شمس العلوم - ج ١

نشوان بن سعيد الحميري

شمس العلوم - ج ١

المؤلف:

نشوان بن سعيد الحميري


المحقق: الدكتور حسين بن عبد الله العمري
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الفكر ـ دمشق
المطبعة: المطبعة العلمية
الطبعة: ١
ISBN: 1-57547-638-X
الصفحات: ٦٩٨

يقهرهم بها ، أو مال يستعبدهم به ، أو دين ينقادون له به ؛ فلما وجدت أبا بكر أفقر قريش وأقلَّهم عشيرة علمت أن الناس ما انقادوا له إِلا بالدين والفضل ، فأجمعت الأمة على إِمامته لدينه وفضله ، وقد قال النبي صَلى الله عَليه وسلم : « ما كان اللهُ لِيَجْمَعَ أُمَّتي على ضَلال » (١).

وقال غيره : قدّمته الأمة لفضله ولتقديم النبي صَلى الله عَليه وسلم له في الصلاة إِذْ أقامه مقام نفسه فصلى بأصحابه تسعة أيام قبل موته ، وجاء النبي صَلى الله عَليه وسلم وهو يصلي بهم فصلّى معهم خلفه ، ولا يصحّ ذلك إِلا بكمال الفضل فيه (٢).

وقال مصنف الكتاب ـ رحمه‌الله ـ : وقول النظّام أصح هذه الأقوال عندي. لأن كتاب الله ـ عزوجل ـ شاهد على صحته ، وقوله أولى وأمره أعلى. وقد استوفينا ذلك في كتابنا المعروف بـ « صحيح الاعتقاد وصريح الانتقاد » (٣) وكتابنا المسمّى بـ « مسك العدل والميزان في موافقة القرآن » (٤).

* * *

فَعَلَ ، بفتح العين ، يَفْعِلُ ، بكسرها

ث

[ أَثَّت ] أَعالي النخلة أَثاثةً : إِذا التفَّت ، قال الشاعر (٥) :

فَأَثَّتْ أَعَالِيهِ وآدَتْ أُصُولُهُ

ومالَ بقُنْوانٍ مِنَ البُسْر أَحْمَرَا

و أَثَ الشَّعرُ : إِذا كثر ولانَ نباته ، وشعر أَثِيثٌ ونبات أَثيث. ونساء أَثَائثُ : كثيرات اللحم.

__________________

(١) عن ابن عمر رواه الترمذي في الفتن ، باب ما جاء في لزوم الجماعة ، رقم (٢١٦٨) بلفظ « إِن الله لا يجمع أمتي على ضلالة » وبلفظ « قد أجاركم الله من ثلاث خلال : ... وأن لا تجتمعوا على ضلالة » رواه أبو داود عن أبي مالك الأشعري ، في الفتن ، باب ذكر الفتن ودلائلها رقم (٤٢٥٣).

(٢) راجع سيرة ابن هشام : ٢ / ٦٤٩ ـ ٦٦١ ؛ كتاب المعارف ( أخبار أبي بكر الصديق ) : ( ١٦٧ ـ ١٧٨ ).

(٣) الكتابان مفقودان.

(٣) الكتابان مفقودان.

(٤) الشاعر هو امرؤ القيس وجاءت هذه الرواية للبيت في هامش ديوانه (٤٥) أما روايته في المتن ص (٤٤) فهي :

سوامق جبار أثيث فروعه

وعالين قنوانا من البسر أحمرا

١٤١

ط

[ أَطَّ ] : أطيطُ الإِبل : حنينُها من ثِقَل الأحمال.

وأَطَّت الشجرة : أي حنَّت ، قال (١) :

قَدْ عَرَفَتْنِي سِدْرَتي وأَطَّتِ

والأَطِيط : صوت الرَّحْل.

ل

[ ألَ ] الأليلُ : الأنين ، يقولون : له الويلُ والأليلُ ، قال (٢) :

وقُولا لَهَا ما تَأْمُرِينَ بِوَامِقٍ

لَهُ بَعْدَ نَوْمَاتِ العُيُونِ ألِيلُ

ن

[ أَنَ ] من الوجع أَنيناً.

هـ

[ أَهَ ] : إِذا توجّع.

زيادات الأفعال

التَّفْعِيل

س

[ أَسَّسَ ] الجدارَ : إِذا بنى أَساسه ، قال الله تعالى : ( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ )(٣) قرأ نافع وابن عامر بضم الهمزة وكسر السين الأولى ورفع بنيانُه ، والباقون بفتح الهمزة والسين ونصب ( بُنْيانَهُ ) فيهما.

والتَّأْسِيس في علم الرويّ : لا يكون إِلا ألفاً ساكنة بينها وبين الروي حرف يسمّى الدَّخِيل في الشعر المؤسَّس. وهو مقيَّد ومُطْلَق.

فالمؤسَّس المقيَّد تلزمه ثلاثة أحرف : التأسيس والدخيل والرويّ ، وحركتان : الرَّسُّ والتَّوجيه ، كقوله :

صَلْتُ الجَبِينِ مُهَذَّبٌ

يَنْمِي إِلى عَمْرِو بْنِ عَامِرْ

__________________

(١) ينسب إِلى الأغلب العجلي كما في الأغاني ( ٢١ / ٢٩ ) ، وإِلى زهرة بن سرحان كما في اللسان ( أطط ).

