث يكون النهار الأطول ست عشرة ساعة والعرض ثمانيا وأربعين درجة واثنتين وخمسين دقيقة ، وآخره عند البعض آخر العمارة ، وعند البعض حيث يكون النهار ست عشرة ساعة وربعا والعرض ثلاثا وخمسين درجة ، هكذا في الملخص وشروحه.

إقليم الرؤية : [في الانكليزية] Zodiac ـ [في الفرنسية] Les signes du zodiac (horoscope)

هو فلك البروج.

الإقناعي : [في الانكليزية] Rhetoric proof ـ [في الفرنسية] La preuve rhetorique

بكسر الهمزة يطلق على القياس الخطابي هو الدليل المركّب من المشهورات والمظنونات ، قد يطلق على المقنع في بادئ النظر وإن لم يكن إقناعيا حقيقة كذا في المحاكمات في إبطال الجزء الذي لا يتجزأ.

الأقنوم : [في الانكليزية] Person ـ [في الفرنسية] Personne (de la trinite)

بالنون في اللغة الأصل وجمعه أقانيم.

قال الجوهري وأحسبه روميا. والأقانيم عند النصارى ثلاث صفات من صفات الله وهي العلم والوجود والحياة ، وعبّروا عن الوجود بالأب وعن الحياة بروح القدس وعن العلم بالكلمة ، وقالوا أقنوم الكلمة اتحدت بعيسى عليه‌السلام ، كذا في التفسير الكبير.

الإقواء : [في الانكليزية] Irregularity of rhyme ـ [في الفرنسية] Irregularite de rime

بكسر الهمزة عند الشعراء هو عبارة عن تبديل التّوجيه والحذو غير الحذو الذي هو حركة ما قبل القيد في القافية التي رويّها متحرّك ، لأنّ تغيّر هذا الحذو مثل : آهسته (رويدا) وبسته (مقيد) عند أكثر الشعراء جائز.

وإختلاف الحذو الذي هو حركة ما قبل الرّدف فيكون بطريقتين :

الأول : أن يكون في كلا القافيتين حذو مختلف مثل داد (أعطى) وديد (رأى) وفي هذا الوقت الردف سيكون مختلفا.

الثاني : هو أن يكون الحذو في قافية ولا يوجد في الثانية مثل دور (بعيد) ودور. ومن هذا القبيل تبديل بطريق المعروف والمجهول مثل شير وشير : (الأسد والحليب) (فشكل الكتابة واحد ، ولكنّ اللفظ بينهما مختلف. الأولى chere والثانيةchire (كذا في منتخب تكميل الصناعة.

وفي كشف اللغات يقول : الإقواء : إختلاف القوافي بين رفع ونصب وجرّ وإنقاص حرف من عروض البيت (١).

__________________

(١) الاقواء بكسر الهمزة نزد شعرا عبارت است از تبديل توجيه وحذو غير حذوى كه حركت ما قبل قيد است در قافيه كه روي آن

٢٤٨

الأكّال : [في الانكليزية] Phagedena ـ [في الفرنسية] Phagedenique

عند الأطباء دواء يبلغ في تقريحه وتحليله إلى أن ينقص قدرا من اللحم كالزنجار ، كذا في الموجز (١).

الأكبر : [في الانكليزية] Derivation.predicate ـ [في الفرنسية] Derivation ، premie majeure ، predicat

عند أهل العربية يطلق على قسم من الاشتقاق كما مرّ. وعند المنطقيين يطلق على محمول المطلوب في القياس الاقتراني وسيأتي في لفظ الحد.

الاكتفاء : [في الانكليزية] Ellipsis ـ [في الفرنسية] Ellipse

بالفاء هو عند أهل المعاني نوع من أنواع الحذف وهو أن يقتضي المقام ذكر شيئين بينهما تلازم وارتباط ، فيكتفى بأحدهما عن الآخر لنكتة ويختصّ غالبا بالارتباط العطفي كقوله تعالى (سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ) (٢) أي والبرد ، وخصص الحرّ بالذكر لأن الخطاب للعرب وبلادهم حارة والوقاية عندهم من الحرّ أهم لأنه أشد من البرد عندهم ؛ وقوله : (بِيَدِكَ الْخَيْرُ) (٣) أي والشرّ ، وإنّما خصّ الخير بالذكر لأنه مطلوب العباد ومرغوبهم ؛ وقوله : (إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ) (٤) أي ولا والد بدليل أنه أوجب للأخت النصف ، وإنما ذلك مع فقد الأب لأنه يسقطها ، كذا في الإتقان في نوع الحذف.

الإكراه : [في الانكليزية] Constraint ، coercion ـ [في الفرنسية] Contrainte.coercition

في اللغة عبارة عن حمل إنسان على أمر يكرهه ، وقيل على أمر لا يريده طبعا أو شرعا.

والاسم الكره بالفتح. وفي الشريعة فعل يوقعه بغيره فيفوت رضاه أو يفسد اختياره مع بقاء أهليته. فالفعل يتناول الحكمي كما إذا أمره بقتل رجل ولم يهدده بشيء إلاّ أنّ المأمور يعلم بدلالة الحال أنه لو لم يقتله لقتله الآمر أو قطعه ، فإنه إكراه. والإيقاع فعل بالمعنى المصدري إلاّ أنّه يخص بما يكره يقال أوقع فلان بفلان بالسوءة ، فالمعنى هو فعل يوقعه إنسان بغيره مما يسؤ والرضاء خلاف الكراهة والاختيار هو القصد إلى مقدور متردد بين الوجود والعدم بترجيح أحد جانبه على الآخر فإن استقل الفاعل في قصده فذلك الاختيار صحيح وإلاّ ففاسد. ثم الفائت الرضا به نوعان : صحيح الاختيار وذلك بأن يفوت الرضاء ولا يفسد الاختيار ويسمّى بالإكراه القاصر وغير الملجئ ، وفاسد الاختيار ويسمّى بالإكراه الكامل والملجئ وبالجملة ففي الإكراه الملجئ يضطر الفاعل إلى مباشرة الفعل خوفا من فوات النفس أو ما هو في معناه كالعضو ، وفي غير الملجئ يمكنه من الصبر إذ ليس فيه خوف فوات النفس أو العضو بل إنما هو خوف الحبس والضرب ونحو ذلك كالكلام الخشن في

__________________

ـ متحرك باشد چه تغير اين حذو مانند آهسته وبسته نزد بيشتر شعرا جائز است واختلاف حذوى كه حركت ما قبل ردف است بدو طريق ميشود أول آنكه در هر دو قافيه آن حذو باشد ومختلف باشد مانند داد وديد واين هنگام ردف نيز مختلف خواهد بود دوم آنكه در يك قافيه آن حذو باشد مانند دور ودور وازين قبيل است تبديل بطريق معروف ومجهول چون شير وشير كذا في منتخب تكميل الصناعة ودر كشف اللغات ميگويد اقواء مختلف گردانيدن قافيها برفع ونصب وجر ونقصان كردن حرفي از عروض بيت.

