شمس العلوم - ج ١

نشوان بن سعيد الحميري

شمس العلوم - ج ١

المؤلف:

نشوان بن سعيد الحميري


المحقق: الدكتور حسين بن عبد الله العمري
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الفكر ـ دمشق
المطبعة: المطبعة العلمية
الطبعة: ١
ISBN: 1-57547-638-X
الصفحات: ٦٩٨

باب الباء والخاء وما بعدهما

الأسماء

فَعْل ، بفتح الفاء وسكون العين

ت

[ البَخْت ] : الجَدّ. ويقال : إِنه أعجمي.

ولم يأت في هذا الباب باء ولا ثاء.

ر

[ بَخْر ] : بنات بَخْر : سحائبُ بيضٌ مُنْتَصِباتٌ رِقاقٌ تكون أول الصيف.

س

[ البَخْس ] : أرض تنبت من غير سقي ، والجمع البُخُوس.

وثمن بَخْسٌ : أي ناقص ، قال الله تعالى : ( وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ )(١) أي ذي بخس.

ل

[ البَخْل ] : لغة في البُخْل. وينشد بيت جرير (٢) على هذه اللغة :

تُرِيدينَ أَنْ أَرْضَى وأَنْتِ بَخِيلَةٌ

ومَنْ ذا الذي يُرْضِي الأَحِبَّاءَ بالبَخْلِ

و

[ البَخْو ] : من الرُّطَب. يقال : رطبة بَخْوَةٌ.

و [ فُعْل ] ، بضم الفاء

ت

[ البُخْت ] : الإِبل الخراسانية.

ل

[ البُخْل ] : الشحّ بالشيء ، قال الله

__________________

(١) سورة يوسف : ١٢ / ٢٠.

(٢) تذييل ديوانه ( ٢ / ٩٤٨ ).

٤٤١

تعالى : ( وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ )(١).

و [ فُعْل ] ، من المنسوب

ت

[ البُخْتِيّ ] : واحد البُخْت ، وهي الإِبل الخراسانية (٢). يقال هي لغة عربية ، ويقال : إِنها أعجمية معرّبة ، قال (٣) :

لَبَنَ البُخْتِ في قِصَاعِ الخَلَنْجِ

و [ فَعَل ] ، بفتح الفاء والعين

ص

[ البَخَص ] : لحم الجفن الأسفل ، ولحم القدمين ، ولحم أصول الأصابع مما يلي الراحة من الإِنسان وغيره أيضاً.

و [ فَعَلَة ] ، بالهاء

ص

[ البَخَصَة ] : لحم فِرْسِن البعير.

__________________

(١) سورة النساء : ٤ / ٣٧ ، وسورة الحديد ٥٧ / ٢٤.

(٢) بعده في الأصل ( س ) حاشية في أولها ( جمه ) رمز الناسخ وليس في آخرها ( صح ) ونصها : « قال الجوهري :

البُخْتُ من الإِبل جمع بُخْتيّ منسوبٌ ، والبُخْتيّة بالهاء وهي معرّبة ، وقال بعضهم : هي عربية وينشد قول قيس بن الرقيات ـ ( هكذا ). أي عبيد الله بن قيس الرقيات :

يلبس الجيش بالجيوش ويسقى

لبن البخت في قصاع الخنلنج

وجمعها بخاتيُّ بتشديد الياء غير مصروفٍ لأنها جمع الجمع ، فقد صار فيها علتان وهما الجمع ونهاية الجمع ، قال : أما مساجديٌّ ومداينيٌّ فمصروفٌ لأن الياء فيهما غير ثابتة كما يصرف المهالبة والمسامعة إِذا دخلت عليهما هاء النسب. قال سيبويه : ويجوز في الياء وجهان تخفيفها مثل بخاتي بمثابة صحاري وقلبها ألفاً بعد قلب كسرة ما قبلها فتحة تخفيفاً مثل بخاتَى بمنزلة صحارَى ومهارَى ونحوه ».

ولم تأت هذه الزيادة في بقية النسخ ، ورجحنا أنها زيادة من الناسخ.

(٣) الشاهد هو عجز بيت عبيد الله بن قيس الرقيات المذكور قبل قليل ، وروايته في ديوانه وفي اللسان ( بخت ) :

يهب الالف والخيول ويسقى

لبن البخت في قصاح الخلنج

وانظر أيضاً الصحاح واللسان ( خلنج ).