(٢) ابن ميادة ، ديوانه (١٨٤).

(٣) سورة التوبة : ٩ / ١٠٩.

١٤٢

الألف في عامر ألف التأسيس ، والحركة التي قبلها رَسٌّ ، والميم دخيل ، وحركتها توجيه ، والراء رويّ.

والمؤسَّس المطلق : مؤسس مطلق ، ومؤسس يلزمه الخروج.

فالمؤسس المطلق تلزمه أربعة أحرف : التأسيس ، والدخيل ، والرويّ ، والوصل ، وثلاث حركات : الرسّ ، والإِشباع ، والمجرى ، كقوله (١) :

أَلَا كُلُّ شَيْءٍ ما خَلَا اللهَ بَاطِلُ

وكُلُّ نَعِيمٍ لا مَحَالَةَ زَائِلُ

الألف في « زائل » ألف التأسيس ، وحركة الزاي رسٌّ ، والياء دخيل ، وحركتها إِشباع ، واللام رويّ ، وحركتها مجرى ، والواو المتولدة من الضمة وَصْلٌ ، هذا فيما وصلُه واو ، فأما ما وصلُه هاء أو ياء أو ألف فقد ذكر في باب الوصل في كتاب الواو.

والمؤسس بخروج تلزمه خمسة أحرف : التأسيس ، والدخيل ، والروي ، والوصل ، والخروج ، وأربع حركات : الرسّ ، والإِشباع ، والمجرى ، والنّفاذ ، كقوله (٢) :

يُوشِكُ مَنْ فَرَّ مِنْ مَنِيَّتِهِ

في بَعْضِ كَرَّاتِهِ يُوَافِقُها

الألف في قوله « يوافقها » ألف التأسيس ، وحركة الواو قبلها رسّ ، والفاء دخيل ، وحركتها إِشباع ، والقاف روي ، وحركتها مجرى ، والهاء وصل ، وحركتها نفاذ ، والألف الآخرة خروج. هذا فيما خروجه ألف. فأما ما خروجه واو أو ياء فقد ذكر في باب الخروج في كتاب الخاء.

ولا يكون التأسيس إِلا أحد حروف الكلمة التي فيها الروي. فإِن كانت الألف من غير الكلمة التي فيها الرويّ فليس بتأسيس ، كقول العجّاج (٣) :

__________________

(١) لبيد ، ديوانه (١٣٢).

(٢) ينسب البيت إِلى عمران بن حطَّان الخارجي ، كما في الكامل (٩٩) ، وإِلى أمية بن أبي الصلت كما في ديوانه (٤٢١) وفي نسبته روايات أخرى.

(٣) ديوانه ( ٢ / ١٣ ) ، وبعده :

مطلل كالاتحمي انهجا

والأَتْحَمِيّ : عَصبٌ من برود اليمن ؛ وأنهَج : أخلق. والبيت « إِلخ » هو الرابع عشر من الأُرجوزة.

١٤٣

ما هَاجَ أَشْجَاناً وشَجْواً قَدْ شَجَا

ثم قال :

فَهُنَّ يَعْكُفْنَ بِهِ إِذَا حَجَا

فإِن كان بعد الألف كلمة مضمرة قائمة بنفسها أو متصلة بحرف كان البيت مؤسساً ، كقول زهير (١) :

رَأَيْتُهُمُ لَمْ يَدْفَعُوا بِنُفُوسِهِمْ

مَنِيَّتَهُ لَمَّا رَأَوْا أَنَّها هِيَا

وكقوله (٢) :

أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ يَرَى الناسُ ما أَرَى

مِنَ الأَمْرِ أَوْ يَبْدُو لَهُمْ ما بَدَا لِيَا

وقد استقصينا ذكر ذلك في كتابنا المعروف بـ « بَيان مُشْكِل الرَّوِيّ وصراطه السَّوِيّ » (٣).

ف

[ أَفَّفَهُ ] : إِذا قال له : أُفّ لك.

ل

[ أَلَّلَ ] الشيءَ : إِذا حدَّد طرفَه. وأُذنٌ مُؤَلَّلة.

م

[ أَمَّمَهُ ] : أي قصده

الافتعال

ج

[ ائتجَّت ] النار : أي توقدت. وأصل ائتجّت : ائتججت تَأْتَجِج فهي مُؤْتَجِجة ، بإِظهار التضعيف ، فأدغم. وكذلك نحوه من المضاعف.

ز

[ ائتَزَّت ] القِدر : أي أزّت.

__________________

(١) ديوانه (٢٩٠).

(٢) ديوانه (٢٨٤).

(٣) والكتاب مفقود ـ راجع المقدمة ـ

١٤٤

ض

[ ائتَضَّه ] : أي اضطره ، قال الشاعر (١) :

وَهْيَ تَرَى ذَا حَاجَةٍ مُؤْتَضَّا

ك

[ ائتَكَ ] اليوم : إِذا اشتد حرّه

م

[ ائتَمَ ] به : أي اقتدى. وفي الحديث (٢) : « إِنما جُعِل الإِمامُ لِيُؤْتَمَ به ».

قال أبو حنيفة النعمان بن ثابت ومن وافقه : لا تجوز صلاة الفريضة خلف المُتَنَفِّل. وقال : محمد بن إِدريس الشافعي (٣) : تجوز.

