موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم - ج ١

محمّد علي التهانوي

موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم - ج ١

المؤلف:

محمّد علي التهانوي


المحقق: الدكتور علي دحروج
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون
الطبعة: ١
الصفحات: ١٠٥٢
الجزء ١ الجزء ٢

الاجتهاد : [في الانكليزية] Ijtihad (independent judgement) jurisprudence ـ [في الفرنسية] Ijtihad (jugement independant) jurisprudence

في اللغة استفراغ الوسع في تحصيل أمر من الأمور مستلزم للكلفة والمشقّة. ولهذا يقال اجتهد في حمل الحجر ولا يقال اجتهد في حمل الخردلة. وفي اصطلاح الأصوليين استفراغ الفقيه الوسع لتحصيل ظنّ بحكم شرعي. والمستفرغ وسعه في ذلك التحصيل يسمّى مجتهدا بكسر الهاء. والحكم الظنّي الشرعي الذي عليه دليل يسمّى مجتهدا فيه بفتح الهاء. فقولهم استفراغ الوسع معناه بذل تمام الطّاقة بحيث يحسّ من نفسه العجز عن المزيد عليه ، وهو كالجنس ، فتبين بهذا أنّ تفسير الآمدي ليس اعمّ من هذا التفسير كما زعمه البعض. وذلك لأنّ الآمدي عرّف الاجتهاد باستفراغ الوسع في طلب الظنّ بشيء من الأحكام الشرعية على وجه يحسّ من النفس العجز عن المزيد عليه. وبهذا القيد الأخير خرج اجتهاد المقصّر وهو الذي يقف عن الطلب مع تمكنه من الزيادة على فعل من السعي ، فإنه لا يعدّ هذا الاجتهاد في الاصطلاح اجتهادا معتبرا. فزعم هذا البعض أنّ من ترك هذا القيد جعل الاجتهاد أعمّ. وقيد (١) الفقيه احتراز عن استفراغ غير الفقيه وسعه كاستفراغ النّحوي وسعه في معرفة وجوه الإعراب واستفراغ المتكلّم وسعه في التوحيد والصفات واستفراغ الأصولي وسعه في كون الأدلة حججا. قيل والظاهر أنّه لا حاجة لهذا الاحتراز. ولذا لم يذكر هذا القيد الغزالي والآمدي وغيرهما فإنه لا يصير فقيها إلاّ بعد الاجتهاد ، اللهم إلاّ أن يراد بالفقه التهيّؤ بمعرفة الأحكام. وقيد الظن احتراز من القطع إذ لا اجتهاد في القطعيّات. وقيد شرعي احتراز عن الأحكام العقليّة والحسيّة. وفي قيد بحكم إشارة إلى أنّه ليس من شرط المجتهد أن يكون محيطا بجميع الأحكام ومدارها بالفعل ، فإنّ ذلك ليس بداخل تحت الوسع لثبوت لا أدري في بعض الأحكام ، كما نقل عن مالك أنه سئل عن أربعين مسألة فقال في ستّ وثلاثين منها لا أدري. وكذا عن أبي حنيفة قال في ثمان مسائل لا أدري ، وإشارة إلى تجزئ الاجتهاد لجريانه في بعض دون بعض. وتصويره أنّ المجتهد حصل له في بعض المسائل ما هو مناط الاجتهاد من الأدلة دون غيرها ، فهل له أن يجتهد فيها أو لا ، بل لا بدّ أن يكون مجتهدا مطلقا عنده ما يحتاج إليه في جميع المسائل من الأدلة. فقيل له ذلك إذ لو لم يتجزّأ الاجتهاد لزم علم المجتهد الآخذ بجميع المآخذ ويلزمه العلم بجميع الأحكام ، واللازم منتف لثبوت لا أدري كما عرفت. وقيل ليس له ذلك ولا يتجزّأ الاجتهاد ، والعلم بجميع المآخذ لا يوجب العلم بجميع الأحكام لجواز عدم العلم بالبعض لتعارض ، وللعجز في الحال عن المبالغة إمّا لمانع يشوّش الفكر أو استدعائه زمانا.

اعلم أن المجتهد في المذهب عندهم هو الذي له ملكة الاقتدار على استنباط الفروع من الأصول التي مهّدها أمامه كالغزالي ونحوه من أصحاب الشافعي وأبي يوسف ومحمد (٢) من أصحاب أبي حنيفة ، وهو في مذهب الإمام

__________________

(١) قيل (م ، ع).

(٢) محمد بن حسن الشيباني هو محمد بن الحسن بن فرقد ، من موالي بني شيبان ، أبو عبد الله. ولد بواسط عام ١٣١ هـ / ٧٤٨ م وتوفي بالري عام ١٨٩ هـ / ٨٠٤ م. فقيه ، أصولي مجتهد صاحب أبي حنيفة. تولى القضاء للرشيد. وكان فصيحا. له تصانيف هامة. الاعلام ٦ / ٨٠ ، الفوائد البهية ١٦٣ ، وفيات الاعيان ١ / ٤٥٣ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٠٢ ، الجواهر المضيئة ٢ / ٤٢ ، لسان الميزان ٥ / ١٢١ ، تاريخ بغداد ٢ / ١٧٢ وغيرها.

١٠١

بمنزلة المجتهد المطلق في الشرع حيث يستنبط الأحكام من أصول ذلك الإمام.

فائدة :

للمجتهد شرطان : الأول معرفة الباري تعالى وصفاته وتصديق النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمعجزاته وسائر ما يتوقّف عليه علم الإيمان ، كلّ ذلك بأدلة إجماليّة وإن لم يقدر على التّحقيق والتفصيل على ما هو دأب المتبحّرين في علم الكلام. والثاني أن يكون عالما بمدارك الأحكام وأقسامها وطرق إثباتها ووجوه دلالاتها وتفاصيل شرائطها ومراتبها وجهات ترجيحها عند تعارضها والتقصّي عن الاعتراضات الواردة عليها ، فيحتاج إلى معرفة حال الرّواة وطرق الجرح والتعديل وأقسام النّصوص المتعلقة بالأحكام وأنواع العلوم الأدبية من اللغة والصرف والنحو وغير ذلك ، هذا في حقّ المجتهد المطلق الذي يجتهد في الشرع.

وأمّا المجتهد في مسألة فيكفيه علم ما يتعلّق بها ولا يضرّه الجهل بما لا يتعلّق بها ، هذا كلّه خلاصة ما في العضدي وحواشيه وغيرها.

الأجرام الأثيريّة : [في الانكليزية] Stars ، heavenly bodies ـ [في الفرنسية] Astres ، corps celestes

هي الأجسام الفلكية مع ما فيها وتسمّى عالما علويّا أيضا ، كذا ذكر الفاضل [عبد] (١) العلي البرجندي في بعض تصانيفه. وجرم الكوكب يطلق أيضا على نوره في الفلك وورد مشروحا في لفظ الاتصال ، ويسمّى نصف الجرم أيضا ، فإنّ جرم الشمس مثلا خمسة عشر درجة ممّا قبلها وكذا ممّا بعدها. ولا شك أنه نصف لمجموع مما قبلها ومما بعدها ، كذا في كفاية التعليم (٢).

الأجزاء : [في الانكليزية] Parts ـ [في الفرنسية] Parties

هو جمع الجزء ، والأجزاء الأصلية والزائدة يذكر تفسيرهما في لفظ المنو.

الأجساد السّبعة : [في الانكليزية] The seven elements ـ [في الفرنسية] Les sept elements

عند الحكماء هي الذهب والفضّة والرصاص والأسرب (٣) والحديد والنحاس والخارصيني (٤) ، كذا في شرح المواقف في فصل ما لا نفس له من المركبات.

الأجسام : [في الانكليزية] Bodies ـ [في الفرنسية] Corps

المختلفة الطبائع العناصر وما يتركب منها من المواليد الثلاثة. والأجسام البسيطة المستقيمة الحركة التي مواضعها الطبيعية داخل جوف فلك القمر ، ويقال لها باعتبار أنها أجزاء للمركّبات أركان إذ ركن الشيء هو جزؤه وباعتبار أنها أصول لما يتألّف (٥) منها أسطقسات وعناصر لأنّ الأسطقس هو الأصل بلغة اليونان ، وكذا العنصر بلغة العرب ، إلاّ أنّ إطلاق الأسطقسات عليها باعتبار أنّ المركبات تتألّف منها وإطلاق العناصر باعتبار أنّها تنحلّ إليها فلوحظ في إطلاق لفظ الأسطقس معنى الكون وفي إطلاق لفظ العنصر معنى الفساد ، كذا في تعريفات السيد الجرجاني.

الأجل : [في الانكليزية] Term ، death time ، destiny ـ [في الفرنسية] Terme ، l\'heure de la mort ، destin

بفتح الألف والجيم لغة هو الوقت المضروب المحدود في المستقبل. وأجل

__________________

(١) [عبد] (+ م).

(٢) كفاية التعليم في وضع التقويم لشهاب الدين أحمد بن غلام الحاسب الكوم الريشي (ـ ٨٣٦ هـ / ١٤٣٢ م). إيضاح المكنون ٢ / ٣٧١.

(٣) الأجساد السبعة : يعني الرصاص الأسود.

(٤) الخارصين (م).

(٥) يتوقف (م).

١٠٢

الحيوان عند المتكلّمين هو الوقت الذي علم الله بموت ذلك الحيوان فيه. فالمقتول عند أهل السنّة ميّت بأجله وموته بفعله تعالى ، ولا يتصوّر تغيّر هذا المقدّر بتقديم ولا تأخير. قال الله تعالى : (فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) (١). وقال المعتزلة بل تولّد موته من فعل القاتل فهو من أفعاله لا من فعل الله ، وأنه لو لم يقتل لعاش إلى أمد هو أجله الذي قدّره الله له. فالقاتل عندهم غيّر الأجل بالتقديم.

وفي شرح المقاصد إن قيل إذا كان الأجل زمان بطلان الحياة في علم الله تعالى كان المقتول ميّتا بأجله قطعا ، وإن قيد بطلان الحياة بأن لا يترتب على فعل من العبد لم يكن كذلك قطعا من غير تصوّر خلاف ، فكان النزاع (٢) لفظيا على ما يراه الأستاذ (٣) وكثير من المحققين. قلنا المراد بأجله زمان بطلان حياته بحيث لا محيص عنه ولا تقدّم ولا تأخّر. ومرجع الخلاف إلى أنه هل يتحقّق في حقّ المقتول مثل ذلك أم المعلوم في حقّه أنه إن قتل مات وإن لم يقتل يعش ، فالنزاع معنوي ، انتهى. وقيل مبنى الخلاف هو الاختلاف في أنّ الموت وجودي أو عدمي. فلما كان الموت وجوديا نسب إلى القاتل إذ أفعال العباد مستندة إليهم عند المعتزلة.

وأما عند أهل السنّة فجميع الأشياء مستندة إلى الله تعالى ابتداء. فسواء كان الموت وجوديا أو عدميا ينسب موت المقتول إلى الله. وبعض المعتزلة ذهب إلى أنّ ما لا يخالف العادة واقع بالأجل منسوب إلى القاتل كقتل واحد بخلاف قتل جماعة كثيرة في ساعة فإنه لم تجر العادة بموت جماعة في ساعة. وردّ بأنّ الموت في كلتا الصّورتين متولّد من فعل القاتل عندهم فلما ذا كان أحدهما بأجله دون الآخر. ثمّ الأجل واحد عند المتكلّمين سوى الكعبي حيث زعم أنّ للمقتول أجلين القتل والموت ، وأنه لو لم يقتل لعاش إلى أجله الذي هو الموت. ولا يتقدّم الموت على الأجل عند الأشاعرة (٤) ويتقدّم عند المعتزلة ، انتهى.