(١) موجز القانون لعلاء الدين علي بن أبي الحزم القرشي المعروف بابن النفيس (ـ ٦٨٧ هـ) وعليه شروح كثيرة. كشف الظنون ٢ / ١٨٩٩ ـ ١٩٠٠.

(٢) النحل / ٨١.

(٣) آل عمران / ٢٦.

(٤) النساء / ١٧٦.

٢٤٩

حق القاضي وعظيم البلد وإليه الإشارة في الكلام بطريق الاكتفاء أي يفوت رضاه يصح اختياره أو يفسد اختياره فاندفع ما ظنّ من تسامح الترديد بين العام والخاص. وفي هذا الكلام إشعار بأن الإكراه لم يتحقق مع الرضاء وهذا صحيح قياسا ؛ وأمّا استحسانا فلا ، لأنه لو هدّد بحبس أبيه أو ابنه أو أخيه أو غيرهم من ذي رحم محرم منه لبيع أو هبة أو غيره كان إكراها استحسانا ، فلا ينفذ شيء من هذه التصرفات كما في المبسوط. وقولنا مع بقاء الأهلية احتراز عما إذا ضربت على رأس آخر بحيث صار مجنونا فإنه لم يبق الأهلية بخلاف ما نحن فيه فإنّها تثبت بالذمّة والعقل والبلوغ ، والإكراه لا يخلّ بشيء منها. ألا ترى أنّ الإكراه متردد بين فرض وحظر ورخصة ومباح ، ومرة يأثم ومرة يثاب. وعرّف بعضهم الإكراه بأنه حمل الغير على أمر يمتنع عنه بتخويف يقدر الحامل على إيقاعه ويصير الغير خائفا به فائت الرضاء بالمباشرة. وقيل هو إلزام الغير على ما يكرهه الإنسان طبعا أو شرعا فيقدم عليه مع عدم الرضاء ليدفع عنه ما هو أضرّ منه. وقيل هو تهديد القادر غيره على أمر بمكروه طبعا أو شرعا بحيث ينتفي به الرضا. وقيل فعل يوجد من الفاعل فيحدث في المحل معنى يصير به مدفوعا إلى الفعل الذي طلب منه. وفي التلويح الإكراه حمل الغير على أن يفعل ما لا يرضاه ولا يختار مباشرته لو خلّي ونفسه فيكون معدما للرضاء والاختيار. هكذا يستفاد من جامع الرموز والبرجندي.

الإكفاء : [في الانكليزية] Diemblance of the rhyme ـ [في الفرنسية] Diemblance de la rime

بالفاء عند الشعراء أن يخالف الشاعر بين نفس الروي كالذال مع الظاء والحاء مع الخاء ونحوهما. وقيل بين حركات الروي كقافية المرفوع مع المكسور. والإكفاء من العيوب كذا في الصحاح والصراح. ومن قبيل الإكفاء : الجمع بين حرف أعجمي وآخر عربي قريب منه.

مثل : كلمة چپ (يسار) مع كلمة طرف فيجعل منهما قافية. أو سراجه (قصر صغير) مع سراجه ، وسگ (كلب) مع شك وهذا في غاية القبح. وتبديل حرف الروي بحرف غير قريب المخرج منه ساقط من الاعتبار (١) كما في منتخب تكميل الصناعة.

الأكل : [في الانكليزية] The eating ، nutrition ـ [في الفرنسية] Le manger ، la nourriture

إيصال ما يتأتّى فيه المضغ إلى الجوف ممضوغا كان أو غيره ، فلا يكون اللبن والسويق مأكولا كذا في تعريفات السيّد الجرجاني.

الأكلة : [في الانكليزية] Phagedena ulcer ـ [في الفرنسية] Ulcere phagedenique

بفتح الألف وسكون الكاف عند الأطباء علة صورتها صورة القروح إلاّ أنها تسعى في زمان يسير في مواضع كثيرة ، ولها رائحة. وإذا حدثت في الفم تضاف إليه ويقال أكلة الفم ، وكذا إلى غيره ، كذا في حدود الأمراض.

الأكمل : [في الانكليزية] Al Akmal (prosody) ، more perfect ـ [في الفرنسية] Al Akmal (prosodie) ، plus parfait

اسم أحد بحور الشعر ، ووزنه مفتعلاتن

__________________

(١) واز قبيل اكفا است جمع ميان حرف عجمي وعربي متقارب بوي چنانكه چپ را با طرب قافيه سازند وسراچه را با سراجه وسگ را با شك واين بغايت ناپسنديده است وتبديل روي بحرفي كه در مخرج به او نزديك نباشد از درجه اعتبار ساقط است كما في منتخب تكميل الصناعة.

٢٥٠

ثماني مرات. ومثاله المصراع التالي : إن أردت وزن بحر الأكمل اللّطيف فافعل هكذا بسرعة.

كذا في جامع الصنائع. ويأتي هذا البحر مجزوءا يعني بست تفعيلات. ويقول الصوفية : كل من اجتمعت فيه الأسماء والصفات الإلهية بشكل أكثر فهو أكمل ، وكلّ من كان حظّه من الأسماء الإلهية أقل فهو أنقص وأبعد من مرتبة الخلافة (١) ، كذا نقل من الشيخ عبد الرزاق الكاشي والفرق بينه وبين الأشرف قد سبق.

الالتزام : [في الانكليزية] Enriched rhyme ، implication ـ [في الفرنسية] A rime enrichie ، implication

عند أهل البديع هو لزوم ما لا يلزم ، ويسمّى بالتشديد والإعنات والتضمين أيضا.

وهو أن يجيء قبل حروف الروي أو ما في معناه ما ليس بلازم في القافية أو السجع. وسيأتي مستوفى في لفظ التضمين.

الالتفات : [في الانكليزية] Apostrophe ـ [في الفرنسية] Apostrophe

بالفاء عند أهل المعاني يطلق على معان منها الاعتراض وقد سبق. ومنها تعقيب الكلام بجملة مستقلة متلاقية له في المعنى على طريق المثل أو الدعاء ونحوهما من المدح والذم والتأكيد والالتماس كقوله تعالى : (وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) (٢) وكقوله تعالى : (ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) (٣) وفي كلامهم قصم الفقر ظهري والفقر من قاصمات الظهر. ومنها أن تذكر معنى فيتوهم أن السامع اختلج في قلبه شيء فتلتفت إلى كلام يزيل اختلاجه ثم ترجع إلى مقصودك كقول ابن ميّاد (٤) :