* * *

التَّفَعُّل

ث

[ تَأَثَّثَ ] الرجل : إِذا أصاب مالاً ، بالثاء معجمة بثلاث.

ج

[ تَأَجَّجَت ] النار : أي توقدت.

م

[ تَأَمَّمَهُ ] : أي قصده. وقرأ عبد الله بن مسعود : ولا تأمّموا الخبيث (٤).

__________________

(١) رؤبة بن العجاج التميمي السعدي ، راجز من الفصحاء المشهورين توفي ( ٤٥ ه‍ ) وكثير ما يستشهد اللغويون ومنهم المؤلف برجزه ، والشاهد في ديوانه (٧٨).

(٢) الحديث عن أنس أخرجه البخاري في الصلاة في الثياب ، باب : الصلاة في السطوح والمنبر والخشب رقم (٣٧١) ومسلم في الصلاة ، باب : ائتمام المأموم بالإِمام ، رقم (٤١١) والحديث بهذا اللفظ وغيره وبمختلف طرقه في فتح الباري ( كتاب الصلاة ) ( ٢ / ١٧٢ ـ ١٨٠ ).

(٣) انظر الأم للشافعي : ١ / ١٧٧ وبعدها.

(٤) سورة البقرة : ٢ / ٢٦٧.

١٤٥
١٤٦

باب الهمزة والباء وما بعدها

الأسماء

فَعْل ، بِفتح الفاء وسكون العين

ت

[ أَبْت ] : يوم أَبْتٌ ، بالتاء بنقطتين : أي شديد الحر.

و [ فُعْل ] بضم الفاء

ض

[ الأُبْض ] : الدهر بالضاد معجمة ، والجمع آباضٌ ، قال : (١)

في حِقْبَةٍ عِشْنَا بِذَاكَ أُبْضا

* * *

و [ فُعْلَة ] بالهاء

ن

[ الأُبْنَة ] : واحدة الأُبَن ، وهي العُقَد في العود ، قال : (٢)

قَضِيبَ سَرَاءٍ قَلِيلَ الأُبَنْ

والأُبْنَة : العيب.

* * *

فِعْل ، بكسر الفاء

ط

[ الإِبْط ] : معروف.

والإِبْط من الرمل : مُنْقَطَع معظمه إِذا انقطع وبقي منه شيء رفيق متصل بالجَدد ، والجميع الآباط ، قال (٣) :

__________________

(١) رؤبة ، ديوانه (٨٠) ، وروايته : « في سَلْوَةٍ .. ».

(٢) الأعشى ، ديوانه (٣٦٧) ، وصدره :

سلاجم كالنحل أنحى لها

(٣) ذو الرمة ، ديوانه ( ١ / ٢٣٦ ) ، وفيه « ورقاء » مكان « زرقاء ».

١٤٧

وحَوْمَانَةٍ زَرْقَاءَ يَجْرِي سَرَابُها

بِمُنْسَحَّةِ الآبَاطِ حُدْبٍ ظُهُورُها

ل

[ الإِبْل ] : تخفيف الإِبِل.

ن

[ ابْنٌ ] : همزته غير أصلية ، وليس هذا موضعه ، وإِنما كتب ههنا للّفظ وهو من باب الباء والنون.

و [ فِعْلة ] بالهاء

ر

[ الإِبْرَة ] : معروفة.

وإِبرة الذراع : مستدقُّها.

وإِبرة العقرب : شوكتُها.

فَعَل ، بالفتح

د

[ الأَبَد ] : الدهر ، وجمعه : آباد ، قال الله تعالى : ( خالِدِينَ فِيها أَبَداً )(١) ، [ و ] قال النابغة : (٢)

أَقْوَتْ وطَالَ عَلَيْهَا سَالِفُ الأَبَدِ

ق

[ الأَبَق ] : القنَّب ـ ولم يأت في هذا الباب فاء ـ قال (٣) :

قَدْ أُحْكِمَتْ حَكَمَاتِ القِدِّ والأَبَقا

و

[ أَبَوٌ ] ، [ الأبا ] : وجعٌ يأخذ المعزى والضأن

__________________

(١) سورة النساء : ٤ / ٥٧.

(٢) ديوانه ( ١٤ ، ٤٧ ) ـ ط دار الكتاب العربي ـ ، وصدره :

يا دار مية بالعلياء فالسند

(٣) زهير ، ديوانه (٤١) ، وصدره :

القائد الخيل منكوبا دوابرها

١٤٨

من شَمّ أبوال الأَراويّ ، قال الشاعر (١) :

فَقُلْتُ لِكَنَّازٍ تَوَكَّلْ فَإِنَّهُ

أَباً لا إِخَالُ الضَّأْنَ مِنْهُ نَوَاجِيا

وأصله : أَبَوٌ ، فأَبدلت الواو ألفاً.

وكذلك نحوه من معتل اللام.

والأَبُ : الوالدُ (٢) واحد الآباء. وأصله : أَبَوٌ ، وقيل : أصله : أَبْوٌ ، بسكون الباء مثل عَدْو ( قال الله تعالى : ( وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ )(٣) وقال علي كرم الله وجهه :

الناسُ من جهةِ التمثيلِ أكفاءُ

أبوهمُ آدم والأم حواء) (٤)

وتثنيته : أَبَوان ، بفتح الباء ، قال الله تعالى : ( وَوَرِثَهُ أَبَواهُ )(٥).