وزعم الفلاسفة أن للحيوان أجلا طبيعيا ويسمّى بالأجل المسمّى والموت الافترائي وهو وقت موته بتحلّل رطوبته وانطفاء حرارته الغريزيّتين ، وأجلا اختراميّا ويسمّى بالموت الاخترامي أيضا وهو وقت موته بسبب الآفات والأمراض ، هكذا يستفاد من شرح المواقف وشرح العقائد وحواشيه ، ويجيء أيضا في لفظ الموت.

الإجماع : [في الانكليزية] Consensus ، unanimous agreement ـ [في الفرنسية] Consensus ، accord unanime

في اللغة هو العزم ، يقال أجمع فلان على كذا أي عزم. والاتفاق ، يقال أجمع القوم على كذا أي اتفقوا. وفي اصطلاح الأصوليين هو

__________________

(١) الاعراف / ٣٤.

(٢) الخلاف (م).

(٣) الأستاذ الأسفراييني هو ابراهيم بن محمد بن ابراهيم بن مهران ، أبو إسحاق. مات بنيسابور عام ٤١٨ هـ / ١٠٢٧ م. عالم بالفقه والأصول. تنقّل بين البلاد ، وله عدة مؤلفات. الاعلام ١ / ٦١ ، وفيات الأعيان ١ / ٤ ، شذرات الذهب ٣ / ٢٠٩ ، طبقات السبكي ٣ / ١١١.

(٤) الأشاعرة : فرقة كلامية تنسب للإمام أبي الحسن الأشعري الذي انشق عن مذهب الاعتزال وعاد إلى الحق كما قال ، وهو مذهب أهل السنة والجماعة. وقد كانت لهم آراء واضحة ضد جميع الفرق المبتدعة. وتطورت هذه الفرقة وظهر من أعلامها : الجويني ، الباقلاني ، الغزالي ، الأسفراييني والرازي وغيرهم ، ووضعوا العديد من المؤلفات التي كشفت عن معتقد أهل السنة والجماعة كما كتب الكثير عنهم مثل ابن عساكر في تبيين كذب المفتري فيما ينسب للامام الأشعري ، جلال موسى في نشأة الأشعرية وتطورها ، وغير ذلك وقد أفرد لهم الشهرستاني فصلا هاما في كتابه : الملل والنحل ٩٢ ـ ١٠٣.

١٠٣

اتفاق خاص ، وهو اتفاق المجتهدين من أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في عصر على حكم شرعي. والمراد بالاتفاق الاشتراك في الاعتقاد أو الأقوال أو الأفعال أو السكوت والتقرير. ويدخل فيه ما إذا أطبق البعض على الاعتقاد والبعض على غيره مما ذكر بحيث يدلّ على ذلك الاعتقاد. واحترز بلفظ المجتهدين بلام الاستغراق عن اتفاق بعضهم وعن اتفاق غيرهم من العوام والمقلّدين ، فإنّ موافقتهم ومخالفتهم لا يعبأ بها. وقيد من أمة محمد للاحتراز عن اتفاق مجتهدي الشرائع السالفة.

ومعنى قولهم في عصر في زمان ما قلّ أو كثر ، وفائدته الإشارة إلى عدم اشتراط انقراض عصر المجمعين. ومنهم من قال يشترط في الإجماع وانعقاده حجة انقراض عصر المجمعين ، فلا يكفي عنده الاتفاق في عصر بل يجب استمراره ما بقي من المجمعين أحد ، فلا بدّ عنده من زيادة قيد في الحدّ ، وهو إلى انقراض العصر ليخرج اتفاقهم إذا رجع بعضهم ، والإشارة إلى دفع توهم اشتراط اجتماع كلهم في جميع الأعصار إلى يوم القيمة. وقيد شرعي للاحتراز عن غير شرعي إذ لا فائدة للإجماع في الأمور الدنيوية والدينية الغير الشرعية ، هكذا ذكر صدر الشريعة. وفيه نظر لأنّ العقلي قد يكون ظنيّا ، فبالإجماع يصير قطعيا ، كما في تفضيل الصحابة وكثير من الاعتقاديات. وأيضا الحسّي الاستقبالي قد يكون ممّا لم يصرّح المخبر الصادق به بل استنبطه المجتهدون من نصوصه فيفيد الإجماع قطعيته. وأطلق ابن الحاجب وغيره الأمر ليعمّ الأمر الشرعي وغيره حتى يجب اتّباع إجماع آراء المجتهدين في أمر الحروب وغيرها. ويردّ عليه أنّ تارك الإتباع إن أثم فهو أمر شرعي وإلاّ فلا معنى للوجوب.

اعلم أنهم اختلفوا في أنه هل يجوز حصول الإجماع بعد خلاف مستقر من حيّ أو ميّت أم لا. فقيل لا يجوز بل يمتنع مثل هذا الإجماع فإنّ العادة تقتضي بامتناع الاتفاق على ما استقرّ فيه الخلاف. وقيل يجوز. والقائلون بالجواز اختلفوا ، فقال بعضهم يجوز وينعقد ، وقال بعضهم يجوز ولا ينعقد أي لا يكون إجماعا هو حجة شرعية قطعية. فمن قال لا يجوز أو يجوز وينعقد فلا يحتاج إلى إخراجه.

أمّا على القول الأول فلعدم دخوله في الجنس.

وأمّا على الثاني فلكونه من أفراد المحدود.

وأمّا من يقول يجوز ولا ينعقد فلا بدّ عنده من قيد يخرجه بأن يزيد في الحدّ لم يسبقه خلاف مستقر من مجتهد.

ثم اعلم أنّ هذا التعريف إنّما يصحّ على قول من لم يعتبر في الإجماع موافقة العوام ومخالفتهم كما عرفت. فأما من اعتبر موافقتهم فيما لا يحتاج فيه إلى الرأي وشرط فيه اجتماع الكلّ ، فالحدّ الصحيح عنده أن يقال هو الاتفاق في عصر على أمر من الأمور من جميع من هو أهله من هذه الأمة. فقوله من هو أهله يشتمل المجتهدين فيما يحتاج فيه إلى الرأي دون غيرهم ، ويشتمل الكلّ فيما لا يحتاج فيه إلى الرأي فيصير جامعا مانعا. وقال الغزالي الإجماع هو اتفاق أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على أمر ديني. قيل وليس بسديد ، فإنّ أهل العصر ليسوا كلّ الأمة وليس فيه ذكر أهل الحلّ والعقد أي المجتهدين ، ولخروج القضيّة العقلية والعرفية المتّفق عليهما. وأجيب عن الكلّ بالعناية ، فالمراد بالأمة الموجودون في عصر فإنه المتبادر ، والاتفاق قرينة عليه ، فإنه لا يمكن إلاّ بين الموجودين. وأيضا المراد المجتهدون لأنهم الأصول والعوام أتباعهم فلا رأي للعوام. ثم الأمر الديني يتناول الأمر العقلي والعرفي لأنّ المعتبر منهما ليس بخارج عن البيّن ، فإن تعلّق به عمل أو اعتقاد فهو أمر ديني وإلاّ فلا يتصوّر حجّيته فيه إذ المراد

١٠٤

بالإجماع المحدود الإجماع الشرعي دون العقلي والعرفي بقرينة أنّ الإجماع حجّة شرعية ، فما دلّ عليه فهو شرعي ، هذا كله خلاصة ما في العضدي وحاشيته للمحقق التفتازاني والتلويح.

اعلم أنّه إذا اختلف الصحابة في قولين يكون إجماعا على نفي قول ثالث عند أبي حنيفة رحمه‌الله تعالى. وقال بعض المتأخرين أي الآمدي المختار هو التفصيل ، وهو أن القول الثالث إن كان يستلزم إبطال ما أجمعوا عليه فهو ممتنع ، وإلاّ فلا إذ ليس فيه خرق الإجماع ، حيث وافق كلّ واحد من القولين من وجه ، وإن خالفه من وجه. فمثال الأوّل أنهم اختلفوا في عدّة حامل توفّي عنها زوجها ، فعند البعض تعتدّ بأبعد الأجلين وعند البعض بوضع الحمل. فعدم الاكتفاء بالأشهر قبل وضع الحمل مجمع عليه.

فالقول بالاكتفاء بالأشهر قبل الوضع قول ثالث لم يقل به أحد لأنّ الواجب إمّا أبعد الأجلين أو وضع الحمل ، ومثل هذا يسمّى إجماعا مركّبا. ومثال الثاني أنهم اختلفوا في فسخ النّكاح بالعيوب الخمسة وهي الجذام والبرص والجنون في أحد الزوجين والجبّ والعنّة في الزوج والرّتق والقرن في الزوجة. فعند البعض لا فسخ في شيء منها وعند البعض حقّ الفسخ ثابت في الكلّ. فالفسخ في البعض دون البعض قول ثالث لم يقل به أحد ويعبّر عن هذا بعدم القائل بالفصل وإجماع المركّب أيضا.

وبالجملة فالإجماع المركّب أعمّ مطلقا من عدم القائل بالفصل لأنه يشتمل على ما إذا كان أحدهما أي أحد القائلين قائلا بالثّبوت في إحدى الصّورتين فقط والآخر بالثّبوت فيهما أو بالعدم فيهما ، وعلى ما إذا كان أحدهما قائلا بالثبوت في الصّورتين والآخر بالعدم في الصّورتين وعدم القائل بالفصل هذه الصورة الأخيرة. وإن شئت زيادة التحقيق فارجع إلى التوضيح والتلويح. وقال الجلبي في حاشية التلويح : وقيل الإجماع المركّب الاتفاق في الحكم مع الاختلاف في العلّة ، وعدم القول بالفصل هو الإجماع المركّب الذي يكون القول الثالث فيه موافقا لكلّ من القولين من وجه كما في فسخ النكاح بالعيوب الخمسة ، فكأنهم عنوا بالفصل التفصيل ، انتهى. وفي معدن الغرائب (١) الإجماع على قسمين مركّب وغير مركّب.

فالمركّب إجماع اجتمع عليه الآراء على حكم حادثة مع وجود الاختلاف في العلّة ، وغير المركّب هو ما اجتمع عليه الآراء من غير إختلاف في العلّة. مثال الأول أي المركّب من علّتين الإجماع على وجود الانتقاض عند القيء ومسّ المرأة. أما عندنا معاشر الحنفية فبناء على أنّ العلّة هي القيء. وأمّا عند الشافعي فبناء على أنّها المسّ. ثم هذا النوع من الإجماع لا يبقى حجة بعد ظهور الفساد في أحد المأخذين أي العلّتين ، حتى لو ثبت أن القيء غير ناقض فأبو حنيفة لا يقول بالانتقاض. ولو ثبت أنّ المسّ غير ناقض فالشافعي لا يقول بالانتقاض لفساد العلّة المبني عليها الحكم. ثم الفساد متوهّم في الطرفين لجواز أن يكون أبو حنيفة مصيبا في مسألة المسّ مخطئا في مسألة القيء والشافعي مصيبا في مسألة القيء مخطئا في مسألة المسّ ، فلا يؤدّي هذا الإجماع إلى وجود الإجماع على الباطل. وبالجملة فارتفاع هذا الإجماع جائز بخلاف الإجماع الغير المركّب.