٤٤٢

الزيادة

مَفْعَلَة

ل

[ مَبْخَلَة ] : يقال (١) : « الولد مَجْبَنَةٌ مَبْخَلَةٌ مَجْهَلَةٌ » : أي سبب لنسبة الوالد إِلى ذلك.

فُعَال ، بضم الفاء

ر

[ البُخَار ] : معروف.

فَعُول

ر

[ البَخُور ] : معروف.

فَعِيل

ق

[ بَخِيق ] : رجل بخيق (٢) العين.

ل

[ البَخِيل ] : خلاف الجواد.

ومن الرباعي

فَعْلَل ، بالفتح منسوب

ت ر

[ بَخْتَرِيّ ] : رجل بَخْتَرِيٌ : صاحب تبختُر ، حسن المشي والجسم. وامرأة بَخْتَرِيّه ، بالهاء.

فُعْلُل ، بالضم

__________________

(١) ورد هذا في حديث مرفوع من حديث يعلى بن مرة العامري عند ابن ماجه في الأدب ، باب : بر الوالد والإِحسان إِلى البنات ، رقم (٣٦٦٦) و « أحمد » : ( ٤ / ١٧٢ ).

(٢) أي : أعور.

٤٤٣

ن ق

[ البُخْنُق ] : البرقُع الصغير ، عن الأصمعي. وقال الفرّاء (١) : البُخْنُق : رقعة يوقى بها الخِمَار من الدُّهن على الرأس.

والبُخْنُق : البرنس الصغير ، قالَ ذو الرّمة (٢) :

علَيْه مِنَ الظَّلْمَاء جُلٌّ وَبُخْنُقُ

فِعْليل ، بالكسر

ت ر

[ بِخْتِير ] : رجل بِخْتِيرٌ : حسن المشي ، قال (٣) :

يَمْشِي السِّبْطرَى مِشْيَةَ البِخْتِيرِ

مَشْيَ الأمِيرِ أو أخي الأَمِيرِ

ومن الملحق بالخماسي

فَعَنْلاة ، بالفتح

ن د

[ بَخَنْدَاة ] : امرأة بَخَنْدَاة : إِذا كانت ثقيلة الأوراك تامَّةَ القَصَبِ ، والجميع : بخانِدُ ، قال (٤) :

قَامَتْ تُرِيكَ خَشْيَةً أَنْ تُصْرَما

سَاقاً بَخَنْدَاةً وَكَعْباً أَدْرما

__________________

(١) انظر المجمل (١٤١) والمقاييس ( ١ / ٣٣٥ ) واللسان ( بخنق ).

(٢) ديوانه ( ١ / ٤٨٥ ) وما هنا هو رواية اللسان والتاج ( بخنق ) ورواية الديوان هي :

وتيهاء تودي بين ارجائها الصبا

عليها من الظلماء جل وخندق

(٣) الرجز للعجاج ، ديوانه ( ١ / ٣٧٨ ) وروايته :

يمشي بأنقاء أبي حبرير

مشي الامير او اخي الامير

يمشي السبطري مشية التجيير

وذكر محققه رواية « الفخِّيْر » ولم يذكر « البختير ». وحِبْرِيْر : جبل بالبحرين.

(٤) الرجز للعجاج أيضاً ، ديوانه ( ١ / ٤٠١ ـ ٤٠٢ ) ، وروايته : « رهبةً » مكان « خشية » والبخنداة والخبنداة : الضخمة.

٤٤٤

الأفعال

فعَل يفعَل ، بفتح العين فيهما

س

[ بَخَسَ ] : البَخْس : النقصان ، بَخَسَه حقَّه : إِذا نقصه. ومنه يقال في المثل (١) : « تَحْسَبُها حَمْقَاءَ وهي بَاخِسٌ ». قال الله تعالى : ( وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ )(٢).

وبَخَسَ عَينَه : لغة في بَخَصَ.

ص

[ بَخَصْتُ ] عينَه : أي عوّرتُها.

ع

[ بَخَعَ ] : نفسه بَخْعاً : إِذا قتلها غَمّاً ، قال الله تعالى : ( لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ )(٣) ، وقال ذو الرُّمة (٤) :

أَلَا أَيُّهذَا الباخِعُ الوَجْدُ نَفْسَهُ

لِشَيْءٍ نَحَتْهُ عَنْ يَدَيْهِ المقادِرُ

ويقال : بَخَعَ له فلان بالحق بُخُوعاً : إِذا أقرَّ له به.

قال أبو عبيدة : بَخَعْتُ له نفسي ونُصْحي : أي جَهَدْتُ.