__________________

(١) ابن أحمر ، شعره (١٧٢) ، وروايته :

اقول لكنازتوفل فإنه

ورواية اللسان في ( أبو ) كرواية المؤلف ، إلا أن فيها : « تدَكَّل » مكان « توكَّل » عند المؤلف و « توقَّل » في الديوان.

(٢) « الوالد » في الأصل ( س ) و ( لين ) وليست في بقية النسخ.

(٣) سورة عبس : ٨٠ الآية ٣٥.

(٤) ما بين القوسين جاء في الأصل ( س ) وفي ( لين ) ولم يأت في بقية النسخ ، وبعده جاء في حاشية الأصل ( س ) وفي متن ( لين ) ما نصه :

ايها الفاخر جهلا بالنسب

انما الناس لام ولاب

هل تراهم خلقوا من فضة

أوحديد او نحاس او ذهب

فترى فضلهم في خلقهم

هل سوى لحم وعظم وعصب

إنما الفخر بعقل راجح

وبأخلاق حسان والأدب

ذاك من خص به من بينهم

فاز بالفضل عليهم وغلب

وتثنيته : أبوان بفتح الباء ، قال الله تعالى : ( وَوَرِثَهُ أَبَواهُ ) [ سورة النساء : ٤ / ١١ ] يعني أباه وأمه ، وفي الحديث : « فأبواه يهودانه .. » وأما قوله تعالى : ( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ ) [ سورة يوسف : ١٢ / ١٠٠ ] ، فيعني : أباه وخالته. وجمعه : آباء. قال الله تعالى : ( آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ ) [ سورة النساء : ٤ / ١١ ]. وفي الحديث : « إِن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم .. » قال الفرزدق :

اوالئك ابائي فجئني بمثلهم

اذا جمعتنا يا جرير الجامع

وأما قوله تعالى حاكياً عن يوسف عليه‌السلام : ( يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً ) [ سورة يوسف : ١٢ / ٤ ] ، فكلهم قرأ ... إِلخ.

(٥) سورة النساء ٤ من الآية ١١.

١٤٩

وقوله تعالى : ( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ )(١) أي أباه وخالته.

وقوله : ( يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً )(٢) كلهم قرأ بكسر التاء غير ابن عامر فقرأ بفتحها ، وذلك في جميع القرآن.

قال سيبويه : التاء بالكسر بدل من ياء الإِضافة. ولا يكون الوقف عليها إِلا بالهاء ، لأن قولك « يا أبتِ » يؤدي عن معنى « يا أبي » ، ولأنه لا يقال « يا أبتِ » إِلا في المعرفة ، ولا يقال : جاءني أَبَتٌ ، ولا يستعمل إِلا في النداء خاصة. ولا يقال « يا أبتي » لأن التاء بدل من الياء ، فلا يجمع بينهما.

وأما فتح التاء فقال سيبويه : إِنهم شبهوا هذه الهاء التي هي بدل من التاء بالهاء التي هي علامة التأنيث ، كما قال النابغة (٣) :

كِلِيني لِهَمٍّ يا أُمَيْمَةَ نَاصِبِ

وهذا أحد قولي الفراء. والوقف عنده على هذا القول بالهاء. وقوله الآخر : إِنَّ أصله : يا أبتاه ، ثم حذفت الألف ، وهو قول أبي حاتم وأبي عبيد وأبي علي محمد ابن المستنير الملقب بقُطْرُب. ويكون الوقوف على هذا القول عند الفراء بالتاء.

وقال بعض أهل اللغة : الأصلُ في « يا أبت » الكسرُ ، ثم أبدل من الكسرة فتحة كما يبدل من الياء ألف في قولهم : يا غلاما أَقْبِل.

قال الفراء : ويجوز « يا أبتُ » بضم التاء. قال أبو إِسحق ، لا يجوز.

وأُبَيٌ بالتصغير : من أسماء الرجال.

و [ فَعَلَة ] بالهاء

ل

[ الأَبَلَة ] الثقَل. وفي حديث يحيى بن

__________________

(١) سورة يوسف ١٢ من الآية ١٠٠.

(٢) سورة يوسف ١٢ من الآية ٤.

(٣) ديوانه (٢٨) ، وعجزه :

وليل أقاسيه بطئ الكواكب

١٥٠

يَعْمُر : « كُلُّ مَالٍ أُدِّيَتْ زَكَاتُهُ فَقَدْ ذَهَبَتْ أَبَلَتُهُ » (١).

ويقال : إِنّ أصل الأَبلَة : وَبَلَةٌ ، من الوَبال.

فَعِل ، بكسر العين

ل

[ أَبِلٌ ] يقال : رجل أَبِلٌ : يحسن القيام على الإِبل.

و [ فَعِلة ] بالهاء

د

[ أَبِدَةٌ ] يقال : إِنّ الأَبِدَةَ الفَعْلة التي تبقى على الأَبد.

فِعِل ، بكسر الفاء والعين

د

[ الإِبِد ] : الأتان المتوحشة ، حكاها ابن قتيبة. يقال : أتان إِبِد في كل عام تَلِد.

ل

[ الإِبِل ] : معروفة وليس لها واحد من لفظها.

والنسبة إِليها : إِبَلِيّ ، بفتح الباء ، كقولهم في النسبة إِلى سَلِمة : سَلَمي ، بالفتح ، لتوالي الكسرات مع الياء.