ثم قال : ومن الإجماع قسم آخر يسمّى عدم (٢) القائل بالفصل وهو أن تكون المسألتان

__________________

(١) معدن الغرائب ، شرح كنز الدقائق في فروع الحنفية ، لمؤلف مجهول. أما الكنز فلأبي البركات عبد الله بن أحمد المعروف بالنسفي (ـ ٧١٠ هـ / ١٣١٠ م).

(٢) عدم (ـ م).

١٠٥

مختلفا فيهما ، فإذا ثبت أحدهما على الخصم ثبت الآخر لأنّ المسألتين إمّا ثابتتان معا أو منفيّتان معا ، وهو نوع من الإجماع المركّب.

وله نوعان أحدهما ما إذا كان منشأ الخلاف في المسألتين واحدا كما إذا خرّج العلماء من أصل واحد مسائل مختلفة ، ونظيره إذا أثبتنا أنّ النهي عن التصرّفات الشرعية كالصلاة والبيع يوجب تقريرها ، قلنا يصحّ النذر بصوم يوم النّحر والبيع الفاسد يفيد الملك عند القبض بعدم القائل بالفصل لأنّ من قال بصحة النذر قال بإفادة الملك كما قال أصحابنا. فإذا أثبتنا الأول ثبت الآخر إذ لم يقل أحد بصحّة النّذر وعدم إفادة الملك ، ومنشأ الخلاف واحد وهو أن النهي عن التصرفات الشرعية يوجب تقريرها. والثاني ما (١) إذا كان منشأ الخلاف مختلفا وهو ليس بحجة كما إذا قلنا القيء ناقض فيكون البيع الفاسد مفيدا للملك بعدم القائل بالفصل ، ومنشأ الخلاف مختلف فإنّ حكم القيء ثابت بالأصل المختلف فيه ، وهو أنّ غير الخارج من السبيلين ينقض الوضوء عندنا بالحدث ، وحكم البيع الفاسد (٢) متفرّع على أنّ النهي عن التصرفات الشرعية يوجب تقريرها.

الأجوف : [في الانكليزية] Vena cava ـ [في الفرنسية] Veine cave

هو عند الصرفيين لفظ عينه حرف علّة ويسمّى معتلّ العين وذا الثلاثة أيضا كقول وبيع وقال وباع. فإن كان حرف العلّة واوا يسمّى الأجوف الواوي وإن كان حرف العلّة ياء يسمّى الأجوف اليائي. وعند الأطباء اسم عرق نبت من محدّب الكبد لجذب الغذاء منه إلى الأعضاء ، وإنما سمّي به لأنّ تجويفه أعظم من باقي العروق ، وهما أجوفان الأجوف الصاعد والأجوف النازل ، وكلّ منهما منشعب بشعب مختلفة. والأجوفان أيضا البطن والفرج والعصبان المجوّفان الكائنان في العينين ، وليس في البدن غيرهما عصب مجوّف نابت من الدماغ ، كذا في بحر الجواهر. وقد يطلق الأجوف على معاء مخصوص أيضا كما تقرّر في علم التشريح.

الأجير : [في الانكليزية] Salaried employee ـ [في الفرنسية] Salarie

فعيل بمعنى الفاعل أي آخذ الأجرة ويسمّى المستأجر أيضا بفتح الجيم. وهو في الشرع نوعان : أجير المشترك بالإضافة على أنّ المشترك مصدر ميمي ، ويقال الأجير المشترك على التوصيف أيضا وهو الذي ورد العقد على عمل مخصوص منه يعلم ببيان محلّه. فالمعقود عليه هو العمل فهو يستحق الأجرة بالعمل. وله أن يعمل للعامة أيضا ولذا سمّي مشتركا كالقصار ونحوه. والأجير الخاص وهو الذي ورد العقد على منافعه مطلقا وهو يستحق الأجر بتسليم نفسه مدة عقد الإجارة وإن لم يعمل ويسمّى أجير وحد أيضا بسكون الحاء بمعنى الوحدة أو بفتحها بمعنى الواحد أي أجير المستأجر الواحد ، فالتركيب على الوجهين إضافي. هذا كلّه خلاصة ما في جامع الرموز وغيره من شروح مختصر الوقاية.

الإحالة : [في الانكليزية] Transformation ـ [في الفرنسية] Transformation

عند الحكماء عبارة عن تغيير الشيء في الكيفيات كالتسخين والتبريد ويلزمها الاستحالة كالتسخّن والتبرّد وقد يقال على ما يعمّ ذلك ، وتغيير صورة الشيء أي حقيقته وجوهره المسمّى بالتكوين والإفساد ، ويلزمها الكون والفساد.

وهذا المعنى هو المراد بالإحالة الواقعة في تعريف الغاذية ، كذا في شرح حكمة العين في

__________________

(١) ما (ـ م).

(٢) الفاسد (ـ م ، ـ ع).

١٠٦

مبحث النفس النباتية.

الاحتباس : [في الانكليزية] Constipation ـ [في الفرنسية] Constipation arret

بالباء الموحدة عند الأطباء هو احتقان المواد في البدن ويجيء لازما ومتعديا ومنه احتباس الطّمث ، كذا في حدود الأمراض.

الاحتباك : [في الانكليزية] Ellipsis ـ [في الفرنسية] Ellipse

بالباء الموحدة وهو عند أهل البيان من ألطف أنواع الحذف وأبدعها وقلّ من تنبّه أو نبّه عليه من أهل فن البلاغة ، وذكره الزركشي في البرهان ولم يسمّه هذا الاسم بل سمّاه الحذف المقابلي ، وأفرده بالتصنيف من أهل العصر العلامة برهان الدين البقاعي (١). وقال الأندلسي (٢) في شرح البديعة (٣) ومن أنواع البديع الاحتباك وهو نوع عزيز وهو أن يحذف من الأول ما أثبت نظيره في الثاني ومن الثاني ما أثبت نظيره في الأول ، كقوله تعالى : (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ) (٤) الآية. التقدير ومثل الأنبياء والكفار كمثل الذي ينعق والذي ينعق به فحذف من الأول الأنبياء لدلالة الذي ينعق عليه ومن الثاني الذي ينعق به لدلالة الذين كفروا عليه. وقوله : (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ) (٥) التقدير تدخل غير بيضاء وأخرجها تخرج بيضاء ، فحذف من الأول تدخل غير بيضاء ومن الثاني وأخرجها. وقال الزركشي هو أن يجتمع في الكلام متقابلان فيحذف من كلّ واحد منهما مقابله لدلالة الآخر عليه ، نحو (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ) (٦) التقدير إن افتريته فعليّ إجرامي وأنتم براء منه وعليكم إجرامكم وأنا برئ ممّا تجرمون. ونحو (وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) (٧) أي يعذب المنافقين إن شاء فلا يتوب عليهم أو يتوب عليهم فلا يعذبهم. ونحو (وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَ) (٨) أي حتى يطهرن من الدم ويتطهرن بالماء فإذا تطهّرن ويتطهّرن فأتوهن. ونحو (خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً) (٩) أي عملا صالحا بسيّئ وآخر سيئا بصالح. ومأخذ هذه التّسمية من الحبك الذي معناه الشدّ والإحكام وتحسين أثر الصّبغة في الثوب فحبك الثوب سدّ ما بين خيوطه من الفرج وشدّه وإحكامه بحيث يمنع عنه الخلل مع الحسن والرونق. وبيان أخذه منه أنّ مواضع الحذف من الكلام شبهت بالفرج من الخيوط فلمّا أدركها الناقد البصير بصوغه الماهر في

__________________

(١) برهان الدين البقاعي : هو ابراهيم بن عمر بن حسن الرّباط بن علي بن أبي بكر البقاعي ، أبو الحسن. ولد بقرية خربة روحا بالبقاع عام ٨٠٩ هـ / ١٤٠٦ م ، وتوفي بدمشق عام ٨٨٥ هـ / ١٤٨٠ م. مؤرخ ، مفسّر ، محدّث وأديب ، له الكثير من المؤلفات. الاعلام ١ / ٥٦ ، معجم المفسرين ١ / ١٧ البدر الطالع ١ / ١٩ ، الضوء اللامع ١ / ١٠١ ، شذرات الذهب ٧ / ٣٣٩ ، معجم المؤلفين ١ / ٧١ ، هدية العارفين ١ / ٢١ ، معجم المصنفين ٣ / ٢٧٧.

(٢) هو أحمد بن يوسف بن مالك الرّعيني الغرناطي ثم البيري ، أبو جعفر الأندلسي ولد بعد سنة ٧٠٠ هـ / بعد ١٣٠٠ م. وتوفي عام ٧٧٩ هـ / ١٣٧٨ م. أديب ، عارف بالنحو ، شاعر ، تنقل إلى المشرق ، وله تأليف كثيرة. الأعلام ١ / ٢٧٤ ، الدرر الكامنة ١ / ٣٤٠ ، بغيه الوعاة ١٤.

(٣) شرح البديعية لأحمد بن يوسف بن مالك الرعيني الأندلسي ، وهي في علم البلاغة والمعاني. النجوم ١١ / ١٨٩ ، كشف الظنون ١ / ٢٣٣.

(٤) البقرة / ١٧١.

(٥) النمل / ١٢.

(٦) هود / ٣٥.

(٧) الأحزاب / ٢٤.

(٨) البقرة / ٢٢٢.

(٩) التوبة / ١٠٢.

١٠٧

نظمه وحوكه ، فوضع المحذوف مواضعه ، كان حائكا له مانعا من خلل يطرقه ، فسدّ بتقديره ما يحصل به الخلل مع ما أكسي من الحسن والرونق كذا في الإتقان في نوع الإيجاز والإطناب.

الاحتراس : [في الانكليزية] Prolixity by precaution ـ [في الفرنسية] Prolixite par precaution

بالراء المهملة عند أهل المعاني نوع من إطناب الزيادة ويسمّى التكميل. وهو أن يؤتى في وسط الكلام أو آخره الذي يوهم خلاف المقصود بما يرفع ذلك الوهم. وقولهم الذي صفة الكلام وقولهم بما يرفع متعلّق بيؤتى ، كقوله تعالى : (قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ) (١) فالجملة الوسطى احتراس لئلاّ يتوهّم أنّ التكذيب لما في نفس الأمر. قال في عروس الأفراح (٢) فإن قيل كل من ذلك أفاد معنى جديدا فلا يكون إطنابا قلنا هو إطناب لما قبله من حيث رفع توهّم غيره وإن كان له معنى في نفسه. وكقوله تعالى : (لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (٣)

فقوله وهم لا يشعرون احتراس لئلاّ يتوهّم نسبة الظلم إلى سليمان. وإنما سمّي بالاحتراس لأنّ الاحتراس هو التحفظ ، وفيه تحفّظ الكلام عن نقصان الإيهام. ووجه تسميته بالتكميل ظاهر. ثم النسبة بينه وبين الإيغال أنّ الاحتراس أعمّ منه من جهة أنه يكون في البيت وغيره ويكون في أثناء الكلام وآخره ، بخلاف الإيغال فإنّه يجب أن يكون في آخر البيت وأخصّ منه من جهة أنّه يجب أن يكون لرفع إيهام خلاف المقصود بخلاف الإيغال فإنه لا يجب أن يكون لرفع الإيهام المذكور ، فبينهما عموم وخصوص من وجه. وأما النسبة بينه وبين التذييل فالظاهر أنها المباينة لأنه يجب أن يكون الاحتراس لرفع إيهام خلاف المقصود ، ويجب أن يكون التذييل للتأكيد ، اللهم إلاّ أن يجوز كون الشيء مؤكّدا لشيء ورافعا لإيهام خلاف المقصود أيضا ، فتكون النسبة بينهما حينئذ عموما من وجه. هذا كله خلاصة ما في الإتقان والأطول والمطوّل وحواشيه.