فلا صرمه يبدو وفي اليأس راحة

ولا وصله يصفو لنا فنكارمه

كأنه لما قال فلا صرمة يبدو قيل له ما تصنع به فأجاب بقوله وفي اليأس راحة. ومنها التعبير عن معنى بطريق من الطرق الثلاثة من التكلم والخطاب والغيبة بعد التعبير عنه بآخر منها أي بعد التعبير عن ذلك المعنى بطريق آخر من الطرق الثلاثة ، بشرط أن يكون التعبير الثاني على خلاف مقتضى الظاهر ، ويكون مقتضى ظاهر سوق الكلام أن يعبّر عنه بغير هذا الطريق إذ لو لم يشترط ذلك لدخل فيه ما ليس من الالتفات منها ، نحو : أنا زيد وأنت عمرو ونحوهما مما يعبّر عن معنى واحد تارة بضمير المتكلم أو المخاطب ، وتارة بالاسم المظهر أو ضمير الغائب. ومنها نحو : يا زيد قم ويا رجلا له بصر خذ بيدي ، لأن الاسم المظهر طريق غيبة. ومنها تكرير الطريق الملتفت إليه نحو : إياك نستعين واهدنا وأنعمت ، فإن الالتفات إنما هو في إياك نعبد والباقي جار على أسلوبه. ومنها نحو : يا من هو عالم حقّق لي هذه المسألة فإنك الذي لا نظير له ، فإنه الالتفات ؛ فإن حق العائد إلى الموصول أن يكون غائبا وما سبق إلى بعض الأوهام أن نحو يا آيها الذين آمنوا التفات ، والقياس آمنتم فليس بشيء. ومن الناس من زاد لإخراج بعض ما ذكر قيدا وهو أن يكون التعبيران في كلامين وهو غلط لأن

__________________

(١) اسم بحريست كه وزنش مفتعلاتن است هشت بار مثاله. مصراع. وزن لطيف اكمل ما را گر تو بخواهى زود چنين كن. كذا في جامع الصنائع واين بحر مجزو هم آيد يعني مفتعلاتن شش بار وصوفيه ميگويند هركه در وى جمعيت الهيه بجميع اسما وصفات اكثر بود اكمل باشد وهر كرا حظ از اسماى الهيه اقل باشد انقص بود واز مرتبه خلافت ابعد.

(٢) الأسراء / ٨١.

(٣) التوبة / ١٢٧.

(٤) ابن ميّاد هو الرمّاح بن أبرد بن ثوبان الذبيان الغطفاني المضري ، أبو شرحبيل ويقال أبو حرملة. توفي حوالي عام ١٤٩ هـ / ٧٦٦ م. شاعر رقيق هجّاء ، مخضرم بين الأمويين والعباسيين. كان يهجو الناس ويسبهم ، اشتهر بنسبته لأمه ميادة فقيل : ابن ميادة. الأعلام ٣ / ٣١ ، الأغاني ٢ / ٨٥ ، إرشاد الأريب ٤ / ٢١٢ ، الشعر والشعراء ٢٩٨ ، خزانة الأدب ١ / ٧٧.

٢٥١

قوله تعالى (بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا) (١) فيمن قرأ ليريه بلفظ الغيبة فيه التفات من التكلّم إلى الغيبة ثم من الغيبة إلى التكلم مع أن قوله (مِنْ آياتِنا) ليس بكلام آخر بل هو من متعلّقات ليريه ؛ هذا التفسير هو المشهور فيما بين الجمهور.

وقال السكاكي : الالتفات عند أهل المعاني إمّا ذلك التعبير أو التعبير بأحدها فيما حقّه التعبير بغيره ، وكأنه حمل السكاكي قولهم بعد التعبير عنه بآخر منها على أعم من التعبير حقيقة أو حكما ، فإنّ اقتضاء المقام تعبيرا في حكم التعبير ، فالتفسير المشهور أخصّ من تفسير السكاكي فقول الشاعر : تطاول ليلك بالإثمد.

فيه التفات على تفسير السكاكي ، وقد صرّح بذلك أيضا إذ مقتضى الظاهر أن يقال : تطاول ليلي ، وليس على التفسير المشهور منه إذ لم يذكر تطاول ليلي سابقا. هذا خلاصة ما في المطول والأطول ، فظهر أنّ الالتفات ستة أقسام. فمن التكلّم إلى الخطاب قوله تعالى : (وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ ، وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ) (٢) ، ومن التكلّم إلى الغيبة قوله (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ) (٣) والأصل لنغفر لك ، ومن الخطاب إلى التكلّم لم يقع في القرآن ومثّل له بعضهم بقوله (فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ) (٤) ، ثم قال (إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا) (٥) ، وهذا المثال لا يصحّ لأن شرط الالتفات أن يكون المراد به واحدا. ومن الخطاب إلى الغيبة قوله (حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ) (٦) والأصل بكم. ومن الغيبة إلى الخطاب قوله (وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً لَقَدْ جِئْتُمْ) (٧) والأصل لقد جاءوا. ومن الغيبة إلى التكلّم قوله : (وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَزَيَّنَّا) (٨).

تنبيهات

الأوّل شرط الالتفات بهذا المعنى أن يكون الضمير في المنتقل إليه عائدا في نفس الأمر إلى المنتقل عنه ، وإلاّ يلزم أن يكون في أنت صديقي التفات. الثاني شرطه أيضا أن يكون في جملتين صرّح به صاحب الكشاف وغيره. الثالث ذكر التنوخي في الأقصى الغريب (٩) وابن الأثير وغيرهما نوعا غريبا من الالتفات وهو بناء الفعل للمفعول بعد خطاب فاعله أو تكلّمه كقوله تعالى (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) (١٠) بعد أنعمت ، فإنّ المعنى غير الذين غضبت عليهم. وتوقف صاحب عروس الأفراح. الرابع قال ابن أبي الإصبع : جاء في القرآن من الالتفات قسم غريب جدا لم أظفر في الشعر بمثاله ، وهو أن يقدم المتكلّم في كلامه مذكورين مرتّبين ثم يخبر عن الأول منهما وينصرف عن الإخبار عنه إلى الإخبار عن الثاني ، ثم يعود إلى الإخبار عن الأول كقوله تعالى : (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ، وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ

__________________

(١) الأسراء / ١.

(٢) الأنعام / ٧١ ـ ٧٢.

(٣) الفتح / ١ ـ ٢.

(٤) طه / ٧٢.

(٥) طه / ٧٣.

(٦) يونس / ٢٢.

(٧) (مريم / ٨٨ ـ ٨٩.

(٨) فصلت / ١٢.

(٩) الأقصى الغريب والصحيح الأقصى القريب في علم البيان لأبي علي محمد بن محمد التنوخي ، زين الدين GALS ,I ,٤٩٩.

(١٠) الفاتحة / ٧.