وعن الأصمعي : يقال : له إِبِلٌ : أي مائة من الإِبل ؛ وإِبِلان : أي مائتان.

__________________

(١) هو بلفظه ، في غريب الحديث لأبي عبيد : ٢ / ٤٠٣ ؛ ويحيى بن يَعْمُر الوشقي العدواني من علماء وفقراء التابعين ، عمل في القضاء ، وكان أول من نقط المصاحف ، توفي سنة ١٢٩ ه‍ بالبصرة ( تهذيب التهذيب : ١١ / ٣٠٥ ؛ مشاهير علماء الأمصار لابن حبان ترجمة ٩٩٠ ).

١٥١

الزيادة

مَفْعَلة ، بفتح الميم والعين

ل

[ مَأْبَلَة ] : أرض مَأْبَلَةٌ : كثيرة الإِبل.

مَفْعِل ، بكسر العين

ض

[ المَأْبِض ] : بالضاد معجمة : باطن الركبة من كل شيء.

مقلوبه [ مِفْعَلة ] بالهاء

ر

[ المِئْبَرَة ] : النميمة ، وجمعها المآبِر.

مثقَّل العين

مُفَعَّلة بفتح العين

ل

[ المُؤَبَّلَة ] : الإِبل التي تتخذ للقُنْية

فُعَّل ، بضم الفاء وفتح العين

ل

[ أُبَّل ] : إِبِلٌ أُبَّلٌ : أي مهملة.

و [ فُعَّلَة ] بالهاء

هـ

[ الأُبَّهَة ] : العظمة.

فِعَّال ، بكسر الفاء

ن

[ إِبَّان ] الشيء : وقتُه.

و [ فِعَّالة ] بالهاء

١٥٢

ل

[ الإِبَّالة ] : الحزمة من الحطب ، يقال في المثل (١) : ضِغْثٌ إِلى إِبَّالة : أي قليل إِلى كثير.

فِعِّيل. بكسر الفاء والعين

ل

[ الإِبِّيل ] : واحد الأبابيل ، وهي الجماعات ، قال الله تعالى : ( طَيْراً أَبابِيلَ )(٢) ، وقال (٣) :

طريقٌ وجَبَّارٌ رِواءٌ أُصُولُهُ

عليهِ أَبَابِيلٌ مِنَ الطَّيْرِ تَنْعَبُ

وقيل : واحد الأبابيل : إِبَّوْل ، بكسر الهمزة وفتح الباء مثل عِجَّوْل وسِنَّوْر ، عن الكسائي ، والقول الأول عن محمد بن يزيد. وقيل : واحدها إِبَّالَة ، وقيل : إِيبال ، كدينار ودنانير. وقال الفراء وأبو عبيدة : ليس لها واحد من لفظها.

فَعَال ، بفتح الفاء مخفف

ن

[ أبَان ] : جبل معروف (٤).

وأَبَان : من أسماء الرجال.

و

[ الأبَاء ] : القصب ، واحدته أَباءة ، قال الأَجْدَعُ بن مالك الوادعي (٥) يصف كتيبة :

__________________

(١) انظر في المثل جمهرة الأمثال ( ٢ / ٦ ) ، ومجمع الأمثال ( ١ / ٤١٩ ).

(٢) سورة الفيل ١٠٥ / ٣.

(٣) البيت للأعشى ، ديوانه (٢٣٧).

(٤) انظر أبان وأبانان في معجم ياقوت ( ١ / ٦٢ ـ ٦٤ ).

(٥) انظر ترجمته عند مجيء اسمه في ( أجدع ) ص (٤٦٠) ، وانظر ( شعر همدان وأخبارها ) لحسين عيسى أبو ياسين من ( ص ٢٢٣ ـ ٢٣٣ ) وله على هذا الوزن والروي بيتان في ( ص ٢٢٣ ). وليس البيت أحدهما ، ولعله مما فات جامعه.

١٥٣

كَأَنَّ تَهَزْهُزَ اليَزَنِيِّ فِيهَا

تَهَزْهُزُ غَابَةٍ فِيهَا أَبَاءُ

وقال (١) :

ضَافي السَّبِيبِ كأنَّ غُصْنَ أَبَاءَةٍ

رَيَّانَ يَنْفُضُهُ إِذا ما يُقْدَعُ

ويقال : إِنّ الأباء جمع أباءة ، وهي الأجمة ، قال أبو كَبِير (٢) :

وأخو الأَباءة إِذْ رَأى خُلَّانَهُ

صَرْعَى شِفَاعاً حَوْلَهُ كالإِذْخِرِ

يعني قوماً قتلوا شِفاعاً ، أي اثنين اثنين ، وكذلك منبتُ الإِذخر ، لا تكاد توجد إِذخرة منفردة.

و [ فُعَال ] بضم الفاء

ي

[ الأُباء ] : أن يأبى الطعام ، يقال : أخذه أُباءٌ.

و [ فُعَالة ] بالهاء

ش

[ الأُبَاشَة ] : الجماعة ، بالشين معجمة.

فِعال ، بالكسر

ر

[ الإِبار ] : تلقيح النخل.

ض

[ الإِباض ] : بالضاد معجمة : حبل يشد به رسغ البعير إِلى عضده ، قال (٣) :

أَقُولُ لِصَاحِبِي واللَّيْلُ دَاجٍ

أُبَيِّضَك الأُسَيِّدَ لا يَضِيعُ

أراد : احفظ إِباضَك الأسودَ ، فصغَّر.