الاحتراق : [في الانكليزية] Combust planet ـ [في الفرنسية] Planete combuste ou brullee

مصدر من باب الافتعال ، وعند المنجّمين هو جمع الشمس مع إحدى الخمسة المتحيّرة في درجة واحدة من فلك البروج وهو من أنواع النّظر كما يجيء.

الاحتساب ، والحسبة : [في الانكليزية] Calculation ، religious practices ـ [في الفرنسية] Calcul ، pratiques religieuses

في اللغة بمعنى العدّ والحساب ويجيء الاحتساب بمعنى الإنكار على شيء والحسبة بمعنى التدبير. وفي الشرع هما الأمر بالمعروف إذا ظهر تركه والنهي عن المنكر إذا ظهر فعله.

ثم الحسبة في الشريعة عامّ يتناول كلّ مشروع يفعل لله تعالى كالأذان والإمامة وأداء الشهادة إلى كثرة تعداده. ولهذا قيل القضاء باب من أبواب الحسبة. وفي العرف اختصّ بأمور أحدها إراقة الخمور وثانيها كسر المعارف وثالثها إصلاح الشوارع ، كذا في نصاب الاحتساب (٤).

__________________

(١) المنافقون / ١.

(٢) عروس الأفراح بشرح تلخيص المفتاح لأبي حامد بهاء الدين أحمد بن علي السبكي (ـ ٧٧٣ هـ / ١٣٧١ م). مصر ، مطبعة الخانجي. د. ت. معجم المطبوعات العربية ١٠٠٢ و ١٩٨٣.

(٣) النمل / ١٨.

(٤) نصاب الاحتساب لضياء الدين عمر بن محمد بن عوض الشافي السمناني. كلكوتا ، د. ت. باعتناءSprenger. كشف الظنون ٢ / ١٩٥٣ ؛ معجم المطبوعات ٢٠٢٣ ؛ اكتفاء القنوع ٥٠٤ ؛ Gals ,II ، ٧٢٤.

١٠٨

الاحتكار : [في الانكليزية] Monopoly ـ [في الفرنسية] Monopole

هو لغة احتباس الشيء [انتظارا] (١) لغلائه والحكرة بالضم وسكون الكاف اسم له. وشرعا اشتراء قوت البشر والبهائم وحبسه إلى الغلاء.

وقوت البشر كالأرزّ والذّرة والبرّ والشعير ونحوها دون العسل والسمن. وقوت البهائم كالتّبن ونحوه. ومدّة الحبس قيل أربعون يوما وقيل شهر وقيل أكثر من سنة. وهذه المقادير في حقّ المعاقبة في الدنيا ، لكن يأثم وإن قلّت المدّة ، فإنّ الاحتكار مكروه شرعا بشرائط معروفة. وشرط البعض الاشتراء وقت الغلاء منتظرا زيادته كما في الاختيار ، فلو اشترى في الرّخص ولا يضرّ بالناس لم يكره حكره ، هكذا يفهم من جامع الرموز والدّرر (٢) في كتاب الكراهية.

الاحتياط : [في الانكليزية] Preservation ـ [في الفرنسية] Preservation

في اللغة هو الحفظ وفي الاصطلاح حفظ النفس عن الوقوع في المآثم ، كذا في اصطلاحات السيد الجرجاني.

الأحد : [في الانكليزية] Somebody ، nobody ـ [في الفرنسية] L\'un ، personne

بفتح الأول والحاء المهملة في اللغة بمعنى «يكى» وهو في الأصل وحد ويجئ مع ذكر الأحدية.

الأحد : [في الانكليزية] Somebody ، nobody ـ [في الفرنسية] L\'un ، personne

يكى ونام خداى تعالى ـ واحد ، وهو اسم الرب تعالى ـ وأصله وحد بفتح الواو والحاء. في الإتقان الأحد اسم أكمل من الواحد. فإذا قلت لا يقوم لفلان واحد جاء في المعنى أن يقوم له اثنان فأكثر بخلاف لا يقوم له أحد. وأيضا هو مخصوص بالآدميين بخلاف الواحد فإنه عامّ وأيضا يستوي فيه المذكّر والمؤنث ، بخلاف الواحد وأيضا هو ممتنع الدخول في الضرب والقسمة والعدد وفي شيء من الحساب بخلاف الواحد ، وأيضا له جمع يقال أحدون وآحاد ، ولا يقال واحدون. واختار أبو عبيد (٣) أنهما بمعنى واحد ، فلا يختص أحدهما بمكان الآخر وإن غلب استعمال أحد في النفي ، انتهى. والواحد في اصطلاح أرباب السلوك : اسم ذات ، باعتبار انتفاء تعدّد الصفات والأسماء والنّسب والتعيّنات.

قال الشاعر :

هاهنا لا صفات ولا تعدد للأسماء

أجل ، ولا نسب ولا تعيّنات هاهنا.

فالذات بدون اعتبار الصفات يقال له الأحد. وأمّا باعتبار جمع الصفات فيقال له الواحد (٤). كذا في كشف اللغات.

__________________

(١) انتظارا (+ م).

(٢) درر الحكام في شرح غرر الاحكام لمحمد بن فراموز المعروف بملا خسرو ، فرغ من تأليفه سنة ٨٨٣ هـ ، القاهرة ، مطبعة مصطفى وهبي ، ١٢٩٤ ه‍. معجم المطبوعات العربية ١٧٩٠.

(٣) أبو عبيد : هو القاسم بن سلاّم الهروي الأزدي الخزاعي الخراساني البغدادي ابو عبيد. ولد بهراة عام ١٥٧ هـ / ٧٧٤ م ، وتوفي بمكة عام ٢٢٤ هـ / ٨٣٨ م. من كبار علماء الحديث والأدب واللغة والفقه ، تنقل في البلاد. وله الكثير من المؤلفات الهامة. الاعلام ٥ / ١٧٦ ، تذكرة الحفاظ ٢ / ٥ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٣١٥ ، وفيات الاعيان ١ / ٤١٨ ، طبقات النحويين واللغويين ٢١٧ ، غاية النهاية ٢ / ١٧ ، طبقات الحنابلة ١ / ٢٥٩ ، تاريخ بغداد ١٢ / ٤٠٣ ، طبقات السبكي ١ / ٢٧٠.

(٤) واحد در اصطلاح سالكان اسم ذات است باعتبار انتفاى تعدد صفات واسما ونسب وتعينات.

اينجا صفت وتعدد اسما نيست. ارى نسب وتعينات اينجا نيست.

ذات را بى اعتبار صفات احد گويند وباعتبار جمع صفات واحد گويند كذا في كشف اللغات.

١٠٩

الإحداث : [في الانكليزية] Creation ، generation ـ [في الفرنسية] Creation ، generation

بكسر الألف هو مرادف للتكوين ، وقيل لا. وسيجيء بعد ، وقد سبق أيضا في لفظ الإبداع.

الأحدية : [في الانكليزية] Unicity ـ [في الفرنسية] Unicite

بياء النسبة عند الحكماء عبارة عن عدم قسمة الواجب لذاته إلى الأجزاء ويجيء في لفظ الواحدية أيضا. وعند الصوفية هي المرتبة التي هي منبع لفيضان الأعيان واستعداداتها في الحضرة العلمية أولا ، ووجودها وكمالاتها في الحضرة العينية بحسب عوالمها وأطوارها الروحانية والجسمانية ثانيا. وهي أقدم مراتب الإلهية وإن كانت كلها في الوجود سواء ، لكن العقل يحكم بتقدّم بعضها على بعض كالحياة على العلم والعلم على الإرادة. وعلى هذا القياس ، كذا في شرح الفصوص. وفي الإنسان الكامل الأحدية عبارة عن مجلى ذاتي ليس للأسماء ولا للصفات ولا لشيء من مؤثراتها فيه ظهور ، فهي اسم لصرافة الذّات المجرّدة عن الاعتبارات الحقيّة والخلقية ، وليس لتجلّي الأحدية في الأكوان مظهر أتمّ من ذلك إذا استغرقت في ذاتك ونسيت اعتباراتك وأخذت بك فيك عن خواطرك ، لكنت أنت في أنت من غير أن تنسب إليك شيئا مما تستحقه من الأوصاف الحقيّة ، أو هو لك من النعوت الخلقية. فهذه الحالة من الإنسان أتمّ مظهرا للأحدية في الأكوان ، والأحدية أول ظهور ذاتي ، وامتنع الاتصاف بها للمخلوق لأنها صرافة الذات المجرّدة عن الحقيّة والمخلوقية والعبد قد حكم عليه بالمخلوقية ، فلا سبيل إلى ذلك. وإن شئت الزيادة فارجع إلى الإنسان الكامل. وفي التحفة المرسلة : للوجود الحق سبحانه مراتب : الأولى مرتبة اللاّتعيّن والإطلاق والذات البحت لا بمعنى أنّ قيد الإطلاق ومفهوم سلب التعيّن ثابتان في تلك المرتبة ، بل بمعنى أنّ ذلك الوجود في تلك المرتبة منزّه عن إضافة جميع القيود والنعوت إليه حتى عن قيد الإطلاق أيضا ، ويسمّى بالمرتبة الأحدية وهي كنه الحق سبحانه ، وليس فوقها مرتبة أخرى بل كلّ المراتب تحتها. الثانية مرتبة التعيّن الأوّل وتسمّى بالوحدة والحقيقة المحمّدية وهي عبارة عن علمه تعالى لذاته وصفاته ولجميع الموجودات على وجه الإجمال من غير امتياز بعضها عن بعض. الثالثة مرتبة التعيّن الثاني وتسمّى بالواحدية والحقيقة الإنسانية وهي عبارة عن علمه تعالى لذاته وصفاته ولجميع الموجودات على التفصيل وامتياز بعضها عن بعض. فهذه ثلاث مراتب كلها قديمة والتقديم والتأخير عقلي لا زماني. الرابعة مرتبة الأرواح وهي عبارة عن الأشياء الكونية المجرّدة البسيطة التي ظهرت على ذواتها وعلى أمثالها كالعقول العالية والأرواح البشرية. الخامسة مرتبة عالم المثال وهي الأشياء الكونية المركّبة اللطيفة الغير القابلة للتجزي والتبعيض ولا الخرق والالتيام. السادسة مرتبة عالم الأجسام وهي الأشياء الكونية المركّبة الكثيفة القابلة للتجزي والتبعيض. السابعة المرتبة الجامعة لجميع المراتب المذكورة الجسمانية والنورانية والوحدة والواحدية ، وهي الإنسان. فهذه سبع مراتب ، الأولى منها هي مرتبة اللاظهور والباقية منها هي مراتب الظهور الكليّة ، والأخير منها وهي الإنسان إذا عرج وظهر فيه جميع المراتب المذكورة مع انبساطها يقال له الإنسان الكامل.

والعروج والانبساط على الوجه الأكمل كان في نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. ولهذا كان خاتم الأنبياء.

اعلم أنه لا يجوز إطلاق أسماء مرتبة الألوهية وهي الأحدية والواحدية والوحدة على مراتب الكون والخلق وهي المراتب الباقية وكذا

١١٠

العكس ولو في الحقيقة ، كلها واحدة ، لحفظ المراتب الشرعية وهذا هو الفرق بين الصديق والزنديق ، انتهى كلامه. قال الشاعر

لكلّ مرتبة في الوجود شأن

فإن لم تحفظ المراتب فأنت زنديق

وفي كشف اللغات : إنّ هذه المراتب السّتّ الأخيرة تسمّى مراتب كلية ومظاهر كلية.

