• الفهرس
  • عدد النتائج:

جناب بأعلاه بهار ونرجس

فأبيض مفتر الثنايا وأصفر (١)

وموردنا في قلب قلت كمقلة

حذارا علينا من قذى العين تستر

وكم قد هبطنا القاع نذعر وحشه

ويا حسنه مستقبلا حين يذعر (٢)

نقود إليه طائعا كلّ جارح

له منخر رحب وخصر مضمّر

إذا ما رميناه به عبثت به

مدلّلة الأطراف عنهن تكشر (٣)

تضمّ لأروى النّيق حزّان سهلها

وقد فقدت فيها مهاة وجؤذر (٤)

كذاك إلى أن صاح بالقوم صائح

وأنذر بالبيت المشتت منذر

وفرّقهم أيدي سبا وأصابهم

على غرّة منهم قضاء مقدّر

ونعود إلى حيث كنا من تبدد شمل الجيره ، وطيّ بساط الجزيرة :

أما شاطبة فكانت من قصبتها شوساء الطرف (٥) ، وببطحائها عروسا في نهاية الظرف فتخلى عن الذروة من أخلاها ، وقيل للكافر : شأنك وأعلاها ، فقبل أن تضع الحرب أوزارها ، كشط عنها إزارها (٦) ، فاستحلّ الحرمة أو تأوّلها ، وما انتظر أقصر المدة ولا أطولها ، وأما تدمير فجاد عودها على الهصر (٧) ، وأمكنت عدوها من القصر ، فداجى الكفر الإيمان ، وناجى الناقوس الأذان ، وما وراءها من الأصقاع التي باض الكفر فيها وفرّخ ، وأنزل بها ما أنسى التاريخ ومن أرخ ، فوصفكم على الحادثة فيها أتى ، وفي ضمان القدرة الانتصاف من عدوّ عثا وعتا (٨) ، وإنا لنرجوها كرة تفك البلاد من أسرها ، وتجبرها بعد كسرها ، وإن كانت الدولة العامرية منعت بالقراع ذمارها (٩) ، ورفعت على اليقاع (١٠) نارها ، فهذه العمرية بتلك المنقبة

__________________

(١) في ه «جنان بأعلاه بهار».

(٢) في ه «تذعر وحشه».

(٣) في ب «مؤللة الأطراف».

(٤) النيق : الجبل الطويل ، أو أعلى موضع في الجبل ، والمهاة : البقرة الوحشية. والجؤذر : ولد البقرة الوحشية.

(٥) الشوساء : الرافعة رأسها تكبرا ، ومذكرها أشوس.

(٦) كشط عنها غطاءها : رفعه عنها.

(٧) هصر العود هصرا : أماله وكسره.

(٨) عثا ـ بالمثلثة ـ أفسد. وعتا ـ بالمثناة ـ تجبر وتكبر.

(٩) القراع : النضال والقتال. والذمار : كل ما يجب أن يحميه المرء من عرض وغيره.

(١٠) اليقاع : ما ارتفع من الأرض.