وفي حديث (٥) عائشة : « بَعَجَ الأرضَ وبَخَعها » أي شقّها بالحرث والزرع وجَهَدها ، تعني عُمَر.

ق

[ بَخَقْتُ ] عينَه : إِذا عوَّرتَها.

وقيل : البَخْقُ : خسفُ العين بعد تعويرها. وفي حديث (٦) زيد بن ثابت :

__________________

(١) المثل رقم (٦٢٠) في مجمع الأمثال ( ١ / ١٢٣ ).

(٢) سورة الأعراف ٧ / ٨٥ ، وهود ١١ / ٨٥ ، والشعراء ٢٦ / ١٨٣.

(٣) سورة الشعراء ٢٦ / ٣.

(٤) ديوانه : ( ١ / ١٠٣٧ ) والمقاييس ( ١ / ٢٠٦ ) واللسان والتاج ( بخع ).

(٥) انظر غريب الحديث لابن قتيبة ( ٢ / ٤٨٣ ).

(٦) هذا حديث أو قول اجتهادي لزيد بن ثابت نفسه ( ت ٤٥ ه‍ ) ينقل عنه فيما ينقل في « الفرائض والديات » بصفته أحد فقهاء الصحابة ، وهو بنصه في ( اللسان ) : ( بخق ) ، وانظره كذلك في « الأم » للإِمام الشافعي ( ٨ / ٣٥٢ ) ( ط. دار الفكر ـ بيروت ١٩٨٠ ).

٤٤٥

« في العين القائمة إِذا بُخِقَتْ مائةُ دينار » قيل : أراد العين التي قد عُوِّرت فذهب بصرها وهي قائمة لم تنخسف ؛ فإِذا فُقئت بعدُ ففيها مائة دينار.

فعِل ، بكسر العين ، يفعل ، بفتحها

ر

[ بَخِرَ ] : الأَبْخَرُ : منتن الفم ، ومصدره البَخَر.

ص

[ بَخِص ] : الأَبْخص : الذي فوق عينيه وتحتهما لحم ناتئ.

ق

[ بَخِقَ ] : البَخَقُ : العَوَر.

ل

[ بَخِلَ ] بالشيء بُخْلاً وبَخَلاً. ورجل باخِلٌ وبَخِيلٌ : ذو بخل ، وبَخَّالٌ : شديد البُخل. قال الله تعالى : ( الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ )(١) وقرأ حمزة والكسائي بالبَخَل بفتح الباء والخاء ، وهي لغة الأنصار.

الزيادة

الإِفعال

ر

[ أَبْخَرَه ] الشيءُ : إِذا بَخِر منه.

ل

[ أَبْخَلَه ] : أي وجده بخيلاً.

التفعيل

س

[ بَخَّسَ ] المخُّ : إِذا صار في السُّلَامى والعين.

__________________

(١) سورة النساء : ٤ / ٣٧ ، والحديد : ٥٧ / ٢٤.

٤٤٦

ل

[ بَخَّلَه ] : أي نسبه إِلى البخل.

التفعُّل

ر

[ تبخَّر ] بالبَخُور.

التفعلُل

ت ر

[ تَبَخْتَرَ ] التَّبَخْتُرُ في المشي : مشية حسنة.

٤٤٧
٤٤٨

باب الباء والدال وما بعدهما

الأسماء

فَعْل ، بفتح الفاء وسكون العين

ر

[ البَدْرُ ] : معروف ، سمِّي بدْراً لتمامه وامتلائه. وكلُّ شيء تمَّ فهو بَدْرٌ. وقيل : سمِّي بدْراً لأنه يبادر الغروبَ قبل طلوع الشمس ، لأنهما يتراقبان.

وغلام بَدْرٌ : ممتلئ شباباً

وبَدْرٌ : اسم ماء معروف ، نُسب إِلى رجل يسمَّى بَدْراً. وفيه كانت وقعة بَدْر للنبي عليه‌السلام على المشركين ، قال الله تعالى : ( وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ )(١).

وبَدْر : من أسماء الرجال.

و

[ البَدْو ] : خلاف الحضر ، قال الله تعالى : ( وَجاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ )(٢).

همزة

[ البَدْء ] ، مهموز : السيّد يُبدأ به فيمن يُعَد ، قال (٣) :

تَرَى ثِنَانا إِذَا ما جاءَ بَدْأَهُمُ

وبَدْؤُهُم إِنْ أتَانَا كان ثُنيَانَا

والبَدْءُ : واحد البُدُوء ، وهي مفاصل الأصابع.