٢٥٢

لَشَهِيدٌ) (١) انصرف عن الإخبار عن الإنسان إلى الإخبار عن ربه تعالى ، ثم قال منصرفا عن الإخبار عن ربه إلى الإخبار عن الإنسان بقوله (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) (٢). قال وهذا يحسن أن يسمّى التفات الضمائر. الخامس يقرب من الالتفات نقل الكلام من خطاب الواحد أو الاثنين أو الجمع لخطاب الآخر ذكره التنوخي وابن الأثير وهو ستة أقسام أيضا. مثاله من الواحد إلى الاثنين (قالُوا أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ) (٣) وإلى الجمع (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ) (٤) ومن الاثنين إلى الواحد (قالَ فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى) (٥) (فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى) (٦) وإلى الجمع (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً) (٧) ، ومن الجمع إلى الواحد (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (٨) وإلى الاثنين (يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ) (٩) إلى قوله (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ). السادس يقرب من الالتفات أيضا الانتقال من الماضي أو المضارع أو الأمر إلى آخر منها. مثاله من الماضي إلى المضارع (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) (١٠) وإلى الأمر (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ) (١١) و (أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ إِلاَّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ) (١٢) ومن المضارع إلى الماضي (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ) (١٣) وإلى الأمر (قالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ) (١٤) ومن الأمر إلى الماضي (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ) (١٥) وإلى المضارع (وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (١٦) كذا في الإتقان في نوع بدائع القرآن. السابع قال صاحب الأطول : لا يخفى أن التعبير عن معنى يقتضي المقام التعبير عنه بلفظ مذكر بلفظ مؤنث وبالعكس ، وكذا التعبير بمذكر بعد التعبير بمؤنث ينبغي أن يجعل تحت الالتفات ولو لم يثبت أنها جعلت التفاتا فنجعلها ملحقات به.

فائدة :

قال البعض : الالتفات من البيان ، وقيل من البديع. ولذا ذكره السكّاكي في علم البديع.

فائدة :

وجه حسن الالتفات أن الكلام إذا نقل من أسلوب يتوقعه السامع إلى أسلوب لا يتوقعه سواء وجد المتوقع قبل غير المتوقع كما في الالتفات المشهور أو لم يوجد كما في الالتفات السكّاكي كان أحسن نظرية لنشاط السامع وأكثر إيقاظا للإصغاء إليه ، كذا في الأطول.

__________________

(١) العاديات / ٦ ـ ٧.

(٢) العاديات / ٨.

(٣) يونس / ٧٨.

(٤) الطلاق / ١.

(٥) طه / ٤٩.

(٦) طه / ١١٧.

(٧) يونس / ٨٧.

(٨) يونس / ٨٧.

(٩) الرحمن / ٣٣.

(١٠) الحج / ٢٥.

(١١) الأعراف / ٢٩.

(١٢) المائدة / ١.

(١٣) النمل / ٨٧.

(١٤) هود / ٥٤.

(١٥) البقرة / ١٢٥.

(١٦) الأنعام / ٧٢.

٢٥٣

فائدة :

ملخّص ما ذكر القوم في هذا المقام أنّ في الالتفات أربعة مذاهب. ووجه الضبط أن يقال لا يخلو إمّا أن يشترط فيه سبق التعبير بطريق آخر أم لا ، الثاني مذهب الزمخشري والسكّاكي ومن تبعهما ، وعلى الأول لا يخلو إمّا أن يشترط أن يكون التعبيران في كلام واحد أو لا ، الأول مذهب البعض ، وعلى الثاني لا يخلو إمّا أن يشترط كون المخاطب في التعبيرين واحدا أم لا ، الأول مذهب صدر الأفاضل (١) ، والثاني مذهب الجمهور ، كذا في الچلبي حاشية المطوّل.

الالتفاف : [في الانكليزية] Conversion ، divergence ، obliquity ـ [في الفرنسية] Conversion ، divergence ، obliquite

هو مصدر من باب الافتعال وهو عند أهل الهيئة الانحراف المسمّى بعرض الوراب. وسيأتي في لفظ العرض.

التقاء الخاطرين : [في الانكليزية] Telepathy ـ [في الفرنسية] Telepathie

هو عند البلغاء أن يتّفق شاعران في المجاوبات على قول مصراع أو بيت من الشعر ، إذا يراد معنى أو صفة بحيث لا يتّهم أحدهما بالأخذ من الآخر ، وذلك بأن يكون كلاهما في زمان واحد ومكان واحد ، فينشئان قولا على ذلك الخط ، بحيث لم يطّلع أحدهما على ما يقوله الآخر. وإذا كان هذا الأمر أي طريق المجاوبات يتفقون فيما بينهما على مدة يومين ثم يصنعون شيئا بشرط أن يكون تلاقيهما غير ممكن ، فله نفس الحكم. وإذا وافق بيت لأحد المتأخّرين بيت أحد من المتقدمين ، وكان القائل من أصحاب القريحة القوية فهذا من هذا القبيل. كما يقال لذلك أيضا توارد الخواطر (٢).

الالتماس : [في الانكليزية] Solicitation ـ [في الفرنسية] Sollicitation

لغة طلب الفعل مع التساوي ، وأمّا عرفا فيطلق على ما يكون مع نوع تواضع ، كما في البديع الميزان. وفي المطول في بحث الأمر الالتماس في العرف إنما يقال للطلب على سبيل نوع من التضرّع لا إلى حدّ الدعاء.

الالتواء : [في الانكليزية] Luxation ، obliquity ـ [في الفرنسية] Luxation ، obliquite

هو عند الأطباء زوال الفقرات إلى اليمين أو اليسار كما في حدود الأمراض. وعند أهل الهيئة وهو الانحراف ويسمّى بعرض الوراب أيضا.

الإلحاق : [في الانكليزية] Annexion ـ [في الفرنسية] Annexion

هو عند الصرفيين أن يزيد حرفا أو حرفين على تركيب زيادة غير مطّردة في إفادة معنى ليصير ذلك التركيب بتلك الزيادة مثل كلمة أخرى في عدد الحروف وحركاتها المعينة والسّكنات ، كلّ واحد في مثل مكانها في الملحق بها ، وفي تصاريفها من المضارع والماضي والأمر والمصدر واسم الفاعل واسم

__________________

(١) صدر الأفاضل : هو القاسم بن الحسين بن أحمد الخوارزمي ، مجد الدين الملقب بصدر الأفاضل. ولد بخوارزم عام ٥٥٥ هـ / ١١٦٠ م. ومات مقتولا عام ٦١٧ هـ / ١٢٢٠ م. من فقهاء الحنفية ، عالم بالعربية. له عدة مؤلفات. الأعلام ٥ / ١٧٥ ، الفوائد البهية ١٥٣ ، بغية الوعاة ٣٧٦. الجواهر المضية ١ / ٤١٠.

(٢) نزد بلغا ان است كه دو شاعر در مجاوبات مصراعي يا بيتي ويا معنى ويا صفتى را موافق بگويند چنان كه اتهام بر هيچ يكى نبود وان چنان باشد كه هر دو در زمان متحد ومكان متحد بانشاء رسانند بر ان نمط كه يكى را بر ديگرى اطلاع نبود واگر هر دو طريق مجاوبات قبول كنند وبعد يك دو روز فرصت طلبند وسازند وامكان اطلاع نبوده باشد همين حكم دارد واگر بيت متأخرين موافق بيت متقدمين افتد وقائل از انها باشد كه در قوت طبع او شبهه نبود هم ازين قبيل بود كذا في جامع الصنائع واين را توارد خاطرين نيز گويند.