وقيل : إنّ مرتبة الوحدة هي مرتبة الصفات ، والحقيقة المحمدية والمرتبة الواحدية هما مرتبة أسماء ، كما يقال لآدم بأنه صاحب مقام قاب قوسين (١).

الإحراق : [في الانكليزية] Combustion ـ [في الفرنسية] Combustion

هو أن تميّز الحرارة الجوهر الرّطب عن الجوهر اليابس بتصعيد الرّطب وترسيب اليابس.

والمحرق بكسر الراء عند الأطباء دواء يحرق أي يفني بحرارته لطيف الأخلاط بتصعيدها وتبخيرها ويبقي رماديتها كالفرفيون ، كذا في بحر الجواهر والمؤجز (٢).

الإحرام : [في الانكليزية] Proscription ـ [في الفرنسية] Proscription

بكسر الهمزة لغة المنع وشرعا تحريم أشياء وإيجاب أشياء عند قصد الحج ، كذا في جامع الرموز. وفي البرجندي المذهب عند الحنفية أن الإحرام عبارة عن نية الحج مع لفظ التلبية والقاصد للإحرام يسمّى محرما ، انتهى.

والإحرام عند الصوفية عبارة عن ترك شهوة المخلوقات والخروج عن الإحرام عندهم عبارة عن التوسّع للخلق والنزول إليهم بعد العندية في مقعد الصدق وسيأتي في لفظ الحج.

الإحساس : [في الانكليزية] Sensation ـ [في الفرنسية] Sensation

بكسرة الهمزة هو قسم من الإدراك ، وهو إدراك الشيء الموجود في المادّة الحاضرة عند المدرك مكنوفة بهيئات مخصوصة من الأين والكيف والكم والوضع وغيرها. فلا بدّ من ثلاثة أشياء : حضور المادة واكتناف الهيئات وكون المدرك جزئيا ، كذا في شرح الإشارات.

والحاصل أنّ الإحساس إدراك الشيء بالحواس الظاهرة على ما يدلّ عليه الشروط المذكورة.

وإن شئت زيادة التوضيح فاسمع أنّ الحكماء قسّموا الإدراك على ما أشار إليه شارح التجريد إلى أربعة أقسام : الإحساس وهو ما عرفت ، والتخيّل وهو إدراك الشيء مع تلك الهيئات المذكورة في حال غيبته بعد حضوره ، أي لا يشترط فيه حضور المادة بل الاكتناف بالعوارض وكون المدرك جزئيا ، والتوهّم وهو إدراك معان جزئية متعلّقة بالمحسوسات ، والتعقّل وهو إدراك المجرّد عنها كليا كان أو جزئيا ، انتهى. ولا خفاء في أنّ الحواس الظاهرة لا تدرك الأشياء حال غيبتها عنها ولا المعاني الجزئية المتعلّقة بالمحسوسات ولا المجرّد عن المادة ، بل إنما تدرك الأشياء بتلك الشروط المذكورة. وإنّ المدرك من الحواس الباطنة ليس إلاّ الحسّ المشترك فإنه يدرك الصور المحسوسة بالحواس الظاهرة ولكن لا يشترط في إدراكه حضور المادة ، فإدراكه من قبيل التخيّل إذ في التخيّل لا يشترط حضور المادة. ولذا قيل في بعض حواشي شرح الإشارات إنّ التخيّل هو إدراك الحسّ المشترك الصور الخيالية إلاّ الوهم فإنه يدرك المعاني لا الصور ، فإدراكه من قبيل

__________________

(١) هر مرتبه از وجود شاني دارد. گر حفظ مراتب نكني زنديقى. ودر كشف اللغات اين شش مراتب اخيره را مراتب كليه ومظاهر كليه ناميده وگفته مرتبه وحدت مرتبه صفات است وحقيقت محمديه ومرتبه واحديت مرتبه اسما وآدم عليه‌السلام كه آن را مقام قاب قوسين نيز گويند.

(٢) المؤجز : الأرجح أنه كتاب موجز القانون في الطب لعلاء الدين علي بن أبي الحزم القرشي المعروف بابن النفيسر ـ ٦٨٧ هـ / ١٢٨٨ م) ، وعليه شروح كثيرة ـ ولفظ المؤجز تصحيف ـ كشف الظنون ٢ / ١٨٩٩ ـ ١٩٠٠.

١١١

التوهّم. وأما إدراك العقل فلا يكون إلاّ من قبيل التعقل فإنه لا يدرك الماديات ، فثبت أنّ الإحساس هو إدراك الحواس الظاهرة ، والتخيّل هو إدراك الحسّ المشترك ، والوهم هو إدراك التوهّم ، والتعقّل هو إدراك العقل ، والله تعالى أعلم. هذا وقد يسمّى الكلّ إحساسا لحصولها باستعمال الحواس الظاهرة أو الباطنة ، صرح بذلك المولوي عبد الحكيم في حاشية القطبي (١) في مبحث الكليّات. وبالجملة فللإحساس معنيان أحدهما الإدراك بالحواس الظاهرة والآخر بالحواس الظاهرة أو الباطنة ، وأما التعقّل فليس إحساسا بكلا المعنيين.

إحصاء الأسماء الإلهية : [في الانكليزية] Counting the divine names ـ [في الفرنسية] Denombrement des noms divins

هو التحقق بها في الحضرة الوحدية بالفناء عن الرسوم الخلقية والبقاء ببقاء الحضرة الأحدية. وأما إحصاؤها بالتخلّق بها فهو يوجب دخول جنّة الوراثة بصحّة المتابعة ، وهي المشار إليها بقوله تعالى : (أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (٢). وأما إحصاؤها بتيقّن معانيها والعمل بفحاويها فإنه يستلزم دخول جنّة الأفعال بصحّة التوكّل في مقام المجازاة. هكذا في الاصطلاحات الصوفية لكمال الدين.

الإحصار : [في الانكليزية] Exclusion ، excommunication ـ [في الفرنسية] Exclusion ، banniement excommunication

لغة المنع من كلّ شيء ومنه المحصر بفتح الصاد وهو الممنوع من كلّ شيء كما في الكشاف وغيره. والإحصار في الشرع منع الخوف أو المرض من وصول المحرم إلى تمام حجّه أو عمرته. والمحصر في الشرع الممنوع عن الحج أو العمرة لخوف أو مرض بعد الإحرام ، كذا في جامع الرموز والدّرر.

الإحصان : [في الانكليزية] Abstinence ، chastity ـ [في الفرنسية] Abstinence ، chastete

بالصّاد المهملة لغة يقع على معان كلّها ترجع إلى معنى واحد وهو أن يحمى الشيء ويمنع منه وهو الحريّة والعفاف والإسلام وذوات الأزواج ، فإنّ الحرية تحصّن عن قيد العبودية ، والعفة عن الزنى ، والإسلام عن الفواحش ، والزوج يحصّن الزوجة عن الزنى وغيره ، كذا في بعض كتب اللغة. وفي فتح القدير الإحصان في اللغة المنع ، قال تعالى : (لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ) (٣) وأطلق في استعمال الشارع بمعنى الإسلام وبمعنى العقل وبمعنى الحريّة وبمعنى التزويج وبمعنى الإصابة في النكاح وبمعنى العفة. وإحصان الرّجم أي الإحصان الموجب للرّجم عند الحنفية أن يكون الشخص حرا عاقلا بالغا مسلما قد تزوج امرأة نكاحا صحيحا ودخل بها وهما على صفة الإحصان. قال في المبسوط (٤) : المتقدمون يقولون إنّ شرائط الإحصان سبعة وعدّ ما ذكر سابقا ثم قال : فأما العقل والبلوغ فهما شرطان لأهلية العقوبة والحريّة شرط لتكميل العقوبة لا شرط الإحصان على الخصوص وشرط الدخول ثبت بقوله عليه‌السلام «الثّيب بالثّيّب لا يكون

__________________

(١) حاشية على القطب على الشمسية لعبد الحكيم بن شمس الدين الهندي السيالكوتي (ـ ١٠٦٧ هـ). معجم المطبوعات العربية ١٠٦٩.

(٢) المؤمنون / ١٠ ـ ١١.

(٣) الأنبياء / ٨٠.

(٤) المبسوط لشمس الائمة محمد بن أحمد بن أبي سهل أبو بكر السرخسي (ـ ٤٨٣ هـ / ١٠٩٠ م) ، مصر ، ١٣٢٤. أملى السرخسي كتابه المبسوط وهو في السجن بأوزجند. معجم المطبوعات العربية ١٠١٦.

١١٢

إلا بالدخول» (١) ، انتهى.

واختلف في شرط الإسلام وكون كلّ واحد من الزوجين مساويا للآخر في شرائط الإحصان وقت الإصابة بحكم النكاح فهما شرطان عندنا خلافا للشافعي ، فلو زنى الذمّي الثيّب بالحرّة يجلد عندنا ويرجم عنده ، ولو تزوج الحرّ المسلم البالغ العاقل أمة أو صبيّة أو مجنونة أو كتابية ودخل بها لا يصير الزوج محصنا بهذا الدخول حتى لو زنى بعده لا يرجم عندنا خلافا له. وقولنا يدخل بها في نكاح صحيح يعني تكون الصحّة قائمة حال الدخول ، حتى لو تزوّج من علّق طلاقها بتزوّجها يكون النكاح صحيحا ، فلو دخل بها عقيبه لا يصير محصنا لوقوع الطلاق قبله.

واعلم أنّ الإضافة في قولنا شرائط الإحصان بيانية أي الشرائط التي هي الإحصان ، وكذا شرط الإحصان. والحاصل أنّ الإحصان الذي هو شرط الرّجم هي الأمور المذكورة ، فهي أجزاؤه أو هيئته تكون باجتماعها فهي أجزاء علّية ، وكل جزء علّة ، وكلّ واحد حينئذ شرط وجوب الرّجم ، والمجموع علّة لوجود الشرط المسمّى بالإحصان. وإحصان القذف أي الإحصان الموجب لحد القذف عندهم هو أن يكون المقذوف حرا عاقلا بالغا مسلما عفيفا عن فعل الزنى ، انتهى كلام فتح القدير.

وفي البرجندي ليس المراد بالزنى هاهنا ما يوجب الحدّ بل أعمّ منه ، فكل وطئ امرأة حرام لعينه فهو زنى ، ولا يحدّ قاذفه وإن كان حراما لغيره لا يكون زنى ويحدّ قاذفه ، فوطئ المكاتبة زنى عند ابي يوسف رحمه‌الله خلافا لأبي حنيفة ومحمد رحمهما‌الله ، ووطئ الأمة التي هي أخته من الرضاعة زنى على الصحيح لأن الحرمة مؤبّدة. وذكر الكرخي (٢) أنّه لا يكون زنى ، ويشترط أن لا يكون المقذوف رجلا مجبوبا ولا امرأة رتقاء إذ لو كان كذلك لا يجب الحدّ ، وكذا يشترط أن لا يكون في دار الحرب وعسكر أهل البغي ، فإنه لا يجب الحدّ هناك ، كما في الخزانة (٣) وتفصيل الأحكام يطلب من الكتب الفقهية.