وعبدُ الله بن إِبَاضٍ ، الذي تنسب إِليه الإِبَاضِيَّة : من الخوارج ، وهو من تميم من بني مُرَّةَ بنِ عُبَيْدٍ رهط الأحْنَف بن قيس.

__________________

(١) البيت لمتمم بن نويرة من قصيدة له في المفضليات ( ١ / ٢٥٩ ).

(٢) هو أبو كبير الهذلي ، ديوان الهذليين ( ٢ / ١٠٣ ).

(٣) البيت بلا نسبة في المقاييس ( ١ / ٣٧ ) ، واللسان والتاج ( أ ب ض ).

١٥٤

فَعِيل

د

[ الأَبِيد ] : يقال : لا أفعل ذلك أبدَ الأَبِيد : أي أبداً.

ل

[ الأَبِيل ] : يقال : إِنَ الأَبِيلَ راهب النصارى. وكانوا يسمون عيسى بن مريم عليه‌السلام أَبيلَ الأَبِيْلِيِّيْن (١) ، قال :

وما سَبَّحَ الرُّهْبَانُ في كُلِّ بِيعَةٍ

أَبِيلَ الأَبِيْلِيِّيْنَ عيسى بنَ مَرْيَما

ي

[ أَبِيٌ ] : رجل أَبِيٌ : يأبَى الضيم والذمّ ، وقوم أُبَاةٌ.

فَعْلَاء ، بفتح الفاء ممدود

و

[ أَبْوَاء ] : عنز أَبْوَاءُ : إِذا أصابها وجع عن شمّ أبوال الأَراويّ.

وأَبْواء : اسم موضع (٢). ويجوز أن يكون على أَفْعَال ، كأنه جمع بَوّ.

فَعَلان ، بفتح الفاء والعين

ي

[ أَبَيَان ] : رجل أَبَيَانٌ ، من الإِباء.

__________________

(١) في ( ج ) الأبيليْن ، وهو صحيح لكنه لا يستقيم مع رواية الشاهد هنا ، ويروى الشاهد في المراجع على هذا اللفظ :

وما سبح الرهبان في كل بيعة

أبيل الابيلين المسيح بن مريما

والبيت لعمر بن عبد الجن كما في الخزانة ( ٧ / ٢١٦ ) ، وروايته : « أَبِيْلَ الأبِيْلِيْنَ المسيح ... الخ ، وانظر معجم الشعراء (١٨) وتاريخ الطبري ( ١ / ٦٢٢ ).

وفي ديوان الأعشى يرد اللفظ بصيغة أخرى أيضاً :

وما الايبلي على هيكل

بناه وصلب فيه وصارا

ولعلها تصحيف الأَبِيليّ أو الأَبَيْلِيّ بالمعنى نفسه أي الراهب ، وفي بيت آخر للأعشى :

فإني ورب الساجدين عشية

وما صل ناقوس النصارى أبيلها

أي أن صيغة النسبة واردة.

(٢) يطلق على عدة أماكن لعلَّ أشهرها قرية بالقرب من المدينة المنورة ، انظر ياقوت ( ١ / ٧٩ ـ ٨٠ ).

١٥٥

الأفعال

فَعَلَ ، بفتح العين ، يَفْعُل ، بضمها

ق

[ أَبَقَ ] : العبد إِباقاً. إِذا هرب. وفي الحديث (١) : « نهى النبيّ صَلى الله عَليه وسلم عن بيع الآبق ». قيل : هو محمول على الكراهة ، والبيع موقوف. وقيل : لا يصحّ ، وهو قول الشافعي.

ل

[ أَبَلَت ] : الوحش أَبْلاً وأُبولاً : إِذا اكتفت عن الماء بالبقل.

ن

[ أَبَنَه ] بالشي : إِذا اتهمه.

وأَبَنَه : أي ذكره بقبيح. وفي حديث (٢) عليٍّ في ذكر مجلس النبي عليه‌السلام : « ولا تُؤْبَنُ فيه الحُرَم » أي لا تذكر بقبيح.

و

[ أَبَوْتُ ] الصبِيّ أَبْواً : إِذا غَذَوْتُه. ويقال لليتيم : ما له أبٌ يَأْبُوه.

والأُبُوَّة : مصدر الأَب ، يقال : ما كنتَ أَباً ولقد أَبَوْتَ أُبُوَّةً.

وأصل « أَبَا » : أَبَوَ يَأْبُوُ ، فأبدلت الواو ألفاً في الماضي ، وحذفت ضمة الواو في المستقبل وكذلك نحوه من معتل اللام ، مثل : دعا وغدا.

__________________

(١) من حديث أبي سعيد الخدري عند ابن ماجه في التجارات ، باب : النهي عن بيع الحصاة وبيع الغرر ، رقم (٢١٩٦) ؛ أحمد : ( ٣ / ٤٢ ) ، واللفظ فيهما « نهى ـ صَلى الله عَليه وسلم ـ .. وعن شراء العبد وهو آبق .. » ؛ ومن حديث ابن عباس أخرج أحمد : ( ١ / ٣٠٢ ) « نهى ـ صَلى الله عَليه وسلم ـ عن بيع الغرر ... وبيع الغرر العبد الآبق .. » وانظر قول الإِمام الشافعي في الأم ( ٧ / ١٨٥ ـ ١٨٦ ).