٢٥٤

المفعول إن كان الملحق به فعلا رباعيا ، ومن التصغير والتكسير إن كان الملحق به اسما رباعيا لا خماسيا ، وفائدة الإلحاق أنه ربما يحتاج في تلك الكلمة إلى مثل ذلك التركيب في شعر أو سجع ولا يجب عدم تغيّر المعنى بزيادة الإلحاق ، كيف وأن معنى حوقل مخالف لمعنى حقل ، وشملل مخالف لشمل ، بل يكفي أن لا تكون تلك الزيادة في مثل ذلك الموضع مطّردة في إفادة معنى ، كما أن زيادة الهمزة في أكثر وأفضل للتفضيل وزيادة الميم في مفعل للمصدر أو الزمان أو المكان وفي مفعل للآلة ، ومن ثمّ لم نقل بأنّ هذه الزيادات للإلحاق ، وإن صارت الكلم بها كالرّباعي لظهور كون هذه الزيادات للمعاني ، فلا نحيلها على الغرض اللّفظي مع إمكان إحالتها على الغرض المعنوي وليس لأحد أن يرتكب كون الحرف لمعنى للإلحاق أيضا ، لأنه لو كان كذلك لم يدغم نحو أشدّ ومردّ لئلا ينكسر وزن جعفر ، كما لم يدغم مهدد وقردد لذلك ، وترك الإدغام في قردد ليس لكون أحد الدالين زائدة ، وإلاّ لم يدغم نحو قمد لزيادة أحدد إليه ولم يظهر نحو الندد وبلندد لأصالة داليهما ، بل هو للمحافظة على وزن الملحق به ، وربما لا يكون لأصل الملحق معنى في كلامهم ككوكب وزينب فإنه لا معنى لتركيب ككب وزنب.

قولنا : أن يزيد حرفا نحو كوثر قولنا أو حرفين كالندد ، وأما اقعنسس واحرنسى فقالوا ليس الهمزة والنون فيهما للإلحاق بل أحد سيني اقعنسس وألف الحرنسى للإلحاق فقط وذلك لأن الهمزة والنون فيهما في مقابلة الهمزة والنون الزائدتين في الملحق به أيضا ، ولا يكون الإلحاق إلاّ بزيادة حرف في موضع الفاء أو العين أو اللام ، هذا ما قالوا. قال الرضي وأنا لا أرى منعا من أن يزاد للإحلاق لا في مقابلة الحرف الأصلي إذا كان الملحق به ذا زيادة ، فنقول : زوائد اقعنسس كلها للإلحاق باحرنجم ، وقد يلحق الكلمة بكلمة ثم يزاد على الملحقة ما يزاد على الملحق بها كما ألحق شيطن وسلقى بدحرج ثم ألحق الزيادة فقيل تشيطن واسلنقى كما قيل تدحرج واحرنجم فيسمّى مثله ذا زيادة الملحق وليس اقعنسس كذلك إذ لم يستعمل قعسس ولا يلحق كلمة بكلمة مزيد فيها إلاّ بأن يجيء في الملحقة ذلك الزائد بعينه في مثل مكانه ، فلا يقال إنّ اعشوشب واجلوذّ ملحقان باحرنجم لأن الواو فيهما في موضع نونه ؛ ولذا ضعّف قول سيبويه في نحو سودد ملحق بجندب المزيد نونه ، وقوي قول الأخفش أنه ثبت جحدب وأنّ سودد ملحق به.

قولنا والمصدر يخرج نحو افعل وفعّل وفاعل فإنها ليست ملحقة بدحرج لأن مصادرها إفعال وتفعيل ومفاعلة مع أن زياداتها مطّردة لمعان ولا يكفي مساواة إفعال وفعال وفيعال كإخراج وقتال وقيتال لفعلال مصدر فعلل ، لأنّ المخالفة في شيء من التصاريف تكفي في الدلالة على عدم الإلحاق لا سيما واشتهر مصدر فعلل فعللة. قولنا في التصغير والتكسير يخرج عنه نحو حمار وإن كان على وزن قمطر لأنّ جمعه قماطر ولا يجمع حمار على حمائر بل على حمر. وأمّا شمائل جمع شمال فلا يرد اعتراضا لأن فعائل غير مطّرد في جمع فعال.

قولنا لا خماسيا لأن الملحق به لا يحذف آخره في التصغير والتكسير كما يحذف في الخماسي بل يحذف الزائد منه أين كان ، لأنه لمّا احتيج إلى حذف حرف واحد فالزائد أولى. قيل لا يكون حرف الإلحاق في الأول فليس أبلم ملحق ببرثن. قال الرضي ولا أرى منعا منه فإنها تقع أولا للإلحاق مع مساعد اتفاقا كما في الندود وبلندود ، فما المانع أن يقع بلا مساعد. وقيل لا يقع الألف للإلحاق في الاسم حشوا أي وسطا ولا دليل على هذا الامتناع. وقال بعضهم

٢٥٥

الألف لا تكون للإلحاق أصلا ولا دليل على ما قال أيضا.

فائدة :

كل كلمة زائدة على ثلاثة أحرف ، في آخرها مثلان مظهران فهي ملحقة ، سواء كانا أصليين كما في الندد أو أحدهما زائدا كما في مهدد ، لأن الكلمة إذن ثقيلة ، وفكّ التضعيف ثقيل ، فلو لا قصد مماثلتهما لرباعي أو خماسي لأدغم الحرف طلبا للتخفيف. فلهذا قيل إنّ مهدد ملحق بجعفر دون معد. ولهذا قال سيبويه نحو سودد ملحق بجندب مع كون النون في جندب زائدا هكذا يستفاد مما ذكر الرضي في الشافية.

الإلغاء : [في الانكليزية] Abolition ـ [في الفرنسية] Abolition

هو عند النحاة إبطال العمل في اللفظ والمعنى وسيأتي في لفظ التعليق. وعند الأصوليين وجود الحكم بدون الوصف في صورة وحاصله عدم تأثير الوصف ، أي العلّة. وسيأتي في لفظ السّير.

الألفة : [في الانكليزية] Familiarity ـ [في الفرنسية] Familiarite

بالضم هي في اللغة خوگرفتگي كما في الصّراح ، وعند السالكين هي من مراتب المحبة وهي ميلان القلب إلى المألوف. ويقول في الصحيفة الثامنة عشرة من «الصحائف» : الألفة على خمس درجات : الأول : النظر في أفعال الصانع. يقول الشاعر : وفي كل شيء له آية تدلّ على أنّه الواحد. وذلك مثل أن يتكلّم أحدهم عن الصفات الحسنة لأحد أصحابه أمام آخر ، فتنشأ لديه حركة نحو محبة ذلك الآخر الموصوف.

ثانيا : كتمان الميل وتحمّل المشقّة. وهنا نجد الأليف يستر أحواله مع أنّ صفرة وجهه ودموع عينه تظهر ما يخفي.