وفي رسالة السيد الجرجاني : الإحصان هو التحقّق بالعبودية على مشاهدة حضرة الرّبوبية بنور البصيرة ، أي رؤية الحق موصوفا بصفاته بعين صفته ، فهو يراه يقينا ولا يراه حقيقة. ولهذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «صلّ كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك» (٤) لأنه يراه من وراء حجب صفاته فلا يرى الحق

__________________

(١) الثيب بالثيب لا يكون إلا بالدخول ، الشطرة الأولى من الحديث اخرجها مسلم في صحيحه ٣ / ١٣١٦ ، عن عبادة بن الصامت ، كتاب الحدود ٢٩ ، باب حد الزنى ٣ ، الرقم ١٢ / ١٦٩٠ ورقم ١٤ عن قتادة وتمام الحديث : «خذوا عني خذوا عني ، قد جعل الله لهن سبيلا ، البكر بالبكر جلد مائه ونفي مائة ، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم». أما الشطرة الثانية فقد اخرجها الترمذي بلفظ يفيد معناها ٤ / ٣٩ ـ ٤٠ عن أبي هريره وزيد بن خالد وشبل ، كتاب الحدود ١٥ ، باب ما جاء في الرجم على الثيب ٨ ، رقم ١٤٣٣ ... فقال النبي : «والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله ... وأغد يا أنيس على امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها ، فغدا عليها فاعترفت فرجمها». وانظر الزيلعي في نصب الراية ٣ / ٣٢٩ ، حيث تتبع هذه الرواية عند اصحاب الكتب السنة وغيرهم ، ولم يشر إلى الشطرة الثانية في هذا الحديث.

(٢) الكرخي هو محمد بن محمد الكرخي ، بدر الدين. ولد بمصر عام ٩١٠ هـ / ١٥٠٤ م. وفيها توفي عام ١٠٠٦ هـ / ١٥٩٨ م.

فقيه ، عارف بالتفسير. الاعلام ٧ / ٦١ ، معجم المفسرين ٢ / ٦٢٧ ، خلاصة الاثر ٤ / ١٥٢ ، هدية العارفين ٢ / ٢٦٣ ، إيضاح المكنون ١ / ٣٠٤ ، معجم المؤلفين ١١ / ٢٦١.

(٣) خزانة المفتين في الفروع للحسين بن أحمد السمنقاني الحنفي كان يعيش في سنة ٧٤٠ هـ / ١٣٣٩ م. كشف الظنون ١ / ٧٠٣.

(٤) «أصل كأنك تراه ...» أخرجه مسلم في صحيحه ، ١ / ٣٧ ـ ٣٨ ، عن عمر بن الخطاب ، كتاب الايمان (١) ، باب بيان الايمان والاسلام (١) ، حديث رقم ١ / ٨ ، من حديث طويل بلفظ : «الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فهو يراك».

١١٣

بالحقيقة لأنه تعالى هو الرائي وصفه بوصفه ، وهو دون مقام المشاهدة في مقام الروح.

الإحياء : [في الانكليزية] Vivification ، resurrection ـ [في الفرنسية] Vivification ، resurrection

لغة جعل الشيء حيّا أي ذا قوة إحساسية أو نامئة. وفي عرف الشرع التصرّف في أرض موات بالبناء أو الغرس أو الزرع أو السقي أو غيرها ، كما في الخلاصة وغيرها ، كذا في جامع الرموز. وعند الصوفية حصول التجلّي للنفس وتنوّرها بالأنوار الإلهية كما عرفت.

الإخالة : [في الانكليزية] Convenience ـ [في الفرنسية] Convenance

عند الأصوليين هي المناسبة وتسمّى تخريج المناط أيضا.

الإخبار : [في الانكليزية] Narration ـ [في الفرنسية] Recitation ، narration

هو عند المحدّثين مرادف للتّحديث. وقيل مغاير له. وعند أهل العربية يطلق على الخبر وهو الكلام الذي لنسبته خارج تطابقه أو لا تطابقه. وقد يطلق على إلقاء هذا الكلام وهو فعل المتكلّم أي الكشف والإعلام وهذا ظاهر.

وأما المعنى الأول فقد قال سعد الملّة في التلويح في تعريف أصول الفقه المركّب التّام المحتمل للصدق والكذب يسمّى من حيث اشتماله على الحكم قضية ، ومن حيث احتماله الصدق والكذب خبرا ، ومن حيث إفادته الحكم إخبارا ، ومن حيث كونه جزء من الدّليل مقدمة ، ومن حيث يطلب بالدّليل مطلوبا ، ومن حيث يحصّل من الدليل نتيجة ، ومن حيث يقع في العلم ويسأل عنه مسألة. فالذات واحدة وإختلاف العبارات باختلاف الاعتبارات ، انتهى.

الإخباريّة : [في الانكليزية] Al ـ Ikhbariyya (sect) ـ [في الفرنسية] Al ـ Ikhbariyya (secte)

فرقة من الإمامية (١). وسيأتي ذكرها.

الاختراع : [في الانكليزية] Invention ، creation ـ [في الفرنسية] Invention ، creation

قد سبق في لفظ الإبداع. ويجئ أيضا في لفظ التكوين. والمخترع عند أهل العروض اسم بحر ويجئ في لفظ المتقارب.

الاختزال : [في الانكليزية] Reduction ـ [في الفرنسية] Reduction

في اللغة القطع. وعند أهل المعاني يطلق على نوع من الحذف.

الاختصار : [في الانكليزية] Concision ، abreviation ـ [في الفرنسية] Concision ، abreviation

بالصّاد المهملة هو عند بعض أهل العربية مرادف للإيجاز. وقيل أخصّ منه لأنه خاص بحذف الجمل بخلاف الإيجاز. وقيل الإيجاز عند السكاكي (٢) ما يكون بالنسبة إلى المتعارف والاختصار عنده ما يكون بالنسبة إلى مقتضى المقام. وقال عبد العلي البرجندي في حاشية شرح الملخّص (٣) : الإيجاز بيان المعنى المقصود بأقلّ ممّا يمكن من اللفظ من غير حذف. والاختصار عبارة عن الحذف مع قرينة تدلّ على

__________________

(١) الإخبارية : فرقة من الشيعة الامامية كانت تعتقد بالأصول ثم أعرضت عنها بعد الاختلاف فيما نقل عن الأئمة وتخبطوا فيما نسبوه إلى الأئمة زورا. الملل ١٦٥ ، الفرق ٥٣ ، مقالات ١ / ٩٨ ، التبصير ٢٠.

(٢) السكّاكي هو يوسف بن أبي بكر بن محمد بن علي السكاكي الخوارزمي الحنفي ، أبو يعقوب سراج الدين. ولد بخوارزم عام ٥٥٥ هـ / ١١٦٠ م وفيها توفي عام ٦٢٦ هـ / ١٢٢٩ م. عالم بالعربية والأدب. له عدة تصانيف. الاعلام ٨ / ٢٢٢ ، إرشاد الأريب ٧ / ٣٠٦ ، مفتاح السعادة ١ / ١٦٣ ، الجواهر المضيئة ٢ / ٢٢٥ ، شذرات الذهب ٥ / ١٢٢ ، بغية الوعاة ٤٢٥.

(٣) حاشية شرح الملخص لعبد العلي البرجندي علّق فيها على شرح موسى بن محمود المعروف بقاضي زاده الرومي الذي كان يعيش في مطالع القرن التاسع الهجري. والملخص في الهيئة البسيطة هو لمحمود بن محمد الجغميني الخوارزمي. كشف الظنون ٢ / ١٨١٩ ـ ١٨٢٠.

١١٤

خصوص المحذوف. والاقتصار عبارة عن حذف لا يكون كذلك. وقد يستعمل الاختصار مرادفا للإيجاز انتهى.

وقد يراد بالاختصار الحذف بدليل وبالاقتصار الحذف بغير دليل كما سبق في لفظ الحذف. فعلى هذا يكون الاختصار أعمّ مما ذكره عبد العلي البرجندي لأنه يشتمل الحذف لقرينة لا تدلّ على خصوص المحذوف أيضا ، بخلاف ما ذكره. وفي بعض الحواشي المعلّقة على الضوء ما حاصله الاقتصار ترك بعض الشيء نسيا منسيّا كأنه لم يكن كترك الفاعل في المجهول. وبعبارة أخرى الحذف عن اللفظ والنيّة جميعا. وبعبارة أخرى الحذف مع كون المحذوف غير مراد. وعلى هذا قيل لا يجوز الاقتصار على أحد مفعولي باب علمت إذ حذف أحد مفعوليه عن اللفظ لا عن المعنى جائز كما في قوله تعالى : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً) أي لا تحسبنّ الذين قتلوا أنفسهم أمواتا. والاختصار ترك بعض الشيء صورة لا حقيقة. ويعبّر عنه أيضا بالحذف عن اللفظ دون النيّة ، وبالحذف مع كون المحذوف مرادا.

وفي شرح هداية النّحو (١) في الخطبة قيل الاختصار قلة اللفظ والمعنى. وقيل هو مختصّ بالألفاظ. وقيل هو الحذف لدليل. وقيل الحذف عن اللفظ دون النيّة. وقيل قلة الألفاظ وكثرة المعاني ، والاقتصار عكسه في الكل ، انتهى.

وفي الحاشية المنقولة عنه قوله في الكلّ أي في جميع الوجوه المذكورة في الاختصار. أمّا عكس الأول فلأنّ الاقتصار قلة اللفظ وكثرة المعنى. وأمّا الثاني فلأنّ الاقتصار غير مختصّ بالألفاظ. وأمّا الثالث فلأنّ الاقتصار الحذف بدون الدليل. وأمّا الرابع فلأنّ الاقتصار الحذف عن اللفظ والنية جميعا. وأمّا عكس الخامس فلأنّ الاقتصار كثرة الألفاظ وقلة المعاني ، انتهى.

الاختصاص : [في الانكليزية] P articularisation ، exclusivity ـ [في الفرنسية] P articularisation ، exclusivite

في اللغة امتياز بعض الجملة بحكم. وعند بعض أهل البيان هو الحصر. وبعضهم فرّق بينهما ويجيء في لفظ القصر. قال النّحاة : من المواضع التي يضمر فيها الفعل قياسا باب الاختصاص. ويكون الاختصاص على طريقة النّداء بأن يكون منقولا وذلك بأن يذكر المتكلّم أولا ضمير المتكلّم ويؤتي بعده بلفظ أيّ ويجري مجراه في النداء من ضمه والإتيان بعده بهاء التنبيه ووضعه بذي اللام ، أو يذكر بعد ضمير المتكلّم في مقام لفظ أيّ اسم مضاف دالّ على مفهوم ذلك الضمير ، وذلك إمّا أن يكون لمجرّد بيان المقصود بذلك الضمير ، نحو أنا أفعل كذا أيّها الرجل ، أي أنا أفعل كذا مختصا من بين الرجال بفعله. فإنّ قولك أيّها الرجل لتوكيد الاختصاص لأن الاختصاص قد وقع أولا بقولك أنا وليس بنداء ، لأنّ المراد بصيغة أيّ هو ما دلّ على ضمير المتكلّم السابق لا المخاطب ، فهو أي قولك أيّها الرجل في محلّ النصب لأنه حال في تقدير مختصا من بين الرجال ، وحكمه في الإعراب والبناء حكم المنادى لأنّ كلّ ما انتقل من باب إلى باب فإعرابه على حسب ما كان عليه. أو يكون لبيان المفهوم من الضمير مع افتخار نحو أنا أكرم الضيف أيّها الرجل ، وكذا إنّا معشر العرب نفعل كذا. فإنّ المعشر المضاف إلى العرب فيه قائم

__________________

(١) هداية النحو شرح هداية النحو ، مجهول المؤلف ، الهند ، د. ت. أما هداية النحو فهو مختصر مضبوط في النحو موضوع على ترتيب الكافية مجهول المؤلف أيضا ، كانپور ١٩٠٠ م. ونسبه البعض لأبي حيان الأندلسي النحوي. معجم المطبوعات العربية ٢٠٢٤ ، هامش رقم ١ نفس الصفحة.