(٢) بلفظه في غريب الحديث لأبي عبيد وابن الأثير ( النهاية : ١ / ١٧ ) ؛ وأضاف أنه مأخوذ من الأُبَنِ ( واحدتها : « أُبْنَة » ) ؛ وهي العقد تكون في القسيّ تفسدها وتعاب بها ؛ وانظر : اللسان « أبن » وقد نسب الحديث إِلى ابن أبي هالة.

١٥٦

فَعَلَ ، بفتح العين ، يَفْعِل ، بكسرها

ث

[ أَبَثَ ] : يقال : أَبَثَه أَبْثاً ، بالثاء بثلاث نقطات ، إِذا وقع فيه.

د

[ أَبَدَ ] بالمكان : أي أقام به.

وأَبَدَتِ الوحشُ أُبُوداً ، فهي أَوَابِدُ : إِذا توحشت ، قال امرؤ القيس (١) :

وقَدْ أَغْتَدِي والطَّيْرُ في وُكُنَاتِهَا

بِمُنْجَرِدٍ قَيْدِ الأَوَابِدِ هَيْكَلِ

وفي الحديث (٢) : قسم النبيّ عليه‌السلام مغنماً بذي الحُلَيْفَة ، فندَّ بعير ، فضربه رجل بسيفه أو طعنه برمح فقتله ؛ فقال النبي صَلى الله عَليه وسلم : « إِنّ هذه الإِبل لها أَوابدُ كأوابد الوحش ، فما ندَّ منها فاصنعوا به هكذا ».

وعن ابن مسعود وعبد الله بن عمر : ما ندَّ من الحيوان الذي يذكّى وامتنع عن صاحبه ، فطعنه برمح أو ضربه بسيف أو رماه بسهم فذاك له ذكاة. وهو قول مسروق بن الأجدع بن مالك الوادعي (٣) ، والحسن البصري ، وطاووس بن كيسان

__________________

(١) ديوانه (١٩).

(٢) بلفظه من حديث طويل لرافع بن خديج في الصحيحين وغيرهما. أخرجه البخاري في الشركة ، باب : قسمة الغنائم ، رقم (٢٣٥٦) ومسلم في الأضاحي ، باب : جواز الذبح بكل ما أنهر الدم ، رقم (١٩٦٨) وأحمد ( ٣ / ٤٦٢ ـ ٤٦٣ ). وحول ما ذكر المؤلف من أقوال انظر : الشافعي ( الأم ) : ( ٢ / ٢٦٠ ) وما بعدها ؛ ابن حجر : فتح الباري ( في شرح نفس الحديث ) : ( ٩ / ٦٢٣ ـ ٦٣٠ ) الشوكاني السيل الجرار ( ٤ / ٧١ ).

(٣) هو ابن فارس همدان وشاعرها الأجدع بن مالك ، ومسروق هو الذي صحت هجرته وإِسلامه ، وروي عنه في الطبقات ، ولقب بأبي عائشة ، وهو تابعي قدم المدينة في أيام أبي بكر ، وسكن الكوفة ، وشهد حروب علي وروي عنه في طبقات بن سعد ( ٤ / ١١٣ ) ، أنه قال : كنت مع أبي موسى يوم الحَكَمَيْن وفسطاطي إِلى جانب فسطاطه ، فأصبح الناس ذات يوم قد لحقوا بمعاوية من الليل ، فلما أصبح أبو موسى رفع رفرف فسطاطه فقال : يا مسروق بن الأجدع ، قلت : لبيك أبا موسى ، قال : إِن الإِمرة ما اؤتُمِر فيها ، وإِن الملك ما غُلِبَ عليه بالسيف ، وذكر الهمداني مسروقاً في الإِكليل ( ١٠ / ٩٢ ) ، وممن ترجم له الزركلي في الأعلام وذكر قولهم عنه إِنه كان أعلم بالفتيا من شريح ، وشريح أبصر منه بالقضاء.

١٥٧

اليماني من موالي حِمْيَر ، وأبي حنيفة ، وأبي يوسف يعقوب بن إِبراهيم البَجَلي ، ومحمد بن الحسن مولى بني شيبان ، وزُفَر ابن الهُذَيل من بني العنبر ، وزيد بن علي ابن الحسين ، وسفيان بن سعيد الثوري ، والشافعي. وقال سعيد بن المسيّب ، وربيعة ابن أبي عبد الرحمن مولى آل المنكدر التَّيْمِيِّين ، ومالك بن أنس بن مالك الحِميَري ، وأبو الحارث الليث بن سعد من موالي قيس : لا يؤكل إلا إِذا ذُبح.

ر

[ أَبَرَتْه ] العقرب : ضربته بإِبْرتها.

وشاة مَأْبُورَة : علفتْ إِبرة.

قال مالك بن دينار : « إِنما مَثَلُ المؤمن مَثَلُ الشاة المأبورة »

، يريد أنَّ أَكْلها قليل ، وإِن عُلفت لم ينجع فيها العلفَ.

وأَبَرْتُ النخل : إِذا لقّحتُه.