ثالثا : التمنّي. وفي هذا المقام لا يبالي بروحه ولا بهلاكه ويقول : وإن يكون الوصال متعذرا ومستحيلا إلاّ أنّ الموت ما أحسن الموت في سبيله!.

رابعا : الإخبار والاستخبار. الأليف في هذه المرحلة يخبر عن حاله ويستخبر عن أحوال مألوفه ، وبسبب حالة شبه الجنون يخاطب الصّبا بسره حينا ويرجو الجواب من النسيم حينا آخر (١).

خامسا : التضرّع ، وهنا نجد الأليف يتقدّم متضرّعا باكيا.

الألم : [في الانكليزية] Suffering ـ [في الفرنسية] Douleur

هو إدراك المنافر من حيث هو منافر ، ويقابله اللّذة ، وسيجيء ذكره هناك مستوفى.

الإلمام : [في الانكليزية] Plagiarism ـ [في الفرنسية] Plagiat

بالميم عند الشعراء قسم من السّرقة ، ويسمّى سلخا أيضا.

الإلهام : [في الانكليزية] Inspiration ، revelation ـ [في الفرنسية] Inspiration ، revelation

بالهاء لغة الإعلام مطلقا وشرعا إلقاء

__________________

(١) ودر صحائف در صحيفه هجدهم ميگويد الفت را پنج درجه است. اوّل نظر در افعال صانع شعر.

وفي كل شيء له آية

تدل على انه واحد

وآن به منزله آن باشد كه كسي بعضي صفات صاحب حسني پيش كسي گويد وبدان سبب دوستى او در دل بجنبد. دوم كتمان ميلان است وتحمل مشقات اينجا اليف احوال خود را نهان دارد اگرچه رخ زرد وچشم ترش ظاهر كند. سيوم تمنا است درين مقام نه از جان انديشد ونه از هلاك وگويد اگرچه وصول متعذر ومستحيل اما در آرزوى مردن خوشتر. چهارم اخبار واستخبار اليف درين مقام خواهد اخبار كند واز احوال مألوف خود استخبار واز سر ديوانگى گاه راز با صبا گويد وگاه جواب از نسيم جويد. پنجم تضرع است درين مقام اليف بتضرع وزارى پيش آيد.

٢٥٦

معنى في القلب بطريق الفيض أي بلا اكتساب وفكر ولا استفاضة بل هو وارد غيبي ورد من الغيب ، وقد يزاد من الخير ليخرج الوسوسة.

ولهذا فسّره البعض بإلقاء الخير في قلب الغير بلا استفاضة فكرية منه. ويمكن أن يقال استغنى عنه لأن الإلقاء من الله تعالى لأنه المؤثّر في كل شيء. فقولهم بطريق الفيض يخرج الوسوسة لأنه ليس إلقاء بطريق الفيض بل بمباشرة سبب نشأ من الشيطان وهو أخص من الإعلام إذ الإعلام قد يكون بطريق الاستعلام. وهو أي الإلهام ليس سببا يحصل به العلم لعامة الخلق ويصلح للإلزام على الغير ، لكن يحصل به العلم في حقّ نفسه ، هكذا يستفاد من شرح العقائد النسفية وحواشيه.

الإلهامية : [في الانكليزية] Al Ilhamiyya (sect) ـ [في الفرنسية] Al ـ Ilhamiyya (secte)

فرقة من المتصوّفة المبطلة وهم موافقون للقرامطة والدّهرية ، فهم يعرضون عن قراءة وتعلّم القرآن والعلوم الدينية ، ويقولون : المسلم الظاهر هو حجاب لطريق الباطن ، وإنما يتعلمون الأشعار (١). كذا في توضيح المذاهب.

الألوهية : [في الانكليزية] Divinity ، deism ـ [في الفرنسية] Divinite ، deisme ، theisme

هي عند الصوفية اسم مرتبة جامعة لمراتب الأسماء والصفات كلها ، كذا في شرح الفصوص في الفص الأول. وفي الإنسان الكامل جمع حقائق الوجود وحفظها في مراتبها يسمّى الألوهية. والمراد بحقائق الوجود أحكام المظاهر مع الظاهر فيها أعني الحق والخلق.

فشمول المراتب الإلهية والكونية وإعطاء كلّ ذي حقّ حقه من مرتبة الوجود هو معنى الألوهية.

والله اسم لربّ هذه المرتبة ، ولا يكون ذلك إلاّ الذات الواجب الوجود ؛ فأعلى مظاهر الذات الألوهية إذ له الحيطة على كل مظهر. فالألوهية أمّ الكتاب والقرآن هو الأحدية والفرقان هو الواحدية والكتاب المجيد هو الرحمانية ، كل ذلك بالاعتبار وإلاّ فامّ الكتاب بالاعتبار الأولي الذي عليه اصطلاح القوم ، هو ماهية كنه الذات. والقرآن هو الذات ، والفرقان هو الصفات ، والكتاب هو الوجود المطلق. ولا خلاف بين القولين إلاّ في العبارة والمعنى واحد. فأعلى الأسماء تحت الألوهية الأحدية. والواحدية أول تنزّلات الحق من الأحدية. فأعلى المراتب التي شملتها الواحدية المرتبة الرحمانية ، وأعلى مظاهر الرحمانية في الربوبية ، وأعلى مراتب الربوبية في اسمه الملك ، فالملائكة (٢) تحت الربوبية والربوبية تحت الرحمانية والرحمانية تحت الواحدية والواحدية تحت الأحدية والأحدية تحت الألوهية ، لأن الألوهية إعطاء حقائق الوجود وغير الوجود حقّها مع الحيطة والشمول. والأحدية حقيقة من حقائق الوجود فالألوهية أعلى ، ولذا كان اسمه الله أعلى الأسماء وأعلى من اسمه الأحد ، انتهى ما في الإنسان الكامل.

قال العلماء : الله اسم للذات الواجب الوجود والمستحق لجميع المحامد. وذكر الوصفين إشارة إلى استجماع اسم الله جميع صفات الكمال. أمّا وجوب الوجود فلأنه (٣) يستتبع سائر صفات الكمال. وأمّا استحقاق جميع المحامد فلأن كلّ كمال يستحق أن يحمد

__________________

(١) وايشان موافق اند به قرامطه ودهريه كه از خواندن وآموختن قران وعلوم ديني اعراض كنند وگويند كه مسلم ظاهر حجاب راه باطن است وابيات واشعار آموزند كذا في توضيح المذاهب.

(٢) الملكية (م).

(٣) فإنه (م ، ع).

٢٥٧

عليه ، فلو شذّ كمال عن (١) الثبوت له تعالى لم يكن مستحقا للحمد على هذا الكمال فلم يكن مستحقا لجميع المحامد. وأمّا وجه استجماعه سائر صفات الكمال ودلالته عليها فهو أنه تعالى اشتهر بهذه الصفات في ضمن إطلاق هذا الاسم فتفهم هذه الصفات منه ولا تفهم هذه الصفات من اسمه الرحمن عند إطلاقه وذلك كاشتهار حاتم بالجود في ضمن إطلاق هذا الاسم.