والبَدْءُ : خير نصيب في الجَزُور.

و [ فَعْلَة ] ، بالهاء

__________________

(١) سورة آل عمران : ٣ / ١٢٣.

(٢) سورة يوسف : ١٢ / ١٠٠.

(٣) البيت لأوس بن مغراء القريعي اللسان ( ثنى ) والمقاييس : ( ١ / ٢١٣ ).

٤٤٩

ر

[ البَدْرَة ] من المال : عشرة آلاف درهم ، سميت بَدْرَة لتمامها.

وعين بَدْرَةٌ : أي ممتلئة تَبْدُر بالنظر ، قال امرؤ القيس (١) :

وعَيْنٌ لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ

شُقَّتْ مآقِيهما مِنْ أُخُرْ

والبَدْرَة : مَسْك السخلة ما دامت ترضع. يقال : جاء ببَدْرَة : إِذا جاء بسِقَاء صغير ممتلئ لبناً.

و

[ بَدْوَة ] : يقال : فلان ذو بَدَوَات : إِذا بدا له الرأي بعد الرأي.

فُعْل ، بضم الفاء

ن

[ البُدْن ] : جمع بَدَنَة ، قال الله تعالى : ( وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللهِ )(٢) ، وقال أسعد تبّع (٣) :

ونَحَرْنا سَبْعِينَ أَلفاً مِنَ البُدْ

نِ تَرَى النَّاسَ حَوْلَهُنَّ رُكُودا

و [ فِعْل ] ، بكسر الفاء

ع

[ البِدْع ] : المبْتَدَعُ ، قال الله تعالى : ( قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ )(٤).

__________________

(١) ديوانه (٥٦) ط دار كرم. واللسان : ( حدر ).

(٢) سورة الحج : ٢٢ / ٣٦.

(٣) انظر شرح القصيدة النشوانية ( ١٣٤ ـ ١٣٥ ) وروايته هناك :

ونحرنا بالشعب سبعين الفا

فترى الطير حولهن وكودا

ومنها أربعة أبيات في الأغاني ( ١٦ / ٤٦ ).

(٤) سورة الأحقاف : ٤٦ / ٩.

٤٥٠

ل

[ البِدْل ] : البَدَل. وفي الحديث (١) : « الأَبْدَالُ » يقال : همِ قوم بهم يقيم الله الأرض وينزل الغيث والرزق لا يموت أحدهم حتى يقوم مقامه مثله. ويقال : هم سبعون ، أربعون بالشام وثلاثون في سائر الأرض لا يعرفون ولا يؤبه لهم.

و [ فِعْلَة ] ، بالهاء

ع

[ البِدْعَة ] : خلاف السنّة. وسمّيت بِدْعَة لأن قائلها ابتدعها من غير مقال سبقه. وفي الحديث (٢) عن النبي عليه‌السلام : « ستظهر بعدي البِدَعُ ، فإِن لم يُظهر العالم عِلْمَهُ فعليه لعنةُ الله ».

فَعَل ، بفتح الفاء والعين

ل

[ بَدَلُ ] الشيء : عوضُه. والبدل في العربية (٣) على أربعة أوجه :

بدل الشيء من الشيء ، كقولك : مررت بأخيك زيدٍ.

وبدل البعض من الكل ، كقولك : لقيت القومَ أكثرَهم.

وبدل الاشتمال ، كقولك : نفعني زيدٌ جودُه.

__________________

(١) الحديث بشقيه عن عبادة بن الصامت في مسند أحمد ( ١ / ١١٢ ، ٥ / ٣٣٢ ). وعن « الأبدال » انظر تاريخ صنعاء للرازي ص : (٢٩٠) والأحاديث الموضوعة للسيوطي ( ٢ / ٣٣١ ) وغريب الحديث لابن الجوزي : ( ١ / ١١ ).

(٢) لم نهتد إِلى الحديث بهذا اللفظ على كثرة الأحاديث الواردة عن « البدعة » في الأمهات وقريباً من معناه انظر : مسلم في الجمعة ، باب : تخفيف الصلاة والجمعة ، رقم (٨٧٧) والنسائي ، في العيدين ، باب : كيفية الخطبة ( ٣ / ١٨٨ ) ، وابن ماجه في المقدمة ، باب : اجتناب البدع والجدل ، رقم (٤٥) ، وأحمد ( ١ / ١٥٨ ؛ ٣ / ٢١٠ ، ٢٧١ ؛ ٥ / ٤٠٦ ).

