• الفهرس
  • عدد النتائج:

يا أهل أندلس حثّوا مطيكم

فما المقام بها إلا من الغلط

الثوب ينسل من أطرافه وأرى

ثوب الجزيرة منسولا من الوسط

ونحن بين عدوّ لا يفارقنا

كيف الحياة مع الحيّات في سفط (١)

ويروى صدر البيت الثالث هكذا : [البسيط]

من جاور الشّرّ لا يأمن بوائقه

كيف الحياة مع الحيات في سفط

وتروى الأبيات هكذا :

حثوا رواحلكم يا أهل أندلس

فما المقام بها إلا من الغلط

السلك ينثر من أطرافه ، وأرى

سلك الجزيرة منثورا من الوسط

من جاور الشر لا يأمن عواقبه

كيف الحياة مع الحيّات في سفط

وقال آخر : [البسيط]

يا أهل أندلس ردّوا المعار فما

في العرف عارية إلّا مردات

ألم تروا بيدق الكفار فرزنه

وشاهنا آخر الأبيات شهمات (٢)

وقال بعض المؤرخين : أخذ الأذفونش (٣) طليطلة من صاحبها القادر بالله بن المأمون يحيى بن ذي النون بعد أن حاصرها سبع سنين ، وكان أخذه لها في منتصف محرم سنة ٤٧٨ ، انتهى.

وفيه بعض مخالفة لما قبله في وقت أخذها ، وسيأتي قريبا بعض ما يؤيده.

قال : وهي مدينة حصينة ، قديمة أزلية ، من بناء العمالقة ، على ضفة النهر الكبير ، ولها قصبة حصينة في غاية المنعة ، ولها قنطرة واحدة عجيبة البنيان على قوس واحد ، والماء يدخل تحته بعنف وشدة جري ، ومع آخر النهر ناعورة ارتفاعها في الجو تسعون ذراعا ، وهي تصعد الماء إلى أعلى القنطرة ، ويجري الماء على ظهرها فيدخل المدينة ، وطليطلة هذه دار مملكة الروم ، وبها كان البيت المغلق الذي كانوا يتحامون فتحه حتى فتحه لذريق فوجد فيه صورة العرب ، انتهى.

__________________

(١) سفط : وعاء.

(٢) البيرق ، والفرز ، والشاه : قطع من قطع الشطرنج. «وشهمات» كلمة في مصطلح اللاعبين يعبرون بها عن انتهاء الدور وأصله «شاه مات» أي : مات الشاه ، يقولها الغالب.

(٣) في ب «الأذفونش».