فائدة :

اختلفوا في واضعه ، والأصح أن واضعه هو الله لأن القوة البشرية لا تفي بإحاطة جميع مشخّصات ذاته ثم أوحى إلى النبي عليه‌السلام أو ألهم إلى العباد بأنه علم للذات كما هو رأي الأشعري في وضع جميع الألفاظ. وقيل واضعه البشر. ويكفي في ملاحظة المشخّصات من كونه تعالى قادرا موجدا للعالم رزاقا إلى غير ذلك من الصفات.

فائدة :

اختلفوا في أنه مشتق أم لا ، فالمحقّقون على أنه ليس بمشتق بل هو اسم مرتجل لأنه يوصف ولا يوصف به ، وأيضا لا بدّ للصفات من موصوف تجري تلك الصفات عليه ، فلو جعلتها كلها صفات بقيت غير جارية على اسم موصوف بها ، ولأنه لو كان وصفا لم يكن قوله لا إله إلاّ الله توحيدا. وقيل إنه مشتق من أله إلهة وألوهية وألوهة بمعنى عبد وأصله إله فعال بمعنى المفعول أي المعبود فحذفت الهمزة من غير تعويض بدليل قولنا الإله. وقيل عوّض عنها الألف واللام ، ولذا قيل يا الله بقطع الهمزة ، إلاّ أنه مختص بالمعبود بالحق. والإله في أصل وضعه لكل معبود بحق كان أو لا ، ثم غلب على المعبود بحق. وقيل مشتق من آله بمعنى تحيّر إذ العقول تتحير في معرفته. وقيل من إله الفصيل إذا اولع بأمه إذ العباد مولعون بالتضرّع إليه. وقيل من وله إذا تحيّر فهمزته بدل عن الواو كإعاء وإشاح. وقيل أصله لاه مصدر لاه يليه إذا احتجب وارتفع لأنه محجوب عن البصر ومرتفع عن كلّ شيء. وقيل أصله لاها بالسريانية فعرّب بحذف الألف الأخيرة وإدخال لام التعريف في أوّله ، هكذا يستفاد من التفاسير وحواشي التلخيص.

الأم : [في الانكليزية] Mother ، the disk of the astrolabe ـ [في الفرنسية] La mere ، le disque de l\'astrolabe

بالضمّ والتشديد. ويقال لها بالفارسية «مادر» وأصل كلّ شيء والكبير والقبر ، ومكان العودة ، والعلم ، ومكة ، واللوح المحفوظ وتجمع على أمّهات (٢) ، كما في كشف اللغات. فأصل الأم أمه أسقط الهاء عنه وردّت في الجمع. وقد يجمع الأم على الأمات أيضا بغير هاء ، وأكثر استعمال الأمات في الحيوان غير الآدمي على ما في التفسير الكبير. وفي الصّراح الأمهات للناس والأمات للبهائم ، وتصغيرها أميمة. والأمّ في علم الأسطرلاب عبارة عن جسم عليه كرسي ومشتمل على صفائح وغيرها ، ويقال لها حجرة أيضا. وفي بعض تصانيف أبي الريحان مسطور أنّ الحجرة هي طوق على أطراف الأسطرلاب وأمّه هي صفيحة يتركّب عليها ذلك الطوق. كذا في شرح العشرين بابا.

وفي بعض جاء أنّ الأمّ هي الدائرة الكبيرة للأسطرلاب وهي التي على ظهرها تثبت آلة الارتفاع ، وفيها جوف بحيث يوضع فيه الصفائح والعنكبوت. وبهذا الاعتبار يقال لها أيضا أمّ

__________________

(١) من (م).

(٢) مادر اصل هر چيزى ومهتر وقبر وجاي بازگشتن وعلم ومكه ولوح محفوظ امهات جمع كما في كشف اللغات.

٢٥٨

الحجرة (١). ومرجع هذا نحو القول الأول.

الأمارة : [في الانكليزية] Presumption ـ [في الفرنسية] Presomption

هي عند الأصوليين والمتكلمين هو الدليل الظنّي. وعرّفت بما يمكن التوصّل فيه بصحيح النظر إلى الظنّ بمطلوب خبري ، ويجيء توضيحه في لفظ الدليل. ثم الأمارة قد تكون مجرّدة أي وصفا طرديا لا مناسبا ولا شبيها به ، وقد تكون باعثة أي مناسبة كذا في العضدي. وفي تعريفات السيّد الجرجاني : الأمارة لغة العلامة ، واصطلاحا هي التي يلزم من العلم بها الظنّ بوجود المدلول كالغيم بالنسبة إلى المطر فإنه يلزم من العلم به الظن بوجود المطر.

الإمالة : [في الانكليزية] Inclination ـ [في الفرنسية] Inclination

هي عند القرّاء والصرفيين أن ينحو بالفتحة نحو الكسرة وبالألف نحو الياء كثيرا وهو المحض ، ويقال له الإضجاع والبطح والكسر ؛ وقليلا وهو بين اللفظين ، ويقال له أيضا التقليل والتلطيف ، وبين بين ، فهي قسمان : شديدة ومتوسطة ، وكلاهما جائزان في القراءة.

والشديدة يجتنب معها القلب الخالص والاشباع المبالغ فيه ، والمتوسطة بين الفتح المتوسط والإمالة الشديدة. قال الداني : علماؤنا مختلفون أيهما أوجه وأولى ، وأنا أختار الإمالة الوسطى التي هي بين بين لأن الغرض من الإمالة حاصل بها وهو الإعلام بأن أصل الألف الياء والتنبيه على انقلابها إلى الياء في موضع أو مشاكلتها للكسر المجاور لها أو الياء ، وتوضيح المسائل يطلب من الاتقان.

الإمام : [في الانكليزية] The imam ـ [في الفرنسية] L\'imam

بالكسر بالفارسية : پيشوا ، والطريق الواضح ، والقرآن واللوح المحفوظ. كما في كشف اللغات (٢). وعند المتكلمين هو خليفة الرسول عليه‌السلام في إقامة الدين بحيث يجب اتباعه على كافة الأمة. وعند المحدّثين هو المحدّث والشيخ وقد سبق في المقدمة. وعند القرّاء والمفسّرين وغيرهم مصحف من المصاحف التي نسخها الصحابة رضي‌الله‌عنهم بأمر عثمان رضي‌الله‌عنه ، ثم أرسل منها إلى كل مصر مصحفا وأمسك عنده مصحفا ، فيسمّى كلّ من تلك المصاحف إماما ، لا المصحف الذي كان عند عثمان وحده كما قيل ، كذا ذكر الخفاجي (٣) في حاشية البيضاوي في تفسير اهدنا الصراط المستقيم.

الإمامان : [في الانكليزية] The two imams or guides ـ [في الفرنسية] Les deux imams ou guides

هو تثنية الإمام ، وأما معناه عند السّالكين فيجيء في لفظ القطب.