(٣) أي في علم النحو.

٤٥١

وبدل الغلط ، كقولك : مررت بزيدٍ عمروٍ. ويعرب الثاني في جميع ذلك بإِعراب الأول.

ن

[ البَدَن ] : [ بَدَنُ ] الإِنسان.

والبَدَن : الدِّرع القصيرة. وعلى الوجهين يفسّر قوله تعالى : ( فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ )(١) قيل : بِبَدَنِكَ : من غير روح. وقيل : بِبَدَنِكَ أي بدرعك.

والبَدَن : الوعل المسّن ، قال (٢) :

قَدْ ضَمَّها والبَدَنَ الحِقَابُ

جِدِّي ، لِكُلِّ عَامِلٍ ثَوَابُ

الرَّأْسُ والأَكْرُعُ والإِهَابُ

ورجل بَدَنٌ : أي مسنٌّ ، قال الأسود بن يعفر (٣) :

َهلْ لِشَبَابٍ فَاتَ مِنْ مَطْلَبِ

أَمْ ما بُكَاءُ البَدَنِ الأَشْيَبِ

و [ فَعَلَة ] ، بالهاء

ن

[ البَدَنَة ] : الناقة أو البقرة تنحر بمكة.

سمِّيت بَدَنَة لسمنها ، لأنهم كانوا يستسمنونها. ويجوز أن يكون تسميتها بدنة تشبيهاً ، لأنه لا يساق منها الصغار ، إِنما يساق منها الثَّنِيّ (٤) فما فوقه.

وفي الحديث (٥) : مرَّ النبي صَلى الله عَليه وسلم برجل

__________________

(١) سورة يونس : ١٠ من الآية ٩٢.

(٢) الشاهد دون عزو في الصحاح ، وقد صحح روايته في اللسان والتكملة ( بدن ) : « وضمها » لأن قبله :

قد قلت بما بدت العقاب

(٣) البيت له في المقاييس ( ١ / ٢١١ ) ، واللسان ( بدن ).

(٤) الثني : الذي يلقي ثنيته ، والجمع ثنايا وهي أسنان مقدم الفم.

(٥) من حديث صحيح عن أنس ، ورد بهذا اللفظ وباختلاف يسير في آخره في الصحيحين والسنن فهو عند : البخاري : في الحج ، باب : ركوب البدن ، رقم (١٦٠٤) ؛ ومسلم : في الحج ، باب : جواز ركوب البدنة المهداة التي احتاج إِليها ، رقم (١٣٢٢).

٤٥٢

يسوق بَدَنَةً وقد التاثَ ، فقال : اركبها ، فقال : إِنها بَدَنَةٌ ، فقال : اركبها غير مَقْدُوحَةٍ.

قال أبو حنيفة والشافعي : لا يجوز أن يركب المهدي بَدَنَتَه ، ولا يُرْكِبها غيره إِلا من ضرورة ، للخبر.

قال الشافعي : يجوز له أن يشرب من لبنها ، فإِن شربه وولدها محتاج إِليه لزمه أن يتصدق بقدر ما نقص ذلك من قيمته.

وقال أبو حنيفة ومن وافقه : لا يجوز له أن يشرب من لبنها ولا يُسقي غيره ، فإِن فعل تصدَّق بقيمته.

فِعَل ، بكسر الفاء وفتح العين

ر

[ البِدَر ] : جمع بَدْرَة من المال.

الزيادة

فُعَّلَى ، بضم الفاء وفتح العين مشددة

ر

[ البُدَّرَى ] : من البِدار.

فاعل

ن

[ بادِنٌ ] : رجل بادِنٌ : أي سمين ضخم.

و [ فاعلة ] ، بالهاء

ر

[ البَادِرَةُ ] : الخطأ من الإِنسان ، يقال : كانت منه بَوَادِرُ.

والبَادِرَةُ : الحِدَّةُ ، يقال : أخشى عليكم بادرتَه ، قال النابغة الجَعْدي (١) :

__________________

(١) ديوانه : (٦٩). واللسان ( بدر ).

٤٥٣

ولا خَيْرَ في حِلْمٍ إِذا لَمْ تَكُنْ لَهُ

بَوَادِرُ تَحْمِي صَفْوَهُ أَنْ يُكَدَّرا

والبَادِرَةُ من الإِنسان وغيره : اللحمة التي بين العنق والمنكب ، ترجف إِذا فزع ، قال (١) :

وجَاءَتِ الخَيْلُ مُحْمَرًّا بَوَادِرُها

و

[ البَادِيَةُ ] : الأرض الواسعة لا حَضَر بها.