١١٥

مقام أيّ في محل النصب على الحال ودالّ على مفهوم ضمير المتكلم وعلى الافتخار أيضا ، أو مع التصاغر نحو أنا المسكين أيّها الرجل ، ويجب حذف حرف النداء في باب الاختصاص.

وقد يكون الاختصاص على غير طريقة النداء بأن لا يكون منقولا عنه نحو نحن العرب أقرب (١) الناس للضيف ، فإنّه ليس منقولا من النداء لأنّ المنادى لا يكون معرّفا باللام فيكون نصبه بفعل مقدّر ، أي أخص العرب ولا يجوز إظهاره ، كذا في العباب.

الاختصاصات الشّرعية : [في الانكليزية] Legal competences ، (juridical) ـ [في الفرنسية] Competences legales (juridiques)

عند الأصوليين هي الأغراض المترتّبة على العقود والفسوخ كملك الرقبة في البيع وملك المنفعة في الإجارة والبينونة في الطلاق ، كذا في التلويح في باب الحكم.

اختصاص النّاعت : [في الانكليزية] Proper quality ـ [في الفرنسية] Qualite propre

وهو التعلّق الخاص الذي يصير به أحد المتعلّقين ناعتا للآخر والآخر منعوتا به ، والنعت حال والمنعوت محلّ ، كالتعلّق بين لون البياض والجسم المقتضي لكون البياض نعتا للجسم والجسم منعوتا به بأن يقال جسم أبيض ، كذا في السيّد الجرجاني.

الاختلاج : [في الانكليزية] Palpitation ، ataxia ـ [في الفرنسية] Palpitation ، ataxie

هو حركة العضو كما في المنتخب. قال الأطباء هو حركة عضلانية بغير إرادة وقد يتحرّك معها ما يلتصق بها من الجلد ويسرّع انقضاءها.

كذا في بحر الجواهر. والفرق بينه وبين الرّعشة يجيء فيما بعد. واختلاج القلب هو أن يتحرّك القلب حركة منكرة لفرط الامتلاء. واختلاج المعدة هو حركة شبيهة بالخفقان تحدث في المعدة لا كما تحدث في الأعضاء العضلانية ، كذا في حدود الأمراض.

الاختلاس : [في الانكليزية] Praise by gallant poetry ـ [في الفرنسية] Louange par poesie galante

هو بالفارسية : «ربودن» ، وذلك يكون بأن يتغزّل القائل بأسلوب المدح أو أن يمدح بالتغزل. ومثال الأوّل : إن رمحك مستقيم مثل قامة الفاتنات الجميلات. ومثال الثاني : إن قدّك يشبه رمح ملك الدين من حيث الاستقامة. كذا في جامع الصنائع. والاختلاس عند القرّاء هو عدم تكميل الحركة (٢). كما في شرح الشاطبي.

الاختلاف : [في الانكليزية] Parallax ـ [في الفرنسية] Parallaxe ، desaccord

لغة ضدّ الاتفاق. قال بعض العلماء إنّ الاختلاف يستعمل في قول بني على دليل ، والخلاف فيما لا دليل عليه كما في بعض حواشي الإرشاد ، ويؤيّده ما في غاية التحقيق (٣) منه أنّ القول المرجوح في مقابلة الراجح يقال له خلاف لا إختلاف. وعلى هذا قال المولوي عصام الدين (٤) في حاشية الفوائد الضّيائية في

__________________

(١) أقرب (م).

(٢) الاختلاس : بمعنى ربودن است وآن چنان باشد كه معني غزل بمدح آرد ويا معني مدح بغزل آرد مثال اوّل. ع. رمح تو راست چون قد زيباى دلبران. مثال دوم. ع. همي از راستى قدت برمح شاه دين ماند. كذا في جامع الصنائع. واختلاس نزد قراء ترك تكميل حركت را گويند.

(٣) غاية التحقيق لمحمد بن عمر الاخسيكتي حسام الدين (ـ ٦٤٤ هـ / ١٢٤٦ م) معجم المؤلفين ١١ / ٢٥٣ ، الفوائد البهية ١٨٨.

(٤) المولى عصام الدين : هو ابراهيم بن محمد بن عرب شاه الأسفراييني ، عصام الدين. ولد في إسفرايين بخراسان عام

١١٦

آخر بحث الأفعال النّاقصة : المراد بالخلاف عدم اجتماع المخالفين وتأخّر المخالف ، والمراد بالاختلاف كون المخالفين معاصرين منازعين. والحاصل منه ثبوت الضعف في جانب المخالف في الخلاف ، فإنه كمخالفة الإجماع وعدم ضعف جانب في الاختلاف لأنه ليس فيه خلاف ما تقرر ، انتهى.

وعند الأطباء هو الإسهال الكائن بالأدوار. وإختلاف الدّم عندهم يطلق تارة على السّحج وتارة على الإسهال الكبدي ، كذا في حدود الأمراض.

وعند أهل الحق من المتكلّمين كون الموجودين غير متماثلين أي غير متشاركين في جميع الصفات النفسيّة وغير متضادّين أي غير متقابلين ويسمّى بالتخالف أيضا. فالمختلفان والمتخالفان موجودان غير متضادين ولا متماثلين ، فالأمور الاعتبارية خارجة عن المتخالفين إذ هي غير موجودة ، وكذا الجواهر الغير المتماثلة لامتناع اجتماعها في محلّ واحد إذ لا محلّ لها ، وكذا الواجب مع الممكن.

وأما ما قالوا الاثنان ثلاثة أقسام لأنهما إن اشتركا في الصفات النفسية أي في جميعها فالمثلان ، وإلاّ فإن امتنع اجتماعهما لذاتيهما في محلّ واحد من جهة واحدة فالضّدّان ، وإلاّ فالمتخالفان ، فلم يريدوا به حصر الاثنين في الأقسام الثلاثة فخرج الأمور الاعتبارية لأخذ قيد الوجود فيها. وأيضا تخرج الجواهر الغير المتماثلة والواجب مع الممكن ، أمّا خروجها عن المثلين فظاهر ، وأمّا خروجها عن المتخالفين فلما مرّ ، وأما خروجها عن الضدّين فلأخذ قيد المعنى فيهما. بل يريدون به أن الاثنين توجد فيه الأقسام الثلاثة.

وقيل التخالف غير التماثل فالمتخالفان عنده موجودان لا يشتركان في جميع الصفات النفسية ، ويكون الضدّان قسما من المتخالفين فتكون قسمة الاثنين ثنائية بأن يقال الاثنان إن اشتركا في أوصاف النفس فمثلان وإلاّ فمختلفان. والمختلفان إمّا متضادان أو غيره.

ولا يضرّ في التخالف الاشتراك في بعض صفات النفس كالوجود فإنه صفة نفسية مشتركة بين جميع الموجودات ، وكالقيام بالمحل فإنه صفة نفسية مشتركة بين الأعراض كلها وكالعرضية والجوهرية. وهل يسمّى المتخالفان المتشاركان في بعض أوصاف النفس أو غيرها مثلين باعتبار ما اشتركا فيه؟ لهم فيه تردّد وخلاف ، ويرجع إلى مجرد الاصطلاح لأن المماثلة في ذلك المشترك ثابتة بحسب المعنى ، والمنازعة في إطلاق الاسم ويجيء في لفظ التماثل.

واعلم أنّ الاختلاف في مفهوم الغيرين عائد هاهنا أي في التماثل والاختلاف فإنه لا بدّ في الاتصاف بهما من الاثنينية فإن كان كل اثنين غيرين تكون صفاته تعالى متصفة بأحدهما ، وإن خصّا بما يجوّز الانفكاك بينهما لا تكون متصفة بشيء منهما. ثم اعلم أنه قال الشيخ الأشعري (١) كلّ متماثلين فإنهما لا يجتمعان.

__________________

ـ ٨٧٣ هـ / ١٤٦٨ م وتوفي بسمرقند عام ٩٤٥ هـ / ١٥٣٨ م. عالم باللغة والأدب والتفسير له مؤلفات عديدة. الاعلام ١ / ٦٦ ، كشف الظنون ٤٧٧ ، شذرات الذهب ٨ / ٢٩١ ، معجم المطبوعات ١٣٣٠.

(١) الأشعري هو علي بن اسماعيل بن اسامه بن سالم ، ابو الحسن ، من نسل الصحابي أبي موسى الأشعري. ولد في البصرة عام ٢٦٠ هـ / ٨٧٤ م وتوفي ببغداد عام ٣٢٤ هـ / ٩٣٦ م. مؤسس المذهب الأشعري ، وإمام متكلم مجتهد. كان معتزليا ثم تاب عنه. له الكثير من المؤلفات الهامة. الاعلام ٤ / ٢٦٣ ، معجم المفسرين ١ / ٣٥٤ ، طبقات الشافعية ٢ / ٢٤٥ ، وفيات الأعيان ١ / ٣٢٦ ، البداية والنهاية ١١ / ١٨٧ ، الجواهر المضيئة ١ / ٣٥٣ ، اللباب ١ / ٥٢ ، تاريخ بغداد ١١ / ٣٤٦ ، النجوم الزاهرة ٣ / ٢٥٩ ، العبر ٢ / ٢٠٢.

١١٧

وقد يتوهّم من هذا أنه يجب عليه أن يجعلهما قسما من المتضادين لدخولهما في حدّهما ، وحينئذ ينقسم اثنان قسمة ثنائية بأن يقال : الاثنان إن امتنع اجتماعهما فهما متضادّان وإلاّ فمتخالفان. ثم يقسم المتخالفان إلى المتماثلين وغيرهما. والحق عدم وجوب ذلك ولا دخولهما في حدّ المتضادين. أمّا الأوّل فلأنّ امتناع اجتماعهما عنده ليس لتضادّهما وتخالفهما كما في المتضادين ، بل للزوم الاتّحاد ورفع الاثنينيّة ، فهما نوعان متباينان وإن اشتركا في امتناع الاجتماع. وأمّا الثاني فلأن المثلين قد يكونان جوهرين فلا يندرجان تحت معنيين. فإن قلت إذا كانا معنيين كسوادين مثلا كانا مندرجين في الحدّ قطعا ، قلت لا اندراج [أيضا] (١) إذ ليس امتناع اجتماعهما لذاتيهما بل للمحلّ مدخل في ذلك ، فإنّ وحدته رافعة للاثنينية منهما ، حتى لو فرض عدم استلزامهما لرفع الاثنينية لم يستحل اجتماعهما. ولذا جوّز بعضهم اجتماعهما بناء على عدم ذلك الاستلزام. وأيضا المراد بالمعنيين في حدّ الضدّين معنيان لا يشتركان في الصفات النفسية. هذا كله خلاصة ما في شرح المواقف وحاشيته للمولوي عبد الحكيم.