الإمامة : [في الانكليزية] Imamate ـ [في الفرنسية] Imamat

بالكسر في اللغة پيش نمازي گردن كما في الصّراح. وعند المتكلمين هي خلافة الرسول عليه‌السلام في إقامة الدين وحفظ حوزة الإسلام بحيث يجب اتباعه على كافة الأمة

__________________

(١) وأم در علم اسطرلاب عبارت است از جسمي كه برو كرسي باشد ومشتمل باشد بر صفائح وغير آن وآن را حجره نيز نامند.

ودر بعضى تصانيف ابي ريحان مسطور است كه حجره آن طوقيست كه بر كناره اسطرلاب باشد وأم آن صفيحه كه آن طوق بر ان مركب است كذا في شرح بيست باب. ودر بعضي رسائل گويد أم دائره بزرگ اسطرلاب باشد گه بر پشت آن آلت ارتفاع بسته باشند ودر وى جوفى باشد كه صفائح وعنكبوت درو موضع كنند وبدين اعتبار او را أم حجره نيز گويند ومرجع اين به سوى قول اوّل است.

(٢) پيشوا وراه روشن وقرآن ولوح محفوظ كما في كشف اللغات.

(٣) الخفاجي : هو أحمد بن محمد بن عمر ، شهاب الدين الخفاجي المصري. ولد بمصر عام ٩٧٧ هـ / ١٥٦٩ م. وتوفي فيها عام ١٠٦٩ هـ / ١٦٥٩ م. قاضي القضاة ، عالم باللغة والأدب والتفسير. له الكثير من المصنفات. الأعلام ١ / ٢٣٨ ، خلاصة الأثر ١ / ٣٣١ ، آداب اللغة ٣ / ٢٨٦.

٢٥٩

والذي هو خليفته يسمّى إماما. وقولنا يجب اتباعه الخ يخرج من ينصّبه الإمام في ناحية كالقاضي ، ويخرج المجتهد أيضا إذ لا يجب اتباعه على الأمة كافة بل على من قلّده خاصة ، ويخرج الآمر بالمعروف أيضا. وهذا التعريف أولى من قولهم الإمامة رئاسة عامة في أمور الدين لشخص من الأشخاص. وقيد العموم احتراز عن القاضي والرئيس وغيرهما. والقيد الأخير احتراز عن كل الأمة إذا عزلوا الإمام عند فسقه ، فإنّ الكل ليس شخصا واحدا وإنما كان أولى إذ ينتقض هذا التعريف بالنبوّة.

فائدة :

في شروط الإمامة الجمهور على أنّ أهل الإمامة ومستحقها من هو مجتهد في الأصول والفروع شجاع ذو رأي. وقيل لا تشترط هذه الصفات الثلاث. نعم يجب أن يكون عدلا عاقلا بالغا ذكرا حرا ، فهذه الشروط الخمسة بل الثمانية معتبرة بالإجماع ، إذ القول بعدم اشتراط الثلاث الأول مما لا يلتفت إليه ، وهاهنا صفات أخر في اشتراطها خلاف. الأولى أن يكون قريشيا اشترطه الأشاعرة والجبائية (١) ومنعه الخوارج وبعض المعتزلة. الثانية أن يكون هاشميّا شرطه الشيعة. الثالثة أن يكون عالما لجميع مسائل الدين شرطه الإمامية أيضا.

الرابعة ظهور الكرامة على يده وبه قال الغلاة (٢) ولم يشترط هذه الثلاثة الأشاعرة. والخامسة أن يكون معصوما شرطها الإمامية والإسماعيلية ولم يشترطها الأشاعرة.

فائدة :

يثبت الإمامة بالنصّ من الرسول أو من السابق بالإجماع ويثبت أيضا بتبعية أهل الحلّ والعقد عند أهل السنة والجماعة والمعتزلة الصالحية (٣) من الزيدية (٤) خلافا لأكثر الشيعة ، فإنهم قالوا لا طريق إلاّ النص. وان شئت الزيادة فارجع إلى شرح المواقف وغيره. وقال بعض الصوفية الإمامة قسمان إمامة ظاهرية وإمامة باطنية وسيجيء في لفظ الخلافة.

الإمامية : [في الانكليزية] Al ـ Imamiyya (sect) ـ [في الفرنسية] Al ـ Imamiyya (secte)

فرقة من الشيعة قالوا بالنصّ الجلي على إمامة عليّ وكفّروا الصحابة (٥) ، ووقعوا فيهم وساقوا الإمامة إلى جعفر الصادق (٦) واختلفوا

__________________

(١) الجبائية : فرقة من المعتزلة أصحاب محمد بن عبد الوهاب الجبائي ، من معتزلة البصرة ، وكانت لهذه الفرقة آراء خاصة فيما يتعلق بطاعة الله وأفعال العباد. وقد فصّل آراءها ومعتقداتها كل من : الملل ٧٨ ، الفرق ١٨٣ ، التبصير ٥٢ ، طبقات المعتزلة ٨٠ ، العبر ٢ / ١٢٥.

(٢) الغلاة : من الفرق الرافضة التي انشقت عنها وتطرفت في معتقداتها حتى قالوا بإلهية الأئمة وأباحوا محرمات الشريعة ، وأسقطوا وجوب الفرائض واعتقدوا اعتقادات باطلة حتى لقبوا بالغلاة وأخرجوا من دائرة الإسلام. وهؤلاء الغلاة انقسموا إلى عشرين فرقة ، منها السبئية ، البيانية ، المغيرية ، الجناحية ، الخطابية وغيرها. وقد ذكرها البغدادي في الفرق ٢٣٠ ، الملل النحل ١٧٣ ، التبصير ٧١ وما بعدها.

(٣) الصالحية : من فرق الشيعة الزيدية ، أصحاب الحسن بن صالح بن حي ، توقفوا في تكفير عثمان إلا إن ورد خبر بذلك. وأن عليا هو أفضل الناس بعد رسول الله ، كما جوزوا إمامة المفضول مع وجود الفاضل وغير ذلك من الآراء. الملل ١٦١ ، الفرق ٣٣ ، مقالات ١ / ١٣٦ ، التبصير ١٧.

(٤) الزيدية : فرقة شيعية أتباع زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. ساقوا الإمامة في أولاد فاطمة ولم يجوزا ثبوت الإمامة في غيرهم. وكانت لهم آراء مخالفة للشيعة الإمامية والإسماعيلية. ثم انقسموا إلى فرق عدة ، ذكرتها كتب الفرق والمقالات والعقيدة : الملل ١٥٤ ، الفرق ٢٩ ، مقالات الإسلاميين ١ / ١٣٢ ، التبصير ١٦.

(٥) وكفروا الصحابة (ـ ع).

(٦) جعفر الصادق هو الإمام جعفر بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط الهاشمي القرشي ، أبو عبد الله الملقب بالصادق. ولد بالمدينة المنورة عام ٨٠ هـ / ٦٩٩ م. وتوفي فيها عام ١٤٨ هـ / ٧٦٥ م. سادس الأئمة الاثني

٢٦٠