والنسبة إِليها بَدَوِيّ ، على غير قياس.

فَعَال ، بفتح الفاء

ح

[ بَدَاحٌ ] : الأرض البَدَاحُ : الليّنة الواسعة.

ولم يأت في هذا الباب جيم.

و

[ بَدَاءٌ ] : يقال : بدا له في الأمر بَدَاءٌ : أي حدث له فيه رأي.

و [ فَعَالَة ] ، بالهاء

و

[ البَدَاوَةُ ] : نقيض الحضارة.

فُعالة ، بضم الفاء

هـ

[ البُدَاهَة ] : الفجاءة.

والبُدَاهَةُ : أوّل جري الفرس ، قال (٢) :

إِلّا بُدَاهَةَ أو عُلَا

لَةَ سَابِحٍ نَهْدِ الجُزَارَهْ

__________________

(١) وهو خراشة بن عمرو العبسي كما في اللسان ( بدر ) وعجزه :

زورا وزلت يد الرامي عن الفوق

والصدر الشاهد في المقاييس ( ١ / ٢٠٩ ) والمجمل (١١٨).

(٢) الأعشى ، ديوانه (١٥٩) ، وهذه روايته في المقاييس ( ١ / ٢١٢ ) ، واللسان ( بده ).

٤٥٤

و [ فِعَالة ] بكسر الفاء

و

[ البِدَاوَة ] : ضد الحضارة.

فَعِيل

ع

[ البديع ] : المُبْتَدِعُ ، قال الله تعالى : ( بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ )(١) أي مبتدعهما.

والبَدِيعُ : المبتدَع أيضاً.

ل

[ البَدِيل ] : البَدَل.

و

[ بَدِيّ ] يقال : افعل ذلك باديَ بَدِيٍ (٢) : أي أولاً.

همزة

[ البَدِيءُ ] ، بالهمز : الأوّل.

والبَديءُ : البئر الجديدة التي حُفِرت حديثاً. وفي حديث (٣) سعيد بن المُسَيّب : « في حَرِيم البئر البَدِيء خمس وعشرون ذراعاً وفي القَلِيب خمسون » يعني بالقليب العادِيَّة التي لا يُعلم من حفرها ، فجعل حَرِيمَها أكثر لأن نَفْعَها عام ، والبَدِيءُ نفعُها خاص لصاحبها.

والبَدِيء : الأمر العجيب ، قال عَبِيد (٤) :

فَلَا بَدِيءٌ ولا عَجِيبُ

__________________

(١) سورة البقرة : ٢ / ١١٧ ، والأنعام : ٦ / ١٠١.

(٢) أصله بالهمزة وتركت لكثرة الاستعمال.

(٣) رواه الدارقطني ( ٤ / ٢٢٠ ) وانظر تلخيص الحبير ( ٣ / ٦٣ ).

(٤) عَبِيد بن الأبرص ، ديوانه : (٢٥) ، ورواية : (٢٥) ، ورواية صدره في الديوان :

ان يك حول منه اهلها

وله روايات مختلفة. انظر شروح المعلقات السبع والعشر.

٤٥٥

و [ فعيلة ] ، بالهاء

هـ

[ البَدِيهَةُ ] : الفُجاءة.

فَيْعَل ، بفتح الفاء والعين

ح

[ بَيْدَحٌ ] : امرأة بَيْدَحٌ (١) : أي سمينة.

ر

[ البَيْدَر ] : مَجْمَع الطعام حيث يداس.

فَأْعَلَة بالفتح

ل

[ البَأْدَلَةُ ] : بالهمز : ما بين العنق إِلى الترقوة. والجمع بآدِلُ ، قالت أمُّ يزيد بن الطَّثْرِيَّة (٢) :

فَتىً قُدَّ قَدَّ السَّيْف لا مُتآزفٌ

ولا رَهِلٌ لَبَّاتُهُ وبَآدلُه

فُنْعُلَة ، بالضم

ق

[ البُنْدُقَة ] ) : حَمْل شجرة

وبُنْدُقَةُ ) : قبيلة.

__________________

(١) هي في التكملة والقاموس والتاج ( بدح ) وفي المجمل (١٢٠) ، والمقاييس ( ١ / ٢١٤ ) وليست في الصحاح واللسان.