وعند الحكماء كون الاثنين بحيث لا يشتركان في تمام الماهية. وفي شرح المواقف قالت الحكماء كلّ اثنين إن اشتركا في تمام الماهية فهما مثلان ، وإن لم يشتركا فهما متخالفان. وقسّموا المتخالفين إلى المتقابلين وغيرهما ، انتهى. والفرق بين هذا وبين ما ذهب إليه أهل الحق واضح. وأما الفرق بينه وبين ما ذهب إليه بعض المتكلمين من أنّ التخالف غير التماثل فغير واضح ، فإنّ عدم الاشتراك في تمام الماهية وعدم الاشتراك في الصفات النفسية متلازمان ، ويؤيده ما في الطوالع وشرحه من أنّ كل شيئين متغايران. وقال مشايخنا أي مشايخ أهل السنة الشيئان إن استقلّ كلّ منهما بالذات والحقيقة بحيث يمكن انفكاك أحدهما من الآخر فهما غيران وإلاّ فصفة وموصوف أو كلّ وجزء على الاصطلاح الأول ، وهو أنّ كل شيئين متغايرين إن اشتركا في تمام الماهية فهما المثلان كزيد وعمر فإنهما قد اشتركا في تمام الماهية التي هي الإنسان وإلاّ فهما مختلفان ، وهما إمّا متلاقيان إن اشتركا في موضوع كالسواد والحركة العارضين للجسم أو متساويان إن صدق كل منهما على كل ما يصدق عليه الآخر كالإنسان والناطق ، أو متداخلان إن صدق أحدهما على بعض ما يصدق عليه الآخر ، فإن صدق الآخر على جميع أفراده فهو الأعمّ مطلقا وإلاّ فهو الأعمّ من وجه أو متباينان إن لم يشتركا في الموضوع والمتباينان متقابلان وغير متقابلين ، انتهى. وقال السيّد السند في حاشيته إن اعتبر في الاشتراك في الموضوع إمكان الاجتماع فيه في زمان واحد لم يكن مثل النائم والمستيقظ من الأمور المتّحدة الموضوع الممتنعة الاجتماع فيه داخلا في التساوي لخروجه عن مقسمه ، وإن لم يعتبر ذلك يكون السواد والبياض مع كونهما متضادين مندرجين في المتلاقيين لا في المتباينين ، فلا تكون القسمة حقيقية ، فالأولى أن يجعل اعتبار النسب الأربع قسمة برأسها واعتبار التقابل وعدمه قسمة أخرى كما هو المشهور.

الاختلاف الأول : [في الانكليزية] First parallax ـ [في الفرنسية] le parallaxe

عند أهل الهيئة هو التعديل الأول ويسمّى بالتعديل المفرد أيضا.

__________________

(١) [أيضا] (+ م ، ع).

١١٨

الاختلاف الثالث : [في الانكليزية] ٣ rd parallax ـ [في الفرنسية] ٣ e parallaxe

عندهم هو التعديل الثالث ، ويجيء الكل فيما بعد.

الاختلاف الثاني : [في الانكليزية] ٢ nd parallax ـ [في الفرنسية] ٢ e parallaxe

عندهم هو التعديل الثاني ويسمى بإختلاف البعد الأبعد والأقرب أيضا وباختلاف البعد الأقرب أيضا وباختلاف المطلق أيضا كما في الزيجات.

إختلاف الممر : [في الانكليزية] Path parallax ـ [في الفرنسية] Parallaxe de paage

عندهم قوس من فلك البروج فيما بين درجة الكوكب ودرجة ممرّه ، ويجيء في لفظ الدرجة.

إختلاف المنظر : [في الانكليزية] Perspective parallax ـ [في الفرنسية] Parallaxe de perspective

عندهم هو التفاوت بين الارتفاع الحقيقي والارتفاع المرئي ، وهو قوس من دائرة الارتفاع من الجانب الأقل بين موقعي الخطّين المارّين بمركز الكوكب المنتهيين إلى سطح الفلك الأعلى الخارج أحدهما من مركز العالم والآخر من منظر الإبصار ، والزاوية الحادثة من تقاطع الخطّين عند مركز الكوكب يسمّى زاوية إختلاف المنظر ، وينعدم هذا الاختلاف عند كون مركز الكوكب على سمت الرأس ، ويبلغ غاية عند كونه على الأفق الحسّي. والارتفاع المرئي ناقص عن الحقيقي بمقدار هذه الزاوية ، وهذا هو إختلاف المنظر في دائرة الارتفاع. وقد يكون إختلاف المنظر في الطول والعرض لأنّا إذا أخرجنا دائرتي عرض تمرّان بطرفي الموضع المرئي والموضع الحقيقي من الكوكب في دائرة الارتفاع ، فالقوس الواقعة من منطقة البروج بين تقاطعي الدائرتين العرضيتين المذكورتين من الجانب الأقل هو إختلاف المنظر في الطول ، فإن اختلف القوسان الواقعتان من العرضيتين بين طرفي الخطّين المذكورين ومنطقة البروج فمجموعهما أو التفاضل بينهما على إختلاف المذهبين إختلاف المنظر في العرض. وإن شئت التوضيح فأرجع إلى تصانيف الفاضل عبد العلي البرجندي.

إختلاف المنظر : [في الانكليزية] Perspective parallax ـ [في الفرنسية] Parallaxe de perspective

قد سبق في لفظ الاختلاف.

الاختناق : [في الانكليزية] Suffocation ، convulsion ـ [في الفرنسية] Etouffement ، convulsion

على وزن الافتعال في اللغة خفه كردن.

وفي الطّب هو امتناع نفوذ النفس إلى الرية والقلب أو تعسره. واختناق الرحم هي سعي الرحمن بالتقلص إلى فوق أو ميلها بالاسترخاء إلى أحد الجانبين. وقيل هذه علّة شبيهة بالصّرع والغشي تنوب كنوائبه لاستحالة المادّة إلى كيفيّة سميّة تلدغ الدّماغ عند ارتفاعها إليه وتؤذيه ، وتحصل من ذلك حركة تشنّجية وتؤذي القلب ، ويحصل له من ذلك غشي متواتر. وهذه العلّة تعرض للنساء اللواتي يحبس فيهنّ الطّمث والمني ، كذا في بحر الجواهر.

الاختيار : [في الانكليزية] Choice ، free will ـ [في الفرنسية] Choix ، libre arbitre

لغة الإيثار يعني بركزيدن ـ الانتخاب ـ ويعرف بأنّه ترجيح الشيء وتخصيصه وتقديمه على غيره ، وهو أخصّ من الإرادة. وعند المتكلّمين والحكماء قد يطلق على الإرادة كما سيجيء. وقد يطلق على القدرة ويقابله الإيجاب. والمشهور أنّ له معنيين : الأول كون الفاعل بحيث إن شاء فعل وإن

١١٩

لم يشأ لم يفعل ، فعدم الفعل لم تتعلق به المشيئة بل هو معلّل بعدم المشيئة على ما ورد به الحديث المرفوع «ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن» (١) وهذا المعنى متّفق عليه بين المتكلّمين والحكماء ، إلاّ أنّ الحكماء ذهبوا إلى أن مشيئة الفعل الذي هو الفيض والجود لازمة لذاته تعالى كلزوم العلم وسائر الصفات الكماليّة له تعالى ، فيستحيل الانفكاك بينهما ، وإنّ مشيئة الترك وعدم مشيئة الفعل ممتنع. فمقدّمة الشرطية الأولى وهي إن شاء واجبة الصدق عندهم ومقدمة الشرطية الثانية وهي إن لم يشأ ممتنعة الصدق ، وصدق الشرطية لا يتوقّف على صدق شيء من الطرفين ، فكلتا الشرطيتين صادقتان. والمتكلمون قالوا بجواز تحقّق مقدّم كل من الشرطيتين. فالمختار والقادر على هذا المعنى هو الذي إن شاء فعل وإن لم يشأ لم يفعل.

والثاني صحة الفعل والترك. فالمختار والقادر هو الذي يصحّ منه الفعل والترك. وقد يفسّران بالذي إن شاء فعل وإن شاء ترك. وهذا المعنى مما اختلف فيه المتكلّمون والحكماء فنفاه الحكماء ، لاعتقادهم أنّ إيجاده تعالى العالم على النظام من لوازم ذاته فيمتنع خلوّه عنه ، وزعموا أنّ هذا هو الكلام التام ، ولم يتنبّهوا على أنّ هذا نقصان تام ، فإنّ كمال السلطنة يقتضي أن يكون الواجب قبل كل شيء وبعده كما لا يخفى على العاقل المنصف ، وأثبته المتكلمون كلّهم وهو الحق الحقيق اللائق بشأنه تعالى لأن حقيقة الاختيار هو هذا المعنى الثاني ، لأنّ الواقع بالإرادة والاختيار ما يصحّ وجوده وعدمه بالنظر إلى ذات الفاعل. هكذا يستفاد من شرح المواقف وبعض حواشيه ومما ذكره الصادق الحلواني (٢) في حاشية الطيبي (٣).

وقال مرزا زاهد في حاشية شرح المواقف في بحث امتناع استناد القديم إلى الواجب : اعلم أنّ الإيجاب على أربعة أنحاء. الأول وجوب الصدور نظرا إلى ذات الفاعل من حيث هي مع قطع النّظر عن إرادة الفاعل وغاية الفعل ، وهو ليس محلّ الخلاف لاتفاق الكلّ على ثبوت الاختيار الذي هو مقابله لله تعالى ، بل هو عند الحكماء غير متصوّر في حقه تعالى ، فإنه لا يمكن النّظر إلى شيء وقطع النّظر عما هو عينه. والثاني وجوب الصدور نظرا إلى ذات الفاعل بأن يكون الإرادة والغاية عين الفاعل. وبعبارة أخرى وجوب الصدور نظرا إلى ذات الفاعل مع قطع النظر عن الخارج وهذا محلّ الخلاف بين الحكماء والمتكلمين. فالحكماء ذهبوا إلى هذا الإيجاب في حقه تعالى وزعموا أنه تعالى يوجد العالم بإرادته التي هي عينه ، وذاته تعالى غاية لوجود العالم بل علّة تامة له. والمتكلمون ذهبوا إلى الاختيار المقابل لهذا الإيجاب وقالوا إنه تعالى أوجد العالم بالإرادة الزائدة عليه لا لغرض ، أو بالإرادة التي هي عينه لغرض هو خارج عنه. والثالث وجوب الصدور نظرا إلى إرادة الفاعل والمصلحة المترتّبة على الفعل ، وهذا محلّ الخلاف بين الأشاعرة والمعتزلة. فالأشاعرة قالوا بالاختيار المقابل لهذا الإيجاب حيث لم يقولوا بوجود الأصلح وجوّزوا الترجيح بلا مرجّح ، والمعتزلة

__________________

(١) أخرجه الترمذي في إتحاف السادة المتقين ، ٦ / ٤٠٤ ، بلفظ : «ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن».

(٢) الصادق الحلواني : أو الحلوائي ، هو يوسف بن الحسن بن محمود التبريزي الحلوائي ، عز الدين. ولد في تبريز عام ٧٣٠ هـ / ١٣٣٠ م وتوفي بالجزيرة عام ٨٠٤ هـ / ١٤٠٢ م. مفسّر ، فقيه شافعي ، زاهد. له عدة مؤلفات. الاعلام ٨ / ٢٢٤ ، بغية الوعاة ٤٢١ ، الضوء اللامع ١٠ / ٣٠٩ ، هدية العارفين ٢ / ٥٥٩.

(٣) حاشية الطيبي أو حاشية على فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب ليوسف بن الحسن بن محمود التبريزي الحلواني.

(ـ ٨٠٤ هـ) ، وفتوح الغيب شرح لكشاف الزمخشري في التفسير للحسين بن محمد بن عبد الله ، شرف الدين الطيبي (ـ ٧٤٣ هـ).

١٢٠