أنا شاعر الدنيا وأنت أميرها |
| فما لي لا يسري إلي سرورها |
أشار الأمير إلى مضحك له كان حاضرا أن يحبق (١) له لقوله «أنا شاعر الدنيا» فقال له ابن الروح : على من حبقت؟ يعني أنه يحتمل أن يكون ذلك الفعل لقوله «أنا شاعر الدنيا» أو لقوله «وأنت أميرها» ففطن الأمير لما قصده ، وضحك وتغافل.
وقال أبو بكر بن المنخل الشلبي (٢) : [الكامل]
كم ليلة دارت عليّ كواكب |
| للخمر تطلع ثم تغرب في فمي |
قبّلتها في كفّ من يسعى بها |
| وخلطت قبلتها بقبلة معصم |
وكأنّ حسن بنانه مع كأسه |
| غيم يشير لنا ببعض الأنجم |
وقال ذو الوزارتين أبو بكر بن عمار (٣) : [المتقارب]
قرأت كتابك مستشفعا |
| بوجه أبى الحسن من ردّه |
ومن قبل فضّ ختام الكتاب |
| قرأت الشفاعة في خدّه |
وقال : [المجتث]
غزا القلوب غزال |
| حجّت إليه العيون |
قد خطّ في الخدّ نونا |
| وآخر الحسن نون |
قال الحجاري : وإكثار ابن عمار في المعذّرين وإحسانه فيهم يدلّك على أنه ، كما قيل عنه ، كان مشغوفا بالكاس ، والاستلقاء من غير نعاس.
وكان أبو الفضل بن الأعلم (٤) من أجمل الناس وأذكاهم (٥) في علم الأدب والنحو ، وأقرأ علم النحو قبل أن يلتحي ، فقال ابن صارة فيه : [الكامل]
أكرم بجعفر اللبيب فإنه |
| ما زال يوضح مشكل «الإيضاح» (٦) |
__________________
(١) يحبق : يضرط.
(٢) انظر المغرب ج ١ ص ٣٨٧. وزاد المسافر ص ٨٧. والتكملة ص ٤٩٦.
(٣) انظر المغرب ج ١ ص ٣٨٨.
(٤) انظر المغرب ج ١ ص ٣٩٦.
(٥) في ب : «وأذكرهم».
(٦) الإيضاح : اسم كتاب في النحو ألفه أبو علي الفارسي.