(٢) نسْبةُ المؤلف له تتفق مع نسبة المجمل : (١١٩) ، والمقاييس : ( ١ / ٩٥ ) ، ويقال : إِنه لأخته زينب أو لأخيه ثور أو للعجير السلولي أو لوحشيَّة الجرمية ، والبيت من قصيدة أوردها صاحب الأغاني : ( ٨ / ١٨٢ ـ ١٨٣ ) لأخته زينب.

(٣) البندق : الجلَّوْز أو شبيه به ، وهو جِنْس من الفصيلة البتولية منه بستاني وبري ، انظر اللسان والمعجم الوسيط ( بندق ).

(٤) بندقة : بطن من سعد العشيرة من مذجح من اليمن.

٤٥٦

الأفعال

فعَل ، بفتح العين ، يفعُل ، بضمها

ر

[ بَدَرْتُ ] إِلى الشيء : أي سبقت إِليه.

وبَدَرَتْ منه بادرةُ غضب : أي سبقت

ن

[ بَدَنَ ] : البُدْن : السِّمَن والضِّخَم.

و

[ بَدَا ] له في الأمر بَداً وبَدَاءٌ : يمد ويقصر.

وبَدَا القوم بَدْواً : إِذا خرجوا إِلى البادية.

وفي حديث النبي عليه‌السلام (١) : « من بدا جفا » أي صار فيه جفاء الأعراب لتوحُّشِهم واعتزالهم عن الناس. وبدا الشيءُ بُدُوَّاً أي ظهر ، قال الله تعالى : ( إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ )(٢) أي ظاهر الرأي. قال أبو إِسحق : أي في بادي الرأي ، فحذفت « في ». ويجوز أن يكون : اتّباعاً ظاهراً. كلُّهم قرأ بغير همز غير أبي عمرو فقرأ بالهمز أي : في أول الرأي.

وفي الحديث (٣) : « نهى النبي صَلى الله عَليه وسلم عن بيع الثمرة قبل بُدُوّ صلاحها »

قال أبو حنيفة : يجوز بيع الزرع قبل بُدُوّ صلاحه إِذا لم يكن الانتفاع به للأكل.

وكذلك روي عن ابن أبي ليلى.

وقال الشافعي : يجوز بشرط القطع. وهو قول زيد بن عليّ.

وقال أبو حنيفة وأبو يوسف ومن وافقهما : إِذا اشترى الزرع بعد بدوّ صلاحه وشرط التَّرْك بطل البيع.

__________________

(١) بلفظه من حديث طويل لأبي هريرة عند « أحمد » ( ٢ / ٣٧١ ؛ ٤٤٠ ـ ٤٤١ ).

(٢) سورة هود : ١١ من الآية ٢٧.

(٣) من حديث عبد الله بن عمر في الصحيحين وغيرهما : رواه البخاري في البيوع ، باب : بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها ، رقم (٢١٨٢) ؛ ومسلم في البيوع ، باب : النهي عن بيع الثمار قبل بدو صلاحها رقم (١٥٣٤).

٤٥٧

وعند محمد والشافعي : هو جائز.

وقال بعض الفقهاء : إِذا اشترط التَّرك إِلى أَجَل معلوم صَحَّ ، فإِن كان غير معلوم بطل.

قالوا جميعاً : فإِن بِيعَ الزرع قبل بُدُوّ صلاحه بشرط الترك لم يجز.

فعَل يفعَل ، بفتح العين فيهما

ح

[ بَدَحَ ] : قال أبو زيد : يقال : بَدَحْتُ الرجل بالعصا بَدْحاً : إِذا ضربتُه.

وبَدَحَه بالرُّمَّانة : إِذا رماه بها.

ويقال : بَدَحَتِ المرَأة في مشيها ، وتَبَدَّحَتْ بمعنى.

هـ

[ بَدَهَ ] : البَدْهُ : المفاجأة ، يقال : بَدَهَهُ بأمر : إِذا فاجأه.

همزة

[ بَدَأَ ] بالأمر ، مهموز ، وبَدَأَهُ : بمعنى ، قال الله تعالى : ( كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ )(١) وقال الله تعالى : ( فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ )(٢).

وبُدِئَ الرجلُ فهو مَبْدُوءٌ : إِذا كانت به الحَصْبَة ، قال الكميت (٣) :

فَكَأَنَّمَا بُدِئَتْ ظَوَاهِرُ جِلْدِهِ

مِمَّا يُصَافِحُ مِنْ لَهِيبِ سُهَامِها

فَعِل ، بكسر العين ، يفعَل ، بفتحها

غ

[ بَدِغَ ] الرجلُ ، بالغين معجمة : إِذا تلطخ بالعَذِرَة ، فهو بَدِغٌ.