والأَبْر : علاج الزرع بما يصلحه من السقي والتعاهد ، قال طرفة (١) :

ولِيَ الأَصْلُ الَّذِي في مِثْلِهِ

يُصْلِحُ الآبِرُ زَرْعَ المُؤْتَبِرْ

ز

[ أَبَزَ ] الرجلُ وغيره : إِذا وَثَبَ ، قال (٢) :

يا رُبَ أَبَّازٍ من العُفْرِ صَدَعْ

تَقَبَّضَ الذِّئْبُ إِليهِ واجْتَمَعْ

س

[ أَبَسَ ] فلان فلاناً : إِذا قهره ، قال (٣) :

أُسُودُ هَيْجَا لَمْ تُرَمْ بأَبْسِ

وقال بعضهم : يقال : أَبَسْتُ بالرجل (٤) : إِذا قَصَّرْتُ به وحقّرتُه.

__________________

(١) ديوانه (٦٣).

(٢) لم ينسب الرجز في اللسان والتاج ( أبر ) ، و ( صدع ) ونسبته حاشية في التاج إِلى منظور بن حبة ونسب في مراجع أخرى إِلى منظور بن مرثد الأسدي.

(٣) العجاج ، ديوانه ( ٢ / ٢١٢ ) وبعده :

ضراغم تنفي بأخذ همس

(٤) ويتعدى بنفسه فيقال : أبستُ الرجلَ. انظر اللسان والتاج ( أبس ).

١٥٨

ض

[ أبَضَ ] البعيرَ بالإِباض أَبْضاً : إِذا شدّه من رسغه إِلى عضده ، قال (١) :

يَخْبِطْنَ خَبْطاً مُنْكَراً ورَكْضا

بِمُطْلَقَاتٍ لَمْ تُعَوَّدْ أَبْضا

ق

[ أَبَقَ ] العبد إِباقاً : إِذا هرب.

ل

[ أَبَلَ ] الرجل أَبْلاً : إِذا غلب وامتنع.

وأَبَلَتِ الوحش تَأْبُل : لغة في تأبِل.

ن

[ أَبَنَه ] بشيء : أي اتهمه.

فَعَل يَفْعَلُ ، بفتح العين فيهما

هـ

[ أَبَهَ ] يقال : ما أَبَهْتُ له : إِذا لم تحفل به. وفي حديث (٢) النبي عليه‌السلام : « أهلُ الجنّة كُلُّ ذي طِمْرَيْن لا يُؤْبَهُ له ، لو أَقْسَمَ على اللهِ لأَبَرَّهُ »

ي

[ أَبَى ] يأبى إِباءً : إِذا كره ، قال أبو خراش الهذلي : (٣)

أَبَى الصَّبْرَ أنّي لا يَزَالُ يَهِيجُنِي

مَبِيتٌ لَنَا فِيما مَضَى ومَقِيلُ

[ و ] قال الله تعالى : ( وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا )(٤) ، وقال تعالى : ( وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ )(٥) ؛ قال أبو إِسحاق : تقديره : [ و ] يأبى الله كلَّ شيء

__________________

(١) رؤبة ، ديوانه (٨٠).

(٢) هو من حديث معاذ بن جبل عند ابن ماجه في كتاب الزهد باب : من لا يؤبه له ، رقم (٤١١٥) ، باختلاف يسير في اللفظ ، ومن طريق أنس وغيره (٤١١٦) ؛ ومسند أحمد : ( ٣ / ١٤٥ ؛ ٥ / ٤٠٧ ).

(٣) ديوان الهذليين ( ٢ / ١١٧ ).

(٤) سورة البقرة : ٢ / ٢٨٢.

(٥) سورة التوبة : ٩ / ٣٢.

١٥٩

إِلا أن يتمّ نوره ، لأن « إِلا » لا تدخل وليس في الكلام حرف نفي ، ولا يجوز كرهت إِلا زيداً. وقال علي بن سليمان : إِنما جاز هذا في « يأبى » لأنها منع أو امتناع فضارعت النفي.

وأصل « أَبَى » : أَبَيَ يَأْبَيُ ، بالياء ، فأبدلت ألفاً. وكذلك نحوه من معتل اللام مثل : رعى وسعى.

فَعِلَ ، بكسر العين ، يَفْعَل ، بفتحها

ت

[ أَبِتَ ] : النهارُ : إِذا اشتدّ حرُّه. ويوم أَبْتٌ وأَبِتٌ وآبِتٌ ، كلُّ ذلك يقال.

ويقال : أَبِتَ من الشراب : إِذا انتفخ ، عن أبي عمرو إِسحاق الشيباني. ويقال : هو بالثاء.

ث

[ أَبِثَ ] الأَبِثُ ، فيما يقال : النشيط الأَشِر ، قال (١) :

أَصْبَحَ عَمّارٌ نشيطاً أَبثا

يَأْكُلُ لَحْماً بائتاً قد كَبِثا

كبِث اللحم : إِذا تغيّر.

د

[ أبِدَ ] الرجل : إِذا غضب.

ل

[ أَبِلَ ] : رجل أَبِلٌ : أي حاذق بما يصلح الإِبل.

هـ

[ أَبِهَ ] : يقال : ما أَبِهْتُ له : أي ما علمت بمكانه.

و

[ أَبِيَ ] تيس آبَى ، بهمزة ممدودة على مثال أَفْعَل : إِذا شمَّ بول الأروى ، فمرض عنه. وعنز أَبْواءُ. والمصدر : الأَبا.

__________________

(١) أبو زرارة النصري ، انظر اللسان والتاج ( أبث ).

١٦٠