وحكى بعضهم : يقال : إِنَّ بني فلان بَدِغُون : إِذا كانوا سِماناً حسنةً ألوانُهم.

__________________

(١) سورة الأنبياء : ٢١ / ١٠٤.

(٢) سورة يوسف : ١٢ / ٧٦.

(٣) أحال محقق المجمل على ديوانه ( ٢ / ١٠٧ ) وهو له في الصحاح واللسان ( بدا ).

٤٥٨

فعُل يفعُل ، بالضم فيهما

ن

[ بَدُنَ ] بَدْناً وبدانةً : إِذا سَمِن ، فهو بَادِنٌ.

الزيادة

الإِفعال

ر

[ أَبْدَرَ ] القوم : إِذا طلع عليهم البدر.

ع

[ أَبْدَعَ ] الشيءَ وابْتَدَعَهُ : والله عزوجل ( بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) ومُبْدِعُهما.

وأَبْدَعَتِ الراحلة : إِذا كلَّت وظلعت.

وأُبْدِعَ بالرجل : إِذا كلَّت ركابه أو هلكت. وفي الحديث (١) : قال رجل للنبي عليه‌السلام : إِنّي أُبْدِعَ بي فاحْمِلْني.

وأَبْدَعَ الشاعر : إِذا جاء بالبديع. يقال : إِنّ أوّل من أبدع صريعُ الغواني (٢) ، ثم أبو تمّام.

ل

[ أَبْدَلَ ] الشيءَ : إِذا جاء ببدله ، قال الله تعالى : ( فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْهُ )(٣) قرأ ابن كثير وأبو بكر عن عاصم ويعقوبُ بالتخفيف ، وكذلك قوله : ( وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً )(٤) ، وكذلك قوله : ( عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَ )(٥) وكذلك

__________________

(١) طرف حديث لأبي مسعود البدري عند مسلم في الإِمارة ، باب : فضل إِعانة الغازي ، رقم (١٨٩٣) وأحمد ( ٤ / ١٢٠ ).

(٢) صريع الغواني هو : مسلم بن الوليد الأنصاري ، شاعر من العهد العباسي توفي ٢٠٨ ه‍. وكان يكثر استعمال المحسنات البديعية.

(٣) سورة الكهف : ١٨ / ٨١.

(٤) سورة النور : ٢٤ / ٥٥.

(٥) سورة التحريم : ٦٦ / ٥.

٤٥٩

قوله : ( عَسى رَبُّنا أَنْ يُبْدِلَنا خَيْراً مِنْها )(١) وقرأهن نافع وأبو عمرو بالتشديد ، وخفّفهن الباقون ، إِلا الذي في النور لَيُبَدِّلَنَّهُمْ فشدّده ، والتشديد رأي أبي عبيد.

و

[ أَبْدَى ] الشيءَ : أي أظهره ، قال الله تعالى : ( وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها )(٢) قيل : هو الكحل والخاتم.

قال الفقهاء : وجه المرأة وكفّاها ليس بعورة.

واختلفوا في القدم : فقال مالك ومن وافقه : هي عورة. وعن أبي حنيفة روايتان ، وللشافعي قولان. وعن ابن زياد : ليست بعورة.

همزة

[ أَبْدَأَه ] الله عزوجل ، وهو المبدئ المعيد الفعّال لما يريد.

ويقال : أَبْدَأْتُ من أرض إِلى أرض : أي خرجت.

التفعيل

ع

[ بَدَّعَهُ ] : أي نسبه إِلى البِدْعَه.

ل

[ بَدَّلْت ] الشيء : إِذا أتيتَ له ببدل ، قال الله تعالى : ( وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ )(٣).

وَبَدَّلْتُ الشيءَ : إِذا غيَّرته وإِن لم تأت له ببدل ، قال الله تعالى : ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ )(٤). وفي الحديث (٥) عن النبي صَلى الله عَليه وسلم : « مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فاقْتُلُوه ».

__________________

(١) سورة القلم : ٦٨ / ٣٢.

(٢) سورة النور : ٢٤ / ٣١.

(٣) سورة سبأ : ٣٤ / ١٦.

(٤) سورة إِبراهيم : ١٤ / ٤٨.

(٥) من حديث ابن عباس رواه البخاري في الجهاد ، باب : لا يعذب بعذاب الله ، رقم (٢٨٥٤).

٤٦٠